لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-12, 01:00 PM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : suze المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

هههههههه
شوو هاالاعلان الخطير..سوزي
بانتظارك التكملة من يديك الحلوة
شوقيني

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 12:17 AM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
نبض القلب


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86407
المشاركات: 8,598
الجنس أنثى
معدل التقييم: هبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسيهبـه الفــايد عضو ماسي
نقاط التقييم: 7381

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هبـه الفــايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : suze المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ههههههههههههه
طيب طييييييييييوب انا جيييييييييييييييييييييييت وبالانتظاااااااااااااااااار
اليوم
اهوه
حضرت الفيشار والبطانيه والكاكاو ومستنيييييه واحلي اعلان بشريط الاهداءات اللي مش بتشوفيييييييييييييه

اليوم
الفصلين الاخيرييين يا بنااااااااااااااااات
:djparty :: 46::54
:

 
 

 

عرض البوم صور هبـه الفــايد   رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 01:42 AM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 76160
المشاركات: 2,427
الجنس أنثى
معدل التقييم: suze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1038

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
suze غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : suze المنتدى : روايات عبير المكتوبة
A0aa585061

 




اليوم بنزل اخر فصلين بالرواية

بعتذر لكل المتابعين عن كثرة تأخرى وبشكرهم

من اكثر الاجزاء اللى عذبتنى بالكتابة المشهد الاخير للبطل فى اخر الرواية

وماحدا يسالنى ليش لما بتقروه هتفهموا ^ــــ*

قبل ما بنزل الفصول بدى اسوى اهداء :

الى غاليتى ومشرفة القسم

ريحانة

دعمتنى وبلا علمى وكنتى دوما معى تساندينى فى غفلة حتى منى





كلمات الشكر لن توفى ما فعلتى لاجلى




الى اخت حبيبة لقلبى :

هبة الفايد

لا تتخيلى فرحتى بمتابعتك المتواصلة لى لعلمى بانشغالك





دمتى لى اخت حبيبة فى الله ولا يحرمنى منك





الى متابعين رواية مؤامرة قاسية :

سامحونى لن اذكر اسماء حتى يغضب احد بسبب الزهايمر خاصتى

تحملتوا تاخرى بصدر رحب وبلا تذمر

دعوتوا لى بكربى وهمى

انتظرتونى على مدار شهور بمنتهى الصبر والود








الشكر والتقدير لن يفيكم مهما ذكر







 
 

 

عرض البوم صور suze   رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 02:02 AM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 76160
المشاركات: 2,427
الجنس أنثى
معدل التقييم: suze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1038

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
suze غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : suze المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded

 




الـــــفـــــصـــــل الـــثــــامــــن




- " سوف تتجلدين ثانية " كان فم كورد يلتوى فى ابتسامة غريبة عندما استدارت ايلين لتواجهه فى الظلام , وبانت أسنانه بيضاء فى وجهه الاسمر:"سوف يصبح هذا عادة عندك " وقف ينظر اليها بصمت , فيما أصوات الحفلة تتناهى إلى سمعها من تلك المسافة وصوت حفيف الرمل يصدر رقيقا تحت أقدامهما :" ماذا تفعلين فى الخارج هنا ؟ " اقترب منها خطوة لينظر مباشرة إلى وجهها : " كنت تبكين."

- " شعرت برغبة للتنزه . هذا كل مافى الامر " اختلست نظرة خلفه بسرعة " أين كلوديا ؟ "

- " كيف لى أن أعرف ؟ " أجاب منفعلا وعيناه مركزتان على وجهها الشاحب " أنا لست وصيا عليها "

- هزت كتفيها غير مبالية عندما أبعدت نظرها عنه "حسنا , فهى لم تبتعد عنك طيلة الليلة , فقط اعتقدت ..."

- " فقط اعتقدت ماذا؟ " لمعت أسنانه مجددا ولكن الابتسامة هذه المرة كانت تحمل سخرية خفيفة "إنها الغيرة , أليس كذلك؟ "

- " الغيرة " كانت سعيدة لأن الظلام أخفى لون وجنتيها وهى تستدير مبتعدة " صعب "

- " أنت محقة , انه اقتراح سخيف " كان الصوت العميق حادا وأدركت انها لمست وترا حساسا . حسن سوف يسرها أن تؤلمه بعد الألم الذى سببه لها هذه الليلة.

- " لا شك أنك تفضلين رفقة هؤلاء المهرجين الصغار الذين كنت تراقصينهم هناك ؟ "

- التقت نظراته ورأت فى وجهه القاتم خطوطا قاسية, جعلت من المستحيل قراءة أفكاره "نعم,كماحصل " تجرأت وتحدته الآن ولا يوجد شىء لتخسره " إنهم مرحون , لقد كانوا ودودين وأحبونى . ما الخطب فى ذلك ؟ "

- كانت تعابيره تشير الى أنها لم تمنحه الجواب الذى كان يتوقعه , وبعد لحظة صمت لوى فمه فى حركة بشعه " الصدق؟ فى هذه المرحلة المتأخرة؟ حسنا ,حسنا " لف ذراعيه وهو يحملق فيها بعينين ضيقتين باردتين " وهل كنت رقصت معى لو طلبت منك هذا الشرف ؟ "

- " لم يكن هناك أى خطورة فى الموضوع , أليس كذلك ؟ " أجابت بهدوء عندما استدارت لتنظر الى السماء الملطخة بالسواد , تصلى حتى لا يسمع نبضات قلبها " قد اعتبر نفسى فوق منزلتى لو منحتنى امتيازا نادرا كهذا , بالإضافة إلى ذلك ,إن هذا الامر لن يروق لكلوديا ."

- " كلوديا مجددا" كان صوته يعكس اهتمامه , مد يده اليها فجأة و أدارها حتى أصبحت أمامه أسيرة قبضته " إنها المرة الثانية فى عدة دقائق تذكرين فيها تلك المرأة بشكل خاص . هل من سبب لذلك؟"

- " أنت من يجب أن يعرف " بدا ذلك تصرفا طفوليا, ولكنها شعرت كأنها مثل طفل صغير قد تأذى . كان فى داخلها شىء يتوق إلى أن ترمى بنفسها أمامه على الرمال وتولول وتلطم وتصرخ وتبكى نفسها بقسوة . لم يلعب هذه الألاعيب القاسية ؟ ماهو الفرح اللعين الذى يحصل عليه من رؤيتها تتألم ؟

- " لندعى للحظات أننى لا أعرف " كان فى صوته رنة حادة تشير إلى أن صبره بدأ ينفد . كثيرا ماسمعت هذه الرنة منذ أن عملت معه حتى استطاعت أن تتبين لسعتها . وما أثار دهشتها أنها وجدت نفسها للمرة الأولى غير آبهة باثارة غضبة, وكأن أسوأ مايمكن أن يحصل قد حصل وقد حرر شىء ما . " لندعى أننى لست ذكيا جدا وأنت سوف توضحين لى الأمر."

- " آه , ما الهدف من ذاك ؟" حاولت أن تبعد نفسها جانبا ولكن قبضته كانت شديدة الاحكام , وبدلا من ذلك دفعت باتجاهه للحظة قصيرة . شعرت بتشنج أعصابه ودفعها بعناية الى مسافة ذراع , وعندما تكلم مجددا كان وجهه قاسيا.

- " الهدف هو , أريد أن أعلم ! الآن . أعلم أنك حتما لا تستطيعين الانتظار لتعودى الى المعجبين بك , ولكن أرجوكى اضبطى نفسك لعدة دقائق فقط وأجيبينى فى لغة أستطيع استيعابها , عندئذ سوف أزيل وجودى غير المرغوب به فى أسرع ما يمكن".

- " المعجبون بى !" حملقت به " على الاقل انهم أصدقاء وأنا لا اتسلل فى الظلام طلبا للهو . إذا اهتممت بما يكفى بشخص لأن أتزوج منه , لن أخجل من اعلان ذلك , وأنا بكل تأكيد لن أكذب فى ذلك الشأن ".

- " استنتج أن هذه ملاحظة تسخر منى , ولكن عليك أن تكونى أكثر تحديدا " أصبح صوته قاسيا صلبا وأخذت أصابعه تغرز فى الجلد الرقيق فى ذراعيها.

- " إنك تؤلمنى " حاولت أن تحرر نفسها مرة ثانية وانسدل شعرها فوق وجهها فى غيوم فضية مشرقة.

- " أود ذلك !" أصبح وجهه وحشيا فجأة " صدقينى , حقا أود ذلك , ايتها الاستفزازية الصغيرة الجميلة. أنت لم تفعلى شيئا إلا إثارتى طيلة السهرة".

- " لم أفعل! " انحنت الى الخلف فجأة لتنظر الى وجهه الغاضب :" لا تستطيع أن تتهمنى بذلك؛ لقد رأيتك مرة واحدة فقط وذلك عندما جررتنى الى غرفة مكتبك ".

- " لا توجهى إلى تلك النظرة البريئة و فهى لن تنفع! أنت تعلمين تماما ما كنت تفعلين بى , ترقصين مع كل هؤلاء الرجال الآخرين , وتسمحين لهم بإمساكك..." كان صوته خشنا أجش وصدرت عنه تنهيدة خافتة عندما نظر الى بشرتها الشاحبة فى ضوء القمر . شتم بهدوء وهو يقربها منه.

- " لا تفعل "

- " لا تفعل " ردد صوتها وهو يتنهد " إن الحاجة الى ذلك كادت تقودنى الى الجنون طيلة الليلة ,وأنت تقولين لا تفعل ". وعانقها وحاولت دفعه فوقعا معا فوق الرمال .

- " دعنى وشأنى " فاجأته فى هذه المرة عندما ابتعدت فجأة ودفعته بقوة حتى أصبح مستلقيا على ظهره وانتصبت واقفة على قدميها , تاركة مسافة بينهما .

- كان تنفسه خشنا وعسيرا عندما وقف بدوره , ومرر يدا فوق وجهه وهو يتكلم " ماهى المسألة الآن بحق الجحيم ؟ لم أكن أنوى الإعتداء عليك , حتى تصرخى بتلك الطريقة !"

- " إذا أردت القيام بذلك ,اذهب وابحث عن كلوديا!" راحت تصرخ بصوت عال , ولكنها لم تستطع التوقف " إنها هى التى سوف تتزوج منها! هى التى سوف تعيش معك فى بيتك!" كانت تقريبا لا تعى ما تقول بمزيج من الغضب والحزن , ونظر اليها فى دهشة تامة عندما قفزت بقوة , وقد تلاشى اللون من وجهها واتسعت عيناها محدقتين .
منتديات ليلاس
- بقى هادئا للحظة ثم وقف ببطء , وأطلق تنهيدة عميقة عندما أدخل يديه فى جيبى بنطاله الجينز "واين سمعت تلك الثرثرة المفعمة ؟"

- " إنها ليست ثرثرة " نطقت كلماتها ببطء عندما أخفضت صوتها " لقد أخبرتنى كلوديا بنفسها, هذا المساء . لقد اعتزمت شراء البيت كى تستطيع هى البقاء بجانب والدها بعد زواجكما . هى اخبرتنى! هذا على الاقل سوف يوفر عليك نقلها الى البيت كل ليلة ...أو ربما لن تزعج نفسك ؟ ربما والدها لا يمانع فى أن تلعب ابنته دور مومس ؟"

- حدة كلماتها عبّرت عن درجة غضبها , وهالتها فجأة بشاعة تلك الكلمات .استدارت مبتعدة عنه,واضعه يديها المرتجفتين فوق وجنتيها الملتهبتين وهزت رأسها برقة. " أنا آسفة. ماكان يجب أن أقول ذلك ". طالت فترة الصمت بينهما ولم تكن تجرؤ على الابتعاد." لا علاقة لى كيف تعيش حياتك وأى شىء هى قد تكون ,أنا أعرف أن كلوديا ليست مومسا"

- أيضا لم يقل شيئا وأخيرا نظرت باتجاهه .كان واقفا يتأمل البحر وكأنه منحوتة صخرية ,تمثال ضخم مجمد على الرمال البيضاء, واطاره اسود تحت سماء الليل الزرقاء.

- " كورد " همست باسمه مترددة ؛ وقد أرعبها جمودة .

- " ماذا تعرفين عن المومس ؟" لم يكن صوته غاضبا أو عاليا , فقط خاليا تماما من المشاعر بفتور مميت أرعبها أكثر من غضبه كله .

- " لقد كنت متزوجا من واحدة لمدة ثلاث سنوات , لذا , باستطاعتك القول إننى نوعا ما خبير".

- " ماذا ؟" لم تع أنها نطقت تلك الكلمة بصوت عال , ولكن لابد وأنها قد فعلت , لأنه استدار فجأة باتجاهها ووجهه مرعب لا تقوى على النظر اليه.

- " آه , لم تأخذ مالا على ذلك , فهمت , لا شىء أقسى من ذلك . وكل ذلك تحت غطاء خاتم الزواج. بامكانها أن تجعل الشخص يعتقد نفسه أنه الانسان الوحيد على الارض الذى تقيم معه علاقة, الأول و الأخير , واعتقدت أن ذلك كان فقط لأجلى" ضحك برقة ولكن كان لضحكته صوت لم تسمع له مثيلا فى حياتها قط. " حتى عندما اكتشفت ما كانت تقوم به لم أستطع أن أصدق ذلك, ولكن حين وجدتها مع أقرب أصدقائى كنت فى وضع أبعد من ان أهتم بما فعلت . وأعتقد أننى تمنيت له حظا سعيدا تلك الليلة ؛ فهو حتما سيكون بحاجة لذلك ."

- تفرست به فى صمت مخيف وهز رأسه بخفة "عودى الى الحفلة , يا ايلين ".

- " أرجوك , كورد ...." تقدمت خطوة باتجاهه ولكن عينيه كانتا تنظران الى شىء لا تستطيع رؤيته ولوح لها بتعب لتبتعد . " عودى يا ايلين؛ عودى قبل ان اقول شيئا أندم عليه . فقد قال كلانا الشىء الكثير ."

- تركته واقفا الى حافة المياه ومشت ببطء بمحاذاة الشاطىء , رأسها يدور فيما حاولت أن تستوعب ما سمعته . هذا إذا , سبب سخريته اللاذعة فى كل ما يتعلق بالإناث . إنها أبدا لم تواجه فرصة فى اللحظة الأولى . لم لم تلتقى به قبل أن تضع ميغان سمومها فى دمائه ؟ عندما اقتربت من الأنوار والضجيج استدارت لمرة واحدة قبل أن تغادر الشاطىء , كان واقفا حيث تركته , ينظر الى البحر , شكلا بعيدا أسود على خط الساحل المظلم, أكثر بعدا الآن من أى وقت.

- لم تشأ أن تستيقظ فى اليوم التالى . سمعت ويندى تنهض وتدخل غرفة الحمام التى تتشاركان فيها وبعد عدة دقائق سمعت اللحن المتناغم للمرشاش وكأنه يهدهد على ظهرها لتغفو , إنه لأمر مريح جدا أن لا تفكر ولا تشعر .

- بعد وقت قصير كانت تدرك بشكل مبهم أن أحدا ما يسحب الستائر ويفتح النافذة كى يتسرب الهواء المالح المنعش البراق إلى غرفة النوم , وعندما تناثر شعاع من نور الشمس الساطع على وجهها, قررت أن عليها مواجهة العالم على أى حال .فتحت عينيها ببطء , متوقعة ان ترى وجه ويندى المرح .

- كان كورد واقفا إلى أحد جوانب السرير يحملق بها, وجسده الكبير يبدو قاتما مقارنة بنور الشمس الاصفر المتدفق خلفه , وجهه صلب ونظراته غامضة ." مرحبا ".

- رمقته ايلين فى دهشة وفمها على شكل دائرة من شدة دهشتها , وبعد لحظة ارتسمت ابتسامة خفيفة على زاوية فمه " لن ألتهمك و مع اننى لن أقول ان الفكرة لم ترد على خاطرى .إن الساعة تجاوزت الحادية عشر ؛ألن تنهضى أبدا ؟"

- " لا يمكن أن تكون كذلك ." نظرت حولها حائرة عندما جلست فى سريرها ." أين ويندى ؟"

- " ذهبت مع الآخرين فى نزهة على الشاطىء, وأعترف أنها تمنعت قليلا . اعتقد أنها أدركت أننى كنت سأصعد إلى هنا وأقوم بألاعيبى معك عندما يخلو الجو " لقد فهمت انه لم يكن مسرورا من السخرية التى بدت فى صوته العميق .

- قالت بصوت رقيق " آه , كان يجب ان توقظنى قبل الآن " .

- قال بصوت خال من التعبير: " لقد بدت عليكى الحاجة الى النوم . لابد واننى كنت اتعبك فى العمل"

- " بالطبع لم تفعل " اعترضت بسرعة ولكنها جمدت عندما انحنى ولمس الدوائر الداكنة تحت عينيها بأصابع رقيقة. " حسنا , شىء ما يسبب ظهور هذه البقع هنا "

- كانت رقته كثيرة لتتحملها وانزلقت فى سريرها مرة ثانية ورفعت الغطاء حتى ذقنها " إذا, سوف أرتدى ملابسى " .

- " هناك فطور خفيف بانتظارك فى المطبخ عندما تكونين جاهزة " مشى ببطء الى الباب " سوف احضر بعض القهوة ".

- " شكرا لك " لم يكن هناك دفء فى الوجه المتجهم ولم تعرف كيف يفترض أن تكون ردة فعلها , عندما دخلت الى المطبخ بعد وقت قصير رأته جالسا يقرأ بعض الأوراق . ثم دفعها جانبا وراحت نظراته تتفحصها باستحسان . وراحت نظراته تتفحصها باستحسان , وثبتت نظراته على شعرها المتمايل فى ربطة على شكل ذيل حصان ز وقال برقة :" أنت تبدين فى السادسة عشرة عندما تسرحين شعرك بهذه الطريقة بالطبع , إلى ان يلاحظ المرء البقية "
منتديات ليلاس
- توردت بشكل متوهج وابتسم فيما اشار الى مقصف الطعام البارد الى جهة من المطبخ " لا أحد يستطيع أن يجد الكثير بعد الليلة الماضية ؛ اخدمى نفسك " ملأت طبقا باللحم البارد والسلطة , وقطب جبينه عندما جلست بجانبه " أنت لا تأكلين ما يكفى" نظرت إليه مندهشة ولاحظت بريقا رقيقا غريبا فى عينيه الرماديتين قبل أن يستدير ليسكب القهوة .

- " هل ذهب الجميع فى نزهة ؟" لم تستطع أن تذكر اسم كلوديا , ولكن صورة المرأة الصهباء الطويلة الانيقة تتنزه على الشاطىء مع موظفى كورد غير ملائمة , لقد علمت ان كلوديا تعتزم البقاء ؛وقد قامت بعرض كبير فى الاصرار على ان تنزل فى الغرفة المجاورة لغرفة كورد عندما جال بهم فى ارجاء المنزل الليلة السابقة.

- تفرس بها للحظة فى صمت مبهم ثم تكلم بخفة , صوته هادىء وساخر " اضطرت كلوديا الى ان تغادر الليلة الماضية بشكل غير متوقع ؛ أما من النواحى الأخرى فإن الحفلة كانت كما هى والجميع الآن خارجا ".

- تحول لون وجنتيها قرمزيا وارتشفت قليلا من قهوتها الساخنة , بسبب سرعتها حرقت مؤخرة حنجرتها , لقد علم أنها تساءلت أين كانت كلوديا؛ وشعرت فى معدتها بذلك المغص الذى يسببه قربه منها دائما .هذا الرجل يستطيع باستمرار أن يقرأ ما يجول فى خاطرها! وأجبرت نفسها على الابتسام بأدب " آمل ألا تكون على غير ما يرام !"

- استرخى فى مقعده وهو يبتسم , وبدا واضحا انه قد سر بنفاقها :" ليس حسبما أعلم".

- " حسن "

- نهض وملأ طبقه , جلس الى الطاولة وأخذ يتناول طعامه باستمتاع , لكن ايلين شعرت وكأن كل لقمة سوف تخنقها . يجب ان تكون محصنة من تأثير هاتين العينين الرماديتين الصافيتين ولكن نظرة واحدة قادرة على تذويبها كالهلام الضعيف . هو, من الجهة الثانية , من الواضح أنه لا يقيم عدلا حينما تكون هى معنية .

- عندما عاد الآخرون بعد عدة لحظات , كان امتنانها عظيما ودخل الجميع , فى عصبة واحدة الى الحديقة . مرت بقية اليوم بسرعة , وجاهدت بأن تتجنب كورد عندما يكون ذلك ممكنا ؛ إن علمها بعزمه على الزواج من كلوديا والحقائق التى علمتها عن ماضيه فى الليلة الماضية شوشت عقلها وأربكت مشاعرها لدرجة أنه أصبح يوجد عملاق واحد من الألم حيث يفترض أن يوجد دماغها . أرادت ان تكون فى البيت بمفردها لتتبين حقيقة مشاعرها ثم تبدأ بالتآلف مع ذلك .

- كانت الساعة قد جاوزت السابعة عندما وصلت قافلة السيارات لتقل الجميع فى طريق العودة . فيما كانت ايلين تهبط الدرجات وهى تحمل حقيبتها الليلية , ظهر كورد من غرفة مكتبه ونادى بإسمها.

- " نعم ؟" نظرت إليه بحذر ؛ لقد كانت تحسب الدقائق حتى تستطيع الهرب.

- قال بهدوء :" لقد تلقيت لتوى اتصالا هاتفيا من هانتن . أحتاج مساعدتك لمدة ساعتين إذا كان ذلك يلائمك ؟ سوف أقلك الى المنزل فور انهاء العمل."

- هزت رأسها موافقة وقد غاص قلبها . ألن تنتهى أبدا هذه العطلة ؟ سمعت اسمها من احدى السيارات المنتظرة وقطب جبينه بنفاذ صبر " قولى لهم بأن يذهبوا " إنه هو نفسه , كورد بطبيعته الانانية , وارتسمت فوق شفتيها ابتسامة سريعة مصطنعة . قفل عائدا الى وضع العمل . وبعد ذلك كان كل شىء أعمالا .

- بعد أكثر من ساعتين , عندما شارفا على الانتهاء, رفعت رأسها لتجد أن عينيه القاتمتين كانتا تنظران الى وجهها .

- " متعبة " كان صوته رقيقا , ولكن فى وجهه شىء وتّر أعصابها " اذهبى وانتعشى وأنا سوف أسكب شرابا لكلانا قبل أن نغادر "

- نهضت ممتنة وهى تمط جسدها النحيل . لقد كان الجو دافئا فى المكتب وشعرت بالحرارة والرطوبة داخل سترتها وبنطالها , اللذين ارتدتهما طيلة النهار " لن اتأخر أكثر من دقيقة "

- هز رأسه حائرا فيما هو ينهى كتابة آخر الأرقام التى حسبها , وعندما اجتازت القاعة التقطت حقيبتها الليلية بحركة سريعة , بعد أن قررت أن تبدل سترتها بالسترة الاضافية التى أحضرتها معها. ذهبت الى الغرفة التى شاركتها فيها ويندى, وضعت السترة النظيفة على سريرها , وقلعت سترتها بشعور من الارتياح فشعرت بروعة نسيم الليل باردا على بشرتها الحارة.

- بعد أن رطبت أعلى جسدها بسرعة على المغسلة فى غرفة الحمام وسرحت شعرها بشكل أملس , ذهبت الى غرفة النوم لترتدى ملابسها ثانية , ما كادت تصل الى ملابسها حتى سمعت الخطوات الثابتة الثقيلة على منبسط الدرج فى الخارج, وقبل أن تتمكن من الحراك كان كورد قد فتح الباب , وهو يتكلم :" لابد أنك جائعة ؛ لدينا فى الثلاجة كل انواع الطعام اللذيذ...."

- جمدت تحت وطأة نظراته المحدقة فيما تلاشى صوته , ثم أطلقت صرخة من الارتباك وهى تلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تصد نظراته الصامته.

- " كنت أتكلم عن الطعام ..." كان يحاول أن يكون ثرثارا ليتدارك الوضع , ولكن لونا احمر قاتما صبغ لون بشرتها الشاحب وبدا أنه غير قادر على توجيه نظره بعيدا عنها فقال بصوت أجش :" أنا آسف . اعتقدت أنك فقط تسرحين شعرك ؛ لم أتوقع أن ...."

- أغمضت عينيها للحظة وعندما فتحتهما ثانية كانت الرقة تصهر الوجه القاسى :" إنك جميلة جدا يا ايلين ... لا شىء يدعو للخجل "

- " إنه ليس ..." وجدت نفسها تتلعثم وتمنت لو أنه يغادر حتى تتمكن من الانتهاء من ارتداء ملابسها .

- " هل هو أنا؟" اقترب خطوة والنار تحترق فى عينيه " لا تريدين ان اراك ؟ ولكن لم ؟ أنت أمرأة وأنا رجل ؛ إذا كان هناك أحد سوف يقدر كل ما لديك لتقدميه , أنا أفعل "

- " أرجوك , كورد "

- " لا ترتعبى . لا أريد أذيتك ؛ ألا تعلمين ذلك ؟"

- قالت بصوت هامس :" ولكنك سوف تفعل , أليس كذلك ؟" وقطب جبينه وهو ينظر إليها , والعاطفة تحول عينيه الى بركتين رماديتين , وبشرته السمراء تبدو قاتمة بالمقارنة مع جمالها .

- " سوف أفعل ماذا؟"

- " تأذينى " رفعت وجهها الى وجهه عندما تكلمت وكانت عيناها رقيقتين ومتوسلتين مثل عينى انثى ظبى وهى مجروحة أمام صياد " أنت لن تريد ذلك , ولكنك سوف تفعل ."

- جمدت تعابير وجهه واجاب " هل هذه فكرتك عنى ؟"
منتديات ليلاس
- " ولكن ذلك ما أخبرتنى به أنت نفسك " اهتز صوتها فيما هى تنظر اليه " أنت لا تريد التورط, الحب , الأشياء الطبيعية . حتى هذا الامر مع كلوديا ...أنت لا تحبها فعلا , أليس كذلك ؟"

- " هل مازلت تعتقدين بوجود شىء كالحب ؟" كان وجهه باردا جليديا .

- " بالطبع " تناولت سترتها عندما تكلمت وتشبثت بها , مسرورة بالانحناءة لتخبىء وجهها للحظة, هل هى تؤمن بالحب ؟ إنه أبدا لن يعرف مدى سخرية كلماته .

- " ما تتكلمين عنه , الزواج , تذكرة للحصول على المال ثمن يدفعه الرجل " كانت العينان الغامضتان باردتين .

- " إنه ليس ثمنا , ليس كما تعتقد " استطاعت ان تشعر بالدموع تهدد بخنق كلماتها ولكنها أرادته بيأس أن يفهم . " الزواج الحقيقى لا علاقة له بكمية الاموال التى تمتلكها أو لا تمتلكها . إنه مبنى على الحب , المشاركة فى السراء والضراء , العناية... لا استطيع التورط بأى علاقة ليست مبنية على هذه الأمور".

- " أنت تتلفظين كلاما زائفا " وبدا كئيبا بشكل هائل.

- " لا و انظر الى العم رون إنه متزوج وسعيد منذ سنوات , ووالدى احبا بعضهما بعضا حتى اليوم الذى توفيا فيه ".

- قال بهدوء " لا يمكنك ان تكونى واثقة من ذلك "

- " حسنا , والداك اذا ؟"

- قال وفى عينيه نظرة ألم :" ذلك كان شيئا مختلفا. حبهما هو الاستثناء الذى يثبت القاعدة . أما الذى تقولينه لى فهو من متطلبات العصر القديم , إذا اردت على أن أدفع ثمن ذلك الزواج "

- قالت برقة :" لا , ليس ذلك ما أقوله لك "

- " لا ؟" لوى فمه بمرارة " أنت لست صادقة الان. إذا تقدمت للزواج منك ,لأجعلك ىمنة فى ورقة صغيرة لا تستحق كل ..." طرق أصابعه الطويله باحتقار "....سوف تسجدين أمام قدمى . لا توجد أى أمرأة ترفض عرضا فى الثراء الذى لا حدود له , مع الضمان لتذكرة طعام مباحة لمدى الحياة إذا لم تتم الأمور بشكل حسن ". كان فى صوته غطرسة مفاجئة.

- " سوف أفعل " نظرت فى وجهه مباشرة " أستطيع أن أقول بكل صدق إننى لن أوافق على الزواج منك لو كنت آخر انسان على وجه الأرض " فكرت يائسة , لأننى لا استطيع ان اعيش معك وانا اعلم أنك لا تحبنى , يا عزيزى , أنت سوف تدمرنى فى أسابيع .

- " لا أصدقك " شقت نظراته طريقها الى عينيها كأنه ينظر الى عقلها وكرر ببطء :" لا أصدقك "لكنها استطاعت ان ترى من الوعى المتزايد على وجهه أنه أدرك أنها تقول الحقيقة , وأصبح فمه مثل خيط أبيض رفيع.

- " لو أقمت معك علاقة الآن , سوف تتوسلين لى للزواج منك"

- " يجب عليك أن تفعل ذلك بالقوة أولا "

- " هل تعتقدين بأنى لن أفعل ؟"

- نظرت اليه بعناية " قد لا أعرفك بشكل جيد , يا كورد , أشك فى وجود أحد يعرفك بشكل جيد , ولكننى اراهن بحياتى على أنك لن تتدخل نفسك فى مكان غير مرحب بك فيه "

- تجمد وابتعد عنها قائلا :" لم أسمع أبدا مثل هذه الاهانة الرائعة محبوكة بتلك الطريقة الجميلة " استدار ومشى باتجاه الباب ببطء :" لن ازعجك ثانية , هذا وعد منى "

- " كورد ..." للحظة كادت ان تقول له إنه لم يفهم , إنها تحبه , وعلى استعداد لأن تقوم بأى شىء لأجله . لكنه استدار عندئذ وكان وجهه وجه انسان غريب بارد . نظر اليها بعينين خاليتين من الانفعالات . فجمدت الكلمات فوق شفتيها , وحملقت فيه يائسة وقد أرعبها الجليد فى عينيه.

- أتى صوته مختلفا وهو يقول :"سوف نتجاوز الوجبة المعدة للأكل . كونى جاهزة خلال خمس دقائق . سوف أنتظر فى السيارة ".

- فور مغادرته الغرفة انهارت فوق السرير وكامل جسدها يهتز من ردة فعلها . كيف حصل كل ذلك؟ أخذ عقلها يدور بجنون وتأوهت بألم . لا شىء آخر كان باستطاعتها أن تقوم به أو تقوله . ليس بمقدورها ان تجعله يعلم بحبها له ؛ حتى هذا الألم أفضل لديها من العذاب الذى كانت ستعانى منه . عندئذ . تأرجحت الى الامام والى الخلف فوق السرير ويداها حول جسدها . تبحث عن الراحة التى لم تكن موجودة.

- كانت الايام التالية القليلة صعبة ومشحونة , وقد تألمت ايلين بشدة لأنه لم يظهر على كورد أية آثار للمعاناة التى كانت تتآكل روحها . صحيح .أن تصرفه كان أكثر برودة من المعتاد مع موظفيه. وهو يتقبل شكرهم على العطلة بهزة باردة خالية من الابتسام وهو يعاملها بتحفظ جليدى لم يتغير للحظة .

- لقد مضى حتى الان أكثر من اسبوع على الحفلة , وكان من المفترض أن يصل بيار أسفانا بعد ظهر ذلك اليوم للقاء كورد . تمنت ايلين لو ان ابنته لا ترافقه ؛ إنها لم تر كلوديا منذ تلك الليلة فى حديقة كورد وهى تبغض اى مواجهة قد تقوم بها المرأة الجميلة ذات الشعر الأحمر .

- فى وقت متأخر من فترة ما بعد الظهيرة سمعت أصواتا فى الخارج وغاص قلبها وهى تدرك الطرقات الحادة التى لا يمكن أن تخطىء تمييزها , لوقع خطوات كلوديا التى سمعت قبل لحظة من دخولها مع والدها . وجه المرأة الأكبر سنا كان باردا ونظرتها الرقيقة حذرت ايلين لتبقى وجهها منخفضا ولكنها اندهشت من موقف بيار أسفانا الذى وقف بصورة طبيعية امام مكتبها وتبادل معها التحية . لكن بعد ظهر ذلك اليوم مر مسرعا وكأنها غير موجودة , دخل مكتب كورد مع كلوديا خلفه بخطوة واحدة قبل أن تستطيع ايلين أن تتفوه بكلمة.

- صدرت عن ايلين تنهيدة ارتياح عندما اغلق الباب. شعرت للحظة أنها مثل طائر محطم الجناحين , وكلوديا ستكون سريعة باستغلال أى موقف ضعف.
منتديات ليلاس
- خلال دقائق سمعت أصواتا ترتفع من الغرفة الداخلية , خمدت بسرعة , لتعود وترتفع من جديد بعد لحظة . تبينت صوت كورد بدهشة شديدة ؛لم تعهده أبدا يصرخ خلال المدة التى عملت معه فيها. إنه معروف بمحافظته على هدوء أعصابه تحت أى ظرف . رمقت الباب بتوتر ؛ يبدو وكأن حربا قد اندلعت هناك فى الداخل . مهما كان الخطب ؟ لم تبق تراقب لوقت طويل. فقد فتح الباب فجأة ووقف كورد عند مدخله , وجهه الوسيم قاتم من الغضب وعيناه الرماديتان باردتان كالجليد.

- " هلا أتيت لحظة الى مكتبى , من فضلك , يا ايلين " أخفى صوته الغضب الذى كان يحول ملامحه الى لون قاتم ؛ وكان وجهه باردا وساكنا.

- تبعته الى الغرفة وهى تترقب شرا , لمحت عيناها الشخصين الآخرين اللذين كانا يحملقان باتجاهها . وللحظة واحدة سمحت كلوديا لنظراتها أن تنتقل وتقابل عينى ايلين , ورأت السم يقطر من تينك العينين المائلتين .

- " يبدو أنه لدينا مشكلة " كان وجه كورد قناعا مشدودا , وفوق عينيه ظلال منعتها من قراءة أعماقهما .

- " نعم ؟" نظرت مباشرة الى وجه كورد وهى تتكلم محاولة تركيز اهتمامها عليه وعليه وحده " هل أستطيع المساعدة ؟".

- صدر عن كلوديا انفجار ضحكة قصيرة:"المساعدة؟ " مطت شفتيها بعيدا عن أسنانها البيضاء الصغيرة فى حركة ساخرة جعلت مظهر وجهها الجميل يبدو مثل صورة رسم كاريكاتورى ساخر " أعتقد أنك فعلت ما فيه الكفاية"

- " كلوديا " انطلق صوت والدها مثل طلقة مسدس:"دعى كورد يتولى هذا الأمر ".

- "إيلين " انحنى كورد باتجاه مكتبه فيما هو يتكلم متجاهلا تماما وجود الشخصين الآخرين :" هل تذكرين بعض الأوراق كنت قد طلبت منك العمل فيها منذ أسابيع قليلة لها علاقة بالأمور المادية للمؤسسة المندمجة ؟ إنها تتضمن مصالح بعض الممولين وفيها كل شىء بالتفصيل ".

- " لست واثقة من ذلك " عقدت حاجبيها وهى تحاول أن تتذكر :" كان يوجد العديد من التقارير والرسائل بحاجة للترجمة ".

- " تذكرى جيدا .إنها مسألة مهمة جدا " كان صوت كورد مشجعا وهو ينظر الى عينيها .

- " آه , ان هذا شىء محزن حقا ". تحركت كلوديا بعدم ارتياح فى مقعدها , وهى تضع قدما فوق قدم, ثم تعيدها الى مكانها . " ولماذا هذا الأمر؟ إنه شىء واضح , أليس كذلك ؟ بالله عليك ..."

- " كلمة إضافية واحدة وأنا شخصيا سوف أتولى أمر إخراجك من هذا المبنى . هل هذا واضح؟" استدار كورد باتجاه كلوديا بوحشية جعلتها تقفز والآن علا وجهها لون أحمر من الغضب . ووجهت نظرة رجاء حادة باتجاه والدها . لكنه كان مايزال يحملق أمامه بوجه ثابت متحجر.

- " انا اعرف من تعنى " عادت عينا كورد لتثبت فوق وجه إيلين الشاحب عندما تكلمت :" لقد أبقيناها محفوظة فى الخزانة إلا عندما كنا نعمل فيها بالفعل ؟"

- " نعم " استرخى بخفة " كان يوجد نسختان فقط من بين كل الوثائق ؛ أنا أملك واحدة وبيار يملك الثانية . لقد أعتقدنا اننا قد اتخذنا كل الاحتياطات الضرورية للحفاظ عليها بسرية تامة ولكن الآن يبدو أن شركة منافسة قد وضعت يديها على احدى النسخ . ولحسن الحظ أنا أعرف المدير المسئول معرفة قوية , وعندما نقل له أحد مرؤوسيه هذا النبأ المثير اتصل بى هاتفيا فى الوقت نفسه كى يضعنى فى الصورة , التى فى تلك الظروف كانت سخيفة بشكل مطلق . هذا يعنى ان الاتفاق بكامله أصبح الآن شائعا . إذا شاء منافسنا أن يعلن عن هذه الوثائق للعامة , سوف يسبب ذلك متاعب غير ضرورية , وبيار و أنا سوف نخسر مبلغا معتبرا من المال "

- " أنا أفهم ذلك " قالت ايلين ببطء , مع ان شيئا لم يكن قريبا من الحقيقة " كيف أستطيع المساعدة؟"

- " باطلاعنا على أسماء المتعاملين معك وعلى القيمة التى سيدفعونها لك " كانت عينا كلوديا اللامعتين مليئتين بالحقد والكراهية.

- " هذا يكفى " وقف كورد على قدميه بسرعة وفى لحظة دار حول المكتب " لقد حذرتك , يا كلوديا"

- " أرجوك , يا كورد " وقف بيار أسفانا ايضا ووضع يدا متعبة فوق كتف صديقه :"كان هذا الأمر صدمة لنا جميعا ولا داعى لمزيد من الجدال, أرجوك . ألا نستطيع أن نناقش الأمر مثل الراشدين المنطقيين ؟ أنا لا أتهم أحدا فى هذا الوقت".

- " أنا أفعل!" عزمت كلوديا على نيل نصيبها من هذا الموضوع .

- " هل تعتقد أننى بعت هذه الأوراق لشخص ما؟" كان وجه ايلين شاحبا فيما هى تنظر الى وجه كورد مباشرة :" هل هذا كل ما يجرى حوله هذا الموضوع ؟"

- سمعته يأخذ نفسا عميقا قبل أن يجيب , وصوته هادىء ورقيق :" لا أحد يتهمك , يا ايلين. لا يوجد أى دليل على شىء. لسوء الحظ لا يوجد أحد سوى نحن الأربعة يعرف طريقا للوصول إلى الوثائق فى أى وقت طالما نحن نعلم ذلك , ولذلك اضطررت لن أسألك إذا كنتى تعلمين شيئا لا أعلمه. ربما قد حضر أحد عندما كنت تعملين فى تلك الأوراق ؟تركتها بالصدفة لليلة فوق مكتبك؟ شىء كهذا؟"

- " لا " لم تبعد نظرها عن وجهه :"بل أنا دائما أقفل عليها ثانية . مازلت أحتفظ بالمفتاح الإضافى للخزانة ".

- " نعم , أنا أعلم ". نظر إليها بهدوء.

- " تملكين مفتاحا ؟" صرخت كلوديا بتلك الكلمات , وقد علت وجهها الملتهب علامات الرضى التام التى لم تخف على احد. " حسنا , هذا لب الموضوع , إذا ! لم تخبرنا أنها تملك مفتاحا ". حملقت فى كورد شاحبة الوجه.

- قال بصوت متحجر :" هذا ليس من شأنك ".

- ردت بحدة :" ليس من شأنى ؟ آه , رائع , رائع! كورد لاشونى العظيم يقع فى مصيدة سكرتيرة صغيرة وسوف يواكب العصر! لا أستطيع الانتظار حتى يكتشفوا الموضوع حول ذلك . أنت سوف تكون موضع سخرية الجميع , يا عزيزى, مصداقيتك سوف تكون لا شىء , صفرا حجريا باردا!".
منتديات ليلاس
- "إحضارك الى هنا كان غلطة " صوت بيار أسفانا الهادىء أوقف فجأة الخطبة المسهبة العنيفة الحقودة. فيما هو ينظر الى ابنته الوحيدة , كان يعلو وجهه أثر رمادى وعيناه كانتا غامضتين, وشىء ما فى الوجه النحيف المجعد جعل كلوديا ترفع يدها الى فمها .

- " أنا آسفة , يا أبى " مدت له يدا ولكنه أبعدها جانبا واستدار نحو كورد ببطء.

- " أعتذر لك على هذه المماحكة المضحكة فى اللقاء, يا كورد. لقد اعتقدت أننا نستطيع سبر غور هذا الموضوع , ولكن يبدو ان ذلك ليس بهذه البساطة . سوف تقوم بالتحقيقات ؟" هز كورد رأسه ببطء :" سوف أكون فى المنزل إذا احتجت إلى ".

- مشى خارجا من المكتب وهو ينحنى قليلا الى الأمام و كأن مرضا قد ألم به , وكلوديا تسير بصمت خلفه . راقبهما كورد يغادران وتعبير عميق من الاهتمام يعلو وجهه , وعندما تلاشى صوت وقع أقدامهما استدار لمواجهة ايلين التى كانت ما تزال جالسة على مقعدها مجمدة من الصدمة.

- " يجب أن أجرى تحقيقا , هل تفهمين ؟" هزت رأسها فاقدة الأحساس. " ألا يوجد شىء تريدين قوله لى , أى شىء كان منسيا ؟".

- حملقت به فيما تجمد الدم فى عروقها :" تعتقد أنى من فعل ذلك , ألا تفعل ؟" نهضت عن مقعدها حتى أصبحت واقفة أمامه,ووجهها شاحب وعيناها متسعتان من الألم . قالت وهى تصرخ :" أنت تصدق كل كلمة قالتها كلوديا !"

- " هدئى من روعك " نظر اليها ببرود " إنك تصبحين هيستيرية ".

- "هيستيرية! " لقد علمت ان ذلك لا يقنع العقل المحلل , الصعب ,ولكن كل الألم المتراكم منذ أسابيع تفجر فجأة فى سيلان غضب ما كانت تستطيع إيقافه حتى لو حاولت :" كنت فى انتظار حدوث أى شىء لتثبت أنك على حق , أليس كذلك؟ أى شىء! تنسى إذا كانت الحقيقة أم لا!" تجمد وجهه القاتم . " حسنا , لن أبقى هنا حتى تستجوبنى أنت أو أى شخص آخر! تستطيع ان تهتم بعملك الثمين , يا كورد لاشونى . أنا أنسحب!"

- عبرت الغرفة وذهبت الى مكتبها , ووجنتاها تلتهبان بلون قرمزى وأذناها تطنان بطريقة جعلتها صماء . رأت أن الباب المؤدى الى المكتب الرئيسى كان مفتوحا والجميع متوقفون عن العمل, فخيم صمت مطبق .

- تبعها كورد الى مكتبها , لطم الباب فاغلق بقوة بعدما حملق غاضبا فى موظفيه جاحظى العيون:" ماذا تعتقدين أنك تفعلين ؟"

- كانت ترمى ببعض الأشياء الشخصية الموجودة على المكتب داخل حقيبتها , بحركات سريعه مرتبكة , وكامل جسدها يرتجف وكأنها كانت تقف على حبل :" ماذا يبدو أننى أفعل ؟" صرخت تقريبا بتلك الكلمات فى وجهه وللحظة بدا وكأنه سوف يضربها لشدة غضبه .

- " يبدو وكأنك أصبت بالجنون !" لقد كان يصرخ الآن وفى وسط آلامها شعرت للحظة برضى عميق لأنه لمرة واحدة لم يكن فى سيطرة تامة على أعصابه :" أنا من يجب ان يثور غاضبا لا أنت!"

- " آه , اذهب إلى الجحيم !" كانت أبعد من الخوف أو أى تفكير منطقى . لم تشعر قط مثل هذا الغضب التام :" منذ اليوم الاول الذى التقيتك فيه لم أعرف شيئا إل المآسى وقد نلت ما يكفى! أكثر مما يكفى ! لم آخذ أوراقك الغبية التى لها علاقة بألاعيب قوتك الصغيرة , ولكننى أتمنى لو أننى فعلت . أى شىء لرمى مفتاح إلى أعمال الآله البشرية العظيمة , كورد لاشونى !"

- كانت عيناها تلتهبان بغضب جعله يقف صامتا . " لقد نعتنى بالغشاشة والمزورة , أبدا لم تصدق أية كلمة قلتها ..." كان فى الجهة الثانية من المكتب وفتحت الباب قبل أن يتمكن من الحراك , وعندما خطت خطوة واسعة مبتعدة الى المكتب الخارجى تقدم ليتبعها لكنه توقف فجأة عندما لاحظ وجوه موظفيه المهتزة بحركة تنم عن عدم التصديق . جمد للحظة ثم استدار باتجاه مكتبه وصفق الباب بقوة جعلت قطعة من الجص تقتلع نفسها من السقف وتقع محطمة على الأرض .




 
 

 

عرض البوم صور suze   رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 02:24 AM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 76160
المشاركات: 2,427
الجنس أنثى
معدل التقييم: suze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييمsuze عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1038

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
suze غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : suze المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Newsuae2

 





الـــــفــــــصــــــل الــتـــاســـع والأخــيــر





- لم تع ايلين أبدا كيف وصلت الى شقتها ؛ وبقيت رحلة العودة صفحة بيضاء و الى الابد فى ذاكرتها . لقد كانت ترتجف بشدة لدرجة أنها استغرقت عمرها كله كى تضع المفتاح فى القفل , ودخلت الى الغرفة الهادئة , المضاءة بأشعة الشمس عندما فتح الباب . نظرت حولها فى صمت مذهل . الصور المقولبة نفسها كانت معلقة على الجدران, صحون طعام الافطار كانت منتظرة حتى تغسل ...كل شىء كان كما تركته هذا الصباح . لقد تمزق عالمها الى ملايين الأجزاء الصغيرة ومع ذلك لم يكن هناك شىء يشير الى ذلك.

- اتصلت بالمطار قبل ان تنزع معطفها " نعم آنسة مارسيل, يمكننا حجز تذكرة " الصوت الذى أتاها كان مساعدا بشكل هادىء " يجب أن تكونى فى المطار من أجل تأكيد الحجز عند الساعة العاشرة . موافقة ؟ حسنا . رحلة ممتعة"

- بقيت جالسة فى شبه غيبوبة لمدة ساعتين على الكرسى فيما فترة ما بعد الظهر تتحول الى الغسق وظلال المساء الزرقاء تزحف الى الغرفة . ايقظها من استغراقها فى التفكير طرق حاد على الباب . فتحت الباب وهى ماتزال فى حالة ذهول , لتجد هيئة كورد الضخمة تسد الباب .

- " لا أريد التحدث إليك " كان صوتها ضعيفا ولم تفتح الباب أكثر .

- " مع ذلك سوف نتحدث " قال عابسا , وعيناه تجولان فوق وجهها الشاحب بتمعن :" نستطيع التحدث هنا فى الممر أو فى شقتك "

- ترددت للحظة فدفع الباب جانبا وتجاوزها , واستدار لمواجهتها عندما وصل الى منتصف الغرفة , ذراعاه متشابكتان وقدماه الطويلتان القويتان متباعدتان :" هل ستكونين واعية أم مازلنا نلعب مسرحية هواة ؟".

- " إذا كنت بذلك تسأل إن كنت سأعود إلى العمل معك , فالجواب هو لا " كانت مسرورة للامبالاة المنحدرة التى غلفت عقلها ؛ واكتشفت انها لم تتأثر بنظراته الغاضبة.

- " لا أعتقد أنك فى أى وضع يسمح لك بإتخاذ القرار فى ذلك الشأن " قال ببرود , وقد رق صوته بالتهديد :" هناك أمور أبعد من مصلحتك فقط فى الرهان , بالتأكيد ؟ "

- " أنت تعنى تيم ؟" نظرت اليه بعينين صافيتين متسعتين . " أنا لست مسئولة عن أخى بعد الآن , يا سيد لاشونى" بعدما نطقت اسمه تجهم وجهه ولكن عينيه الرماديتين بلون الفولاذ لم تتحركا " سبب وجودى فى هذا المأزق هو لأجل تيم , ولأول مرة أستطيع أن أرى الأمر بوضوح منذ بداية كل هذا , أنا لا أقدم له أية مساعدة بلفه بنسيج صوفى . حان الوقت ليواجه عواقب أعماله ".

- " وأعمالك ؟ هل أنت مستعدة لمواجهة المحاكمة و الاعتراف بدورك فى هذا الأمر ؟"

- " أول مرة علمت شيئا عن الاختلاس كان عندما تحدثت إلى فى المكتب تلك الليلة " حملقت به غاضبة " جينى و زوجها سددا الأموال التى أخذتها جينى منذ سنوات وأنا استخدمت تلك الأموال لأجل رحلتى . لا أخشى مواجهة أى محاكمة لأنه عند حدوث ذلك سأكون قادرة على الاتصال بجينى والطلب منها تاكيد كلامى . أنا لم أر قرشا من أموالك , صدق أو لا تصدق , أنا حقا لا أهتم "

- " تريديننى أن أصدقك بأنك تقيدين نفسك لى لمدة سنة ليبقى شقيقك حرا ؟ وأنك لا تخشين على نفسك ؟"

- " أنا لا أسألك أن تصدق شيئا " قالت ببرود " لقد انتهيت من كل ذلك . أستطيع اثبات ما قلت وهذا كل ما يهم الآن "

- سأل بهدوء :" وهذه المصيبة الأخيرة ؟ ألا تعتقدين أنك بهروبك تعترفين بذنبك ؟"

- " لست مذنبة " رفعت رأسها بفخر :" أنا أعلم ذلك , وليذهب الباقون الى الجحيم ".

- " هذه المرة الثانية اليوم تقولين لى أين أستطيع أن أذهب, وأى من المرتين لم يكن مكانا أنا قد أختاره " قال وهو شارد الذهن ولهجته معلنة بشكل أعلى من المعتاد :"ما الذى يجعلك تعتقدين أننى أوافق كلوديا على اتهاماتها؟"

- قالت ببرود :" لا اهتم إذا كنت توافقها أم لا , فأنت حتما لم تعارض . لقد تركتها تتهمنى من دون أن توجه كلمة دفاع".

- " ذلك ليس صحيحا "

- " فى كل الاحوال , سوف أغادر غدا , لقد حجزت تذكرة سفر وسأكون فى بيتى فى انكلترا خلال المساء " تهدج صوتها قليلا فيما هى تتكلم . فقد تملكها فجأة حنين غريب قوى لرؤية تيم وعمها و أن تكون على تراب الوطن .

- " لن أسمح لك بذلك ".

- " أنت لن تسمح بذلك ! ليس لك كلام فى هذا الموضوع. أنت لاشىء بالنسبة لى ." أحنت نظرتها وقد وعت كذبتها

- قال عابسا :" لقد أوضحت ذلك فى الماضى . كونى حذرة, يا ايلين , لن اتراجع عن كلامى . سوف أراك انت وتيم فى المحكمة أولا ."

- " ليكن الأمر كذلك "

- " اسمعى , توقفى عن ذلك " مشى خطوة باتجاهها , وعيناه أصبحتا فجأة عينى كورد أصغر سنا :" لا تذهبى بتلك الطريقة لا تجعلينى أحاربك ".

- " لا أستطيع البقاء " وسألته فى سرها : كيف أستطيع وأنا أحبك بهذه الطريقة ؟.

- " أرجوك , ايلين ". تكون لديها انطباع بأن الرجاء كان غريبا عن شفتيه , ولكن على الرغم من كل شىء فقد ومض بريق الأمل بسرعة .

- سألت ببطء :" لم تريدنى أن أبقى ؟"
منتديات ليلاس
- حملق بها بصمت لدقيقة كاملة وعيناه محجوزتان فى معركة ما تضطرم بعنف فى داخله , وظهرت على الفم القاسى والفك المربع المشدود . ثم هز رأسه بيأس : "ألا يكفى أننى سألتك ؟".

- " كلا , لا يكفى " كان صوتها صرخة ليتفهمها .

- " لا أستطيع أن أتغير " قال وفى صوته لمسة من العجرفة مما شدد من عزمها ." أنا كما أنا . آخذ ما أريد حتى أمل منه ؛ كل الرجال يفعلون ذلك , فقد أنا أكثر صدقا من معظمهم ".

- " أنت لم تأخذنى " لم تكن تعنى أن تتفوه بتلك الكلمات التى صدرت رغما عنها , ولكن بدا الأمر وكأنها قد أهانته , وذكرته بضعف يحاول أن ينساه .

- قال برقة :" ربما كان ذلك غلطة , ربما كان يجب أن أنالك تلك الليلة , بغض النظر عن براءتك . ما كان يهم لو أنك كرهتنى فى الصباح ؟ فأنت تكرهيننى على كل حال "

- " أنا لا أكرهك ".

- جذبها نحوه بشكل مفاجىء " لقد سئمت من الكلمات . أنت فقط مثل أية أمرأة ؛ ولا تفهمين غير أمر واحد " . وعانقها قائلا :" لن أسمح لك أن تتركينى ؛ أنت لى حتى أقول خلاف ذلك ". كان عناقه قويا :" إذا لم أستطع شيئا اخر , أستطيع أن أجعلك تريدننى , أليس كذلك ؟ قولى أنك لى ...قوليها".

- اضطرارها للتفكير دفع عقلها قليلا إلى الواقع , فحاولت التحرك " كورد..."

- تركها وأخذ ينظر اليها وفى وجهه لون قاتم غريب معذب , " هنالك المزيد , فقط لو تتصرفين بحرية معى , أنا أريدك , يا ايلين , إنك طعامى ونومى وأنفاسى . هذا الأمر يكاد أن يقودنى إلى الجنون , بامكاننا أن نكون جيدين معا و أنت تعلمين أنه بامكاننا ذلك "

- لم تستطع فى البداية أن تجيب , ولكن عندما هدأت أنفاسها وبدأت دقات قلبها المجنونة بالسكون نظرت الى وجه المنتظر بعينين حزينتين :" لم أشك للحظة بأننا سنكون جيدين معا " عندما لاح أمل فوق وجهه لوحت بيد محذرة:" ولكن ذلك لا يكفى , هل يكفى؟ ليس لى أنا .كم من الوقت سيدوم ؟ سنة , ربما سنتين . أنا شىء جديد بالنسبة إليك الآن , لعبة جديدة " كاد أن يجيب لكنها أوقفته بهزة من رأسها :" هذا صحيح , يا كورد , أنظر إلى قلبك".

- " أنا أعرف ماذا فى قلبى ". كان صوته خشنا .

- " وأنا أعرف ماذا فى قلبى . لا أستطيع أن أكون كما تريدنى أن أكون . يوجد مئات الفتيات فى الخارج قد يقفزن لاغتنام هذه الفرصة وإقامة علاقة معك , ولكننى لست واحدة منهن".

- " ماذا لو قلت أننى سوف أتزوج منك , ما سيكون رأيك عندئذ ؟ " كانت عيناه تتخللان عينيها .

- " حتى لو فعلت , فذلك لن يغير شيئا . أنت لا تفهم , هل تفهم؟ أنت حقا لا تدرك , إننا لا نحب بعضنا بعضا , والعلاقات ليست كافية بالنسبة لى ؛ وفى النهاية لن تكون كافية بالنسبة لك ".

- " أنت تطاردين قوس قزح , يا ايلين " مشى عبر الغرفة بعيدا عنها فيما هو يتكلم , وكان وجهه مزيجا من الألوان" تطاردين نوعا من المشاعر الخداعة فيما الشىء الحقيقى يبرز أمامك بشكل واضح . الحب هو الانسجام الحسى بين أى شخصين , إنه يبدأ وينتهى بذلك . قد يرسم الشعراء والكتاب صورا خيالية , ولكن الانسجام الحسى هو ما يؤخذ بعين الاعتبار . نحن نملك ذلك , أنا أعرف هذا ".

- " هل هذا ما كان بينك أنت وميغان؟" كان لزاما عليها أن تسأل . كان من الجنون أن تشعر بالغيرة من أمر انتهى منذ سنوات , ولكنها تشعر بذلك . لقد كانت المرأة الوحيدة التى تزوج منها .

- " لم تجعل الأرض تهتز . إذا كانت تمتلك ما تعنين " كانت نظراته مريرة :" لدى إحساس بأنك تستطيعين . ولكننا لن نعرف أبدا , هل سنعرف ؟ لم يجب أن تكون الأمور معك دائما , إلى الأبد ؟ لم لا تعيشين ليومك فقط ؟".

- قالت بسرعة :" لأن أيام الغد كثيرة ".

- " هل أنت مصممة على المغادرة ؟".

- واجهته بقوة :" نعم , يجب على ذلك ".

- " كيف ستذهبين إلى المطار غدا ؟".

- " ماذا ؟" حملقت به مندهشة . تغيير الحديث ضيعها للحظة. "آه , فى سيارة الأجرة , لقد حجزت واحدة منذ قليل".

- قال بفظاظة :" الغى ذلك ".

- " أنظر , أعتقد اننا اتفقنا ..."

- " لم نتفق على شىء , ولكن هذا لا يعنى أنه يجب ألا تذهبى. إذا أصررت على انتحار مهين وأخذ تيم معك فهذا شأنك , ولكننى لن أدع أيا من الموظفين لدى يكابد فى الوصول الى المطار فى بلد غريب ودفع ثمن هذا الامتياز".

- أخبرته مندهشة , أنها لا تستطيع أن تفهمه , إنه لغز كبير. " سوف اصل الى أعماق هذه المهزلة حول الوثيقة , يا ايلين ". ولم تستطع التأكد من الصوت البارد إذا كان وعدا أم تهديدا " وسوف أكون على اتصال بك . أعتقد بأنك تقومين بخطأ فظيع إذ تغادرين قبل الانتهاء من هذا الموضوع , ولكن إذا كنت مصممة ...؟" هزت رأسها ببطء. نظر إليها نظرة أخيرة طويلة ثم غادر بهدوء , وتركها حائرة ومحطمة القلب أكثر من أى وقت مضى .

- حضر فى اليوم التالى كما وعدها . توقف قلبها ثم أخذت نبضاتها تتسابق بسرعة غريبة وهى تهرع لترد على خبطاته القوية على الباب . وجدته يتكأ بكسل الى الجدار الخارجى , وجهه بارد وهادىء وعيناه مبهمتان :" جاهزة؟" كان صوته عاديا وحتى غير مكترث ؛ لقد بدا واضحا أنه قد سيطر على عاطفته نحوها وكان مستعدا لمواجهة الأمر المحتوم من دون البؤس الملازم , الذى سيطر على إيلين وأبقاها مستيقظة معظم الليل الفائت.
منتديات ليلاس
- أرادت أن تروى نظرها من رؤيته وتتفرس بكل جزء من وجهه القاسى القاتم . هذه حتما المرة الأخيرة التى ستراه فيها , إلا إذا حضر شخصيا اجراءات المحاكمة التى هدد باقامتها . لكنه مر أمامها , حمل حقيبتها وعاد الى الرصيف الخارجى :" مفتاحك ؟" سلمته المفتاح بصمت , اقفل الباب ثم دس المفتاح فى جيبه .

- " كنت سأسلمه إلى البواب عند مغادرتى ".

- نظر اليها بعينين يصعب سبر أغوارها :" ذلك ليس ضروريا ؛ سوف أتولى الأمر "

- عندما غادرا المبنى كان الجو ممطرا قليلا , والهواء منعشا ونظيفا , برودته مفعمة برائحة الخريف :" لن يكون هناك أوراق على الأشجار عندما أصل إلى البيت " كانت تفكر بصوت عال عندما حملقت حولها لآخر مرة الى الشارع الذى ألفته .

- " لا أعتقد ذلك " نظراته القاسية آلمتها .

- جلست داخل السيارة فيما كان كورد يضع الحقيبتين فى الصندوق . كانت مستعدة للتضحية بأى شىء من أجل الشعور المخدر الذى ألم بها فى اليوم السابق وسيطر على كل أحاسيسها , ولكن لن تكون هناك راحة مماثلة فى هذا اليوم . كل شىء كان مشعا , واضحا كالبلور , بحدة آلمتها.

- عندما دخلا موقف السيارات الكبير فى المطار مات فى صدرها آخر أمل ضئيل بمهلة تؤجل الأمر المحتوم , لقد أدركت فى تلك اللحظة أنها كانت تأمل فى سرها أن يراودها بغباء , غير قادرة على التصديق بأنه سيتركها ترحل الى الأبد , تنتظر أن تسمعه يقول إن كل ذلك كان خطأ مع كلوديا وأنه يحبها , ايلين , انه لا يستطيع أن يحيا بدونها ...ابتسمت ساخرة من نفسها بمرارة .

- " من الأفضل أن تضعى هذه فى حقيبتك " كان قد نادى حمالا ليهتم بالحقيبتين وكان يقف هادئا بجانب السيارة عندما نظرت إليه بعينين خاليتين من التعبير .

- " ما هذا؟ " نظرت الى المغلف الذى كان يحمله .

- " ثمن تذكرة السفر , مع ما يكفى حتى تعثرى على عمل آخر ".

- استدارت إيلين فجأة وحملقت فى الوجه القاتم :" هذا ليس ضروريا . أرجوك , لا أريده ".

- " لا تكونى عنيدة . لقد استحققت كل قرش . إنه من ضمن اتفاقنا أن أدفع لك ثمن تذكرة السفر ذهابا والقليل الذى يحتويه هذا المغلف هو أقل شىء يمكن أن يفيك حقك ".

- " لا أستطيع أبدا أن أفهمك ". وضعت يدا صغيرة على صدره العريض ونظر الى رقتها , وتقلص وجهه فجأة .

- " هذا شىء متبادل , يا ايلين , الوداع " لم يحاول معانقتها. انزلق بسرعة داخل السيارة وانطلق فى الحال مع صرير قوى للاطارات الملتهبة . لقد ذهب ! تركها , هكذا بكل بساطة , من دون كلمات لطيفة لتهدئة الجو . شعرت أنها ثملة من الألم , وترنحت قليلا فى الهواء البارد فيما هى تحملق الى مؤخرة السيارة حتى توارت فى رذاذ المطر الضبابى.

- " إيلين ! هنا ! " عندما خرجت من الجمارك من حقيبتيها دهشت لدى رؤية عمها وتيم يقفان الى جهة مع الحشود المنتظرة .

- " ماذا تفعلان هنا؟" لقد كانت تعلم أنها على وشك أن تنفجر بالبكاء ؛ لقد كانت دموعها تتجمع فى داخلها مثل سد يكاد أن ينهار.

- " لقد اتصل كورد بى الليلة الماضية " أخذ عمها حقيبة وانتشل تيم الثانية , عندما قاداها من الممر الخاص بالمسافرين العائدين قبل أن يتوقفا ويعانقاها بحرارة. "قال إن هناك بعض الأمور المزعجة وإنك يائسة جدا . لم يشأ أن تصلى المطار من دون وجود أحد لملاقاتك ".

- كانت القشة التى قصمت ظهر البعير !انهار السد وتدفقت دموعها غزيرة , اجهشت بالبكاء , وارتمت بينهما:" ايلين عزيزتى..." لم تكن تدرك أنهم يمشون ولكن فى خلال دقائق وجدت نفسها تجلس على مقعد فى المقهى الصغير والرجلان يربتان على يديها بالطريقة التى يتصرف بها الرجال عادة عندما يكونون فى ضياع تام إزاء كيفية التعامل مع دموع المرأة.

- " أنا آسفة ..." كان ذلك بعد خمس دقائق عندما أصبحت قادرة على السيطرة على تنهداتها ونحيبها الذى كان يهز جسدها , ولكن هذا النحيب المؤلم حررها و أشعرها بالراحة والاطمئنان .

- سردت إيلين أثناء تناولهم القهوة أحداث الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة والتى بلغت ذروتها فى مغادرتها فرنسا . نظر اليها عمها حائرا عندما أنهت كلامها :" لكن ما الذى يجعلك تعتقدين أن كورد يشك بك ؟ فهو لم يلمح الى ذلك بأى شىء عندما اتصل " نظر اليها بغرابة :" هنالك أمر لم تخبرينى به , يا طفلتى , ومن التعابير الظاهرة على وجه تيم يبدو أنه يعى كل ما يجرى".

- اختلس تيم نظرة اليها ثم استدار الى عمه , تعبير من الخجل جعل عينيه البنيتين حزينتين :" فى الحقيقة كل شىء بسببى يا عمى رون , فالسيد لاشونى اعتقد دائما أن إيلين متورطة فى عملية الاختلاس ".

- " ماذا؟ " استدار عمها إليها بوجه عابس بشدة :" ألم تقولى له إن لا علاقة لك بالأمر؟".

- " بالطبع فعلت ". حركت ايلين يدها فوق وجهها الرطب الحار بقلق :" ذلك لم يغير شيئا فى الموضوع ؛ لقد صمم على رأيه منذ البداية وهذه هى المسألة برمتها . لا أعتقد أنك تستطيع أن تلومه حقا ؛ و إن..."

- " بالطبع أستطيع أن ألومه!" كان عمها شاحب اللون , وجهه المجعد يتحول الى ظلال قاتمة من اللون الأحمر:"اعتقدت ان كورد أكثر عقلانية ! إذا ..." توقف وعقد حاجبيه وأدركت ايلين ما سيعقب :" العمل ؟ لم منحك عملا جيدا كهذا؟ لا أستطيع ان افهم شيئا من هذا ".

- " العمل كان نوعا من العقاب " كان صوت تيم حادا:"أنت تعرف عقابى , حسنا , لقد كانت ايلين التى نالت العقاب الأسوأ حقا . كان يجب عليها أن تذهب وتعمل لديه لمدة سنة تقريبا من دون أجر والعمل فى أى ساعة يشاء, و..."

- " لم يكن الأمر بهذا السوء " قالت ايلين بسرعة , لم تعجبها الصورة التى كان شقيقها يرسمها لكورد:" لقد عاملنى بطريقة حسنه جدا , كما حدث .استلمت شقة رائعة وكان العمل ممتعا . إنها كلوديا التى جعلت الأمور صعبة".

- قال عمها بشرود :" أتذكر الآنسة أسفانا فى الماضى. لقد كان بينهما نوع من العلاقة منذ وقت طويل , ولكن بعدما انتهت الى الفشل طاردت كورد لعدة أشهر ؛ لقد كان الأمر بكامله مربكا , كان ذلك تصرفا معيبا فهو يحترم والدها ويقدره جدا".
منتديات ليلاس
- قالت ايلين بثبات :" حسنا ,أعتقد أنه مهما كان من أمر علاقتهما , فقد انبعثت من جديد".

- " ماذا ؟" نظر اليها عمها بعنف حتى أدارت وجهها فيما اجتاحت وجنتيها حمرة دافئة , واضاف بصوت رقيق متفهم:" آه , ايلين . الآن فهمت ".

- " ماذا فهمت؟" نظر تيم بين أحدهما والآخر , وهو يشعر أن هنالك أمرا جوهريا لم يفهمه :" ماذا فى الأمر...؟"وتلاشى صوته عندما نظر فى اعماق عينى شقيقته التوأم :" آه , ايتها المغفلة الكبيرة". كان صوته حادا ولكنه متعاطف:" لتقعى فى حبه من دون الناس أجمعين , لابد أنك قد أصبت بالجنون ".

- " اخرس , يا تيم " قد يكونان متفهمين , ولكن ايلين شعرت فجأة انها لا تستطيع تحمل الشفقة :" لا أريد التحدث فى هذا الموضوع . سوف أستريح فى مكان ما لعدة أيام كى ألملم شتات نفسى , أتوافق ؟" نظرت إلى عمها.

- هز رأسه ببطء :" بالطبع ؛ أنت امرأة راشدة تعودت على اتخاذ القرارات , ماهو وضعك بالنسبة للمال ؟".

- " حسن " لم تستطع أن توقف العلامات الحمراء التى اعتلت وجنتيها من جديد :" اشترى كورد لى تذكرة العودة ودفع علاوة ؛ ولكننى لم أعرف المبلغ الا بعدما أصبحت فى الطائرة . سوف أعيد له أمواله عندما أجد عملا ".

- هز عمها رأسه ببطء:" حسنا , حسنا ,هذا ليس أبدا كورد الذى أعرفه , لقد أدهشنى كل ما فى الأمر " نظر الى عينى ابنة اخيه البنيتين القاتمتين الرقيقتين وشعرها الأشقر الحريرى , وضاقت عيناه وهو مستغرق فى التفكير :"لكن ربما ما كان يجب أن أندهش , كل شخص قوى يواجه هزيمة حاسمة فى مرحلة ما".

- " ماذا؟ " شردت ايلين عن موضوع الحديث , وابتسم لوجهها الخالى من التعبير.

- " لا شىء , يا طفلتى, لا شىء " ربت على يدها :" لنذهب الى البيت . سوف تبقين معنا الليلة ثم نبحث فى موضوع الإجازة ".

- سمعت ايلين فى وقت باكر من صباح اليوم التالى رنين جرس الهاتف فى القاعة الصغيرة فى منزل عمها . لم تنم بشكل حسن , بل كانت تغرق وتطفو فى دوامة من الكوابيس المرعبة وعقلها يبحث عن الراحة فى عالم اللاوعى المظلل .

- " ايلين " سمعت صوت عمها من وراء الباب بعدما طرق برقة عليه .

- " نعم ؟" جلست بسرعة فوق السرير الضيق الصغير.

- " كورد على الهاتف , انه يريد التحدث إليك , لقد أخبرته انك قد لا ترغبين فى التحدث إليه!" .

- " لا , لا بأس " كان قلبها ينبض بقوة لدرجة آلمت صدرها. "قد يكون أمرا مهما ؛ أفضل أن أتحدث اليه".

- أرتدت مئزرها ودست قدميها فى خف دافىء , ربتت فوق وجه عمها المهتم عندما مرت من امامه على ردهة الدرج, ونزلت الدرجات المغطاة بالسجاد على قدمين مرتجفتين. التقطت سماعة الهاتف بتوتر :" ألو ؟".

- " إيلين ؟ كيف حالك ؟" تناهى الى مسامعها ذلك الصوت العميق المألوف عبر الأسلاك وشعرت بركبتيها ترتجفان وجلست بسرعة فوق السجادة .

- " أنا , بخير " انتظرته حتى تكلم , راحتاها رطبتان وفمها جاف .

- قال بهدوء :" أنا آسف لأننى اتصلت فى هذا الوقت المبكر, ولكن هناك شىء أريد أن أخبرك به " الصوت الغامض لم يكن يلمح بأى شىء ؛ لم تستطع أن تتكهن بحقيقة مشاعره.

- " نعم ؟".

- " أخشى أنها , اخبار غير سارة جدا ".

- تقلصت معدتها وانتظرت وهى ترتعش . ماذا الآن ؟.

- " أصيب بيار أسفانا بنوبة قلبية حادة خلال الليل ومن غير المتوقع أن يعيش ".

- " آه , لا " حملقت غير مستوعبة فى الجهاز البلاستيكى الذى تحمله " ياله من رجل مسكين ".

- " تماما " كان صوته خاليا من أى انفعال تقريبا وكأنه يجهد نفسه فى سيطرة حديدية " من الواضح أن السبب كان القلق الذى عانى منه فى الأيام القليلة الماضية . لقد تحدثت إلى كلوديا فى المستشفى . إنها مضطربة كثيرا , إذا كان لديها القدرة على حب أى انسان فأعتقد أن والدها هو هذا الانسان". انتظرت . إنه يوجه الحديث تدريجيا نحو أمر ما ؛ إنها تعلم الاشارات.

- " لقد أكدت كلوديا ما كنت أشك به , أنها كانت المسؤولة عن تسريب المستندات , وهكذا ".

- " كلوديا ؟" كان صوت ايلين صرخة ضعيفة تنم عن عدم التصديق لكنه سمعها , وتناهى صوته الهادىء المتغير عبر الهاتف .

- " بالطبع . لقد كان ذلك واضحا , أليس كذلك ؟ أعلم أننى لم أفعل ذلك ومن الواضح أيضا أن بيار لم يفعل ؛ لايبقى إلا كلوديا ".


- " و أنا كنت موجودة فى الصورة ". كان صوتها منخفضا.

- " لا تكونى سخيفة ". حمل فى صوته تلك النبرة من العجرفة التى أزعجتها فى الأيام الماضية :" ذلك لم يكن احتمالا طالما أنا معنى فى الموضوع ".

- " ألم يكن ؟" شعرت برأسها يدور فى دوامة .

- " طبعا لا , أنا أعهدك أفضل من ذلك ". ثم خيم صمت لم تستطع أن تحطمه . لقد كانت ترتجف لدرجة اعتقدت انها ستصاب بالاعياء فى أى لحظة .

- " إذا ..." توقف وكأنه من الصعب عليه أن يتابع :"يمكنك العودة . اقضى عدة أيام مع رونالد وتيم ...".

- " لن أعود إلى فرنسا , يا كورد ". لم تعد تشعر بالدوار واتكأت الى الحائط وهى ممتنة .
منتديات ليلاس
- " بالطبع ستعودين ". بدا من صوته وكأنه يراعيها , وللحظة تقريبا ابتسمت فيما هى تتخيل وجهه القاسى المتجهم على الجهة الاخرى من الهاتف و أردف بصوت جاف :" لقد أخبرتك , كلوديا اعترفت بذنبها . يبدو أن هدفها كان إبعادك , ولم تأخذ خسارة آلاف الجنيهات بعين الاعتبار . سوف أشرح لك الأمر كله عندما تعودين ؛ اننى بحاجة لرؤيتك وجها لوجه ".

- " إننى أعى ما تقول " حاولت أن تبقى الرجفة التى كانت تهزها بعيدة ولا تصل إلى صوتها :" لكننى لست عائدة .لا أستطيع ".

- قال بغضب :" بالطبع تستطيعين . لا يوجد سبب ...".

- " بلى , هنالك سبب . و أنا لن أعود ".أخذت نفسا عميقا:"افعل أسوأ ما تستطيع عليه , يا كورد , لكننى لست عائدة " تفوهت بالكلمات ببطء ولا مجال للشك فى التصميم القوى فى صوتها .

- خيم هدوء مطبق وثم أتى صوته مجددا , مختلفا :" أحتاج إليك هنا , يا ايلين , العمل وما إلى ذلك ..." توقف لحظة وتنحنح ثم تابع :" سوف تعودين , سوف أجعلك تعودين ".

- " ليس باستطاعتك إظهار قوتك على بعد الآن , يا كورد "كانت تجهد للإمساك بدموعها ولكن , يبدو أن ذلك ظهر فى رنة صوتها . لأن صوته أصبح فجأة أجش :" لا تبكى! أنت تبكين . أليس كذلك ؟ اسمعى..."

- " لا أستطيع أن أعود ولا أريد أن أراك مرة ثانية أبدا . إنك تقتلنى ببرودتك وثورتك وكلوديا وكل شىء ..." كانت نغمات صوتها تعلو :" لا أستطيع مواصلة العمل معك كل يوم , وأنا أشعر بهذا الشعور . لا أستطيع أن أكون امرأة من النوع الذى تريده , وقد أوضحت كيفية مشاعرك تجاهى".

- " إيلين ..".

- " لا , لاأريد أن أسمع كل هذا من جديد !" كان صوتها عاصفا والدموع تنهمر فوق وجهها :" إنها كلمات خاوية. كما أنت خاو فى داخلك . أتمنى لو أننى لم أقابلك أبدا ! أحبك , ولكن أتمنى لو أننى لم أقابلك !" أقفلت الخط على صوته واستدارت نحو عمها الذى كان قد نزل الدرجات ووقف متجهما بجانبها .

- " يجب على أن أبتعد , يا عمى ". حملقت به يائسة وهز رأسه ببطء .

- " نعم , أستطيع أن أفهم ذلك ". بدأ الهاتف بالرنين مجددا لكنها تعلقت بذراعه راجية .

- " لا ترد , أرجوك أن لا ترد ".

- " لم أنو ذلك ". وضع ذراعيه حول كتفيها وعانقها برقة. "الآن اذهبى واستحمى وارتدى ملابسك بينما أحضر القهوة. سوف نكلم عمتك لنرى إذا كان بإمكانك استعارة سيارتها لعدة أيام . موافقة ؟" هزت رأسها بوهن وتابع بصوت رقيق :" سوف تجتازين هذه المحنة , يا صغيرتى. لقد كنت على علاقة حب مشؤومة منذ سنين ماضية قبل أن أقابل عمتك واعتقدت ان عالمى قد شارف على نهايته . لكن بعدها تحسنت الأمور ببطء و..." هز كتفيه :" الحياة تستمر ".

- كان يحاول أن يكون لطيفا , ولكنه لم يفهم . إنها تدرك الآن أنها لن تتزوج ولن تنجب أطفالا ولن تحصل على شريك خاص بها . إذا لم يكن باستطاعتها أن تنال كورد , فهى لا تريد أحدا .

- استعادت فى الأيام القليلة التى تلت ماحدث وكأنها حزام زمنى . انطلقت فى صباح اليوم نفسه بسيارة عمتها البيضاء الصغيرة , لا تعرف الى اين هى ذاهبة أو لأى فترة لكن مع رغبة مؤلمة فى البقاء وحيدة , من دون الحاجة للحديث أو التفكير .

- قادت السيارة لأميال فى هواء تشرين الثانى البارد . توقفت لتناول الغداء فى حانة صغيرة على حافة الطريق ثم تابعت رحلتها فيما استرخى عقلها المتعب فى هدوء و أمان الريف المحيط بها .

- كان الوقت متأخرا عند المساء حين وصلت قرية صغيرة فى قلب يورك شاير , محفوفة بالتلال المنخفضة والغيوم المتدافعة , حيث الهواء يعبق برائحة الحطب المشتعل وحيث مسار الحياة بطىء بشكل غير معقول .

- استأجرت غرفة فى نزل صغير , وسرت لأنها وجدت أنها الزبون الوحيد المستضاف فى هذا الوقت المتأخر من الفصل, وبعد عشاء شهى من شرائح اللحم المطهوة على الطريقة المنزلية ونوع من الفطيرة وكأسين من الشراب ذهبت إلى غرفتها الصغيرة ونامت بعمق وبشكل جيد حتى الصباح .

- كان الطقس باردا ولكن جاف فأخذت تتنزه فى كل يوم , وهى تحمل الحقيبة الجلدية التى قدمتها لها صاحبة النزل اللطيفة , تضع فيها غداءها وكتابا , وتقضى ساعات فى الريف المزدان باللون الأخضر حيث مياه الجداول تبدو بصفاء البلور وتتدفق فوق الصخور الأزلية وشلالات المياه الصغيرة الرشيقة خلف كل زاوية . كانت تعود كل مساء فيما رائحة الغابات الذكية تنتشر فى الهواء البارد والغسق يخيم بظلاله الرمادية فوق القرية , وتأكل الطعام الذى تقدمه لها صاحبة النزل بنهم ثم تستلقى على السرير الصغير متعبة جسديا لا تقوى حتى على تنظيف أسنانها .

- فى فترة بعد ظهر اليوم السابع , فيما كانت واقفة تصغى إلى تغريد طائر السمان الراضى على رابية عالية تشرف على القرية , أصبحت مدركة أن أحدا قد مشى من النزل عن بعد مسافة ووقف قريبا يراقبها . استدارت ببطء وشعرت بذعر حيوان أعمى عندما ثبتت عينيها الواسعتين على كورد الذى كان يتكىء بكسل الى جزع شجرة سنديان ضخمة وقديمة.

- " لا !" مهما كانت توقعاته , فهو لم يتوقع تلك الثائرة الغاضبة , التى ابتعدت عنه وكأنه الشيطان , ثم اختفت خلف التلة فى قفزة سريعة .

- " إيلين !" كانت صماء لا تسمع صوته وهى تركض الى معبر الغابة عند أسفل التل , وعندما أمسك ذراعها وأدارها فقط رجحا أن شيئا من الحكمة قد عاد بينهما .

- " أرجوك , إيلين , اصغى إلى " كان يلهث وهو يستلقى فوق رابية صغيرة الأعشاب على جانب المعبر , كورت نفسها وجلست الى جانبه ويداها حول ركبتيها .

- " كيف عثرت علىّ ؟"

- نظر اليها بحذر , متوقعا بشكل واضح أن تهرب مجددا فى أى لحظة :" لقد رشوت تيم ". قال من دون خجل.

- " رشوته ؟".

- " وعدته اذا أخبرنى بمكان وجودك فسوف اعتبر مسألة السرقة انتهت . أعتقد انه قد تعلم درسه على كل حال , لم أنو أبدا أن ألزمه بتنفيذ الاتفاق طيلة السنوات الأربع ".

- لقد شعرت بأنها ارتبكت خطأ عندما أسّرت إلى أحد بمكان وجودها , ولكن عمها أمر بأن تبقى على اتصال دائم معهم, والآن , وهى تنظر إلى وجه كورد القاتم , عرفت السبب:"ماذا تريد ؟".

- " أنت " كان صوته غليظا , ونظراته حادة مرعبة .

- " إبق بعيدا عنى ". ابتعدت عنه مسافة أكبر لكنه لم يتحرك, بل بقى مستلقيا فوق العشب الأخضر يتأملها بعينين ضاقت حدقتاهما .

- " لا تستطيعين أن تبتعدى عنى . لن أسمح لك بذلك " كان صوته هادئا الآن ولكنه بعيد عن أن يكون مطمئنا .

- " لم أتيت ؟" كان صوتها حذرا وحادا :" لم لا تستطيع تركى وشأنى ؟".

- تحرك بإضطراب :" هذا السؤال توجب على أن أسأله لنفسى , وهل تعرفين النتيجة ؟"

- هزت إيلين رأسها بصمت , والدموع تلمع فوق أهدابها الطويلة .

- " لأننى لا أستطيع العيش من دونك ".

- وقفت على قدميها فجأة , وهذه المرة فاجاته كما فاجأت نفسها . " لا تفعل " هزت رأسها بيأس :" لا تفعل هذا بى. لن أكون لعبة أى رجل ".

- " من قال أى شىء عن لعبة ؟" نهض ببطء وهو يتكلم , وجهه قاس ولكنه ما زال لا يبدى أى محاولة للمسها .

- " حسنا , مهما أردت تسمية ذلك " أبعدت التمزق الذى تعانيه عن صوتها :" أنت سوف تتزوج من كلوديا ...".

- " كالجحيم أنا !" هاهو كورد المألوف الذى يتكلم الآن , وجهه عنيد وعيناه فولاذيتان .

- " ولكنك قلت ..."

- " لم أقل شيئا أبدا ؛ إنك انت من أخبرنى , إذا كنت تذكرين. انت لم تصدقى حقا ذلك الهراء , هل فعلت , ليس عندما كان لديك الوقت لتفكرى حول ذلك الموضوع ؟ ماذا بحق السماء تعتقدين , أننى غبى؟".

- " ليست لدى فكرة عما أنت " قالت بصدق عندما شعرت أن استيعابها للموضوع بدأ يتقلص بسرعة .

- " انظرى إلى .." قال برقة , فيما حلت ملامح لينة مكان القساوة على وجهه :" ماذا ترين ؟".

- " لا أعلم ..." كان صوتها واهنا ومرر يده خلال شعره الأسود .
منتديات ليلاس
- " سوف أصرخ عاليا , يا امرأة " قال برقة " أنت لا تسهلين الأمور . اسمعى , اجلسى " لوح بيده فوق العشب وعندما لم تتحرك صرخ بصوت أعلى :" إجلسى !" جلست على الأرض وجلس بحذر إلى جانبها , ونظره مركزا الى الأمام :" أريدك أن تصغى الى من دون حراك أو كلام حتى أنتهى . هل تفعلين ذلك ؟" أدهشتها نبرة الرجاء فى صوته والتى لم تسمعها من قبل وجعلتها تطأطىء رأسها فى صمت.

- " أعتقد أننى أدركت منذ لحظة وصولنا إلى فرنسا أنك غير قادرة على سرقة تلك الأموال .." اتسعت حدقتاها من الصدمة واختلس نظرة اليها قبل أن ينظر أمامه مجددا:"أعلم , أعلم , أننى وغد من الطراز الأول , ولكنك جذبتنى , أنت ترين , أعجبنى الغلاف فأردت مزيدا من محتوياته . قدرت أن تيم هو االمدين لى ونويت أن أتأكد من أنك لن تخسرى من عملك معى ...حين تحصلين فى نهاية السنة على مبلغ مقطوع وكبير , لقد خططت لكل شىء.." توقف قليلا :" ثم عرفتك أكثر ".

- وقف وسار الى المقعد الصغير القائم إلى الجهة الثانية من المعبر ينظر إلى القعر الكثيف وظهره فى مواجهتها :" لقد جعلتنى أعتقد بأن أفكارى المسبقة عنك كانت خطأ . لم أستطع أن أصدق ذلك عندما علمت أنك فتاة بريئة ؛ نوع النساء اللواتى تعودت عليهن ..." أصبح صوته قاسيا:"حسنا لقد رأيت مثالا لهن فى كلوديا . إنها ليست فاضلة , أليس كذلك ؟" تنهد بألم :" كل شىء كان حسنا ليكون حقيقيا ثم يأتى الألم فى النهاية . لقد اكتشفت ذلك مع أننى أردتك معى ...احتجت إليك , كان علىّ أن أبقيك بعيدة عنى , لأول مرة فى حياتى أهرب من شىء و أنا لا أحب ذلك . لقد جعلنى ذلك متوترا ".

- دس يديه فى جيبيه :" عندما اعتقدت أنك وسايمون.." هز رأسه ببطء :" أردت قتله , أعنى حقا قتله " كان فى الصوت القاسى رنه فجائية :" لقد أظهرت لى أن المشاعر التى كنت أحملها لميغان لم تكن حبا , لقد آذت كبريائى فى ذلك الوقت , ولكن الشعور الأساسى الذى انتابنى بعد أن طردتها كان نوعا من الراحة , اندمج مع استنتاجى بأن لا أسمح لأى امرأة أن تفعل ذلك بى مرة ثانية , لقد أقسمت على حب لا يموت منذ الليلة الأولى التى تقابلنا فيها , بينما كل الوقت ..." لوح بيده ببطء :" على كل حال , كل ذلك أصبح من الماضى , وسوف تبقى من الآن فصاعدا ". ثم توقف :" أخذك إلى المطار كان أقسى شىء أفعله فى حياتى" استدار عندما تفوه بتلك الكلمات ورأت الألم يرتسم على فمه :" اعرف أننى أحببتك ولكن لم أستطع الإعتراف بذلك . لا , ذلك ليس صحيحا , لم أجرؤ على الإعتراف بذلك".

- " لا " هزت رأسها غير مصدقة عندما همست بإنكارها وابتسم بشكل هزلى :" تريدين أن تعلمى الحالة التى حولتنى اليها ؟ لقد احتفظت بمفتاح شقتك كى أستطيع أن أذهب واجلس هناك قريبا من حيث كنت , اتنشق رائحة العطر الذى تستعملينه , وأشعر بك موجوده معى , جلست هناك لساعات , أفكر ...مجنون , أيه؟" لوى فمه :" كورد لاشونى الذى لا يقهر , يقع فى الحب مع معلمة مدرسة انكليزية صغيرة لن تمنحه وقت يومه ".

- همست :" لم يكن الأمر كذلك ".

- " لقد بدا الأمر كذلك . لكنت دفعت كل ما فى العالم لأجلك كى تحبينى مثلما وصفت الحب , ومع ذلك جزء ما فى داخلى كان سعيدا لأنك لم تفعلى . إنها مسئولية كبيرة واحتمال جرح القلب قوى جدا ". ابتسم بمرارة :" كنت ما زلت أستطيع التفكير على هذا النحو عندما كنت معى , ولكن حينذاك كنت قد ذهبت , كان يجب على أن أواجه الحقيقة بأننى فقدتك , بأن شخصا آخر يملك حق ضمك , وجعلك تحبينه ". توقف قليلا :" لا اتمنى لألد أعدائى أن يمر بما مر بى . كنت تمرحين فى هذا العالم تتنفسين وتعيشين حياة لست جزءا منها ".

- " لم لم تخبرنى بكل ذلك عندما اتصلت بى , لو كان ذلك صحيحا ؟ " تجرأت على عدم تصديق كلامه , لم تستطع أن تمنح نفسها الأمل .

- " لأننى جبان " كانت عيناه غاضبتين :" إنه أمر لا يسرنى مواجهته أيضا . كنت أريد أن أعيدك على طريقتى , أجعلك تعودين وتعملين معى ثم أستقبلك بحفاوة , أتوسل إليك , استعمل كل الخدع التى اضطر اليها , ولكن إعادتك هى ما كنت أنوى فعله ". تأوه برقة واقترب ليواجهها :" ثم أخبرتنى أنك تحبيننى , كانت لديك قوة فى أصبعك أكثر من القوة التى أحملها فى كامل جسدى . لقد كانت مفاجأة كبيرة لى , ثم قطع الخط ".

- " لكن كلوديا " عليها ان تسأل الآن فى هذه اللحظات من الصراحة :" لقد قضيت معها وقتا طويلا ".

- " هل فعلت ؟" بدا مندهشا ثم أصبحت تعابير وجهه واضحة:" ليس تماما ؛ لقد قضيت وقتا طويلا مع بيار وكانت هى موجودة , هذا كل ما فى الأمر , الشعلة الصغيرة التى كانت بيننا انتهت منذ وقت طويل , منذ وقت طويل وهى تعلم الموضوع . الحقد الذى صدر عنها وجعلها تسرب الأوراق كان سببه لأننى أرسلتها مع حقائبها ليلا خلال الحفلة عندما سمعت ما أخبرتك به . كانت أقل من شخص لائق ".

- مد يده ليرفعها وترددت للحظة طويلة :" ايلين ...أرجوك " كان هناك ألم فى عينيه احسته فى قلبها :" لو أردت الانتقام فقد انتقمت بشكل تام خلال هذا الأسبوع . عندما عدت الى هنا ووجدت أنك رحلت ... شعرت بأن دهرا قد مر قبل أن أجبر رونالد وتيم على التكلم ؛ لقد كدت أصاب بالجنون ".

- وضعت يدها البيضاء الصغيرة فى يده السمراء الكبيرة رفعها برقة لتقف على قدميها , وسألت بثبات:"بيار؟".

- " اللعنة على بيار !" هز رأسه :" أنا آسف , انه بخير, سوف يتخطى الأزمة . ايلين ..." أدناها منه بحذر وكأنها مصنوعة من زجاج :" لا أهتم بشأن بيار , لا أهتم بشأن تيم أو عمك ؛ كل العالم لم يعد له وجود , تكلمى إلى , باسم الشفقة , حدثينى عن مشاعرك . إذا كان هناك أمل لنا " كانت مجمدة بين ذراعيه , مذعورة من أن تستسلم للمشاعر التى تنمو فى داخلها . تجمد وهو ينظر اليها :"لن أستسلم , أنت تعرفين, إذا كنت قد قتلت حبك لى سوف أجعله يزهر من جديد , أنا أريدك ولن أدعك ترحلين".كانت لهجته واضحة وعيناه قاتمتين بفعل انفعالاته .

- همست بوهن :" مثل والدك ".

- وافق برقة :" تماما مثل والدى , لأول مرة فى حياتى عرفت كيف شعر عندما نظر الى فتاته معلمة المدرسة الانكليزية الصغيرة " ربت على خدها بيده .

- " هل تتزوجين منى , يا يمامتى الصغيرة ؟ ابقى معى , وانجبى اطفالى واستمرى بحبى حتى عندما أكون مستحيلا , هذا يعنى معظم الوقت ؟ أريدك أن تكونى لى , لى تماما , كما سأكون لك , لا أستطيع أن أعيش من دونك , يا ايلين. أنا أحبك , وأنا أعرف الآن اننى لم أحب من قبل " لقد قالها أخيرا, عندما ذبل الأمل , وفى أعماقها تفجر شىء كله قوة وكله نشاط , يمحو كل آلآمها .

- لمست وجهه القاسى الأسمر بتعجب " نعم , سوف أتزوج منك , يا كورد ".

- عانقها ودهشت من قوته الحديدية , تعلقت به غير مصدقة أن هذا الرجل القوى القاسى أصبح لها وأنه يريدها زوجة له . أبعدها عنه إلى مسافة ذراع بيدين لم تكونا ثابتتين:"لم أجرب قيودا كهذه ولا أحب ذلك " قال برقة وعيناه تلمعان فوق بشرته الداكنة .

- " لست مضطرا لذلك " قالت برقة وهى تحبه وتريده.

- " آه , لكننى مضطر " كان وجهه ينم عن االجدية الآن , واعترتها حيرة خفيفة . " هذا يجب أن يتم بطريقة صحيحة, أنت سوف تأتين إلى لأول مرة فى كورسيكا , كعروس كورسيكية , فى ثوب أبيض وفوق شعرك زهور جميلة , سيكون هناك احتفال فى الشوارع يدوم لأيام وسوف يقودونك إلىّ فى الكنيسة فى قريتى".

- أصغت مبتهجة عندما جلسا ثانية على العشب . ضمها إليه وربت فوق شعرها الأشقر فيما هو يتكلم .

- " سوف نجلس فى ساحة القرية بعد الاحتفال حيث المرح والكثير من الشراب , وسوف نرقص بمفردنا الرقصة الأولى فيما كل الرجال يفكرون كم أنا سعيد الحظ " كانت عيناه قاتمتين ومتملكتين .

- " ثم بعد ذلك , بعد ذلك بوقت طويل , عندما يكون الهواء مفعما بالموسيقى والحب ثقيلا فى الهواء , سوف أحملك إلى بيتى وثم ..." توقف برهه .

- " وثم ؟" لم تستطع أن تقاوم إغاظته قليلا :" ماذا يحدث؟"

- " ستكونين لى , حتى تذوب الأرض والشىء الوحيد الذى يهمك هو أنا , هكذا سيكون الأمر , يا يمامتى الانكليزية الصغيرة ".

تـــــــــــمـــــــــــــــت

قــراءة مــمـــتــــــــــعــــــــــــــــــــة




 
 

 

عرض البوم صور suze   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مؤامرة قاسية, cruel conspiracy, helen brooks, دار النحاس, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, هيلين بروكس
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t162200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ط© ظ†طµط§ This thread Refback 12-09-14 01:21 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ط© ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 10-09-14 02:17 PM


الساعة الآن 09:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية