الــفــــــصــــــل الـــســــــابـــــع
- كانت الاسابيع القليلة التالية الأسوأ فى حياة ايلين , كانت متخوفة من الذهاب الى العمل فى صباح الاثنين الذى تلا زيارة كورد الى شقتها , ولم تكن أسوأ مخاوفها لتتخيل المشهد الذى رأته عيناها عندما دخلت مكتبه باكرا من ذلك الصباح , قبل وصول بقية الموظفين . كانت تأمل بتصفية الجو بينهما فى حديث سريع خاص مع كورد , بعد أن شاهدت سيارته متوقفة فى الخارج هرعت الى المكتب العام ثم عبرت الى غرفتها من دون أن تتلفت يمنة أو يسرى , وفتحت باب غرفته بهدوء خشية أن يكون مندمجا فى حديث هاتفى .
منتديات ليلاس
- لكنه , لم يكن . لقد كان جالسا على كرسيه خلف المكتب وكلوديا جالسة فوق ركبتيه وهى تلف ذراعيها حوله , وقفت ايلين فى مكانها وقد جمدتها الدهشة , غير قادرة على ابعاد نظرها عن المشهد الذى كان يقتلع قلبها من الجذور , وفى اللحظة نفسها التقت نظراته بنظراتها من فوق رأس كلوديا واتسعت حدقتاه فى شىء من عدم التصديق . ادركت انه انتصب واقفا عندما استدارت لتعود الى غرفتها , وهرعت تجتاز مسافة صغيرة الى المكتب العام لم تتوقف لترد على صرخته الخشنه .
- بعد فترة من الوقت عندما وصل لموظفون الآخرون . استجمعت شجاعتها لتغادر غرفة السيدات وأخذت مكانها وراء طاولة مكتبها وكأن شيئا لم يحدث . حاول أن يتكلم معها فى الصباح ولكنها منعته بنظرة حادة حازمه: " لا علاقة لى بما تفعل او لا تفعل " قالت ببرود وكأن الغيرة المدمرة قد أمسكت بها بأصابع محرقة : "لا داعى لأن تعتذر لى عن تصرفاتك "
- " لم أكن أنوى أن أعتذر عن تصرفاتى " أجاب بصوت أجش عميق , ولكنها أدارت رأسها عندما كان يهم بمتابعة الحديث وخرجت الى مكتبها . لم يلحق بها ولكنها سمعته يشتم وهو يصفق الباب خلفها , ومن الغباء أن تشعر بالألم والغدر ؛ فهو لم يعدها بشىء , هل فعل ؟ له ملء الحرية فى تقبيل من يريد . لو كانت أية امرأة أخرى غير كلوديا ! ولكن لا , ذلك لم يكن صحيحا , هذا العذاب وهذا اليأس سيكونان مؤلمين أيا كانت المرأة التى برفقته .
- امتدت الايام الى اسابيع وفى صباح أحد أيام الاثنين دهشت ايلين عندما وعت الى حلول آخر ايام تشرين الثانى, وأن أيام الصيف الحارقة أصبحت ذكرى بعيدة . حافظ كورد على موقف رسمى حذر منها فى الأسابيع القليلة المنصرمة , فقد كان يسمح لها بالمغادرة مع الآخرين كل ليلة ولا يبدى اى اهتمام فى حياتها الخاصة أبدا . وهى , من جهة اخرى , بقيت تستلقى مستيقظة نصف الليلة بينما تقوم مخيلتها بتلوين صور له ولكلوديا وهما متعانقان , ونتيجة لذلك بدت أكثر نحولا , مما زاد من جمال لونها الشاحب الفضى بدلا من أن ينقص منه .
- " سوف أقيم حفلة شواء لفريق العمل ولأصدقائى الجدد فى عطلة نهاية الأسبوع " كانت قد خلعت سترتها وثبتت شعرها على شكل كعكة تعلو رأسها وهى تجرب ذلك لأول مرة فى ذلك الصباح قبل أن تبدأ بالعمل فى أكوام المستندات الموضوعة على مكتبها التى تستقبلها بعد عطلة الأسبوع . لا يمكنها أن تصدق أن رجلا يستطيع أن يخلق عملا بهذا القدر ؛ لابد وأنه لا ينام أبدا .
- استدارت بسرعه عندما أتاها الصوت العميق من مدخل غرفة كورد , وكانت يداها ما تزالان ممسكتين بشعرها فى المشهد الأنثوى القديم الذى طالما أحب رسامو عصر النهضة نقله . وكانت عيناها البنيتان متسعتين وحائرتين , وعندما لمعت عيناه الرماديتان القاتمتان برقة فوق وجهها لاحظت مندهشة أنه بدا متعبا منهكا ؛ لقد مضى عليها بعض الوقت عندما حملقت الى وجهه آخر مرة , لأن وضعا كهذا كان أقل ايلاما .
- " تعالى لحظة , هلا فعلت يا ايلين ؟ " كان صوته رقيقا والوجه القاسى الصارم كان هادئا عندما تبعته بهدوء الى الغرفة , وقفت صامته أمامه بينما جلس هو على المقعد الكبير .
- " لقد لاحظت أن الفريق الانكليزى متحفظ بعض الشىء ؛ هل يوجد أية مشكلة أنت على علم بها ؟ "
- هزت رأسها ببطء وهى تجبر عقلها على عدم التركيز على مشهد الجسد الكبير المنتصب فوق المقعد الجلدى الضخم . أى رجل آخر كان سيبدو قزما فى مقعد ضخم كهذا ولكنه يناسب شكله لطويل الصلب : " لا أعتقد ذلك؛ نحن فقط على ما يبدو لا نتآلف بشكل حسن , مع أن الفريق الفرنسى ودود جدا ".
- " مهما يكن أنا متلهف كى أرى الجميع يتآلفون مع بعضهم البعض ! ربما كنا على خطأ عندما أسكنا كل الموظفين الانكليز معا ولكن ما حصل حصل . ما أريد قوله أننى قررت منذ وقت أن أنظم لقاء لأكسر جدار الجليد الذى تعالى فى ما بينهم . ولكن أولوياتنا اعترضت الطريق " ولمعت فى عقلها صورة جسد كلوديا النحيل وشعرت بقشعريرة تسرى فى جسدها .
- على أية حال , لقد قررت شراء المنزل على الساحل , وهكذا أشعر بالحرية عندما أدخله فى العطلة الأسبوعية. يوجد العديد من الغرف لكل شخص لقضاء ليلة , مع أنه من الواضح أن الموظفين الفرنسيين سوف يفضلون العودة الى بيوتهم " هزت رأسها لتبدو وكأنها تتابع كلامه بينما كان داخلها يتقلص . لابد وان كلوديا مدعوة , وقضاء يومين فى مراقبتهما لم يكن أمرا مغريا .
- " سوف أتوقع حضور الجميع , على الاقل لحفلة الشواء فى مساء السبت , أعلمى الجميع , هل تفعلين ؟ " وأحنى رأسه وكأنه يصرفها وشعرت بالثورة تفور فى داخلها , لقد تصرف فعلا كأحد الملوك القدامى , يتلاعب برعاياه من دون اعتبار لآراء الآخرين أو رغباتهم . لهذا علاقة ما بتراثه الكورسيكى المتمرد , ولكن تصرفاته اليوم لها تأثير عليها كما الأسلاك الشائكة فوق الحرير .
منتديات ليلاس
- لا يشاركها احد فى معاناتها , رحب الجميع بفكرة قضاء عطلة الاسبوع فى محيط ملىء بالرفاهية ومن نافل القول إن أكثر من امرأة يغمرها الفضول لتعلم أين يسكن كورد . لقد كان لغزا بالنسبة للموظفين , رجل جذاب رائع لم يبد أبدا أى اهتمام حتى بأكثر الموظفات جاذبية , وأى شىء عن ذلك الشخص الهادىء القوى العقل هو شىء لا يقاوم بالنسبه لهن .
- فى يوم الخميس وقبل حفل الشواء فوجئت ايلين بسماع طرقة على الباب الامامى عندما كانت تستعد للخروج الى العمل , فتحت الباب بسرعه , واتسعت حدقاتها من الدهشة " كورد " إنها المرة الاولى التى تنطق بها اسمه بعفوية منذ أسابيع , ولم تستطع أن تخفى الاحمرار الذى لون وجنتيها .
- " صباح الخير يا ايلين " رمقها بنظرة شاملة متفحصة ولاحظت أن نبرة صوته باردة وغير عاطفية " لدينا مشكلة صغيرة " .
- " حقا " وبخت ايلين نفسها بحدة , توقفى عن ذلك , ايلين , أنت تبدين كالبلهاء , واجبرت نفسها على الابتسام بأدب و أخذت نفسا عميقا : " تفضل , ألن تدخل ؟ كنت أحضر كوبا من القهوة . هل ترغب بكوب ؟ "
- " أحب ذلك " تبعها الى الغرفة ووقف متكئا الى طاولة الفطور , وأخذ يراقبها وهى تسكب القهوة , شعرت ايلين بأنها بحاجة الى دعم الكافيين لقوتها .
- " ماهى المشكلة ؟ " لمست يده الدافئة يدها وهى تقدم له القهوة فشعرت بصدمة كهربائية تسرى فى ذراعها , ثم هدأت أعصابها بعد أن جلس على كرسى مريح قبل أن يجيب : " مصاعب مع احد الموردين , لست متأكدا اذا كانت ورطة حقيقية أم ان رجلا ما يحاول أن يسبب المتاعب , لا مجال لأن أرسل مندوبا عنى لحل هذه المشكلة ؛ يجب أن أذهب بنفسى لأرى الوضع ولأنهيه بسرعه , سوف يساعدنى كثيرا وجودك معى ؛ يوجد عدة نقاط تستطيعين المساعدة فيها , وسوف أشرحها لك خلال الطريق , موافقة ؟ "
- " هل تعنى الان ؟ "
- نظر اليها بهدوء ولكنها لاحظت أن هاتين العينين ضاقتا بشكل حاد : " بالطبع "
- " نعم هذا حسن ؛ سوف اقوم باتصال واشرح و ...."
- قاطع كلامها المتلعثم : " لقد تدبرت كل هذه الامور , اشربى قهوتك وسوف ننطلق مباشرة , أحتفظ بكل ما يتعلق بهذا الامر فى السيارة ونحتاج لبعض الوقت حتى نصل الى المكان "
- كان كورد يقود السيارة مسرعا على الطريق وكل اهتمامه مركز على الطريق ! مفسحا لها االمجال لحبك أفكارها بحرية . المنطقة التى كانا يجتازانها كانت مفعمة بسحر الخريف , مع ان الطقس لم يكن باردا , وبينما توغلا اكثر فى الريف الفرنسى استطاعت ان تشعر بالتاريخ يرشح من الحجر الكريمى اللون للبيوت الرائعه , من الجدران القديمة المتشققة التى ما تزال تحيط بالعديد من المدن والقرى ومن مبانى المزارع القديمة التى تغير لونها بتقادم الزمن عليها . لقد مرا من امام عدة قصور اقطاعية صغيرة تعكس تاريخ الأرض , من الحصون الصلبة المتجهمة فى العصور الوسطى إلى القصور السحريه المزخرفة فى القرنين السابع والثامن عشر . أسفت ايلين عندما قادا اخيرا الى القرية الصغيرة حيث يجب ان ينهى كورد عمله , ولابد ان تكون خيبة املها قد ظهرت فوق وجهها لأنه لمس يدها برقة وهو يبتسم ليساعدها على الخروج من السيارة .
- " العمل اولا والابتهاج لاحقا " همس بطريقة غامضة عندما هرعت مجموعه من المندوبين الفرنسيين خارج المبنى الزجاجى لاستقبالهما .
- وماحدث أن الزيارة كانت قصيرة , وقد تبين ان المشكلة الرئيسية كانت انقطاع الاتصالات فى ما بينهم , والتى , عند معالجتها أصبحت كل المشكلات الأخرى تحت السيطرة . رفض كورد دعوتهم إلى الغداء بابتسامة مؤدبة وخلال ساعة من الوقت كانا فى السيارة وعلى الطريق ثانية .
- " جائعه ؟ " تكلم فيما نظره مثبت على الطريق امامه ونظرت ايلين مترددة إلى جانب وجهه القاتم .
- " قليلا "
- " حسنا , أنا أتضور جوعا , هنالك مكان أردتك أن تريه فى وقت ما ؛ اعتقد انك ستعجبين به "
- وجدت نفسها تحملق به ثم سرعان ما أشاحت نظرها عنه , مايعنى ذلك ؟ فهو لم يعطى أى تلميح فى اللحظات الأخيرة إلى أنه كان يشعر حتى بوجودها معظم الوقت , جلست فى صمت مذهولة , إنه حقا الرجل الأكثر غموضا .
- " الكاتب العظيم , فرانسوا رابليه , ولد فى هذه المنطقة " قال كورد بعد برهه : " هل قرأت أعماله ؟ "
- هزت رأسها نفيا وقالت : " لا هل قرأتها أنت ؟ "
- " لا " ابتسم بدفء : " إننا جاهلان اذا , لقد فهمت فقط أن أكثر الشهوات التى يرمز إليها فى شعره تطابق هذه المنطقة ؛ فالأهالى يحصلون على متعة من الشراب الجيد والطعام تكاد أن تكون أسطورية . لقد زرت هذا الجزء من فرنسا عدة مرات فقط ولكننى دائما أغادر بمعدة مليئة وذكريات سعيدة ."
- هزت رأسها مبتسمه لتخفى المغص المفاجىء فى معدتها لا شك أنه كان برفقة كلوديا فى احدى تلك المرات
- " ها نحن هنا " اقتيدا الى فناء صغير مزين بالأزهار المعلقة ومحاط من جوانبه الثلاثة ببناء حجرى ضخم"هذا أفضل مطعم فى هذه الأرجاء "
- قادها من خلال باب واسع مشرع وللحظة أغمضت عينيها بسرعة عندما حل الدفء المظلل محل نور الشمس الساطع فى الخارج . لقد كانا فى مكان يشبه قاعة كبرى , فى أحد طرفيها حطب مشتعل وعدة موائد منتشرة وكراسى مصفوفة فى تجانس رائع حول بار مركزى . إن نوافذ الزجاج الملون والسقف المشرق فوقهما بالإضافة إلى الأنسجة المزدانه بالرسوم المعلقة والأسلحة القديمة التى تزين الجدران الحجرية , أضفت انطباعا على أن قاعة الطعام تنتمى الى القرون الوسطى .
- " غير عادية , أليس كذلك ؟ " بدا مسرورا من دهشتها . " لكن انتظرى حتى تتذوقى الطعام "
- عندما قدم الطعام لاحظت انه لم يكن يبالغ . أصر على أن تتذوق فطيرة بالزبدة تبين أنها سمك الكراكى الذى يقدم مع صلصة بلون الكريم محضرةمن الزبدة , أضفى عليها الخل والكراث الدفء والنكهه , كانت مبعثا على السرور , خاصة عندما تؤكل مع الفطر الذى يقدم فى طبق صغير .
- " جيد , ها ؟ " كان كورد يراقب استمتاعها بالطعام بمرح , وهزت رأسها موافقة : " هذا الفطر رائع بشكل مطلق "
- " إنها تنمو فى دهاليز كبيرة تحت الارض كانت تستعمل فى اصطياد الطرائد . لقد فهمت أن هذه الكهوف تغطى نصف محصول فرنسا من الفطر " استمرا فى محادثة قصيرة وهما يتناولان الطعام . للمرة الأولى منذ أن التقته , شعرت ايلين بالراحة الى رفقته , مع أنها بقيت متيقظة لأدنى حركة يقوم بها ذلك الجسم القوى الكسول .
منتديات ليلاس
- عندما كانا يحتسيان القهوة ذكر اسم كلوديا فى محادثتهما , مع ان شبح الصهباء لم يفارق مخيلة ايلين طوال الوجبة الشهية :" أريد توضيح الأمر قبل تقديم المشويات يا ايلين " نظرت اليه فى دهشة ورأت نظرة قلقة فى العينين الرماديتين الضيقتين قبل أن يخفض نظره .
- " نعم ؟ " أجابت وهى تشعر بتوتر أعصابها .
- " ذلك الصباح فى المكتب مع كلوديا ....لم أكن أعانقها ؛ كما بدا الامر "
- " كورد , أنت لست فى حاجة لأن تشرح ...."
- " اصمتى يا ايلين " الزمتها الرنه القوية فى صوته على الصمت . أخذ نفسا عميقا وتابع : " أنت لا تسهلين هذا الامر أبدا "
- " أنا آسفة جدا " لم تستطع أن تمنع تعبير السخرية من الظهور على وجهها وقطب فى وجهها غاضبا قبل أن يتابع : " أكرر . لم أكن أعانقها . الحدث الصغير الذى انت قاطعته كان اسلوب كلوديا فى التعبير عن شكرها لأننى أسديت خدمة إلى والدها ".
- " لابد أنها كانت خدمة عظيمة " حتى انها لم تحاول اخفاء السخرية هذه المرة وقطب جبينه فى وجهها بانزعاج وغضب : " إنها فرنسية , هنا يقومون بالأشياء بطريقة مختلفة ". كادت ان تجيب بتعليق قاس لكنها اكتفت بصرخه بدلا من ذلك : " آه !".
- ألا تصدقيننى ؟ "كان الوجه الصلب قاتما الان ولكنها تالمت بما يكفى لتهتم : " لا " .
- " أنا أفهم ؛ حسنا , فى تلك الحالة لا يوجد شىء اكثر ليقال , أليس كذلك ؟ هل تحبين المزيد من القهوة ؟"
- " لا , شكرا لك " تمزق الجو الهادىء اللطيف الى ملايين الأجزاء وشعرت ايلين انها ستنفجر باكيه , لم لم تلتق به فى منتصف الطريق , تبا لكلوديا ! حتى عندما لا تكون موجودة فهى تسبب المتاعب .
- فى طريق العودة الى المكتب كانت السماء تتحول رمادية وبدت كأنها سوف تمطر . إن الطقس يشبه حالتها ؛ يأس كئيب سيطر عليها , وجعل الريف الجميل مملا وسجنها داخل نفسها فى الاعماق , لازم كورد بجانبها الصمت المطبق , واختفى الهدوء المريح الذى بدا عليه , عندما قادها الى المطعم .
- وصلا الى المكتب فى فترة منتصف ما بعد الظهيرة وعملت بنشاط بقية اليوم , وهى ممتنة لوجود شىء محدد حتى تستطيع توجيه عقلها اليه , بشعور غامض لشىء لا يمكن تجنبه , سمعت الصوت الذى لا يمكن أن تخطىء به لوقع خطوات كلوديا فى المكتب الخارجى فى اللحظة التى حان فيها وقت انصرافها إلى المنزل .
- " إذا , لقد عدتما " ضاقت عينا كلوديا وتحولتا الى شقين مليئين بالعداء فى وجهها الجميل عندما رفعت ايلين رأسها ونظرت إليها , من الواضح أنها تعلم بشأن الرحلة , وتكره ذلك .
- " كما ترين " لمرة واحدة لم تحاول ايلين أن تخفى عدم حبها للمرأة الصهباء الجميلة . وجاء صوتها حادا عندما التقت نظراتهما عبر الغرفة .
- " فى أى وقت عدتما ؟ "
- هزت ايلين كتفيها بصورة عرضية وهى تحول نظرها الى الأوراق التى على مكتبها : " لا أذكر اسألى السيد لاشونى " خيمت لحظة صمت صارخة مثل دوى الرعد ثم مرت كلوديا بوجهها الحانق مسرعة بجانبها الى مكتب كورد تجر وراءها موجة من أريج العطر الثمين والكبرياء المهانة . بعد نصف ساعة , كانت ماتزال موجودة فى المكتب عندما غادرت ايلين بعد انصراف الآخرين ؛ الليلة لا تريد الرفقة . عندما جالت فى الشوارع الهادئة تحت المطر الخفيف المنعش شعرت بدموعها الحارة تختلط بالماء فوق وجهها : " كورد ...كيف استطعت؟ " توقفت للحظة ونظرت الى السماء الرمادية فيما أخذت مليون قطرة مطر تتساقط على الأرض:"معها من بين كل الناس " لكن بعدها جاء الموسم البارد . كلوديا كانت غنية , جميلة وتحبه حتى العبادة ؛ كيف بإستطاعة أى رجل مقاومتها ؟ لا يبدو أن هناك أملا .
- كان فجر يوم الحفل مشمسا ومشرقا على خلاف رغبة ايلين . لقد أملت , بصورة طفولية , أن يستمر المطر . لكنه اختفى بشكل سحرى بين ليلة وضحاها و بالتالى كان الهواء اكثر دفئا . " حتى الطقس يفعل ما يريد " تمتمت لنفسها بتعب عندما أصبحت جاهزة بعد ظهر ذلك اليوم.
- فى الساعة الخامسة خرجت ايلين مع حشد من الموظفين الانكليز من سيارة الأجرة التى طلبها كورد لهم جميعا, وكانت الأضواء تلمع فى الهواء الساكن والدافىء على الحديقة الطويلة المتحدرة التى تؤدى الى الشاطىء. اكتشفت أنها متصلبة بفعل التوتر . وجسدها النحيل متصلب داخل الثوب الحريرى الأزرق والسترة التى أحضرتها خصيصا للسهرة . واتسعت حدقتاها القاتمتان فى خوف مرتقب .
- " لنشرب شيئا " وضع سايمون ذراعا حول خصرها وجذب ويندى إليه فى اليد الثانية ومشى الثلاثة إلى المقصف الطويل على أحد جوانب الفناء الواسع.
- الهيئة الطويلة القاتمة الواقفة فى الظلال كانت تراقبهم يمشون من السيارة لينضموا الى الحشد فى الفناء ولم يبد الاسترخاء على وجهه إلا عندما أبعد سايمون يده عن خصرها , وثم النظرات فى العينين الرماديتين لم تكن مريحة . " مرحبا يا ايلين " استدارت لتحيته بابتسامة مؤدبة ولكنها جمدت على وجهها عندما لاحظت البرود فى نظرات كورد الحادة.
- " هل من خطب ؟ " ابتسم ببطء وكان فى عينيه شىء مفترس تقريبا.
- " ليس تماما ." عندما توغل الآخرون داخل الحديقة أخذ ذراعها بقبضة قوية واتجه بها نحو البيت " أريد أن أقول لك كلمة , هذا كل مافى الأمر " كانت النوافذ , ذات الطراز الفرنسى الضخمة مشرعه , وعندما قادها الى غرفة الجلوس رأت كلوديا تقف ضمن زمرة مرحة , متآلفة , ضاقت عيناه القاتمتان عندما لوح لها قبل أن يفتح باب آخر ويقود إيلين الى الداخل , مغلقا الباب خلفه بصوت قوى .
- وجدت نفسها فى مكتبه ولاحظت بابتسامة وازدراء داخلى أن مكتبه كان غارقا بالفوضى كما مكتبه فى العمل : " نعم " نظرت الى وجهه القاتم وهى تتكلم ولكنه جلس بهدوء خلف المكتب , ولف ذراعيه حول جسمه ثم راح يقيمها بعينين بدتا مصاغتين بالفولاذ.
- " ألا تعتقدين أنه ليس من العدل إغواء سايمون بهذه الطريقة ؟ " نبرة صوته كانت أقرب إلى تبادل حديث منها إلى عتاب , وقد استغرق الأمر لحظة حتى استوعب عقلها مغزى كلماته .
- " عفوا ! "
- " لا أعتقد أننى بحاجة إلى تكرار ما قلت " قال برقة , صوته ناعم وخفيض : " فقط لا أريد هذا المشهد , وانت تغوين وتجرين سايمون من أنفه و الأمر الذى يفسد عطلة نهاية الأسبوع على الجميع . إنه ...شىء ...مهين."
- " أحيانا , يا كورد , أعتقد أنك تعيش على كوكب مختلف بعيد عنا جميعا ! "
منتديات ليلاس
- لمعت الدهشة فجأة فى العينين القاسيتين . لقد بدا واضحا أنه توقع ردة فعل مختلفة سأل ببطء : " هل من المفترض أن افهم ما يعنى ذلك ؟ "
- " لابد أنك الشخص الوحيد فى المكتب الذى لا يعرف أنه مجنون بحبه لويندى " قالت بهدوء عندما بدأت بقعتان من الألوان المشرقة تلون وجنتيها : " لقد كان الأمر واضحا لأشهر . "
- ضاقت نظراته فجأة وانتصب عن مقعده بغتة , وتحرك الى جانبها : " هل تقولين لى الحقيقة ؟ "
- " آه , لأجل السماء ! " شعرت بغضبها يصل الى ذروته : " ما شأنك بهما على أى حال ؟ إذا كنت لا تصدقنى , يمكنك أن تسأل أى شخص آخر ! إنهما فريق , ثنائى ...سمه ما شئت ."
- " لقد فهمت " كانت توجد لمسة حمراء قاتمة تحت عظام وجهه وللمرة الأولى بدا مرتبكا , وابتعدت نظراته عن نظراتها المحدقة عندما استدار باتجاه الباب المغلق : " حسنا لا توجد أية مشكلة , إذا , كل ما فى الأمر أننى لم أرده أن يتأذى . "
- " أيها الوقح ..." خانتها الكلمات , حملقت بظهره المستقيم . " حتى لو كان معجبا بى , من الذى يقول عنه يتأذى ؟ ولم الاهتمام المفاجىء فى سايمون على أى حال ؟ أنت لست والده ؟ "
- " لا , أنت على حق تماما , أنا لست والده " تراجعت خطوة الى الوراء عندما استدار ويده على مقبض الباب, كان فى نظراته شىء خطر : " لسانك الحاد الصغير سوف يسبب لك المتاعب يوما ما ."
- تحولت عيناها الى القساوة من جراء الظلم الذى لحق بها ودفعت بذقنها الى الاعلى كى تواجه نظراته : " هل انتهيت ؟ " أتى صوتها جليديا ورأت أن النبرة قد ارتسمت فوق وجهه . " أفضل أن أعود الآن إلى الناس الحقيقين ."
- تفوه برقة : " هل تفعلين ؟ أعتقد أنك أصبحت على وشك نسيان شىء مهم يا يمامتى الباردة الصغيرة , لقد اشتريتك لمدة عام . وأنت تتمتعين بالحرية فقط لأننى كففت يدى عن تصرفاتك ....الملتوية . لقد صودرت كل حقوقك عندما تطاولت على أموالى ولى ملء الحرية فى محاسبتك عن كل دقيقة كما يحلو لى . هل هذا واضح؟"
- " نعم " آخر اثر صغير للعذوبة التى علقت فى ذاكرتها من الليلة الماضية فى شقتها اختفى وانصهر فى حرارة نظراته الملتهبة . لقد تصورت الرقة ؛ لا يمكن ان تكون حقيقية , لكن هذه حقيقة , هذا الرجل القاسى بمرارة بعينيه الثاقبتين الباردتين ولسانه الحاد الذى بإ مكانه أن يحولها الى لاشىء فى ثوان .
- " حسن , أرى أننا نفهم بعضنا بعضا " ومال عليها بشكل مهين بهزة من رأسه وتحركت لتقف فى مواجهته , ووجنتاها تلتهبان . " فقط للتأكيد..... " أحنى رأسه وعانقها , أجبرت نفسها على البقاء جامدة , لا تستجيب للمسته, وضمت يديها فى قبضتين صغيرتين بجانبها , لم تكن هناك رقة فى عناقه , لأنه كان درسا فى الطاعة , رسالة فى انه يمسك السوط بيده. كانت كلماته اللامبالية تتردد متضاربة فى عقلها مثل شلال من الماء البارد فوق وجهها , وابقت نفسها متصلبة دون حراك.
- " أخرجى !" تركها تذهب فجأة الأمر الذى جعلها تئن من الخيبة , ولكن عندما ضربتها كلمته فى الصميم , نظرت الى وجهه القاتم , فتحت الباب بهدوء وخرجت , وحين سمعت خبطة اغلاقه هرعت مسرعة عبر الغرفة الخارجية غير آبهة بالنظرات الفضولية التى لاحقتها .
منتديات ليلاس
- وجدت نفسها ترتجف بطريقة خارجة عن سيطرتها عندما هب على وجهها الملتهب نسيم الليل البارد . سمعت شخصا او اثنين يناديان بإسمها ولكنها اكتفت برفع يدها فى تحية عادية , وهى عازمة على ايجاد مكان ما , أى مكان لتختبىء فيه .
- " الى اين انت مندفعة ؟ " أمسكت ويندى بذراعها وهى تضحك عندما مرت أمام الحشد المتحلق حول مواقد الشواء , حيث يتصاعد الدخان من شرائح اللحم الكبيرة الشهية المغمورة بالبصل والفطر التى تشوى على نار هادئة , تغيرت تعابيرها عندما لاحظت الألم فى عينى ايلين القاتمتين : " ماذا حصل ؟ " - أخذتها ويندى بعيدا بسرعة الى زاوية منعزلة هادئة , ودفعتها برقة لتجلس على مقعد خشبى طويل وجلست بجانبها : " إنه السيد لاشونى , أليس كذلك ....أنت تحبينه ؟ "
- نظرت ايلين إليها بكآبة : " هل هذا واضح ؟ "
- " انه ليس واضحا على الاطلاق , أقسم لك " كان وجه ويندى ينم على الاهتمام والانزعاج : " ولكن هذا جنون , انه ليس من النوع الذى يحب , الا اذا كنت تتمنين الموت ".
- " أنا أعلم ...أنا أعلم , لا تقولى لى ذلك " لوحت ايلين بيدها بوهن عندما اخذت نفسا عميقا لتتمالك أعصابها : " إننى سخيفة ؛ لا تقلقى لذلك . تعالى " وقفت واخذت بذراع ويندى وقادتها باتجاه الاضواء , آخر شىء تقدر عليه الليلة هو مناقشة مشاعرها مع أى شخص : " أنا أتضور جوعا ....لنأكل " لا شىء يمكن أن يكون أبعد عن هذه الحقيقة , ولكنها شعرت بالسيطرة على أعصابها أكثر عندما أجبرت نفسها على تناول القليل من اللحم وشرب كأس من الشراب .
- لم يضع كورد جهدا ليتأكد من أن الجميع يقضون وقتا رائعا , متعهدوا تقديم الطعام كانوا أكثر من كرماء فى عزمهم على ملء الصحون مرة بعد مرة وابقاء كؤوس الشراب ملأى , وصلت فرقة موسيقية صغيرة بعد ان انتهى الجميع من تناول الطعام مباشرة , وبسرعة وضعوا الآلات الموسيقية على المنصة الصغيرة التى زودهم بها كورد . وبعد قليل كان نسيم الليل مفعما بالموسيقى والراقصون يتزايدون شيئا فشيئا .
- لمحت بصورة عرضية هيئة كورد الطويلة القوية عندما كان محاطا بضيوفه , كلوديا متعلقة على ذراعه كأنها جزء منه , ولكنها فى كل مرة كانت تخفض نظرها فورا خشية أن تلتقى نظراتهما . لقد بدأت تشعر وكأنه كان يتجنبها . حتما هو لم يضل عن مكان وجودها , بدأت تسترخى عندما تقدم الليل اكثر , وأجبرت نفسها على الرقص مع عدد من الشبان تنافسوا بشدة عليها .
- " هل تمتعون انفسكم ؟ " لا يمكن أن تخطىء ذلك الصوت الثقيل اللكنة واستدارت لتواجه نظرات كلوديا الباردة مباشرة " هل بإمكانى الانضمام إليكم ؟ " كانت العينان الباردتان خاليتين من أى تعبير .
- " بالطبع ." لوحت ايلين بيدها إلى كلوديا لتجلس الى الطاولة الصغيرة البعيدة عن الحشد حيث كانت تلتقط أنفاسها وتستمتع بتناول كوب من الليمون وهى تراقب الآخرين وهم يرقصون : " إننى أستريح للحظة ".
- " نعم لقد لاحظت أنك كنت مطلوبة كثيرا " حاولت كلوديا أن تجعل الكلمات العادية مليئة بالمعانى المهينة : "أنت الحسناء البارزة فى هذه االحفلة , تماما كما ذكر كورد " كانت العينان الزرقاوان الشاحبتين مليئتين بالخبث.
- " هل قال ذلك ؟ " قالت ايلين بحذر وهى تشعر ان هناك المزيد فى الأفق
- " لقد أخبرته أن الفتيات الشابات يجب أن يمتعن أنفسهن طالما هن قادرات على ذلك ؛ انه ليس بوقت طويل أمامهن حتى يصبحن زوجات مملات ومسنات مثلنا " ضحكت الصهباء بخفة عندما دفعت بخصلة من الشعر الخمرية اللون عن كتفها الأبيض الناعم , لقد ارتدت ثوبا من دون كمين , حريريا أسود اللون أظهر صورتها بشكل رائع وبكل مفاتنها , وياقته المنخفضة حتى أسفل رقبتها فى حدود الحشمة والقماشة السوداء تتعلق بجسدها مثل جلد ثان .
منتديات ليلاس
- " إننا نكون شبانا لمرة واحدة فقط " حافظت ايلين على عذوبة صوتها عندما ردت الازدراء لنضوج المرأة الأخرى وسلمت نفسها عقليا للهجوم , فهذا لم يكن فقط حديثا وديا ؛ لقد كان هناك شيء ما يلمع فى هاتين العينين الشاحبتين الزاحفتين اللتين كانتا شيطانيتين حتما .
- " هل أخبرك أنه أشترى البيت ؟ "
- " نعم , لقد ذكر ذلك " أجبرت ايلين نفسها على الابتسام ببرود : " إنه مكان جميل "
- " أنا أحبه " عادت الرنه الخفيفة الى صوتها , تقطر عسلا :" أنا اردت مكانا يكون قريبا من والدى بعد ما....أوه ! كدت أبوح بالسر , كما تقولون أنتم الأنكليز." ولوت جسدها برقة على مقعدها . وتجهمت على نحو ظريف : " تلك أنا , أخشى أننى لا أستطيع أن أحتفظ بسر لنفسى "
- " آه , أنا متأكدة أنك تستطيعين إذا حاولت " وهنت كلماتها ولكنها كانت كل ما استطاعت ان تنطق به حنجرتها المتحشرجة , نبض قلبها بسرعة بين ضلوعها وجف فمها بشكل تام .
- راقبتها العينان الماسيتان القاسيتان بصمت لملاحظة تأثير كلماتها : " لم أصدمك , هل فعلت ؟ انت حتما تعلمين اننى وكورد ...أكثر من صديقين ؟"
- نظرت ايلين الى المرأة الفرنسية من دون ان تحاول أن تخفى الكره من وجهها :" ذلك ليس من شئونى , بالتأكيد ؟"
- " أنت على حق " نهضت كلوديا ببطء , وهى تمط جسدها برشاقة مثل قطة جميلة كسولة :" سوف استمتع بالعيش هنا " رمقت ايلين وهى تتكلم , وشعرها لهيب من اللون الاحمر فى الضوء وعيناها تلمعان كالجليد فى وجهها الجميل :" سيكون مكانا حسنا لتربية الاطفال , ألا تعتقدين ذلك ؟"ابتسمت برضى عندما اصبحت ايلين فجاة تجد صعوبة فى التقاط انفاسها .
- " إنه مكان جميل " كررت ايلين بشرود وهى تجهد بأن تبقى وجهها هادئا .
- " أفضل أن أذهب وأرى إذا كان بحاجة لى ..." مشت كلوديا الهوينا وهى تتكلم :" فهو لا يحب أبدا أن أتركه لفترة طويلة "
- حدقت ايلين بالمرأة الطويلة الصهباء فيما ضجت أعصابها الممزقة بالعذاب . كان ذلك اذا كل الموضوع , إنه ينوى الزواج منها . كان يجب عليها أن تتكهن بذلك , تشكيل اتفاقيات العمال الجديدة مع والد كلوديا , وشراء بيت فخم فى فرنسا كبير جدا بالنسبة لرجل يعيش بمفرده , الأمسيات التى يقضيها فى بيت آل اسفانا ...إنها غبية !كل الاشارات موجودة , ولكنها كانت غبية جدا لتقرأها .
- وجدت يديها متعلقتين ببعضهما بإحكام حتى كادت أظافرها أن تحفر آثارا فى جلدها , وبجهد عال من إرادتها أجبرت نفسها على الاسترخاء , وجذبت النفس الى صدرها بتنهيدة طويلة عميقة وكأنها كانت تركض فى سباق .
- كانت تدرك ان هذه الليلة ستنقلب الى كارثة ؛ كان يجب أن تدعى المرض وتبقى فى البيت . رفعت راسها ونظرت الى ما حولها فى الحديقة المضاءة بإشراق , ودهشت لأنها رأت كل شىء مازال على حاله كما كان قبل أن تفجر كلوديا قنبلتها .
- اتجه اكثر الأزواج نحو الداخل لأن نسيم الليل بدأ يعلن عن خطورة , ولكنها لم تعد قادرة على الشعور بأى شىء إلا الألم الذى أخذ يهدد بالسيطرة على أحاسيسها . يجب ان تبتعد للحظة . الشاطىء ...نعم ,يمكنها أن تتمشى هناك من دون أن يقاطعها أو يراها أحد . لا يمكن لأحد أن يفتقدها لمدة نصف ساعة أو ما يقاربها .
منتديات ليلاس
- انسلت بهدوء , تحول لون ثوبها الأزرق إلى أسود مخملى عندما وصلت إلى الشاطىء ز زحف الى صندالها حبيبات من الرمل فانحنت لتخلعه ثم أخذت تلوح به بيدها عندما عاودت السير , كان الرمل باردا ورقيقا تحت قدميها الحافيتين .
- فقط لو تستطيع أن تعود الى انكلترا بمحاذاة هذا الشاطىء , تعود الى الامان , الى الحياة الطبيعية التى كانت تعيشها قبل أن يخترق حياتها هذا النيزك القاتم , مثل نجم أسود لامع يدمر كل شىء فى طريقه ويترك فى أعقابه أثرا مدمرا وحطاما , فقط لو ....ولكن الحياة مليئة ب " فقط لو ." وعليها أن تركز على الحقائق الصعبة .
- إن الرجل الذى أحبته يكرهها ويحتقرها وسوف يتزوج من امرأة أخرى . لا شىء لها الآن , وهذا الخواء العقيم فى أعماقها سوف ينمو وينمو مع السنين حتى لا يبقى أحد يذكر انها كانت شابة وجميلة وتحب الحياة .