كاتب الموضوع :
منصور السديري
المنتدى :
الارشيف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
كيف حال الجميع .. إن شاء الله بخير وعافية ..
حابه قبل لا أضع ليلتي التي بتأكيد لن تلتقي لليالي 17 التي سبقتها بأن أشكر أخي قمم على دعوته .. وعلى ثقته بقلمي المتواضع الذي يختو أول خطواته في عالم الكتابة الفسيح
أرجو بأن تعجبكم خربشتي .. واعذروني على التقصير
** ليلتي **
نحن ولدنا تلك المسافات الآتي غذيناها بالهجران .. كأن لليلة في بطن الظلام لم تشهد وصلنا ..
لليلة تزينت بحلي النجوم .. وتاج القمر .. وثوب الظلمة الساحر .. وتعطرت بعطر الشتاء الذي يداعب بنسماته الباردة المنعشة أرواحنا السابحة في بحر الشوق والهيام الذي أشتعل من أول نظرت احتضنتها أعيننا...
أحب بأن اسميها ليلتي ..
لأنها شهد تكليل حبنا بطوق اللقاء الأبدي ..
الذي ذقنا فيه حلاوة اللقاء لأول مرة .. بدون قيود بني البشر الخانقة لحبنا النامي وراء قفص العادات والتقاليد ..
فالجملة الأزلية التي لم تتلف من كثرة أعادت شريطها على مر العصور والأزمان
لازالت يتغنون بها .. بل يتفاخرون بقولها ...
بأنك لست لك .. وأنك لست لي.. لأسباب واهنة .. تلاشت مع أول هبت ريح ..
ليلتي يا ليلتي متى سوف تعودين .. وتغذي روحي العطش لعبقك الساحر .. الذي يذيب جليد الشوق .. ويلتهم تلك الأمتار اللا متناهية بيني وبينه ..
كثير ما قالوا لي .. محطمين آمالي بأن تلك الليلة لن تتكرر .. فاستسلمي لمصيرك المحتوم .. ومشي مع ركب المسيرين بدون روح ..
لكني رددت عليها بأعلى الصوت .. لااااااااا .. لن أرضخ لليأس .. كما فعلت شهرزاد بألف لليلة ولليلة ..
سوف أقف أمام الصعاب بشموخ المنبثق من نبض قلبي العائش على ريح ذكراها التي تمر أمام ناظري كشريط سينمائي آلاف المرات في الثانية الواحدة ..
لن أتخلى عن دائرة الأمل التي تقوقعت فيها منذ عام خلى .. عن ليلتي الخالدة في فكري ووجداني ..
فحبل البعد قصير .. هذا المخدر الذي كنت أحقن به أوردتي التي جفت من سموم الفراق ..
ليلتي أنني أناجك بكل جوارحي في كل يومٍ يرحل وأنا أسمر بصري في عبائة السواد الحالكة التي تغشي ضوء الشمس الساطعة بأن تعودي إلى كنفي .. حاملتا معك مهجة قلبي .. وتوأم روحي .. ونصفي المكمل لي في هذه الحياة الجائرة ..
فأنا أعلم .. بل متيقنة بأنك لا ترضي بأن يفترق الحبيب عن حبيبه أمام ناظريك .. لهذا .. لهذا في لليلة التي عقبت ليلتي بكت السماء بغزارة رحيل خليلي .. إلى عالم الطمع والانشقاق .. والذي لا تعلو فيه إلا أصوات القنابل والرشاشات ..
فتوأد ألف ليلة ولليلة في صفحات حياتي مع شهرياري .. فقط لكي نشبع لهيث الذئاب وراء مصالحهم التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل ..
فيا أيه القمر الحزين .. أعد لي الليل الجميل
بعشق صاحبي الحنون .. الذي لا يوجد له بديل
وأبحر بي في أحلى مكان .. حيث لا يوجد فيه لدماء سليل ..
|