كاتب الموضوع :
زاهــــــــــــره
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الرابع
اخته تجول بي و هو يحملني بين ذراعيه
عندما خرج يوسف من غرفة مشيرة وقف للحظة و سمع صوت ضحكة سها المجلجلة ثم نزل السلم و هو يحس بغضب شديد كاد يدفعه إلى الصعود مره أخرى ليسحب اخته من غرفة تلك الفتاة ....تساءل بحنق:
- ترى لماذا تتعامل سها مع هذه الفتاة بكل هذه التلقائية رغم أنه لم يمضي على وجودها هنا يومين؟ ربما تكون رغبتها المستميته في اخت و منذ الصغر.
أحس يوسف أن هذه الفتاة لن تجلب إلى حياته إلا المشاكل و اخته لن تنفعه في الإسراع بها خارج حياته قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه....وقف أسفل الدرج و حاول أن يتذكر إلى أين كان يتجه...نعم....إلى المخزن ليحضر عكازين لتلك "المشيرة"، بعد ربع ساعه من البحث وسط الأشياء القديمة و بعد أن أحس يوسف أن رئتيه امتلأتا بالغبار وجد العكازين القديمين الذي استخدمتهما سوسن عندما وقعت عن السلم و اصابت قدمها، أخذ العكازين و صعد لغرفة مشيرة ....عندما وقف أمام الغرفة سمع صوت ضحكة عرف أنها ليست لأخته لابد أنها لمشيرة ....عندما ساد الصمت طرق الباب.
********************
بعدما قالت سها تعليقها ابتسمت مشيرة في حرج و قد احمرت خجلاً ....قبل أن تفكر في رد سمعا طرق على الباب فقالت سها:
- لابد أنه أخي عاد ليكمل الجولة الثانية في مشاجرتكما.
ضحكت سها و هي تقول :
- ادخل.
دخل و في يديه العكازين و نظر إلى اخته:
- أراكي تملئين وقتك بالضحك.
قالت اخته بنزق:
- بدلاً أن اقضي وقتي في العبوس أمام أوراق لم تُملأ.
نظر لها بتأنيب....لم تفهم مشيرة ما يحدث بين سها و اخوها، التفت يوسف و رآى مشيرة بوجهها المتوهج فقال:
- أرى أنك تتسلين على حساب ضيفتنا الكريمة....هل تتسببين بالإحراج لها لكي تمرحي؟
هبت مشيرة للدفاع عن سها لا إرادياً:
- لا إنها لم تفعل ذلك مطلقاً؟.
رفع يوسف حاجباً في سخرية و نظر لاخته:
- يبدو لي أنك اكتسبت حليفاً لك ....
صمت ثم التفت لمشيرة و سألها:
- بما أن اختي إلتزمت معك السلوك الحسن لماذا أحس من وجهك أن أحداً تلفظ امامك بلفظ نابي؟
صاحت سها في وجهه:
- يووووسف...توقف.
نظر لها ببراءة:
- أتوقف؟ عن ماذا؟
قالت:
- عن السخرية أنت تعلم انها لا تناسبك و تجعل منك إنسان بغيض ....كما انك الآن تسبب الحرج لمشيرة...كل ما في الأمر أنني كنت أتحدث عن محمد و قالت لي أنه يبدو لها حبي له فقلت لها أن الأمر متبادل و هو يحبني بشدة و قلت لها يوماً ما ستجد شخص يحبها بجنو.....
قاطعتها مشيرة و قد شرقت بالكلمات:
- سها لا أعتقد أن الاستاذ يوسف يهتم بأحاديث الفتيات.
ابتسم يوسف من سذاجة اخته التي جعلت مشيرة تغرق في الخجل حتى النخاع....اخذ العكازين و وضعهما بجوار السرير:
- لقد جلبتهما من المخزن لتستخدميهما يا آنسة بدلاً من أن تستندي على اختي فما لا تعلمينه أنك لو اعتمدت عليها فسيكون الأمر كمن يستند على حائط متصدع.
كانت مشيرة تعرف أنه يمزح حتى أنها توقعت ما فعلته سها التي ركضت ولكزت اخيها:
- يكفيك ما قلت هيا إلى الخارج.
قال لها:
- بدون أن تطردينني فأمامي من العمل ما يبقيني بعيداً عن طريقكما أم أقول يبقيكما بعيدتان عن طريقي.
قالت سها:
- أفضل الأولى
قال و هو يبعثر شعرها كأنها طفل صغير:
- أعلم.....
التفت لمشيرة و رفع يده إلى رأسه في تحيه مسرحية:
- إلى اللقاء، وخرج.
************************
تدربت مشيرة بمساعدة سها على استخدام العكازين قبل أن تنزلا إلى غرفة الطعام .....بعد أن نزلا السلم صادفا إمرأه بدينه تلبس مريلة و تحمل في يدها منفضه فتقدمت منها سها و قبلتها بمحبة ثم قدمتها لمشيرة:
- هذه فتحية مربيتي و مربية يوسف و تحب أن تلعب دور مدبرة منزله.
لكزتها فتحية مؤنبة فابتسمت مشيرة:
- تشرفت بمعرفتك يا....
قاطعتها المرأه و هي تبتسم:
- توحه ناديني توحه كما يناديني الكل يا صغيرتي....أخيراً رأيت الفتاة الفاتنة التي صدمها ذلك الأحمق.
عندما لمحت سها نظرة عدم التصديق على وجه مشيرة قالت:
- لا أحد يتجرأ على نعت يوسف بالأحمق بهذه السهولة و التلقائيه سوى توحه.
أكملت توحه كلامها:
- إذن أنت يا عزيزتي من سلبت عقل سها....اتعلمين أنها لم تنفك تتحدث عنك حتى لم يعد لها إلا مشيرة قالت....مشيرة فعلت....مشيرة تبدو متعبه.....مشيره مشيره مشيره.
اعتذرت مشيره:
- أنا آسفه مؤكد أن وجودي قد تسبب لكم بالإزعاج.
لوحت بكفها في لا مبالاه لتصرف هذه الفكره:
- لا يا طفلتي أنا أوقن أنك ستضيفين على هذا المكان الكئيب روح جميله الآن اقول و بكل صدق أنني أحيي يوسف لأن ذوقه كان حسن حتى لو أتى ذلك صدفة.
انفجرت سها بالضحك بينما احمرت مشيرة خجلاً، خرج شخص من غرفة الجلوس و احاط خصر سها بذراعه: - حبيبتي سوف يتشقق وجهك من كثرة الضحك فطوال اليوم لم يبارح إذناي صوت ضحتك الجميييييييل.
نظرت مشيرة في الأرض فقالت توحه:
- توقف أيها الفتى العاشق فلقد سببت الحرج للفتاتين.
قدمت سها زوجها:
- هذا محمد زوجي....و هذه مشيرة صديقتي الجديده أم أقول ضحية طيش اخي.
وبختها توحه بلطف:
- انت تعلمين ان اخيك بعمره لم يكن طائشاً إنتظري إلى ان يسمعك تقولين هذا عنه.
قاطع محمد كلامهما عندما قال لمشيرة:
- تشرفت بمعرفتك يا آنسه مشيرة.
دخل الجميع إلى غرفة الطعام و عندما حاولت مشيرة لتساعدة توحه منعتها:
- لا يا صغيرتي استريحي و سوف اقوم بالعمل في لمح البصر.
و فعلا خلال خمس دقائق كانت الأطباق تتوالى، تساءلت سها :
- لما لم ينزل يوسف؟ ليس من عادته التأخر في النزول.
دخلت توحه بآخر الأطباق:
- لن ينزل فهو مشغول.
و قبل أن تعترض سها قالت توحه:
- إنه مشغول يا فتاه فاتركيه بحاله...لقد ذهبت له بصينية عليها عشاؤه فتوقفي عن هذه الشقاوة لأن موعد تسليم روايته الأخيره اقترب و يبدو عليه القلق فهو لم يسبق أن تأخر عن موعد تسليم أحد أعماله.
مر العشاء على خير ما يرام فلقد ساهم مرح سها في إجلاء جو التوتر كما حرص محمد على إشراك مشيرة في الحديث و عندما لاحظ ارتباكها نتيجة اسئلته عن عائلتها و عملها توقف عن طرح أي أسئلة شخصية عندما انتهوا من تناول الطعام أصرت توحه أيضاً أن تقوم بعملها دون مساعدة و أمرتهم الثلاثة بالتوجه إلى غرفة الجلوس حيث ستوافيهم بالشاي، بعد أن قضت مشيرة امسية جميلة مع سها و زوجها لا يشوبها ظهور ذلك الرجل العابس الذي يدعى يوسف صعدت إلى غرفتها بمساعدة كبيرة من فتحية و سها، استلقت على سريرها تحاول النوم لكنها لم تستطع أخذت تفكر في كيفية معرفة أية تفاصيل عن يوسف لكي تختصر إقامتها في هذا المكان فبرغم محبة سها لها و الحنان الذي ينضح من فتحية إلا أنها لا تشعر بالراحة لوجودها في هذا المنزل كما إن ضميرها لا ينفك يؤنبها على ما تفعله ....قررت أن تحاول اختصار فترة اقامتها في هذا المكان قدر ما تستطيع "عندما تتماثل ساقي و ذراعي للشفاء سوف أرحل من هنا حتى لو لم أجمع أي معلومات ترضي عوني....ذلك اللعين".
استيقظت مشيرة عندما سطع نور الشمس في وجهها رفعت رأسها و هي تضع يدها على عينيها:
- ماذا...من...
تناهى إلى سمعها صوت ضحكة سها المألوفه:
- هااااي أيتها الكسولة إنها الثامنة صباحاً.
قالت مشيرة بغضب:
- إنها الثامنة فقط يا سها من يسمعك يظنها الثانية ظهراً....أغلقي الستارة رجاءً.
قالت سها بمشاكسة:
- لا لا لا.
وضعت مشيرة الوسادة على رأسها:
- أرجوكِ يا سها إن عيني تؤلمني جداً.
قالت:
- حسنا حسنا سوف أغلقها بشرط أن تستيقظي فأمامنا الكثيييييير لنفعله.
فكرت مشيرة "ياألهي...يبدو أن يومي سيكون طويل و متعب بعد ليلة الأمس التي لم أذق فيها النوم ...فلتعينني ياالله"، شدت مشيرة عنها الغطاء:
- هيااااااااااا هناك الكثير لأريك إياه لقد خرج يوسف و أخذ معه محمد و المكان أصبح لنا وحدنا.
أخذت سها مشيرة و طافت بها في أرجاء المنزل ابتداءا من الطابق العلوي حتى الطابق السفلي بما فيه المطبخ و غرفة فتحية طبعاً باستثناء غرفة نوم يوسف و التي أطلقت عليه "محرابه الذي لا يجرؤ احد على الاقتراب منه" بعد أن انتهت الجولة الخاصة بالمنزل كانت مشيرة تئن ألماً فلقد كانت تواجه صعوبة في استخدام العكازين بوجود ساق و ذراع مصابتان....عرفت مشيرة أن قرارها بأن تختصر وقت بقائها في هذا المنزل ذهب أدراج الرياح لأنها بهذا الطريقة لن تتماثل إلى الشفاء إلا بعد دهر لكنها بالرغم من أوجاعها كانت تستمتع بالوقت الذي تقضيه من سها الدائمة الضحك و المرح، قالت سها لتقطع أفكاره مشيرة:
- لقد شاهدنا ما يكفي من المنزل هيا بنا لنتجول في الحدائق، بعد نصف ساعة من محاولة مجاراة سها في المشي و الكلام بدأت مشيرة تحس بألم في ذراعها بسبب العكاز كما أنها لم تكن تتقن استخدام قدمها السليمة لتضع ثقلها عليها فكان ينتهي بها الأمر للوقوف على قدمها المصابة فكرت بقنوط " ياإلهي كيف ظنت سها أنني سأستطيع السير و عندي ساق و ذراع مكسورتان" نظرت لها و هي تتكلم بسعادة وفخر وحاولت التركيز في ما تقوله:
- كما ترين يا مشيرة هذه الحديقة مصدر سعادتي كنت أهتم بحوض الزهور هناك قبل أن أتزوج و كان يوسف يساعدني عندما يسمح له وقته.....كانت أيام جميلة.
ضحكت مشيرة:
- ما هذه التنهيدة الحارقة و كأنك بلغت الثمانين يا ابنة العشرين!!، شاركتها سها الضحك.
***************************
أحس يوسف أن وجوده أمام الأوراق بدون أن يكتب كلمة هو أمر غير مجدي نهائياً فخرج مع محمد الذي كان على موعد مع أصحابه عندما وصلا للمطعم جلسا مع الكل إلى طاولة منعزلة لكي لا يتعرف أحد إلى يوسف و أحتدم النقاش في مختلف المواضيع لكن يوسف وجد نفسه في منأى عن كل من حوله و اتجه تفكيره إلى تلك الفتاة "مشيرة" هناك أمر حولها لا يعرفه و لا ينفك يفكر فيه....فكر "لماذا لا يفارقني إحساس أن هذه الفتاة هي لغز و لغز خطير" ربت محمد على ذراعه:
- يوسف....يوسف أين ذهبت بأفكارك إن طارق كان يسألك عن رأيك في الأمر؟
التفت له:
- أمر؟....أي أمر؟
نظر الكل له باستغراب فوقف:
- عذراً يا شباب لقد تذكرت أن هناك أمر يجب أن انهيه فوراً.
سأله محمد:
- أي أمر هذا؟
و اعترض الشباب قال أحدهم: لم تكد تصل يا رجل....
ورد آخر: بالله عليك فلتبق قليلاً
قال لهم:
- أنا آسف...سوف يكون لنا جلسة أخرى و ستكون طويلة...هذا وعد مني
وقبل ان يعترض أحد لوح لهم:
- إلى اللقاء جميعاً.
ركب يوسف سيارته و أخذ يتجول في الشوارع بغير هدى و في النهاية قرر أن يعود للمنزل و حمد الله لقراره هذا لأنه عندما وصل رآى سها و قد صحبت مشيرة على ما يبدو في جولة استكشافية و كما توقع لم تلاحظ اخته المجنونة كم من الصعب على مشيرة أن تتحرك و هي بهذا الوضع الصعب أخذ يراقب اخته و هي تتكلم بسعادة و مشيرة تحاول الإصغاء لها و قد ظهر عليها أنها متألمة و بعدها عبست اخته و قالت شئ ما فداعبتها مشيرة مما مسح العبوس عن وجه سها و أخذت الاثنتين تضحكان رغم أنه أحس بالخساسة لوقوفه مختبئا يتفرج عليهما لكنه كان مستمتع بمراقبتهما أو بالأخص مراقبة تعابير وجه مشيرة فرغم إحساسها بالالم و المعاناة إلا أنها تحاول أن تجاري سها في مزاجها المشرق.
أحست مشيرة أن جسدها بدأ ينضح بالعرق وعضلاتها تصرخ طالبه لحظة استرخاء فاقترحت مشيرة:
- هيا بنا إلى الداخل يا سها.
قالت سها برجاء:
- أريدك فقط أن تري شئ واحد و بعدها.....
قاطعها صوت يوسف معاتباً:
- سها....سها...سها أتراكِ صرتِ عمياء فلم تنتبهي إلى أن مشيرة تكاد تقع مغشياً عليها من التعب و انت تتكلمين و تتكلمين.
التفتت سها لمشيرة تمعن النظر فيها لأول مرة:
- ياإلهي .... أنا آسفة حبيبتي لم انتبه.
قال يوسف مبتسماً لأخته بمحبه:
- طبعا لم تنتبهي فأنت عندما تتحدثين عن أمر لا تنتبهي لأي شئ آخر.
كان يتكلم و هو ينظر لمشيرة التي احمر وجهها خجلاً و سارعت تقول:
- لا...إنني....إنني بخير.
قال يوسف:
- لا أنت لست بخير لو رأيتِ وجهك لعرفت.... كما أن قدميك ترسلان لي إشارات استغاثة.....
صمت قليلاً و كأنه يحاول سماع صوت و وضع يده على طرف اذنه:
- اها....و كأنني أسمعها تقول أرجوك انقذني لا استطيع الصمود اكثر من ذلك.
انفجرت سها بالضحك كما ان مشيرة ابتسمت رغماً عنها، قال:
- هيا يا فتيات إلى الداخل.
مشوا ثلاثتهم باتجاه المنزل بعد ان رفضت مشيرة عروض يوسف و سها لمساعدتها في المشي، قالت سها و هم في طريق العودة:
- سوف نلغي كل النشاطات التي تتطلب الحركة على الأقل حتى تتماثل ساقك للشفاء...و بالتالي سوف افكر في ما قد نفعله و انت في غرفتك مممممممم نعم لقد وجدتها كأن أريك ألبوماتي....نعم ألبوم زفافي و أيضاً بامكاننا أن نلعب الورق و أشياء كثيرة كثيرة
ضحك يوسف:
- أنا اعرفك يا شقية لن تتعبي في إيجاد ألف شئ وشئ لتشغلي كتيبة كاملة و ليس فقط شخص واحد عاجز و يوجد تحت رحمتك.
كانت مشيرة تسمعهم و تبتسم إن علاقتهما جميلة لطالما كانت تتمنى أن يكون لها أخ اكبر يحمل عنها قليل من العبء كما افتقدت أن يكون لها مثل هذه اللحظات التي بين سها و يوسف.
قالت سها مشاكسةً:
- نعم....كما أنه بإمكاني أن أري مشيرة صورك و انت صغير....
ضحكت مهنئة نفسها على الفكرة:
- نعم إنها فكرة رائعة.
لاحظ يوسف تعبير اللهفة الذي كان على وجه مشيرة و هو يتحدث مع اخته و يمازحها و أثار فضوله لمعرفة ما وراء هذه التعابير الرقيقة لكنه عندما سمع اقتراح اخته اعترض:
- لاااا.....
قطع كلامه صوت وقوع أحد العكازين من مشيرة و كانت في طريقها لتهوي أرضاً فامسك ذراعها:
- على مهلك.
لم تستطع مشيرة إلا أن تستند إليه و هي تئن رغماً عنها و نظرت له معتذرة:
- أنا آسفه إنني....
قاطعها و قد ظهر العبوس الشديد على وجهه:
- لا تعتذري إنه خطأ سها كما انه خطئي فها نحن نثرثر و نتركك تمشين و انت في هذه الحالة المزريه....هيا لأحملك.
و قبل أن تعترض كانت محمولة بين ذراعيه و كأنها ريشة، حملت سها العكازين و مشت وراءهما، كانت مشيرة تحس بانها ستموت خجلاً بينما لم يبدو على يوسف أنه يلاحظ ما هو غريب في ما يحدث و استمر في ترديد تعليمات صارمة على مسامعها هي و سها و كأنه والد يوبخ طفلتيه....لا للنزول للحديقة....لن اعطيك العكازين لكي لا تمشي نهائياً....الطعام في غرفتك....و دخول الحمام بمساعدة و اثناء ذلك كانت سها تضحك و تردد حسناً حسناً، عندما وصلا للغرفة انزلها على الكرسي و اخذ العكازين من سها و قبل أن يخرج رفع اصبعه محذراً و هو ينقل نظره بينهما:
- حذار أن تحاولا حتى مخالفة كلامي مفهوم؟
عندما لم تردا كرر:
- مفهوم؟ لا نريد لهذه الفتاة الصغيرة أن تظل مقعدة لفترة طويلة.
أومأت مشيرة برأسها إيجاباً فالتفت لسها فقالت:
- موافقة.
صفق الباب وراءه فجلست سها أرضاً و هي تضحك:
- ياإلهي يا مشيرة لا تعرفين ما الذي خطر في بالي عندما رأيت أخي و هو يحملك.
زفرت مشيرة:
- لقد كنت أحس انني سوف أموت خجلاً.
ضحكت سها:
- أما أنا فراودتني أفكار راااائعة عنـــ.....
قالت مشيرة موبخة:
- سها...لااااااا....لا تبدئي.
هزت سها رأسها نفياً:
- اسمعيني فقط....لقد أحسست كم انتما تليقان لبعضكما حتى أنني فكرت للحظة....ٌ
قاطعتها مشيرة:
- ارجوكي سها لا تفكري بأي شئ ثم أنني أرغب في كأس عصير لأشربه و أنا اشاهد تلك الألبومات التي وعدتني بها أم انك نسيتي؟
قفزت سها عن الأرض و قالت بحماس:
- لا طبعا لم أنس و أكيييييد لم أغير رأيي خمس دقائق و سوف أعود بالعصير و الألبومات كما أنني ساجلب ألواح شوكولا و فشار.
ركضت خارج الغرفة فضحكت مشيرة و تنفست الصعداء ...الحمد لله أن سها من النوع السهل إلهاؤه عن موضوع بموضوع آخر.
دخل يوسف غرفته و صفق الباب بقوة لعل ذلك يفيده في تفريغ بعض من الغضب المكبوت بداخله....نظر للمرآه يخاطب نفسه:
- ما بالك يا يوسف هل عدت لسنوات المراهقة؟...حتى في تلك السنوات لم تكن تتصرف كالمراهقين بل كان عقلك من يسيرك.
صمت قليلاً ثم صاح في صورته:
- إذن ما بالك؟ اجبني لما لم تعد تستطيع التركيز على عملك منذ أن دخلت تلك المخلوقة الصغيرة حياتك؟ لما صرت تجد لذة في مراقبتها و متابعة حتى أقل حركاتها....تباً تباً تباً لكل النساء و أولهم تلك المشيــ....
صمت عندما دخلت فتحية فجأة:
- ما بك أيها الولد هل تراك جننت؟ هل تكلم نفسك؟ لا و تصرخ أيضاً لقد قلقت كثيراً.
حاولت يوسف أن يرسم بسمة مشرقة على وجهه بصعوبة:
- لا يا عزيزتي لقد كنت أحاول أن أتقمص أحد الشخصيات التي أكتب عنها لكنني لم أستطع.
نظرت له مفكره ثم سألت:
- و هل في روايتك التي تعمل عليها شخص غاضب و ناقم على الحياة لأن الأقدار أقحمت فتاة في حياته.
رفع إحدى حاجبيه في غضب لكن قبل ان يجد ما يرد به عليها ضحكت و قالت:
- حاول أن تركز على عملك لتنتهي منه في الموعد.
ثم أغلقت الباب مدمدمة بلحن اعتاد سماعه منها.
يتبعــ........
|