كاتب الموضوع :
هدى 2008
المنتدى :
الارشيف
_33_
الاعتراف
تقتلني الرغبه له
راغبه ببوح مشاعري
شعور غريب يطرأ على قلبي
عالمه بنفس الوقت
ان ما احس به
تشاركني أنت إياه
أخبرني قلبك
وفضحتك نظرتك
أأخبرك يا حبيبي
أنني اتوق للمستك
ودفئ مشاعرك
وحنان فؤادك
فكأني يا حبيبي قد ولدت لأعيش هذه اللحظه معك
لك فقط
أحتفظت ببكارة الروح
وعذريه الاحساس
لك فقط
تفجر بداخلي بركان
حممه تلفظ حبا
تلفظ
عشقا
صنع من نار
أقف على قمه أحساسي
أراقب حممي الملتهبه
وهي تدمر مدن أحزاني
وتقضي على قلاع عذاباتي
أقف مكاني
متمنيه ان تنساني الدنيا بأسرها
متمنيه أن يتوقف الزمن
أشعر باني خارج حدود ه
وبأني باللامكان
أسبح بفضاء سرمدي
لا أرى فيه غير عينيك
أمد يدي لك فتنتشلني يداك
أرجع إلى مدينتي معك
فقد أصبح لي وطن
مخبأ بداخل قلبك
بعد ان ضاعت مني جميع أوطاني
عشت غريبه بأرض الغرباء
لكني الان معك
أودع غربتي إلى مثواها الاخير
الان
أشعر بروحي
تحيا من جديد
كعنقاء تنبعث من رمادها
محلقه صاعده إلى السماء
تضرب بجناحيها بقوة
اليوم
نعود معا
انا وانت
لنروي أرضنا
لنزرع الياسمين
لأقف عروسا
تشهد الاكوان على زفافها
تطوقني يديك
بطوق الياسمين
..........
بالفيلا
بدأت الشمس تتجه إلى مبيتها
وبدأ الضوء بالزوال
ياسمين بغرفتها ، منهكه من الالم وقد بدأت حرارتها بالارتفاع
نظرت إلى هاتفها ، وهي تحس بالرغبه للاتصال بأمجد
أحست بانها أخطأت عندما قررت البقاء وحدها
لكنها لم تشأ افساد رحلته واقلاقه ، غير عالمه بالاحداث الاخيرة
لم يخبرها بشئ رغم اتصاله عدة مرات للاطمئنان عليها
ولم تخبره بشئ
قطعت خلوتها دقات رقيقه على باب غرفتها
ثم دخلت منى وهي تبتسم بموده حامله بيدها كوبا كبيرا من الحليب الدافئ
حيتها منى ببشاشه
جلست ياسمين معتدله بفراشها وهي ترحب بها ، وقد اسعدها وجودها
بدأت منى الحديث : كيف تشعرين الان؟
اجابتها ياسمين بتعب : الحمد لله ، بخير
ناولتها منى الحليب وهي تقول : اعددته لك خصيصا ، اشربيه فهو مفيد لك وقد مزجته بالعسل فلا تستغربي طعمه
تناولته ياسمين شاكرة : اشكرك منى
ثم رشفت منه رشفه ومنى تنظر لها بلهفه حاولت إخفائها
_ اشربيه كله ، فهو مفيد لك
بعد ان انهت ياسمين شرب الحليب وضعت الكوب على الطاوله بجانب فراشها
تناولته منى بسرعه وهي تنهض واقفه : سأعد بعض الحساء لك ولفاتنه
سألتها ياسمين وهي تشعر بالخجل من نفسها : صحيح نسيت ان اطمأن عليها ، اخبرتني اسراء بما حدث لها
اجابتها منى : هي افضل ، سابلغها بسؤالك ، والان حاولي ان ترتاحي واذا احتجت لشئ فارجوكي لا تترددي واطلبيه مني
شكرتها ياسمين بامتنان
ثم غادرت منى الغرفه وهي تكاد تطير من الفرح
بينما استلقت ياسمين بفراشها واغمضت عينيها محاوله النوم غير عالمه بما تحمله لها ليلتها
........
بغرفه فاتنه
التفتت بلهفه إلى منى وهي تدخل الغرفه
_ هل شربته ؟
اجابتها منى بتأكيد : كله ، وقد غسلت الكوب من بقاياه
ردت فاتنه : جيد
سألتها منى : متى سيبدأ تأثير المخدر؟
نظرت فاتنه إلى ساعتها وهي تقول : خلال ساعه تقريبا
ثم ابتسمت بخبث ناظرة إلى منى وهي تقول : بعد أن تبدأ هلاوسها بالظهور ، يأتي دورك ومحمود
اجابتها منى : اتشوق إلى ذلك كثيرا
ضحكت فاتنه : لا استطيع الصبر حتى ارى خوفها
وبقيت الاثنتان تتحدثان بانتظار مرور هذه الساعه التي غدت ثقيله على قلوبهم
...........
بالمستشفى
بانتظار استيقاظ ليليان
بدا الممر امام غرفه ليليان مزدحما ، بعد ان ابلغ امجد الجميع بالمزرعه ، اراد الجميع مشاركه ليلى تلك الفرحه
واصروا على الحضور
بكت ليلى كثيرا على صدر سما
وتقبلت التهنئه من الجميع بقلب يزغرد فرحا
اقترب منها د. يحي وهو يقول مبتسما : هنيئا لك يا ليلى
نظرت له ليلى بعينين قد اغرقتهما دموع السعاده : اشكرك ، على كل شئ وعلى كل ما قدمته لي
كلماتك كانت كالنبؤة التي تحققت اخيرا
اجابها يحي متاثرا : بل هي اراده الله
اشكريه كثيرا
اجابته : الحمد لله ، الحمد لله الذي جمعني بها
ثم توجهت إلى غرفه والدتها تاركه الجميع منتظرا مترقبا لحظه اللقاء
سعيد بالغرفه يجلس بالقرب من زوجته متأملا وجهها
احس بدخول ليلى
التي اسرعت وامسكت يد والدتها
طمأنها سعيد : سألت الطبيب واخبرني انها ستستيقظ باي لحظه الان
التفتت له ليلى وهي تقول : أريد سؤالك امرا
نظر لها وهو يقول : طبعا تفضلي يا ابنتي
ردت بسرعه : الاطفال الذين كانوا بصحبتها
اجابها بسرعه : اخوتك
رددت وراءه بصوت ملئ بالعاطفه : اخوتي
ثم نظرت إلى الاعلى وهي تهتف : أمي واخوتي ، يا الله ، يا كريم
اشكرك على رحمتك بي، اشكرك يا الله على عطائك
نظر لها سعيد وعيناه تدمعان : سأحضرهم إلى هنا ، لكن بعد ان تستيقظ ونطمأن عليها
بهذه اللحظه ، بدأت ليليان ترمش بعينيها وهي تقول هامسه : ليلى
بدأت تفتح عينيها ببطء ، امسكت ليلى يدها بقوة وهي تقول : أمي ، انا بجانبك
نظرت لها ليليان وهي لم تستوعب بعد ، او انها غير مصدقه
أسرع سعيد مغادرا الغرفه ، تاركا لهما فرصه اللقاء الاول ، وبنفس الوقت يخبر الطبيب باستيقاظها تحسبا لاي طارئ
بعد خروجه
بدا ان ليليان قد استعادت كامل ادراكها ، اعتدلت بفراشها وهما تتبادلان النظرات
لكن بدون أي كلمه
فقد كانت عيونهما تنطق بكل شئ
اخذت ليليان تتحسس وجه ابنتها بيديها ، ثم شدتها إلى احضانها وهي تلثم كل ما استطاعت شفتيها ان تطاله
قبلت وجهها ، عينيها ، دفنت وجهها بشعرها
احتضنتها ليلى بقوة وكانها خائفه أن ينتزعها احدهم من دفئ هذه اللحظه
اخيرا نطق الصمت
واختلطت اصواتهما كاختلاط جسديهما
خجل الشوق من شوقهما
ونظر الحب مبتسما لهم
وتوقف الزمن مشفق عليهما
فلا تسمع غير اصوات الدموع ان كان لها صوت
شهقات متبادله
صرخات من الآه
عذابات السنين الماضيه تختزل كلها بهذه اللحظه
امومه الكون كله تجسدت بهذه الضمه
وبنوة الدنيا صرخت جذله
كاد جسدهما يمتزجان بجسد واحد
حرارة اللقاء
أذابت ، كل ما حولها
وتخطت الحدود
حدود صبرهما
ما عاد للصبر مكان
ليلى تهتف باعلى صوتها : أمي
ليليان لا تدري اشفتاها تصرخان باسم ابنتها ، ام بتقبيل كل جزء منها
تأبى احداهما ان تترك جسد الاخرى
فكأن ليلى قد غرست نفسها غرسا بأحضان والدتها
لا تستطيع اعتى قوة على وجه البسيطه ان تنتزع جذورها منها
هنيئا يا ليلى
هنيئا يا ليليان
فليل السعاده قد حل
وانبلاج فجر جديد قد اقترب
...............
|