كاتب الموضوع :
هدى 2008
المنتدى :
الارشيف
_31_
أمي
حناني وإطمئناني
دنياي ضائعه بدونك
وعالمي مفقود بغيابك
أحقا يأمي حانت اللحظه
لحظه
لقاء الدم بالدم
وسلام العين للعين
عذبني الحرمان
وأضناني الشوق
أه ياحبيبه
لو باستطاعتي الاختيار
لاخترت
ان ابقى جنينا مختبئا بين جدران رحمك
محتمية به
من مخالب جارحه تترقبني
اختطفتني مضغه
وابدلت رحمك الدافئ
بئرا جليديه
مكثت بقعره دهرا طويلا
جمدني صقيعه يأمي
وكاد ظلامه يعميني
لكن بقايا نظراتك
كانت نورا
أضاءت ظلماتي
أمي
كدت الفظ انفاسي
لكني ادخرتها لك
جمعتها وخبأتها بين أضلعي
كنت ارى احساسي مبعثرا حولي
محطما
كبلور شفاف هو روحك
دهورا يا امي
دهور أمضيتها
وأنا اجمعه واشكل منه صورتك
لأرى فيها وجهي
حرموني صورتك بسجني الابدي
لكنهم لا يعلمون ان صورتك تملأ اصقاع الدنيا وتجوب أقاصي الارض
وصوتك أسمعه
مع هبوب الرياح
وسقوط اوراق الشجر
وعلو أمواج البحر
لا يعلمون انهم لو القوني بالف بئر وبئر
فدمك الذي يسري بعروقي
يحمل صوتك
يحمل رائحتك
ما زالت شفتاي تحملان أثر حليبك
ماأشد حلاوته يأمي
لم يستطيعوا
رغم الحصار
رغم الاسر
رغم القهر والذل
ان يمسحوه عنهما
فهو موشوم بروحي
مطبوع بذاكرتي
الان يأمي
الان فقط
أستطيع ان افتح أضلعي
واخرج كنزي الصغير
وأنثره تحت قدميك
وأرتع بجناني تحتهما
ضميني بقوة
بقوة يأمي
أذيبي الجليد الذي استعمرني طويلا
وخذي قلبي
هو لك يا حبيبه
وأبقيني قربك
لأنعم وتنعمي
لأهنأ وتهنأي
إمنحيني الراحه على صدرك
وتخللي شعري بحنان يدك
ودعيني أردد واصرخ وأهذى
باسمك
دعي العالم كله يسمعني
يا أمي
.........
بالمستشفى
خارج غرفه ليليان ،وقف زوجها مع آدم والصمت يخيم عليهما بانتظار خروج الطبيب ، وقد بدت آثار السهر والارهاق واضحه جليه على وجهيهما
ما زالا تحت تأثير مااكتشفاه الليله السابقه
وجود ليلى على قيد الحياة
ليس بالأمر أي لبس ، وليس تشابه اسماء
فتاريخ ومحل ولادتها هو نفسه
تضاربت مشاعر السعاده والصدمه بداخلهم
وبداخلهم يتردد الف سؤال وسؤال
وحدها (ليلى) تملك ااجابته
او هذا ما كان يتمنيانه
.......
خرج الطبيب من غرفتها فأسرع الاثنان يسألانه بلهفه
قال وهو يحاول طمأنتهما : استيقظت وتريد رؤيتكم حالا
أسرع آدم إلى غرفتها ، بينما بقي سعيد مع الطبيب وهو ما زال قلقا من حالة زوجته
اجابه الطبيب : صراحه ، وضعها دقيق جدا ، الصدمه التي تعرضت لها هزتها بقوة ، لكني اعتقد انه بزوال المؤثر ستكون بخير ، ما زلنا نحقنها بالمهدئات ، وستبقى عده ايام بالمستشفى
شكره سعيد ودخل إلى غرفه زوجته
كانت ممدده بضعف بالغ على السرير ووجها ينطق بتعب رهيب اثقلها
كانت تمسك بيد آدم وهي تقول بما تبقى لديها من قوة : ليلى يا آدم ، ليلى
لاحظت دخول سعيد ، حاولت النهوض لكنها لم تستطع
فاكتفت بان تصرخ بالم : سعيد ، اريد ابنتي ، ارجعوا ابنتي ، ارجعوها
آدم اعثر عليها
ثم حاولت النهوض مجددا وهي تقول : ساذهب للبحث عنها
اسرع اليها زوجها يحتضنها ويرجعها إلى فراشها : ليليان اهدأي
لكنها بدت وكانها لا تسمع شيئا وهي تصرخ بجنون وهي تحاول نزع المغذي من يدها: ساذهب للبحث عنها ، ابنتي ستضيع مني ، ستضيع مجددا ، لن يقتلوها مجددا
ثم اكملت : سعيد هاتفها ، احضر لي هاتفها
خرج آدم مسرعا من الغرفه لمناداه الممرضه ، بينما بقي سعيد معها يمنعها من النهوض وإيذاء نفسها وهي تقاومه بكل قوتها تريد الخروج
بعد ان حقنتها الممرضه بمزيد من المهدئات ، بدأت تستسلم للنوم وهي تردد : سعيد ، هاتف ليلى
ليلى يا آدم ، ليلى
ليلى
ثم غرقت بنوم عميق
.........
بسيارة امجد بعد ان غادرو المزرعه متجهين إلى المقهى
حاولت ليلى الاتصال بهاتفها من هاتف إسراء
هذه المرة أجيب اتصالها من اول رنه
......
بالمستشفى
رن هاتف ليلى الذي يحمله آدم ، أسرع بالرد عليه بكل لهفه الدنيا
هذا الهاتف به سعادة اخته
جاء صوته غريبا حتى على نفسه فالموقف كان صعب على احتماله : الو
أجابه صوت ليلى مترددا : مرحبا ، انا صاحبه هذا الرقم وقد اضعته البارحه واريد أن ....
قاطعها آدم بلهفه : انتي ليلى
جاوبه الصمت لثواني ، فأعاد سؤاله
انتي ليلى؟
اجابته باستغراب من معرفته اسمها ومن الطريقه التي نطقه بها : نعم انا ليلى ، كيف عرفت اسمي
اجابها وهو لا يريد افزاعها : من جواز سفرك بالحقيبه
ردت وقد احست بشئ من الراحه : حسنا ، انت مدير المقهى
اجابها آدم وقد قرر عدم الافصاح عن شئ لحين مقابلتها : نعم انا هو
ليلى : انا بالطريق اليكم لاستلام حقيبتي
قاطعها آدم : ليلى من معك ، اقصد مع من انتي قادمه
اجابته ليلى باستغراب لسؤاله : مع بعض الاصدقاء
قال آدم بالحاح : اريد التحدث إلى احدهم
جاوبه السكوت مرة اخرى ، وهو يسمع صوت حديث خافت على الطرف الاخر ، ثم سمع صوت رجل
_ مرحبا ، أمجد يتحدث معك ، وانا صديق لليلى ، نريد الحضور لاستلام الحقيبه
اجابه آدم برجاء: سيد أمجد ، ارجوك استمع لي ، اريد مقابلتك حالا الان في احدى مستشفيات المدينه
ارجوك الموضوع متعلق بليلى ، وعندما تحضر سأخبرك بكل شئ
صمت امجد قليلا وهو ينظر لليلى التي بدأت تتوتر ، ثم قال : حسنا باي مستشفى؟
اعطاه آدم اسم المستشفى ، ثم انهى الاتصال
بعد ان انهى الاتصال نظر له سعيد بلهفه : ماذا حدث ؟
اجابه آدم وهو متوتر مما ستحمله الساعه القادمه : ليلى قادمه
نظر الاثنان إلى بعضهما بصمت أبلغ من الكلام
....
بعد ان انهى الاتصال وناول الهاتف لاسراء
غير امجد طريقه متوجهاا للمستشفى
سالته ليلى بقلق : ماذا يريد منك المدير؟
رد عليها مطمئنا : لاشئ فقط اخبرني انه موجود بالمستشفى وطلب منا التوجه إلى هناك لاخذ اغراضك
رجعت ليلى إلى سؤاله : فقط؟
اجابها بهدوء : نعم يا عزيزتي ، عشرون دقيقه على الاكثر ونصل
اسندت ظهرها إلى مقعدها وانتظرت
بينما بقي امجد يفكر بكلمات الرجل الغريبه ، فما هو الموضوع المتعلق بليلى؟ والذي يريد الحديث فيه معه ؟ ومن هو ؟
.............
.........
|