كاتب الموضوع :
هدى 2008
المنتدى :
الارشيف
_30_
أحضان الغيب
هناك تمضي اقدارنا مرسومه
يحدها الامل
واحيانا يجلدها اليأس
مخاض اليم نتجرعه ممزوجا بقسوة اللذه
لتولد لحظه السعاده
صارخه تشهق اول انفاسها
مغطاة بدماء نزفتها جروحنا
تنبعث موسيقى اشواقنا
تضرب بقوة على اوتار
صنعت من لحم ودم
اوتار قطعتها يوما يد القدر
وبيده ذاتها
يصل تلك الاوتار مجددا
لتتتابع تلك المعزوفه
لكن هذه المرة
تغير اللحن
من نشيد جنائزي يشيع ارواحنا
إلى مقبرة الوهم
تغير اللحن
فأمسى كموسيقى الزفاف
كموسيقى تجلل فرحه عذراء باكتمال حبها
ليل السعاده
اضأت سماواته نجوم فرح
توسطه قمر
ينظر خجلا من عليائه
مرسلا أشواقه
إلى الوجوه الضاحكه
معتذرا
عن غيابه الطويل
أشعته الممهورة بتوقيع الفضه
تحيط بهم وتلمس برفق ابتساماتهم
كطيف سحري آخاذ
فاخيرا
بعد طول ليل بهيم
تلاشت غيوم اوجاعهم
اخيرا
بعد سنوات طويله من الضياع
في دروب مقفرة
تتضح معالم الطريق
الذي اضاعوه يوما
وتفتح الدنيا ذراعيها مناديه
أن اقبلوا
ليل السعاده قد حل
وانبلاج فجر جديد قد اقترب
............
اقترب الفجر ، والسكون يعم المكان
غافل عما اعتمل بالصدور من الم
أعين ساهره لم يغمض لها جفن ، وقلوب متوجسه
ياسمين بغرفتها عاجزة عن النوم ، امضت الليل ساهره تفكر به
تفصل بينها وبينه امتار وجدران
عجزت رغم صلابتها ان توقف تيار المشاعر المتدفق بقوة وعنفوان كعنفوان الصبا
بهذا الليل توجد الكثير من الارواح الحائرة
ياسمين تريد الاعتراف وترفضه خوفا ورفقا على قلبها الغارق بذكريات مصنوعه من نيران
أمجد يرغب بلحظه الاعتراف تلك ، وبنفس الوقت خائف من قوة مشاعره عليها
ليلى تحس بالقلق ، وبان هناك امرا جلللا
تعجز عن توقع ما هو
فاتنه نائمه بعمق تحلم بلحظه تنفيذ مكيدتها
منى اعمتها الغيرة وتجلى فيها حب السيطرة كأبلغ ما يكون
نهار جديد يقترب مخبئا بين طياته الكثير والكثير
يوم كنقطه تحول بحياة البعض
يقترب الضياء ببطء ويتسرب بنعومه
متوجلا وخائفا على قلوبهم مما يحمله
..........
استيقظ الجميع ، وبعد انتهائهم من تناول الفطور
جلسوا بالصاله واحساس بالكسل يخيم عليهم
رغبه من الجميع بفعل شئ مميز يكسر روتين الايام
فكان الاتفاق بالاجماع على تمضيه اليوم بمزرعه أمجد
فانصرفوا إلى تجهيز انفسهم لهذه الرحله
بهذه الاثناء
بحثت ليلى عن امجد ، فوجدته بالحديقه تشاركه جلسته اسراء
توجهت نحوهم ، والقت التحيه
ثم جلست بجانب اسراء وهي تقول : الم يردك أي اتصال على هاتفك
اجابتها اسراء : للاسف لم يتصل احد ، لكن لا تقلقي سنمر اليوم على المقهى للسؤال عن حقيبتك
كلمات اسراء لم تستطع محو القلق بنفسها ، لكن ما باليد حيله
نظر امجد إلى السماء وهو يعلق : الجو غائم قليلا ، اتمنى ان لا تمطر اثناء الطريق
ثم طلب من اسراء ابلاغ الجميع بالاستعجال
توجهت اسراء إلى الداخل مع ليلى والتقت بياسمين التي كانت خارجه بتلك اللحظه إلى الحديقه
حيتها ببشاشه ثم انطلقت إلى الداخل
ياسمين كانت تحس بالتعب وبدايه اعراض الانفلونزا ، لذلك قررت عدم الذهاب معهم
اقتربت من امجد وحيته
التفت لها بابتسامه وطلب منها الجلوس
بادرته : انا لن اذهب معكم
نظر لها بامجد بقلق : لماذا ؟
اجابته وهي تشعر بالحرج قليلا : احس بالتعب
اجابها باهتمام متزايد : ما بك ؟ اتشتكين من شئ؟
لم ترد ان تزيد من قلقه فاجابته مطمئنه : لا ، لكني اشعر بخمول وتعب
ثم اكملت بتردد : لم انم جيدا ليله البارحه ، هذا كل شئ
نهض امجد وهو يقول : اذن سنؤجل هذه الرحله
اسرعت فامسكت بيده بحركه مفاجئه ، ثم تركتها بسرعه وقد احمر وجهها
نظرت له بصمت لثواني ثم قالت برجاء : ارجوك لا تؤجل شيئا ، لا اريد لاحد ان يتضايق بسببي
اجابها بحزم : لكني لا استطيع تركك وحدك هنا
نهضت واقفه : ارجوك دكتور امجد ، لا تحرجني ، انا بخير
فقط اريد النوم والراحه بغرفتي ، كما انكم ستعودون مساء
صدقني استطيع الاعتناء بنفسي
رجع مرة اخرى إلى الرفض
نظرت له بحزن به لمحه من غضب وهي تقول : الا استطيع البقاء لوحدي قليلا ، لماذا لا تثق بي ؟ هل تعتقد باني طفله ستؤذي نفسها ، ارجوك
نظر لها تتنازعه مشاعر الخوف عليها والرغبه بتركها على راحتها
في نهاية الامر قال لها : حسنا ، لكن عديني ان تنتبهي لنفسك ، وهناك شرط اخر
اجابته بسرعه : ما هو ؟
رد عليها : ساتصل بك بين الفترة والاخرى ، للاطمئنان فقط ، ارجوكي ان تجيبي اتصالي ولا تدعيني اقلق
وعدته بذلك وهي تستأذنه للرجوع لغرفتها
تابعها بنظراته وهو يحس بعدم راحه لتركها وحدها ، لكنه لم يشا الضغط عليها اكثر
..........
بداخل الفيلا ابلغت ياسمين قرارها بعدم مرافقتهم
حزنت اسراء لذلك فقد كانت تحب رفقتها
بينما عرضت سما عليها البقاء معها لكنها رفضت بشكل قاطع ورجتها لتذهب
لكن فاتنه عندما عرفت بذلك جن جنونها ، فهاهي الفرصه قد اتتها على طبق من ذهب
وبدقائق فقط اتفقت مع منى على ما ستفعله للتملص من الذهاب معهم بعد ان ابلغتهم بذهابها بدون اثارة شكوكهم
بعد ان اتم الجميع استعدادتهم للانطلاق ، جلسوا بالصاله بانتظار فاتنه التي تأخرت قليلا
ثم سمعوا صوتها وهي تهتف بمرح من اعلى الدرج بانها جاهزة
اسرعت بالركض على الدرجات ، ثم انزلقت قدمها فهوت إلى الاسفل صارخه بالم
اسرعت اسراء ومنى اليها بخوف شاركهم اياه الجميع وهم ينظرون لها
اجلستها منى وهي تتأوه صارخه بقوة : قدمي ، قدمي تؤلمني بشده
اسرع اليها عمار هاتفا : دعيني افحصها
استمرت فاتنه بالصراخ وهو يتفحص قدمها سائلا اياها عن مواضع الالم
حاولت اسراء انهاضها فنهضت بصعوبه
قال عمار : يبدو ان كاحلها قد التوى
اجابته فاتنه وهي تكاد تبكي: لا استطيع المشي
رد عمار : يجب وضع ثلج عليها
اسرعت اسراء لاحضار الثلج بينما ساعدتها منى وسما للصعود لغرفتها
ارقدوها على فراشها وهي تتأوه بشده
احضرت اسراء كيسا مملوء بالثلج وضعته على قدمها ، ثم دخل عمار إلى الغرفه مع الممرضه وهو يقول : احضرت رباطا ضاغطا وبعض المسكنات ، اتمنى ان لا يحدث التهاب
وضعه على الطاوله بجانب السرير ، ثم طلب وضع وساده اضافيه تحت قدم فاتنه لا راحتها
اسرعت الممرضه ونفذت طلبه
ثم نظرت لفاتنه بقلق وهي تقول لعمار : ايجب نقلها للمستشفى
وقبل ان يجيب عمار هتفت فاتنه : لا ، لا احتاج للمشفى
ساصبح بخير عندما ارتاح قليلا ولا تنسي ايضا ان لدي خبرة طبيه ، استطيع الاعتناء بنفسي
ثم اكملت وهي تنظر لهم بخجل مفتعل : اسفه حقا لما حدث ، واتمنى ان لا تلغوا رحلتكم ، ولا احتاج لوجود الممرضه
هنا قاطعتها منى حسب الاتفاق : سابقى معك ، لن اتركك
نظرت لها فاتنه بامتنان وهي تقول : لا يا عزيزتي اذهبي واستمتعي بوقتك معهم
لكن منى رفضت بحزم ان تتركها
.........
بالاسفل انضمت اسراء وسما وعمار إلى البقيه المنتظرين بقلق
وابلغتهم ببقاء منى ومحمود طبعا
احس الجميع بالاسف لما حدث لها متمنين لها الشفاء العاجل
بعد ان تأكدت من مغادرتهم
اطلقت فاتنه ضحكه عاليه وهي تنهض من فراشها مخاطبه منى : لقد انطلت عليهم حيلتي
اجابتها منى وهي تشاركها ضحكها : انتي ممثله بارعه ، لوهله صدقتك فعلا ، لولا اني اعرف انها تمثيليه
انحنت فاتنه ولمست قدمها بحركه تمثيليه وهي تقول بصوت متأوه ساخر : قدمي تؤلمني بشده
ضحكت منى بشده حتى دمعت عيناها
بعد انتهائهما من سخريتهما تكلمت فاتنه بجديه : تلك الحقيرة بغرفتها
اجابتها منى : نعم ، يبدو انها نائمه
قالت فاتنه : حسنا ، سندعها الان فما زال الوقت مبكرا
ثم توجهت نحو خزانتها وفتحتها وهي تتناول علبه الحبوب مربتته عليها بسعاده
ما زال لدينا الكثير من الوقت للمرح
نظرت لها منى : فاتنه ، انتي متأكده من مقدار الجرعه اللازمه ؟
نظرت لها فاتنه بثقه وهي تقول : طبعا
جلست كلاهما وهما تناقشان خطتهما بانتظار مرور الوقت
..........
|