كاتب الموضوع :
هدى 2008
المنتدى :
الارشيف
_27_
استيقظت اسراء على توقف السيارة امام باب الفيلا
نظرت حولها فرأت الظلام قد بدأ يحل ، نزلت من السيارة ووقفت بالخارج تنتظر نزول الاخرين
نزلت ليلى من السيارة وهي تحس بانزعاج كبير ، لانها تنبهت الان فقط لفقدانها لحقيبتها
اسرعت نحو اسراء وهي تهتف بقلق : حقيبتي ، يبدو اني نسيتها بمكان ما لا استطيع ايجادها
رجعت اسراء مع ليلى وفتحت باب السيارة وهي تهتف بامجد وياسمين : امجد ارجوك اشعل الضوء قليلا
التفت لها امجد وهو يقول : ماذا حدث؟
ردت ليلى بصوت منزعج : لقد فقدت حقيبتي
قالت ياسمين وهي تلتفت للمقعد الخلفي : ربما سقطت منك بالسيارة ابحثي جيدا
لدقائق انشغل الجميع بالبحث عنها ، ثم قالت ليلى بيأس : يبدو اني نسيتها بالمدينه
اجابتها اسراء : هل نسيتيها بقاعه السينما ؟
اجابتها ليلى وهي تفكر: لا ، لقد كانت بيدي وقت خروجنا ، اعتقد اني نستيها بالمقهى
ثم نظرت إلى امجد : ماذا سنفعل الان ؟ هي تحوي كل اوراقي الشخصيه ، وهاتفي المتنقل ايضا
نظر امجد اليها وهو يقول : هل تريدين الرجوع والبحث عنها
اجابته بيأس : هل تظن انها ما زالت بمكانها ؟
ربما اخذها احدهم
اجابتها اسراء مطمئنه : ربما هي بعهده المسؤلين بالمقهى ، ما رأيك سنحاول الاتصال على هاتفك ، ربما يجيبنا احدهم
اجابت ليلى وهي تشعر بالحيرة : حسنا ، سنحاول
سألها امجد مجددا : هل تريدين العوده والبحث عنها ؟
ردت ليلى : ما رايك باقتراح اسراء ، ننتظر إلى الغد ونرى
اجابها امجد : لا بأس ، لا تقلقي سنجد حلا للموضوع
والان هي إلى الداخل فقد بدأت البرودة تشتد
توجه الجميع إلى الداخل وهم يحسون بانزعاج بسبب هذا الموضوع
............
بمنزل اخر
دخل الاولاد وصخبهم يعلو بالمكان
نظرت لهم والدتهم وهي تقول : فليغسل الجميع ايديهم
جلست ابنتها الكبرى على اقرب مقعد لها وهي تعبث باظافرها الملونه : لماذا ؟ يدي نظيفه
نظرت لها والدتها بغضب وهي تحس بصعوبه التعامل مع عنادها : أرجوكي لا تبدأي الان، لماذا لاتطيعيني فحسب؟
انا لا اطلب الكثير
اجابتها وهي ما زالت منشغله بالنظر إلى يدها : وانا ايضا لا اطلب الكثير ، كل ما اردته هو الذهاب مع اصدقائي بتلك الرحله
اجابتها والدتها بحده : لقد تناقشنا بالموضوع سابقا
بدأ الحوار بينهما يعلو واخذت اصواتهما بالارتفاع باللحظه التي دخل والدها إلى المنزل
_ مالذي يحدث ؟
اجابه ابنه بعدم اهتمام وهو منشغل بلعبته الالكترونيه : كالمعتاد ، امي غاضبه مجددا
نظر لها زوجها : ما بك؟
اشارت إلى ابنتها وهي تقول : تفاهم انت معها ، لقد تعبت ، ثم انصرفت غاضبه إلى غرفتها واغلقت الباب وراءها بعنف
اقترب من ابنته وهو يقول بحنان : ما بك ؟
التفت له وهي تقول بغضب : سئمت هذا الوضع ، سئمت
لا احد يفهمني
لماذا لا استطيع الحصول على ما ارغب مثل صديقاتي؟
اجابها وهو يربت على ظهرها بحنان : انتي تعرفين مقدار حبنا لك وخوفنا عليك
نهضت وهي تبعد يده بغضب : كل ما احصل عليه هنا هو الوعود والمزيد من الكلام عن خوفكم علي
اتعلم شيئا ، انا انتظر اليوم الذي اترك فيه هذا المنزل بفارغ الصبر
ثم انطلقت إلى غرفتها واغلقت الباب وراءها ، ثم رجعت فتحته وهي تقول لوالدها
_ امي تكرهنا
ثم اغلقته مرة اخرى بدون ان تنتظر ردا من والدها
ما هي الا دقائق حتى انبعث صوت جهاز التسجيل بغرفتها عاليا يصدح باغنيه صاخبه
اقتربت ابنته الصغيرة منه وجلست باحضانه متعلقه برقبته وهي تقول بصوت بخوف : ابي هل صحيح ان امي تكرهنا؟
احتضنها والدها بحنان وهو يقول لها بهدوء : لا يا حبيبتي ، والدتك تحبكم جميعا
اجابته وهي ما زالت تتعلق به : لماذا سارا تقول ذلك ؟
اجابها : سارا غاضبه من والدتك لانها لم تسمح لها بالذهاب مع صديقاتها ، لا عليك يا صغيرتي الان سادخل واتحدث معها ، الان ما رايك ان تستعدي لتناول العشاء
اجابته ببراءة طفوليه : من سيعد العشاء ؟
اجابها وهو يدغدها ضاحكا : انا
اجابته وهي تضحك : اريد مساعدتك
نهض وهو يوقفها على قدميها : اذن ستكونين مساعده الشيف
اسرعت إلى اخيها في محاوله لاغاظته : ابي سمح لي باعداد العشاء معي
نظر اخوها لها ثم نظر إلى والده وقد شد الموضوع انتباهه : انا ايضا اريد اعداد العشاء معك
ضحك والدهم وهو يقول : حسنا دقائق واكون معكم
تسابق الاثنان بمرح إلى إلى غرفهم لابدال ثيابهم
يبنما توجه والدهم إلى غرفه ابنته طرق الباب مستأذنا بالدخول
ثم دخل إلى غرفتها ، فوجدها جالسه على سريرها تتحدث بهاتفها الخاص وصوت الموسيقى يملأ المكان
اخفض صوت الموسيقى قليلا وجلس على طرف سريرها ، انهت مكالمتها مع صديقتها
بدأها والدها بالكلام : هل نستطيع التحدث قليلا؟
لم تجبه كما لم تنظر له
اقترب منها واحتضنها بصمت
احتضنته بقوة وهي تقول : احبك
اجابها وهو ما زال محتضنا لها : ولذلك تريدين تركي؟
ابتعدت عنه ونظرت له وهي تقول : انت تعلم اني لم اقصدك ، كنت اشعر بالغضب من امي
اجابها : لكنها امك وتحبك
اجابته بمرارة : امي تحب نفسها فقط ثم اكملت
_ اتعرف ، احيانا احس بانها انجبتنا فقط لارضاء انانيتها
اجابها مقاطعا : ارجوك حبييبتي لا تنسي انها والدتك وانا لا احب ان تتحدثي عنها بهذه الطريقه
قاطعته : ابي انظر إلى حالنا ، هل ترى اننا نعيش حياة طبيعيه كباقي الاسر الاخرين
ارجوك ، لم اعد تلك الطفله الصغير ، انظر الي لقد كبرت انا سابلغ الخامسه عشر قريبا
ولا تعتقد باني لا افهم ما يحدث
امي تعاملنا بقسوة ، بانانيه ، لا تهتم لرغباتنا ، كل ما يهمها فقط هو اثبات نجاحها واثبات انها ام ناجحه امام الاخرين
كل ما يهمها هو مظهرنا العائلي امام الاخرين
لكنها لم تفكر يوما بشعورنا او بما نحتاجه
ينقصنا الكثير
اجابها وهو متألم بداخله من افكار ابنته وان كان لا يلومها كثيرا لما وصلت اليه الحال
_ وانا يا سارا الا اعوضكم ، الا ابذل كل شئ في سبيل اسعادكم
اقتربت منه واحتضنته بقوة مجددا وهي تقول : احمد الله على انك ابي ، وجودك مهم جدا بحياتنا واخاف كثيرا من التفكير بان تمل يوما من امي وتتركنا
زاد من احتضانه لها وهو يقول : مستحيل ان اترككم ، ابعدي هذه الفكرة عن رأسك
ثم ابعدها قليلا عنه وهو يقول : سارا انتي ابنتي الكبرى واحتاجك بجانبي لتساعديني
والدتك تمر بمرحله صعبه وتحتاجنا بجانبها
ارجوكي حبيبتي اذهبي واغسلي وجهك الان وانضمي لنا بالمطبخ
هزت رأسها موافقه ثم نهضت واتجهت إلى خارج غرفتها
.............
بغرفتها
ابدلت ثيابها وهي منفعله ثم تناولت حبوبها المهدئه وهي تحس ببدايه صداع
اطفأت الانوار واستلقت بفراشها وبدأت بالبكاء
دخل زوجها الغرفه واضاء النور
نظر لها بفراشها محمرة الوجه من اثر البكاء
_ اطفئ الضوء لو سمحت
_ الا تريدين تناول العشاء ؟
_ لا ارغب بشئ اريد النوم
اقترب منها : ارجوكي لاجل الاطفال
اجابته بمرارة : سيكونون افضل بدوني
احتضن كفيها وهو يقول : لا تقولي ذلك
رجعت إلى البكاء مرة اخرى وهي تقول من بين دموعها : ارجوك سامحني ، سامحوني جميعا
لكن الامر اكثر من احتمالي
القت نفسها باحضانه : انا تعيسه جدا ، جدا
كل شئ بحياتي فاشل
حتى لو حاولت فأنا لا استطيع
انظر إلى نهايه هذا اليوم
اردت قضاء وقت سعيد كعائله
لكن كل ما احصل عليه هو الصراخ والشجار
ثم نظرت له بالم وقالت : انا أم سيئه
احتضن وجهها بكفيه وهو يقول : لا
انا ارى امامي اما محبه لاطفالها ، وزوجه رائعه
ابعدت كفيه وهي تقول باحباط : اتمنى ان اصدقك ، لكني توقفت عن تصديق هذا الامر منذ زمن بعيد
اجابها بحزم : لستي انتي من تحكمين ، انا من اراكي وصدقيني لا ارى امامي الا ما ذكرت
ثم اكمل بعاطفه : انا احبك ، ودوما احببتك
قاطع كلامها دخول الصغيرة إلى غرفتهما وهي تهتف بانفعال حامله حقيبه ليلى بيدها : امي ، ابي
هناك صوت هاتف يرن بداخلها
ما ان اكملت كلامها حتى توقف صوت الرنين
نظر والدها إلى الحقيبه باستغراب فشرحت له الامر
ثم تناولتها وفتحتها واخرجت الهاتف منه وهي تحاول فتحه
نظرت إلى زوجها وهي تقول :يبدو مغلقا برقم سري
اجابها وهو ينهض : اذا سننتظر ربما صاحبته تعاود الاتصال مرة اخرى
ثم نظر اليهما وهو يقول
_ العشاء ينتظر
..................
بالفيلا
بغرفه ليلى
مدت يدها باحباط إلى اسراء وهي تناولها هاتفها قائله : لم يجب احد على اتصالي
اجابتها اسراء : لا بأس ، سنحاول الاتصال مرة اخرى بعد العشاء
الجميع ينتظرنا بالاسفل
ثم توجهت كلتاهما إلى الاسفل
على طاوله الطعام
بدا امجد شارد الذهن ، ولا يكاد يمس طعامه
لاحظت ياسمين شروده وعدم رغبته بالكلام واحست بالحزن لاجله
بعد انتهاء الجميع
توجه امجد إلى مكتبه لاجراء مكالمه خاصه ، ثم غادره بعد دقائق متوجها إلى خارج الفيلا
كان الضيق الذي يجثم على صدره اقوى من احتماله
احس بانه لا يستطيع البقاء بين الجدران
ففضل التوجه إلى شاطئ البحر
راقبته ياسمين وهو يغادر الفيلا ، ثم قررت اللحاق به
...........
|