لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-11, 12:04 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو في ذمة الله

البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 223596
المشاركات: 271
الجنس أنثى
معدل التقييم: وجع الكلمات عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وجع الكلمات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وجع الكلمات المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الخير مشاهدة المشاركة
   يعطيييييييييك العآفيه أختي وجع كلمات ع القصة


وفي انتظرك بفرااغ الصبر

وتسلم أيدك ع أحلى قصة



الحمدلله ان القصة اعجبتك أختي

ويشرفني أكثر ردج علي القصة

وأن شاء الله في بارت قريب هدية لكم

بااقي لمسات الاخيرة

وبنزله قريب جداا

 
 

 

عرض البوم صور وجع الكلمات   رد مع اقتباس
قديم 10-04-11, 04:17 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو في ذمة الله

البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 223596
المشاركات: 271
الجنس أنثى
معدل التقييم: وجع الكلمات عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وجع الكلمات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وجع الكلمات المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Impo

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





كيف حال الجميع ؟



إن شاء الله بخير



أحب أن أنوه على أنه سوف يكون هناك جزء إضافي سوف ينزل اليوم



هديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــة مني لكم



وتقديرا على متابعتكم





وبعد لتكتشفوا من خلاله بعض عوالم وشخوص القصة




دمتم بحفظ الله ورعايته





أختكم






وجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الكلمات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع


 
 

 

عرض البوم صور وجع الكلمات   رد مع اقتباس
قديم 10-04-11, 09:22 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو في ذمة الله

البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 223596
المشاركات: 271
الجنس أنثى
معدل التقييم: وجع الكلمات عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وجع الكلمات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وجع الكلمات المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Wavey الجزء الهدية لكل قارء ممتبع لروايتي

 

(( القيد الثالث ))









كان يعرف جيدا بأنه عندما يفتح هذا الباب, سوف تهجم عليه حمم من الغضب الذي لا ينتهي, يدرك جيدا بأنها لن تجعل فعلته تمر مرور الكرام, لكن لابد من المواجهة ووضع النقاط على الحروف, فهو الرجل في هذه الزيجة, وهو صاحب القرار الأول والأخير.
فتح الباب ورأسه شامخ في السماء.
وقد جهز أسلحته المشروعة وغير المشروعة, لدفاع عن حقه الذي شرعه الله له.
ليصدم من وراء الباب بشيء لم يكون موجودا في قائمة توقعاته .
لقد كانت جالسة في منتصف السرير, كملكة متوجة على عرشها, تاجها شعرها الكستنائي الذي انسل حتى كتفيها , وابتسامه تحيط بشفتيها شبه المسطحتين, تضاعف حجمهما بسبب الحمرة الوردية الفاقع لونها, والتي تثير الغريزة المدفونة, وعينان واسعتان مزينتان بالكحل العربي, يتربع في كبدهما قرصين عسليا اللون, تصوبان عليه نظرات الشغف.

ذهله .. بل صعقه ما وقعت عيناه عليه

أين تلك المرأة التي هاجت وماجت عليه منذ بضع ساعات مضت ؟

والتي كانت تتوعد ؟

وتصرخ ...

أين هي ؟

أمعقول أن هذه حصة ...زوجته التي رفضت رفضا قاطعا زواجه من أخرى ؟!!!

أمعقول ؟!!!

نصبت ساقها الرشيقة , وحررتها من ظلمة ثوب النوم ذو اللون الناري الخانق لها.

وقالت وهي تشير له بالجلوس إلى جنبها, بصوت يستفز ذكورته:
- تعال قربي... ليش واقف كذيه ؟!

أبتلع ريقه, قبل أن يبوح بحيرته لها:
- حصه ... وش هناك ؟!!


ضحكت برقه مفتعله, وقالت من بين ضحكاتها المتواصلة:

- وش بيكون هناك, أباك تقعد جنبي ... هذا حرام ؟!!


لم يبل ريق نفسه المتسائلة جوابها, فعاد يسأل ولكن بطريقة أخرى, وقد رص على عيناه ليتجل تعجبه لها:

- حصه ... وش صار في غيابي وقلب حالك ؟!!

رسمت ابتسامة طرفيه

وقامت من عرشها

وبقدميها الحافيتان اقتربت منه

وهو مسلط منظار عيناه عليها بتوجس الحذر

عندما غدت مواجهتا له

رفعت يدها وهي تتمايل بغنج

وصفعته بخفه

وقد عضت على شفتها السفلى

وقلت بعد ذلك بدلع:
- هذا إلي صار... صفعتك صحتني ... وخلتني اكتشف فيك الرجل القوي إلي كل مره تحلم به ..

ضيق الخناق على عيناه, وهو يحدق بها بعدم التصديق لقولها ...


في حين أنها أخذت تفتح أزرار ( كندورته ) وهي تحاول تأجيج نار الشغف واللهفة فيه:

- أبا أشوف ذاك الوحش مره ثانيه ... فطلعه لي ...


أمسك برسغيها وأشل حركتهما, وقال:

- حصه .. أنت قاعدة تضحكين عليه ... وألا ...

لتقاطعه بشفتيها اللتين اتحدت بشفتيه

ليبدأ جدار الحذر في داخله بتصدع


ومن ثم تقول بوجه باسم وقد حررت شفاهه من قيودها:

- تعال وأكتشف بنفسك

لتحرر يديها من يديه المخدرتان ...

وتبتعد عنه وهي تتمايل كغصن البان نحو السرير

وهو يتبعها بعينيه الجائعتان





____________





أخذت تلامس أصابعها الصغيرة, اللاتي فقدن حلويتهن بسبب الشحوب الذي تسلل إلى عروقها...

انسلت دمعه من مقلتها, وهي ترى ابنتها, فلذت كبدها تضوي أمامها, وهي واقفة تتفرج بلا حراك...

لتقول بحرقة وأسى تخنقان كلماتها:

- ليش يا مريم .. ليش تريدين أن تتركينا وتروحين عند أبوك ... ليش ؟ !... هل أنت مشتاقة له .؟!! .. كيف طيب تشتاقين له .. وأنت حتى ما شفتيه ... وألا أنت مغتصة لأنك ما شفتيه ... وعشان كذيه تريدين تروحين له .. بأي طريقة .. حتى لو كان الثمن حياتك ؟!! لكن حن ما شبعنا منك .. ها الست سنين ما تكفي .. نباك تكون عندنا .. لا تخلينا .. لا تخلينا ...

وأمسك بتلك اليد الهشة, كما يمسك الغريق بطوق النجاة ..

والدمع شكل طرقا على وجنتيها, وعادت من بين شهقات البكاء تقول:

- لا تروحي عنا .. لا تروحي عنا ...

ومن ثم ألقت بجسدها نحو ابنتها التي أخترق جسدها الضئيل بالكثير من الأجهزة والمحاليل, وبسببها غرقت في نوم عميق مجبرتا, وضمتها بكل ما أوتيت من قوة, كأن بفعلها هذا سوف تجذبها من براثم الموت الحائم حولها.




________________





لا يعرف كيف ركب السيارة وشق طريقه إلى منزله بسلام

لا يعرف كيف أنسل نحو غرفته دون أن يلمحه أحد

لا يعرف كيف ألقى بجسده المتهالك على سريره

لا يعرف شيئا ..

ولن يعرف

فعقله شل تماما

فخبر موته كان كالضربة القاضية التي أودت بحيات عقله

قبل جسده

لقد سقط في هاوية عميقة لا أول لها ولا آخر

أخذ يسترجع تلك اللحظة الفاصلة في سلسلة حياته

كان يجب أن يستشف الخبر من تعابير وجه الطبيب الذي كان ينبأ بخبر سيء ...

كان يحاول أن يجد الكلمات التي كما يبدو تبعثرت في عقله قبل أن تزور مسمعه

لكن هو لم يلحظ ذلك, فلم يكون في قائمة توقعاته هذا الخبر الجلل

كان يضن بأنه مجرد إعياء عابر و سوف يرحل مع الراحة

لكن كان الموضوع أكبر من ذلك بمراحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــل

ما إن أخيرا رمى الطبيب رمح الخبر الفاجعة عليه بقوله:
- للأسف ما أدري كيف أقول لك الخبر, بس ... بس ... للأسف مطر أخبرك ... للأسف أنت .. أنت فيك سرطان الرئة

سرطان

سرطــــــــــــــــــان

سرطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــان


تردد صداها في زوايا عقله


أسترسل أخيرا الطبيب في الحديث


لكن بعض فوات الأوان


فقد بات هو جسد بلا روح


لا يفقه شيء من حوله


فكلمت (( سرطان ))

لزالت تجتاح عقله بالزلازل

قام

نعم قام, وكأن شخص آخر يتحكم به

خرج من الغرفة

وأحاسيسه الخمس قد عطبت

لم يلحظ بأنه بات خرج غرفة الطبيب

إلا بعد أن أمسك الطبيب بكتفه

وهزه

ليستيقظ من بنج الصدمة الذي تخلل عروقه

ويقول الطبيب مواسيا, ومحاولا أصلاح ما يمكن إصلاحه:

- لا تخاف يا حميد, الطب الحين تطور وايد, وفي أمل كبير تشفى من المرض, بس خلي أيمانك بربك كبير

ابتسما ابتسامة ساخرة لم تدم في ثنايا شفاهه, وقال وقد قص خيط نهت تلك الذكرى البغيضة:

- كلام يا طبيب تقوله لمرضاك عشان توهمهم بأنه فيه أمل, أنا مو ياهل , ولا غبي, ولا جاهل بهذا المرض, خلاص أنا انتهيت, انتهيت, وبيغليبني ها المرض مثل ما غلب أبوي من قبل, الطب مهما تطور ما بيقدر على ها الخبيث, ما بيقدر...
وهوى بقبضة يده على سريره
لعله يمتص ولو جز صغير من بركان الغضب المتفجر بداخله

أخترق عباءة الظلام الكاسيت لجسد غرفته, ضوء منبعث من هاتفه النقال, الذي بشره بوصول رسالة له

نظر ببطء عدم المهتم نحو الهاتف النائم على يمينه

ضغط على زر الهاتف

ليصطع له اسم

جلجل كيانه

وصب عليه حمما جديدة من الألم

أنه الاسم

الذي اقترن باسمه

بصفته

الحبيبة

الزوجة

وأم لأبنائه

أو كان مقترن بكل هذه المهام

توجع

تألم

بكى بحرقه

تصهر قلبه

لدرجة أنه لم يفتح الرسالة

كيف يفتحها ؟؟

كيف يفتح بابا آخرا عليه لجيوش العذاب

فهو قد انهارت حصونه

ولم يعد يقوى على هجوم آخر

لقد مات في داخله

قبل أن يموت جسده

الذي لن يطيل البقاء في عالم الأحياء





_____________





كانت على وشك أن تضغط على زر الإرسال, حين باغتها صوته, فجعل جسدها يرتجف:
- أصبحنا وأصبح الملك لله, من صباح الله اتصالات وبربره, يا حرم خافي ربك, الناس تبد يومها تسم وتدعوا, وتتسمع للقرآن, وأنت ركضه صوب التلفون تبين تبربرين في علوم ما لها فايده .

لترد عليه عليه غاضبة:

- بسم الله الرحمن الرحيم, كمن مرة قلت لك لا تطلع عليه كذيه فجأه؟ بغلى قلبي يوقف


ومن ثم تحولت لسانها من لغة الغضب إلى لغة السخرية:

- وبعدين العدال يالسديس, ما كأنك قبل شوي صدعتني في الحيرة بصوتك إلي كأنه صوت حمار, فتركت لك الحيرة تتهن فيها, وش جابك هني؟


ليفتح عيناه على مصرعيهما, ويقول بذهول نحت صوته:


- أنا صوتي صوت حمار؟؟!!!


وما لبث أن أخذ يتكلم وبكل فخر وثقه تعمي سامعيها:

- أنت ما تعرفين أنه الناس تدفع لي عشان يسمعون شلاتِ؟


دوت ضحكتها الساخرة أرجاء البيت, قبل أن تقول باستهزاء:

- يا غبي, يدفعون لك عشان يسكتونك ويرتاحون مو عشان يسمعون نغيقك.


وعادت تكمل سلسلت ضحكاتها


ليرمقها بنظرة غاضبه

فهو لا يملك سواها


وقال:
- الأحسن لي أروح لأبو سالم آخذ كمن فلس, فالمعاش طلع أمس, وبعد أتريق أزين مو مثل ريوقك هذا إذا طبختِ اليوم, لأنك من تمسكين ها التلفون ما تخلينه.

أخذت تشير له برحيل, وهي تقول وضيق مرسوم على قسمات وجهها:

- روح .. روح .. هذا إلي شاطر فيه يا عبيد, تجمع كمن درهم ما يبلن ريق أحد, وبعد تتشرط وتقول تريد ريوق الزين, أول تشطر ويب لنا بخت فلوس وبعدين تشرط يا الشيخ.

ضيق عينه اليمنى وهو ينظر إليها بغضب تأجج أكثر بداخله:

- هذا إلي أخذه منك يا صالحة , تكسير, إلي عرفه أنه الحريم يشجعن ريايلهن, يساعدنهم, وأنت من عرست بك وكل يوم مكسرة مياديفي, ومو عاجبك شيء من إلي أسويه, ما يكفيك كل يوم حليلي أمشي من بيت لبيت ألقط لك الفلوس عشان تعيشين مثل الناس.

وضعت يدها في خصرها, وقالت والضيق ينبعث من عيناها التين نحتتهما السنين لتخلف أثارها عليها:
- تشوفني قطوة قدامك عشان تقول تلقط لي ...

ليقاطعها قبل فوات الأوان و يجرفه غضبها :
- لا حوووووووووووله... خلاص يا كلمة ردي مكانك, يلا أنا رايح .


وندفع نحو الباب مسرعا


لكي ينفذ بجلده من سياط لسانها الطويل


أخذت تتمتم بضيق , وتسب وتلعن الساعة التي تزوجت فيها هذا الرجل, وهي لم تحرره من مجهر عينيها حتى وهو قد بات خارج البيت.

ما إن نفثت جزءا بسيط من حنقها على زوجه في كلماتها النارية, حتى رفعت رأسها نحو السماء, وقالت:

- الله يرحمك يا بوي, ليتك ما غصبتني أعرس بهذا الريال إلي ما فيه فايدة, وجوده مثل عدمه, الله يرحمك بس ويغفر إليك.

وختمت دعائها بهز رأسها بأسى

ومن ثم عادت تكمل ما بدأت به, قبل أن يقاطعها ذلك الزوج المعدوم الفائدة

أخذت تضغط على أزرار الهاتف من جديد

جاءها من خلال أسلاك الهاتف الممتدة, صوت رنين, الذي لم يدم طويلا

ليقتل صوت الرنين صوت أقرب منه إلى الهمس:
- ألو ... مرحبا أمي ..

لترد عليها:

- وين محمدوه ؟

لترد عليها بنفس درجة الصوت الهامسة:
- راح يتسبح ..

- يعني أقدر أكلمك على راحتي؟



- أيوه .. أيوه ..



لتسأل وشغفها لإخبارها جلي على محياها:

- ها بشري وش صار البارحة بينك وبينه ؟

لتسبق ضحكتها كلماتها المتخللة السماعة:

- كل خير, عملت إلي قلتنه لي أنت وخالتي البارحة.

كسا وجهها الراحة ,وهي تقول:

- تمام, والعمل هل خلتيه تحت مخدته, مثل ما وصتك خالتك؟؟



- أيوووووه .. هذا أصلا كان أول شيء عملته يوم دخلت الحجرة.



لتخط تلك الابتسامة الشيطانية, وتردف قائلة:


- تمام .. تمام .. ما بقى إلا ننتظر أسبوع ونشوف النتيجة .


ليهجم عليها صوت ابنتها المرتبك قبل أن تكمل كلامها:

- أمي .. أمي لازم أسكر, شكله محمد خلص.


لترد هي الأخرى من فورها:

- أزين ..أزين .. يلا عيل مع السلامة.



ومن ثم ما لبثت أن لاح في خلدها ذكرى شيء, لتقول صارخة, لتلحق على ابنته, التي كانت على وشك إغلاق السماعة.


- حصه .. حصه ... لا تسكرين..


ليأتيها صوتها المتعجل, كأن شيئا يلاحقها:


- أيوه أمي وش هناك ؟


- لا تنسين تشربينه الدوى إلي عطتك خالتك إياه مرتين في اليوم.


- لا تخافين عليه أمي, ها الشيء ما طار من بالي, يلا لازم أسكر باب الحمام أسمعه ينفتح, مع السلامة.


- يلا .. مع السلامة.

لتغلق السماعة من هنا, وتشق ابتسامة انتصار طريقهما على شفتيها من هنا, وتفكر لدقائق, قبل أن تقول:

- لازم أكلم شيخه وأخبرها عن إلي صار, طلعت صدق شيوخ مو سهلة, تستاهل ذيك الدياية إلي طبختها لها البارحة.

وبالفعل شرعت بالاتصال بأختها أو بالأصح شريكتها في الجرم ..





____________________





أقبلت عليها ولهفت العتاب تنضح من عيناها, مع مزيج من الهلع الأموي يحيط بثنايا وجهها:

- وش هذا يا شمسة؟ .. ليش ما خبرتينا البارحة يوم تعبت مريم ؟!! لو ما قعدت أتصل بك وألقى تلفونك كله مغلق.. وبعدين اتصلت للبيت وفطوم خبرتني .. كنت ما بعرف .. متى بتتركين ها العادة الشينة عنك؟!!

لترد عليها, والدمع يتربص بمقلتيها المحاطتان بحمره كستهما من كثرت البكاء, وقالت بصوت أعياه السهر, وكبلته الروح الباكية:
- والله ا أمي ما كنت أريد أتعبكم, أعرف كنتم مشغولين بموضوع محمد.

لتقاطعها وهي تزجرها قائلة:
- وش ها الكلام يا شمسة؟! مريم أهم وألا موضوع أخوك أهم ؟!! لازم مريم أهم ما يحتاج تفكير... ما أعرف كيف أنت تفكرين ؟!!

ومن ثم هزت رأسها بأسى, ونفضت تلك الروح الغاضبة, وقالت:

- نسيت حتى أسلم عليك من الضيق من فعلتك ... المهم اتركينا من هذا وطمئنيني وش قال الدختور؟

وهجمت عليها بمجهر عيناها التواقتين لخبر يثلج الصدر ..


لترصد عيناها, فك ابنتها السفلي وهو يرتعش, والدمع تمرد على مقلتيها, ونفجر, وقالت بحرقة لم تهجر روحها المعذبة منذ ليلت البارحة:
- قال ... قال بأن حالها تدهورت وايددددددددددددددددددد ... ولازم نسفرها بسرعة تتعالج بره .



لتطلق العنان لبكائها الموجع, الذي أدمى قلب أمها ...


التي ضمتها بقوة, لعلها تبعث لها بالقليل من السكينة, وقالت وقد حاولت بأن تظهر الجلد في معالم وجهها, وصوتها, فإذا انهارت انهار الصرح كله:

- بس يا شمسة .... تعوذي من بليس... إن شاء الله بتسافر وبتتعالج ... وبترجع مثل قبل وأحسن بعد ... بس أنت هدي .. هدي ...

لتتمرد عن حضن أمها, وترفض وجودها فيه, وتقول وقد خطت الغضب المضرج بالحيرة في عيناها:

- كيف يا أمي بتسافر... كيف ؟!! كأنك ما تعرفين الحال !!!


لترد عليها بابتسامة أمل تريدها أن تصيب بها قلب ابنتها المثقل بالأحزان ...


وقالت:

- هذه مو مشكلة, الدولة ما تقصر, وبتسافر وتتعالج, بس أنت هدي أعصاب, وإن شاء الله الأمور بتنحل, بس هدي , فإذا شافتك المسكين بهذا الحال, بتخاف... وهي مو ناقصة ...

وأخذت تمسح على يد ابنتها المرتعشة من برد البكاء ...

وألقت نظراتها على الكائن ضئيل الحجم, المكبل بأسلاك لا تنتهي ...

لتتبعها ابنتها بعينيها ...

لترى هي الأخرى ما يدمي فؤادها....


نائما على السرير أبيض اللون ...

لا يعي ما يتربص به ببطء ...




__________________




كان يقدم قدما ويعيد الأخرى إلى الخلف ..


كانت هذه حالة منذ أكثر من ساعة...


برغم أنه طوال الليل كان يهيئ نفسه لهذه اللحظة ...


اللحظة المصيرية في حياته ...



التي سوف تذبحه من الوريد إلى الوريد ..



إلا أن قواه خذلته في آخر لحظة





( ( لا ما أقدر أعملها ... ما أقدر ... بس لازم لازم أسويها ... طول الليل وأنا أجهز نفسي لهذه اللحظة .... إذا تراجعت الحين ... ما بقدر أعملها مرة ثانيه .. أنا عارف ها الشيء ... يلا يا حميد تحرك ودق الجرس ... وإن شاء الله الباقي بيهون ... هذا القرار الصحيح فلا تتراجع عنه ... لا تتراجع ))


أدخل ما قوت رئتيه على احتوائه من الأكسجين ...


وكأنه يشحذ الهمة للمضي قدما في تنفيذ قراره الذي أتخذه لليلة البارحة


ووقع عليه موافقته


وما إن أخرج الهواء من صدره


حتى تجمدت تعابير وجهه


التي كانت منذ ثواني يخنقها الألم


وخطى تلك الخطوتين التين سوف تحددان مصيره المقبل...



وقبل أن يضغط أصبعه جرس الباب


إذا بصوت بوق سيراه يقاطعه


فانتفض جسده لمباغتته له على حين غيرة منه


نظر نحو مصدر الصوت


ليجد سيارة

BMW

عائلية


فتحت إحدى مراياها


لتكشف عن وجه باسم

ويقول:

- السلام عليكم حميد.


حاول أن يقابل ابتسامة الرجل بابتسامة حتى ولو كانت باهتة, وقال:


- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عبد الله , كيف حالك ؟


ليترجل الرجل من سيارته


ويقبل نحو حميد


والبسمة لم تفارقه


لتتصافح الأنوف قبل الأيادي


ويرد الرجل عليه :

- بخير, الحمد لله, كيف حالك يا معرسنا ؟

لم يرد عليه, فقد التقط رادار عيناه صورة الحبيب

القابع خلف شباك السيارة الخلفي

ابتلع ريقه وهو يسرح في عوالم اللقاء الأول

فهو نسخة كربانية عما يراه الآن

لقد كانت تحادث من وراء باب السيارة أخته هند التي قامت هي بإيصالها

فهما كانتا يدرسان في نفس الكلية

كان هو خارجا لرؤية أحد أصدقائه

حين حباه الله فرصة بأن يرى هذا الملاك العائش بين بني البشر

عينان واسعتان

يحمينهما رموش طويلة

تتوسطانهما أنف حاد المعالم

يقبع في قاعه

فم صغير

محاط بجنديان من الشفاه كرزية اللون

كل هذا يعيش على أرض وجه طفولي

تقطر البراءة منه

فز قلبه لما رأى

ليعلن حالت عشق عاصف

ومن أول شرارة

حب حكم عليه بالموت قبل أن يلتقي الأحبة حتى

أوجعه ذلك الخاطر

انتشله صوت عبد الله الجزع

والذي أحاط يده بذراع حميد

وأخذ يهزه

لينقذ حميد من الغرق أكثر في بؤرة الوجع القاتلة

نظر إليه بعينان تائهتان

قال عبد الله الذي بان الخوف عليه, وسلب ابتسامه :

- خير يا حميد, وش فيك ؟؟!! لي وقت أكلمك وأنت مو معايه .

رد علي سؤاله بصوت واهي:

- ما شيء, بس سرحت شويه.

وعاد ينظر إلى من سرق قلبه

ليتتبع عبد الله عيني حميد, ومن ثم يقول وابتسامة ماكرة تخط على شفاهه:
- أيوووووووووه قلت لي سرحت

وضل يسهب في كلامه ممازحا لحميد

الذي عاد ليقذف بنفسه في حديث النفس

(( الله خالك تشوفها ذلك اليوم حتى تعشقها والله الحين يرسلها لك عشان تخلص الموضوع وتريحها وترتاح ))

رفع بصره نحو السماء

ومن ثم شعر بقوة جارفة تدب في جسده

فعاد لينظر إلى عبد الله الذي كان لا يزال يتحدث

فيقاطعه خوفا من زوال هذه القوى السحرية :
-
- عبد الله, ممكن أكلم ريم إذا أمكن؟

نظر إليه متعجبا, قبل أن يقول بصوت لم يخلو من نبرة الاستغراب:
- تكلمممممم ريم !!! ليش؟!!

ليرد, ولم يعر بالا لتعجب عبد الله:

- بتعرف بنفسك بعدين, الأول اسمح لي أكلم ريم, أرجوك الموضوع ما يحتمل التأجيل, أرجوك ..

التفت إلى خلفه حيث تجلس ريم, ومن ثم عاد ينظر بتفحص نحو حميد, الخاوي من التعابير البشرية في تلك اللحظة, وبعد طول صمت قال:

- حاضر, بروح أناديها لك.

دنت الساعة المرتقبة

التي صارع من أجلها كثيرا روحه الرافضة للقرار المجحف بحق قلبه

لتنزل من السيارة بعد حديث دار بينها وبين أخيها

وتكشف عن جسد ممشوق القوام

مكسو بعباءه

ليفز قلبه

مثل ما صار له مع أول نظره

أخذت تقترب منه باستحياء

ومع كل خطوة

يزيد نبض قلبه المتمرد لفعله

وتهرب أنفاسه الثائرة عنه

أخيرا

أصبحت أمامه

دق ناقوس النهاية

قالت من وراء نقابها, وقد نكست عيناها بخجل عذري:

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا حميد.

ليرد عليها, برعشة تجلت على صوته, فإعصار مدوي من المشاعر المتناقض, بين مؤيدة ومعارضة, يعصف بداخله المحطم:

- وع ...وعليكم السلام.

لتسأله بصوت هامس:

- كيف حالك ؟

ليرد عليها بصوت راجف, تشتت كلماته :

- بخير ..بخير.

ثم عاد الصمت يزور المكان

ضلت تترقب كلماته

وهو يقاتل من أجل أن تخرج هذه الكلمات من جوفه

طال صمته

وطال انتظارها

فكان لابد بأن تقتل هذا الصمت الذي جعل الحيرة تتسل إلى عقلها بسؤالها, وقد طأطأت رأسها أكثر من قبل:
- خير يا حميد؟ عبد الله يقول تريد تكلمني في موضوع مهم.

لااااااااااااا
يوجد من مفر

ولا ملاذ

سؤالها هذا حاصره

أغلق منافذ الهرب عليه

إذا لا خيار أمامه إلا إلقاء القنبلة

التي صحيح سوف تألمها في البدء

لكن لن تقتلها ببطء

لن تعذبها

عاد يلملم شتات قواه

ويشحذ بها صوته

ليدفع بتلك الكلمات الآبية للخروج

من فمه:
- ريم, إلي بقوله لك مو إنت السبب فيه, أنا .. أنا السبب, إنت بنت والنعم فيك, ما شيء ينعاب فيك, بس أنا فيه المشكلة... فيه أنا .. أنا ...

بدأ يشعر بأن قواه تريد أن تخذله

لهذا قرر أن يرميها قبل أن يعود لنقطة الصفر

- ريم إنت .. إنت طالقــــــ ...

ارتعش صوته في آخر حرف نطقه

لقد قالها

نعم نطق بها

وذبح نفسه

قبل أن يذبحها

أخذت تحدق به

والجمود يكسو قسمات وجهها

لا رد منها

لا ردت فعل تبدر منها

فهي لم تستوعب ما الذي تسلل إلى مسمعها منذ قليل

أما عبد الله

فقد أقبل إليه مسرعا

وفي محياه الدهشة مرسومه

وأخذ يسأله:
- وش هذا يا حميد ؟!! قاعد تمزح أنت؟!!!

أراد أن يصرخ

أراد أن ينفجر باكيا

لكن لم يفعل شيئا من ذلك

ولن يفعل

سوف يضل يكتم في داخله

ويكتم

ويكتم

ويكون هو في نظر الجميع المجرم


لكن لا يكترث


فهو يعلم جيدا بأن فعله هذا



سوف ينقذها من العيش مع شخص حكم عليه بالإعدام



نظر نحو عبد الله الذي احتقن وجهه بالدم, وقال بصوت خاوي من الحياة, فهو مسلوب الروح الآن:

- خلاص, انتهى كل شيء.




وأولاه ظهره وذهب نحو سيارته



وعبد الله الثائر المائج



يصرخ باسمه




ويأمره بتوقف



لكن ما من مجيب




لم يلتفت



ولن يلتفت إلى الوراء




لأنه سوف يضعف




سوف ينهار




إذا راءها




لهذا أكمل خطاه



ورحل



وهو في داخله عاقد العزم على أن لا يعود




بدأت أنفاسها تعلو صوتها




حين بدأ عقلها استيعاب الذي جرى بعد أن تحرر من وطأة الصدمة





وضعت يديها على عنقها



وهي تحاول استجداء الأكسجين لكي يزور رئتيها



لكن بلا فائدة



فصرخت مستنجدة بأخيها



فهي تشعر بأن روحها سوف تخرج من جسدها:


- عبد اللـــــــــــــــه ... إلحقنـــــــــــــــي...











+++ يتبــع +++










** ملاحظة: بإذن الله سوف يكون كل أسبوع جزئين, وسوف يكونان بين أيديكم يا إما الأربعاء أو الخميس أو الجمعة, أرجو بأن تكونوا في ضيافتنا خلال هذه الأيام ولم تندموا **

 
 

 

عرض البوم صور وجع الكلمات   رد مع اقتباس
قديم 10-04-11, 09:50 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو في ذمة الله

البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 223596
المشاركات: 271
الجنس أنثى
معدل التقييم: وجع الكلمات عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وجع الكلمات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وجع الكلمات المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Flowers

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





كيف حال الجميع ؟





إن شاء الله بخير وعافية







أرجو بأن يحوز الجزء الهدية على إعجابكم الذي أطمح إليه دائمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا :)







بما أنه هذه أول مرة أكتب بالعامية






أحببت أن أستفسر






إذا كانت اللهجة مفهومة بنسبت لكم ؟





أتطلع لردودكم









دمتم بتمام الصحة والعافية








أختكم








وجــــــــــــــــــــــــــــــ الكلمات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور وجع الكلمات   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 07:37 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو في ذمة الله

البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 223596
المشاركات: 271
الجنس أنثى
معدل التقييم: وجع الكلمات عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وجع الكلمات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وجع الكلمات المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الخير مشاهدة المشاركة
  

يسلمووووووووووووا ع البارت اختي وحع


ههههههههههههههههههههه


احلى هدية وفي انتظارك


بارت هدية ثاني


الله يخليك أختي بنت الخير


إن شاء الله بييجي بارت هدية ثاني بس أنت لا تحرمينا من تواجدك



في انتظار ردك على أستفساري



أختك



وجـــــــــــــــــــ الكلمات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور وجع الكلمات   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, مقيدة بالاحزان, الكاتبة //وجع الكلمات, رواية, قصص من وحي قلم الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية