لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (12) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-11, 08:31 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السادس و الثمانون

 




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباح الورد والنوير.. والبرد.. هالأيام برد موطبيعي..
عمري ما حسيت ببرد عندنا في قطر كثر هاليومين.. ومع كذا حلو :)

ما تهون عليكم طلبتكم.. وهذا البارت نزل بدري..
وفيه بارت ثاني بكرة في الليل..عشان اللي بيدخلون بكرة الصبح يظنون فيه بارت
يقرون معانا.. ثم يقرون بارت الليل..
بس اسمحوا لي ما أقول وقته بالتحديد.. لأنه لو وقلت قته أخاف يصير مثل كل مرة.. ويثقل على الموقع وما أقدر أدخل..
على العموم لكم بارت هدية بكرة في الليل :)
.
.

بنات اللي صار بين كاسرة وكساب مقصود جدا
يمكن ما تفهمون بالضبط المقصود الحين.. بس عقب عقب بيتوضح..
.
.
فيه بنات يظنون شغل عالية إنها تعالج أو تقابل مرضى..
يابنات الهندسة الجينية كلها شغل مختبرات... يعني ما تحتك بجمهور أبد!!
.
.
نجي لموضوع مهم..

قصة الشاب الشهيد أدرجتها ضمن الأحداث لعدة أسباب ربما كان أهمها
أنني أردت بالفعل أن نتذكر شبابا ذهبوا فعلا شهداء في مواقع كان يجب أن تكون آمنة لهم..
ومنهم الملازم ثاني الشاب (محسن عبدالله النعيمي)... ترحموا عليه يا نبضات القلب وادعوا له بالمغفرة..
توفي قبل أكثر من عام في تدريبات لاستعراضات اليوم الوطني.. سقط من حبل يتدلى من الهليكوبتر.. وهو لم يتجاوز الرابعة والعشرين..
ورغم أني لا أعرفه.. لا أعرف أحدا من أهله.. ولكني وربي شاهد كم دعوت له بالرحمة ودعوت لهم بالصبر..
وتمنيت لو عرفت عنوان أمه لأذهب للعزاء.. لشدة ما تأثرت للخبر..ورأيت تأثر أبو العيال بعد!!
فرحمة الله عليك يا محسن وتقبلك الله مع الشهداء والصديقين..
.
.
يا الله
البارت 86
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله...
.
.




بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والثمانون







كساب ماعاد يرى أمامه من الغضب وهو يشد يده منها ويمسك العرق بنفسه وهو يضغط عليه بفوطة كانت جوار سريره:
أنتي خليتي في رأسي عقل.. أقول لش فارقي للبيت.. فارقي.. قدام أكسر وجهش الحين..

زايد يتدخل بحزم جازع: أنتو استهدوا بالله. اذكروا الله..
وانت يا الخبل اقعد خلني أدعي حد يشوف المصيبة اللي سويتها في روحك..

كساب يصرخ بغضبه الأسود المتفجر: يبه خذها من قدامي الحين.. قدام أرمي عليها اليمين.. تراني مافي رأسي عقل ذا الحين..


كاسرة حينها تقدمت نحوه بثبات.. وهي تهمس بثقة حازمة صارمة متحكمة عكس غضبه المتفجر:
ارمي علي اليمين.. خلصني وخلص روحك..
أنا ما أبيك وأنت ماتبيني.. وش جابرنا على ذا الحياة؟؟
خلك قد كلمتك.. يا الله طلقني.. هذا أنا قدامك!!


قبل أن يبدر من كساب أي تصرف.. كان زايد هو أول من تكلم وهو يتدخل بقدرته الفائقة على السيطرة ويشد كل واحد منهما بقوة من عضده
ويهتف بغضب شديد وحزم بالغ:
أص ولا كلمة.. والله ثم والله ماحد منكم يفتح ثمه بكلمة..
أنا واقف بينكم مالي حشمة وتقدير..

ثم أفلت كساب الذي كان ينتفض من شدة احتكام غضبه ومع ذلك أسكته شيء أقوى منه.. لم يكن والده.. ولكنه شيء آخر!! آخر!!

ثم شد زايد كاسرة من عضدها برفق وهو يهتف بحزم: يا الله يأبيش أنا بأوديش..


حينها كانت الممرضة تدخل بناء على الجرس الذي ضغطه زايد.. زايد أشار لها أن تتوجه لكساب..
وهي تنظر برعب ليده.. بينما زايد شد كاسرة لغرفة الجلوس وأغلق الباب بينه وبين كساب.. قبل أن يتكلم أحد منهما..


حـــيــنــهـــا...
سمع كساب بوضوح تام.. صوت انفجارها في البكاء.. شهقاتها المكتومة التي علم أنها تسكبها الآن بين أضلاع والده وهي ترتمي في حضنه..
تلك القوة الهائلة التي كانت تتسربل بها أمامه قبل ثوان انهارت كلها..

كانت بالفعل تبكي بانهيار على صدر زايد الذي كان يهمس لها بحنو: بس يأبيش خلاص..
لا تشرهين على كساب.. تعبان ومتضايق من أشياء واجد..

كاسرة بين شهقاتها التي كانت تئن بينها فعلا: وأنا ما أنا بتعبانة..؟؟
أنا تعبت يبه تعبت.. والله العظيم تعبت ووصلت آخري..
حدني على أشياء عمري ماهقيت إني ممكن أقبلها على روحي..


زايد احتضنها بحنو أكبر وهو يهمس لها بحنو حازم:
المرة اللي فاتت ماسويتي لي خاطر.. ذا المرة أقول عديها عشان خاطري أنا كن لي خاطر عندش..
عشاني يأبيش.. طالبش ما ترديني..


كان كساب يتمزق تماما وهو يقف قريبا من الباب الفاصل بين غرفتي الجناح.. ويرفض أن يستجيب لرجاءات الممرضة أن يجلس..
يتمزق من غيرته.. ومن غضبه..!! ويتمزق أكثر من أي شيء من صوت بكاءها!!

يرهف السمع.. وكأنه يريد تعذيب نفسه بصوت أنينها الباكي..
لا يحتمل صوت بكاءها..
وما لايحتمله أكثر.. أنها تبكي على صدر سواه..!!

يتخيل أنه كان قاب قوسين أو أدنى من قطع كل مابينهما..
يتخيل أنه كاد يفصل بين روحيهما بكلمة..
يتخيل أنه كاد يفسد حياته كلها بكلمة في لحظة غضب لولا تدخل والده!!
ولكن تبقى هي السبب.. هي السبب في كل شيء!!
أخبرها أكثر من مرة.. أن غيرته مُرة.. ومع ذلك تقصدت أن تجربها!!
وهاهي تجربها في أقسى وأصعب موضع من كل النواحي!!






************************************






" مزنة انزلي تحت..
تعالي اخذي كاسرة.. عشان أبي أرجع لكساب للمستشفى"


مزنة وقتها كانت تستعد للنوم فعلا.. شدت روبها على جسدها وهي تهتف باستعجال: نازلة الحين..

لم تسأل لماذا عادت كاسرة وهي كانت ستبات عند زوجها.. لأنها علمت أن هناك مصيبة ما..


حين وصلت للأسفل.. كان وجه كاسرة محمرا من أثر البكاء.. ومع ذلك هتفت بجمود صارم:
عمي الله يهداك مافيني شيء عشان تروع أمي وتنزلها وهي كذا.. أنا بأطلع بروحي..

قالتها وهي تتجاوز والدتها وزايد لتصعد..كما لو كانت شبحا لا صوت لخطواته وهي تسحب نفسها سحبا للأعلى!!..

بينما مزنة مالت على زايد وهي تهمس بقلق عارم:
زايد وش صاير بين كساب وكاسرة..؟؟

زايد أمسك بقماش الروب من ناحية عضدها بين سبابته وإبهامه وهو يهتف بحزم مقصود:
شكلي أعصب عليش عشانش نازلة كذا.. عشان تعرفين وش سبب اللي صار بين كساب وكاسرة..

مزنة تراجعت بحرج.. لأنها انتبهت أنها نزلت بروب من الشيفون الخفيف دون أن تنتبه لشدة شفافية القماش..
ومع ذلك هتفت بثقة: البيت مافيه إلا بناتي.. حتى كساب بسلامته في المستشفى..

زايد تنهد بحزم: روحي لكاسرة.. وهديها.. وهي بتعلمش وش اللي صار..
بس طالبش يامزنة تعقلينها..



زايد غادر بينما مزنة توجهت لكاسرة..
وخلفها مزون التي شعرت بشيء غير طبيعي يحدث.. فخرجت من غرفتها..
لترى مزنة تتوجه لغرفة كساب فتوجهت خلفها بقلق أن يكون حدث لكساب أي شيء..


مزنة حين وصلت لكاسرة... كانت كاسرة تجلس على الأريكة قريبا من باب الجناح ومازالت بعباءتها..

مزنة جلست جوارها وهي تربت على كتفها وتهمس بأمومة حانية: شاللي صار يأمش...؟؟


كاسرة بجمود حقيقي وهي تنظر لشيء غير مرئي أمامها: كان يبي يضربني ويطلقني عشان نسيبه غانم آل ليث شافني بدون شيلة..

الطرف الثالث الذي سمع الحوار عن غير قصد... تراجع بحدة للخلف ثم هروبا إلى داخل غرفته..

بينما مزنة مازالت غير قادرة على استيعاب الموضوع كاملا.. ومع ذلك هتفت بتهدئة:
يعني أنتي الغلطانة؟؟ وأنتي تعرفين وش كثر هو يغار عليش..

كاسرة بذات الجمود: أدري إني غلطانة.. بس هو كأنه ماصدق عشان يلقى له سبب يهيني..
أما على الغيرة. فيه فرق كبير يمه.. بين غيرة للحب.. وغيرة للتملك..

مزنة تنهدت: يأمش هو بعد حاله ماهو مستقر.. لازم تراعينه.. وتحسين فيه!!

حينها صُدمت مزنة أن كاسرة انفجرت في بكاء مفاجئ غير مسبوق.. وهي تدفن وجهها بين كفيها وتشهق بعنف:
وهو متى بيحس فيني ويراعيني؟؟ متى؟؟
تعبت يمه.. تعبت.. وهو مستحيل يحس فيني يوم.. مستحيل!!
يمه وش ذا الحياة؟؟ والله العظيم تعبت..
لو ماكنت أحبه.. كان عادي عندي أتقبل كل شيء ولا يهمني..
بس على قد ما أحبه.. على قد ما يوجعني اللي يسويه فيني...
ياربي تعبت.. تعبت!!
تـــــعـــــبــــــت!!!!







**************************************






مازال جالسا في سيارته أمام المستشفى.. عاجزا عن استيعاب ماحدث أمامه..
وما يؤلمه ويحرجه معرفته أنه تسبب بمشكلة كبيرة.. وهو يسمع صراخ كساب مع مغادرته للمكان كاملا..

ثم رؤيته لنزول زايد ومعه امرأة ومغادرتهما..



للحظات حين فتح الباب وقبل أن يلاحظ الوجوه.. شعر بدغدغة لذيذة ما أن تكون هذه التي أمامه هي مزون..
وأن الله أراد إهدائه هدية هذه الليلة برؤيتها!!.. وهو على كل حال كان سيتراجع في الحال ويغلق الباب..


لكنه ما أن لمح وجه المرأة حتى تراجع بجزع كبير.. لأنه عرف أنه يستحيل أن تكون مزون..
فهو يعلم أن مزون –كما قيل له- عادية الجمال.. وهو هيأ لنفسه لذلك وراضٍ به تماما..
لكن هذه رغم أنه لم يدقق في الملامح ولكن جمالها بدا له مرعبا ومخيفا..!!


ثم حين سمع صراخ كساب الناري... علم أنها زوجة كساب..
تمنى أنه لم يحضر..!! ولو أن الأرض انشقت وابتلعته لشدة شعوره بالحرج!!

يتخيل منظره لو قابل كساب المرة القادمة..
كيف سيتبادلان النظرات!!

يحاول وضع نفسه مكان كساب.. ليتخيل موقف كساب وغضبه.. ويزيد على ذلك معرفته بحدة شخصية كساب..
لتصبح النتيجة أمامه كارثة!!

والكارثة أنه من تسبب بالكارثة!!!!





.
.
.



مازالت ساهرة وتفكر...


إذن ( غانم رأى كاسرة )...
آذاها معرفتها لذلك بشكل شديد بالغ الشفافية والوجع..

تعلم يقينا أن غانما وفي مجال عمله رأى من الجميلات أشكالا وألوانا.. فهذا الأمر ليس غريبا عليه..
ولكن ما آذاها أنه رأى زوجة شقيقها..
فهل سيعقد مقارنة ما حتى لو كان لا يقصدها؟؟


أما الأذى الحقيقي.. فهو إحساسها بكساب.. الأقرب لروحها..
تتخيل أن زوجها كان سيكون سببا لطلاق كساب لزوجته!!

ومازالت حتى الآن لا تتخيل كيف ستكون تداعيات الموضوع ونتائجه..
تعرف حدة شخصية كساب.. وتعرف عناد كاسرة..
وكلما تجددت المشكلة ومناقشتها سيكون التفكير بسبب المشكلة حاضرا..

وسبب المشكلة هو زوجها...
فكيف ستصبح حساسية العلاقة بين غانم وكساب..؟؟
وهي أساسا كان سبب موافقتها على غانم هو رضى كساب في المقام الأول!! فغانم بذاته لم يكن له ذلك الاهتمام عندها!!

فكيف ستصبح العلاقة بين شقيقها وزوجها مع كل هذه الحساسية؟؟

هم رقيق حاد يختلج جوانحها بلا هوادة..!!
وحزن غريب بدا يغزو روحها كجيش ضخم لا يعرف الهزيمة!!






*************************************






قلب ساهر آخر في هذه الليلة التي لا تريد الانتهاء..


" ماصدقت أقول لها نامي في بيت هلش..
حتى اتصال ما اتصلت فيني من صبح!! "


" مهوب أنت اللي تبي كذا؟؟
الحين زعلان؟؟
صدق إنك غريب!!"


" أنا أبي أعطيها فرصة ترتاح من الضغط..
بس مهوب لدرجة إنها حتى اتصال ما تتصل فيني
لكن هي ماصدقت!! "



مضى أكثر من شهر على زواجهما.. اعتاد عليها لأبعد حد رغم قصر المدة..
وكأنه كان حياته كلها ينتظرها..!!

عاجز عن احتمال طول وثقل هذه الليلة التي لا تريد الانتهاء فعلا..
والآن كيف سيحتمل الثلاث أيام المتبقية على زواج فهد؟؟
تمنى لو يستطيع الاتصال بها فقط.. ولكن بدا له هذا الأمر معقدا وغير قابل للتنفيذ حتى مع شفافية شخصيته..
فما بات يظنه في عالية يجرح إنسانيته قبل رجولته..
أن يكون كل ما بينهما معتمدا على قدرته على المشي..
أ هو في نظرها محض ساقان تتحركان؟؟
أ كل العلاقة المتينة بينهما تختزل في محض ساقيه.. وكونه يمشي؟!!
أين روحه؟؟ وقلبه؟؟ وعقله؟؟


وإذا أراد الله عز وجل له ألا يمشي.. فكيف ستكون حالهما؟؟
ماهو مصير علاقتهما؟؟

هل هي باتت تستكثر نفسها عليه.. وأنها أفضل منه لكونها تمشي؟؟
أم لأنه يحتاجها وهي لا تحتاجه ترى هذا دافعا لأن تقسو عليه هكذا؟؟

يا الله .. كل شيء يجرحه التفكير به!!
كل شيء!!




.
.
.




هي أيضا.. ساهرة لم تنم..

" يا لقسوته.. أ لأني بدأت أعتاد أن أنام على ذراعه.. يريد أن يحرمني منه؟!!"


مجروحة منه أكثر.. وهو يقذفها كشيء مهمل لا حاجة له به..
ولماذا يكون في حاجة لها ووالديه يعاملانه كملك.. ينتظران منه همسة ليتقافزان لخدمته أو يناديان الخدم لخدمته..؟؟
وهم طبعا لا يضايقانه كما تفعل وهي تصر عليه أن يتدرب!!

طبعا هي في نظره الشريرة القاسية.. ولا يريدها..!!

مشكلتها مع زوجها.. أنه ...
مـــدلـــــل!!
ويريد كل شيء أن يتم وفق مايريد.. ولا يحتمل مطلقا أن يجبره أحد على شيء..

أليس غريبا أن تقول عن رجل في الثانية والثلاثين أنه مدلل؟؟

ولكن هذه الحقيقة.. فعبدالرحمن يحتاج لهزة عنيفة توقظه..
ولكنها تخشى من هذه الهزة..
لأنها تؤمن أنها تحب عبدالرحمن أكثر مما يحبها بكثير..
تخشى إن ضغطت عليه أكثر أن يتخلى عنها!!

تعلم أن مشكلته نفسية.. وناتجة أيضا عن دلاله..
فهو مازال عاجزا عن تقبل أن صديقه رحل.. وأنه تم انتزاعه منه..
رافض لهذه الفكرة.. ويكره أن يحيا بعده كما كان قبله..


تتمنى عالية لو تركته يعاني قليلا حتى يثوب لرشده.. لكنها تخشى أنها ليست بذات أهمية حتى يهتم لغيابها من عداه..

حتى هذه الليلة لولا كرامتها الثمينة وإلا كانت عادت بنفسها..
ولكنها لم ترد أن ترخص نفسها وهو من أرخصها هكذا..

ليتها تجد لها وسيلة فعالة تستطيع أن تستخدمها ضده ومن أجله..
ليت!!!



تنهدت وألم في بطنها يُخرجها من أفكارها..
كان بطنها يُعتصر من الجوع.. فهي لم تأكل شيئا منذ البارحة حتى..

قررت أن تنزل لمطبخ التحضير في الطابق السفلي حتى تأكل لها شيئا..


" الله يسد نفس عدوك ياعبدالرحمن
حتى الأكل سديت نفسي منه!!
نسيت روحي بسبتك!! "







***************************






ليلة مارثونية طويلة بالفعل..



مازالت لم تنم.. وتعلم أنها لن تنم حتى تصلي الصبح كما حدث البارحة..
فموعد زواجها يقترب.. وتوترها يتزايد..
لم يبق إلا ثلاثة أيام.. وهي لا تتخيل بعد كيف تكون حياتها مع هذا الرجل المجهول..
تعرف الكثير عن هذا الرجل.. وتجهله... هو..


ماتعرفه عنه أنه حاد في كل شيء.. حاد في وسامته كما هو حاد في شخصيته..
مختلف بالفعل عن خليفة الذي كان مهادنا في كل شيء.. من شكله إلى شخصيته!!

لا تريد أن تعقد مقارنة ولكن المقارنة رغما عنها تحضر.. فهذا كان زوجها..
وذاك سيصبح زوجها..

وما يؤلمها من الإثنين أن أحدا منهما لم يتزوجها لذاتها..
فذاك تزوجها انتقاما لكرامة لم يمسها أحد..
وهذا سيتزوجها من أجل شخص آخر!!

وهــــي... لا حساب لها عند أي منهما...!!


تقف.. لتنظر لنفسها في المرأة.. تعلم أنها جميلة.. وتعلم أن أكبر ميزاتها هي نعومة مثقلة بأنوثة تذيب الصخر..
ولكن هل هذا يكفي لرجل كفهد.. لا تنقصه الوسامة ولا قوة الشخصية!!
كيف سيكون تعامله معها وهي الآن بكامل صحتها وأنوثتها وجمالها؟؟
بعد أن كانت تحتمي بمرضها من قرب خليفة..

هل سيكون لطيفا وحانيا ومراعيا كخليفة؟؟



" يا الله ما أبي أقارن...
ما أبي أقارن!!
ما أبي أقارن!! "






***************************************






" فهد جعلني فدا خشمك.. طف الليت خلني أرقد
وإلا قم فارق لغرفتك..
يعني طاردني من غرفتي... وعقبه جاي بعد تبي ترقد عندي
حرام عليك بأروح الكلية عقب صلاة الصبح.. خلني أرقد شوي"



فهد عاجز كذلك عن النوم وهو يعبر الغرفة ذهابا وإيابا.. لم يستطع حتى الجلوس والاسترخاء..
ولا يريد أن يصعد لغرفته حتى.. وهو يعلم أن بعض أغراضها قد وصلت..
والبقية ستحضرها أمها في الغد..

روحه مثقلة بالغيظ والقهر وموعد زواجه يقترب من امرأة هو لا يتقبلها إطلاقا
ولا يستطيع تصورها زوجة له..

هتف بحزم لهزاع المتمدد على السرير: انخمد.. حد ماسكك..
ولمعلوماتك.. ترا دوامي بعد عقب صلاة الصبح.. فلا تبكي علي.. مثلي مثلك..


هزاع يعتدل جالسا وهو يهمس باستغراب: أنت ماخذت إجازة لين الحين..؟؟
ريح لك يومين قبل عرسك..

هتف فهد بذات الحزم: ماحد طلب شورك..

هزاع بتافف: ماعاد ينتحاكى ذا المخلوق... 24 ساعة شاب نار..
الله يعين بنت خليفة على مابلاها!!

فهد بغضب: تلايط.. ومرتي ماتجيب طاريها على ثمك..

هزاع يعود للتمدد وهو يشد الغطاء ويهتف بعدم اهتمام:
عدال على ذا المرة.. صدق روحه.. ماني بمأكلها.. إشبع فيها.. المهم خلني أرقد الله يرحم والديك..
ترا بيت منصور مهوب بعيد يأخيك.. روح.. وعد طوف البيت.. لين يجي الصبح..


ولكن هزاع لم يتمدد حتى وهو يقفز واقفا بتحفز ويصرخ لفهد : سمعت الصوت؟؟

فهد كان أساسا سبقه لباب الغرفة وهو يهتف بحزم: شكله جاي من المطبخ الداخلي.. صوت صحون تكسرت..


الاثنان قفزا معا .. متجهان بسرعة للمطبخ..
وجزعهما يتفجر برعب وهما يريان عالية مغشيا عليها في المطبخ...
وبجوارها زجاج مكسور.. هزاع انحنى عليها بسرعة ليحملها..
بينما فهد يصرخ فيه: انتبه عليها من القزاز!!

هزاع حملها بخفة خارجا للصالة السفلية بينما فهد يتبعه بقنينة ماء..
هزاع أنزلها على ألاريكة.. وهو يهتف لها بجزع حقيقي:
علوي.. علوي.. بسم الله عليش.. قومي وش فيش؟؟

فهد هتف فيه بحزم: وخر.. وخر..
ملأ كفه بالماء وهو يسمي بسم الله ورشه على وجهها..
شهقت بعنف بينما هزاع يهتف بغضب: الله يلعن أبليسك روعتها..

فهد لم يرد عليه وهو ينحني عليها ويدخل ذراعه تحت كتفيها ويرفعها ويهمس لها برفق:
عالية سمي بسم الله.. وش فيش؟؟

عالية تحاول جمع شتات نفسها.. وتهمس بتقطع:
ما أدري.. كنت أبي أسوي لي شيء آكله.. حسيت بدوخة.. يمكن عشاني ما كلت شيء من البارحة...

فهد كان مازال يلبس ثوبه.. ألقى بمفتاح سيارته لهزاع.. وهو يهتف بحزم:
روح إلبس ثوبك.. وشغل سيارتي..
وأنا باوديها لغرفتها نجيب عباتها وبنجيك..






************************************







يعلم تماما أي تعذيب يمارسه والده ضده...
فكلاهما يفهم الآخر تماما!!


منذ عودة والده.. وهو صامت لم يوجه له كلمة واحدة..
كلاهما صليا وقرأ ورديهما.. ولهما وقت طويل وهما صامتان تماما كقبرين مهجورين..

جسده ممزق من الإرهاق والآلام.. ومع ذلك يستحيل أن ينام قبل أن يطمئن عليها!!

صوت أنينها المكتوم الذي جاءه من خلف الباب لا يفارق أذنه وهو يصب كنار مسمومة في روحه..
وفي ذات الوقت نار محرقة تنتشر في كل جسده كلما تذكر رؤية غانم لها..
يشعر أنه يحترق.. يحترق من كل ناحية..
وحتى والده لا يرحمه!!!


أما ما أصابه بالجنون فهو رؤية والده يتمدد على الأريكة وكأنه يستعد للنوم..
حينها لم يطق صبرا وهو يهتف بنبرة مقصودة:
يبه.. بترقد؟؟

زايد بذات نبرته المقصودة: إيه.. أبي أريح شوي قبل صلاة الصبح..

كساب بذات النبرة المقصودة: زين أنا مافيني نوم.. اقعد خلنا نسولف..

زايد برفض مقصود: مالك لوا.. أنا بأرقد..
واللي ربي مشغله بشيء.. تلفونه جنبه ويعرف يدق رقم اللي مشغله ويسأله عن حاله بنفسه..


كساب أطلق تنهيدة متأففة واضحة.. وصلت لسمع زايد ولم يظهر اهتماما بها وهو يتمدد فعلا...
رغم أنه بداخله مهموم فعلا.. فماحدث أمامه اليوم لم يرضيه..
وحال الإثنين لا يرضيه.. فليس غبيا ليلاحظ أن الاثنين يعانيان التعاسة رغم أن كلاهما يبدو مغرما بالآخر لأبعد حد..

فأين مشكلة الاثنين؟؟ أين مشكلتهما؟؟






.
.
.



مازال لهيب دموعها يحرق ثنايا صدرها..
لم تسألها عن شيء مطلقا..
قررت أن تتركها الليلة تفرغ عن كل الكبت المتطاول الذي تعانيه في حضنها..
وهي تصر عليها أن تنام الليلة في حضنها...

وبالفعل.. كأن كاسرة كانت تنتظر فقط دعوة كهذه..
فهي ما أن تمددت في حضن أمها حتى عادت للانفجار في بكاء موجوع مثقل بالشهقات والآنات المتألمة..
وهي تدفن وجهها في عمق صدرها..


مزنة تحتضنها بحنو وهي تمسح على شعرها ووجع عميق يتزايد في روحها..


" ماذا فعلت بابنتي يا كساب؟؟
ماذا فعلت بها؟؟
المهرة التي لم تعرف إلا الصهيل الشامخ..
من بعدك ماعادت تعرف إلا الدموع..
أي شرخ شرخته في عمق روحها التي لا تعرف التخاذل..
ماذا فعلت بابنتي حتى ترتعش وهي تنهمر يأسا ودموعا في حضني الآن؟؟
حتى هنا ويكفي ياكساب..
يكفي..
لن أسمح لك بالمزيد.. يكفي!! "






**********************************






في حياتها كلها لم تتعرض لهكذا إحراج وصل إلى مرحلة الإذلال..
الآن شعرت بقيمة أن يكون لها أخوات رقيقات بعيدا عن هؤلاء الأجلاف المسمين أخوة..
وهم يثقلون عليها عيار المزح كما لو كانت رجلا مثلهم لا يشعر..


لماذا يُكتب عليها أن تكون فرحتها مبتورة دائما..؟؟
خبر مثل هذا رغم أنه لم يخطر لها على بال مطلقا.. لكنها تمنت أن تتلقاه في وقت آخر.. ويكون عبدالرحمن هو من معها..
وليس هذين القردين هزاع وفهد..


منذ تلقيهما للخبر وهما لم يسكتا عن الضحك.. فهما سعيدان ومستغربان في آن..
حتى ثقيل الظل فهد الذي مضى له أيام وهو متجهم لا يتكلم إلا بالقطارة..
هاهو ينهمر عليها بمزاحه الثقيل منذ خرجا من المستشفى عائدين للبيت:
علوي أنتي متأكدة إن رجالش مشلول وإلا تلعبون علينا؟؟

عالية وجهها يتفجر احمرارا وهي تتمنى أن يحدث شيئا يجعلهما يسكتان.. وهي عاجزة عن الرد لانها لو نطقت بحرف فقد تنفجر باكية!
تشعر أن كل المقالب التي ارتكبتها في حياتها... كلها عادت لها الليلة أضعافا مضاعفة!!!

وهزاع يكملها عليها وهو يضحك:
ماشاء الله على أبو نظارات توهم مكملين شهر من كم يوم.. ماعنده وقت أخينا!!

ثم أردف كمن تذكر شيئا: على طاري أبو نظارات .. والله مايبشره حد غيري..

عالية حينها همست بجزع حقيقي وهي تنطق أخيرا:
لا تكفى هزاع.. الخبر هذا أنا أبي أقوله له وفي الوقت المناسب..

ولكن حساسية تفكيرها لا يفهمها شاب كهزاع وهو يهتف بمرح:
مالي شغل.. بلا وقت مناسب بلا بطيخ..
الحين الفجر بيأذن وأنا مارقدت.. خني على الأقل أطلع ببشارة..

عالية كادت تبكي من القهر فعلا.. وهي تراه يتجاهل كل رجاءاتها الحارة ويرفع هاتفه ويتصل..



حينها.. كان عبدالرحمن يغفو للتو وهو مازال جالسا.. رنين هاتفه أيقظه وهو يلتقطه بجزع.. حين رأى اسم هزاع..
تزايد جزعه...وهو يهتف بهذا الجزع: عالية فيها شيء ياهزاع؟؟

عالية الجالسة في الخلف.. بدأت دموعها تسيل فعلا وهي تسمع صوت عبدالرحمن الجزع عبر الصوت الذي فتحه هزاع على (السبيكر)..

"بالفعل كم هذان المجنونان خاليان من الشعور!!".. وهزاع يهتف بمرح: لا والله حساس وحاستك السادسة شغالة..

تزايدت نبرة عبدالرحمن جزعا حقيقيا: وش فيها عالية؟؟ وش فيها؟؟

فهد كان يكتم صوت ضحكاته.. وعالية تكتم شهقاتها.. بينما هزاع يكمل بذات المرح:
فيها إنها بتجيب لك دكتور صغير بنظاراته.. وأنا أبي البشارة منك ومن أبو عبدالرحمن بعد..مالي شغل!!

عبدالرحمن حينها همس بتبلد فهو لم يفهم شيئا: نعم؟؟ وش تقول؟؟

حينها تكلم فهد بصوت عال ليصل صوته عبر السبيكر مرحا ضاخبا:
وش بعد؟؟ تبي تعمل العملة وتبرأ من ولد أختي.. مهوب أشلى لك؟؟
ترا أنا وأخواني بنجيك وندبغك لين تحب القاع..


عالية تزايدت شهاقاتها المكتومة...
كيف يجعلان خبرا خاصا بها هي وزوجها مثار مزح ولهو لهما بهذه الطريقة الخالية من الإحساس..؟؟
رغم أنهما كان يعبران عن سعادتهما بأختهما الوحيدة بطريقة بعفوية...

وربما لو كانت عالية على وفاق مع عبدالرحمن لم تكن لتتحسس من مزحهما لهذه الدرجة..

عبدالرحمن مازال صوته متبلدا مذهولا: أنا بجي الحين أجيب عالية..

كان لشدة إحساسه بالسعادة المفاجئة التي شعر بها كجبل هائل هبط على روحه فجأة..
يخشى أن يكون هذا مقلبا من هزاع وفهد.. ولن يحتمل فعلا هذا!! لن يحتمل..
أراد أن ينحي كل مشاعره حتى يراها هي..
يسمع الخبر منها..
ومن ثم يتشارك الفرحة معها كما يفترض ويجب..
يا الله.. أ حقا هذه الفرحة كلها.. هو سيصبح أبا؟؟ أحقا؟؟
هل يمن الله عليه بمهاب صغير يعود ليضمه إلى صدره.. يريح وجع روحه المثقلة بالفقد!!
يا الله.. ما أعظم هذه الفرحة!! ما أعظمها!!


فهد أجابه بحزم: وش تجي ذا الحزة؟؟ حن أساسا في الطريق راجعين من المستشفى..
حن بنوصلها عندك..


حينها انفجرت عالية بالبكاء تماما.. وصوتها يصل عبدالرحمن قبل أن يغلق هزاع (السبيكر)...
تعالت شهقاتها ونحيبها: ما أبي أروح هناك..
أبي أمي.. ودوني لأمي.. ما أبي أروح لعبدالرحمن..


ألم متزايد في روحها من كل شيء..
من إحراج شقيقيها لها.. ومن ثم إفسادهما لفرحتها..
ومن عبدالرحمن الذي كان لا يريدها.. !!

والآن... وفجأة.. !!
لم يصبر حتى للصباح وهو يريد الحضور فورا بعد أن كان يريد تركها حتى موعد زواج فهد..

الآن يريدها؟؟!! الآن؟؟
أم يريد ابنه فقط؟!!
وهي لا قيمة لها !! لا قيمة لها أبدا!!
بل هو حتى لم يعبر عن أي فرحة بخبر حملها..!!
يا الله كم هي مجروحة !! مجروحة بالفعل!!







***********************************






" حرام عليش يأمش صبيتي قلبي..
صحيت أدور زايد مالقيته.."


جميلة ترفع رأسها وهي تجلس الأرض وتضع زايد جوارها بداخل لعبته المكونة من فراش معلق فوقه ألعاب..
وتبتسم: أدري إن عمي منصور طلع بدري وإنش ما نمتي إلا عقب ماراح..
عشان كذا دخلت وخذت زايد..
قلت أنتي ترتاحين وأنا أتسلى أنا وإياه...

جلست عفراء خلفها على المقعد وهي تميل عليها من الخلف وتلصق خدها بخدها وتهمس بحنان: وأنتي وش مقومش بدري زين..؟؟


جميلة بعفوية: نمت ساعتين عقب الصلاة.. وقمت شبعانة رقاد..

عفراء باهتمام لا يخلو من تأثر وهي تتذكر أن ابنتها ستذهب وهي مازالت لم تشبع منها حتى:
زين رتبتي أغراضش كلها؟؟
عشان أبي أروح أرتبها اليوم مع أغراضش اللي أرسلتها أمس..

جميلة باختناق لا تعرف سببا: خلصت..

عفراء وقفت وهي تحاول إخفاء اختناق صوتها خلف حنانه:
زين قومي البسي.. وأنا بألبس وألبس زايد عشان أوديه لمزون..
عشان نروح موعدش عند الصالون..
والعصر بأودي أغراضش.. وفي الليل بتجيش الحناية!!

جميلة هزت كتفيها بيأس: إن شاء الله يمه.. خير!!







********************************************






" يأبيك والله ذا العجلة مالها داعي!!
كان قعدت شوي في المستشفى"

كساب يجلس بإرهاق على مقاعد الصالة السفلية.. فور دخوله من الباب
ويهتف بحزم بدا إرهاقه واضحا فيه:
يبه خلاص.. الأنتي بايوتيك اللي في الوريد ..وخلصته.. وهذا أنا خذت علاجي معي..
التغيير بأروح كل يوم يغيرون لي..
علي بيجي بكرة الصبح.. ومانبي نروعه..
وعرس جميلة بعد بكرة.. أبي خالتي بالها يرتاح وتتفرغ لبنتها.. بدل ماهي تتصل علي كل ساعة!!



كل هذه المبررات التي ساقها.. ولم يقترب من المبرر الحقيقي أبدا..
هـــــــــــي!!
سببه الرئيسي!!

يشعر بغضب عليها.. ومن أجلها.. ولا يعرف كيف حالها من البارحة..
ولن يحتمل مطلقا مزيدا من هذا الضغط..


الاثنان لم يخبرا أحد بعودتهما.. ومزون ذهبت مع خالتها لترتب أغراض جميلة..
وكاسرة عند جدها.. ومزنة هاهي تعود للتو وتدخل عليهما..

تفاجأت وهي تبتسم بترحيب.. وتبارك لكساب سلامته..
زايد سأل كساب بتلقائية: تبي أطلعك فوق؟؟
لأني أبي أروح أسبح.. أبي أروح للشركة شوي.. صار لي كم يوم معهم بالتلفونات بس..

كساب بمودة: روح طال عمرك.. بأطلع بروحي إذا بغيت..

كساب لم يكن يريد الصعود حتى يعرف كيف هو الوضع.. أراد أن يختلي بمزنة ليسألها..
وزايد استغرب أن مزنة لم تلحق به كما اعتاد من اهتمامها به..
بينما مزنة كانت ككساب.. تريد الاختلاء به..
فهي لن تؤجل الحديث أكثر من ذلك!!


فور صعود زايد.. سأل كساب مزنة بشكل مباشر فهو ماعاد به صبر:
شأخبارها؟؟

مزنة همست بنبرة مقصودة: مهتم من أخبارها؟؟

كساب باستغراب مقصود: وذ ذا النبرة يمه؟؟ أكيد مهتم!!


مزنة حينها مالت للأمام لتنظر لكساب بشكل مباشر صارم.. وتهمس بذات المباشرة والصرامة:
اسمعني يأمك زين..
أنا زوجتك شيخة مالها شبيه.. ما أقول إن بنتي مافيها عيوب..
الإنسان عيوبه أكثر من مزاياه..
بس بنتي ماكنها بأحد في شيين.. في زينها.. وفي قوة شخصيتها..
الزين.. الظاهر إنه ما ملأ عينك.. لأنك مايمر شهر ماتسافر برا الدوحة..
وأما على قوة الشخصية.. ماشفت بنتي مستوجعة وحزينة مثل زعلتها معك أول مرة.. والحين أكثر..
وزعلتها الأولة كانت وأنت مسافر.. والحين عقب رجعتك من سفر!!

كساب قفز واقفا دون أن يشعر وهو يهتف بغضب حقيقي:
وش تتهميني فيه؟؟ أنا؟؟ أنا؟؟

مزنة لم تتحرك من مكانها وهي تهتف بصرامة حقيقية تلقائية:
ما أتهمك بشيء.. أنا أحط احتمالات بس..
لأن اللي أشوفه في بنتي ماله تفسير إلا كذا.. مايوجع المرة بذا الطريقة إلا ذا الشيء..

كساب مازال ينتفض بغضب هائل وصوته يعلو: أنا تتهميني بذا الشيء؟؟
أنا؟؟ أنا؟؟

مزنة بذات هدوءها الصارم: اسمعني يا ابن الناس..
ترا الدين قال: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان..
ولا تظن إنه عشانك لفيت عشان أصير مرت أبيك.. إن ذا الشيء بيكون حبل تربطه على حلق بنتي..
تكون ماعرفتني ولا عرفتها..


قبل أن يرد كساب الذي كان ينتفض لشدة غضبه كان صوت زايد الصارم البالغ الصرامة هو من قطع الحوار وهو ينزل الدرج:
مزنة أنتي وش قلتي لكساب.. صوته واصلني فوق..
الصبي عاده تعبان.. ما تتأجل المواضيع شوي لين يتشالى!!

زايد كان على وشك الاستحمام لولا أنه وصله اتصال من الجد جابر يسأله عن حال كساب..
وحين علم بعودتهم أخبره أنه ذاهب لمجلسهم للسلام على كساب..
لذا قرر زايد النزول وتأجيل الاستحمام..
ليصل له صوت صراخ كساب وهو مازال في أعلى الدرج...


مزنة أجابته بحزم: فيه مواضيع ماتنفع تتأجل.. ودامك جيت.. هذا أنت تسمع مع ولدك..
إذا أنتو ما أنتو بحاسين ببنتي.. لأنها قدام الكل قوية شخصية وماتهتز..
فأنا حاسة فيها وفي وجيعتها..
وولدك ما أدري وش هو مسوي فيها.. وأنا مستحيل أسكت على ذا الموضوع كثر ما سكتت عنه..

زايد بحزم أكبر من حزمها: كساب وكاسرة مهوب صغار.. يحلون مشاكلهم بروحهم.. مافيه داعي تتدخلين..


مزنة حينها وقفت لتواجه كساب ووالده وتهتف بصرامة:
أكثر من سنة ما قدروا يحلونها بروحهم.. وإذا أنت وولدك مرتاحين..
بنتي مهيب مرتاحة.. وأنا مستحيل أخليها تستوجع بروحها..


كساب شعر أن هناك شرارة خلاف ستشتعل بين والده ومزنة..
وكلاهما يقف في مواجهة الآخر كجبل عظيم لا يخشى الاهتزاز..
لذا هتف باستعجال صارم: زين يمه أنتي وش اللي يرضيش الحين؟؟

مزنة بصرامة مغلفة بالحزم: دام إنك منت بقادر تعاملها بما يرضي الله
ترا أخيها مهوب عاجز يضمها..

زايد حينها صرخ بغضب حازم: لا.. أنتي شكلش استخفيتي.. قلت مالش دخل بين الولد ومرته.. ماتفهمين!!


مزنة استدارات ناحيته نظرت له بشكل مباشر نظرة قارصة.. ولكنها لم ترد عليه احتراما له في وجود ابنه وحتى لا تهز صورته أمامه..
رغم أنها كانت تتحرق للرد.. ومستعدة تماما له!!


في خضم الجو الملتهب والكل متحفز.. دخلت بهدوء تام مختلف عن الأعاصير الدائرة في المكان..
همست بسكون تام ودون أن تنظر لأحد: السلام عليكم.. الحمدلله على السلامة..
جدي ينتظرك في المجلس..

فوجئت بكساب يشدها من عضدها بيده السليمة..
وهو يوقفها أمامه وينظر إلى عمق عينيها نظرة جعلتها تشعر بالتكهرب رغم ذبول كل مافيها..

وهو يهتف بصرامة: كاسرة حلفتش بالله.. وهذا إبي وأمش يسمعون...
تشكين إني أخونش؟؟ وإلا أعرف نسوان عليش؟؟.. وإلا إن سفراتي سفرات خرابيط تغضب ربي..؟؟

رغم صدمة كاسرة من السؤال غير المتوقع إلا أنها خلصت عضدها من كفه
وهي تهمس ببرود: حاشاك يأبو زايد من الردى.. ولا عمره طرا على بالي..

حينها كانت مزنة من تكلمت بحزم بالغ:
ودام كلنا موجودين.. خل نخلص من ذا السالفة..
حالش مهوب عاجبني.. وأخر مرة يوم زعلتي على كساب كنتي تبين الطلاق..
إذا هذا سبة اللي فيش؟؟.. خليناه يطلقش..


رغم غضب زايد المتزايد من مزنة.. ومن تحكمها في مجرى الأحداث..
لكن إن كانت كاسرة فعلا لا تريد كساب.. فلا يمكن إجبارها عليه..
لذا هتف بحزم وهو يوجه الحوار لكاسرة:
يا ابنتي الطلاق أبغض الحلال.. وأنتي مرة عاقلة..
لكن لو أنتي صدق تبين الطلاق؟؟ خليته يطلقش..


لم تكن كاسرة من أجابت بل كساب الذي تدفقت حممه هادرة:
أنتو وش شايفيني؟؟ بزر تبون تمشونه على شوركم..
مع احترامي لكم.. بس أنا ومرتي مالحد دخل بيننا..
تظنون إنكم بتقولون لي طلقها بأطلقها..؟؟
آسف.. اسمحوا لي.. والحوار انتهى..
أنا رايح المجلس أسلم على إبي جابر..


كساب خرج فعلا.. بينما كاسرة تجاوزت المكان ببرود جامد وهي تصعد للأعلى دون أن تنطق بكلمة..

لتبقى النار مشتعلة بين القطبين الكبيرين.. نظرات حادة ملتهبة بين الاثنين قطعها زايد بقوله بصرامة:
مستانسة إنش كنتي بتولعينها بين الرجّال ومرته؟؟

مزنة همست بصرامة مشابهة: مهوب أنا اللي أولعها..
وهذا مهوب وقت حوار بيننا.. لنا مكان نسكره علينا عشان ما نضحك البزارين علينا وحن نتهاد مثلهم..


مزنة أنهت عبارتها وغادرت خلف ابنتها.. بينما غضب زايد يزداد منها..
" هذي استخفت مرة وحدة!!"






***********************************






" يامش.. كملي كأس العصير بس"


عالية تبتسم بمودة: يمه حرام عليش خلاص من الصبح وأنتي تزغطيني.. خلاص طلعت روحي!!

جوزاء تبتسم: يا بنت الحلال فرحانة بحفيدها أبو نظارات.. تغذي خليه يصير تختوخ مثل إبيه..

عالية تقرص جوزا الجالسة جوارها وتهمس بمرح تخفي خلفه وجعا ينتشر كالنار في الهشيم:
الله لا يبيح منكم وأنتو كلكم من الصبح مستلمين الدحمي.. كن ماعندكم غيره!!
المسكين ماكل حلال حد منكم!!

جوزاء تدعك القرصة وهي تهمس بمرح: يمه تصير قطوة مفترسة عند أبو العيال.. ذبحتيني يا المفترية!!

أم صالح برجاء: خلش منها.. كملي عصيرش بس..

عالية تشرب المتبقي كله دفعة واحدة.. وتهمس بإبتسامة: ولا تزعلين ياصفوي..
آمري بس!!


" يا الله.. بأموت.. بأموت..
ماحد راضي يرحمني.. ولا حد..!!"


منذ الصباح والخبر ينشر سعادة مدوية في الجميع.. إلا فيها!! ففرحتها مبتورة تماما!!

أم عبدالرحمن جاءت لزيارتها الظهر ومعها هدية..
وأبو عبدالرحمن بنفسه جاء للسلام عليها وتهنئتها وعيناه كانت تشرق ببريق مذهل..
وأرسل لبيت أهلها ذبيحتين!! عدا عن ذبائح أخرى سمعت أنه وزعها!!

حتى والدها كانت سعادته راقية وفخمة كفخامته تماما!!


أمــــا... أمـــا هـــو...
فلم يتكرم مطلقا بالزيارة!!
وكأنه لا شأن له بالموضوع... رغم أنه اتصل كثيرا..
ولكنها لم ترد على أيا من اتصالاته.. شعرت أن اتصالاته تهينها أكثر..
إن كان لديه كلام فلماذا لم يأتي لقوله مباشرة!!
كم تمنت أن تراه!!
ترى الفرحة في عينيه.. قبل أن تسمع منه أي شيء!!

" موجوعة يا الله!! موجوعة!! "





******************************






لا يعلم كيف مضى عليه اليوم حتى!!
وهي لا ترد حتى على اتصالاته المتكررة!!


" يا الله يا عالية.. وش ذا القسوة اللي عندش؟؟
حتى الفرحة حرمتيني منها!!"


رغم أن إبتسامة شفافة تعلو شفتيه كلما تذكر مظهر والده ووالدته هذا الصباح وهو يبلغهما الخبر..






كان الاثنان أمام قهوتهما الصباحية وعبدالرحمن معهما..
رغم أنه كان متكدرا لأن عالية لم ترد على اتصالاته وهو يسمع صراخها أنها لا تريده بل تريد والدتها فقط..
ولكن سعادة مثل هذه لا يمكن إخفائها أو إنكارها..
وهو يهتف لوالده بشبح ابتسامة: أبو عبدالرحمن..

أبو عبدالرحمن ارتشف جرعة من فنجانه وهو يهتف بمودة: سم يأبو فاضل..

عبدالرحمن ابتسم وهو يهمس بنبرة مقصودة: على طاري أبو فاضل..
أنت بتروح القنص السنة الجاية؟؟

ابتسم أبو عبدالرحمن: سبحان من يلحق.. حن ذا الحين في القيظ..(القيظ=الصيف)
وعاد دون موسم القنص حياة وموت.. بس كاني مع الحيين مايردني منه شيء إن شاء الله..
كفاية إنه راح ذا السنة مادريت به.. وأنا لاهي عندك في المستشفى الله لا يردها من أيام..


اتسعت ابتسامة عبدالرحمن أكثر: زين وكن موسم القنص وافق جية فاضل الصغير.. بتروح بعد؟؟


أم عبدالرحمن لم تكن منتبهة للحوار لأنها مشغولة بسكب الفطور لعبدالرحمن ووالده...
بينما أبو عبدالرحمن ارتعشت يده لدرجة انسكاب قطرات من القهوة عليها
أنزل فنجانه وهو يشعر بثقل كبير وهو يظن أنه قد سمع خطأ..
ففرحة كهذه كانت أكبر من أن يحتملها وخصوصا أنه كان كغيره يظن أن عبدالرحمن قد يعاني من مشكلة ما تبعا لحالته!!

هتف بتثاقل وكلماته تتبعثر: ويش؟؟ ويش؟؟ أنت صادق يابيك؟؟
تكفى ما تمنيني وأنت تلعب علي!!


ابتسم عبدالرحمن: يبه سوالف مثل ذي مافيها مزح.. وترى البشارة لهزاع..
هو شارط البشارة علي وعليك!!


أبو عبدالرحمن قفز واقفا.. وهو عاجز عن السيطرة على نفسه.. وكلماته هذه المرة تتبعثر من الفرحة:
يبشر بالبشارة.. يبشر بها..
وذا الحين بأروح أذبح ذبايح وأوزعها..
ودي لو اسوي شيء أكثر من ذا..
ما أدري وش أسوي..
أم عبدالرحمن قومي نشتري لعالية هدية.. ونروح لها ذا الحين..
مافيني صبر أبي أحب رأسها ذا الحين..


أم عبدالرحمن بهتت وأناملها تجف على أوانيها.. وهي مازالت لم تستوعب الحدث كما يجب!!
همست بتبعثر واختناق: ويش؟؟ صدق ياعبدالرحمن؟؟ مرتك حامل؟؟

ابتسم عبدالرحمن وهو يهتف: يمه.. الله يهداش.. لذا الدرجة ظنكم شين فيني!!

أم عبدالرحمن قفزت وهي تتعثر وتشهق وكلماتها تتبعثر لشدة فرحتها:
دقيقة يافاضل.. أقل من دقيقة بعد.. بألبس عباتي وأجيك..

أم عبدالرحمن غادرت.. بينما أبو عبدالرحمن كان كالملدوغ وهو عاجز عن الثبات في مكانه ولسانه يلهج بالكثير من الشكر لله والثناء..

بينما عبدالرحمن يهمس لوالده برجاء موجوع:
يبه ماعليه لو الله رزقني بولد نأجل فاضل شوي ونسميه امهاب؟؟

أبو عبدالرحمن يهتف بسعادة محلقة: أصلا كنه ولد والله مايكون له من الاسماء إلا امهاب.. إن شاء رب العالمين..






*****************************






هاهو يفتح باب جناحه.. رغم كراهيته لأن يدخل فيه..
فهو تجنب بشكل فعلي أن يبقى فيه..

وإن كان رأى الجناح بالأمس بناء على إصرار عالية حتى يرى ذوقها في الفرش والأثاث..
لا يستطيع أن ينكر أن ذوقها رفيع وراق له.. كونها هي تأثرت بهم وبذوقهم!!

ولكنه لم يكن يريد دخولها الليلة لأنه يعلم أن والدة جميلة أرسلت أغراضا لها البارحة تم وضعها في الغرفة..
ثم جاءت اليوم ببيقية الأغراض ورتبتها.. لم يكن يريد أن يقع نظره على أي شيء يخصها..
لا يحتمل ذلك فعلا بطريقة غريبة.. وغير معقولة!!


حين دخل إلى الجناح.. كان أول ما صدمه الرائحة العذبة لعطور أنثوية رقيقة وفاخرة تم تعطير بعض ملابسها الخاصة بها.. ولذا ينتشر عبقها في المكان..
عدا عن رائحة الزيوت العطرية الناعمة التي تنتشر في المكان...
(ماشاء الله من الحين محتلة المكان وخاتمة عليه!!)


أما حين دخل غرفته.. شك أنه دخل غرفة غير الغرفة التي دخلها بالأمس..
فالذوق الأنثوي كان ينضح من كل أرجاء الغرفة..
المفرش الأبيض البالغ الفخامة بكريستالات فضية وزهرية.. وعليه تنتشر مخدات صغيرة مختلفة الأحجام بتدرجات مختلطة من الأبيض والزهري الفاتح.


عدا عن خداديات أخرى منتشرة على الأرض وعلى المقاعد.. و الأكسسوارات الراقية المنتشرة في كل مكان..

فهد كاد يجن ( وردي في غرفتي أنا؟؟ في غرفتي أنا؟؟
مصدقة روحها الأخت إنها بنوتة صغنونة هي وذوق البزارين ذا!!)


فهد كان يريد أن يبحث عن أغراض رتبتها له عالية في الغرفة.. ولكنه لا يعرف الآن أين يبحث..
وهو يراها احتلت الغرفة بالكامل وقبل أن تحضر حتى!!


كان يبحث عن عطوره ليجد التسريحة ممتلئة تماما بعطورها وكريماتها وأدوات زينتها..
(هذي متى بتلحق تستخدم ذا الأغراض كلها هي ووجهها الشين
هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟؟
لكن صدق عقدة نقص تبي تعوضها!!)


ختاما وجد عطوره منزوية في زاوية صغيرة من التسريحة ( ماقصروا خلوا لي مكان.. زين ماقطوها في الزبالة عشان يوسعون للدلوعة!!)


بعد ذلك خشي على ملابسه وبدله العسكرية أن يكونوا قد نقلوها لمكان يجعدها ويفسد كويها لأنهم يريدون كل الخزائن للمدللة..

لذا فتح الخزائن ليجد ملابسه كما هي في خزانته بل ووجدها تفوح برائحة عود فاخر ذكره برائحة عود منصور..
" الله يطول في عمر أم زايد.. ما ظنتي إن بنتها تعرف السنع مثلها!!"

لا ينكر أنه شعر بفضول ما أن يفتح بقية الخزائن ليرى كم خزانة ملئت بملابسها..

ولكنه لم يستطع أن يستجيب لفضوله العفوي.. وغيظه وغضبه المترسب يغلب كل شعور..
وهو يعلم أنه ماعاد أمامه من الحرية سوى يوم واحد فقط..
يوم واحد هو يوم الغد!!!








*******************************************







هو ووالده يعودان ختاما للبيت..
بعد أن تلافيا كلاهما هذه العودة.

كلاهما يتوجس منها.. وما الذي سيحدث فيها..
وفي ذات الوقت يتحرق لها.. لأنه لا يرضى بالتراجع ولا التخاذل!


كساب مازال غاضبا من كاسرة لأبعد حد.. غاضب من رؤية غانم لها..
وغاضب أكثر لأنها سمحت لوالدتها بالتدخل في مشاكلهما!!
ويعلم أنها غاضبة أيضا!!
ولا يتخيل ما الذي سيحدث حين يتلاقى غضبه وغضبها..


زايد غاضب أكثر.. فطريقة مزنة في فرض رأيها اليوم.. مطلقا لم ترضيه..
ثم رفضها للحوار وهي من تحدد موعده.. أغضبه أكثر..


وهاهما كلاهما يصعدان بفارق أكثر من ثلاث ساعات... وكل واحد منهما متجه إلى جناحه!!!
أولا كساب عاد أولا لأنه ماعاد يحتمل الإرهاق والتعب!!
ومن بعده كان والده!!




#أنفاس_قطر#
.
.
.

يا الله عندنا نجمات وش كثر اليوم لـ (dae )
هي الوحيدة.. الوحيدة اللي توقعت أن عالية حامل..
مع أن أكثر البنات كانوا يتساؤلون عن طبيعة الزواج بين عبدالرحمن وعالية؟؟
وهل هي طبيعية؟؟
.
بنات أنتو ماسبق شفتوا معاق وعنده عيال وش كثر بعد؟؟ :)
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 15-02-11, 09:37 PM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السابع و الثمانون

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يامساء الورد على كل المتواجدين الحين.. واللي بيتواجدون بعد حين..
ياحياكم الله.. ويا ألف هلا ومسهلا بكل الوجيه.. جديدها المعطر وقديمها الدافئ..
.
.
فيه جدل داير بين البنات حول جمال بعض الشخصيات من عدمه

أولا أنا أؤمن وبشدة إنه مافيه أبد مرة شينة.. كل وحدة لها جمالها الخاص..
وفي القصة ماحددت إنه فيه وحدة جميلة الجمال الطاغي إلا لسبب قصصي وهم مزنة ..
ثم كاسرة وجميلة والثنتين أتعس حد في القصة مافادهم زينهم..
أما البقية فكلهم عاديات بس لكل وحدة ميزة تميزها..
وعمري ماقلت إنه وحدة شينة إلا على لسان الشخصية لأنه ثقتها بنفسها هي اللي أثرت على حكمها..

وتلاقيني أحيانا أقول لما أوصف شخصيات البنات (إن زوجها رآها في عينيه كذا) أو يكون وصفي لها من خلال عيونه..

لأن الوحدة المهم تكون حلوة في عين أبو عيالها بأفعالها قبل شكلها..
والزين من زانت أفعاله... يعني سبحان الله فيه وش كثر حريم بمقاييس الجمال غير جميلات لكن تلاقين رياجيلهم يموتون فيهم ومن غيرتهم عليهم..
ورياجيلهم يكونون أحلى بكثير منهم..
وهذا في الحقيقة المؤكدة موب في القصص..

.
ومن هنا نطلع لتعليق من البنات تكرر
إنه أنا ما وصفت مزون أبد..
لكن أنا سبق قلت في بداية الرواية (إن جمالها متواضع مثلها مثل أكثر هالعالم..
لكنها تراه معدوم لانعدام ثقتها بنفسها أيام خلافها مع كساب..
وإنها قبل كذا كانت لشدة سعادتها ترى نفسها جميلة لأنه هذا انعكاس روحها على شكلها)
يعني ماقلت أبد إنها شينة.. لأني مثل ماقلت لكم قبل
مافيه مرة شينة.. وأهم شيء الوحدة تهتم بنفسها :)
يعني حتى في الحياة .. كم وحدة بمقاييس الجمال العادية قد لا تكون جميلة
لكن اهتمامها بنفسها وأناقتها وزينتها وأهم شيء نفسيتها يخليها في عيون الناس حلوة..
وعلى قولت عجايزنا ( ترا الزين غسال إيدين) .. :)

وغالبا أنا أحب أترك الوصف لحد ماتشوفونه بعيون خاصة...
هذا أنا ماوصفت وضحى أبد... ليه ما سألتوا عنها يا حلوين :)
.
.
ياالله الجزء 87
وعن ماذا سيسفر لقاء الأقطاب الأربعة
زايد وابنه.. ومزنة وابنتها..
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.




بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والثمانون







دخل إلى غرفته بخطوات هادئة حازمة.. تخفي خلفها كثيرا من الألم الجسدي والنفسي..

لماذا حياة التحفز التي يحياها بشكل مستمر؟؟
لماذا لم يحضَ بزوجة مهادنة تريح باله حتى وهو يعاني كل هذا؟؟
لماذا يجد نفسه مجبرا على كل هذا الشد حتى وهو لا يريده؟؟

لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟ عشرات من علامات الاستفهام علقته على مشانقها..
وهو مرهق.. مرهق.. مــــــــــــرهــــــق!!!
مرهق من نفسه قبل أي شيء آخر!!


كانت هذه أفكاره التي تغتال تفكيره وهو يخطو لداخل غرفته..
ليجد الصدمة غير المتوقعة أمامه!!


كانت كاسرة........... نائمة !!!
نائمة بالفعل وليست تدعي النوم!!
ونائمة بملابسها.. ومازالت الساعة التاسعة والنصف!!

اختلطت الاحاسيس في داخله.....استغرب.. وتألم.. وتعجب!!

استغرب من نومها بملابسها وهي تبدو في عينيه كطفلة فاجئها النعاس على حين غرة..
فغفت على حالها وهيئتها.. وبكل عذوبتها!!

وتألم أنها نامت دون أن تنتظره.. رغم أنها تعلم بوضعه الصحي السيء..
أ لم تفكر أن تسأله ماذا سيحتاج؟؟ إن كان تناول عشائه؟؟ أو دوائه؟؟
أو إن كان يحتاج للتغيير على بعض جروحه؟؟


وتعجب أنها نامت دون أن تواجهه كما كان يتوقع.. فحدث كالذي حدث اليوم.. كان يستحيل أن تفوته كاسرة دون نقاش محتدم على الأقل!!


استبدل ملابسه بصعوبة.. وهو يصلي قيامه مبكرا..
ثم يتمدد جوارها.. لتتجدد أحاسيسه وتتعمق وتتعقد وهو يطفئ كل الإضاءة ويبقي على ضوء خافت جواره.. حتى يتمكن من رؤية وجهها..

كان الألم ينتشر صارخا في كل جسده...
ومع ذلك يشعر أن ألمه منها أقوى وأشد تأثيرا..
وعيناه تطوفان بمحياها المرهق.. لا يعلم لماذا يشعر بها مرهقة على الدوام؟؟
مرهقة شكلا ومضمونا!!
مختلفة عن حماسها المتدفق المعتاد بكل العنفوان الناري الذي يشعله حتى الوريد..

رغما عنه هذا الإرهاق يجلب إلى عمق روحه حزنا غير مفهوم وهو يتمنى لو استطاع حمله عنها لو استطاع...
ورغم أنها مصدر كل آلامه ولكنه مستعد لحمل كل آلامها لو منحته الفرصة لذلك!!

لــــو !!







*************************************






بعد أكثر من 3 ساعات..



زايد يصل متأخرا أكثر من العادة... لم يكن يريد فعلا أن يتأخر حتى لا تظن مزنة أنه متهيب للمواجهة..
لكنه تأخر في شركته كثيرا.. ثم دعا من باب اللياقة وأريحيتيه المعتادة المجتمعين معه لعشاء متأخر... أصبح متأخرا فعلا!!
توقع أنه سيجدها نائمة وخصوصا أن لديها عذرا قويا لذلك فهو تأخر أكثر من المعتاد..

ولكن توقعه كان فاشلا.. لأنه وجدها تنتظره وبكامل تألقها وفتنتها وزينتها..
فهي تصرفت بطبيعية حتى لا يظن هو أنها تخشى المواجهة..
فهي لو أن الوضع كان طبيعيا بينهما كانت ستنتظره مهما تأخر.. وهي تعلم أن في النوم أو إدعائه رسالة فاشلة للتعبير عن غضبها منه...
فهي تستطيع التعبير عن غضبها بلسانها!!!


والأمر الآخر أنها مطلقا لم تغير مطلقا من طريقة لبسها المعتادة أمامه... فهي لن تفعل كما تفعلن الصغيرات العاجزات عن المواجهة..
اللاتي تغيرن من طريقة لبسهن كرسالة رفض أو غضب..
فهي ليست خائفة ولا متوترة ولا تحتاج لرسائل للسانها!!
وهي اعتادت على التأنق.. فلن تفعل سواه!!

ولكنها لا تنكر أنها لو كانت على رضى معه.. لكانت تأنقت أكثر من ذلك بكثير..
فهو غائب عن البيت منذ ثلاثة أيام.. وكان يستحق استقبالا خاصا..

ولكنها طبعا لن تفعل ذلك الآن.. لأن هذه ستكون رسالة أخرى قد تَفهم بعدة طرق لا تريد أيا منها!!
أما أنها تحاول إرضائه.. أو أنها تحاول تفكيك مقاومته لإلهائه عن العتاب..

بينما هي تريد العتاب... تريده حقا!!!


بينما هو كان يسترق لها النظرات المستغربة بطرف عينيه ويظهر عدم اهتمامه وهو يدخل بهدوء ويسلم بهدوء ويشرع في خلع ملابسه ..

" امرأة غاضبة من زوجها.. لماذا تبدو فاتنة أمامه هكذا؟؟
تبدو كما لو كانت ستشرق لشدة فتنتها...
أ هكذا يكون غضبها؟؟
.
.
ولماذا أنكر على نفسي أنها هكذا كل ليلة..؟؟
ولكن لأني أفتقدها فعلا.. أراها الليلة أكثر من فاتنة إلى درجة تؤلم فعلا!!
ثلاثة ايام مرت.. لم نتبادل الحديث إلا لدقائق وعلى عجالة!!
ثم حينما أعود.. أعود بشجار!!
ولكنها هي المخطئة.. هي المخطئة في كل شيء منذ البداية..
تدخلت فيما لا يخصها.. ثم تريد فرض رأيها على الجميع!!"


زايد بدأ يجري شحنا نفسيا لغضبه وهو يضاعفه.. حتى تضاعف فعلا!!
فهو غير راض فعلا أن تحاول زوجته أن تفرض شخصيتها على شخصيته!!
هذا أمر غير مقبول عنده إطلاقا!!
إطــــــلاقــــا!!


لم يحادثها مطلقا حتى انتهى من صلاته وورده..
وهي مازالت تجلس على مقعدها انتظارا لانتهاءه!!

وكل منهما وصل شحنه النفسي لمنتهاه.. وهو يصور أشكالا مختلفة للمواجهة.. حتى انتهى زايد وتوجه على الأريكة..
ليكون ماحدث مختلفا تماما عن كل مارسماه من تخيلات..

زايد جلس على أريكته وهي على مقعدها.. تبادلا النظرات لثوان..
عميقة.. عاتبة.. لا تهاب..
وكل منهما ينظر للآخر بشكل مباشر ولكن خال من الحدة..

حينها همس بزايد بهدوء حازم: مزنة تعالي اقعدي جنبي.. خلنا نتكلم..

مزنة وقفت وتوجهت نحوه بخطوات واثقة وجلست جواره.. وهي تصنع مساحة فاصلة بينهما..
ولكنه شدها برفق ناحيته.. ليلغي المسافة.. وهو يحتضن كتفيها بذراعه..
ثم يهمس بعمق رزين وبكلام غير متوقع.. حتى هو لم يتوقعه بهذه الصورة:
أدري إني غلطت اليوم عليش قدام العيال..
وقلت كلام المفروض إني ما أقوله.. بس أنتي طلعتيني من طوري..


حينها كان دور مزنة لتضع رأسها على صدره وهي تحتضن خصره وتهمس بهدوء عميق:
زايد أنا ما غلطت.. بس أنت ردة فعلك كانت زيادة عن اللازم!!
يعني ما أعتقد إني سويت شيء يستاهل تقول لي أنتي استخفيتي.. وتبين تخربين على العيال..
أنا شفت وضع ما ينسكت عليه.. ومستحيل أسكت وأنا أشوف بنتي كذا..

زايد بحزم مختلط بالمودة: مزنة.. أدري كساب عيوبه واجد.. وما أدافع عنه..
بس هو يحبها وهي تحبه..والاثنين شخصياتهم قوية.. خلهم يحلون مشاكلهم بنفسهم..
ولو هم بغونا نتدخل .. بيطلبون منا!!


مزنة بعتب: كنت تقدر تقول لي ذا الكلام.. بدون ما تجّرح فيني مثل اليوم!!

زايد تنهد وهو يبعدها قليلا عن صدره حتى ينظر إلى وجهها وهو يمد يده ليمسح على خدها
ثم يهتف بلهجة آمرة أقرب للتسلط:
مزنة قربنا على شهر ونص من يوم تزوجنا.. خل كل شيء واضح قدامش..
أنا ما أرضى إنش تفرضين رأيش وأنا موجود.. وأحب كل شيء تأخذين رأيي فيه أول وقبل ما تسوينه!!
إذا أنا وافقت.. هذاك الوقت سويه.. مهوب قبل..

حينها ابتعدت مزنة عنه أكثر وعن مدى يده.. وهي تهمس بحزم:
وأنت اسمعني يازايد.. شيء يخص علاقتي فيك.. أو حقوقك علي أو طاعتي لك مستحيل أفرض رأيي عليك..
لكن أنا أم وعندي مسؤوليات.. والشيء اللي يخص عيالي.. ماراح أراجع حد فيه مع احترامي لك..
ممكن أشورك فيه وهذا يكون من شفافية علاقتنا كزوجين..
لكن إنك ظنتك إنك بتلغي شخصيتي.. اسمح لي .. مستحيل!!
وأظني إنك خذتني وأنت عارف شخصيتي..
والعود ما يعسف يا أبو كساب..

قالت عبارتها الأخيرة بكل حزم واثق.. وهي تقف وتبتعد متجهة لسريرها.. بينما العبارة تتردد في رأسه..

" العود ما يعسف يا أبو كساب!!
العود مايعسف يا أبو كساب!!
العود مايعسف يا أبو كساب!!!!!!"



" لو أنا خذتها وهي صغيرة.. كان عسفتها على اللي أنا أبيه.. مثل ما كانت وسمية!!
.
وليه تبي تعسفها؟؟ مهوب ذا اللي تبيه وفاقده.. مزنة القديمة!!
.
لا.. وش جاب لجاب..
صحيح مزنة الحين قوية شخصية..بس خلني أعترف إن مزنة القديمة كانت مطفوقة وما تحشم..
ولو خذتها يمكن كان مستحيل نتوالم!!
بـــس..
بس أنا فاقدها!! فاقدها!!
.
.
يمكن نار قايدة في صدري أكثر من 30 سنة طفت عقب ماخذيتها
واكتشفت إن مزنة اللي حارقة قلبي اختفت وماعاد لها وجود..
بس فيه حسرة ماكنة في أقصى حشاي ماعرفت لها سبب.. ماعرفت لها سبب!!"






****************************






" يا الله جمول.. أنتي ناوية تقعدينا لين صلاة الفجر؟؟
خلينا ننام شوي!!
مهوب كفاية إني ماشفت كساب إلا خمس دقايق.. وبديتش أنتي!!"

جميلة هزت كتفيها وهي تضم ركبتيها لصدرها وكلتاهما تجلسان على السرير وهي تهمس لمزون برقة:
كل ليلة أساسا أقعد سهرانة لين أصلي الصبح... مايرقدني إلا التعب..
خلني الليلة أسهر على الأقل وأنا معي حد..
وإذا على كساب.. كلها ليلتين تباتينهم عندي.. وعقب اشبعي فيه!!

مزون بإبتسامة: ترا علي واصل من السفر بكرة الصبح.. خلني أنام أقوم أواجهه.. حرام عليش أبي أنام..


جميلة ابتسمت برقة: كساب وعلي ما يبون إلا كاسرة وشعاع... اقعدي وكبري المخدة.. لين يجي غانم..

مزون حينها حاولت أن تبتسم وهي تركن همها الجديد جانبا.. ليست مهتمة أن غانما رأى كاسرة.. بقدر اهتمامها بمشاعر كساب:
وعلى طاري غانم.. أنا بيكون عرسي عقب ثلاثة أسابيع... بتردينها لي وتنامين عندي..؟؟
وإلا حضرة النقيب من عقب ما يشوفش مستحيل يفكش!!

جميلة هزت كتفيها وهي تهمس ببساطة: لو تبين.. رقدت عندش قبلها بأسبوع..
لأنه حضرة النقيب على قولتش عنده دورة عقب أسبوعين وبيغيب شهر..

مزون باستغراب: عقب عرسكم بأسبوعين بس.. وبيغيب شهر بعد!!
ليه مهوب حاضر عرس ولد عمه وعرس خاله عقبه؟؟

جميلة بذات البساطة المستسلمة: عادي عنده مايحضر عرس أخيه.. المهم يطفش مني!!

مزون اعتدلت جالسة بحدة وهي تهمس بعتب ممزوج بالغضب:
جميلة أنتي ليش تقولين عن نفسش كذا؟؟
إذا أنتي الواحد يطفش منش.. من اللي بيلزق فيها رجالها من قلب؟؟

جميلة هذه المرة همست بحزن حاولت تغليفه ببساطة فاشلة:
عادي مهوب أول واحد يطفش مني.. ومن قلب بعد!!
لازم أتعود على ذا الشيء!!
هذاك طفش مني عقب عشرة ثمان شهور..
وهذا مستعد يطفش قبل ما يعاشرني حتى!!
شكله درا إني ما أتعاشر!!

مزون حينها همست بغضب حقيقي: تدرين إن ذا السالفة البايخة تقهرني..
وأنتي تعيدين وتزيدين فيها..
أشلون تبين فهد يتقبلش وأنتي منتي بمتقبلة روحش؟؟

جميلة مالت لتضع رأسها في حضن مزون الجالسة وهي تهمس بيأس:
فهد بأحطه فوق رأسي.. أكون بهيمة إذا ما تعلمت من تجربتي مع خليفة..
أو سمحت لنفسي أكرر نفس الغلط!!
بس أنا عارفة باللي بيصير... حاسة إنه ماراح يتقبلني لأنه خذني عشان عمي منصور..
خليني أجهز نفسي لذا الشيء عشان ما انصدم..
وعلى العموم لا حن أول ولا آخر زوجين تكون حياتهم مافيها حب..
أنا ما أبي إلا الاحترام منه وكثر الله خيره!!






*************************************







" يـــمـــه!!.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ماصليت!!"


قفزت كاسرة بجزع وهي تهمس بهذه الكلمات.. بعد أن ظنت أنها غفت لدقائق لتتفاجأ بالغرفة تغرق في الظلام عدا نور خافت يجاور من ينام جنبها..

كساب صحا على صرختها وهو يعتدل بإرهاق: وش فيش؟؟

قفزت السرير وهي تهمس بجزع بعد أن نظرت لساعتها: نمت على طول عقب صلاة العشاء.. وأنا مابعد صليت قيامي..!!

هتف بذات نبرته المرهقة: باقي وقت على صلاة الصبح.. صلي..

كانت بالفعل مع كلماته تتوجه للحمام لتتوضأ.. صلت أولا..

ثم رغما عنها.. عادت لتطل عليه.. وهي تشعر بذنب رغما عنها أيضا .. أنها نامت وتركته وهو على هذه الحال..

فرغم كل التعقيد.. وكم الغضب الذي لا حدود له بينهما..
ولكنه يبقى زوجها.. ومريض.. وفي حاجتها الآن!!

وجدته نائما..
فعادت وقرأت وردها.. ثم نظرت للساعة.. لم يتبق إلا نصف ساعة لصلاة الفجر.. ستقرأ مزيدا من القرآن حتى موعد الصلاة..

ولكنها قبل ذلك عادت له مرة أخرى.. وهي تنحني هذه المرة وتلمس جبينه..
فالليلة التي قضته عنده أُصيب بحمى.. وحين أخبرت عمها..
قال لها أن الحمى قد تعود له من وقت لآخر حتى تلتئم جروحه نوعا ما..
بالفعل وجدت جبينه دافئا..
ارتعشت حين فتح عينيه.. على ملمس أناملها على جبينه!!

همس لها بسكون: وش فيش؟؟ أنتي تعبانة؟؟

همست بسكون كسكونه: لا.. بس نمت بدون ما أحس..
أنت اللي تعبان.. قوم خلني أعطيك حبوب للحرارة..

أجابها بذات السكون ولكنه أقرب لسخريته المريرة هذه المرة: مهتمة يعني؟؟

أجابته بنبرة كنبرته تماما: ماني بمهتمة.. وليش أهتم؟؟!! بس هو واجب لازم أسويه!!

اعتدل جالسا وهو يمد يده لقنينة الماء بعد أن تناول أقراصه من جواره ثم همس بعد ذلك بنبرة باردة:
يدي الثانية مافيها شيء.. أقدر أكل حبوبي بنفسي.. لا تكلفين نفسش بواجب ثقيل..

همست بسكون ثقيل: عوافي على قلبك.. خلاص مالي عازة كالعادة.. بأروح أقرأ قرآن لين الصبح..

همس بنبرة مقصودة: مافيه شيء نتناقش فيه!!

هزت كتفيها ببرود: وليش نتناقش.. أنا كالعادة –بعد- مخلوق ماله حساب في حياتك..
هددتني بالضرب وبالطلاق وعصبت علي.. وبردت خاطرك فيني..
وانتهينا خلاص..

أجابها حينها بنبرة أقرب للغضب: لا ما انتهينا.. لأنه والله لولا خوف من ربي..
ثم كون غانم رجّال أختي وإلا كان قلعت عيونه اللي شافتش من مكانها..
والسبب أنتي.. حذرتش أكثر من مرة ماتحاولين تستخدمين غيرتي..
بس أنتي ما ارتحتي لين خربتيها..
وخلينا من غانم الحين.. أمش ليه تدخلينها في مشاكلنا؟؟

أجابته ببرود جامد تماما: رجال أختك بكيفك فيه.. مالي شغل فيكم...
أما أنا يمكن أحسن تسكر علي في صندوق.. عشان تضمن إن حد مايشوف ممتلكاتك المركونة..
أما أمي.. انا ما طلبت منها شيء.. هي تدخلت من نفسها..
وللمرة الثانية أقول لك (انتهينا)... ولا تنبشني يا كساب.. وخل الحياة تمشي لأنها أساسا تمشي مثل ماتبي أنت!!






*******************************************






" زايد قوم.. منت برايح تجيب ولدك من المطار؟؟.. طيارته بتنزل عقب ساعة.."

زايد فتح عينيه بتثاقل وهو يهمس بعتب: زين تذكرتي زايد؟؟

مزنة مالت لتقبل جبينه وهي تهمس بمودة صافية حقيقية: آسفة حبيبي.. والله العظيم ماقدرت أنام حتى.. وأنا عارفة إنك زعلان..
وخصوصا يوم سمعتك تناديني وأنت نايم.. صار ودي أصحيك وأراضيك..
بس الله يهداك أنا قلت لك إني شينة إذا زعلت.. وانت والله وصلتني أقصاي..

حينها ابتسم وهو يعقد كفيه خلف رأسه: يعني هذا أقصاش ؟؟ ياحلوه أقصاش.. ذوق وستايل وتكانة مثلش.. أنا حسبت إنه هذي أولها..

ابتسمت بإشراق: تمسخر علي؟؟!!

مد يده ليدخلها في طوفان شعرها من الخلف وهو يقربها ليقبلها بتروي.. ثم هتف بفخامة:
والله العظيم أتكلم من جدي..
لأني أنا لو وصلت أقصاي.. وخري من دربي..

مزنة هتفت بمودة راقية: الله لا يورينا أقصاك ولا يحدنا عليه..

ابتسم زايد وهو يعتدل جالسا ويهتف بنبرة مقصودة:
ولا يورينا أقصاش الحلو بعد.. لأني ما أحب قلبة مزاجش ذي!!

ثم أردف بحزم وهو يقف: أنا باسبح بسرعة وبأروح أجيب علي ومرته..
شيكتوا على تنظيف بيته؟؟

مزنة برقة رزينة: من البارحة تأكدت من كل شيء.. واليوم أرسلت خداماتهم لبيتهم..

زايد ابتسم: الله لا يحرمني من اللي ماتحتاج وصاة.. وترا الذبايح يمكنها وصلت الحين..

ابتسمت مزنة: وصلت.. توني جيت من المطبخ من نص ساعة..
وعزمت أم شعاع واختها وعفرا وبنتها عشان يواجهون شعاع ويتغدون معها..
وغداكم أنتم بيكون جاهز عقب صلاة الظهر.. خلاص اعزم اللي تبي!!


زايد همس بنبرة مقصودة وهو متجه للحمام ويوليها جنبه: مزنة.. أنا كل ليلة أدعيش وأنا نايم..؟؟

ابتسمت مزنة بشفافية عذبة: كل ليلة تقريبا!!
الله لا يحرمني من اللي يدعيني وأنا على باله حتى وهو نايم..
أصلا لولا ذا الشيء.. وإلا يمكن كان طولت في زعلتي!!






**************************************






" يأبيك أنت وزنك زايد وإلا يتهيأ لي؟؟"

ابتسم علي وهو يغلق بابه ويعتدل جالسا في مقعده: إلا زايد وزايد يازايد
وصلت وزن عمري ماوصلته في حياتي..

زايد لا يستطيع السيطرة على فرحته... أي سحر في هذه الصغيرة التي تجلس معتصمة بخجلها الرقيق في الخلف؟!!
ماذا فعلت بولده؟؟
حين رأى علي قبل قليل في داخل المطار.. ظن للحظة أنه قد يكون أخطأ في الشخص..!!
ماذا فعلت فيه وخلال شهر واحد فقط؟؟
وجهه مشرق تماما وممتلئ إلى حد ما!!
وابتسامة دافئة تبدو كما لو كانت حُفرت على وجهه..


زايد هتف بحنان فخم وهو يوجه حواره لشعاع: أشلونش يأبيش؟؟

شعاع بخجل رقيق: طيبة يبه!!

كانت ابتسامة علي تتسع... حتى سماع نغمات صوتها وهي تحاور سواه يفعل في قلبه الأعاجيب وكأنه يسمعها للمرة الأولى!!

زايد أكمل حديثه: أشلون علي معش؟؟

همست بذات الخجل: علي مايقصر..

ابتسم زايد: إن قصر.. علميني عليه أقطع أذانيه..

شعاع صمتت بخجل.. بينما زايد أشار لعلي بإشار بينهما (أنت وش اللي غيرك كذا؟؟)

علي ابتسم وهو يشير( باقول لك عقب!!)


زايد هتف بحزم: أنا بأوديكم لبيتكم أول.. ترتاحون شوي... وتبدلون ملابسكم
وعقب غداكم عندنا.. وأهل شعاع كلهم معزومين عندنا..

شعاع حين سمعت ذلك شعرت باختناق وعبرتها تقفز لحلقها.. فهي ماعاد فيها صبر لرؤية اهلها..!!!

لذا كادت تقفز لتحوط عنق علي بذراعيها حين سمعته يهتف بمودة: ماعليه يبه خلنا نمر بيت عمي فاضل وننزل شعاع أول وهي بتجي معهم للغدا..

رغم أنها لم تطلب منه ذلك.. ولكنه كان يشعر بها أكثر مما يشعر بنفسه..
فرغباتها كما لو كانت تنبض في مشاعره لتصبح رغباته هو..
المهم أن تكون راضية!!


زايد بمودة مشابهة: تبشر شعاع..!!


وربما كان زايد أكثر سعادة بطلب شعاع.. فهو متلهف للاختلاء بابنه.. لذا فور نزولها لبيت أهلها..

التفت لعلي وهو يهتف بحزم مختلط بالفضول والمودة: يا الله قل لي وش السالفة؟؟

ضحك علي وهو يهتف ببساطة: السالفة إنها هي.. هي..

زايد صر جبينه بعدم فهم: أشلون هي هي..؟؟
ثم شهق وهو يهتف بانفعال غامر والصورة تتكامل في عقله الذكي:
أما إني مخي ما كان يجّمع.. أشلون مافهمت بنفسي.. أشلون؟؟ يعني حالك ماراح ينقلب 180 درجة إلا لأنك لقيتها..
وأنت ليش ماقلت لي من أول ليلة؟؟ ليش ماريحتني؟؟ مع إني سألتك ثاني يوم وتهربت مني..

ابتسم علي وهو يجيب بشفافية: ماتهربت منك.. وأنت داري إني مستحيل أدس عليك شيء..
بس شعاع أول الأيام ماكانت متقبلتني كلش.. وأنا مابغيت أقول لك وأنا بروحي متوتر أشلون بتكون علاقتي معها..
ماحبيت أوترك معي ويزيد توتري...

حينها ابتسم زايد وهو يربت على كتف علي: أجل دامك قلت لي الحين..
شكلك مالي يدك منها..

ابتسم علي وهو يجيبه بثقة العاشق: أفا عليك.. تلميذك يا أبو كساب..

زايد صمت وهو يبتسم بسعادة ويترك علي يحلق في سعادته الخاصة ومع ذلك كانت الأفكار تدور في رأس زايد..


" أي أستاذ يابني.. وأنا أشعر بأني أفشل عاشق على وجه التاريخ!!
أي أستاذ.. بعد أن خبّر كل أبجديات العشق.. عاد ليتعلمها من جديد!!
وكأنه عاجز عن فك رموزها ومعانيها!!
أمور كثيرة يا بني بدأت تتشابك في ذهني وتتعقد..
أمور أخشى من خوضها وتفكيكها!!"






**********************************






" وينها العروس؟؟ معتكفة؟؟"

مزون تلتفت لسميرة وهما تتحدثان قبل الغداء..وتهمس بابتسامة:
لعبنا عليها أنا وخالتي.. قلنا عروس عيب تطلعين.. وخلينا زايد عندها وجينا!!

وضحى تناولت طرف الحديث والفتيات يجلسن في زاوية وهي تهمس بتساؤل:
ها والعروس مستعدة لبكرة؟؟

مزون ابتسمت: مستعدة تمام.. إلا بالنوم.. ما تنام من التوتر..

شعاع حينها ابتسمت برقة: ذكرتني بحالي.. قولي لها مافيه شيء يخوف.. وخلها تنام وترتاح..

سميرة (بعيارة) لا تخلو من الصدق : إلا قولي لها ولد عمي يخوف.. يمه أنا كنت أخاف منه أكثر من أخوانه الكبار..
عليه صرخة لا عصب.. تفص اللحم عن العظم!!

مزون تقرص سميرة في فخذها وهي تمس بمرح لا يخلو من غيظ: قولي لها ذا الكلام عشان أسود عيشة أخيش..

سميرة تدعك القرصة وهي تهمس بمرح: وغنوم وش دخله بطولة لساني تحاسبينه عليه..
مهوب كفاية قرصتيني وشوهتيني.. ألف مرة قايلة لكم حن البرص لا تقربون منا..
كل شيء يعلم في جلودنا..



.
.



" أم عبدالرحمن.. عالية ليه ماجات معكم.. أنا مشددة عليش تقولين لها"


ابتسمت أم عبدالرحمن ابتسامة شاسعة فهي منذ معرفتها بالخبر وهي لا تستطيع السيطرة على فرحتها وهي تجيب مزنة:
عالية في بيت أهلها.. تجهز لعرس أخيها..
ولو أني من يوم دريت ودي أروح أجيبها.. ماودي إنها حتى تشيل البيالة من القاع...
والله العظيم فرحتي بحمالها مثل فرحتي بسلامة عبدالرحمن يوم ربي عافاه..

مزنة ابتسمت رغم شعورها بالاستغراب.. ولكنها كانت سعيدة بالفعل.. سعيدة..
فمنزلة عبدالرحمن من منزلة مهاب رحمة الله عليه:
مبروك.. مبروك.. والله إني فرحت له..

وكذلك همست عفراء وكاسرة كلتاهما بالمباركة بينما أم عبدالرحمن أكملت بعد الرد على التهنئات:
وترا أبو عبدالرحمن حالف كنه ولد ماله اسم إلا امهاب..

حينها غمر قلب مزنة حزن شفاف غريب.. ذكرى حرقة ابنها التي لا تنطفئ .. وحرقة أمنيتها أن تنجب كاسرة ولدا تسميه مهاب..
هاهي تراها أمامها تبتسم وتبارك وهي تبدو متألقة وتمارس مهام الضيافة كأفضل ما يكون..
ولكنها تعلم أنه لابد أن في داخلها حزن ما.. فهؤلاء أكملوا شهرا.. ولكنها أكملت أكثر من سنة..

ومثلها شقيقها تميم يقارب السنة.. ومازال أحد منهما لم يفرح قلبها بخبر طفل صغير قادم.. ستموت لتسميه مهاب..
عل بعض وجع روحها المكتوم يهدأ ويستكين..!!

جوزاء ابتسمت وهي تجيب بمرح: لا تحاتين عالية يمه.. عمتي أم صالح ماعاد خلتها حتى تطلع الدرج لغرفتها ولا لغرفة فهد..
مقعدتها جنبها.. بعد هذي علوي دلوعتها..


حينها تنهدت عفراء في داخلها.. وهي تتذكر مدللتها التي تركتها خلفها في البيت..
لم تكن تريد مغادرتها لدقيقة واحدة.. وهي تشعر أن الوقت معها يركض كلمح البصر..والغد يبدو كما لو كان سيقع في الدقيقة القادمة..
ومتى ستفرح هي أيضا بخبر حملها وحفيدها.. وهي تعلم أنها تعاني مشاكل في ذلك!!

" ربما كانت تلك إرادة الله حتى لا تحمل من خليفة!! وتحدث كل تلك المشاكل وبينهما طفل!!
أو ربما لو حملت منه.. ماكانت كل هذه المشاكل لتقع!!
وماكانت ابنتي لتتورط في زواجين وطلاق وهي مازالت في العشرين!!
.
يا الله مازالت طفلة..
فهل ستحتمل صلابة فهد وأنا بالكاد اعتدت على صلابة منصور!!"






***************************************






" ها وش مسوي في روحك ذا المرة..
حرام عليك يا كساب نزلت قلبي في أرجيلي يوم شفتك"


ابتسم كساب وهو يجيب علي: أنت اللي قلبك خفيف..
وهذا أنا قدامك طيب ومافيني إلا العافية!!

علي بقلق حقيقي: كساب أنت ماتشوف نفسك.. يدك مكسورة..
ووجهك ماينشاف من كثر اللزقات..
وإبي يقول بعد إن جسمك فيه أصابات أكثر..

كساب ببساطة: كل السالفة حادث سيارة.. وهذا أنا طيب وبخير..

علي بمودة صافية: الله يعطيك العافية تامة من عنده..

ابتسم كساب: على طاري العافية.. ماشاء الله أشوفها بتنط من خدودك..

ضحك علي: تبي تنظلني بعد؟؟ الحمدلله ربي رحمته واسعة..

ضحك كساب: نبي نعرف الوصفة السرية بس.. هذا أنت شايفني مكسر وحالتي حالة..

علي مال عليه وهو يبتسم يهمس بشفافية: والله وصفتك السرية صار لها عندك أكثر من سنة..
بس شكلك لحد الحين ماعرفت لها..






****************************************







" ما يسوى علينا ذا الرجعة الدوحة.. اليوم كله ماشفتش..
عند هلش طول اليوم جيتي معهم ورحتي معهم!!
لو أدري ما رجعنا.. "


شعاع تحتضن خصر علي من الخلف وهو كان يخلع أزرته مواجها للتسريحة وتهمس برقة وخدها يستند لظهره:
بس اليوم حبيبي.. تدري مشتاقة لهم..
وعقب رحت لعالية.. ماقدرت أصبر ما أشوفها عقب ماعرفت خبر حملها!!

ابتسم علي: مرت عبدالرحمن حامل؟؟ مبروك..
ماشاء الله ماتوقعت صراحة..

شعاع همست بذات رقتها وهي تميل على أزراره التي وضعها على التسريحة لتعيدها داخل علبتها:
أنتو ليه كلكم ظنكم في عبدالرحمن لذا الدرجة؟؟
ربك لا قطع من ناحية.. يوصل من ناحية ثانية!!

ابتسم علي: مهوب القصد إنه تقليل من أخيش.. بس حتى أنا نفس السالفة..
لو أنتي حملتي الحين.. الكل بيستغرب..
لأني كنت قبل شهرين بس.. بأموت..

حينها تأخرت شعاع وهي تهمس بحزن شفاف:
ليه أنت ظنك إنه ممكن نتأخر لين يجينا بيبي؟؟

علي استدار ليحتضنها بقوة حانية وهو يهمس قريبا من أذنها بعمق:
تكفين عاد كله إلا ذا النبرة.. ما استحملها..
ياحبيبتي أنا أضرب مثل.. وأنا كنت واحد تعبان فعلا.. والحين أخذ علاج..
وعلى العموم..لا تحاتين شيء ياقلبي.. عطينا كم شهر بس.. ولو ماصار شيء..
أوعدش أروح أكشف وأعالج لو احتجت..
ثم أردف وهو يبعدها قليلا ويبتسم: أنا واحد (أوبن مايند).. فوايد السياسة!!

شعاع حينها همست بعذوبة: حبيبي على طاري السياسة.. أنا إفادة تخرجي خلصت.. أبي أطلعها.. وعقب أقدم الوظايف من بعد أذنك!!

حينها احتضن علي وجهها بين كفيه وهو يهمس برجاء مثقل بالرجولة والشجن:
تكفين ياقلبي.. بلاها الوظيفة الحين.. تفرغي لي سنة وحدة بس.. وأنا عقب أوعدش أشغلش في المكان اللي تبيه..
ياعمري أنا مابعد شبعت من شوفتش قدامي... وأنتي عارفة إنه شغلي غالبا ماله مواعيد ثابتة..
أبي لا رجعت البيت ألقاش قدامي...
ووقت ما أكون في الشغل.. براحتش سوي اللي تبينه.. روحي لهلش.. أو هلي.. أو اطلعي مع البنات..
المهم أرجع البيت وأنتي معي أو قدامي!!







****************************************






" أنا ما أدري ليه لزمت عليّ نطلع.. وراي ألف شغلة قبل بكرة!!"


عبدالله يشد فهد ليجلسه على أحد مقاعد المقاهي المنتشرة على مرفأ اللؤلوة..
رغم حرارة الجو.. ولكن كان هناك نسمات منعشة تهب من البحر من حين لآخر..
وعبدالله يهتف بحزم باسم: تلعب علي أنت؟؟ وش أشغاله؟؟
العرس تجهيزه كامل سويته أنا وصالح.. وحن مخلصين.. وبكرة الصبح بنروح نشيك على آخر التجهيزات وعلى ذبح الذبايح..
وأنت حتى أغراضك الخاصة هزاع ونايف هم اللي رتبوها لك ودوها للأوتيل..

فهد هتف بحزم: واحد عرسه بكرة.. أكيد عنده أشغال..
ومالي مزاج طلعة ذا الوقت..

عبدالله ابتسم: خلك من الخرابيط.. الشيراتون وش قربه؟؟
خلنا نقعد نسولف ونشرب لنا عصير بارد.. وأنا بأرجعك..

فهد تنهد: مامنك مخلاص.. وأنت في رأسك سالفة!! خلصني!!

عبدالله بجدية: فهد أنت ماحد غصبك على البنت... أنت اللي بغيتها وأصريت عليها..
ليش الحين حاسك منت بمبسوط؟؟
لمعلوماتك أخوانك ملاحظين بس أنا أقول لهم توتر عادي!!

فهد هز كتفيه بحزم: وهو فعلا توتر عادي... يعني صار لي سنين وأنا عايش على نظام معين.. صعب أني أتقبل تغييره بين يوم وليلة!!
وخصوصا إنك عارفني.. التغييرات صعبة علي.. لأني جامد بزيادة..
ومرتي مالها علاقة.. لأني فعلا أبيها بكامل رغبتي!! وتوتري هو للوضع بس وهي مالها علاقة فيه!!


كلام فهد بدا مقنعا نوعا ما.. وخصوصا أنه كان يقوله بثقة.. لذا استدار عبدالله للنادل وهو يطلب منه مايريدان..
بينما فهد كان يتنهد بعمق تنهيدة مكتومة وهو يسند ظهره للخلف ويشعر أن حرارة الجو تزداد.. فيحرر جيبه من أعلى..
عله يجلب مزيدا من الهواء لرئتيه المختنقة..

فهو ليس متوترا.. فمثله لا يعرف التوتر بمعناه المعروف.. فأعصابه حديدية.. وقلبه جامد.. ولا يخاف من شيء..
لكنه يشعر بهذا الغيظ الذي سيخنقه... والأغرب كراهية غريبة لهذه المخلوقة التي مازال لا يعرفها.. ولكنه رسم لها أسوأ صورة في خياله..
وكلما تخيل أنه سيعيش معها حياته كلها.. يشعر بشعور أشبه بالغثيان!!
فهذه حياة كاملة!! حياة كاملة!!
وهو مادام تزوجها فلابد أن يحتمل قراره.. فهو لم يتزوجها الآن ليطلقها بعد حين!!
لكنه لا يحتمل فكرة أنه سيقابلها حياته كلها..!!


هز كتفيه وهو يبتسم ويهمس في داخله " الله حلل بدل الوحدة أربع!!"








**********************************





تعب من الاتصال وهي لا ترد عليه..


يعلم أنه كان من المفترض أن يذهب لزيارتها..
ولكنه بحساسيته الشفافة أراد أن تكون مقابلته الأولى معها بعد معرفته بخبر حملها..
بينهما فقط.. في مكان خاص بهما..لشدة تأثره بالخبر..
ومازالت لم تمنحه هذه الفرصة.. ولم تتكرم عليه!!


" ماكل هذه القسوة يا عالية؟؟
أ يعقل أنها غير راضية.. لأنها لم تكن تريد طفلا يربطها بي وأنا على هذا الحال؟؟
أ يعقل أن تكوني قاسية هكذا؟؟
أ يعقل ؟؟ "


" يا الله أنا ليش صرت كذا؟؟
دايم على بالي ظن السوء..
.
وهي وش خلت لي غير ظن السوء..
موجوع من بعدها وهي ولا حست!! "






*********************************






" بنات مابعد نمتوا؟؟"


مزون تلتفت لخالتها وتهمس برقة: تدرين خالتي سميرة ووضحى طولوا السهرة.. وشربنا وش كثر كرك.. مافينا نعاس..
بس أوعدش نحاول ننام عشان العروس تكون موردة بكرة..

عفراء تنهدت: تكفين مزون خليها تنام شوي.. بأروح الحين أشوف زايد خليته عند منصور..
بأرجع عليكم عقب شوي.. يا ليت تكونون نايمين..

مزون همست لجميلة بحنان: جمول ياقلبي.. يا الله ننام.. سمعتي خالتي..

جميلة تستدير ناحيتها وهي ممدة على جنبها وعلى طرف عينها دمعة يبدو أنها ستسقط
وهي تهمس باختناق: ما أقدر مزون.. خايفة ومتوترة..

مزون همست بعفوية مرحة: اللي يشوفش على ذا الخوف يقول أول مرة تتزوجين..

جميلة كانت تنتظر عبارة كهذه لتنفجر تماما في البكاء الذي تكتمه منذ موافقتها على فهد..

مزون اعتدلت جالسة وهي تشد جميلة لتجلسها ثم تحتضنها وتهمس بندم:
جميلة آسفة ياقلبي.. والله ماقصدت شيء.. الله يأخذني أنا ومزحي السخيف..

مزون شعرت بندم عميق لأنها ظنت أنها نقرت القشرة الرقيقة التي تحيط بما يضايق جميلة ..
وهو كونها مطلقة ولها تجربة سابقة.. بينما فهد شاب أعزب هي تجربته الأولى..


لتشعر بصدمة عمرها وجميلة تتبتعثر كلماتها بين شهقاتها:
وأنا فعلا كأني أول مرة أتزوج.. لأنه ماصار شيء بيني وبين خليفة..
ماصار شيء..!!





#أنفاس_قطر#
.
.
.
نجمتنا اليوم لـ (أنت لي وطن) هي الوحيدة اللي توقعت إن كاسرة ممكن تكون نايمة لا رجع كساب..
مبروك ياحضرة الملازم
.
.
تتشرف كل من
حرم خالد آل ليث....و......حرم منصور آل كساب
بدعوتكن لحضور حفل زفاف
نجل الأولى/فهد............على كريمة الثانية/ جميلة
وذلك يوم الخميس الساعة الواحدة ظهرا
في قاعة الدفنة بالشيراتون ..في موقع قصة بين الأمس واليوم
وبحضوركن وتعليقاتكن الكريمة تتم لنا الأفراح والمسرات

ملاحظة: يرجى عدم التزاحم على باب الموقع أقصد القاعة حتى يتسنى لنا الدخول..
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 17-02-11, 11:56 AM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والثمانون

 



جيت القاعة بدري شوي عشان ألقى لي مكان :)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامساكم ورد وأفراح يا نبضات القلب
.
.

فيه كلام مهم أبي أقوله اليوم

بنات أنا أكثر وحدة تدري إنه القصة طولت كثير... بس هالكلام أنا قلته من البداية
قلت لكم إنها بتكون رواية طويلة جدا لسبب كثرة الشخصيات وأني ما أحب أترك المعالجة مبتورة..

وإلا ترا لو علي أنا.. والله العظيم ثم والله العظيم ثم والله العظيم.. إنه نفسي أخلص الرواية اليوم قبل بكرة..
مهوب لاني مليت.. بالعكس أنا وحدة أحب الكتابة موت وأحب أكثر تواصلكم..
بس وقت فراغي اللي يروح في الكتابة الحين..خلاص نفسي أقضيه في شيء ثاني..
وفي رأسي مخططات وش كثر مأجلتها لين أخلص الرواية..
وترا أسهل ما علي أخلص الرواية في جزئين..
بس اللي يطالبون الرواية تخلص
هم أول من بينتقدني لأنه بيقول يوم مليتي.. سلقتي الأحداث..

أما ليه أعقد في سالفة العرسان وكانه مافيه زواج طبيعي في الحياة..
لسبب واحد إن حدث الزواج مقصود لخلق حدث جديد نعالج فيه مشكلة معينة..
وإلا ترا في الحقيقة ماشاء الله الناس يتزوجون وش حليلهم ومبسوطين.. ولا مشاكل ولا شيء فعلا!!
أنا ما احاول أبين إن الزواج لازم كله مشاكل..
بس لو أنا خليت كل زواج مافيه عقدة عشان نحلها... بيكون أساسا مافيه فكرة في زواجهم.. مجرد حدث للحشو..

(وتزوجوا وعاشوا في سعادة وهناء وخلفوا صبيان وبينات...)

وهذي ترا رواية.. مهيب حياة فعلية..والنماذج فيها هي ما تُصنع لمعالجة مشاكل الحياة..

يا نبضات قلبي.. مهوب المقصد تطويل السالفة.. بس كل الشخصيات لازم تأخذ حقها..
حرام أظلم الشخصيات اللي دورها مابعد جا.. عشان الرواية طولت!!

والكتابة لها تكنيك معين.. يعني فيه شخصيات استقر حالها ماشاء الله
بس مايصير الكل استقروا وكأنه حن قاعدين نصفصفهم فوق بعض..
لازم يصير فيه تحريك للحدث على مستوى معين..
مثلا ليه زعل كاسرة وكساب طوّل... لأني محتاجته لأحداث ثانية!!

وبالعكس فيه بنات الحين مهوب عاجبهم حال المستقرين ويبون نحركهم شوي :)

يا نبضات القلب لو لاحظتوا أنتوا ماتقرون قصة واحدة.. كل مرحلة تطلع لكم قصة جديدة تتساند مع القصص اللي قبل..

وبعدين يا بنات.. إذا أنا كتبت 3 روايات وما أعرف أشلون أدير روايتي..
الأحسن إني أسكر الدكان وأقعد على بابه :)
.
يا الله الجزء الثامن والثمانون..
حفل زفاف فهد وجميلة
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والثمانون






مزون همست بعفوية مرحة: اللي يشوفش على ذا الخوف يقول أول مرة تتزوجين..

جميلة كانت تنتظر عبارة كهذه لتنفجر تماما في البكاء الذي تكتمه منذ موافقتها على فهد..

مزون اعتدلت جالسة وهي تشد جميلة لتجلسها ثم تحتضنها وتهمس بندم:
جميلة آسفة ياقلبي.. والله ماقصدت شيء.. الله يأخذني أنا ومزحي السخيف..

مزون شعرت بندم عميق لأنها ظنت أنها نقرت القشرة الرقيقة التي تحيط بما يضايق جميلة ..
وهو كونها مطلقة ولها تجربة سابقة.. بينما فهد شاب أعزب هي تجربته الأولى..


لتشعر بصدمة عمرها وجميلة تتبتعثر كلماتها بين شهقاتها:
وأنا فعلا كأني أول مرة أتزوج.. لأنه ماصار شيء بيني وبين خليفة..
ماصار شيء..!!


مزون بتبلد: نعم؟؟ وش قلتي؟؟

جميلة تنهمر بين شهقاتها: سمعتيني.. بس تكفين ما أبي حد يدري ولا حتى أمي.. تكفين..

مزون مازالت تهمس بتبلد ناتج عن صدمتها: وليش ماقلتي لنا أو لخالتي على الأقل..؟؟

جميلة باختناق شهقاتها: حسيتها عيب في حق ولد عمي..أفضحه عقب كل اللي هو سواه عشاني وأنا في المصحة!! وخصوصا إن الذنب ذنبي..

مزون تهدئها وهي تهمس لها بحنان متعاظم: زين حتى لو ماصار بينكم شيء.. عادي.. لا أنتو أول ولا آخر زوجين..
خلاص اعتبري نفسش فعلا أول مرة تتزوجين..

جميلة تحاول تهدئة نفسها بفشل: بس هذي مهيب أول مرة أتزوج..
وخليفة مع كل اللي صار عقب.. لكنه والحق يقال كان طيب واجد معي..
ولا عمره فكر يجبرني على شيء.. ومهما كان هذا ولد عمي.. وجمايله فوق رأسي..

ماني بمتخيلة فهد وش بيقول عنه لا درا عقب؟؟
وحتى لو شلت خليفة من رأسي.. فهد حاط في باله إنه مهوب أول رجّال في حياتي.. وأكيد بيتعامل معي على ذا الأساس..
يمكن مايراعي حياي ولا خوفي..
خايفة يامزون خايفة..!!

مزون تحاول تهدئتها: مع إنها صعبة علي.. بس لو تبين.. قلت لعمي منصور يقول له..

جميلة انتفضت بعنف حقيقي وهي تهمس بجزع وتصميم:
تكفين يامزون هذا سر بيني وبينش... وما أبي حد يقول لفهد شيء..
أنا أحل مشاكلي بروحي.. تكفين مزون...
أنا بس كنت أبي أفضفض شوي!!







************************************







" وش فيك يأمك قايم بدري كذا؟؟"

غانم ينحني على رأس أمه مقبلا ويهتف بمودة: بأمر صالح وعبدالله عند حفل الرياجيل.. وأشوف إذا يبون مني شيء..
وعقب بأروح لفهد في الأوتيل عشان أروح معه للملكة في بيت منصور..


أم غانم بشجن: عئبال ما يتعبون معاك في عرسك..

ابتسم غانم: قريب يمه.. كلها ثلاث أسابيع ما تبي تمر ولا تخلص.. ياطولاها طولاه..
ولو أن فهيدان فاقع كبدي لأنه مهوب حاضر عرسي..
وش ذا الدورة اللي ماطلعت إلا مع عرسي..


أم غانم همست باستغراب وهي تمده بفنجان قهوة: يعني صدق ذا السالفة؟؟
يوم نجلا قالت لي إن فهد مهوب حاضر عرسك ولا عرس نايف استغربت..

غانم يتناول الفتجان منها ويهتف بمنطقية: بعد يمه ظروف شغله جات كذا..
ولا أنا.. ولا نايف متشرهين عليه!!



غانم يحاول أخذ كل الأمور بطبيعية وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل..
لذا حاول أخذ الموقف الذي حدث في المستشفى كذلك بطبيعية.. وهو يتمنى ألا يؤثر على علاقته بكساب..
ولكنه لم يستطع لشدة حرجه أن يتصل به أو يعود لزيارته...
ولكنه اتصل بزايد واعتذر منه.. وطلب منه أن يعتذر من كساب ويتحمد له بالسلامة..
فطمأنه زايد بلباقته المعروفة أنه لا داعي لأن يشعر بالحرج.. لأنهم يعلمون أنه كان غير قاصد أبدا !!

ولكنه يشعر بحرج عظيم فعلا.. وهو محرج أكثر أن يرى كسابا الليلة في حفل زواج فهد!!
لا يعلم كيف ستكون المواجهة بينهما.. على الأقل على مستوى النظرات!!!







**********************************





" يا الله يأمش.. جهزتي أغراضش كلها؟؟"


مزون كانت من ردت: كل شيء جاهز خالتي... وخليت الخدامات ينزلون الشناط للسيارة..

جميلة كانت ترتدي عباءتها وهي تتجنب أن تتكلم لأنها تخشى أن تنفجر باكية..
مشاعرها المرهفة تبدو كما لو كانت على حد سكين مسنون تماما...

جميلة حين انتهت من لبس عباءتها ونقابها همست لأمها برقة أقرب للبكاء:
يمه عطيني زايد.. أنا بأشله..

عفراء أعطتها زايد الصغير دون أن تتكلم... دوامة كثيفة من المشاعر تدور بين الإثنتين.. منذ عقد القرآن الذي تم صباحا في وقت مبكر..
وكل منهما تخشى أن تنظر للأخرى بشكل مباشر..

ومزون تشعر بالاثنتين وهي تخشى من تفجر مشاعر تكون هي في وسطه..
والثلاث يخرجن للسيارة... وجميلة ترفض أن تعطي زايد لأحد..
وتصر على حمله حتى يصلن للأوتيل.. وهي تضمه لصدرها وكأنه تتمسك فيه ببقايا رائحة استقرارها وإحساسها بالاحتواء والأمان..







********************************







" علي حبيبي... قوم ودني ياقلبي!! "


علي يفتح عينيه بتثاقل.. ثم يبتسم وهو يرى وجهها الأثير قريب منه.. كما لو أن الشمس أشرقت على سريره مباشرة..
مد كفه ليحتضن خدها وهو يهمس بحنان: وأميرتي وين تبي تروح من صباح الله خير؟؟

مالت باستعجال لتقبل جبينه وهي تقف وتبتعد وتستخرج ملابسه من الخزانة
وتهتف برقة:
قوم يالنساي.. مسرع نسيت.. هذا أنا طلعت ثيابك.. قوم اسبح والبس وودني..
أبي أروح لجميلة في الأوتيل... أنا والبنات بنتعدل عندها..

علي يهمس بابتسامة وهو يقف متجها ناحيتها: ياسلام.. يعني النسوان يشوفون كشخة حبيبتي قبلي.. وأنا آخر من يشوفها..
آسف تعدلي هنا... وأنا بأوديش في الليل...

شعاع احتضنت عضده برجاء: تكفى حبيبي تكفى.. لا تسكرها مرة وحدة..
أصلا بأرجع بدري.. بس تجي الزفة بأرجع..


علي ليس رافضا مطلقا.. فهي استأذنته منذ الأمس وأذن لها.. ولكنه يريدها أن تذيب مشاعره حين ترجوه بطريقتها المثقلة برقتها وعذوبتها..


علي احتضن وجهها بين كفيه وهو يغمره بقبلاته الدافئة ثم يهمس لها بأريحية:
تدرين يا النصابة إنش تأمرين على رقبتي...
حاضرين ياقلبي.. نوديش للمريخ لو تبين...
بس على اتفاقنا... يزفون المعرس.. بأجي أخذش.. تجهزي تنزلين لي!!






****************************************






" أنا بأعرف أخيك ذا.. كم مزاج عنده؟؟
مزاجه زفت قبل الملكة... ثم وش زينه في الملكة.. تكانة وركادة..
والحين شكله بيدبغ كل الحلاقين اللي في المحل من كثر ماهو معصب
وش بيسوي في العرس؟؟"


هزاع يبتسم وهو يجيب نايف: لا تخاف بيكون راسم نفسه ولا أبو الهول في زمانه..
المهم لا تسوي نفسه يوم عرسك.. أنا اللي بأدبغك... خلاص فهد حرق اللي باقي عندي من الأعصاب.. ماني بمستحمل دلع..
واحد معصب عشانه بيعرس...وش ذا السخافة؟؟
ليتني أعرس بس عشان تشوفون أشلون بأوزع ابتسامات لين أقول بس!!


نايف يضحك: والله مالي شغل.. يقولون العصبية موضة للعرسان.. وأنا لازم أتابع الموضة..

هزاع يضحك: ويقولون لك بعد ضرب المعرس المعصب بيصير موضة بعد...


فهد ينظر للاثنين الضاحكين.. ويتمنى لو تناول (عقاله) المعلق قريبا منه.. ليضرب الأثنين به..
ماهو المضحك الذي يُضحك هذين السخيفين بينما هو يشعر بغيظ عظيم.. عظيم؟!!

يتنهد بعمق.. وهو يشد له نفسا عميقا..

" اعقل يافهد واركد... لا تضحك الناس عليك..
وخير.. السالفة كلها مرة.. عاملها بما يرضي الله وخلاص
لا أنت أول ولا آخر رجال.. يتزوج وحدة مهيب على هواه..
وعقب فترة بأتزوج اللي على هواي!!
الموضوع بسيط.. وما يستاهل الشد اللي أنا مسويه في نفسي!!"






*************************************





" وين رحتوا وخليتوني؟؟"

مزون تبتسم وهي تخلع عباءتها ثم تجلس جوار جميلة التي أنهت زينتها للتو:
رحنا نكمل ترتيب الباقي في جناح العرسان..

جميلة توترت نوعا ما.. وما الذي لا يوترها؟؟
همست بهذا التوتر وهي تمد أناملها لأطراف شعرها: شكلي أشلون؟؟

مزون ابتسمت بشفافية وهي تحتضن كتفي جميلة: بسم الله ماشاء الله..
بتشوفين شكلش اشلون في عيون سبع البرمبة لا طلعت عيونه برا..

جميلة بتأثر غامر: الله يعطيش على قد نيتش يا مزون.. ويخلي عيون غانم ما تشوف غيرش.. قولي آمين!!


ابتسمت مزون بمرح: إيه والله محتاجين ذا الدعوة... كثري منها بس..


عفرا تقف في الزاوية لم تقترب وهي تنظر لزينة ابنتها التي اكتملت مع اكتمال تسريحة شعرها..
وتاثرها يتعاظم ويتعاظم.. تشعر أنها تبذل جهدا جبارا حتى لا تنهار في عاصفة من الدموع تكتمها بكل قوتها..

فهي في عينيها طفلة..سلبها الوجع منها..
سلبها المرض منها أولا..
ثم سلبها زواج لم تكن تريده لها..
كانت تريد أن تبقيها في حضنها حتى تطمئن روحها أنها قوية قادرة مواجهة الحياة..
فهي هشة.. هشة للغاية!!
وكم تخشى عليها من قسوة الأيام!!







***************************************






كان الوقت بعد صلاة المغرب مباشرة..
انتهت من زينتها.. وهاهي تنظر لنفسها في المرآة.. ولتألقها المبهر!!

الجميع ذهبوا.. ولم يتبق سواها.. مازالت لم تستأذنه في الذهاب..
فهما تقريبا لا يتكلمان منذ ماحدث الليلة قبل الماضية..
وكل منهما يتجاهل الآخر بطريقة متعمدة تماما..
وكأنهم يروون أن هذه الطريقة هي الأسلم للتعامل بينهما.. ماداما لا يمارسان إلا تبادل الجرح!!
ولكنها رغما عنها تعاني أكثر لأنه لو كان في حالته الطبيعية.. كان تجاهله ليكون أبسط..
ولكنه الآن يعاني بشدة من إصاباته.. وفي تجاهلها له قسوة آلمتها في أعمق مكان في روحها..

البارحة لم تستطع أن تنم حتى وهي تسمع أناته الخافتة كلما تقلب..
كانت توليه ظهرها.. وهي تعض طرف الفراش بقوة حتى تمنع نفسها من القفز إليه كلما سمعت آنة بالكاد تسمع..
ودموعها تنهمر بغزارة دون أن تشعر حتى!!


تنهدت وهي تنفض أفكارها..
نظرت إلى ساعتها.. لابد أن تذهب وهي اتصلت فعلا بالسائق والخادمة ليتجهزا..
ولكن تبقت الخطوة الأصعب.. استئذاته!!
تعلم أنه لن يرفض.. ولكنها لابد أن تستأذن..
حاولت أن تتصل.. فلم تستطع!! لذا أرسلت له رسالة:


" أبي أروح الحين للعرس.. ممكن؟؟"


كان انتباهها مع هاتفها وهي تنتظر الرد.. ليصلها الرد من مكان قريب جدا وبصوته.. ارتعشت بخفة وهي تسمع صوته خلفها.. باردا حازما:
هذا أنتي متجهزة.. وش يهم موافقتي من عدمها؟؟

استدارت ناحيته وهي ترد ببرود حازم مثله:
الاستئذان واجب علي.. ولازم أسويه..

هتف بنبرة سخرية: لا مهتمة من واجباتش صدق!!

لم ترد عليه.. بينما كان هو ينظر لها بتمعن.. كم افتقد لرؤية حسنها المتأجج كشعلة نار لاهبة في خضم إرهاقها طيلة الأيام الماضية..
والليلة يبدو حسنها أكثر من متأجج بكثير.. يبدو كما لو كان سيحترق من مجرد النظر إليها!!

هتف لها بعدم اهتمام: امشي بأوصلش.. وبأنتظرش لين تخلصين.. فلا تطولين علي..

كاسرة بتساؤل مستغرب: وش توصلني وأنت كذا؟؟
وأنت منت بحاضر العرس؟؟

هتف بسخرية: على قولتش دامني كذا.. أشلون أحضر العرس..
زِين شكلي وأنا قاعد بين الرياجيل بذا اللزقات كلها كني مومياء!!


حينها جلست كاسرة على طرف السرير وهي تخلع حذائها.. وتدخله تحت السرير..

كساب باستغراب: شتسوين؟؟

كاسرة ببساطة مصممة: خلاص ما أبي أروح..

كساب بتهكم: هذا كله عشان ما أوديش.. خلاص باتصل في سواقة خالتي وروحي معها..

كاسرة بتصميم أشد: خلاص كساب ما أبي أروح..

حينها هتف كساب بغضب: وليش ما تبين تروحين.. هذا عرس بنت خالتي..
على الأقل باركي لخالتي وارجعي..

كاسرة لم ترد عليه وهي تتوجه لغرفة التبديل لتخلع ملابسها...
ماذا تقول لهذا الغبي: أنها يستحيل أن تذهب وتتركه خلفها أو حتى تسمح له أن يقود بها السيارة وهو على هذا الحال..

ارتدت لها فستانا ناعما من الشيفون تتناسب ألوانه مع ألوان زينتها وارتدت صندلا بعنق مرتفع مفتوح زاد أناقة ساقيها المكشوفتين الناصعتين..
ثم عادت له...
على الأقل لتستمتع هي بأناقتها!!


نظر لها باستغراب غاضب: يعني صدق ما تبين تروحين.. أقول لش قومي.. أنا بأوديش..

جلست وهي تهمس بتهكم: ما أبي أروح.. وش تبي الناس يقولون علي وأنا رايحة عرس وأنت قاعد وراي في البيت؟؟

تراجع وهو يهتف بسخرية مريرة: وهذا اللي يهمش؟؟ كلام الناس؟؟

هزت كتفيها وهمست بحزن عميق مخفي خلف حزم صوتها: ووش باقي لي أهتم له غيره..
على الأقل خلني أحافظ على برستيجي قدام الناس..







*******************************************





" عالية حبيبتي اجلسي..
واجد وقفتي.. مهوب زين عليش وأنتي في شهورش الأولى"


عالية تميل على أذن نجلا وتهمس بمرح: من زين الاستقبال..
كل اللي في الاستقبال عاهات..
استقبال حوامل.. على الأقل خليني واقفة بينكم أنتي وجوزا... بطني مابعد بين!!

نجلا بمرح مشابه: ما تخلين الواحد يرحمش..
خلاص وقفي.. تستاهلين!!

عالية بمرحها المعتاد: الله الغني عنكم.. بأرحم روحي بروحي!!

نجلا بمودة: ياحليلش يا علوي.. والله سويتي لنا جو الأيام اللي فاتت..
في التجهيز.. وفي قعدتش في بيت هلش..
كل ماجيت لقيت وجهش الشين..
بنفقد صجتش والحين بيسكر عليش الدحمي.. هو أول مسكر عليش بدون شيء..
أشلون الحين وأنتي حامل...


عالية رسمت ابتسامة على وجهها.. ولكنها لم تكن متقنة إطلاقا..
ففيها كثير من ضيقها وحزنها..
فالوضع بينها وبين عبدالرحمن بقدر مايبدو حله سهلا.. بقدر ما يبدو معقدا!!
وتعقيده ناتج من مقدار حبها لها وخشيتها من الاندفاع في تصرف قد لا يكون محسوبا!!







*********************************






" يا الله...يجنن فستانها.. ما ينفع أروح لبنان أنا بعد..
قولي لتميم يودينا.. خلني أجيب لي فستان من هناك"


سميرة تميل على أذن وضحى وتهمس بمرح: وفستانش اللي سويتيه هنا.. وش نسوي فيه؟؟ نقطه في الزبالة...؟؟
وبعدين يا أختي اقبضي أرضش.. (الئالب غالب) على قولة خالي هريدي..
جمول لو لبست خيشة.. قلنا بنلبس خياش..
شوفي جسمها أشلون صاير ريان ومشدود.. قربت تصك على الجويزي مرت ولد عمي عبدالله قبل حملها..

وضحى بتأفف مازح: ما أقول غير مالت بس.. هذا كلام تقولينه لعروس.. عرسها عقب شهر..
لا وعريسها يمكنه متحلف فيها الحين...

سميرة ضحكت بخفوت: أما متحلف فيها.. فمتحلف فيها... خاطري أسمع أول كلمة بيقولها لش بس!!

وضحى ضحكت فهي تحاول ألا تحمل الموضوع أكثر مما يحتمل:
متحلف فيني من سبايبش.. والله لا يقول لي شي.. لا أطلعه من عينش!!




الاثنتان كانتا تتهامسان وهما تنظران من حين لآخر لجميلة ويذكران الله عليها..
كانت جميلة أكثر من متألقة بكثير بكثير... وفتنتها تبلغ أوجها الليلة..
مدعومة بأناقة خاصة جدا..

ففستانها الأبيض الحريري المختلط بلمسات من الدانتيل كان ضيقا على جسدها ويتسع تدريجيا بفخامة مدروسة من أسفل الأرداف..

وشعرها القصير كان طوله غير واضحا لأنها تم لولبته لإعطائه مزيدا من الحجم
وإعادته للخلف بطريقة تموجية..
وتم نثر زهرات صغيرة من نفس دانتيل الفستان فيه..

ولم ترتدِ طرحة مع الفستان... فبدا نحرها الشامخ مبهرا في إضاءة كبريق قمر مكتمل.. وهي ترتدي فقط عقدا ناعما من الألماس دون أقراط..

وزينة وجهها كانت غاية في النعومة والعذوبة دون إثقال لأن بشرتها النقية لم تحتج للكثير..
فعلاجها في المصحة ولأنها كانت لا تتغذى إلا بغذاء صحي مدروس مدعوم بتمارين رياضية مدروسة استمرت عليهما كلاهما..
أعاد تكوين كل مافيها بطريقة صحية نظرة!!


كانت ترسم على ملامحها ملامح شموخ مختلطة بحياء رقيق... تختلف تماما عما يمور في داخلها من توتر..
فهي قررت أنها لن تشمت الشامتين كما أنها لن تحزن الأحباب..
فهي تعلم أن والدتها على طرف البكاء.. وتحتاج لها سببا فقط لتنهمر.. وهي لن تسبب لوالدتها الحزن وفي هذه الليلة..


ورغم أنها لم تنزل من جناحها.. إلا أن كثيرا من المهنئات صعدن لها..
فالكثير دفعه الفضول لرؤية تغييراتها بعد العلاج...
عدا أن صديقاتها حضرن كلهن وهن ينثرن جو بهجة حماسي حولها..
ورغم كل التوتر.. إلا أنها شعرت فعلا بإحساس العروس الذي حُرمت منه!!
شعور سرقته من قسوة الزمن.. وإحساسها باليأس والتوتر..!!


وطبعا حضيت بالكثير من الحديث الجانبي كماهي عادة نميمة الأعراس!!


صوت يهمس للمجاورة له: خلاص سلمنا خلينا ننزل للقاعة..

سلطانة وهي تتأكد من وضع نقابها على وجهها: شفتي العرس والقاعة وأشلون متكلفين..
اقصبوا ولد أختي وافقروه.. وليته على حد يستاهل!!.. على مطلقة..!!

نورة بنبرة عدم اهتمام: لا تحاتين ولد أختش أبو لسان بغى يأكلنا ذاك اليوم عشانها..أكيد جاته باردة مبردة...
ياحبيتي عرس النسوان كله قام به منصور آل كساب.. ولد أختش مادفع ريال..

سلطانة باهتمام وهما تغادران: وأنا أقول وش عنده.. أثرهم شارينه للدلوعة..
لا ولسانه طويل بعد.. وش عليه ياحظي!!
وأنا اللي كنت أبي أزوجه بنتي.. أكيد ما يبيها.. مانقدر نسوي لها عرس مثل ذا..

نورة بنفس نبرة عدم الاهتمام: أنتي وذا البنت... بنتش عادها بزر يأختي.. وش مستعجلة عليه؟!!

سلطانة باستنكار: بزر.. وش فرقها على جميلة؟؟ مابينهم إلا سنتين..
وعلى الأقل بنتي بيكون هو أول بختها.. مالت عليه رجال المطلقة!!



.
.
.




للتو تدخل أم صالح للسلام على جميلة لأن موعد زفة ابنها قد اقترب بعد أن كانت تتولى مهمة الترحيب بالضيفات في الأسفل..

سلمت على جميلة وباركت لها بحميمية قبل أن تتأخر وتجلس..
ثم تجلس عالية جوارها فعالية سبق لها أن سلمت ثم نزلت ثم عادت الآن مع أمها..

تهمس عالية بمرح ودود: ها يمه.. أنتي كان عينتي لفهد مرة أزين من ذي يومش منتي براضية..؟؟

أم صالح تنهدت: يأمش أنا يوم عييت من جميلة.. مهوب عشان الزين .. أدري إنها الله يستر عليها مابه مثل زينها..
بس أنتي عارفة ليه عييت.. وذا الحكي خلاص مامنه فود... الرجّال عرس.. والله يوفقه..




.
.
.



" ماشاء الله عليه فهيدان راسم روحه مضبوط في البشت والابتسامة شاقة.. عقب ماجننا الأيام اللي فاتت"


هزاع بمرح: عقبالي يارب!!

صالح بمرح مشابه: ومن ردية الحظ اللي بتأخذك؟؟

هزاع (بعيارة) : وحدة مثل بنت عمي أم خالد ردى حظها حذفها حذفة قشرا!!

صالح بغضب مازح: كذا ياهزاع.. زين دواك عندي..

هزاع يهز كتفيه: أنت البادي..

صالح يبتسم: وأنت ماتحشم الكبير..

هزاع يرد بابتسامة مشابهة: وأنت ما ترحم الصغير..

صالح يتلفت يمينا ويسارا: وين الصغير؟؟ ماني بشايف إلا طوفة جنبي!!

هزاع يضحك: ومن شر حاسد إذا حسد..

صالح بتساؤل مهتم: على طاري الحسد.. يقولون أبو عبدالرحمن عطاك بشارة عنه وعن ولده.. وش عطاك؟؟

هزاع بتأفف: الشيبة المخرف عطاني طير... شايفني مقطع البران قانص..

صالح بحماس مرح: أبد وقبل ماتشوفه أنا شراي.. ولا تزعل من الشيبة المخرف.. بأعطيك كاش ماني!!

ابتسم هزاع: وكم سومتك؟؟

صالح بذات الحماس: عشرة ألاف..
هزاع لم يرد عليه وهو ينظر له تحت أهدابه!!
فأكمل صالح بذات الحماس: زين عشرين..

حينها ضحك هزاع: نطيت من عشرة لين عشرين مرة وحدة...
ثم أردف بنبرة مقصودة: الظاهر إنك تحسبني بزر صدق وإلا غبي..
صحيح ما أعرف في الطيور.. بس أعرف زين سمعة طيور أبو عبدالرحمن..
يقولون أقل طير عنده.. يجيب ضعف المبلغ السخيف اللي أنت قلته على الأقل!!


ضحك صالح: منت بهين يا التّوتّو.. ما ينلعب عليك..
ثم أردف وهو يغالب ضحكه: زين قوم فهد يأشر لك... الظاهر يبيك تشغل السيارة عشان الزفة!!






***************************************






عفراء أعلنت للمتواجدات عند جميلة أن العريس سيدخل..
فبدأن بالخروج جميعا ولم يتبق سوى مزون وعالية وأمها وجميعهن ارتدين عباءاتهن..


عفراء اقتربت من ابنتها وهي تلبسها عباءتها أيضا.. همست جميلة باختناق:
مهوب جاي هنا؟؟


عفراء تتولى دورها بحزم وهي تخفي حزنها خلف حزمها:
لا يأمش بيجيش في جناحكم... بس أنا ما كنت أبي النسوان يطلعون لجناحكم وأغراضكم الخاصة..
وأنا مرتبته لكم بس..


عفراء قادت ابنتها للجناح القريب جدا.. وخلفها مزون وأم صالح وابنتها..
ثم خلعت عباءتها ورتبت شكلها..
وأجلستها.. لكن جميلة لم تفلتها وهي تمسك بكفها وتحتضنها قريبا من قلبها..
عفراء شعرت بارتعاشها واضحا.. فجلست جوارها وهي تحتضنها بشكل جانبي..
وتقرأ عليها الأذكار وآيات من القرآن الكريم...
حتى رن هاتفها.. كان منصور هو المتصل يبلغهم أنهم يقفون أمام باب الجناح..
تزايد ارتعاش جميلة.. فهمست لها عفرا بحنان:
تكفين جميلة لا تفشلين روحش في الرجّال وهله..

عفراء أوقفت جميلة التي كانت تعتصر مسكتها الناعمة بين أناملها بقوة وهي تخفض بصرها للأرض وتحاول بفشل ألا ترتعش..

عفراء توجهت للباب وفتحته.. ليدخل منصور أولا يتبعه فهد.. و
الاثنان غاية في التألق والأناقة الرجولية في بشتيهما السوداوين.. وخطواتهما الواثقة..

منصور تقدم أولا وهو يتجه ناحية جميلة ليقبل جبينها.. ولكنها لم تفلته وهي تطوق خصره بتأثر متعاظم..

شعور تعجز عن وصفه.. وكأن والدها فعلا هو من يسلمها لزوجها..
تمنت أن تطول هذه اللحظة وأن يطول احتضانها لمنصور وهي تشعر بالأمان في حضنه..
وأن يكون حاجزا يحميها مما يقلقها خلفه..!!

منصور همس في أذنها بحنان وهو يحتضنها: مبروك يأبيش.. ولا تحاتين شيء..
أنا وصيت فهد عليش.. وفهد مايقصر..

فهد كان خلف منصور بعدة خطوات .. مازال لم يبصر العروس.. فظهر منصور العريض يغطيها..
عدا أن أمه وشقيقته استغلتا انشغال منصور وابتعاده واقتربتا لتباركا لفهد.. ثم ابتعدتا في ذات اللحظة التي استدار فيها منصور ليشير لفهد أن يتقدم..
حينها كان منصور يتأخر ليفسح لفهد مكانا جوار عروسه..

فهد تقدم بخطواته الواثقة.. وهو ينظر أمامه بكل ثقة.. فليس هو من يتراجع أو يهاب!!


حينها.. حـــيــنــهــا..

عاجز عن وصف شعوره حينها.. عاجز عن وصف الصدمة التي اكتسحته بكل عنف!!

لثانية من الزمن.. ظن أنهم قد يكونوا أخطأوا في العروس..
يستحيل أن تكون هذه هي.. يستحيل..!!

فهذه التي أمامه.. لا يجد حتى كلمات لوصفها وعيناه تطوفان بها كالمأخوذ..

من أين أتت القبيحة بهذا الحسن الطاغي المثقل بالإثارة وكل مافيها ينضح بالفتنة لأقصى درجاتها..؟؟

حاول هز رأسه واستعادة صفاء تفكيره الذي باغتته الصدمة.. وهو يقول لنفسه (كله من الماكياج!! كله من المكياج!!)
ولكن هذا المبرر لم يقنعه حتى.. رغم محاولته المستيمته لإقناع نفسه به..


فهل (المكياج) سيصنع هذا التكوين الجسدي الملتهب بدأ من خصرها المنحوت وانتهاء بنحرها المبهر ومرورا بعضديها المصقولين؟؟
أم هل المكياج سيصنع هذه الملامح التي تتوسط وجها لم يرى مثل بهائه؟؟
أم هل المكياج سيصنع السحر الذي شعر به يسربلها من رأسها حتى قدميها؟؟

هذا الجمال لا يكون إلا صنعه سبحانه..!!

منصور هتف لفهد بصوت أعلى: فهد تعال وش فيك واقف بعيد.. تعال جنب مرتك..
ثم همس في أذنه: امسك يدها وقعدها..

فهد تنحنح وهو يقترب ليقف جوارها..
شعرت جميلة أنه سيغمى عليها وهي تشعر بحفيف عضده على كتفها..
ثم شعرت أنه سيغمى عليها فعلا حين تناول كفها بين أناملها.. وهو يشدها ليجلسها..

هــو رغما عنه شعر بالتكهرب.. فهذه المرة الأولى التي يلمس فيها امرأة.. ولم تكن أي لمسة.. بل شعر أنه يلمس شيئا أشبه بالحرير االندي..
وأن يدها قد تنكسر في يده لشدة نعومها!!

ولكنه أفلتها بنفس سرعة امساكه لها.. وشعرت جميلة أن في افلاته لها حركة مقصودة وحادة نوعا ما..

وكانت حركته فعلا حادة ولكن غير مقصودة.. بل كانت عفوية..
ففهد ما أن شعر بنعومة أناملها بين قساوة أنامله..
حتى شعر بشعور عارم بالقرف..
فهذه الأنامل الزبدية ليس هو أول من يمسك بها.. بل أمسكتها يد قبل يده.. وأشبعتها بالقبلات أيضا..
شعر أن رائحة شفتي زوجها السابق ماتزال على أناملها..
تلسع أنامله وتحرقه..!!



" أعترف أن جمالها هزني بعنف..
ولكن ماذا إن كانت جميلة وفاتنة..؟؟
الوضع أسوأ الآن!!
فمن لها كل هذا الجمال.. لابد أنها مغرورة أيضا..
مغرورة بجمالها المستهلك..!!!
.
وماذا أفعل بجمال مستهلك.. شبع من رؤيته سواي؟؟
وحين سئم منه.. ألقاه في القمامة..
لأتلقى أنا فضلته التي ألقاها!! "


ما أن وصلت أفكار فهد لهذا المستوى حتى شعر أن أنفاسه تضيق وتضيق.. رغم أنه مازال يرسم ابتسامة محترفة على شفتيه..
شعر أنه يريد أن يهرب من المكان كاملا.. لا يريد حسنها.. ولا يريدها..
ولا يريد هذا الموقف كاملا..!!
يشعر أن الأرهاق من فوضى الحياة يداهمه.. ومساراته تسير على غير هواه..
يشعر بالاختناق الفعلي من كل شيء!! من كل شيء!!



السلامات انتهت.. والتوصيات كذلك..
والجميع غادروا..

وبقيا العريسان وحدهما...
والصمت هو من يدير الدفة بينهما..




#أنفاس_قطر#
.
.

وماراح أطول عليكم ونخلي المعاريس معلقين.. موعدنا بكرة الجمعة الساعة وحدة ونص الظهر..
مع بارت بيكون مليان مفاجأت صدق..
.
وصلنا خير يا نبضات قلبي.. وصلنا لنقطتين كان القراء يراهنون عليها..
جمال جميلة.. وكونها بنت..
وهاهو جمالها (مبدئيا) زاد في المشكلة لديه..
وأما المشكلة الأساسية فليست فقط في العذرية بمعناها الضيق..
ففهد يكره مجرد نظر رجل آخر لها وإمساكه ليدها.. وهذا كله حصل بينها وبين خليفة..
خلونا نسمع تعليقاتكم الجديدة قبل استكمال ليلة الزفاف..
ولا حد يزعل مني الحين أو بعدين ويقول أنتي تهينين المطلقات
لأنه كل شيء أكتبه له هدف.. فصبركم علي يا نبضات قلبي
ولا تحملوني ذنب أفكار فهد :)
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 18-02-11, 12:38 PM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والثمانون

 


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان عندي كلام مهم كثير
بس كله طار
.
خلوه لبارت الأحد
واستلموا بارت اليوم
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.




بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والثمانون






مازال الصمت محتكما.. وهو ينثر جوا ثقيلا في المكان..
إن كان هو نظر لها.. فهي مازالت لم تنظر له..
وخجلها يخنقها.. وعيناها مثبتتان على مسكتها ويزيد في اضطرابها معرفتها أنه يراقبها الآن..

كان بالفعل قد ابتعد قليلا عنها ليترك مسافة بينهما وهو يستدير ناحيتها ويتأملها..
فللجمال أحيانا سطوة تفرض حضورها رغما غن كل أنف!!


كان يتأملها بدقة لا يعرف لها سببا..
نقوش الحناء التي وصلت إلى منتصف عضدها الملفوف.. بشرتها المصقولة لدرجة تبدو غير طبيعية..
شفتيها النديتين المرتعشتين.. أهدابها المسبلة بحسن لم يكن لسواها..
ذقنها الناعم الذي بدا له شيئا غير معقول وارتعاشه يزيده عذوبة..

ونظراته تنحدر أكثر إلى حيث يتربع العقد الماسي مكملا لصورة حسن مكتملة أساسا...
هكذا بدت له تماما.. أشبه بصورة مرسومة بتفنن بارع مبهر..
ولــكــنــهـــا... صورة مستهلكة... مستهلكة تماما!!


زفر بقرف فعلي لينفض قرف أفكاره.. وهو يقف مبتعدا عنها.. ثم يهتف بنبرة واثقة:
دقايق بأتوضأ ونجي نصلي.. ركعتين مع بعض...


فمهما كان غير متقبل لها.. فهذه سنة لابد من القيام بها..
بينما جميلة كادت تبكي فعلا..
ماذا تقول له.. أنها لا تصلي.. وهي تتفاجأ بدورتها الشهرية هذا الصباح مبكرة قبل موعدها الذي بالكاد انتظم...
تعلم أن هذا حدث من التوتر لابد..
ولكن ماذا تقول له الآن..؟؟

قررت أن تقف وتهرب قبل أن يعود.. وهي تتوجه لحمام غرفة النوم.. وتحمد ربها أنه توجه لحمام الصالة..

تناولت لها بيجامة زهرية من الحرير والدانتيل ناعمة وفخمة في آن بدون أكمام ولكن معها روبها الفخم من الدانتيل..
وتركت قميص النوم الذي علقته لها والدتها..

فهي خجلت من إخبار أحد.. وهي تدس أغراضها الخاصة بنفسها في الحقيبة هذا الصباح..


فهد حين عاد لم يجدها.. زفر بغيظ: ( صدق إنها قوية وجه ولا عندها حيا..
ما حتى انتظرت لين أجي!!)



قرر أن يصلي قيامه حتى تحضر.. مع أنه تمنى ألا تحضر..
ولكنه قضى وقتا طويلا بعد أن انتهى من قيامه ومن ورده.. وهي مازالت لم تحضر..


حينها قرر التحرك لداخل الغرفة...
كانت تجلس أمام التسريحة تمشط شعرها الذي استشورته للتو..
وكانت تريد وضع بعض الزينة الخفيفة.. ولكنه لم يمنحها الفرصة بدخوله المفاجئ..

استدارت نحوه بخجل ودون أن ترفع بصرها بينما هتف هو بحزمه التلقائي ونبرته الحادة:
ليش ماجيتيني عشان نصلي..؟؟

جميلة صمتت وهي تشعر أنها ستختنق.. أعاد عليها السؤال مرة أخرى..
حينها همست بصوت مختنق خافت: ما أقدر أصلي..

بدت له نغمة صوتها رقيقة وخافتة إلى درجة لا تحتمل لذا هتف بحزم أشد:
أشلون يعني ماتقدرين تصلين..؟؟
وارفعي صوتش خلني أسمعش..

قال ذلك وهو يقترب منها أكثر.. همست باختناق أشد وهي تحاول رفع صوتها أكثر وتكاد تبكي: ما أقدر أصلي..

فهد كان سيعيد السؤال مرة ثالثة لولا أن الله منَّ عليه بنعمة الفهم أخيرا.. وهو يتنحنح: زين تبين تعشين؟؟

همست برقة مختنقة وهي عاجزة عن السيطرة على ارتعاشها وهي تراه واقفا أمامها مباشرة: ما أبي.. تبي تتعشى أنت.. بالعافية..

حينها هتف فهد بجلافة: أنتي ليش تتكلمين كذا؟؟

جميلة همست بصدمة وهي ترفع بصرها له: نعم؟؟ كذا أشلون؟؟

كلاهما تكهرب وبشدة..
هو لأنه اكتشف أنها بدون زينة أجمل بكثير.. ومثيرة لدرجة مضنية.. مع أنه كان يظن ولو لحظة أن (الميك آب) هو ما منحها إطلالتها الفاتنة..
وهاهو يكتشفها أمام عينيه خالية من أي زينة... ومبهرة أكثر..
وهذا الأمر زاد في سلبية نظرته ناحيتها بطريقة غريبة..

"مثل هذه لماذا يتركها زوجها؟؟ لماذا؟؟
بالتأكيد بقدر جمالها.. بقدر سوء أخلاقها
ربما لم يحتمل أن يعاشرها..!!
فمن يحتمل هذه (الملاغة والمياعة) ؟"


وهـي تكهربت لأنها رأته من هذا القرب طويلا وعريضا ووسيما بطريقة مرعبة..
وهي تعقد فورا مقارنة بينه وبين خليفة المهادن الذي كان النظر له يُشعر بالأمان..

كلاهما تراجع خطوة للخلف بينما فهد يكمل بذات الجلافة الطبيعية:
أنا ما أحب الكلام بمياعة.. فاصطلبي وأنتي تكلمين..

جميلة مصدومة فعلا من جلافته: أنا مايعة؟؟

فهد يهز كتفيه وهو يهتف بصرامة: محشومة ماقلت أنتي مايعة..
بس قلت طريقتش في الكلام مايعة..
وأنا أكثر شيء أكرهه في الدنيا إن الوحدة تنعم صوتها..

جميلة مصدومة فعلا..
هل هذا يتكلم بجدية؟؟ أي عريس يقولون لعروسه هذا الكلام ليلة زفافهما..؟؟

(الظاهر النكد جا بدري أكثر مما توقعت) جميلة همست بحزم رقيق حتى هي استغربته.. لكنها لن تسمح له أن يهنيها أكثر:
ماعليه اسمح لي.. أنا لا أنا أنعم صوتي.. ولا أميعه..
بس الله عطاني نعمة إن صوتي أنثوي ورقيق.. وماحد يتبطر على النعمة..

فهد تفاجأ فعلا من سرعة ردها (ووقحة بعد!!)
رفع حاجبا وأنزل آخر وهو يهتف بتهكم: ومغرورة في صوتش المايع بعد؟؟

آلم جميلة اضطرارها لاستخدام أسلوب التحفز معه رغم أنها تذوي خجلا لم يسمح لها به..
همست بذات الحزم الرقيق: إذا أنت شايف إنه غرور.. أنا أشوفه ثقة..


حينها صدمها تماما أنه مد أنامله ليحرك شعرها وهو يهتف بذات النبرة التهكم:
وبعد شعرش المنتف نعمة أنتي واثقة منها.. المهم تتبعين الموضة؟؟

جميلة آلمها بحثه عن سلبياتها بهذه السرعة..
رغم أنه في داخله يعترف أنه مبهور بشعرها.. رغم أنه ككثير من الرجال الشرقيين مغرمين بالشعر الطويل..
ولكن قصة جميلة بدت فاتنة تماما عليها..

جميلة حاولت ألا تبكي وهي تهمس بثقة عذبة تخفي خلفها تهاويا في روحها:
على قولتك.. المهم أتبع الموضة..
والحين اسمح لي أبي أنام.. بكرة طلع باقي الأخطاء السبعة على راحتك!!


جميلة توجهت للسرير وهي تنتزع روبها عنها..
فهذا الفهد لا يستحق أن تحترمه.. ولا أن تخجل منه.. ولا أن تهتم له حتى..
اندست في السرير وهي تغطي وجهها..
ثم..
سمحت لطوفان روحها بالانهمار!!






************************************************





ربما كانت هذه أطول فترة بقضيانها مع بعضهما في البيت..
رغم أنهما لم يتبادلا فيها سوى الصمت.. والكثير من النظرات..
تعشيا سويا.. شاهدا الأخبار سويا.. وهاهما كلاهما يجلسان في جلستي جناحهما متقابلين..

كل منهما ينظر للآخر.. ويدعي إنشغاله بشيء آخر..
هي تتمنى لو ينطق بكلمة واحدة فقط... فمشاعرها ومنذ أيام فعلا على حد سيف وتنتظر الانقطاع..

بينما هو يتمنى لو يقوم ليجلس جوارها.. يضمها قريبا من صدره المهجور..
فربما حينها يعود له قلبه الذي يراه هو يرفرف حولها ..بينما هي لا تشعر به حتى..


كانا في جلستهما أشبه ببطلي حوار في قصيدة..

وكأن لسان حال كاسرة يقول:
" قل لي -ولو كذبا- كلاما ناعما
قد كاد يقتلني بك التمثالُ!!"


بينما لسان حاله يقول :

"لا تجرحي التمثالَ في إحساسه
فلكم بكى في صمته... تمثالُ

إني أحبّكِ... من خلال كآبتي
وجهاً كسِر الروح ليس يُطالُ...

حسبي و حسبُكِ... أن تظلي دائماً
سراً يمزقني... وليس يقالُ "


وبين رغبتها في الكلمات ورغبته في الأفعال.. تاهت أفكار كل منهما وهي تدور وتدور دون أن تتلاقى..



تنهدت كاسرة وهي تقف وتبتعد عنه.. بينما عيناه تتبعها بولع غريب..
وهو يراها تتناول أقراصا من الثلاجة الصغيرة المتواجدة في أحد دولايب صالة جلوسهما ثم تبتلعها..
أراد أن يسألها عن هذه الأقراص.. وقلق يتصاعد في نفسه عليها..
ولكنه لم يسأل..

"ألا يتبادلان التجاهل الآن؟!! "


ولكنه لم يطق صبرا حين رآها تتجه للحمام .. ليقفز ويرى ماهية الأقراص..
ليس فضولا مطلقا.. ولكنه محض اهتمام صاف خصوصا وهو يرى إرهاقها طيلة الأيام الماضية..
خشي أن تكون تخفي شيئا ما..
ولكنه حين وجد أن الأقراص محض فيتامينات اطمأنت نفسه وهو يعود لمكانه..



في الحمام كانت تقف مسندة ظهرها للباب..
وتنهيدة بعمق الكون تخترم روحها من أقصاها إلى أقصاها..
هذه الليلة تشعر بالفعل أنها في أضعف في حالاتها..
ربما لو قال لها كلمة حلوة واحدة ستنهار تماما..
حتى لو لم تكن كلمة حب.. كلمة حنان أو ود حتى!!
ولكن يبدو أن هذا نصيبها الذي يجب أن تعتاد عليه.. ويجب أن تغلف نفسها بالبرود.. كل البرود حتى لا تشعر بالألم كما تشعر الآن..



" لوح.. أنا متزوجة لوح ماعنده اي إحساس!!
ماحتى سألني وش الحبوب اللي تأكلينها؟؟
وليش يهتم؟؟
متى كنت أساسا مهمة في حياته؟؟
كل شيء أهم مني.. كل شيء!!"






************************************






رغم أنه لا يحب أن يطيل خارج البيت.. ولكنه الليلة أطال في في حفل زفاف فهد..
بات يشعر من الملل والاختناق من البيت بعدها!!
خطر له خاطر أن يذهب لبيت أهلها ويحضرها.. ولكنه قرر ختاما ألا يفعلها
لسببين:
الأول: أنها قد تتأخر في حفل زفاف أخيها..
والثاني: أنها قد تكون متعبة وتريد أن ترتاح.. وهو يعلم أن لقائهما لابد أن يكون به بعض الشد..

كان والده هو من يدفعه حتى أوصله للباب..
ثم غادر..فعبدالرحمن بات يكره أن يساعده أحد في ارتداء ملابسه أو القيام بشؤونه.. فهو لابد أن يعتاد على فعل ذلك بنفسه..

عبدالرحمن حاول فتح الباب فلم ينفتح..
ظن أن والدته قد تكون نسيت فتح الباب بعد عودتها من الزفاف..
لذا استخرج مفتاحه ليفتح..
ليتفاجأ بصوت مفتاح يتحرك من الداخل..
توقف قلبه تماما وهو يرى الباب يُفتح..
دفع كرسيه للداخل ليتوقف قلبه مرتين وهو يرى ظهرها مغادرة بعد أن فتحت الباب..

أغلق عينيه وفتحهما لشدة ثقل ووطأة الصدمة المفرحة عليه!!
" أحقا هي هنا؟!!"


حاول أن يناديها.. فوجد لسانه جافا.. جافا تماما..
وأخيرا استطاع أن ينطق: عـــالــيــة..!!

ردت بسكون ودون أن تنظر ناحيته:
هلا..

همس لها بمودة غامرة وعتب رقيق: كذا يالغالية.. يهون عليش تسوين فيني كذا؟؟
احترقت اعصابي أتصل وماتردين علي..
هذا كله تغلي؟!!

عالية منذ سمعت صوت تحريكه للباب وهي تشعر بعبرة ضخمة تخنقها.. فكل ماحولها كان يرهقها..
خبر حملها.. وتعبها في حفل زفاف أخيها.. وردة فعل عبدالرحمن معها..
كل ذلك كان يتساند ليؤلمها.. وبشكل جارح..
لم ترد أن ترجع حتى.. لكنها لم ترد أن ينتبه أحد لوجود مشكلة بينها وبين عبدالرحمن
فالجميع يعلم أنها ستعود بعد زواج فهد.. لذا عادت فعلا مع عمتها أم عبدالرحمن..
وبناء على حلف والدتها التي لم تردها أن تطيل في العرس أكثر حتى لا ترهق نفسها!!

همست بعتب أشد: أنا كنت مطرودة لين يخلص عرس فهد.. وهذا أنا جيت..

عبدالرحمن حرك كرسيه أكثر ليقف مجاورا لها وهو يهمس بحنان غامر:
ياقلبي أنا حنيتش بس من التعب وأنتي مقطعة روحش بيني وبين عرس فهد!!

عالية بنبرة تهكم مختنقة: إيه كذا؟؟.. مادريت!!

عبدالرحمن مد يده ليمسك بأطراف أناملها وهو يهتف بحنان عظيم ومودة مصفاة:
مبروك ياقلبي.. ألف مبروك.. ما تتخيلين أشلون فرحت..
حسيت صدق برضا ربي علي..

حينها شعرت عالية أنها ستنفجر في البكاء فعلا وهي تشد كفها من يدها وتعقد ذراعيها أمام صدرها..
وتهمس باختناق فعلي: عبدالرحمن تكفى لا تقول لي شي..
لأني فعلا زعلانة.. وموجوعة منك..
وأنا عارفة نفسي ما استحمل منك كلمتين.. وأنا ما أبي أرضى...
ما أبي أرضى.. موجوعة أول شيء من تفكيرك السخيف اللي ما أدري من وين جبته.. إني ما أبيك إلا عشان تمشي..
وموجوعة من حركتك لما طردتني..
وموجوعة إنك ما تنازلت حتى تجي لي وتبارك لي.. وانا كنت بأموت أنتظرك..
وموجوعة من إحساسي إنك مافرحت بحملي..








*************************************






مازال يجلس في الصالة..

غاضب من نفسه قبل أي شيء.. فهي لم تفعل ما يستحق منه أن يجرحها بهذه الطريقة..


المشكلة أن الحدود عنده غير واضحة تماما بين ما يجرح من عداه..
فجلافته تُغضب.. وهو قد يقول كلمة ويظنها غير جارحة.. ثم يكتشف أنها جارحة..
ولكنها للحق أثارت غيظه لأبعد حد بغرورها المقيت..
ألا يكفي ضيقه من دلالها ومياعتها لتأتيه بالغرور أيضا..؟؟

لا يلوم إذن هذا الذي هرب منها.. فأي رجل قد يحتمل هكذا امرأة ستبقى تنظر له بهكذا غرور..!!
والغرور لا يأتي إلا من عقل فارغ تماما..


تنهد مطولا.. وزفر بحرارة.. لا يريد أن يكون ظالما لها.. لكنه عاجز عن احتمالها فعلا..
ويشعر أنها تخرج أسوأ مافيه.. وأسوأ مافيه هو هذه الجلافة التي لا يستطيع التحكم بها..

ولا يظن أن واحدة بهكذا دلال ومياعة قد تحتمل جلافته طويلا.. وهذا مايخشاه..
فهو لا يريد أن يشمت أحدا به أو بها... ويعلم أن الشامتين سيكونون كثيرين!!


" يا ابن الحلال لا تحاكيها.. وخلاص!!
من زين حكيها اللي يرفع الضغط..
خلها ساكتة بس"

فهد يتنهد بعمق..
رغم أنه قد لا يكون فكر بالزواج سابقا كفكرة واقعة..
ولكنه بشكل عام كان قد رسم صورة ما لشريكة حياته..
والغريب أن هذه الصورة تشابه كثيرا أخته عالية!!
كان يفكر أنه حين يفكر بالزواج أن يطلب من عالية أن تبحث له عن شبيهة لها..
امرأة متوسطة الجمال لا تثير غيظه بغرورها واهتمامها بجمالها..
وفي ذات الوقت امرأة قوية الشخصية تستطيع أن تحتمل جلافته التي هو يعلمها قبل غيره..

ولكن هذه التي ربي ابتلاه بها... جمال وحسنٌ لا مزيد عليه أثقلها بالغرور والدلال.. فكيف سيتعامل معها دون أن يجرحها..؟؟
وهي تبدو لرقتها كما لو كان كل شيء وأدنى شيء سيجرحها!!




ينظر لساعته بعد وقت طويل من التفكير. مرهق فعلا ويريد أن ينام..
ولكن أين ينام؟؟
كره جدا أن ينام هنا على أريكته.. وكأنه خائف منها..
لذا توجه لغرفة النوم.. كان يظنها نامت.. وكم كان حسن الظن!!


كيف تنام.. وهناك جرح بدأ يتعمق في روحها بحدة؟؟

(ماهو الذنب الذي أذنبته ليعاملني هكذا؟؟
أ لهذه الدرجة لم يرى فيني شيئا قد يعجبه حتى يبدأ بتجريحي من اللحظة الأولى؟؟
حتى لو لم يجد شيئا يعجبه.. ألم يستطع أن يسكت فقط..؟؟
يسكت فقط!!
ومازالت هذه البداية!! فأي رجل خال من الإحساس هذا؟؟ )


كانت هذه هي أفكارها التي تسكبها مع دموعها وبغزارة مريرة.. وهي تولي وجهها لناحية الحائط..
حتى شعرت بالحركة الثقيلة جوارها..
شعرت حينها أن شعر جسدها كله قد وقف.. وريقها جف ليتشقق حلقها وكهرباء صاعقة تعبر كل خلايا جسدها بعنف..

لم تتخيل أن قد يفعلها وينام جوارها.. تمنت أن تقفز من المكان كاملا.. ولكنها شعرت أن جسدها متيبس كأنه أكوام من الحجارة..
فهذا القرب الرجولي لم تعتده مطلقا.. وخجلها يزيد الوضع سوءا عليها..!!


لم تكن هي وحدها من توتر من هذا القرب..
فحتى ملك الجلافة شعر بتوتر ما وهو يشتم رائحة عطرها الأنثوي المثير ويرى ظهرها من هذا القرب وهو يتمدد جوارها..
كره جدا إحساسه بالتوتر.. بينما هو يعلم أن هذا أمر طبيعي بالنسبة لها..
فهي اعتادت على نوم رجل جوارها.. لكنه مازال لا يعرف ماهية القرب الأنثوي مطلقا..!!


ولكن هو كرجل تجاوز هذا الأمر سهل بالنسبة له..
لذا نام بعد أقل من نصف ساعة..


بينما هي شعرت بالاختناق وهي تشعر بتقلبه جوارها..
وتحاول أن تكتم ارتعاشها وهي تتخيل لو أنه حاول مد يده فقط ناحيتها كيف ستتصرف؟؟

لذا حينما شعرت بهدوء حركته وانتظام أنفاسه قفزت وهي تلتقط روبها بسرعة كما لو كانت تهرب من عفريت..
وهي تشد نفسها مبتعدة ركضا.. ولم تشعر بنفسها إلا وهي في الصالة وتحتضن نفسها في زاوية الأريكة..


" يا الله !! يا ليتني أصلي بس!!
كان هديت نفسي بالصلاة والقرآن"





************************************





" عالية ياقلبي..
الكلام السخيف هذا.. "ولا تقول لي شيء"..
أنا مستحيل أقبله..
إذا ليلة عرسنا مع كل اللي كان بيننا.. تصافينا ليلتها..
تبين أخليش الحين وما أراضيش؟؟
مستحيل!! "


عالية بنبرة حزن عميقة: إيه الحين مهتم من ولدك.. مهوب مني..

عبدالرحمن يقرب مقعده أكثر من مقعدها ليشد يدها بين كفيه ويهمس لها بحنان:
بلا سخافة حبيبتي.. وش ولدي ذا..
أنا الحين صار عندي ولد عشان أهتم منه..
واللي شيخش على قلبي إنه مايهمني إلا أنتي.. ومهوب هاين علي زعلش..

عالية بذات نبرة الحزن: هذا هو هان عليك قبل.. وش اللي تغير؟؟

عبدالرحمن يتنهد وهو يحشد أكبر قدر من الاهتمام والصدق والحنان في صوته:
زين أنا غلطان والغلط راكبني من رأسي لساسي..
وهذي يدش أحبها ورأسش بعد..
وآسف.. وحقش على رأسي.. وش اللي يرضيش بعد أنا حاضر له...؟؟؟

حينها رفعت عالية رأسها له وهي تنظر له بشكل مباشر.. وتهمس بشكل مباشر أيضا:
اللي يرضيني شيء واحد بس!!







****************************************







" ياحبيبتي يا قلبي.. ماشبعتي بكا.. حرام عليش.. صار لش ساعتين على ذا الحال!!"


عفراء مازالت تسند رأسها لصدر منصور وهي تنثر كبت الأيام الماضية كله وتهمس بصوتها الذي بح من البكاء تماما:
وصيت فهد عليها؟؟ تكفى يامنصور


منصور بحنان وهو يشدد احتضانه لها: والله العظيم وصيته.. وقلت لش ذا الكلام أكثر من مرة..


عفراء بصوتها المبحوح: تكفى وصه فيها بعد.. تكفى.. هذي بزر ويتيمة.. وماتهنت..

منصور بعتب: لا تقولين يتيمة.. أنا ماني بمالي عينش أب لها..

عفراء تمسح أنفها المحمر وتهمس باختناقها: فديتك ماقصدت.. بس واجد كاسرة خاطري بنتي..
وأنا خايفة عليها من شدته.. قل له يراعيها شوي.. تكفى..

منصور يقبل شعرها ويهتف بأريحية حازمة: أبشري.. بأوصيه فيها بعد.. من عيوني..
أصلا خلها تشتكي منه أقل شكوى.. عشان أوريه شغله..
أنا مازوجته بنتي إلا عشان يراعيها!!






*************************************






حين صحا من نومه..نظر لساعته بغضب حين رأى أن وقت صلاة الجماعة فاتته..
زفر بغيظ وهو يرى مكانها خاليا..

(مادامت الأخت صاحية.. ليش ماقومتني للصلاة؟؟
وليش تهتم فيني دامها ماتصلي؟؟)


فهد سارع ليتوضأ ثم صلى صلاة الفجر..
لا يعلم أين ذهبت.. واستغرب أنها صحت في وقت مبكر هكذا ولم تعد للنوم..
لم يشغل باله كثيرا بالتفكير وهو يعود للنوم.. دون أن يتجاوز غرفة النوم!!

حتى صحا مرة أخرى على أشعة الشمس الساطعة تغمر المكان تماما عبر الستائر المفتوحة التي لم تغلق..


صحا من نومه ولم يجدها أيضا (هذي صدق ماتعرف السنع!!)

استحم وأبدل ملابسه.. ثم قرر الخروج حتى يطلب الفطور لهما.. وهو يتوقع أن يجدها جالسة في الخارج..

ليجد الصدمة التي كانت تنتظره في صالة الجلوس..
كانت نائمة وهي تستند بشكل جانبي إلى طرف الأريكة..
بدت له طريقتها في النوم -لشدة رقتها وعذوبتها- تمثيلية تماما..

" يستحيل حد يرقد كذا!!"


وما أثار غيظه أكثر.. وارتباكه قبل ذلك... هو انكشاف جزء كبير من أعلى صدرها عبر جيب الروب المفتوح.. بسبب نومتها المائلة..
بدت له حركتها رخيصة ومقصودة تماما..

" صدق إنها ما تستحي!!
تمثل إنها نايمة وهي بذا الشكل!!"


فهد هتف بنبرة جهورية حازمة أقرب للغضب: جميلة!!

جميلة قفزت بجزع وهي تسمع الصوت الغريب الذي يناديها لأول مرة
حين رأت فهدا أمامها انتفضت بخجل وهي تشد روبها عليها وتقف بارتباك وهي تهمس برقة عفوية:
آسفة.. نمت بدون ما أحس!!

فهد لا يصدقها وهو يهتف بنبرة تهكم حازمة: إيه.. صح!!
ثم أردف بحزم: بأطلب الريوق.. تبين شيء معين!!


جميلة تشعر باختناق فعلي( مايعرف يبتسم ذا!!) همست باختناق: شكرا.. بأروح أسبح..

فهد بذات النبرة الحازمة: خلاص أنا بأطلب وأنتظرش لين تخلصين..

جميلة كعادتها تأخرت وهي تستحم ثم تتأنق في (ميني دراعة) بلون أخضر منعش وتحتها (ليقنـز) يصل إلى نصف ساقها بلون أخضر أفتح قليلا..

حين خرجت..
كان يجلس أمام الأفطار دون أن يفتحه.. هتف بسخرية: ترا كل شيء صار مثلج..
تبين نطلب غيره؟؟

همست برقة مختنقة وهي تجلس مقابلا له: ماكان انتظرنتي.. أنا دايم أتأخر لا تسبحت..

فهد تنهد: ماعليه جميلة لا تتضايقين مني.. بس أنا فعلا ما أحب نبرة الصوت هذي..
يا ليت تتكلمين بشكل طبيعي..

جميلة بصدمة: وأنا أتكلم بشكل طبيعي.. أشلون تبيني أتكلم؟؟

فهد تنهد في داخله (لا حول ولاقوة إلا بالله) ثم هتف بثقة: أنا بصراحة ماني بمقتنع إنه فيه حد هذا صوته الطبيعي..
بس دامش مصرة.. يا ليت لما نكون في مكان عام ما تتكلمين..

جميلة تنهدت في داخلها( يا الله الصبر من عندك) ثم همست برقة:
إن شاء الله.. حاضر!!

فهد هتف بحزم: إذا خلصنا ريوق.. تجهزي عشان نروح للبيت!!
ثم أردف بنبرة مقصودة وهو ينظر لها: وبدلي ملابسش.. هذا مهوب لبس تطلعين فيه..

جميلة نظرت له بغيظ (هذا وش مفكرني؟؟ مفكر إني بأطلع بلبسي ذا؟؟
متكشخة لك أنت ووجهك.. الشرهة علي بس!!)
ولكنها همست برقة مهادنة: حاضر إن شاء الله..


جميلة بعد ليلتها الصادمة معه.. حاولت جاهدة أن تتفهم أن طبيعته فعلا تتميز بالجلافة.. وأنها لابد أن تتقبل طبيعته حتى يسير مركب حياتهما..
وإنها إن كانت ذكية وصبورة.. فهي من ستغيره!!

حين انتهيا من الفطور الذي لم تلمسه جميلة..
كانت جميلة قد وقفت لتتوجه لغرفة النوم.. وكان هو يريد أن يقف أيضا.. فحرك الطاولة من أمامه..
حينها الطاولة صدمت في ساقها بقوة عنيفة..
لأنها كانت تجلس على كرسي منفرد يمينه..

ففقدت توزانها ليتلقاها هو بين ذراعيه.. ثم يدفعها عنه بذات سرعة تلقيها.. وهو يجلسها على الأريكة التي كان يجلس عليها
ويبتعد وهو يهتف بعتب مختلط بجلافته:
ترا عيب اللي تسوينه ياجميلة.. والله عيب..

جميلة لم تستطع أن تركز معه لأنها مشغولة بألم ساقها.. وهي تهمس باستغراب:
ليه أنا وش سويت..؟؟

فهد بضيق حقيقي: يا بنت الناس الحركات اللي تسوينها.. شفناها في الأفلام ألف مرة.. وش ذا السخافة؟؟
عيب ترخصين نفسش كذا..!!

جميلة بصدمة: الحين كنت بتكسر رجلي.. وعقب أنا اللي أسوي حركات أفلام؟؟

فهد بغضب: الطاولة يا الله إنها لمستش.. بلا حركات سخيفة.. طلعتي روحي!!

جميلة لم ترد عليه وهي تقف متوجهة للغرفة وتتحامل على نفسها حتى لا تعرج..

كانت تريد أن تبكي فعلا.. تشعر بمهانة عميقة وجرح أعمق..

(بس ماراح أخليه يشمت فيني..
ماراح أخليه يشمت فيني..
بالطقاق فيه وفي رأيه ما يهمني.. مالت عليه!!)

كانت تزفر بحرقة وهي تسب في فهد في أعماقها بكل الشتائم المعروفة وغير المعروفة..
وتريد أن تبكي على الأقل من ألم ساقها التي شعرت بتفجر قنبلة فيها..
ولكنها قررت كتمان كل شيء في داخلها وهي تغير ملابسها..
وتتأنق أكثر قبل أن ترتدي نقابها.. حتى يراها أهله وهي متأنقة فعلا كعروس..
لن تسمح مطلقا أن يتكلم عليها أحد نصف كلمة..

" يمكن ذا الفهد المعفن هو ذنب خليفة... ربي يخلصه مني..!!
ليتني ماوافقت على خليفة أول... ولا على فهد تالي!!
ليت ربي رحمني من الاثنين!!"



هــو في الخارج.. يدعك يديه بحدة..
يعترف أنه نادم فعلا على تجريحها.. ولكنها من دفعته لذلك..

" مسختها هي وحركات الأفلام...
تحسب نفسها في فيلم أبيض وأسود.. والبطلة اللي تبي تغري البطل..
.
زين يا ابن الحلال.. هي ناقصة عقل..
شوف الحركة وحط نفسك ماشفت شيء..
.
بس أنا قرفان من حركاتها.. قرفان!!
لوعت كبدي.. ماني بطايقها..
تظن إنها يوم تسوي كذا إني بأركع تحت رجلها وأقوم بأموت أنا من حسنش وجمالش..
صدق إنها غبية فوق قلة سحاها!!)



ولكنه ختاما.. شعر أنه لابد أن يراضيها بشكل ما..
فهو مهما كان قد أثقل العيار عليها...حتى لو كانت تستحق ماقاله لها..
فهذه الجميلة تبدو تافهة ومحدودة التفكير..
ولكنه لابد أن يراعي ابتلاءه بتفاهتها ومحدودية تفكيرها...


حين دخل كانت قد ارتدت عباءتها..
شعر أن كلمات الاعتذار تقف في بلعومه.. وغير قادر على إخراجها..
عدا أنها لم تترك له المجال وهي تتجاوزه.. وتهمس بنبرتها الحازمة الجديدة ولكنها مثقلة برقتها الخاصة:
شناطي جاهزة... وانا جاهزة..
يا الله نمشي..


فهد هز كتفيه وهو يهتف في داخله ( أنا ربي حرقني حسبت بألاقيها مسوية مناحة..
بس الظاهر إنها ما اهتمت لأنها دارية إنها غلطانة.. وحركاتها من أساسها عيب)


فرد عليها بحزم: يا الله باروح أسوي شيك آوت.. وبأرجع مع بوي يشيل الشناط...



وهما في طريق النزول.. كانت تمشي ببطء حتى لا ينتبه إنها كانت تعرج..
بينما كان سيشد شعره.. وهو يتمنى لو حملها على كتفه بدلا من مشي السلحفاة هذا!!


" يا الله الصبر من عندك
حتى مشيها غير نمونة!!"







************************************







" هاحبيبتي كفاية كذا؟؟
وإلا تبين أمشي بعد؟؟"


عالية مستغربة أنه وافقها بالأمس على شرطها بسرعة.. ومستغربة أكثر أنه قام بكل التمرينات وزيادة..دون أن يتذمر!!


همست عالية باستغراب: غريبة إنك ما تمللت..

حينها هتف عبدالرحمن بنبرة مقصودة أقرب للحزن:
دام حياتنا صار هذا مرتكزها.. وانتي منتي براضية تقبليني إلا وأنا أمشي..
وش أسوي؟؟
عشان تعرفين غلاش بس..


عالية ساعدته ليجلس وهي تطوق عنقه بذراعيها وتهمس بحنان:
يا ملغك بس.. عقب بتعرف إني على حق!!
عبدالرحمن ياقلبي.. لو كان عدم قدرتك على المشي شي عضوي.. كان مافتحت ثمي.. وانت عارف ذا الشي زين..
بس هذا شي نفسي..
ليه ياعبدالرحمن تبي تحرم امهاب الصغير إنك تلعب معه كورة..؟؟ أو تشارك معه في مسابقاته المدرسية..؟؟
ليه تسوي فيه كذا وأنت مافيك شيء؟؟ يعني هو مايستاهل تبذل شوي جهد عشانه؟؟


عبدالرحمن ارتعشت روحه مع ذكرها لمهاب الصغير.. وعالية بدأت ترسم مخططها بدقة.. فهي حضيت بما تضغط به على عبدالرحمن..
وقررت استخدامه بمهارة..
فإن كان لايريد المشي من أجل مهاب..
فهو سيريده الآن من أجله أيضا!!
تعلم أنها ستحتاج وقتا حتى تدخل الفكرة في رأسه..
وهي مستعدة لكل الوقت!!






*******************************






هاهي تعود لجناحها أخيرا..
بدا لها الغداء طويلا.. ولن ينتهي.. وهي تعاني الأمرين من شيئين:
نظرات خالات فهد الغريبة لها..
وألم ساقها المتزايد..

وهي تشعر أن صعود الدرج بمثابة عذاب حقيقي لها!!
كل ما تريده أن هو أن تستحم وتلبس بيجامتها وتتناول حبتين بنادول لتنام..
وتريح نفسها من كل ما يؤلمها..

كانت قد انهت استحماتها وخرجت لغرفة التبديل وارتدت ملابسها الداخلية ثم شرعت في إشعال جمرة حتى تتبخر بعد دهنت نفسها بالكريم المعطر..
كعادتها العفوية في اهتمامها بنفسها والتي لن تغيرها من أجل نظرة أحد..


في لحظتها..

فُتح باب غرفة التبديل..

كان هــو.. وقف كالتمثال الصامت ينظر للمشهد الذي لم يستطع التصرف إزائه إلا بالنظر..

بينما جميلة شهقت بعنف.. وهي تبحث عن روبها لترتديه.. وعيناها تتسعان بالدموع.. بينما هو لم يتحرك من أمام الباب
حتى دفعته هي وأغلقت الباب!!


حينها انتبه من غيبوبته التي كان فيها.. ليتصاعد غضب مر في كل خلاياه..
فهي تجاوزت هذه المرة كل حد..
تجاوزت كل حد!!


جميلة لم تستطع أن تخرج وهي تحشر نفسها في زاوية غرفة التبديل وتنتحب..

" يا الله.. ليش كل شيء عكسي كذا؟؟
أشلون أحط عيني في عينه الحين؟؟
وأشلون نسيت أسكر باب غرفة التبديل؟؟ أشلون؟؟"


جميلة أطالت كثيرا.. وكل دقيقة تمر تضاعف غضب فهد أكثر..
حتى ماعاد يحتمل لذا طرق الباب عليها وهو يهتف بغضب:
جميلة يا الله اطلعي.. ماني بقاعد انتظرش للصبح..
العصر بيأذن الحين.. وأبي أروح للصلاة..



حينها خرجت جميلة وهي مازالت ملتفة بروبها.. لم تنظر مطلقا نحوه حتى لا يلاحظ وجهها المتفجر بالاحمرار..


وهو لم ينظر أبدا لها لأنه ما أن رأها تخرج حتى انهمر بصراخه الغاضب:
أنتي وش جنسش؟؟
الحيا ما تعرفينه..
فيه وحدة في رأسها من الذرابة شعرة تسوي اللي سويتيه..؟؟
إلا بالغصب تغريني ومن أول يوم..
وهذا وأنتي ما تصلين.. لو تصلين وش كان سويتي؟؟
عيب عليش ذا السوايا.. عيب..
والله لو سويتي مهما ما سويتي.. إني ما أرد لش طرف عيني..
لأني نفسي مهيب دنية.. ونفسي ماتقبل فضلة غيري..
فاهمة وإلا لأ.. ؟؟
فريحي نفسش.. وبلاها ذا الحركات المالغة الله يرحم والديش..


جميلة كانت تستمع لانهماره وهي ترتعش وتحاول منع نفسها من البكاء
حتى وصل لمنتهى كلامه فكررت وراءه بذهول مصدوم:
أنا فضلة؟؟

فهد غاضب فعلا من تصرفها الذي رأه غاية في الحقارة والرخص لذا هتف بذات الغضب المتفجر:
إيه فضلة مستخدمة يوم زهق منها رجالش الأولي رماها لغيره..

جميلة شهقت بعنف قارص وهي تحاول أن تتماسك.. رغم أن روحها تهاوت تماما..
بينما فهد شعر فورا بتصاعد ندم مر في روحه ما أن خرجت الكلمة من بين شفتيه.. " ليتني خليت رأيي لروحي"


لذا كانت صدمتها من ردها المتماسك القارص:
تدري من اللي أغبى وأحقر من اللي يستخدم فضلة مستخدمة على قولتك..؟؟
.... اللي اشتراها...

تدري من قبل ماتخطبني إني فضلة مستخدمة.. وش حدك علي؟!!
وش حدك تشتري شيء مستخدم ماتبي تستخدمه إلا لأنك ....... وإلا بلاها!!



فهد أمسك بقبضتيه وهو ينتفض من الغضب حتى يمنع نفسه من صفعها..
وهو يخرج ويترك المكان خاليا..
لتنهار جميلة في مكان وقوفها وهي تنتحب بعنف حقيقي موجوع ومدمر تماما..








**********************************





كان يسمع كلمة واحدة ويتوه عن عشر كلمات..
غير قادر على التركيز..
وكل تفكيره معها.. يشعر بكراهية عظيمة لنفسه لأول مرة يشعر بها..
يشعر أنه مخلوق حقير وعاجز عن إزالة الفكرة من رأسه..

منذ خرج من عندها عصرا.. لم يعد.. ولم يتصل حتى
ولماذا يتصل؟؟ ماذا لديه ليقوله؟؟
حتى رقم هاتفها لا يعرفه أصلا..


ما يؤلمه بشدة ليس ظنه فيها.. فهو مقتنع بظنه.. ولكن تصريحه بهذا الظن..
فكم من بشر نظن فيهم السوء ولكن مطلقا لا نبوح بظنونا لهم..!!

لأن هكذا هي المخلوقات البشرية... جُبلت على مراعاة مشاعر البشر الآخرين..
وهو خرج تماما عن صفات البشر وهو يجرحها بهذه الطريقة الخالية من الإنسانية!!

تمنى لو أنه لم يقل شيئا.. وتمنى بشدة لو أن الزمن يعود فقط لساعات قليلة حتى يتحكم بنفسه أكثر..
ولكن الزمن لا يعود.. لا يعود!!



" ها يافهد.. سامعني وإلا لأ؟؟"


فهد انتفض بشدة: سم يا أبو زايد..

منصور بحزم: أقول لك ترا عمتك أم زايد مأمنتك تراعي بنتها..
وأنا آمنك فوقها..
الله الله في بنيتنا.. ترا قلبها كنه قلب طير.. وأدنى شيء يأثر فيها..
وأنا أعرفك الله يهداك جلف شويتين.. راعي البنية واستحملها شوي.. لين تكيفها على طبايعك..

فهد اختنق تماما وهو يعود لدوامة التفكير الموجعة.. كان يعلم كل هذا منذ البداية..
فكيف استطاع أن يجرح أمانته هكذا؟؟ كيف؟؟
أي رجل هو هذا الذي لا يحافظ على الأمانة؟؟

كان غارقا في أفكاره بينما منصور كان يتكلم عبر الهاتف
ولم يخرجه من أفكاره إلا منصور يهز كتفه بقوة وهو يهتف بحزم:
فهد قم لبيتكم شوف جميلة وش فيها؟؟
أمها تتصل فيها من عصر وهي ما ترد عليها..
وأم زايد حالتها حالة!!

فهد هتف بحزم يخفي خلفه قلقه الذي تفجر فجأة:
مافيها شيء.. نايمة بس لأنها ما نامت البارحة..
بأروح لها الحين وأخليها تكلم أمها..


فهد لا يعرف حتى كيف وصل للبيت.. وهو يحاول ألا يركض حتى لا يبدو منظره مثيرا للدهشة والضحك..
وزادتها والدته عليه وهي تمسك به قبل أن يصعد وتهمس بقلق:
فهد.. مرتك مانزلت من ظهر.. ونتصل عليها ماترد.. حتى العشاء ماتعشت..
وأنت الله يهداك.. فيه حد ثاني يوم عرسه يخلي مرته كل ذا..

فهد يشد له نفسا عميقا وهو يحاول التحدث بثقة:
يمه هي أساسا تعبانة مانامت وتبي تنام.. فخليتها براحتها..

فهد كان يريد أن ينهي هذا الحوار ليقفز للأعلى ليطمئن عن حال ضحيته التي تركها خلفه..


حين دخل لغرفته كان المكان غارقا في الظلام.. أشعل الإضاءة بأنفاسه المقطوعة..
كانت فعلا نائمة.. صرخ فيها بحدة قلقه: جميلة.. جميلة..

لكنها لم تجبه.. تقدم منها بقلق.. وهو يقف على ركبتيه على الأرض قريبا من رأسها..
قرب كفه من أنفاسها ليتأكد من تنفسها.. فكل الظنون السيئة خطرت بباله..
كانت تتنفس بهدوء منتظم.. ليتنفس هو أيضا بعد شد الأعصاب غير الطبيعي
وهو يجلس فعلا على الأرض.. ليلاحظ حينها علبة بنادول نايت بجوار سريرها..
انتفض بجزع وهو يقفز ويفتح الشريط ليتأكد من عدد الأقراص..
وجد أنها تناولت قرصين فقط.. فعاد للنفس وهو يزفر:
يا الخبلة.. صبيتي قلبي..


وحينها لاحظ شيئا آخر.. وهو ينظر ناحية الغطاء الذي لم يكن يغطي ساقيها ..
شيئا لم يكن موجودا اليوم صباحا وهو ينظر لساقيها المصقولتين ويدعي في أعمق أعماقه أنه لا ينظر..
كانت كدمة بنفسجية متسعة وواضحة في بياض ونعومة ساقها..
كشف عنها بنطلون البيجامة (البنتاكور) الذي كان طوله يصل لمنتصف ساقيها..


وليس غبيا ليعرف سبب هذه الكدمة..

زفر حينها بيأس جارح وهو يضغط جانبي رأسه ..

(يعني المسكينة صادقة.. أنا كنت بأكسر رجلها.. وعقبه اتهمتها بسخافاتي..
والله ماحد سوى أفلام غيرك يالغشيم..
والمسكينة ماحتى اشتكت.. ولا قالت إن رجلها توجعها
.
لمن تشتكي؟؟
لواحد مايحس مثلك!!
.
لا حول ولا قوة إلا بالله..
أنا أساسا زواجي منها كله غلط..
ليتني اعتذرت من منصور من أولها.. وانتهينا)


مال برفق عليها وهو يهمس بهدوء: جمليلة.. جميلة.. قومي كلمي أمش..

ولكنها لم تستجب له..
هز كتفها برفق.. وحينها فتحت عيناها بتثاقل..
حين رأت وجهه أمامها عادت لإغلاق عينيها كما لو كانت رأت كابوسا..

شد له نفسا عميقا وهو يحاول أن يهتف برفق: جميلة قومي كلمي أمش..

جميلة حاولت أن تنتصب وهي تشعر بدوار فعلي..
شدت نفسها لتسند ظهرها للخلف.. وهي تتناول هاتفها..
فوجئت بكم الاتصالات.. لتهمس برقة أقرب للبكاء: ياقلبي يمه أكيد متروعة علي..

هاتفت والدتها وهي تطمئنها عنها وتصف لها كل شيء أنه بخير.. بينما هو يراقبها..
ورغما عنه ومع إحساسه المتعاظم بالتأثر من أجلها إلا أن رقتها الزائدة تسبب له الغثيان فعلا..

"حتى وهي تكلم أمها.. تكلمها كذا!! "


حين انتهت من الاتصال هتف لها بحزم: قومي أوديش للمستشفى..

جميلة همست باستغراب: مافيني شيء عشان توديني المستشفى..

فهد بتصميم: وذا اللي في رجلش مهوب شيء؟؟

جميلة نظرت لساقها لتصاب بصدمة فعلا لأنها لم تعلم أنه تحول هكذا.. رغم أنها حتى وهي نائمة كانت تشعر بألمها..

ومع ذلك همست بنبرة مقصودة ولكنها أقرب للحزن:
ورجلي مافيها شيء.. مهوب أنت تقول إن الطاولة مالمستني.. فخلاص أنت الصادق ..

أنهت عبارتها لتقف.. فأصيبت بالداور نتيجة لنومها الطويل دون تناول أي شيء.. عدا أنها لم تستطع الاستناد لساقها فعلا!!

حاول إسنادها لولا أنها رفضت وهي تعود للجلوس وتهتف بذات النبرة المقصودة المغمورة بالحزن:
مافيه داعي إنك تصدق تمثيلياتي اللي بأسويها..
أو تجبر نفسك على مساعدة الفضلة.. خلني في حالي ومشكور!!


فهد شعر اختناق فعلي.. وهي تعلق كلماته كمشانق تشنقه عليها..
وهي تشعره بالضآلة والحقارة.. التي كانت مؤلمة له فعلا مع اعتزازه الكبير بنفسه!!


جميلة حاولت الوقوف مرة أخرى.. بدا لها ألم ساقها لا يحتمل فعلا..
وهي تحاول أن تتحامل على نفسها بصعوبة لأن الكدمة كانت منتفخة لحد ما!!
وهي بطبعها غير صبورة على الألم!!
والوقوف عليها فجر الآلم فيها..

ووجود هذا المتوحش معها وهو ينظر لشكلها المزري زادها آلما وهي تتذكر كلماته المهينة لها..
لذا لم تستطع إكمال طريقها للحمام وهي تجلس على مقعد التسريحة..
وتنفجر في البكاء.. وبشكل مؤلم حقا!!


فهد شعر بالفجيعة وهو يراها تبكي.. لا يعلم لِـمَ بدا يتكون لديه تصور أنها شبه معدومة الإحساس.. لأنها لم تظهر تاثرها بشيء منذ البارحة!!
لذا ورغما عنه لم يحتمل نحيبها!!
فأي رجل قد يحتمل دموع امرأة!!

فهد اقترب منها وهو يهتف بجزع قلق: وش فيش؟؟

جميلة لم ترد عليه.. فهي كانت محتاجة للبكاء فعلا.. وبما أنها انفجرت الآن.. فلن تسكت..

فهد شعر أنه يتمزق فعلا من بكائها.. والسبب هو إحساسه بالتقصير في حق الأمانة التي تُركت عنده..
مازال اليوم هو اليوم الثاني لزواجهم وهي تبكي هكذا.. فكيف بعد مرور الأسابيع؟؟


قضى فهد وقتا طويلا في محايلتها وهو فاشل فعلا فعلا في المحايلة.. كان يخشى أن يغضب عليها..
" حشا فتحت حنفية.. وماعاد سكرتها!!
رأسي آجعني!!"

فهد هتف بحزم في محاولة أخيرة : إذا ما تبين تسكتين وتقولين لي وش فيش..
وإلا بأدعي أمي وقولي لها..


ففهد كان يظن أنها ربما تشعر بالخجل من شيء معين ولا تريد إخباره بما فيها.. لذا انفجرت أكثر وهي تشهق:
إيه ادع أمك.. وخلني أقول لها وش قلت لي..
وادع بعد عمي منصور اللي قال لي ألف مرة إنه وصاك علي!! خله يشوف وش سويت في وصاته!!
يا ابن الحلال أنا ما أبي منك شي.. ما أبي منك إلا شوي احترام شحيت به علي!!
دامك عايفني كذا ومن أولها.. وش حدك تأخذني.. عشان تطلع عقدك علي!!
حرام عليك.. حرام عليك.. والله ما سويت فيك شي يستاهل حتى واحد على مليون من اللي سويته فيني!!


فهد بدا مفجوعا فعلا من هجومها المنهك المتفجر حزنا وقهرا... بدت له حينها الصورة شديدة الوضوح من ناحيتها..
وتبدت له مقدار بشاعة صورته في عينيها!!


تنهد وهو يشد له نفسا طويلا ثم يهتف بحزم: زين خليش مني الحين.. أنا واحد أضيع مفتاح لساني أحيانا...
قومي خلني أوديش المستشفى!!

جميلة تنتحب بشفافية: رجلي توجعني.. ما أقدر أنزل الدرج... أنا اصلا ما أدري أشلون طلعت اليوم..
والحين منتفخة أكثر.. ما أقدر!! ما أقدر !!



" يا الله طفلة تبكي!!..
وأنا كمن ضرب الطفلة وبدون رحمة أيضا!!"

هتف لها بحزم: أنا بأشلش!!

جميلة بجزع: نعم؟؟ تشيلني!! لا لا.. خلاص جيب لي دكتورة هنا!!



(مسوية فيها مستحية الأخت هي ووجهها!!) هتف بذات حزمه: يمكن تبين أشعة.. حتى لو جبت دكتورة.. بتقول نفس الكلام!!


جميلة تشعر بالفعل أن هناك شيء غير طبيعي في ساقها.. وتعلم أنها تحتاج للمستشفى!!
لذا همست باختناق: زين ناد عمي منصور هو اللي يشيلني!!

فهد هتف بغضب: إلا اشرايش أدعي لش إبي أحسن!!
خلصيني بلا دلع.. بدلي والبسي عباتش..

جميلة عادت للنحيب.. فكل شيء يؤلمها.. وهذا القاسي يزيدها عليها من كل ناحية!!

تحاملت على نفسها وهي تقف .. ثم عادت لتجلس وهي تبكي..
تشعر بالمهانة فعلا وهذا كان آخر ماينقصها أمام هذا المعدوم المشاعر..

فهد اقترب منها وهو يشدها بيد واحدة.. انتفضت بجزع.. بينما هتف هو لها بحزم:
أنا قلت لش إني ما أداني الحركات البايخة وزود عليها لساني مضيع مفتاحه..
فاتقي شري ولا تقولين ولا شيء..

أنهى عبارته بأن حملها بين ذراعيه بخفة كما لو كانت لا وزن لها فعليا..
جميلة تصلب جسدها فعلا وكلماتها تجف في حلقها..
وكلاهما يتبادلان تأثر إلى حد كبير.. كلٌّ بطريقته!!
هي تشعر بخجل مرعب.. وهي ترى نفسها محمولة بين ذراعيه..
وهو يشعر بشيء مختلف مختلف..بعد أن خفت حدة عدائيته بسبب ظرفها الحالي..
كان يشعر بنعومة جسدها ملاصقة لصلابة صدره كما لو كانت ستذوب لشدة ليونتها..
إحساس غريب عليه لم يسمح لنفسه بالاحساس به ولكنه اقتحمه رغما عنه!!

بدت الرحلة القصيرة مابين غرفة النوم لغرفة التبديل.. كما لو كانت لا تريد أن تنتهي لكلاهما..
هي لشدة خجلها!!
وهو لغرابة ماشعر به!!


أنزلها قريبا من الخزانة وهو يهتف بحزم يخفي خلفه توترا غير مفهوم:
تبين مساعدة؟!!

همست بجزع: وش مساعدته؟؟
خلاص كل شيء قريب مني.. بألبس وأطلع لك!!




.
.
.


هاهما يعودان أخيرا قبل صلاة الفجر بقليل..
ومن رحمة ربي بهما..
أن أحدا لم يراهما لا في الخروج ولا الدخول..
مع أن كلاهما كان يخشى مواجهة أحد وهما في هذا الموقف..
يحملها نازلا وصاعدا!!

جميلة قالت لهم في المستشفى أنها زلقت في الحمام...
وما آلم فهد أنها كانت مصابة بـ(شعر) فعلا... وهو من تسبب به!!
يتخيل لو أنه كسر ساقها فعلا.. كيف يستطيع أن يضع عينه في عين أحد!!

" يا ربي... ليت ربي يخلصني من ذا السالفة!!
هذي من دفة بسيطة للطاولة انشعرت رجلها
أشلون أتعامل معها ذي..
أحطها في صندوق قزاز؟؟ "


حين أنزلها على السرير هتف لها بحزم رغم أنه كره ماسيقوله من أجل منظره أمام الناس: جميلة تبين تروحين لأمش.. لين تحسنين.. ماعندي مانع!!

همست جميلة بحزم رقيق وهي تخلع شيلتها وعباءتها: أدري ماعندك مانع..
أفرح ماعليك تخلص مني..
بس على الأقل راعي منظرنا قدام الناس وأنا راجعة لهلي ثالث يوم..
كلها أسبوعين وأنت تروح بالسلامة وأقعد عند أمي شهر!!
ولا تخاف ماراح أثقل عليك.. لا أبيك تشلني ولا تحطني!! بأقعد في الغرفة لين أتحسن!! وباخلي أمي ترسل لي وحدة من خداماتها!!

فهد بنبرة أقرب للغضب: إذا على الخدامات يادلوعة أمش.. ترا بيتنا مليان.. مافيه داعي تطلبين من حد..
وعلى العموم أنا ماني بعاجز من مرتي!!


جميلة تنهدت وهي تمنع نفسها من الرد عليه... فالوضع يبدو مأسويا فعلا بينهما..
ويبدو كما لو كان كل منهما لا يطيق الآخر فعلا وبلا مواربة!!




.
.


اليوم التالي..

فهد لم يصعد مطلقا لها..
فوالدتها كانت عندها طوال النهار..
وهو كان سعيدا بذلك.. لأنه تخلص من حملها..
فهو كان يشعر بالتوتر الممزوج بالقرف حين يضطر لمساعدتها للذهاب للحمام أو التنقل في أرجاء الغرفة..
وما أثار استغرابه.. اصرارها هذا الصباح هلى التأنق وبأقصى صورة رغم أنها لن تنزل من غرفتها!!

"خبلة.. خبلة.. وعقلها نص لبسة!! "


أخرج فهد من أفكاره صوت والده يهتف له بحزم:
فهد اتصل في مرتك.. قل لها إني بأطلع أسلم عليها!!


فهد بجزع واحترام: يبه تطلع بنفسك.. عطها بس يومين تحسن وهي اللي بتجيك!!

أبو صالح بحزم: إذا قلت لك كلمة.. سوها وأنت ساكت.. ياحبك للمرادد..

فهد تنهد وهو يهتف بحزم: زين أنا بأطلع أقول لها بنفسي!!

فهو ويا الغرابة مازال لا يعرف رقم هاتفها!! ولم يهتم أن يأخذه!!



طرق باب غرفة الجلوس بطرقاته الحازمة.. ليصله صوت عمته أم زايد:
ادخل يأمك.. مافيه حد.. بنت أختي راحت!!

فهد كان عاجزا عن وضع عينيه في عيني عفرا.. وهو يتخيل أن جميلة أخبرتها بسبب مافيها..
حتى لو كان لا يقصد.. فهي مهما كان ستعاتبه وخصوصا أن الضربة كانت منذ الصباح وهو لم يأخذها للمستشفى إلا في الليل!!


لذا كان استغرابه من خطاب عفرا الحاني الباسم: بيض الله وجهك يأمك..
جميلة تقول إنك تعبت نفسك معها واجد من البارحة لين اليوم!!

فهد لم يستطع أن يرد عليها بشيء وهو ينظر ناحية جميلة التي لم تكن تنظر ناحيته وتتشاغل بأخيها المتمدد في حضنها..

وهو يرد من باب اللياقة ولكن بصدق طبيعي: ماسويت شيء.. إلا مقصر واجد.. والسموحة منش ومنها!!

ثم أردف وهو يهتف بحزم: جميلة إبي بيجيش يبي يسلم عليش!!

جميلة حينها انتفضت بجزع وهي تهمس لأمها بعفوية: يمه تكفين جيبي لي جلابية ضافية وجلال..

فهد رغما عنه شعر بتأثر لطيف.. لأنه حين دخل ورأى الفستان القصير الذي ترتديه.. شعر بحرج كيف سيقول لها أن تبدله أمام والدتها!!

عفراء خرجت لتذهب لغرفة نوم ابنتها..
بينما فهد جلس مكان عفراء وهو يهتف لها بهدوء: عطيني زايد..


جميلة استغربت حين رأته يبتسم لزايد.. ( زين يعرف يبتسم..
فديت قلبك يازيود تخلي الحجر يبتسم!! )

عفراء دخلت وهي تحمل الملابس بيدها.. وهمست لجميلة بحنان: خلاص يامش قومي خلني أساعدش نروح للحمام تبدلين..

ثم أردفت ابتسامة لفهد: ماعليه يأمك بنخلي زايد عندك شوي..
جعلني أشوف عيالكم.. عاجلا غير آجل!!

كلاهما وفورا شعر بالضيق من هذا الدعاء.. فكلاهما لا يريد فعلا أن يكون بينهما أطفال..


" أنا آخرتي أرد نفسي لها..
لا وأجيب عيال من ذا الدلوعة.. أشلون بتعرف تربيهم أساسا؟؟"


" بسم الله علي أجيب عيال من ذا المتوحش!!
زين ما يحطهم في الفرامة ويفرمهم إذا عصب عليهم!! "






**********************************





بعد أربعة أيام..
والأوضاع شبه مستقرة على جميع الأصعدة.. بين استمرار عبدالرحمن في التدريبات..


والحياة الباردة الرتيبة والطبيعية بين كساب وكاسرة مع تحسن كساب أكثر وعودته لعمله في الشركة..


ومن ثم تحسن جميلة أكثر..
بعد أن قضت الأيام الماضية أكثرها في غرفتها!!
ومشاعر النفور المتبادل تصبح هي السمة بينها وبين زوجها!!
رغم أنها حاولت أن تكون أكثر لطفا معه.. وهي تؤمن أن هذا الرجل هو نصيبها!!
ولكنها رغما عنها لا تستطيع نسيان إهانته الجارحة!!



هـــو لم يكن مايشعر به هو النفور بمعناه الحقيقي... لكنه كان في رحلة اكتشاف..
اكتشاف عالم مجهول لم يكن يعرفه.. هذه الحسناء الرقيقة المتأنقة على الدوام..
بدأت تسترعي انتباهه بطريقة غريبة...
كما لو أنك تسكن مع نجمة متألقة تنتظر جديدها كل يوم!!

وهي لم تكن تمل من التلون وعدة مرات في اليوم!!
أناقة لافتة.. واهتمام لافت بنفسها.. وكل مافيها يبدو متقنا لأبعد حد...
حتى رقة صوتها بدأ يعتادها.. فمثل هذه الحسناء لا يصلح لها إلا هذا الصوت!!


ومع كل هذا... فوجهة نظره لم تتزحزح مطلقا.... لا بأس أن تنظر..
ولكن لا تقترب من شيء مستخدم...
فلو أنك رأيت تحفة فنية مبهرة... لن تمنع نفسك من النظر لها والتعجب من جمالها..
لكنك لن تفكر أبدا باستخدامها إلا لو كنت مجنونا!!
وهو ليس مجنونا!!



كان يدخل لغرفته بخطوات هادئة.. ليشعر بتوتر لا يعلم له سببا حين رأها تصلي!!
فهذه المرة الأولى التي يراها تصلي منذ زواجهما!!

وهي رغم شعورها العارض بالتوتر.. إلا أنها نفضته فورا.. فهي رأت طيلة الأيام الماضية تعامله الرسمي الدال على عدم رغبته في أي تقرب منها!!

خلعت جلال الصلاة.. لتظهر أناقتها اللافتة من تحته..
بنطلونها الجلدي الأسود.. وبلوزتها الفضية الضيقة التي تصل لمنتصف الفخذ..
وكل مافيها يصرخ بالإثارة لأبعد حد..


فهد توتر نوعا ما.. فهو مهما كان رجل.. وليس حائطا..
لذا هتف بغضب وهو يراها تجلس على مقعد التسريحة وتعدل وضع أحمر شفاهها:
دام أنتي عارفة مثل ماقلت لش قبل.. وعشان ما أجرح فيش..
إني مستحيل أرد نفسي لش... ممكن أعرف ليش ذا الكشخة اللي متعدية الحد 24 ساعة..؟؟

جميلة همست ببساطة وهي تضع لمسات أحمر الشفاة الأخيرة:
أتعدل لنفسي.. يعني عشانك ماتبيني... لازم أكتئب وأدفن نفسي!!

فهد يزفر بغيظ: يا بنت الحلال ريحي روحش.. مهما سويتي ماراح ينفع معي!!

جميلة ضحكت برقة: تدري فهد إنك تفكيرك سطحي وبريء بزيادة..
ماكنه بتفكير رجال قرب على الثلاثين..
لأني لو أبي أغريك على قولتك.. تراك ما تاخذ في يدي غلوة !!


جميلة كرهت بالفعل ماقالته.. ولكن هذا التافه الذي يظنها ستموت من أجل إغرائه أثار غيظها لأبعد حد..
وهي سكتت عنه طويلا!!


بينما شعور فهد ناحيتها بالقرف تعاظم أكثر لأنه رآها تتبجح بتجربة هو لا يمتلكها..
وشعوره بالغيظ ناحيتها يتزايد أكثر وأكثر!!


جميلة شعرت بالتوتر وهي تقف وتهمس برقة: بأروح أبدل وبأنزل لعمتي أم صالح..






*********************************







" علي حبيبي اشفيك تاخرت؟؟"


علي يخفي شيئا خلفه ويهتف بولع وهو يضع هاتفه على أذنه..
هذا أنا عند الباب يا قلبي!!

دقيقة وكان يفتح الباب ليجدها واقفة أمامه.. كانت متانقة لأبعد.. ابتسم لأنه يعرف سبب تأنقها..
وهو يرى كيف كانت غرفتهما معدة لاحتفال خاص جدا!!


أخرج باقة الورد الصغيرة والأنيقة من خلف ظهره وهو يقترب من شعاع ليحتضنها ويغمرها بقبلاته ويهمس بولع:
مبروك ياحبيتي.. وعقبال ألف شهر مع بعضنا...


شعاع بتأثر: ياقلبي يا علي.. تدري كنت خايفة إنك ما تتذكر إنه حن اليوم كملنا شهر..

علي بولعه المصفى: أفا عليش.. يعني أنتي تتذكرين وأنا أنسى!!
تدرين احترت وش أجيب لش هدية..
وبعدين على طريقة الرومانسيين قلت الورد أحلى هدية!!
ثم أردف بابتسامة:ولو تبين هدية مادية.. رحما مع بعض ونقيها بنفسش؟؟

ابتسمت شعاع وهي تشده لتجلسه على الأريكة مقابلا للكعكة الأنيقة والشموع المشعلة: والله العظيم أحلى هدية ياقلبي
أصلا أنت سبيشل واللي يجي منك سبيشل..
ويا الله افتح هديتي لأني عندي لك هدية أكثر من سبيشل...

علي فتح العلبة المستطيلة الصغيرة الأنيقة.. لتتسع عينيه بصدمة وهو يكح ويشهق ويشعر كما لو كان سيبكي فعلا..
ويهمس بتأثر غامر: صدق وإلا تلعبين علي؟؟

شعاع تعلقت بعنقه وهي تبكي برقة: لا تصير سخيف .. وش ألعب عليك؟؟

علي رفع الشريط المستطيل أمام عينيه بيد وهو يحتضنها بيده الثانية وينظر للخطين المتوازين في اختبار الحمل المنزلي..
ويهمس باختناق: متاكدة ياقلبي؟؟.. مهما كان هذا اختبار منزلي..

شعاع بين شهقاتها العذبة: أصلا أنا صار لي كم يوم متوترة عشان دورتي تأخرت..
أمس سويت التيست.. وعقب طلبت من جوزاء توديني أسوي فحص دم..

علي بفرحة غامرة وهو يغمرها بمزيد من قبلاته الحماسية: وانا أقول وش فيش من أمس وانتي منتي على بعضش..
يا الله.. الحمدلله يارب على نعمتك..
صدق ربي راضي علي...

ثم قفز بحماس: باتصل في إبي أبشره... بيموت من الفرحة!!

شعاع اختنقت من الخجل: لا علي.. تكفى لا تحرجني في عمي!!

علي تناول هاتفه وهو يتصل بحماس: مستحيل ما أقول له وذا الحين بعد!!





**********************************




" مبروك.. الف ألف مبروك"


كساب وكاسرة ينظران بدهشة لزايد الذي قفز وهو يروح ويأتي ماعاد قادرا على الجلوس حتى!!
ووجهه يتفجر بالفرحة العارمة!!

ما أن أنهى اتصاله حتى هتف كساب بابتسامة: فرحنا معك!!

زايد لا يستطيع السيطرة على فرحته: مرت علي حامل.. مرت علي حامل!!

كساب ابتسم بسعادة: والله مهوب هين عليان.. مبروك ياجدي..

كاسرة ابتسمت كذلك: مبروك ياعمي.. خلني تصل بشعاع أبارك لها بنفسي..

زايد بتاثر: وعقبالكم عاجلا غير آجل..

كساب وكاسرة تبادلا نظرات مثقلة بالمعاني ليتفجر المكان كله بالدهشة العارمة
وكاسرة تهمس بنبرة مقصودة:
وحن بعد يبه باركنا لنا..
أصلا أنا وكساب جايين نقول لك.. بس علي سبقنا..
أنا بعد حامل!!



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 20-02-11, 07:50 AM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء التسعون

 




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم ورد ياقلوب الورد
.
.
فيه بنات يقولون ليه توقفين عشان أحداث مصر وما وقفتي عشان أحداث البحرين.. هم أقرب


أولا كلنا عرب ومسلمين ولا فرق في الوجيعة بين بلد وبلد..
والحمدلله والشكر على فضله أنه حفظ البحرين وأهلها وماصار في البحرين واحد على المليون من اللي صار في مصر..
الله يديم عليهم الأمن والأمان ويبعد عنهم شبح الفتنة الطائفية..

والوضع الآن في اليمن أسوأ من البحرين بكثير.. وفي ليبيا أسوأ بكثير... الله يعيد لهم نعمة الأمن ويهدي بالهم..
والله العظيم قلبي محروق على الجميع..


وأنا يوم وقفت أيام أحداث مصر لا وقفت أول يوم ولا ثاني يوم
ما وقفت إلا بعد جمعة الغضب من هول ما رأيته وسمعته.. ولأني اكتشفت إنه فيه ناس ولا حتى دروا عن الأخبار..
الناس يموتون والأمن انهار بالكامل.. وفيه ناس في غفلة.. فالتوقف كان وقفة للتذكر!!


وهانحن نتذكر وندعو ونترقب للجميع ومع الجميع .. لكل العالم العربي ..
دعواتكم الصادقة.. فأفضل الدعوات هي دعوتك لأخيك المسلم في ظهر الغيب..
.
.
بنات دعواتكم لوالدة بسمة على الطاير بالشفاء
اللهم أشفها من عندك شفاء لا يغادر سقما
.
شرقاوية عسل لها نجمة معلقة من البارت اللي فات
هي الوحيدة اللي توقعت توقعت إن جميلة معها العذر الشرعي.. ما أدري أشلون جابتها؟؟
جدعة يابنت!!
هي جابتها في تأليف جديد للأحداث :) .. بس ضبطت معها!!
مبروك يا حلوة...
.
.
ويمكن من العذر الشرعي نطلع لسالفة حمل كاسرة اللي سوت لبس عند بعض البنات..
بنات ارجعوا اقرأوا البارتات اللي قبل سفر كساب
أولا نهائي مافيها ذكر إن كاسرة كان معها عذر شرعي... المرة الوحيدة اللي ورد فيها ذكر لهالشيء.. كان في بداية زعلتها في بيت هلها من شهور..
.
ولأني حسيت بالفعل إنه فيه عدد كبير صار عنده لبس.. فاسمحوا لي أحط هالمقاطع من الأجزاء الماضية..


الجزء 77.. قبل ليلة زواج علي وشعاع بكم يوم..


( كاسرة تناولت روبها الموضوع على طرف السرير وهي تهمس بحزمها الغاضب:
القعدة معك تقصر العمر.. بأروح أرقد في الصالة أحسن لي..

ولكنه شدها ليثبتها في مكانها..
غاضب بالفعل.. رغم خطورة ماقاله لها ومع ذلك لم تكتفِ.. لم تنظر لما قاله لها وأهميته.. بل نظرت إلى مالم يقوله..

"يا الله.. متى ستفهمه هذه المخلوقة الغبية؟؟ " لذا هتف بغضبه المتفجر:
أنا أبي أعرف النكد يمشي في عروقش بدل الدم...؟؟
منتي برايحة مكان وبترقدين جنبي وفي حضني.. برضاش وإلا غصبا عنش..
)


ليلة عرس علي وشعاع الجزء 78


( " عسى ماتعبتي الليلة؟؟ "

كان هذا سؤال كساب لكاسرة التي تمددت جواره بعد أن أنهت قيامها ووردها..

أجابته بسكون: لا ماتعبت.. بالعكس.. العرس كان رايق ويجنن مثله مثل المعاريس..


مد ذراعه لها دون أن يتكلم.. فاقتربت هي أيضا دون تتكلم ووضعت رأسها على عضده.. ليحتضنها بخفة..

لا فائدة من المعارضة.. فهذا الرجل غير قابل للإصلاح...
عدا أنها تعلم مهما كان فرضه لرأيه يضايقها.. فهي لن تستطيع النوم براحة إلا قريبا منه..
وإلا فأنها ستعاني الأرق والكوابيس التي تعانيها بعيدا عنه!!
)

.
فيه بنات يسألون عن معنى ( ما تأخذ في يدي غلوة) هي بس كناية عن السرعة..
يعني مثل غلوة الماي لما ينحط على الغاز!!

مثل لما تقولين( الدكتورة ماخذت في يدي غلوة وأقنعتها تعيد لي الاختبار) <== في الأحلام طبعا :)
.
ويالله الجزء التسعون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
وعارفة إنكم بتقولون صغنون.. مع إنه والله موب صغنون..35 صفحة على الورد
بس لأنه بارت يوم الجمعة استنزفني.. هذا اللي قدرت أخلصه وأراجعه..
فحتى يوم الثلاثاء الساعة 9 الصبح مع وعد ببارت أطول..
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


بين الأمس واليوم/ الجزء التسعون





لم يشعر يوما بالجرح والمهانة كما يشعر الآن في هذه اللحظة..
حتى في أيام غضبه من مزون..
فمزون قامت بفعل أغضبه ومرفوض عنده.. لكنها تبقى حياتها هي!!

لكن هذه أخفت عليه أمر يخص حياته هو.. أخفت عليه نبض روحه ينبض بين جنباتها..
ثم سلبته حتى حقه في أن يعرف هو أولا..
ألقت الخبر أمامه دون أدنى اهتمام به..
أخبرت والده قبله!!
أ حقا فعلا ذلك؟؟

كان يرى المشهد أمامه كما لو كان مشهدا لا علاقة له به.. مشهد غائم ومؤلم ومهين.. وهو يرى والده يتصرف بعفوية حرمته منها..
ووالده ينتزع كاسرة من مقعدها ليحتضنها وهو ينهمر بسعادته وتبريكاته..
يحتضنها قبله!!.. ويبارك لها قبله.. وهو على الرف.. لا قيمة له!!


ثم يعود لينتزعه هو ويحتضنه وهو يهتف بسعادة محلقة وعاطفية ثائرة لم يعتد على تبادلها مع والده:
ألف مبروك يا أبيك.. ألف مبروك.. والله إني الليلة كني لمست النجوم..
الله يفرحكم بسلامة ولدكم مثل مافرحتوني الليلة..

ثم التفت لكاسرة وهو يهمس بحماس فخم: قلتي لأمش؟؟


ابتسمت كاسرة بتأثر لما رأته من فرحة عمها: لا .. أنت أول حد يدري عقب كساب..

ضغطت على عبارة (عقب كساب) بشكل مقصود..

زايد بذات الحماس الفخم: خلاص والله ماحد يبشرها هي ومزون غيري.
كفاية عليكم البشارة من عندي!!

زايد أنهى عبارته وغادر الصالة العلوية حيث يجلسون جميعا متجها لغرفته..

ليقف كساب وهو يتوجه لكاسرة بخطوات ستخترق الأرض وهو يشدها بيده السليمة ويهتف بغضب مكتوم:
قدامي على غرفتنا!!

كاسرة تقدمت أمامه بكل بساطة.. ربما لم تكن تخطط أن تقول لوالده قبله..
ولكنها هكذا حدثت..
وهي سعيدة جدا أنها هكذا حدثت..
وكأن الله يدخر لها هذه الطريقة الرائعة لرد الصفعة لكساب.. بل لرد الصفعات!!

رغم أنها في داخلها تمنت بكل اليأس أن يكون أول من يعلم.. ولكن كل شيء في حياتها معه مبتور.. ولن يكون خبر حملها هو الاستثناء!!
فما الغريب أذن!!


ما أن وصلا للداخل حتى أفلت كساب عضدها بحدة وهو يسألها بصوت أجش:
من متى تدرين؟؟

كاسرة جلست ببساطة وهي تهمس بذات البساطة:
ثاني يوم رجعتك من السفر..

كساب تراجع بصدمة كأنه يحادث نفسه: قبل أكثر من أسبوع.. ومافكرتي حتى تقولين لي..
ثم أردف بغضب وهو يتذكر شيئا آخر: وأشلون هان عليش تقولين طلقني.. وأنتي عارفة إنش حامل!! أشلون؟؟

كاسرة بذات البساطة: أنت اللي قلت إنك تبي تطلقني.. وعادي بدل ماتصير العدة 3 شهور تصير 8 ...وين المشكلة؟؟


كساب بعتصر كفيه.. لأول مرة يجد الكلمات تفر منه هكذا..
( أنا أطلقش ؟؟ أنا يوم شفت بس الدمعة اللي تعلقت على طرف رمشش..
حسيت الدنيا كلها تسكرت قدام عيني..
دمعتش اللي ردتني من الطلاق.. مهوب إبي!!
وأنتي استكثرتي تقولين لي خبر مثل هذا؟!! "

يا الله...!! مجروح منها بشدة.. مجروح بالفعل!!

هتف بعتب غاضب مثقل بالجرح: خلينا من زعلتنا في المستشفى... أنا صار لي مقابلش كم يوم... مالقيتي دقيقة تقولين لي فيها الخبر؟؟
تبلغين إبي قبلي كأني مالي أي قيمة!!


حينها كررت كاسرة بتهكم موجوع: كأنك مالك أي قيمة!!
ثم انهمرت بيأس وقناع اللامبالاة ينهار: كساب أنت عمرك ما اهتميت بذا الموضوع.. وماقصرت وأنت توضح ذا الشيء..
كساب لا تقول لي إنك ماشفت أكوام التيستات اللي معبية حمامنا من ثاني شهر من زواجنا..
عمرك ماشاركتني حسرتي إني تأخرت في الحمل.. كأني مخلوق يعيش على هامش حياتك..
وأنا كل شهر يمر.. أنتظر دورتي تتأخر يوم واحد.. عشان أنط أسوي التيست ورا التيست بدون فايدة!!
ماشاركتني حسرتي في خيبتي كل شهر.. حرمتني حتى من مجرد التمني!!
وعقبه يوم نطقت.. نطقت بالدرة إنه حن ما نصلح نكون إباء.. وكانه ربي يبي يعاقبنا بذا الشيء..

تقول ليش ماقلتي لي؟؟ وليه أقول لك؟؟ عشان تقول ياحرام مسكين ذا الولد إنه حن بنكون هله!!
ليش ماقلت لك؟؟ هذا أنا كل ليلة آكل حبوبي قدامك... واقول الليلة بيسألني.. الليلة بيسألني!! وتمر الليلة وأنت ما سألتني..

تقول ليه ماقلتي لي؟؟ تعال طل في درج الكوميندو الأول.. التيست خليته هناك..
أقول اليوم بينتبه له.. اليوم بينتبه له...


كساب بالفعل لم يلاحظ شيئا مما قالته.. فهو مطلقا لم يفكر أن يقلب في أدراج الحمام.. لأنه يعلم أن أغراضها الخاصة هناك..
أما الأيام الأخيرة فهو فعلا كان منهك بالتعب عن ملاحظة أي شيء!!


كساب انفجر كذلك بغضب عارم: أنتي شايفة وضعي الصحي وضع حد ممكن يلاحظ شيء؟؟..
يعني ماراح تصارحيني.. تبنين خبر مهم مثل هذا على احتمالات..

كاسرة هزت كتفيها وهي تهمس بسخرية مرة: حلوة تصارحيني ذي.. حلوة!!
ليه حن في زواجنا نعرف شيء اسمه مصارحة..؟؟
والله هذا اللي أنت عودتني عليه.. فليه تستغرب الحين؟؟






*************************************






" مزنة.. مزنة!! وينش؟؟"


صوت مزنة يأتيه من داخل الحمام المفتوح: أنا في الحمام حبيبي
أغسل يدي.. جايتك..

مزنة خرجت وهي تجفف يديها وتهمس بمودة: تبون عشاكم الحين؟؟

زايد لا يستطيع حتى السيطرة على إشراق وجهه وهو يهتف بحماسه المتدفق:
تعالي وش عشاه الحين.. بأقول لش شيء..

مزنة اتسعت ابتسامتها بعفوية شفافة وهي ترى إشراق وجهه الغريب...
جلست جواره وهي تهتف بإبتسامة: خير؟؟ وشكله خير إن شاء الله!!


زايد بإبتسامة مقصودة وحقيقية ومتغلغلة: خير.. خير..
مرت علي حامل!!

مزنة اتسعت ابتسامتها أكثر وأكثر... وهي تميل لتقبل رأس زايد ثم تهمس بسعادة شفافة:
مبروك.. مبروك.. ألف مبروك..
يا سبحان الله.. وجه شعاع خير عليه من صوب!!
ماهقيت كلش ماشاء الله تبارك الله..

حينها سكت زايد لثانية واتسعت ابتسامته أكثر وأكثر فهو بالفعل سعيد لحمل كاسرة أكثر لسببين.. أنه مضى على زواجهما أكثر من سنة
والثاني أن وضعهما غير مستقر أبدا..
هتف بنبرة مقصودة أكثر: ومرت كساب حامل بعد.. مبروك ياجدة بيجي إن شاء الله امهاب الصغير!!

مزنة حين رأت ابتسامته تتسع.. اتسعت ابتسامتها أكثر تلقائيا وهي تترقب ماذا سيقول..
لذا حين هتف بعبارته.. تغير وجهها من شدة الصدمة وهي تشهق بعنف..
زايد اقترب منها بجزع وهو يضرب على ظهرها بخفة:
مزنة خذي نفس.. خذي نفس.. بسم الله عليش!!

مزنة شدت لها نفسا بصعوبة ثم أسندت رأسها لكتفه وهي تبكي بشكل بالغ الشفافية..
فسعادتها لشدة وطأتها.. لم تستطع ان تعبر عنها إلا بهذه الطريقة!!

زايد شعر بصدمة كاسحة حين رآها تبكي.. وهو يشدها بقوة ليحتضنها بشكل أقوى..
لم يتوقع أن مزنة قد تبكي لأي سبب.. كانت ضلوعه تذوب من أجلها وهو يراها تبكي بهذه الطريقة البالغة الرقة..
همس بحنان خالص: آسف ... ماكان لازم أروعش بالخبر كذا!!

مزنة تنثر دموعها على صدره وهي تهمس برقة: لو بلغتني بأي طريقة..
هذي بتكون ردة فعلي..
يا الله يا زايد.. وأخيرا.. الله يهدي سرهم..

ثم تخلصت من حضنه برقة وهي تقف وتهمس بأمومة دافئة: بأروح أشوف كاسرة..
من كثر ما أنا فرحانة ماراح أشره عليها إنها مابلغتني أول..


زايد شعر بفراغ غريب حين نهضت من حضنه.. تمنى بشكل أكثر غرابة لو أن احتضانه لها طال أكثر من ذلك..
دون أن يعرف سببا لذلك!!





*************************************





" قومي نتعشى برا.. "


جميلة التي كانت تجلس على التسريحة تدهن كفيها وذراعيها بالكريم بعد أن لبست بيجامتها..
التفتت لفهد بدهشة: نعم؟؟ ذا الحزة؟؟

فهد بحزم: إيه ذا الحزة.. الساعة توها 11 ونص.. والمطاعم فاتحة لين الفجر!!

جميلة مستغربة بالفعل.. ما الذي حدث له حتى يدعوها وفي هذا الوقت.. وبعد أن استعدت للنوم.. والغريب أن كلاهما تعشيا..
هو في المجلس مع والده واشقائه... وهي مع والدته وجوزاء..
فماداعي هذا العشاء؟؟

لكنها قررت أن توافق.. فمادام قام بخطوة تدل على لطف فيجب أن تستجيب لها.. حتى لا تبدو بمظهر المتصلبة!!
رغم أنها لا ترغب في الخروج معه فعلا!!


هــــو لا يعلم لماذا دعاها للعشاء تحديدا...
فهو غير راغب في بقاءهما وحيدين في الغرفة هذه الليلة..
عدا أن خروجه لوحده هذا الوقت سيجلب له صداعا من والده لا يريده..!!
لذا وجد أن أهون الشرين أن يدعوها للعشاء!!



شعاع همست باختناق خجول: زين تعطيني خمس دقايق بس أحط كحل وغلوس؟؟


هي طلبت هذا الطلب بعفوية كعادتها في التأنق وخصوصا أنه لا يظهر منها شيء إطلاقا..
ولكن فهد أجابها بغضب حازم: ولا تحطين ولا شيء.. بدلي والبسي عباتش وبس..

فهد زفر بغضب وغيظ ( وشو له تتزين وهي مهيب محتاجة أساسا!! زينها بدون شيء يوجع..!!
وليش تتزين وأنا أقول لها لا عاد تتزينين.. تبي تحرق أعصابي وبس!!)


جميلة حاولت أن تستعجل في لبسها.. ومع ذلك استغرقت ربع ساعة حتى انتهت..
كانت أعصابه قد احترقت خلالها وهو يصرخ فيها بغضب ما أن رآها تطل عليه بعباءتها وهو ينتظرها في غرفة الجلوس:
ربع ساعة عشان تبدلين وتلبسين عباتش..وإلا عشان ماعندش اي احترام للطوفة اللي قاعد ينتظرش!! قلتي عادي خله يتنقع!!


جميلة شدت لها نفسا عميقا وهي تحاول منع نفسها من الرد عليه والعودة لغرفتها وإغلاق الباب على نفسها..
فهي فعلا فعلا لا تشعر بأي رغبة للخروج معه.. ثم يزيدها عليها بجلافته المتجاوزة للحدود..

ومع ذلك همست برقة خالصة تخفي خلفها غيظها وغضبها:
أنا آسفة.. إن شاء الله المرات الجاية أحاول أخلص أسرع..


(يا ليل ما أطولك.. ليه فيه مرات جاية بعد؟!!!) هتف بحزم:
يا الله قدامي..


(خوش طلعة هذا أولها.. الله يستر من تاليها!!) جميلة كانت تمشي خلفه ببطء حتى لا تضغط على ساقها..
كانت رحلة شاقة عليه.. حتى وصلوا لسيارته..

ما أن استقرا في مقعديهما .. حتى هتف فهد بحزم واثق: تحبين نروح مكان معين؟؟

جميلة هزت كتفيها برقة: لا.. اللي تبيه أنت!!


جميلة في المرتين السابقتين التي ركبت فيهما سيارته لم تكن تنتبه لشيء..للظروف التي كانت تعانيها..

لذا انتبهت هذه المرة لصورة صغيرة مثبتة قريبا من مؤشر السرعة..
كانت تجمع بينه وبين منصور.. وكلاهما يرتدي لباسه العسكري..
لا تعلم لِـمَ بدت لها هذه الحركة عاطفية أكثر بكثير من شخصية فهد..

ابتسمت بعفوية: تدري إن بينكم شبه!!
كنت قبل أظن كساب أكثر حد يشبهه في الشكل..
بس لا والله أنت أكثر.. نفس الطول نفس العرض.. نفس طريقة تحديد العوارض..
بس عمي وكساب بينهم اختلاف كبير.. عمي أطول.. وكساب أعرض..
وفي الشكل عمي أحلى بكثير..

جميلة تدفقت بتلقائية ناتجة عن رغبتها أن تبدو أمامه عفوية غير متحفزة.. لذا تفاجأت بالنبرة الحادة الغاضبة التي قاطعتها:
ماشاء الله حافظة شكل ولد خالتش بالملي!! اطربيني بعد!!

جميلة ابتلعت بقية كلماتها (زين ماقلت إن كساب أملح.. كان ذبحني.. يمه!!)
ولكنها حاولت أن تهمس بتوزان: فهد الله يهداك وش فيك هبيت فيني!!
عيال خالتي عبارت أخواني!!

فهد بذات الغضب: لا مهوب أخوانش.. وياويلش أسمعش مرة ثانية تجيبين طاري رجّال غريب على لسانش قدامي.. وإلا حتى من وراي!!


( يمه.. هذا وش فيه؟؟ لو ما أنا بعارفته.. كان قلت الأخ غيران!!) جميلة صمتت تماما..

وهي تسمع زفرات الجالس جوارها الدالة على غضبه... لا يعلم حتى لماذا ثار عليها تحديدا؟؟
هل خشى وهي تعقد مقارنة غير مقصودة أن تمتد المقارنة لشخص آخر.. يكره مجرد التفكير فيه..


كان يختلس النظرات إلى يديها اللتين تعبثان بسلسلة حقيبتها..
كم مرة امسك ذاك الغريم بيديها.. تنفس عبيرهما.. نفث أنفاسه عبر نعومتهما؟؟

زفر بقرف مثقل بغضب لا حدود له!!
لم يعلم أن التفكير سيكون موجعا هكذا حتى وقع أسيره!!
فوجيعة تفكيره قبل أن يراها وتصبح في بيته وأمام عينيه... ماعادت شيئا يُذكر أمام مايعانيه الآن!!

فهو قبلا كان يعاني من مجرد فكرة... لكنه الآن يعاني واقعا مرا..


هتف بصرامة بشكل صادم لها وله : جميلة عطيني يدش..

جميلة انكمشت على نفسها بعفوية وهي تخفي يدها في حضنها وتهمس باختناق:
ليش؟؟

هو صُدم من نفسه (وش أبي بيدها) ومع ذلك أعاد بإصرار صارم: أقول عطيني يدش!!

جميلة مدت يدها له وهي تشعر بخوف وتوتر متعاظمين.. احتضن كفها الناعم الرقيق في ضخامة كفه..
في البداية كانت لمسته غاية في الرقة ودقات قلب جميلة تتزايد بعنف جازع وهو كما لو كان يكتشف تضاريس كفها..
وصلابة أنامله تعبر حرير أناملها في رحلة مدهشة.. أصابته بدوار غير مفهوم.. وأصابتها بما يشبه دبيب نمل يعبر سلسلة ظهرها الفقرية!!

حاولت شد كفها من كفه ولكنه لم يفلتها.. واحتضانه لكفها يزداد قوة.. ومعها أفكاره تزداد تعقيدا..

" كم مرة مسك يدش كذا؟؟
حس باللي أنا أحس فيه؟؟
حس إن يدش بتذوب في يده؟؟
عطيتيه نفس الإحساس؟؟ وأنفاسه تضيق ودقات قلبه تزيد لأنه وقته كان غشيم مثلي؟؟
أكيد معه كان إحساسش غير.. لأنه أول واحد..
لكن أنا.. خلاص معي ماراح تحسين بشيء
لأنه كل الإحساس كان معه!! "


فهد مع تزايد أفكاره قتامة في هذا الاتجاه.. كان يشد على كفها بقوة أكبر..
لم يخرجه من دوامة أفكاره.. سوى صرخة مكتومة مثقلة بانين أقرب للبكاء:
فهد بس... حرام عليك.. بتكسر يدي..

فهد أفلت كفها بسرعة وهو يثوب لرشده.. بينما هي ضمت كفها لصدرها
وبكت بشفافية موجوعة!!

فهو آلمها فعلا..!!
وما آلمها أكثر.. ظنها أنه تقصد أن يفعل فيها ذلك!!
أنه تقصد أن يعتصر يدها بهذه الطريقة المتوحشة حتى يؤلمها!!


فهد حين سمعها تبكي.. شعر بالصداع.. المثقل بالألم..
" يا الله !! والله ماقصدت آجعش!!
لا حول ولا قوة إلا بالله "

صمت.. ماذا لديه ليقوله؟؟
ولكنه يعلم كم باتت صورته سوداوية ومتوحشة في عينيها!!
ولا يستطيع أن يلومها !!
ولكنه أيضا لا يستطيع لوم نفسه..
فهذا الألم الذي بات ينتشر في روحه.. بات يضغط عليه بشكل جارح لرجولته وكرامته وإنسانيته!!


" يا الله ياكريم.. خلص ذا الكم يوم على خير
بالطول وإلا بالعرض لين موعد دورتي
أهج من الدوحة!!"


هتف بسكون كأنه يحادث نفسه: تبين نرجع البيت؟؟

هزت رأسها بالإيجاب وهي مازالت تنتحب بذات الطريقة الشفافة الموجوعة!!

والجو يصبح شديد القتامة والثقل بينهما وكلاهما غارق في وجيعته الخاصة..
التي باتت تتعمق أكثر وأكثر!!





***************************************





نائمة بالفعل.. بينما هو عاجز عن النوم

" إيه وش عليش.. نامي.. أكيد مبسوطة عقب اللي سويتيه فيني!!"

يتنهد بعمق وهو ينظر لها..
" أشلون ما انتبهت إن هذي التغيرات كلها غير طبيعية!!
وهذي مهيب كاسرة الطبيعية!!
عمري ماكنت معدوم ملاحظة مثل ذا المرة!!
بس أنا فعلا استبعدت الحمل.. ولا خطر ببالي حتى!!
كل اللي طرا علي الطواري الشينة!!
وهي ماحتى هان عليها تريحني!! "


بقدر ماهو غاضب منها.. بقدر ماهو مشفق عليها..
وما الجديد؟؟
فالتضادات هي ماصنعت مسار حياتهما..!!

فبعد أن هدأت فورة إحساسه بالمهانة لأنه لم تخبره.. تعمق إحساس مختلف.. خليط من الغضب والشفقة... والترقب!!!



تمدد أكثر ليصبح وجهه قريبا من وجهها ..
رغما عنه وجد نظره يتجه إلى بطنها..

أ حقا هناك ابنه وابنته!!
بالتأكيد لا يعلم جنسه.. ولكن مايعلمه يقينا -حتى لو جهلته هي- أن هذا الطفل كان ثمرة حب صارخ مؤلم.. ولا حدود له!!

مد يده السليمة برفق وهو يلمس بطنها ويهمس في داخله بوجع:
"تدري يا أبيك إنه مافيه رجال في الدنيا حب مرة كثر ما أحب أمك!!
بس أمك خبلة!!
تظن إنك أنت بتقدر عليها وبتعقلها؟؟؟!! "


حاول أن يكف يده.. فلم يستطع وهو يمررها بحنان على بطنها..
شعور غريب ومدهش أن تبدأ بالارتباط هكذا بمخلوق لم يتكون بعد!!

شعر بصدمة أقرب للحرج حين فوجئ بكاسرة تفتح عينيها بتثاقل ويده مازالت على بطنها..
ولكنها لم تقل شيئا وهي تتناول كفه من فوق بطنها..
ثم تحتضن ذراعه بكلتا يديها.. وتعود للنوم!!



غريبان ويعلمان أنهما غريبان.. وتصرفهما بغرابة هو الطبيعي بالنسبة لهما!!
فلو تصرفا يوما بطبيعية.. سيكون ذلك هو الغريب!!






***************************************





عادا إلى جناحهما..
هي إلى غرفة النوم... وهو إلى غرفة الجلوس..
لم ينظر أيا منهما إلى الآخر مطلقا!!
ولماذا ينظران؟؟ ماهو الشيء الذي سيريانه..
القهر؟؟ الوجيعة؟؟ الآلم المتبادل؟؟


وكل منهما بقي بعدها معتصما في مكانه حتى آذان الفجر..
فهد أساسا كان يرتدي ثوبه.. فنزل للصلاة في المسجد دون أن يمر بها..
حين عاد.. كان بالفعل غير راغب في رؤيتها!!
ولكنه يكره الهروب من المواجهة.. لذا توجه لغرفة نومه..
حمد الله أنها وجدها نائمة!!
فهو بالفعل كان عاجزا عن رؤية وجهها بعد مافعله بها!!
فهو لن يحتمل أي نظرة عتب..!!


هي لم تكن نائمة.. ولكنها ما أن أنهت صلاتها حتى اندست في فراشها بسرعة حتى لا تراه حين يعود!!

ما أن سمعت صوت فتح الباب ثم أغلاقه.. حتى عادت دموعها تنسكب من جديد..
أما حين شعرت بحركته جوارها.. بدأ جسدها يرتعش بعنف.. نتيجة لكتمانها شهقاتها..
فهد انتبه لارتعاش جسدها.. وليس غبيا ليعلم أنها كانت تبكي!!

تنهد بعمق وهو يهتف بسكون: جميلة بتصدقيني لو قلت إني والله ماقصدت؟؟

أجابته بصوت مختنق تماما بين شهقاتها وهي توليه ظهرها: لا .. ماني مصدقتك..
لأنك كنت قاصد!!
واللي موجعني ترا مهوب يدي.. لأنها مافيها شيء.. لكن أنت ومقصدك من اللي سويته..


فهد صمت.. فعلا مرهق.. وليس لديه مايجيبها به..
وإن أجاب.. ما الذي ستغيره إجابته؟؟
لا شيء.. لا شيء مطلقا!!!






*************************************





" مبروك ياقلبي.. مبروك!!
تدري إني ما نمت من الفرحة..
والمشكلة من البارحة أحوس عليك ماصدتك!!
معتكفين في غرفتكم مع خبر ولي العهد...
عشان كذا قلت بأرتز عند طاولة الفطور عشان أصيدك!! "



كانت هذه هي انثيالات مزون المرحة وهي تقفز لتتعلق بعنق كساب وهي تغمر وجهه بقبلاتها السعيدة..

كساب احتضنها بمودة : الله يبارك فيش يالغالية..


وكانت كاسرة تتقدم خلفه.. ومزون تستدير لها وتحتضنها وهي تبارك لها..
كاسرة ردت عليها بلطف يخفي خلفه حزنا عميقا..
لماذا الجميع يستطيع التعبير عن سعادته...إلا هما!!


مزون مازالت تنثال بسعادة: تدرون من وناستي.. يمكن أعسكر عندكم لا صارت كاسرة في التاسع.. عشان أروح معها المستشفى..
ما أبي حد يشوف ولد أخي قبلي...


ابتسم كساب: يمكن ذاك الوقت يكون فيه شيء يشغلش عن كساب وولده؟؟


احمر وجه مزون خجلا وهي تعرف مقصده..
ومع ذلك احتضنت عنقه من الخلف لأنه كان يجلس إلى الطاولة وهي تهمس في أذنه بمودة مصفاة:
مافيه شيء يشغلني عنك...
والحين اسمحوا لي... أنتو ناس وراكم دوام... وأنا وراي رقدة!!


بقيا الاثنان متقابلان على طاولة الفطور.. بينهما كالعادة تطوف النظرات والمشاعر الثقيلة التي تحاول إيجاد منفذ لها دون فائدة..

همست كاسرة بسكون: أصب لك قهوة؟؟

أجابها بسكون أكبر: فنجال واحد بس..

كاسرة سكبت له فنجانا من القهوة.. ثم سكبت لها كوبا من (الكرك)..
فوجئت به يقف.. ويبعد الكأس عن متناول يدها..

همست باستغراب:وش فيك؟؟

أجابها بحزم: ما أظن إنش بزر وما تعرفين مصلحتش ومصلحة اللي في بطنش..
خلاص كرك مافيه.. اشربي حليب طازج..


حتى وهو مهتم بها.. أسلوبه مستفز لها... واسلوبها أكثر استفزازا.. سألته بسكون:
اهتمام ؟؟ وإلا فرض رأي؟؟

هز كتفيه بحزم: اعتبريه مثل ما تبين... لأنش لو فهمتي مرة وحدة صح يمكن تفقدين الذاكرة!!








**********************************






يومان آخران...




" حبيبتي ليه زعلانة؟؟"

سميرة تنهدت وهي تشير لتميم: ماني بزعلانة.. كنت سرحانة شوي!!


تميم ابتسم : والحلو سرحان في ويش؟؟

سميرة بعفوية: ماشاء الله البنات كلهم حوامل.. إلا أنا.. مع إن حن كملنا سنة..

حينها ضحك تميم: أنتي بتلعبين علي وإلا على روحش يا النصابة؟؟... وش سنته..؟؟
قصدش سنة منشفة ريقي..
احنا عبارة لنا شهر ونص متزوجين بس..
لأنه ما تراضينا إلا في حفلة بنت عمش عالية يوم تزوجت عبدالرحمن.. وإلا نسيتي؟؟

سميرة تأففت بغيظ طفولي: مالي شغل.. حن لنا سنة متزوجين... أبي بيبي حالي حالهم..!!

تميم ابتسم وهو يفتح ذراعه.. أسندت رأسها لكتفه ليحتضنها بذراعه.. بينما هي تمسك بكفه برقة تنثر فيها بعضا من أفكارها وهي تمرر أناملها في راحته!!

تميم أبعدها قليلا عنه ليشير لها بحنان: حبيبتي تبين نفحص.. ماعندي مانع!!

سميرة ضحت برقة: وش نفحص؟؟ من جدك؟؟
تو الناس ياقلبي!!
أنا بس كان في خاطري كلام.. وتعرفني لو خليت كلام في بلعومي بأغص فيه!!










*************************************





" بعد لا تقول لي متوتر..
أخيك فهيدان هذا مهوب طبيعي..
من قبل عرسه معتفس.. والحين معتفس بزيادة..
مكتم على طول!! والكلمة يا الله يقولها!! "


عبدالله تنهد وهو يجيب صالح بحزم: وأنت وأشفيك صاير كنك من عجايز الضحى.. مالك شغلة إلا تراقب وتدور العذاريب..
يا أخي فهد بطبيعته مهوب كثير كلام.. خله براحته!!

صالح يبتسم وهو يستعد للقيام: دام إبي وهزيع مهوب هنا.. أحسن لي اقوم لبيتي..
مقابل أم خالد أحسن من مقابلك أنت وأخيك!!

عبدالله يضحك: زين لو جيت بكرة تبي قهوة العصر.. تراك منت بمعيني وتقعد تبكي على الأطلال..

صالح بمرح: ليه وين بتروح؟؟ بتهاجر؟؟

عبدالله بمرح مشابه: لا طال عمرك.. عازم أم حسون وحسون على الشاليهات يومين..
خلنا نتفتك من وجهك وأنت كل يوم غاثنا...





بعد دقائق.. فهد يتلفت حوله ثم يهتف بتساؤل: وين راح صالح؟؟

عبدالله ابتسم: تو الناس.. صالح راح من زمان..
يقول زهق من مقابلنا..

فهد عاد للصمت ولكن عبدالله اقترب من فهد أكثر ثم همس له من قرب بجدية:
اسمعني يأخيك زين..
ترا مافيه حياة زوجية تخلى من المشاكل... وكثير ناس متزوجين يعانون في بداية حياتهم الزوجية لين كل واحد يتاقلم مع الثاني..
وترا أنا وصالح مثلا وش كثر مرت علينا مشاكل مع حريمنا...
عمرك لاحظت علينا شيء؟؟؟
لكن أنت ملاحظين عليك.. مع إنه حنا دوم نقول أنت أقوى شخصية فينا..
يمكن لأنك واحد ماتعرف تتلون.. وماتعرف تدس مشاعرك..
بس ترا التلون يأخيك أحيانا يكون ميزة..!!
لأنه فيه أشياء المفروض ما تظهر للناس!!


فهد بغضب: ومن قال لك فيه مشاكل بيني وبين مرتي؟؟
وأنا أساسا مافيني شيء.. أنتو بتلاحظون من كيفكم يعني!!

عبدالله بهدوء متحكم: لا تكابر... وأنا ماطلبت منك تقول لي شيء..
ولا سألتك..
كل اللي قلته... مشاكلك لا تبين على وجهك!!


فهد تنهد وهو يقف مغادرا..

" يا الله.. حتى أخواني ملاحظين..
خليتيني مطنزة يا جميلة..
لا حول ولا قوة إلا بالله !! "






**********************************************





" حبيبي من كنت تكلم ذا كله؟؟"


عبدالرحمن بعفوية: رئيس قسمي.. يسألني لو كنت مستعد أطرح مواد ذا الفصل الجاي لأنه عندهم نقص..

عالية بترقب: وش قلت له؟؟

عبدالرحمن بذات العفوية: عادي... قلت له أبركها من ساعة..


عالية ارتعشت من السعادة في داخلها.. فانخراطه في مجال العمل سيعطيه بالتأكيد حافز أكبر ليمشي..
فمهما يكن استخدامه للكرسي في ممرات الجامعة واحتياجه الدائم للمساعدة أمام زملائه وتلاميذه لن يكون شيئا مريحا له لا نفسيا ولا جسديا!!


عالية همست بسعادة: زين أنا عندي موعد عن الدكتورة... توديني؟؟

قالت (توديني) وليس تذهب معي!!

ابتسم عبدالرحمن: أودي مندوبش... دقيقة خلني أتصل في السواق يشغل السيارة!!






************************************





تأخر الليلة نوعا ما.. رغم أنه ليس تأخيرا بالمعنى الفعلي!!
ولكنها الليلة بالذات تمنت ألا يتأخر..
فجوزاء أخبرتها أنهم سيذهبون للشاليهات وسيباتون هناك ليلتين..
لذا هي تعلم أن الطابق العلوي كاملا لا يوجد به سواها..
وحتى في الأسفل لا يوجد إلا عمها وعمتها وهما بالتأكيد نائمان الآن..

وهي تشعر بخوف طبيعي... رغم أنها في أحيان كثيرة تخاف من فهد شخصيا..
ولكن الخوف من شيء معلوم أهون من الخوف من شيء مجهول!!


" يمه بسم الله الرحمن الرحيم..
كل شيء صار يتهيأ لي.. وصرت من خبالي أسمع أصوات غريبة
والزفت ذا لحد الحين ما جا...
من زين نفعته عاد.. !!
بس يا الله اسمه موجود..
ليت ربي يخلصني بس من وجوده..
ذا الايام ماتبي تخلص عشان يفارق..وأروح لبيت هلي!!"





#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي قلم الأعضاء, أنفاس قطر, بين الأمس و اليوم, دون ردود, كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¹ط¯ظٹ ظ…طھط°ظƒط± ظ‡ظ…ط³ط§طھظƒ ظ…ظ† ط§ظٹط§ظ… ط§ظ„ط·ظپظˆظ„ط© This thread Refback 21-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 19-08-14 02:15 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 17-08-14 07:47 PM
Untitled document This thread Refback 15-08-14 06:46 AM
ط´ط§ط¹ط± ظپط±ط§ط´ ط§ظ„ظ‚ط§ط´ This thread Refback 14-08-14 05:23 PM
ط§ط®ظ„ط§ ط·ط±ظپ ط¨ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© This thread Refback 12-08-14 05:05 PM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 10-08-14 03:02 PM
ط§ظ†ظ‡ط§ ط­ظ…ط²ظ‡ ظˆط³ظ…ط§ط­ This thread Refback 10-08-14 04:33 AM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ…ط§ ظˆط±ط§ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ط© liilas This thread Refback 09-08-14 01:48 AM
Twitter meznah ظ…طµط± ظ…ط²ظ†ط© ط§ظ„ط¨ط­ط±ظٹظ† This thread Refback 03-08-14 12:01 PM
ط­ظٹظ† ط§ظ…ظˆطھ ط§ظ†ط§ ط³ظٹظ…ظˆطھ ظ…ط¹ظٹ ط­ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 03-08-14 09:06 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 01-08-14 02:11 PM


الساعة الآن 04:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية