بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياهلا والله بكل العابرات هنا وفي شغاف القلب
.
البارت اللي فات
قفلتين وخلنا نقول خدعتين صغنونة
قفلة كاسرة بتكون أبسط مما توقعتم وليس فيها شيء من الجرائم التي توقعتموها :)
بس لأني عارفة أنكم ناطرين لقاءكم قفلت عليهم لأنه بيكون بينهم شوي كلام..
.
قفلة تميم وسميرة
استمتعت فيها بقدر ما آلمتني..
المتعة أني علمت أن البعض سيذهب للبحث عن معنى الإشارات
وهل هي مثلا قالت (قبلني) لكن إشارة القبلة بشبك مقدمات الأنامل وليست بالشفاه..
حينها سيحتارون.. ماذا قالت إذن؟؟ لماذا غضب لو كان غضب؟؟
لكن ما أخبركم به أن ما رأيتموه كان جزء مقطوع من المشهد
والمشهد كاملا سيكون في بارت اليوم
.
بارت اليوم طويل طويل قد بارتين
وفيه سبب خاص لذا الشيء بتعرفونه لما تخلصون..
.
.
رجاء خاص اقرأوا بمتعة ولا تفسدوا متعتكم بالبحث عن شيء قد لا يكون ذو فائدة
لأنه شدة التدقيق أحيانا تجعلنا أحيانا ننسى المتعة
.
.
الله يشفي أم مزنة ويوفقها
.
يالله الجزء 54
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله..
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والخمسون
كانت تقترب منه بخجل..
بينما كان ينظر لها باستغراب وغضب وهو يراها تدخل من الخارج وهاتفها بيدها!!
ولكن مع اقترابها وتركيز النظر إليها..
هاهو يتمعن في تفاصيلها بتركيز..
"بها شيء ليس هو الجمال بمعناه المعروف..
شيء مختلف.. أعمق وأخطر
فاتنة !!
مثيرة!!
فماذا فعلت بهذه الفتنة والإثارة؟؟
ومن لها هذه الفتنة لِـمَ توافق على أصم أبكم مثلي؟؟
إلا إن كانت أساءت استخدام النعمة التي منحها الله عز وجل؟؟
.
يا الله لماذا هذه الأفكار المرة؟؟
لماذا؟؟
انظر لها تميم.. انظر!!
كم تبدو مرتبكة وخائفة!!
تبدو كطفلة مذعورة مجنحة بأجنحة البراءة!!
لا أعتقد أن تبدو بهذا الوجل والطهر قد لوثتها الذنوب!!"
سميرة اقتربت بخجل أكبر وهي تشير له بالإشارة التي علمتها وضحى!!
بداية كاد يضحك رغما عنه وهي تشير لشفتيها..
ولكن عيناه اتسعت ذهولا..مع الإشارة الثانية التي تبعت مع الأولى
لم يصدق ما رآه.. أ حقا ما أشارت به؟؟ ربما كانت مخطئة!!
لكنها أعادت الإشارتين اللتين كانت تظنهما إشارة واحدة بتصميم مغلف بخجلها..
حينها لم يحتمل.. لم يحتمل.. والذهول يتحول لغضب عارم متفجر مدمر..
كان يصرخ في داخله:
" قذرة ومنحلة..
لم تستطع الصبر لليلة وحدة وهي تمثل البراءة والحياء
ولكن ماذا أقول.. سوى منحلة.. منحلة!!"
تميم ترجم قرفه وجزعه وغضبه وصدمته فيها أسوأ تعبير وأقساه
وهو يصفعها بكل قوته بيده اليسار.. بما أن يده اليمين مازالت في الجبس..
ومع أنه ليس بأيسر بل أيمن.. ويده اليسار مازالت غير قوية بل وتؤلمه أحيانا من أثر الشعر السابق..
إلا أن حدة الغضب والقهر جعلتا صفعته غاية في القوة لتلقيها بكل قوة بقرب قدمي السرير..
تميم وقف ينظر لها بذهول.. ولشدة ذهوله لم يشعر بالألم المنتشر على طول يده اليسرى!!
وهي كانت ملقاة على الأرض.. وتنظر له بجزع مرتعب.. وعيناها متسعتان من الصدمة وممتلئتان بالدمع لأقصى حد..
كما لو أنهما توشكان على التفجر بفيض دموع لا حد له..
هو لم يتخيل أنه قد يفعلها يوما..
أنه قد يضرب امرأة..
" إلى أي مخلوق بشع تحولت؟؟
ماذا فعلت؟؟ ماذا فعلت؟؟
.
يا الله ماكل هذا القهر والألم والوجع"
تميم لم يعد يستطيع النظر إليها حتى..
يشعر بالذنب والقهر والخديعة.. يشعر أن كل المشاعر المتضادة اخترقت روحه كمدافع مزقته بقوتها..
ارتدى ملابسه ونزل ركضا..
حينها كانت وضحى تجلس في الصالة العلوية قريبا من الدرج.. تنتظر عودة والدتها..
حين رأت تميم ينزل ركضا.. فُجعت وهي تحاول اللحاق به دون أن تفلح..
حينها عادت لغرفته وهي تفتح الباب بحرج مختلط بالجزع..
لتشعر بالفجيعة وهي ترى سميرة تسند رأسها بين ركبتيها ووهي تجلس على الأرض وظهرها ملتصق بقدمي السرير
وصوت نحيبها يتعالى بوضوح مكسور..
حينها قفزت برعب وهي تجلس جوارها وترفع وجهها.. لتشعر وضحى أن كل غصات العالم اخترقت حنجرتها
وهي ترى أثر كف تميم الواضح على خد سميرة الثلجي!!
ولتبدأ سميرة بالصراخ الهستيري كطفلة مرعوبة: تكفين وضحى أبي أروح لبيتنا.. تكفين..
خلاص ما أبيه ما أبيه.. بأروح لبيتنا تكفين..
وضحى تقفز لتغلق الباب قبل وصول والدتها.. وتعود لسميرة... وهي تهمس بحزم ممزوج باختناقها: وش اللي صار؟؟
سميرة بين شهقاتها: والله ماسويت شوي.. ماسويت شيء..
استاذنته مثل ماعلمتيني.. ضربني.. ضربني..
حينها هتفت وضحى بصدمة كاسحة: حسبي الله ونعم الوكيل.. كله مني.. كله مني..
والله العظيم ماقصدت إلا خير..
كنت متأكدة إنه بيعرف إني اللي علمتش الإشارة وانش ماتعرفين معناها..
لأني سمعته يفتح الدولايب وأنا واقفة برا فعرفت إنه طلع من الحمام.. قلت إنه بيشوفش جايه من عندي..
و بيلقى له شيء خليه يفك من جموده شوي..
ولأني أعرفه ذكي فهو أكيد بيستغل الفرصة اللي هو عارف إن أخته أرسلتها له..
والله العظيم ماقصدت شيء شين..
بغيتكم تفكون شوي وتتعشون وتنبسطون.. والله العظيم ماقصدت شيء شين!!
حينها رفعت سميرة وجهها المحمر وهي تهمس بصدمة بين شهقاتها المتقطعة: ليه الحركة وش معناها؟؟
وضحى تضع يديها فوق رأسها وهي تهمس بضيق: خلنا نأكل وعقب عطني بوسة!!
ثم أردفت بانهيال موجوع حرج: سامحيني سميرة.. والحين أنا باصلح غلطتي.. الحين
والله العظيم ماهقيت تميم ممكن يمد يده عليش حتى لو زعل..
حينها هتفت سميرة بوجع منثال: صحيح أنا ماهقيت منش تسوين فيني ذا المقلب
بس هذا أنتي قلتيها.. يعني حتى لو أنا أشرت له بذا الإشارة وهو زعل منها..
كان ممكن يتصرف معي أي تصرف إلا ذا التصرف..
أنا عمري في حياتي ماحد مد يده علي..
عشان انضرب ليلة عرسي..
أنا مستحيل أقعد عند أخيش دقيقة.. هذا مهوب صاحي.. والله العظيم مريض..
وين تلفوني؟؟ باتصل في غانم يجيني..
ثم بدأت تصرخ بكل الوجع والحسرة: أخيش مفكرني بهيمة.. وإلا ماوراي حد يرد الضيم عني؟؟
وضحى قفزت قبل سميرة لتأخذ هاتف سميرة وتخبئه في جيب بيجامتها.. وهي تهتف بحزم:
بس يا الخبلة.. افضحي روحش الفضيحة اللي مالها دوا
عروس تروح لبيت أهلها ليلة عرسها مضروبة!!
تخيلي بشاعة الكلام اللي بيطلع عليش..
الحين أخي الغلطان.. لكن أنتي اللي بتصيرين الغلطانة والمجرمة..
قلت لش هذي غلطتي وغلطة أخي وأنا بأحل السالفة بدون ماحد يدري..
سميرة انهارت تبكي مرة ثانية بأنين مثقل بالحسرات: مستحيل قلبي يصفا له..
وضحى هذا ضربني وليلة عرسي... أنتي حاسة فيني..
عروس تنضرب ليلة عرسها.. أنتي شايفة وجهي أشلون.. ضربني ضرب واحد مليان غل..
هذا أكيد مريض نفسي..
أنا مستحيل أعيش معه خلاص..
هذا ممكن كل شوي يضربني وبدون سبب..
وضحى بألم: والله أني حاسة فيش.. زين اصبري عليه شوي.. عشان نفسش مهوب عشانه..
خلاص هو مايستاهل عقب اللي سواه..
والله العظيم عشانش..
وضحى شدت سميرة وأجلستها على الأريكة.. واحضرت ثلجا من ثلاجة جناحهما ووضعته على وجه سميرة وهي تهتف بألم:
حتى لو حطيت عليه ثلج هذا بكرة احتمال يصير بنفسجي.. أشلون الناس يشوفونش كذا..
تدرين.. بأقول لتميم أنكم تروحون لشاليه لين تخف اللي وجهش!!
سميرة بجزع كأنها طفلة خائفة وهي تشد كف وضحى: لا وضحى تكفين.. مستحيل أروح معه مكان بروحنا..
وضحى بذات الألم الذي اتسع في روحها: والله العظيم ماعاد يسوي شيء..
ولو سوا.. اتصلي في أخيش وخليه يجيش..
سميرة برعب حقيقي: لا لا.. شيدريني يمكن يذبحني.. مستحيل أروح معه..
أخيش مهوب صاحي وما ينتأمن..
وضحى تشعر أنها تريد تبكي لمافعلته.. أرادت خيرا فإذا به يتحول لكل الشر:
خلاص سميرة أنا بأروح معش..
*********************************
" يمه كساب ينتظرني برا
تبين شيء بعد؟؟"
مزنة وهي ترتدي عباءتها أيضا: لا يأمش خلاص.. هذا احنا خلصنا وامهاب ينتظرني برا بعد..
خرجت كاسرة لم يكن في الخارج سوى سيارة كساب ومهاب والمكان خال تماما..
كاسرة توجهت لسيارة كساب وفتحت الباب الخلفي وركبت.. وهي تلقي السلام.
هتف كساب بغضب: تعالي قدام يامدام.. أكون سواقش وأنا مادريت..
أجابته كاسرة بهدوء مقصود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
محشوم يا أبو زايد.. بس أنا ماعلي نقاب.. مغطية وجهي بشيلتي عشان كذا ما أبي أرتز قدام..
حينها التفت كساب للخلف بحدة ليهتف بغضب أشد: والعباية مفتوحة بعد!!!
أجابته حينها كاسرة ببرود: أنا جيت هنا مع سواقة خالتك.. وكنت راكبة ورا والسيارة مظللة ..
وما أقدر ألبس نقاب ولا عباية مسكرة عشان مايخرب مكياجي وشعري..
حينها حرك كساب سيارته وهو يهتف بحزم غاضب فعلا:
كنت أسمع بالعذر اللي أقبح من ذنب والحين شفته وسمعته..
يعني ماكنتي تقدرين تأخذين معش عباية ثانية ونقاب!!
بس لا صارت الوحدة مافي وجهها حيا من وين تجيبه؟؟
أجابته كاسرة بغضب: الحيا أعرفه من قبلك.. ومهوب أنت اللي تعلمني إياه..
ثم أردفت بنبرة مقصودة: وكنت مثلك أسمع باللي يهاد ذبان وجهه وماشفته لين عرفتك..
أنت أصلا لو مالقيت شيء تعصب عليه بتخترع لك..
هتف ببرود: ماعليش مردود..
أجابته ببرود: أكيد ماعلي مردود دامني عندك أنا والكرسي واحد..
حد يرد على الكرسي.. يعني حتى سلامة مزون مابشرتني فيها..
تخيل إن عمي زايد هو اللي بشرني..
أجابها ببرود: المهم الخبر وصلش.. لا ومهوب من أي حد.. من الرأس الكبيرة مباشرة!!
أجابته بنبرة مقصودة: كان فيه واحد يتفلسف علي قبل حوالي شهر..
وقال لي طريقة وصول الرد أهم من الرد نفسه..
وأنا أقول لذا الواحد.. فرحتي بالخبر وحدة.. سواء عرفته منك أو من عمي زايد..
لأني فعلا مبسوطة بسلامة مزون..
لكن الاختلاف كان في احساسي فيك.. لو أنك أنت اللي بلغتني..
ليش تبي تحسسني دايم أني شيء غير مهم في حياتك!!
هتف لها ببرود أشد: أنتي ما تتعبين من كثر ما تتفلسفين؟!!
ثم أردف بنبرة مقصودة: وإذا على تحسيس الثاني بعدم أهميته..
فأنتي راعية الأولة.. وراعي الأولة ماينلحق..
أجابته كاسرة بذات نبرته المقصودة ولكن غزاها شيء من حزن شفاف:
أنت تبي تحاسبني على شيء ماقصدته..
أو يمكن تبي لك حاجز جديد بيننا لأنك شايف أن الحواجز هذي كلها ماتكفيك..
أجابها ببرود: والله الحاجز هذا ببركاتش ياهانم..
كاسرة صمتت.. أرهقها هذا الحوار العقيم وهي مرهقة أساسا..
لماذا تتجادل معه وهي تعلم أنها ستعود دائما لنقطة الصفر ودون أي فائدة!!
حين وصلا للبيت.. صعدت فورا لغرفتها..
كانت تخلع عباءتها حين دخل هو..
لم تتوقع مطلقا أنه سيأتي توقعت أنه سيوصلها ويعود للمستشفى..
توقعت بعدها أنه ربما سيدخل الحمام.. يستحم.. يستبدل ملابسه.. شيء من هذا القبيل..
ولكنه جلس على السرير يراقبها بصمت..
لا تنكر أنها ارتبكت من مراقبته.. بل خجلت وهي تجلس جواره
ولكنها تصنع مساحة بينهما لتخلع كعبها العالي.. ثم تنحني قليلا لتضعه تحت السرير
لأنها خجلت أن تحمله أمامه لخزانة الأحذية..
كانت قد وقفت واتجهت للتسريحة حين سمعت صوته يقول بهدوء غريب:
استغرب وحدة بطولش وتلبس ذا الكعب كله..
ظنت أنه يخاطب أحد غيرها.. لو كان هناك معهما أحد ثالث!!
للتو كان بينهما زوبعة.. وهاهو يوجه لها الحوار العفوي وكأنه لم يحدث شيء
(أنا من زمان أقول عنده انفصام في الشخصية!!)
لم ترد عليه وهي تتجه للتسريحة وتجلس على مقعدها وتبدأ بتفكيك تسريحتها
حينها صدمت أنه يقف ويتجه ناحيتها
ثم يمد يده إلى طيات شعرها وينزع معها مشابك الشعر..
ارتعشت بعنف وهي تمسك بكفه وتجذبها ناحيتها وتحتضنها بكلتا كفيها وتهمس بحزن عميق:
تكفى كساب بس.. خلني..
يعني مابين وجودنا في السيارة لين وجودنا في غرفتنا.. انقلبت 180 درجة!!
تدري وش أحس فيه الحين؟؟
أنك شايفني مجرد جسد رخيص..
تكفى كله إلا ذا الإحساس!!
كله إلا ذا الإحساس!!
حينها جذب كفه من بين كفيها وهتف بعمق وهو يبتعد عنها:
الظاهر إن كل واحد منا يتكلم بلغة مختلفة.. عشان كذا ماحد منا فاهم الثاني.. ولا فاهم وش هو يبي!!
***********************************
عاد بعد صلاة الفجر
وهو يتسلل حتى لا يراه أحد بناء على رسالة وضحى الغاضبة ..
وهي تطلب منه الحضور فورا لغرفتها..
كان مثقلا بالوجع إلى الحد الذي لا حد له.. ماعاد لوجعه حدود..
مثقل بالألم والقهر واليأس..
أي حياة هذه الذي تبدأ بكل هذه الشكوك ثم بصفع العروس..؟!
فتح باب وضحى بخفة.. ليجدها تجلس على سريرها ووجهها متورم لكثرة مابكت..
حينها أشار بجزع: وضحى أشفيش؟؟ حد فيه شيء؟؟
وضحى أشارت بغضب ودموعها تنهمر: ولك وجه تسأل بعد سواد وجهك؟؟
حينها أشار لها تميم بألم غاضب: إلا سواد وجه صديقتش مهوب سواد وجهي..
وضحى بغضب أشد: صديقتي وجهها أبيض وطول عمره أبيض..
البلا من اللي مخه ما أدري أشلون يفكر..
تميم بوجع: يعني أمانة عليش حركتها حركة عروس المفروض إنها مستحية وتنتظر إنه عريسها هو اللي يبادر..
هذي وجهها مافيه حيا..
وضحى بوجع أشد: سميرة ماتعرف وش معنى الحركة.. والله العظيم ماتعرف.... كلمتني يوم أنت دخلت الحمام تتسبح..
تقول إنها خايفة ومستحية وتبي تجي عندي..
قلت لها استاذني تميم بذا الحركة... حسبتك بتدري إنها جاية من عندي
و بتفهم إن الحركة هذي مني.. وأني أبيك تتلحلح.. مهوب أنت مستحي والبنت مستحية..
لا ينكر تميم صدمته البالغة وشعوره بألم عميق ممزوج بندم شفاف
ومع ذلك أجاب وضحى بألم مثال وهو يفجر كل غضبه وشكوكه:
أنا ماني بمستحي..وليش أستحي.. شايفتني ماني برجال..
الحيا للنسوان.. اللي رفيقتش ماتعرفه..
أنا قرفان منها.. فاهمة أشمعنى قرفان..
من يوم شفت صورها في اللاب.. وعقبه تجي لبيتي وحن متملكين بدون حيا
وتحاول توقفني بدون خجل من مسكها لرجال..
وعقبه ترسل لي ورد بدون حيا.. أمانة عليش قولي لي أي تصرف من هذولا تصرف وحدة تستحي..
وأصلا وحدة مثلها.. شابة صغيرة وفي جمالها.. ليش توافق على واحد مثلي
إلا لو كان عندها شيء ماتبي حد يعرفه!!
انقلب وجه وضحى بقرف: أخييييييه منك ومن أفكارك.. ماهقيت أنك ممكن تفكر كذا..
صدق أنك مريض!!
الحين لو سألتك.. تشك فيني أنني ممكن أروح في طريق خَمَل.. (خمل=شبهة)
نميم باستنكار حاد: لا طبعا..
وضحى بغضب: خلاص باقول لك أنك تقدر تشك فيني مليون مرة.. وسميرة ماحتى تشك فيها واحد من ذا المليون..
تميم عقد حاجبيه بحزم: أنا مايهمني دفاعش عن صديقتش.. كم ناس نظن فيهم خير
وهم يخفون البلاوي..
أنا علي من اللي حسيته وشفته بعيني.. رفيقتش ذي ماتستحي وفيها شيء غير مريح..
وضحى يزداد غضبها: أنا أبي أدري وش عندك ضدها؟؟؟
مجرد أفكار مريضة في رأسك..
أنا ماني بمتخيلة وين راح مخك وش سوت..
تشك مثلا إنها تكلم.. تسوي شاتنغ.. خلت شباب يشوفون صورها.. أو...
تميم بإشارة غاضبة: بس.. بس.. لا تكملين..
لا يريدها أن تفتح جروحه التي تنزف بغزارة.. لا يريدها أن تمنحه صور لشيء يؤلمه ولا يعلم ماهو ؟!!
وضحى بذات الغضب المتزايد: لا فسر لي.. وإلا ليش تفسر؟؟
دامك ماتبي بنت الناس وشاك فيها ومافي أذنك ماي.. ليش أساسا تتزوجها..
فيه ناس يتطلقون وهم في الملكة.. لا أنتو أول حد ولا آخر حد..
تميم بغضب: خذتها عشانكم.. وأنتي أكثر وحدة عارفة أني كنت أبي أتزوج وحدة بحالتي..
وضحى بدأت تنتفض من الغضب: واللي مثل حالتك.. بتكون ملاك نازل من السما.. منزهة من العيوب لأنها ما تتكلم ولا تسمع..
سميرة أطهر من الطهر.. ومهوب أنت اللي تعرفها.. أنا اللي أعرفها وأحلف على ذا الشيء وأنذر بعد
تدري تميم ماهقيت أني بأقول كذا.. بس والله أن سميرة خسارة فيك.. وأنت منت بكفو تأخذ مثلها....
حينها قاطعها بغضب موجوع: عشاني واحد أصم أبكم رفيقتش أحسن مني.. وخسارة فيني.. هذي آخرتها ياوضحى!!
وضحى بدأت تبكي لشدة الانفعال: والله العظيم أنت استخفيت.. مستحيل تكون تميم..
وين راحت أفكارك.. طهارة سميرة هي اللي خسارة في وسخ أفكارك..
وأنك تتكلم أو تسمع مالها علاقة!!
لا حول ولا قوة إلا بالله وش ذا المصيبة؟؟
***************************************
قبل ذلك
حين عدت من حفل الزفاف وجدته نائما..
ليس سوى كاذب كبير كالعادة
لا أنكر أنني سعدت أنه نام وتركني أنعم بالسلام بعيدا عنه!!
ولكن لِـمَ يكذب علي بقصة الشوق المزعومة؟؟
لماذا يستمر في لعبة السخرية مني؟؟
أكرهك عبدالله.. وحتى أخر نفس سبقى يتردد في صدري سأبقى أكرهك
أيها الحقير!!!
.
.
تمثيلية النوم قد أخذ عليها جائزة الأوسكار يوما!!
هربت من مجابتها..
تعبت من تمثيل التجاهل وأنا أحترق!!
وتعبت أكثر وأنا أنظر لها بكل اللهفة وتنظر هي لي بكل الكراهية والإزدراء!!
ولكن لا أنكر أنني شعرت بالتسلية وأنها أسمع صوت فتحها للخزائن.. لأنها تريد ازعاجي!!
ثم صوتها العالي وهي تحكي لحسن حكاية حتى ينام
غريبة هي هذه المرأة!!
كيف تريدني أن أتركها وأتناساها.. وحين تجدني نفذت ماتريده.. ونمت
تريد إزعاجي لأقوم من النوم..
.
.
" هذا أنا قمت وش تبين؟؟"
جوزاء كانت تغلق أزرار بيجامتها لتلفت له بجزع: خوفتني!!
أجابها بابتسامة: تخوفين بلد.. وتصحين جيش من النايمين عقب..
يالله هذا أنا قمت وش تبين؟؟
جوزاء تتشاغل بإعادة بيجامة تحركت من مكانها قليلا لتعيدها للصف الشديد الانضباط
وتهتف بعدم اهتمام: بصراحة ما أدري وش تقصد من كلامك السخيف؟؟
لا قومتك ولا شيء.. بالعكس تمنيتك تقعد نايم وتريحني!!
حينها ضحك عبدالله: قلت لش أنش ماتعرفين تكذبين.. أو إن كذبش مكشوف عندي..
تعالي قولي لي وش اللي في مخ الحلو مشغله وخلاه يصحيني من النوم؟؟
لا تعلم جوزاء ماذا كانت تريد بالتحديد عشرات الأفكار تزدحم في مخيلتها
ولكنها هتفت بدون تردد: عبدالله أنت عيال غير حسن؟!
لا ينكر عبدالله أنه شعر بالارتباك.. لا يعلم كيف خطر هذا السؤال ببالها
لكنه أجابها بتحكم واثق: لا ماعندي عيال غير حسن
ففي النهاية هذه هي الحقيقة.. فلم يعد له ابن غير حسن..
لكنها عاودت الإصرار: احلف زين!!
أجابها حينها بخبث: زين انتي وحدة تقولين ما تبيني.. وماتبيني حتى أتدخل في حسن..
وش عليش لو طلع علي عيال أو حتى عندي مرة!!
أظني المفروض تنبسطين.. وتقولين فكة مني!!
حينها انقلب وجهها بغضب: يعني تكذب علي عبدالله... تكذب علي!!
لم يستطع إلا أن يضحك وهو يقول: يا بنت الحلال ماعندي مرة غيرش ولا ولد غير حسن..
رغما عنها تنفست الصعداء وهي تصر للمرة الثانية: زين احلف دامك صادق!!
حينها أجابها بحزم: مع أني أكره أسلوب إن حد يكذبني.. لكن دام ذا الشيء بيريحش
والله العظيم ثم والله العظيم ثم والله العظيم أني الحين ماعندي ولد غير حسن..
ربما أن تشديده في الحلف وتثليثه جعلها لا تنتبه للكلمة الملبسة (الحين)..
ومع ذلك عاودت السؤال: زين من وين جاتك معرفتك للبزارين وطول بالك عليهم؟؟
حينها أجابها ببرود: تقدرين تقولين هذي موهبة من الله عز وجل.. وإلا تبين تعترضين على عطا رب العالمين..
احمدي ربش على زوج متعاون مثلي.. غيري قاط عياله على أمهم ومايدري شيء عنهم..
أجابته بسخرية: عياله.. كلهم ولد واحد الله يحفظه..
حينها أجابها بنبرة تلاعب مقصودة: والله بيننا موعد لين خمس شهور قدام ويشرفون الباقيين إن شاء الله..
أجابته بغضب: تدري أنك واحد وقح!!
أجابها ببرود: وأنتي وحدة جعجاعة وماعندش غير الحكي..
ثم أردف بتقصد وهو يقف ليتجه ناحيتها: من هذرتش الواجدة أنش وعدتيني بشيء إذا رجعتي..
وبما أنش صحيتيني من النوم.. فأنتي أكيد مانسيتي الوعد!!
************************************
" لا أعلم أي ذنب أذنبته..
هل هذا عقاب لي لأني خالفت رغبة أهلي وأصررت عليه وأنا أعلم أنهم رافضون!!
أ هكذا يعاقبني أنني فضلته على الجميع؟!
أعلم أنني بالغت في أفكاري المثالية..
ولكن ماهو سوء المثالية؟؟
شعرت بالفعل أن تميم هو من سيحتويني.. سيحتوي جنوني وصراخي..
كنت أشعر أن عمقه الذي كالبحر هو ماسيحتويني
ويبدو أن هذه الأفكار ليست سوى محض جنون.. لأن تميم لم يكن بحرا بل كان وحشا..
يا الله كلما استعدت بشاعة مظهره كيف انقلبت عيناه لينقض علي ويضربني
أشعر أنني لا أريد التوقف عن البكاء
أ يحكم علي أن يكون هذا زوجي؟!
لا لا يستحيل..
لا يمكن .. لا يمكن "
وهي غارقة في أفكارها ودموعها.. دخل عليها تميم..
حينها انكمشت بعنف والدموع تزداد انهمارا..
ألمه منظرها حتى عمق الروح.. مرهق هو من كل هذا..
مرهق.. مرهق !!
أشار لها أنهم سيغادرون الآن..
ولكن يبدو أنها لم تفهم.. وكيف تفهم وهي تبدو مرعوبة وجزعة هكذا!!
فتح جهاز حاسوبه.. وطبع لها بسرعة..
" قومي البسي عشان نطلع الشاليهات
ووضحى بتروح معنا!!"
وضع الجهاز أمامها على الطاولة.. ثم غادرها ليضع له غيارات في حقيبته...
لم تكن تريد الذهاب معه لأي مكان..
تشعر كما لو كانت تُقاد لقبرها..
ولكنها وجدت نفسها مجبرة.. فهي لا تريد أن تجلب لنفسها الكلام..
وقبل الكلام.. يكفي كل ماتشعر به من ألم..
لن تحتمل مزيدا من الألم حين يعلم الجميع بما حدث لها!!
*************************************
كاسرة صحت من نومها وهي تشعر بألم خفيف في حنجرتها وخياشيمها ناتج عن تنشقها لعطره الثقيل الفخم من قرب..
" الحين وين جاني عطره
وحن من عقب ماصلينا الفجر..
كل واحد نايم في ناحيته وبيننا مساحة مثل مساحة المحيط الأطلسي
وبيننا زعل مثل مساحة المحيط الهادي!!"
( لا أنكر أني البارحة تضايقت كثيرا من تفكيره.. أو ماظننت أنه يفكر به!!
ولكني تضايقت أكثر من أجله..
لا أعلم أي فوضى للمشاعر بات يخضعني لها!
ولكن كان من الأمور التي فتتنتي في كساب وفي ذات الوقت أغضبتني منه
إحساسي أنه غير خاضع لجمالي
وأنه يتجاهل فتنتي حين يريد!!
.
ولكن في ذات الوقت أكره أن يهمش عقلي لينظر لجسدي
فأنا عقل قبل أن أكون جسد..
وهذا الأمر لابد أن يكون واضحا تماما بيننا)
كانت هذه أفكارها المموهة قبل أن تصحو بالفعل!!
حين صحت فعلا.. علمت أنه كان أقرب لها من عطره بكثير.. فهي كانت تنام في حضنه.. وذراعاه تحيطان بها..
لم تتحرك من مكانها.. فهي لا تستطيع أن تنكر كم اشتاقت للنوم في حضنه..
رغم قصر المدة التي عرفت فيها هذا الحضن..
وهو حين أحس بدفء أنفاسها على صدره التي أنبئته أنها صحت من نومها..
شدها أكثر لصدره وهو يقبل أذنها و يهتف فيها بنعاس:
فيه وحدة هربت من حضني البارحة.. أشلون أصحى وألقاها في حضني الحين..
ممكن تفسرين لي؟؟
همست له بعذوبة ناعسة: اسأل روحك.. لأني البارحة نمت وأنا في مكاني..
أجابها بتلاعب: أسألش أنتي.. لأنه أحيانا في أحلامنا نسوي اللي نبيه..
أجابته بتلاعب شبيه: ونفس الكلام ينطبق عليك..
أنهت عباراتها وهي تبتعد عنه وتعتدل جالسة.. ليعاود شدها قريبا منه وهو يحتضن ظهرها ويهمس بذات النعاس: وين بتروحين؟؟..
أجابته برقة وهي تحتضن بكفيها ذراعه التي تحيط بخصرها: بأقوم أكلم أمي أشوف أخبار المعاريس..
هتف بسكون: وأنا بعد بأقوم الحين عشان أجيب مزون للبيت.. اقعدي معي شوي..
حينها شددت احتضانها لذراعيه وهي تهمس بحزم يخفي خلفه ألما عميقا:
صحيح كساب لو صار يوم وتضايقت واحتجت حد يخفف عنك.. ماراح تجيني..؟؟
أجابها ببساطة حازمة: أكيد.. باب تسكر في وجهي مرة مستحيل أطقه مرة ثانية..
سألته بذات الألم الشفاف المغلف بالحزم: ليه أنت ماتعذر أبد؟؟
أجابها بذات البساطة الحازمة: مشكلتي قلبي أسود.. وإذا شلت على أحد.. أبطي وأنا شايل عليه..
حينها سألته بعمق: طيب ولو أنا جيت مرة متضايقة ومحتاجتك.. وش ردة فعلك علي!!
أجابها بأريحية وهو يشدها ليحتضنها أكثر: بأقول العين أوسع لش من الخاطر!!
أبركها ن ساعة..
بس لا تهقين أني ممكن أنا أسويها يوم!!
" لا بأس كساب
لتلعب لعبة التباعد التي لا أعرف كيف قواعدك فيها..
كيف برجل يتباعد ثم أجده بيني وبين عظامي.. يتنفس أنفاسي؟؟
كيف هو تفسيرك للتباعد؟؟
وحتى متى سنبقى نلعب بين حواجزك المتكاثرة؟؟"
******************************************
" مزون.. مزون!!"
أجابت مزون بابتسامة مشرقة: هلا عمي تعال فديتك..
دخل منصور بخطواته الثقيلة الصارمة وهو يرتدي لباسه العسكري..
حين رأى مزون تجلس على المقاعد وليس على سريرها اتسعت ابتسامته..
فهو زارها بالأمس فور معرفته بسلامتها.. ولكنها كانت مازالت مرهقة وتجلس على سريرها..
وقفت لتسلم عليه بينما كان يهتف لها بمودة: أشلونش اليوم يأبيش؟؟
ابتسمت بشفافية: مابعد صرت طيبة مثل اليوم.. اقعد خلني أقهويك.. شكلك مابعد تقهويت..
ماشاء الله أنت أول واحد جيتني اليوم..
ابتسم وهو يجلس: أنا أساسا رايح الدوام.. بس قلت أمرش قبل تطلعين!!
مزون كانت تسكب له القهوة بينما هو كان شاردا نوعا ما وهو يتلفت حوله..
حاولت مزون كتم ابتسامتها وهي تهتف بخبث لطيف: عمي تدور حد؟؟
رد عليها بحزم: لا.. ليش تسألين؟؟
مزون بذات الخبث اللطيف: لأنه الفنجال برد في يدي وأنا مادته.. ولا حد صوبي!!
حينها سألها بمباشرة: وينها؟؟
أجابته بابتسامتها المتسعة وهي تشير للحمام بخفوت: تتسبح داخل!!
ثم أردفت بشجن: عمي حالكم مهوب عاجبني.. لا حالك ولا حالها..
أجابها بحزم: هي اللي طلعت من بيتها وكبرت السالفة..
أجابته مزون بحزن: زين خالتي حامل وتعبانة.. ونفسيتها تعبانة..
ما تستاهل شوي تنازلات منك..
شد منصور له نفسا عميقا: أنتي بنفسش شايفة أشلون هي تتهرب مني
أشلون نتفاهم زين؟؟
ابتسمت مزون: وهي تقول أنك أنت اللي تصد عنها وماتبي تكلمها..
منصور باستنكار: أنا ؟!!
وقبل أن تجيبه مزون سمعا صوت باب الحمام يُفتح.. وصوت عفراء من الباب الموارب: مزون عندش حد؟؟ كني سمعت صوت!!
مزون بخبث رقيق: لا ماعندي حد تعالي!!
عفراء خرجت وهي تجفف أطراف شعرها بالمنشفة التي تمسكها بين يديها ولأن وجهها كان مائلا للجانب وهي كانت خالية الذهن تماما
لوم تنتبه لمن لم يستطع حتى البقاء جالسا حين خرجت.. بل وقف.. لا يعلم لماذا؟؟
كانت عفراء تهمس بعفوية: الله يجيرنا من نار جهنم.. الساعة 7 الصبح والماي حار مولع.. حسيت جلدي بينسلخ..
أنهت عبارتها لتنتبه حينها للواقف أمامها.. سقطت المنشفة من يدها..
وهي تشعر بفتور في عظامها.. تمنت أن تعود للحمام حرجا من شكلها..
ولكنها رأت أن هذا الموقف سيبدو سخيفا.. فهذا زوجها وليست المرة الأولى التي رآها هكذا..
مزون استغلت حالة الذهول اللذيذ الذي غرق فيه الاثنان وهما يتادلان النظرات..
لتتجه للحمام وهي تهمس بثقة: أنا باتسبح.. خذو راحتكم..
عفراء حين سمعت صوت باب الحمام أغلق.. ارتبكت وهي تطرق الباب بخفة.. وتقول بصوت تنخفض: مزون يالخبلة تعالي!!
حينها تقدم منها منصور.. أمسك بكفها وهو يشدها بعيدا عن باب الحمام..
شعرت حينها كما لو أن الهواء سكن حولها.. ووجهها الذي كان محمرا من حرارة الماء تفجر احمرارا لعشرات الأسباب..
مد ظهر أنامله ليمسح على خدها الدافئ وهتف بنبرة ثقيلة خادرة:
يوم أنتي قلتي له مرة بعد زواجنا بفترة بسيطة إن الماي ينزل من الحنفيات حار..
أنا وش سويت.. وفي نفس اليوم؟؟
ارتعشت بيأس وهي تجيب بخفوت ودون أن ترفع نظرها إليه:
ركبت تبريد مركزي على خزان البيت الرئيسي..
حينها هتف بنبرة عميقة فيها رنة حزن.. رجولة.. شيء عميق خاص به:
ولو تبين ركبت لخزانات مستشفى حمد تبريد مركزي!!
أجابته حينها بحزن شفاف موغل في الشفافية: مابغيتك تركب برادات ولا خزانات..
بغيتك تحس فيني..!!
حينها أمسك بوجهها بين كفيه ورفعه بخفة لينظر إلى عينيها ويهتف بتأثر:
إذا أنا ماحسيت فيش.. من اللي في العالم يستحق أحس فيه..
أجابته بذات النبرة الحزينة الشفافة: اسأل نفسك..
أنا بغيتك تحسسني إني شريكة حياتك صدق.. رأيي مهم عندك.. واستقلال شخصيتي مهم عندك..
أجابها حينها بصدق نادر موجع: عفرا أنا ماعاد فيني صبر على بعدش.. الليل ما أرقده..
أدور في البيت كني خبل.. باقي أضرب رأسي في الطوف من القهر..
هتفت بجزع شفاف حقيقي: سلامتك من القهر يأبو زايد..
صمتت لثانية ثم أردفت بحزن: وأنت ظنك إن حالك أحسن من حالي..
طول اليوم وأنا بالي مشغول عليك.. وش سويت؟؟ وش كلت؟؟ جيت وإلا مابعد جيت؟؟
بس يا منصور أنا طلعت من البيت لأنه فيه وضع أنا ماقدرت استحمله..
حينها هتف منصور بحزم يخفي خلفه أمله الشاسع: خلاص أنا مستعد أجي وأراضيش قدام زايد وعياله..
مع أنه الموت أهون علي أني أصغر نفسي قدام أحد.. بس مستعد أسويها بدون تردد.. المهم ترجعين لي!!
أجابته عفراء بلهفة: طيب وشغلي؟؟
ليصدمها بقسوة وهو يقول بحزم: لا الشغل لا.. أنا قبل حملش يمكن ماكان عندي مانع في الشغل..
بس أنش تخلين ولدش عشان تروحين للشغل مرفوض..
لازم عفراء تقدمين تنازل شيء مقابل شيء.. هذا أنا قلت بأراضيش.. راضيني أنتي بذا الموضوع..
حينها شدت عفراء لها نفسا عميقا وهمست بحزم: وأنا ما أبيك تراضيني قدام حد..ولا تصغر نفسك قدام حد..
أنا مستعدة الحين الحين.. إذا جاء كساب وخذ مزون.. أني أرجع معك للبيت الحين.. وبدون تدخل أي حد بيننا..
بس شغلي ما أخليه.. لأني ماني بمقتنعة بأسبابك.. وأنت ماقدمت لي شيء يقنعني..
وإذا على ولدنا ..مزون دراستها العصر..بأخليه عندها الصبح..
حينها غزت الخيالات الحالمة أفكاره..
أ حقا ستكون في حضنه الليلة؟؟
بعد أن اُنهك من بُعدها وصقيع البيت بَعدها!!
ولكنه على الجانب الآخر.. رافض تماما لعملها.. لا يمكن أن يخدعها ويقول أنه موافق..
لذا هتف بحزم: سامحيني عفرا.. قلت لش الشغل مرفوض!!
حينها ابتعدت عنه وهي تدير له ظهرها وتتشاغل بوضع أشياء مزون وأشياءها في الحقيبة ..
حتى لا يرى لمعة الدموع في عينيها وهي تهتف بحزن عميق:
خلاص يأبو زايد.. أنت اللي أنهيت الحوار مهوب أنا..
توكل على الله.. الله يحفظك.. روح لشغلك..
*****************************************
" يمه من جدش؟؟ وأشلون وضحى تروح معهم؟؟
هذي أكيد استخفت!!"
مزنة بغضب: يأمش مادريت حتى أنهم راحوا.. تخيلي أنا أساسا مانمت.. وعقب ماصليت الفجر.. رحت للمطبخ اللي برا
أجهز ريوقهم.. خلصت على الساعة 7.. وطلعته أنا والخدامات.. لقينا باب الغرفة مفتوح.. وماحد فيها..
والسرير ماحد نام عليه...عاد الورد اللي نثرناه فوقه.. فوقه ماتحرك من مكانه..
أدور وضحى مالقيتها.. بغيت استخف.. رحت أدور تلفوني باتصل..
لقيتها مرسلة لي مسج أنها راحت معهم الشاليهات لأن سميرة مستحية وأحرجتها بتمسكها فيها..
أتصل فيهم تلفوناتهم مسكرة!!
كاسرة شدت نفسا عميقا وهي تثبت هاتفها على أذنها: يمه السالفة كلها مهيب طبيعية..
انتظري لين أتصل في وضحى وأشوف السالفة وأخلي امهاب يروح يجيبها
ولين ذاك الوقت خلي السالفة عادي.. أي حد يسألش عنهم.. المعاريس رايحين الشاليهات..
ووضحى في غرفتها.. لا حد يدري إنها معهم حتى صديقاتها..
وأنا الحين بأرسل مسج لها أقول لها كذا.. وأطلب منها تكلمني على طول..
************************************
" يا الله ياقلبي الليلة بنمسي في بيتنا إن شاء الله
كنا نتنى عرس سميرة.. وهذا احنا خلصنا الحمدلله.."
نجلا بتأثر: زين خل أمي صافية تروح معنا الليلة تمسي عندنا..
واجد متاثرة من روحتنا..
صالح بألم: يا بنت الحلال تبي لها يومين وتتعود..
هذي عالية عندها.. وعبدالله ومرته..
يعني وجودهم بيخفف عنها..
أنا أصلا عرضت عليها تروح معنا.. بس هي مارضت..
نجلاء وقفت وهي تهمس بهدوء: الله يجعل دخلتنا للبيت دخلة خير
ويعطينا من خير ذا البيت ويكفينا شره..
****************************************
" هزاع تبي فلوس؟؟"
هزاع يلتفت لوالده مبتسما: غريبة تعرض علي من نفسك.. بالعادة لازم أذل نفسي شوي وأنا أطلب..
أبو صالح يبتسم: يا الكذوب.. وأنا متى حديتك تذل نفسك والفلوس تجيك بدون ماتطلب..
هزاع يبتسم: جعلني ما أخلا منك.. بس الشباب ماقصروا.. كل واحد من أخواني عطاني.. فرحانين أني خلاص بأدخل الكلية
وبيصير عندي راتب وماعادني بغاثهم بالطلبات..
أبو صالح بأريحية: ادري أن الكلية أول ماتدخلون فيه أشياء واجد يطلبونها
خافك محتاج فلوس..
هزاع يقف ليقبل رأس والده: الله لا يخليني منك.. لو احتجت لا تظن أني أصلا باستحي.. السحا ممسوح من قاموسي
************************************
" سميرة ياقلبي ماكلتي شيء!!"
سميرة تلمس خدها المزرق وتهمس بسكون كسكون الموت:
والله العظيم ماني بمشتهية شيء.. أنا لو أقدر أزوع كبدي.. زعتها.. وأنتي تبيني أأكل..
وضحى بحزن عميق: لو أقدر أرجع الزمن ورا.. رجعته.. احساسي بالذنب يخنقني..
سميرة تهمس بذات النبرة الساكنة الميتة: الذنب ذنب أخيش بروحه.. صحيح أنتي غلطتي..
بس ردة فعله كانت جريمة في حقي..
مافيه حد يرد على غلطة تافهة بجريمة..
فرضا استخفيت وعقلي ناقص وقلت له عطني بوسة.. يعطيني كف؟؟
والغريب أنها ضحكت ضحة مرة قصيرة أشبه بالبكاء:
تدرين وضحى أيام الملكة تعرفين الأفكار الغبية اللي تدور في رأس الغبيات مثلي..
كنت أسأل نفسي ببراءة قصدي بغباء.. أشلون أول مرة بيوبسني أبو ضحكة حلوة..
الحين يوم أتخيل مجرد تخيل إنه ممكن يسويها أحس أني بأرجع كل اللي في بطني..
وصدقيني لو كان في بطني شيء الحين كان رجعته قدامش..
وضحى تستمتع بألم وهي تشعر كما لو كانت أمعائها تتمزق..
فمن تتكلم عنه سميرة هو شقيقها الأغلى من عينيها ومع ذلك تجد نفسها مضطرة لبلع حسرتها والسكوت..
لأن حسرة من تشاركها هذه الطويلة الصغيرة هي حسرة تجاوزت كل مدى..
تجلسان منذ ساعات على هذه الطاولة لم تتحركا.. بينهما نزيف مر من الكلمات والوجع..
وهو يجلس في الخارج..
الجو حار جدا.. ومع ذلك مازال يجلس تحت المظلة رغم تصبب عرقه الغزير..
وسميرة تكمل نزفها المر: تدرين وضحى لولا خاطرش.. وإلا كان دعيت في قلبي
إن أخيش مايقوم من قعدته هذي..
حينها قفزت وضحى وهي تصرخ بألم: بس سميرة.. بس.. من الصبح لين الحين وأنتي تذبحيني بس حرام عليش..وأخرتها تبين تدعين عليه!!
تميم هذا اللي من الصبح تقطعين فيه.. أغلى علي من أنفاسي اللي أتنفسها..
تميم هذا مافيه أطيب من قلبه ولا أحن..أنتي ماتعرفينه.. بس هو موجوع موجوع..
رجّال رأسه مليان شكوك.. والشك يذبح الرجّال.. لا تلومينه على شكوك أنتي زرعتيها في رأسه!!
سميرة قفزت هي أيضا لتصرخ باستنكار: أنا؟؟
وضحى بدأت تبكي: إيه أنتي.. هو غلطان والغلط راكبه من رأسه لساسه.. بس أنتي كان لش من الغلط نصيب..
وأنا اللي طحت في النار بينكم..
حينها بدأت سميرة تصرخ بجزع موجوع متحسر: ليه وأخيش وش عنده ضدي..؟؟
أنا اللي يصلون على طرف ثوبي.. يأتي أخيش يشك فيني!!
وسرعان ماانهارت كل الحقائق.. ووضحى تنثال بكل شكوك تميم..
وليتها لم تفعل.. ليتها لم تفعل وهي تكمل على خطئها السابق خطأ أشد فداحة!! وكلاهما كان بحسن نية!!
.
.
.
مازال على مقعده..
غارقا في أفكاره وآلمه الذي يغوص في روحه إلى نخاع النخاع..
ربما لو بصق الآن لبصق دما من روحه المدمرة!!
" لماذا يحدث كل هذا؟؟
لماذا؟؟
لماذا لم أنهِ الموضوع بأكمله قبل أن نصل إلى هذه المرحلة؟؟
قبل أن أنحرها وأنحر روحي قبلها!!"
يتذكر وصولهم هنا.. كان يريد أن يهرب قبل أن يراها..
لكن كأنها تريد عقابه.. خلعت نقابها قبل أن يهرب..
تحول اللون الأحمر الداكن في خدها إلى لون مزرق..
كلما تذكر ترتعش يده التي صفعتها..
" أ حقا أنا فعلت ذلك؟؟
أ حقا امتدت يدي لها؟؟
(امساك بمعروف أو تسريح بإحسان)
لم أستطع أن أفعل أي شيء منها!!
ولكني مثقل بالوجع والألم والخديعة..
عشرات الخيالات المؤذية تغزو خيالي وتجرح كل مافيني
رجولتي وحميتي وإنسانيتي!!"
وهو غارق في أفكاره.. شعر بمن يلكزه في كتفه بعنف..
كانت هي.. وجهها محمر وعيناها متفجرتان بالدموع.. واللون الأزرق في خدها ازداد لونه ازرقاقا وفي قلبه ألما..
كانت تصرخ تصرخ وتصرخ.. قالت كلاما كثيرا.. لم يفهم منه شيئا..
يستطيع أن يقرا حركة الشفاة بصورة جيدة..
ولكن شفتيها كانتا تتحركان بسرعة هائلة عدا أنه لم يستطع التركيز
وهو يرى حالتها الهستيرية
وهي تمسح سيول أنفها وعينيها بذراعها في حركة يائسة مرارا وتكرارا
وضحى وصلت فورا خلفها وهي مقطوعة الانفاس ووجهها محمر كذلك ودموعها تنهمر بغزارة.. سألها تميم بإرهاق موجوع:
هذي وش فيها؟؟
وضحى أشارت له بخجل: أنا قلت لها عن شكوكك فيها..
حينها تفجر غضب تميم: أأتمنش على سر وتروحين تقولينه لها..
أنتي ماكفاش اللي سويته فيها البارحة؟؟
وضحى تبكي: بغيتها تعرف السبب اللي خلاك تسوي كذا!!
تميم يشير بغضب أشد: وانتي وش دخلش؟؟ وش دخلش؟؟
كانا يتبادلان الإشارات بينهما وسميرة خارج المشهد تصرخ وتصرخ وتصرخ..
التفت تميم لها وهو يشير لوضحى بعصبية: زين هي الحين وش تقول ولا تدسين علي شيء..
أساسا أنتي خلاص ماعاد تعرفين تدسين شيء؟؟
وضحى بألم شاسع: كلام واجد.. مقهورة ومضيومة.. تسبك شوي.. وتتحسر شوي!!
تميم بغضب: ترجمي لي وبسرعة..
حينها كانت سميرة تشهق وهي تنهمر بكل ألمها:
أنا وش ذنبي اللي سويته؟؟
عشان أنا سليمة ووافقت عليك تشوف هذا مبرر أنك تشك فيني!!
أو حتى لأني نسيت صوري على جهازي..
أو تهورت وحاولت أقومك ثم استخفيت وأرسلت لك ورد..
أنا أساسا غبية.. غبية.. اللي حسبتك ممكن تكون لي القلب الكبير..
أنا مابغيت صوتك ولا كلامك.. بغيت قلبك بس..
مادريت أنك أساسا ماعندك قلب.. وأنك واحد مريض..
طلقني الحين.. طلقني.. أنا مستحيل أعيش معك دقيقة..
أنا سميرة بنت راشد تشك فيني وفي أخلاقي..
تخسى أنت ووجهك.. كفو لك وحدة تناسب أفكارك الوسخة مهوب أنا..
وضحى كانت تترجم بالحرف وبذات سرعة انثيال سميرة التي كانت شهقاتها تتزايد وارتعاشها تتزايد؟؟
بينما غضب تميم يتزايد ويتزايد.. ولكن قبل أن يبدر من أي منهم تصرف ما..
سميرة انهارت على الأرض وجسدها كله يرتعش بعنف كأنها حالة صرع..
وضحى وتميم جثيا كلاهما جوارها.. كانت وضحى تريد أن ترفعها عن الارض
ولكن تميم أشار لها أن تسرع وتحضر ماء
وهو يشد سميرة ناحيته ويضع رأسها في حضنه..
وضحى دخلت ركضا..
بينما تميم أسند رأسها بخفة لحضنه وهو ينظر لحالتها غير الطبيعية من الارتعاش كما لو كانت لسعها تيار كهربائي..
عيناها تتقلبان.. والزبد يخرج من بين شفتيها..
شعر أن هذا الألم الذي مزق روحه لايريد التوقف عن تمزيق روحه..
ما ذنب هذه الصبية فيما فعله فيها؟؟
حتى لو كان يشك فيها أو مازال؟؟
كان يجب أن يطلق سراحها قبل أن يحدث كل هذا!!
لماذا يعاقبها على شكوك لا اثبات لها.. لماذا؟؟
كان يجب أن يكتفي بعيش ألمه هو لوحده..
" يا الله خلاص مافيني.. مافيني!!
حاس أني باموت..
ماعادني بمستحمل أكثر من كذا!!
خلاص"
*****************************************
" هلا كاسرة.. أنتي وين؟؟
فيه ناس بيجون يهنوني السلامة..
تنزلين لنا في مجلس الحريم العود تتقهوين معنا؟؟"
كاسرة تجيب بمودة: ماعلية بأجي بس بعد شوي.. لأني في بيت هلي..
خليت كساب يوديني وهو رايح صلاة العصر
لأنه جدي فديته عنده موعد اليوم.. وأنا تعودت إذا كان عنده مشوار برا البيت
إني أنا اللي ألبسه.. وما أقدر أغير عليه ولا على نفسي عادتنا..
أول مايروح موعده بأجيكم أنا وامي.. لأنها هي يعد تبي تهنيش السلامة..
مزون بمودة رقيقة: حياكم الله!!
حين أنهت كاسرة الاتصال هتفت مزنة باهتمام: ها كلمتي وضحى.. تعبت أتصل والتلفون مسكر..
كاسرة تزفر: لا يمه.. بس هي أرسلت لي مسج.. تقول مافيه شيء.. وكل شيء زين..
وإنه مافيه داعي نحرجها.. لأنها بروحها منحرجة من روحتها معهم..
بس سميرة مستحية واجد..وأصرت علي وعقبه تميم أصر عشانها..
مزنة تتنهد: خير خير إن شاء الله.. يا الله قومي لبسي جدش..
امهاب جاي الحين يأخذه..
****************************************
" ترا بنسافر قريب؟؟"
جوزاء تلتفت لعبدالله بحدة: حن؟؟ وين؟؟
عبدالله بحزم: مصر!!
جوزاء بعصبية: ما أبي أسافر معك..
عبدالله بذات الحزم: بتسافرين غصبا عنش.. لأنه حن ماحنا برايحين نتفرج
بنروح عشان تدرسين..
جوزاء بصدمة: أنا وش أدرس؟؟
عبدالله بحزم أكبر: تكملين دراستش.. أنا راسلتهم خلاص وعبدالرحمن عطاني أوراقش.. احتسبوا أكثر ساعاتش..
يعني فصل واحد وتتخرجين..
جوزاء بعصبية: ما أبي أروح.. عبدالرحمن قد عرض علي..
عقب ماحاول في الجامعة هنا يرجعوني ومارضوا لأني تجاوزت الحد المسموح للاعتذار..
قلت له برا ما أبي أروح!!
عبدالله بحزم بالغ: والله هذاك أخيش وكيفش تعين..
بس أنا أقول لش إنش بتروحين رضيتي وإلا مارضيتي..
***************************************
" يمكن قريب أسافر وأودي مزون
أبيها تغير جو شوي
تسافر معنا؟؟ "
علي يلتفت لوالده ويهتف بمودة: لو ماعندي شغل ضروري سافرت معكم..
زايد بحزم: على ذا الشغل.. لا مرة ترادك الصوت ولا حد يدري عنك لا رحنا أنا وأختك..
علي يبتسم: ياشينك يأبو كساب لا حطيت شيء في راسك..
سنين وانت تحن على كساب لين طاعك..
بس أنا عاد باسي مهوب قوي مثل كساب...
يعني كساب خذ منك سنين.. بس أنا عاد ماخذ في يدك كم شهر
ارحمني يبه طال عمرك..
زايد بمباشرة صريحة: أبي أدري وش فيك نقص ماتعرس.. ناقصك يد ولا رجل؟؟
علي يضحك: ناقصني أني أكون أنا أبي أعرس.. مالي مزاج يا أبو كساب..
لا اشتهيت العرس.. جيتك بروحي وقلت زوجني.. وعد علي
وأنت ريح بالك مني.. أنا مرتاح كذا..
************************************
" هاجهزتي لنا القهوة والقناد والبزار اللي بنروح به معنا!!" (بزار=بهار مشكل)
عالية بتأفف: يعني إلا تذكرني بالمغثة.. تو الناس باقي 3 أسابيع على روحتنا..
نايف يبتسم: يا بنت أختي العزيزة.. خلني أنبهش من بدري.. لا تورطينا مثل السنة اللي فاتت..
جبتي لنا بزار اللي يعز النعمة.. سويت ريجيم بسبته..
عالية تضحك: وش أسوي.. كل سنة كانت نجلا هي اللي تولى المسئولية
والسنة اللي فاتت يوم رحنا.. كانت توها زعلانة من صالح وطافشة بيت أهلها
استحيت أقول لها.. تخيل أنا استحيت!!
إلا المسكينة طلعت مجهزة كل شيء مثل عادتها.. ويوم سافرت اتصلت فيني في زعلانة..
قالت لي يعني عشاني زعلانة مع صالح بأغير عادتي معش كل سنة..
نايف بابتسامة: واللي طاح فيها أنا المسكين..
عالية تبتسم: لا تسوي فيها شهيد بزاري.. لأنك كان باقي تلحس الصحون
ثم أردفت بتحذير وهي تتذكر شيئا: شوف قبل ما تحجز.. تأكد إن فهد بيكون رجع من دورته..
لأني مستحيل أروح ماشفته.. حتى لو أجلنا السفر شوي!!
نايف بمودة: فهد راجع بعد أسبوعين وسفرنا بعد ثلاث أسابيع..
عالية تسأله: زين بتكون خلصت موضوع البيت..؟؟
حينها هتف نايف بضيق: الموضوع تقريبا خلص.. باقي بس استلم الفلوس وأسلمها للمحكمة تقسمها..
يا الله عالية ما تخيلت أني باتضايق كذا لا بعت البيت عشان خواتي زعلانين..
عالية ترفع يديها للسماء: يارب يقعدون زعلانين ويفكونك من شرهم!!
نايف ينهرها: عيب عليش.. خالاتش ذولا.. وخواتي.. وما أحب حد يقول عليهم شر.. يعني عشان يحبوني..
عالية تهز كتفيها: هذي مهيب محبة طال عمرك.. هذا تملك..
يا أخي هم مهوب قادرين علي عيالهم ورياجيلهم..
متشطرين عليك.. عشانهم يشوفونك طيب وما تحب تحزنهم..
ثم أردفت بحماسة: خلاص لما ترجع المرة الجاية.. بتدور بيت!!
ابتسم نايف: لا من الحين بأعطي أبو صالح وكالة.. وطلبت من صالح يدور لي بيت زين على راحته..
ما أبي أشغل نفسي بذا السالفة..
عالية تبتسم: الله يانايف ماني بمصدقة إنه ماعاد باقي علي إلا فصل واحد وأخلص.. حاسة أني أدرس عمري كله..
نايف (بعيارة): هذا كله استعجال على الدكتور عبدالرحمن؟؟
نظرت له عالية بنصف عين: عندك مانع يا أفندي؟!
نايف يقف وهو يبتسم: لا ماعندي مانع.. ولو عندي مانع بتأكليني بقشوري أصلا...
عالية تقف معه وهي تهتف بابتسامة: وأنت فصل عقبي وتعرس بعد..
لا تبكي لا تبكي من الحرة...
نايف يهز رأسه رفضا: لا طال عمرش.. أنا توني.. وعاد وراي دكتوارة..
تبين يعني بعلش أحسن مني؟!!
*****************************************
" شوفي يام عبدالرحمن.. ترا من بكرة بأجيب المهندس
عشان يشيك على المكان
أبي أسوي الطابق اللي فوق كله لعبدالرحمن
وغرف البنات انقليها تحت"
أم عبدالرحمن تبتسم: تو الناس يا ابن الحلال..
أبو عبدالرحمن بحزم: لا تو الناس ولا شيء.. أول ما ترجع مرته من السفر بنحدد موعد العرس..
حينها همست أم عبدالرحمن بخجل: زين دامك تبي ننقل غرف البنات تحت..
شعاع من زمان وهي تقول إنها تبي تغير غرفتها..
أم عبدالرحمن انكمشت قليلا حين رأت انعقاد حاجبيه.. وظنت أنه سينفجر فيها
ولكن الغريب أنه أجابها بذات الحزم وبقوله: خليها تغيرها على كيفها..
بس أنا اللي بأوديها تتنقى.. ولو تبي تغير الديكور والحمام بعد ماعندي مانع..
وحتى جوزا لو بغت تسوي شوي في غرفتها مايهمها من المصاريف..
عشان لاجات عندنا أو تنفست عندنا عقب الولادة إن شاء الله.. تعين المكان اللي يريحها..
****************************************
" الحين يا اللزقة.. أقول لك بانزلك بيتك.. تقول لا..
ما يكفيك أنك رحت معي لموعد جدي.. وصدعت رأسي بهذرتك وجدي يسوي العلاج الطبيعي..
وهذا احنا راجعين.. وعادك ماتبي تتخلص..
تراني مافيني ريحة آل ليث عشان تلزق كذا؟؟"
عبدالرحمن بمرح: ياحي الطاري بس.. وش أسوي ماعندي غيرك أتسلى به..
خل بنت آل ليث لين تخلص دراستها وربي يفرج علي وأعرس
وعقبه بأتفل في وجهك!!
مهاب يبتسم: خوش دكتور.. مايعرف من الثقل إلا اسمه..
عبدالرحمن بابتسامة: أنا ما أدري وش تفسيركم للدكتور... نظارة وتكشيرة..
ماعليه النظارة ومشينا الحال.. بس عاد التكشيرة وثقل الطينة خليتهم لك..
مهاب بذات الابتسامة التي تكون حاضرة دائما مادام يتحاور مع عبدالرحمن:
تدري يا الدب.. لو خالد آل ليث عنده بنت ثانية.. كان نشبت في حلقهم يزوجوني عشان أصير عديلك وأغثك..
عبدالرحمن يضحك: غاثني بدون شيء.. ومصنع مرتي سكر عقبها لأنها نادرة..
وإلا وش رأيك يبه؟؟
قالها وهو يتقدم قليلا ليستند على مقعد الراكب الأمامي حيث يجلس الجد جابر
الذي أجابه بتأفف: رأيي.. إنه رأسي آجعني من هذرتكم.. عاد حن مبطين؟؟..
أبي الحق على صلاة المغرب في المسجد..
مهاب بمودة واحترام: خلاص يبه عشر دقايق وحن في البيت طال عمرك.. وقبل المغرب إن شاء الله..
لم يكد مهاب ينتهي من عبارته.. حتى تعالى صراخ عبدالرحمن بالتحذير الجزع:
امــــهــاب..
انـــتـــــــبــــه !!
انـــــــتــــــــبـــــــه!!!
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
أدري ودكم تذبحوني
وأدري عشرات التوقعات بتدور
بتعرفون اللي صار وبيصير قريب
اليوم حطيت لكم بارت اليوم وبارت الخميس
وبأخذ فترة استراحة قصيرة أسبوع
وارجع لكم يوم الاحد الجاي.. يعني اللي بعد أسبوع ونص
.
ولا رجعت وقريتوا البارت الجديد عرفتوا ليش خذت استراحة..
أدري إنه البعض كان متضايق ويقول فيه بطء فيه الأحداث
بس أنا كنت قاصدة لين أوصل تميم وسميرة لحزب المتزوجين
عشان نبدأ معهم المرحلة الجديدة والأخطر من بين الأمس واليوم
واللي بتبدأ من البارت 55
.
.
.