كاتب الموضوع :
اوركيد
المنتدى :
من كل بحر قطره
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا اوركيد و فجورة على الدعوتى للمشاركة فى هذا الموضوع الرائع و اتمنى ان لا اثقل عليكم
احييكم على مجهوداتكم و موضوعاتكم المتميزة و التى تقدم ثراء حقيقى للقسم .. فشكرا جزيلا
تجربتى شخصية جدا و لكى اتطرق اليها لا بد من مقدمة فتحملونى
سنعود للماضى قليلا حتى اضعكم فى الصورة و يصل اليكم شعورى كاملا و تلاحظوا الفرق
شأنى كشأن الكثير من الفتيات كنت فتاة مدللة مرفهه لا يشغلنى سوى اخر اصدارات دور النشر التى افضلها او ماذا سأرتدى فى عرس فلانة قريبتى او حتى صعوبة امتحان المادة التى ابغضها ... بمعنى اخر لم تواجهنى صعوبات او ابتلاءات حقيقية بفضل والدين اخذا على عاتقهما تذليل اى صعاب امامى انا او اخوتى
تزوجت صغيرة و كنت مازلت ادرس و الحمد لله وهبنى الله زوجا حنونا متفهما دللنى و لم يثقل على فى شىء .. اى ان حياتى استمرت مثالية لا يعكر صفوها شىء و زادت سعادتنا بحملى بعد الزواج مباشرة و كانت فترة الحمل سعيدة و لم اشعر باى تعب من متاعب الحمل بل مرت و انا اهنأ برعاية الجميع و محبة و اهتمام زوجى ذاك الرجل العظيم الذى كان له اعظم الاثر على فيما بعد
بعد اكتمال شهور الحمل وضعت طفلا ذكرا جميلا و على قولة والدتى اجمل طفل شاهدته و "كأن على كل خد من خدوده ورده" .. بعد مضى شهران لاحظت على طفلى اختلاف فسارعت به للطبيب فاذا بى افاجأ ان به خللا وراثيا فى عينيه و لا بد له من اجراء عملية سريعة لان كلما تأخرنا قد يتضرر العصب البصرى اكثر مع العلم ان العملية ليست مضمونه و احتمال الفشل وارد و قد يفقد طفلى البصر
نصحنا الجميع باخذ راى اكثر من طبيب لان ليس سهلا دخول طفل فى شهوره الاولى غرفة العمليات .. و بدأت الرحلة بين الاطباء المشهورين
اثناء ذلك ساءت حالتى النفسية جدا و قد صدمنى ما يحدث و لذلك وضحت لكم حياتى السابقة حتى يظهر مدى صدمتى و انا التى لم تعتد على ذلك يأتى الابتلاء فى طفلى الصغير الذى لا حول له و لا قوة و الذى كان كل فرحتى ..
انقطعت عن الجميع و كنت اضع طفلى امامى و ابكى .. فقط انظر اليه .. و بت ارفض ان اجعل اى شخص يحمله غيرى و كأنه سيؤخذ منى للابد .. اى ام ستعرف ما شعرت به ايامها .. كنت اسأل الله لماذا طفلى و ليس انا ؟ لم يستطع احد ان يتعامل معى فى تلك الفتره لما كنت عليه من الم و يأس
و هنا جاء دور زوجى الذى كان يتألم فى صمت .. و لكنه تعامل مع الوضع بذكاء شديد .. لقد ادار احد المحطات التلفزيونية على محاضرة لشيخ يتكلم عن الابتلاء و جوائز السماء و رفع الصوت حتى يصل الى فى مكانى لأستمع بطريق غير مباشر لانى كنت ارفض كل شىء
استمعت الى البرنامج و كلام الشيخ كأنه يمتد الى داخلى و يغسل قلبى و يزيل ما علق به من احزان و يأس و ادركت ان ما انا فيه هو ابتلاء من الله .. و ان الله اذا احب عبدا ابتلاه ..ايقنت اننى فى خير
هل يأتينى ربى بالخير و احزن ؟ شعرت فى تلك اللحظة اننى فى معية الله و ندمت على انى يأست من رحمته .. فى تلك اللحظة استرجعت ( انا لله و انا اليه راجعون .. اللهم اجرنى فى مصيبتى و اخلف لى خيرا منها )
تبدل حالى و خرجت من غرفتى و ابتسمت لزوجى الذى كان ينتظرنى .. صلينا ركعتين جماعه واستعنا بالله و استعدينا و ذهبنا الى المشفى لانه موعد العملية
الحمد لله مرت العملية على خير و لكنى لا استطيع نسيان المنظر و انا اسلم طفلى للممرضة لتأخذه ليتم تحضيره .. و كـأنها انتزعت قلبى و اخذته ..
مرت فترة المتابعات بعد العملية و استقر الوضع الى ان بلغ طفلى 8 شهورو عادت الحالة مجددا .. لكن استقبالى للموقف اختلف تماما فقد تغيرت من داخلى .. تقبلت ارادة الله بصدر رحب و استبشرت خيرا .. من يحزن و ربه يحبه و يختبره .. بدون اطاله تكررت نفس الخطوات السابقة و خضع طفلى لعملية اخرى .. و استمرت المتابعة بعدها فترة طويله
ابتلانى ربى و لكنه رفق بى .. الحمد لله الان ولدى بخير و قد حباه الله بذكاء شديد و سرعة بديهه بسم الله ما شاء الله .. محبوب من الجميع و لديه شخصية قوية و عنده ثقة عالية فى النفس .. متفوق فى دراسته و صحته تمام .. الحمد لله
ما اردت توضيحه هنا ان الله عندما يبتلى شخصا يختبره الى اى مدى درجة تقبله و رضاه بقضاءه .. فاذا رضى العبد عوضه ربه اضعاف مضاعفة و هذا ما حدث معى
من هذا الموقف تغيرت تماما و صرت متفائلة دوما و البسمة لا تغادر شفتى و عندما يحدث اى ابتلاء لى او لعائلتى اسجد لله شكرا و اترقب الجائزة و صدقونى لا تتأخر ابدا سرعان ما اتلقى الهدية الالهية
زدت قوة و ادراكا انه لا يصيبنا الا ما هو خيرا حتى و لو لم ندرك حكمة الله فى وقتها و ان الرضا بقضاء الله يرزقنا محبته و من احبه الله نادى فى ملائكته ان احبوه و يجعل له القبول فى الارض
هذه تجربتى و نصيحتى لكل مكروب و لديه هم يثقل عليه ان يتوجه الى الله و يناجيه مناجاة خاصة فربه مشتاق لسماع صوته و ان يبثه شكواه و يبكى بين يديه سبحانه لا يغفل و لا ينام .. ستتبدل احواله و سوف يستشعر حالة من النقاء و القرب لا تعادلها اى متعة دنيوية
اسفة على الاطالة سامحونى اردت توصيل تلك الرسالة عسى ان تخفف هم اى مبتلى و تريه قدره عند ربه الذى يحبه و يحب سماع دعائه
تحياتى و ودى و شكرا على اتاحة تلك الفرصة لى
|