كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
شكرا لصادق تشجيعكم .. و أتمنى أن يكون الجزء الثاني أقل غموضا لكم ..
*
*
*
الجزء الثاني :
*
*
*
الرمال أول من يخون عندما تهب الرياح
لتتخلى عن أثارنا لجيوش الانتقام ...
*
*
هنا على جدار الكره رفض جنين الحقد أن يُجهض ...
تعلق بي حتى أصبح عضوي النابض الحي و الأساسي
حملته سنينا في ظل الخوف ... حيث كنت دوما مطارد بين جنبات هذا القصر ...
أرى انعكاس صورتي في كل المرايا المحدبة حيث وجهي يكبر و يصبح أوضح كلما اقتربت متفحصا تجاعيد
الحزن و نظرات الحقد و ابتسامة الوعيد التي لا تفارق محياي ...
مشوه بكل الآفات .. و هي سبب كل هذا التشوه ....
*
*
*
ذهبت له و عقلي متردد بين فكرتين .. أحداها تحث خطاي و الأخرى تقيدها ..
لا أعرف ما علي أن أنطق به في أول مواجهة لي معه بعد سنوات من الجفاء .. أعلي أن أكون مهادنة و
مستسلمة كما أعرف أن أكون أو أن أخالف طبيعتي و أهاجمه با قسوة ؟! ..
و بين رغبتي و خوفي و ما علي أن أفعل من أجل صغار أخي اخترت أن لا أعيد التفكير و أنطلق بما يعذبني
دون تمهل ...
*
*
*
فينوس بنبرة حزن : ليش صعب تحب أحد ؟ ..
أصيل با النصف ابتسامة : و ليش أنتي تحبين الكل ..
فينوس و دمعه خانتها لتسقط على شفتيها المرتجفتين : لأن في كل شخص شي ينحب مهما كان قبيح ..
أصيل و بعينيه الحادتين يطيل النظر لوجهها : بس ها الشي بياخذ وقت و جهد و نوايا طاهرة ..
فينوس بنبرة عتب : يعني أول مرة ترد لي الصوت من سنين و مع هذا اخترت تستهزئ فيني و تحور كلامي
و تصبه في مجرى الألم ؟!!
أصيل يعيد ظهره لكرسيه الوثير في علامة لبحثه عن الراحة : شنو تبين با الضبط يا فينوس و لو سمحتي اختصري لأني راد من الشغل تعبان و أبي أرتاح ..
فينوس بنبرة رجاء : طلّع وصايف من القضية ..
أصيل يزفر بضيق : اللي يسمعج يقول أنا متبلي عليها ..
فينوس تقاطعه : أدري أنك ما تبليت عليها و أعرف أنها مذنبة لكن أعرف أن من كلمة منك أمي بتنازل ..
تكفى أصيل عشان عيال أخونا و عشان عمتنا الطيبة ..
أصيل : و الله ما في طيب غيرج يا فينوس .. عادي عندج ينوكل حقج و تصيرين مظلومة أهم شي ما تصيرين في نظرهم قبيحة ..
*
*
*
اكتفيت بسياط كلماته التي أختزلها سنوات في جوفه و وليت ظهري له هاربة أتعثر بخطواتي الجبانة .. ألعن
دموعي التي تتمرد دوما علي و تظهرني با قمة الضعف ..
*
*
*
كان بإمكاني أن أتجاهلها كما فعلت لسنوات .. لكني أردت أن تعرف أن انتقامي من أجلها و من أجل أبن عمي
الراحل .. أردت أن تعرف أنني أنتقم لها و له و لكن لأنها لم تكبر يوما عن ذاك اليوم .. و ما زلت تتخبط
في عباءة السذاجة قررت أن لا مجال لتفاهم .. يجب أن تًجلد ألف مرة و مرة حتى تموت أو تولد من جديد ..
قاسي .. أعرف و متأكد و اعترف .. لكن قلبي يكاد ينفطر من أجلها .. و مصدر قسوتي عليها هو غضبي
من كل من آذاها .....
و منها غضبي يتصاعد .. منذ أن جعلت من نفسها أضحوكة .. مسخ سخره عبد متمرد ..
و أغتاظ كلما تساءلت كيف لها أن تتناسى .. جرحه و امتهانه هو .. و خيانتها و استعمالها با عبث من قبلها
هي ..
كيف لفينوس أن تتمسك با صورة متجعدة لصديقة الطفولة العذبة ..
ألم ترى كيف كبرت لتصبح وصايف الحسن و سبب كل التأوهات ..
وصايف تلك الأنثى المتباهية با اجتماع كل ذرات الحسن في صفها .. المتفردة الجمال ..
تلك الأنثى المغرية . .الحرباء .. السامة ..
تلك التي أوقعت الكل في هواها ! ..
واحد تلو الآخر تساقطنا أمامها .. صياده ماهرة كانت ..
ابتدأت با شملان و أحالت حياته جحيم بإدخال أخيه علي با المنافسة ..
أما أنا المختال أبن الجاه و المال فا كنت فريسة سهله .. رفعت راياتي منذ أن قررت أن تضعني على القائمة
هو فقط الذي استعصى عليها .. هو من تمرد على حسنها و رآها عادية !
و خدعها و خدعنا .. و مارس ألاعيبه حتى استسلمت هي .. ليفوز هو و يخسر الكل !
فاز بها و تداعى الكل .. موت علي و تشوه وضوح و ثورة شملان و سقوط فينوس ضحية ...
و كلما حرمت على نفسي تغذية الحقد و هربت من طقوس تأجيج الكره تلقفني صوت أحد أبنائها يناديني عمي
لأسمع صداها أبي ! .. لأعود لطقوسي أكثر عزما ...
و أخيرا انتقمت منها و منه و من نفسي قبل الكل !
لكن شملان .. ماذا أفعل به ؟
فا هو يقف با الجهة الأخرى عدو مشترك بيني و بين عذبي و حليف لي ضد أخي !
سبقني شملان و لعب بقذارة ..
و جعل فينوس تعاني فوق معاناتها و ادخلها شريكة صامتة و مثل بها كا ضحية !
بينما أنا كنت في غيبوبة رثاء ..
و عندما استيقظت على مصيبة جديدة ..
تظاهرت بعدم المبالاة .. و أن ليس بيدي حيلة ..
لكن على الرغم من معرفتي بعظم ألمه و تنامي أحساس الفقد في جوفه .. و أن هو و أنا متشابهين لحد
التناسخ إلا أن من المؤكد أن هناك ما يفصلنا و يجعلنا دوما في تباعد
فا عند .. فينوس .. يتنحى كل التعاطف معه ليصبح موجة انتقام مؤجله ..
............................................................ ........................
*
*
*
مهملة .. هذا هو إحساسي في هذه اللحظة ..
اعتدته .. نعم .. أعتدت التجاهل و الإهمال .. منه !
يعتقد الكل أن بحسني استوطنت مضادات الحزن .. و الحقيقة أن حسني جلب لي الهم ..
تمنيت أحيانا أن أكون بتواضع مظهر فينوس حيث يوجه كل التعاطف ..
و با الأخص منه هو ..
حياتي مع عذبي لم تكن وردية كما يرى الكل ..
فا هو يردد لي دوما أنه يحبني و سلوكياته اليومية تخبرني انه مل ..
مل من الدمية الجميلة فا قد حفظ تفاصيلها .. و جردها من كل الغموض .. و ركنها على رف التحف القديمة ..
و على الرغم من أني صرفت أحاسيسي المنتهكة و صببتها في منبع الأمومة إلا أن أشباح مهدده بدأت اقتحام
دائرة الرضا ... اتصالات متتابعة لنساء منتهكة و رسائل تحمل الصور لعذبي و لهن ..
و مواجهات و غضب و قلق و أسى و دائرة لا تنتهي من الحزن ..
و مرت سنتين و أنا في صراع معه .. أتهمه با الخيانة و يتهمني با الجنون ..
و على خط النهاية أصبحت رسميا أنا الخائنة و المجنونة ...
فا في لحظة غضب و تمرد اتفقت مع أبي متغاضية عن أحاسيسي التي لا تخيب ..
إحساسي العميق أن شملان يقف هناك وراء أبي متخفيا يدير المشهد من خلال لوحة تحكم ..
شملان و على مر السنين أصبح واقعا في منزل عائلتي .. ضيف و صاحب بيت .. ثقيل بكل حالاته ..
كنت في عقلي الباطن أتساءل متى ستكون اللحظة التي سينقض بها علي منتقما ..
و أعتقد أنني ساعدته و تواطأت معه عن رضا حتى و إن أنكرت ... أردت أن أنتقم و أن أنهي مسألة
انتقامه .. أردت أن أصل لنهاية حتى و لو خسرت !
لكن التخيلات لا توازي الواقع شعورا ... فا شعور الخسارة مر ...
و لسذاجتي اعتقدت أني كأم لا يمكن أن أخسرهم .. و أن مهما غضب علي الكل إلا أنهم سيعترفون بحقي
في حضانة أبنائي ... لكن خالي أول من تخلى عني و وقف مع ابنه ضدي ..
و فينوس الطيبة أصبحت شرسة و هي تلعني عبر أسلاك الهاتف .. و تصفني بأقبح الأوصاف حتى أنني تهيأت
صوت أصيل لبرهة يصل لأذني بمفرداته الملغومة ...
*
*
*
أنا و هي فقدنا التواصل منذ ما حدث .. حتى أصبحت غريبة لا تهمني با شيء ..
لكن عندما وصلني صوتها اليوم و هي تصرخ با الكل " أريد ابنائي .. أعيدوهم إلي " ..
وجدت قلبي يتحرك بكل المشاعر .. أحسست بها فأنا في النهاية أم ..
و شعرت بخفقات قلبها تدق با التزامن مع خفقاتي .. ألم تكن تؤم الروح في يوم ..
و موضع السر .. الشاهدة على عشقي لساري و الحليفة لي .. من خططت و دبرت و وضعتني أمامه
في كل تقاطع ... حتى تحقق لي ما أتمنى و أصبحنا زوجين ..
حتى أمي لم تفرح لي بقدر فرحة وصايف بتلك الليلة و هي تحارب دموعها و تعدل لي طرحتي و تمنع الكل
من تقبيلي حتى لا يفسدوا زينتي لتهمس سرا في أذني و تحقق الحلم ...
يااااااااا .. كم تبدوا تلك الأيام بعيدة و مبكية يا وصايف ..
*
*
*
وضوح بعد طرقات قصيرة : ممكن ادخل ..
وصايف تنتفض عن سريرها و تسارع لفتح الباب على مصارعيه لتلقي بجسدها المتعب بأحضان وضوح ..
وضوح تتبلع عبراتها : بس أهدي يا وصايف و أن شاء الله الأزمة بتعدي ..
وصايف المنتحبة : أبي عيالي يا وضوح .. أبيهم ... اشتقت لهم ..
وضوح تبعد وصايف بتأني عن احضانها : ممكن تهدين و تخلينا نفكر با عقل ..
وصايف تحاول استجماع قواها و نهر ما تبقى من الدمع : با فكر معاج يا وضوح بس دليني ..
وضوح : ردينه .. كل الحلول عندها تنتهي ..
وصايف بجزع : وضوح أنت شتقولين .. أنا بايقتها و تبينها تساعدني و تحل لي الموضوع !
وضوح : و ليش لا .. زوجة عمي عملية و مو عاطفية .. بتحل الموضوع إذا شافت لها مصلحة .
وصايف : و شنو مصلحتها بأنها تعفي عني و ترد لي عيالي ؟!
وضوح تثبت عينيها بعيني و صايف : أنتِ تعرفين ..
وصايف بجزع : خالي لا يمكن يطيعني .. خالي على الرغم من جبنه وخوفه إلا انه لهذا اليوم ما تنازل لها
فا شلون ممكن يتنازل لي .. أنا رحت له و ترجيته يكلمها لي و يلين قلبها بس هو رفض لأنه عارف الثمن ..
وضوح : أنا ما أتكلم عن عمي .. و لا عن زواجه المعلق من عمتج ..
وصايف و قلق ظاهر في صوتها : أجل عن شنو تكلمين ؟!!
وضوح : عن فينوس ..
وصايف بأستغراب : فينوس ؟!!
وضوح بتاكيد : أي فينوس .. قلب أمها و روحها .. فينوس اللي تشوف ردينه نفسها فيها ...
وصايف : فينوس معصبة علي .. و هي أصلا تهاب أمها و لا يمكن تتوسط لي عندها و هي عارفه أنها غضبانه علي ..
وضوح : معقول للحين ما فهمتي علي ؟!!
وصايف بتذمر : وضوح تكلمي بشكل مباشر عشان أفهم مو ملاحظة أني صايرة غبيه لدرجة طيحت نفسي
با مصيبة ..
وضوح : ردي شملان على فينوس ..
وصايف ترفع احد حاجبيها بعدم فهم :أردهم لبعض ؟!! .. شلون .. و بأي صفة ؟
وضوح تبتسم بمكر : أنا أقولج شلون ..
............................................................ .....................
*
*
*
هربت من المنزل فا أسألتهم لم تتوقف و بكاء ردينه الصغيرة مازال يرن في أذني ..
كلهم يريدونها .. و أنا أريدها أكثر !
عشر سنوات لم يفارق محياها صباحاتي .. و لا دفء أحضانها مساءاتي ..
عشر سنوات بحلوها و مرها كانت هي فتاتي .. ملكي .. و رعيتي ..
و أنا بعيد عنها أكاد أجن .. ومن صدمتي با عظم ما فعلت أكاد انتحر .. كيف خانتني .. وداست على كل
ما يعني لي و لها .. كيف لم تزن حياتي معها في ميزان المصالح شيء ؟!
أيعقل .. أنها كانت محتاجه و لم تنطق .. أم أنها كانت تعد العدة لرحيل و تجمع ما تستطيع من مؤنه ؟!!
*
*
*
لا اعرف كيف يكون من صلبي و يكون بهذه القسوة على فلذات كبده ..
و خانت .. و عبثت بمصيرهم .. أتنتهي حياته ؟!!
لو أتبعت منذ سنوات ما ينتهج الآن لكانت حياتهم مختلفة .. لحرمتهم من والدهم و جلبت آخر بديلا عنه لأنجب
منه أرواح أخرى تلهيني عنهم .. أليست أموالي دوما كانت مطمعا للكل ؟
*
*
*
ردينة عبر أسلاك الهاتف : تعال اللحين و أحفظ عيالك ..
عذبي : يمه الله يخليج لي ما عليج من عيالي و هم مو بروحهم عندهم عمتهم و الخدامات ..
ردينه الغاضبه : أي عمتهم المربية .. اللي أنت و الهانم سخرتوها لكم ..
عذبي : لا حول و لا قوة إلا با الله .. الهانم راحت با اللي ما يحفظها و أختي لها الحشيمة ..
ردينة : أجل تعال و قابل عيالك يمكن تقدر تفكر بشكل أوضح ..
عذبي : شنو افكر فيه ؟!! .. في حياتهم و مصيرهم .. في يتمهم و ضياعهم .. أنا حتى أفكر أردهم لها
مهما يكون هم عيالها با الأخير حتى لو كرهتني و كرهتها ..
ردينه بهدوء : يا مجنون .. أنت بيدك كل الحلول .. تعال و خلنا نتفاهم ..
............................................................ .......................
*
*
*
هند تغلق السماعة لتنادي بعجالة على أختها : أنفال الحقيني ..
أنفال تترك الكتاب الذي بين يديها : شفيج .. خير ..
هند : خالد يقول أهلي طلبوا مني أطلقج و انا أبيج . .
أنفال بتوجس : أي و بعدين ؟
هند : يقول لي الليلة لازم أقرر .. أروح معاه و إلا اقعد في بيت أهلي مطلقة ..
أنفال بأستهزاء : يعني شنو .. بيجي قدام البيت و يطق لج هرن وتطلعين له ؟!!
هند الغاضبه : أجل تبينه يكبر قدر أبوي الحرامي و ينزل له في ديوانه ..
أنفال تُسقط كفها بقوة على خد أختها الأكبر : قطع لسانج .. أبوي أشرف منج و منه ..
هند تمد يدها في بداية لتعارك إلا ان والدتها استوقفتها زاجرة ..
أم ساري : أنتم ما تستحون .. كل وحده أطول مني و كل يومين في هوشة ..
أنفال : تعالي يمه أسمعي بنتج تبي تهج من البيت مع عريس الغفله ..
هند تسارع لدفاع عن نفسها : جذابه يمه .. أنا كنت اقولها ان خالد شاريني و واقف ضد أهله ..
أم ساري : شسالفة ؟ .. شفيهم أهل خالد ..
أنفال : أهله مستعرين من نسبنا .. و السيد خالد مو بعيد عنهم ما يبي يسوي عرس و لا يتعب نفسه و ويوقف في وجههم يبي ياخذ بنتج ليلة و إلا ليلتين و يقطها مره ثانيه في وجهنا ..
هند تسارع للانقضاض على أنفال بينما أم ساري تهب لتفريق بينهما ...
*
*
*
أم ساري : حسبي الله و نعم الوكيل ..
أم ديمة : أذكري الله يا أم ساري .. و فكري بعقل ..
أم ساري ترد النظر لأم ديمة : أفكر بعقل ؟!!
أم ديمة : خالد شاريها و أهله ما علينا منهم .. خلي هند تتصل عليه و حنا لوقف عند الباب خليناه ينزل
و يكبر قدرها قدام الكل .. قومي اللحين أعزمي كم وحده من معارفنا و جاراتنا و خلينا نسوي للبنت حفله
تستانس فيها ..
أم ساري تصمت للحظات : أخاف أبوها ما يرضى ..
أم ديمة : أخوي اللحين مو يمنا .. خليه بمصيبته ...
أم ساري : و ساري ؟
أم ديمة : و ساري وينه يا أم ساري ؟
............................................................ .....................
*
*
*
نعم .. هذا صوت وضوح لا يمكن لي نسيانه ..
بحة تميزه و نعومة تغلفه .. و سحر يتخلله .. تشبهه !
لكن .. ما الذي ذكرها بي ؟!!
*
*
*
وضوح : أكيد انتي مستغربه من أتصالي ..
فينوس بخجل و اضطراب : يعني تقدرين تقولين مستغربه شوي ..
وضوح : لا .. لا تستغربين .. الموضوع و ما فيه أن بكره عرس هند و بنسوي لها حفلة صغيره في البيت
و أنتِ أول المعزومين .. ممكن تشرفينا باجر و تخلينا نجتمع مثل أيام قبل ؟
*
*
*
ترددت .. بماذا أجاوب ..
أعود .. لهناك حيث كنت و كان .. حيث امتهني و أهانني أمامهم ..
حيث طردني في منتصف الليلة كا قطة مشردة ..
أعود .. لأراه في ملامح وضوح .. و أحس به في زوايا ذاك السجن !!
أأعود لحيث تأبى الذاكرة أن تغادر ..
*
*
*
........... من ذاكرة فينوس .............
*
*
شملان : تبين أطفال ؟!! .. قلتيها ألف مره .. فهمت .. بس أنا ما أبي .. فهمتي يا زوجتي ؟ ...
فينوس بمهاودة : حبيبي شملان أنا أبيهم مو لأني ابي أكون أم اكثر من زوجة لك .. بس لأنك بتكون أبوهم
متشوقه اشوفهم .. تعرف ها الأطفال أكيد بيشبهونك ..
شملان بمرارة : و بيشبهونج .. و يشبهون أمج .. و ما راح يلقون احد يحبهم إلا لمصلحة ..
أنتظري علي شوي خليني أكوّن نفسي و نجيبهم في عز يجذب لهم الحظ مثل ما جذبني لج ..
فينوس تتعثر بما واجهت : شملان .. أنا ..
شملان بقهر يزفره بأعلى صوت : انتي اصبحتي عبأ .. خلاص ما أقدر أتحملج أكثر .. واضح اني عاقبت نفسي أكثر مما عاقبت أهلج يوم عصيتج عليهم ..
فينوس التي بدأت البكاء بخوف : شملان أنت شتقول ؟!!
شملان الذي هب كا أعصار لخزانتها يفرغها من كل محتوياتها : أقول خلاص ما عدت طايق أشوفج ..أطلعي من حياتي ... أطلعي قبل ما أتورط أكثر ..
*
*
*
لازلت أتذكر كلماته با التفصيل و حتى نبرته و هو يلقيها بلا هوادة مخترقة قلبي تمزقه و تلوعه
حتى بعد مرور السنين ..
ما زلت أتذكر .. عندما وقفت في وجهه اثنيه عن قتل حبي له ليرميني بعيدا عنه .. و يصرخ بأعلى صوت ...
أكرهك .. أكرهك .. و لم أقدر و لن أقدر أن أحبك في يوم ...
لم أتحرك من مكاني من هول ما سمعت .. كيف مثّل علي كل هذا الوقت أنه متيم .. و لماذا و كيف ..
و كل .. كل الأسئلة اغتالتني في لحظة ... و في غفلة مني وجدت نفسي أُجر كا الذبيحة أمام أنظار الكل ؟!!
لم يهب أحدا منهم لنجدتي .. و لا لتخليصي من قسوته .. لم يقف أحد أمامه ليحتضنني و يسكت صرخاتي التي
مصدرها أحتضار قلبي و سفك كل أحساس نابض به ..
رأيت في عيونهم الشماته و صورة أمي تنعكس في خلاياها .. أيعقل أنهم تخيلوني بصورة أمي ..
أيعقل أنهم رضوا أن أهان و أجرح و هم يتفرجوا أنتقاما منها ؟!!
و تريد مني وضوح أن أعود ! ...
لماذا ؟!!
.........................................................
*
*
*
عندما نزور القبور تضل ذاكرتنا تستحضر أشباح كل من نخاف
و من الجنون أن ندعي الشجاعة حتى نختال بأننا قهرنا الجراح ..
*
*
*
إلى اللقاء في الخميس القادم بأذن الله ...
............................................................ ..................................
|