لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-12, 07:38 PM   المشاركة رقم: 191
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 




الجزء التاسع و العشرون :

*
*
*

النهايات حتمية و الفراق آخر ما يتصل بسلسلة ..

والأفئدة التي من لحم و دم تنبض با الحياة و تنتهي با الموت ..

*
*
*

النهايات في حياتنا كثيرة و مهما سلمنا بحتمية ما سوف يحدث و أعددنا تفاصيل الغياب و حكنا فصوله في المخيلة إلا أن القلب ما إن يعتصره قوة الفقد حتى يلقي بكل ما قد سبق و يئن متألما لا يقوى على النبض ..

المقاعد المرصوصة بجانب بعض على جانبي صالة الاستقبال تبدوا مرعبة و هي فارغة كأشباح ظهرت مع انطفاء الأنوار ! .. فقد انفضت جموع المعزين في آخر يوم من أيام العزاء و أصبح المكان أخرس لا يتردد به صوت بعد أن كانت المعزيات يرددن عبارات العزاء و ينشرن الطمأنينة في المكان !..

لأبقى أنا في حيرة بعد أن رحل الكل و أوكلت لي كليا مهمة مواساتهم , فا كيف أواسيهم و أنا أعلم أن حزنهم أثخن من أن تخترقه كلماتي الخرقاء التي لا اعرف كيف أصيغها فانا أيضا بحاجة لمواساة , أنا أيضا فقدته و الفرق بيني و بينهم أن لهم مطلق الحرية في بكائه و في بكائي تطاول على حزن من له الحق !

*
*
*

انتهى العزاء و لم تنتهي مهمتي . فا كيف أتركهم و هم من ناموا على قصص طفولية يرويها أحدهم للآخر و بطلها هو .. , قلوبهم الصغيرة التي ترفض الحزن حتى و أن فرض ظله عليهم تبحث عن فرح و ضحكات مصنوعة من بذخ الطفولة و عالمها الوردي الذي كل شخوصه أبطال لا يموتون و لمكان في السماء يصعدون ليطلوا عليهم بين الفنية و الأخرى ليطمأنوا أنهم شربوا الحليب و كتبوا واجباتهم المدرسية ..

و رغم ما لونوا من حقيقة إلا أنهم يدركون أنه غادر للأبد و لكن لا يفهمون لماذا ؟! .. يقترحون أن يعود فا المكان يسعهم كلهم و ليس عليه أن يبحث عن مكان هادئ لارتشاف قهوته .. و آخر ما اقترحوا أن يزوروه في الغد .. فقد نسي عباءته المتينة التي تقيه برد الشتاء !

*
*
*

وضوح المرهقة : وداد يله البسي عباتج ..علي برى ينطرج .

وداد : و أنتِ ؟

وضوح : ما اقدر أروح و اخليهم .. انتِ شايفه حالتهم .

وداد : خلاص أجل أنا بعد بنام هني الليلة عشان العيال .

وصايف المتعبة دخلت لتو غرفة أطفالها : أنتِ صارلج ثلاث أيام بعيده عن أخوج , و حنا تعبناج معانا ..

وداد بخجل : زين اجيكم باجر ؟

وصايف تبتسم بصعوبة : أنتِ من أهل البيت و ما يحتاج تستأذنين , حياج الله بأي وقت .

*
*
*


كان يقف عند باب المنزل بانتظاري , رافقني حتى تأكد من ركوبي السيارة قبله , و لا اعرف لماذا و كيف .. لكني بدأت أجهش با البكاء حالما بدأ بتحريك السيارة !

*
*
*

علي با نبرة خوف : وداد شفيج .. ليش تبجين .. صاير شي ؟

وداد تحاول أن توقف سيل دموعها : لأ .. مو صاير شي ..

علي الذي ما زال قلقا: أجل ليش تبجين ؟

وداد تريد إنهاء التحقيق : علي تكفى لا تحقق معاي , ودني البيت بسرعة تعبانه أبي أنام ..

*
*
*

أعرف أن الإنسان عندما يبكي فا هو يخطو لإراحة قلبه مما كتم من أوجاعه , و عندما يريد ختم أحزانه ينطلق لأقرب شخص له ليبيح سده و يفرغ كل ما تراكم من حزن وراءه , لكن وداد بصدها لي مررت لي رسالة بأني لست بهذا القرب ! .. فها هي ما إن وصلنا حتى توجهت لغرفة سالم لتمر بضع دقائق و يخرج هو نحو المطبخ ليجلب لها كأسا من الماء و علامات الاستياء على وجهه , بينما أنا اجلس على المقعد المقابل لتلفاز أراقب من بعيد متمنيا أن يناديني أحد منهم حتى أفهم ! ..

*
*
*

شملان الذي وصل لتو من منزل عمه : أنت للحين ما نمت ؟!

علي كأنه وجد بشملان المنقذ : وين أنام من ركبت معاي وداد و هي تبجي و لا أنا عارف السبب ..

شملان يجلس با المقعد القريب من أخيه : و أنت خليتها و قعدت هني من دون ما تعرف السبب ؟!!

علي بتذمر : هي اللي خلتني و راحت لسويلم ..

شملان الذي لم يقدر على الابتسام لأيام يضحك بعفوية : يا الله كنت محتاج شي يضحكني .. يا ها الليالي اللي مرت كانت طويلة و متعبة ..

علي بعد صمت أمتد :أنا بروح أشوف شنو فيها ..

شملان : خلاص مدامها عند أخوها ما عليها شر .. خلها على راحتها ..

علي المتوتر: لو هي مرتاحة ما رحت اتبعها .. بس أنا متعبني تعبها

شملان : معقول يا علي ما تدري شنو اللي متعبها ؟

علي بصدق : ليتني أدري ..

شملان يجرد الحقيقة : ما أخذت بعزى أبوها و با العزى كان الكل يعزيها لأنها وحده من العايلة .. و ما تبيها تهتز و تتعب ؟!!

علي و الرعب تدفق بنبرته: معقول هذا السبب ..

شملان يكمل ما وصل له من تفسير: وراحت لسالم اللي من دون ما تشرح بيعرف شعورها ..

*
*
*

أتت لي باكية و كان احتضانِ لها مختلفا هذه المرة , لم أعد أخيها الصغير بل " عزوتها " و " سندها" الذي تلجأ إليه عندما تتقطع بها السبل , لم أحتاج أن اسأل و قبل أن تنطق عرفت ما الذي يبكيها فقد شعرت بما شعرت به , كنا أنا و هي من ضمن من أخذ العزاء برجل لا يمت لنا بصلة دم بينما لم نقدر أن نصرح حتى أن والدنا ميت و نأخذ العزاء فيه , لم يُسمح لنا أن نحزن أمام الكل أو نتقلد أوشحة اليتم علنا , وضعنا محزن و مخزي و يدعوا لتهكم و السخرية , و الذي يؤلمني على وجه الخصوص أنني لا أعرف كيف أغير الوضع .. و كيف أواسي أختي و أخبرها أن مستقبلنا واعد و تباشيره بالأفق و أن يمكنها أن تعتمد علي من الآن و صاعدا , إن كنت بنفسي لا أعرف كيف أحل معضلتي و أخرج لدنيا من دون أن تصفعني ..

*
*
*

سالم ممازحا أخته : أبي اعرف ليش خشمج ينتفخ لما تبجين ..

وداد تمسك أنفها بخجل : يتراوالك ..

سالم : إذا مو مصدقه أنادي علي يثبتلج ..

وداد و خجلها ينبثق من خديها : لا تصير سخيف .. و يله روح نام وراك مدرسة ..

*
*
*

صدره وسعني و أخي الصغير كبر .. بثثت له همي و أنا لأول مره أعترف لنفسي انه أصبح أقوى مني ... و هكذا أصبح سالم .. يجعلني أنطلق بكل وجعي متحدثه و باكية من دون أن يوقفني لثانيه ليعقب أو ليضيف مما يجول في رأسه من أفكار أو ما يعتمل في قلبه من مشاعر , و أحتفظ سالم برأيه فيما بثثت من حزن و أنهى العزاء الذي أقمته بفكاهة لا تناسب سوداوية الموقف ..

*
*
*

و خرجت أخيرا بعد أن أنتصف الليل و هممت نحوها متقدما بمخاوفي حتى أوقفتني بنظرة أتبعتها بجملة روتينية " تصبح على خير " .. أردت أن أوقفها و أطالبها با التفسير حتى لو علمت أن ما سوف تخبرني به يؤلمها و سوف يؤلمني بالمقابل , لكن في اللحظة الأخير اتخذت قراري با التريث و معالجة الأمر بتروي , فا أنا الآن لا يمكن لي أن أعدها بشيء و لا يمكن لي أن أقدم لها أي مواساة و كل ما سوف أقوله سيبدو لها فارغا و لي محرجا ..

............................................................ .......

*
*
*

هذا المنزل لم يتعود على الضجيج و لا في زواياه أعتاد الفرح أن يبيت , لكن هذا الصمت المطبق الذي يرتدي الحزن و يتجول في أرجاءه يبث الخوف في أوصالي , فجعت بموته و كدت أفقد صوابي , و على الرغم من كل خيالاتي المخيفة التي صورت لي فقد أحد والديّ إلا أنني لم أحسن اكتشاف الألم الذي يصحبه !

مرت أيام العزاء ثقيلة فيها دموعي لم تتوقف فا شعور با الخواء و الوحدة لازمني على الرغم من تواجد كل الأحبة من حولي مؤازرين لي و أولهم والدتي التي لازمتني و احتضنتني مردده أنها هنا من اجلي , والدتي التي أصرت أن أعود برفقتها لمنزل خالي في آخر يوم من العزاء تفاجأت بإصراري على البقاء هنا , نعم ليس لي مكان هنا من بعد موت والدي لكن ليس علي أن أستعجل و اخرج نفسي من المكان الوحيد الذي كنت أعتقد أن لي حق فيه ..

و قد أبدو أنانيه أمام من يقرأ أفكاري لكن حالما علمت بوفاة والدي قفز لذهني سؤال " أين أذهب من بعده و من سوف يحميني " . نعم حزنت على نفسي قبل أن احزن على غيابه المطلق !

فأي مكان أطلق عليه بيتي بعد أن مات والدي , صلتي الوحيدة في هذا المنزل .. والدتي لا تملك منزلا يخصها و هي بنفسها عاله و أنا لا أملك ما قد أقدر على بيعه و توفير سكن لها و لي ..

موت أبي فاجعة كبرى لي , و يتمي تعدى معناه بفقد أب !

*
*
*

أنفال عبر أسلاك الهاتف : ديمة تكفين لا تبجين .. أحلف لج اني حاولت اقعد عندج الليلة بس ساري الله يهداه حلف علي امشي معاهم عشان أمي ..

ديمة بصوت مبحوح من البكاء : تخيلي يا أنفال كل واحد منهم واسى الثاني و محد فكر فيني .. أحس أنهم قتلوني و ما عاد لي وجود .. راح أبوي و ليتني رحت معاه ..

أنفال : أسم الله عليج لا تقولين جذيه .. و أن كنتِ ما تهمينهم تراج تهمينا ..

ديمة : بس يا انفال لجيت فوق راسكم عاله بتملون مني و بصير حمل ما ينطاق ..

أنفال تنهرها : بس عاد عن السوالف البايخه اللي مالها معنى ... و يله روحي صلي لج ركعتين و أدعي لخالي و أقري القرآن لين تنامين .. و من الصبح تجين تزورينا و توسعين صدرج ..


*
*
*

لا أريد أن أتطير لكن منذ أن أتينا هذا البيت و نحن في ضيق .. كأنه مستودع للأحزان له كلنا نفينا .. مات خالي و تفككت عائلتنا بشكل أكبر , يبدوا أن الكل يبحث عن بداية جديدة !

إلا عمتي التي يصلني بكائها المكتوم عبر الجدران المتهالكة, الوحيدة التي لا تفكر أن تخرج من سجنها الذي بنته بيديها ! ..

*
*
*

ساري يدخل غرفة أنفال بعد أن أستأذن : كنتِ تكلمين أحد ؟

أنفال بعتب : كنت تنصت علي ؟!!

ساري يبتسم بتعاطف : الظاهر نسيتي أن في ها البيت حتى لو عطستي نسمعج ..

أنفال بإحراج : فعلا معاك حق .. كنت أكلم ديمة زعلانه أني ما نمت عندها مثل ما وضوح نامت عند فينوس ..

ساري المتفاجأ : وضوح نايمه في بيت خالي ؟!!

أنفال : أي ..

ساري بغضب : هذي لا يكون تحسب أن ما عاد لي كلمة عليها .. ما كلفت على نفسها تستأذني !

أنفال شعرت بأنها عن غير قصد بدأت مشكلة : يمكن فينوس طلبت منها تنام و هي أنحرجت منها ..

ساري : يصير خير .. أنتِ نامي اللحين و باجر أروح أنا وياج لبيت خالي نجيب وداد ..

*
*
*

لا أعرف ما الذي يخطط له ساري لكن لا يبدوا أن هدفه الحقيقي هو توفير وسيلة مواصلات لي تنقلني لوداد و تنقل وداد إلى هنا !!

............................................................ ...............

*
*
*

تمنيت أن لا يغادر شملان ... و حتى لو استثقلت ظله لأعوام إلا أنني أردته اليوم أن يبقى و يردد على مسامعي كل ما يجيد حبكه لتخفيف عن موكليه ! ..

لكنه لحق با المغادرين الذين تركونا مع الذاكرة نسترجع آخر لحظات الرحيل ... انزلاق السيارة و الأضواء المعكوسة و صرير الفرامل و كل الزجاج المتناثر و حشرجة الموت المخيفة التي كنت منها قريب, ونواحها و ذاك الصريخ و نداءات الاستغاثة وتلبيه كل من توقف با القرب للمساعدة ..

*
*
*

هذه أول ليلة يأتي بها من مجلس الرجال لغرفتنا فقد بات الليالي الماضية في أحضان والدته , كنت أتمنى أن يأتي هنا حيث يمكن لي أن أواسيه و يواسيني و نبكي سويا فقد أب ملكنا بقلبه الكبير , كنت أريد أن أقبل ذراعه التي كسرت بالحادث و أقرأ عليه من آيات الذكر الحكيم كلما توجع , لكن عذبي لم يدلي بحزنه أمامي و لم يرد أن يتحدث معي بتفاصيل الحادثة فقد هرب للمسكنات لتقوده لفراشه طالبا النوم على عجل .. والرجاء عدم الإزعاج هذه كانت ملخص تعليماته ! ...

*
*
*

كانت تنتظرني لتبكي ! .. و أنا من أحتاج للبكاء ..

كانت تريد أن تعبر عن حبها و مساندتها و أنا أكره ذبولها و تلك الدموع التي تجتمع بين رموشها ..

هربت لا لأني لا أريد أن أبث لها وجعي حتى تشملني برعايتها
لكن أعرف يقينا أن وجعي لا يمكن أن تطيقه و با الأخص عندما أخبرها أني تصلبت في مقعد سيارتي مرددا .. وصايف أستجيب لدعواتك و سوف أفارق !

وصايف الهشة لا تتقبل الحزن و لا الهزائم و لا تعرف التعامل معها , فا دموعها دوما حاضرة و لا تعرف أن تنأى بحزنها لتقتله قبل أن يوجع أحبابها , و أنا لست بصدد السهر و تحمل حزنها فوق ما تحملت من حزن و ألم ..

............................................................ .........

*
*
*

أستصعب ممارسة الحزن و إتقان دوره , و رغما عني أجد نفسي ابكي ثم أستسخف نفسي ! ..

حبي لوالدي و مدى إحساسي با الفقد لا يمكن أن يقاس با دموع فا سوف يأتي يوم و تجف , و أنا في مهمة حفظ لملامحه و نبرته التي أحب في مجرى الإحساس , فا سوف يغزوني المشيب و تعرى ذاكرتي و يصبح إحساسي هو كل ما أملك ..

و كنت اعلم ! ..

ذاك الشعور دوما استوطنني و منه دوما كنت متخوف .. انه سوف يأتي اليوم الذي فيه يغادرنا و يختفي و ها هو قد أتى من دون أي مقدمة , فلِما أفجع أم كان علي أن أكون أكثر دقة وأحدث صورته في المخيلة و هو يودعنا في حادث مأساوي و ليس مع امرأة فضلها علينا !

هن من علي أن أكترث بهم الآن فا أبي عند الرحمن و لا خوف عليه , أما فينوس و والدتي اللاتي به كن متعلقات لا يمكن أن أتجاهل حزنهن مهما حاولن التماسك أمامنا...

فا هي فينوس تذهلني .. فا بدل البكاء كل ليلة على وسادتها تلجأ لسجادتها و تناجي الله أن يرحمه .. كم أصبحت قوية و اجتازت مسافات منذ تلك الأيام التي كانت فيها تلجأ لمعالجة ألمها با البكاء

فينوس التي غرقت ملابسها بدماء والدي و بح صوتها من فاجعتها به تتمسك بإيمانها و به تتجاوز الصدمة أمام الكل لتكون قدوة , لكن قلبي الذي يحبها يخبرني أن لا ابتعد و علي أن اقترب و أواسيها مهما رددت أنها ليست بحاجة لأي مواساة ..

*
*
*

أصيل الجالس على طرف سرير فينوس : دعيتِ لي ؟

فينوس التي طوت سجادتها : أنا دايما أدعي لك ..

أصيل : بقولج شي يمكن يكون سخيف ..

فينوس تلتفت للخلف و توقف تدفق حديثه بهمس : خلنا نطلع لصالة وضوح داخل غرفة الملابس و شكلك ما حسيت بوجودها ..

أصيل بحرج يهمس : ما دريت حسبالي راحت مع أخوانها ..

فينوس بعد أن خرجوا لصالة أجبرت نفسها على الابتسام حتى يمكن لأصيل متابعة الحديث : تكلم و خلني احكم إذا اللي بتقوله سخيف أو لا ..

أصيل بعد أن استرخى على أحد المقاعد : تخيلي أبوي مات و هو بعيد عنا , و كان كل ها السنين مع أم ديمة و ديمة , هل حزننا عليه بيختلف , و بنقول أحسن انه أبتعد عشان بغيابه ما نتأثر ..

فينوس بصوت واثق : ما عمري تخيلت أبوي تاركنا .. أنا مدري ليش أنت و عذبي كنتم دايما خايفين من ها الفكرة ؟! .. أنا كنت أعرف شي واحد أن الموت راح يكون المسبب الوحيد لغيابه عن حياتنا ..

أصيل : حتى مع معرفتج أن مع أمي ما كان سعيد و أن أم ديمة اللي يحبها على ذمته كل ها السنين ..

فينوس بعبرة تخنق صوتها : كنت أعرف أن حبه لنا ما يحكمه مقدار حبه لأمي أو عشقه لأم ديمة , أبوي طلعنا كلنا من الصورة اللي حاولت أمي و أمي ديمة يخلونا فيها طرف قابل للمساومة عليه , أنا وأنت و عذبي و ديمة كنا خارج أي منافسة أو مساومة با النسبة له ... مشاعره أتجاهنا سهمها ثابت ما تأثرت في يوم حتى مع تغيرنا ..

أصيل بخجل : ما عمري فكرت بها الشكل ..

فينوس تهاجمه من دون أن تنوي: أنت خليت نفسك طرف , مع و ضد اعتقدت أنك لازم تكون , بس المسألة كلها ما كانت محتاجه منك إلا أنك تكون أبن يحب أمه و أبوه بنفس القدر .. أبوي يا أصيل من زمان تجاوز مسألة المادة و حصار أمي باستثمارات أعتقد أنك عرفت اليوم بتواجدها باسمه , أبوي ما كان معانا لأي سبب ثاني غير حبه .

أصيل و دموعه تسبق حروفه : ليش يا فينوس تقسين علي , ليش تخليني أندم و أتمنى لو أقدر أرد و أصحح نظرتي و أقول لأبوي أنا مصدق أنك معانا لأنك تبينا مو لأنك تبي الأمان المادي ..

فينوس بوجع : لأني أبيك تكبر و تتخلص من حقدك و ظنونك و تصفي نيتك , و من قال لك أنك ما تقدر تصحح مسارك ؟! .. هذي ديمة موجودة , طالع فيها و بتشوف أبوي , أبوي اللي كان يخاف عليها من الهوى الطاير , أبوي اللي يشوف فيها حلمه الضايع , أبوي يا أصيل اللي آخر ما ردد وصاتي لكم ديمة ...

*
*
*

ديمة .. هي أكثر من كنت فرحا برؤية دموعها !

نعم أبدوا بشعا و أنا أتذكر تلك الأمنية التي ناقضت حزني وأنا ابكي والدي , أمنيتي بأن تكون ديمة أتعس مني !

فا هي كانت الأغلى و أمها المعشوقة ...
و يجب أن تكون خسارتهم أعظم و أفدح , و أن يكون حزنهن الأعمق مع تمنياتي أن يمتد لقرن !

و ها أنا أعلم من فينوس أن آخر من ذكر و وصى بها ديمة ليربطها بنا إلى الأبد .. أي ظلم يلحق بنا , نعيش لسنوات تحت ظل الخوف من فقده لننتهي بفقده مخلفا ورائه إرث لا نريده !

*
*
*

غادر أصيل لأعود لوحدتي و يهاجمني الحزن لأجهش با البكاء المر و أنا من رددت على نفسي أن كفى و أقبلي بما كتبه الله و احتسبي الأجر ..

نعم أنا جدا مؤمنة و أعرف يقينا أن الموت حق لكن أعرف أن البكاء لم يحرم و انه وسيلة لشفاء , نعم فا أنا شفيت من الألم الذي خلفه طلاقي من شملان بهذه الطريقة ! .. لأعوام كنت ابكي كل ليلة من دون أن أمل و في الأخير أصبحت أنام بعمق لليالي طويلة غير مبالية لأصحو في احدها باكية !

*
*
*

وضوح تخرج لفينوس : تكفين فينوس ريحي نفسج لو شوي ..

فينوس تحاول أن تتماسك لتبتسم : تصدقين أني جوعانه ..

وضوح : يخسى الجوع .. روحي أخذي شور و صحصحي و بتطلعين و تلقين قدامج كل اللي تشتهين ..

............................................................ .....

*
*
*

لأعوام كنت أعاني و كل ما تمنيته كان بمتناول قلبي لكن العقل دوما كان يقف حاجز !...

تمنيت أن اقتلعه من ذاكرتي و أمسح كل تفاصيله و أشوه صورته التي تصدرت هويتي العاطفية , و لو أني نجحت في ذلك لما كنت لأعوام أتوسد الخيبة و ألتحف الوحدة لأفجع بنهاية أنه تركني ورحل !

رحل بأحلامي التي انتهت دوما باعتناقه لي مرددا أنه لتو أستعاد ذاكرته و عرف أنه يحبني أنا و ليست تلك !

رحل .. ليملني صوتي و تجزع أناملي كلما ما مررتها على وجهي الذي جعده الفقد ..

لم أعد انتظر المساء ليعود إلي بصوته الذي يبدد الوحدة و لا الفجر لأرى وجهه قبل طلوع الشمس و أستيقظ على أمل ..

غاب إلى الأبد ليتركني في مهب الريح بنافذة مثقوبة و باب مكسور
و أرض تحتضر !

تركني مع الذاكرة و رحل .. و أنا من كنت مترفة و بتدليل غارقة و كان هو أمنيتي ليوم العيد لاتخذه زوجا و أبا لأولادي إلى الأبد ..

كنت من أجل البقاء أدفع بما أنا منه متيقنة لأقصى دائرة المخاوف , فقد كنت أعلم أنه لا يراني كا أنثى يشتهيها بل كا زميلة سكن فرضتها الظروف عليه , و علمت أنه في يوم سيقع في الحب و عني سوف يتخلى و عندها لا يمكن لي أن اربطه فيني إلى الأبد , لكن المضحك المبكي أنه هزم ظنوني و بقي بجانبي حتى النهاية ليعاقبني و يرحل فجأة من دون قرار مني !

*
*
*

....................... قبل مغادرة أبو عذبي بساعة ......................

*
*
*

أبو عذبي : يعني مو ناوية حتى تقولين لي تروح و ترد بسلامة ..

أم عذبي : تروح و ترد بسلامة .. و ما أوصيك على فينوس لا تخليها تقنعك تقعد سنين في الغربة , واجد ترى عليها شهرين تغير جو ...

أبو عذبي مبتسما : لو مسجل اللي قلتيه و أعيده عليج بتضحكين ..

أم عذبي : و ليش أضحك ؟!!

أبو عذبي : في كلامج شي محير , مدري أنتِ تبيني أرد بفينوس و لا تبيني أرد بعد شهرين فيها و إلا من غيرها ..

أم عذبي : أسم الله على بنتي .. و ليش ترد من غيرها ..

أبو عذبي : اقصد لو أنا اللي أقعد هناك لسنين بتفرق معاج وقتها لردت فينوس بعد شهرين ؟

أم عذبي : و أنا رادتك لتقعد في أي مكان يعجبك .. سنين و لا يومين يا أبو عذبي ما تفرق كلها واحد مدام قلبك من زمان هاجر ..

أبو عذبي يقترب من أم عذبي و يفتح قلبه : لو ما اشتريتيني ما كنت أدور على اللي يحررني منج , أنا دايما معاج كنت أحس أني مسلوب الإرادة .. و أنا تحديتج .. قلبي يا ردينه ما ينشرى و ينباع ..

أم عذبي بكبرياء مجروح : و من قال أني نافست على قلبك و لا بقيت أشتريه , من أول ما تزوجنا و أنا أقولك أنا أبيك زوج و أبو لعيالي .. و أنت أخذت أتعابك ..

أبو عذبي بخيبة : با الضبط .. في هذي عني تخليتي .. كنت دايما متأكد أنج ما تبيني أمثل أكثر من ها الدورين ..

*
*
*

لم أخبره أنني أحبه و أني أريده أن يتواجد في حياتي في دور العاشق بل رددت لأعوام أني أريده زوج و أب لا أكثر لاقتناعي بأني لست أنثى جميلة يمكن أن تمتلك بحسنها قلبه , و أن أي شخص سيردد كلام الحب و يقترب سيكون له مآرب أخرى كلها تنصب في ما أملك من مادة تثقل حساباتي .. و كلما أقترب هو كنت أسدل ستاره أعلق بها كل مآربه الأخرى و منها صور لأخيه و أخته و أقاربه الذين في مقدمتهم ابنة العم الفاتنة .. كنت دوما أجد أهدافا مخفيه و أتذرع بقبحي لأرفض ما أتمنى من مشاعر !!

كيف فعلت ذلك بنفسي ؟! ..
كيف ظلمت مشاعري و لِما لم أجازف ؟!

.. لِما لم أغيّب عقلي المثقل بكل الأفكار المنطقية و اتبع إحساسي مع الشخص الذي ربطني به رباط مقدس و أنجبت منه أطفالي ..
لمِا دفعته نحوها و حاولت تحرير نفسي لأعاندها في الأخير و اثبت أني الأقوى و يمكن لي أن أحتفظ به إلى النهاية !

*
*
*

أصيل يطرق الباب و يدخل : يمه .. ممكن أنام عندج الليلة بدال عذبي ..

أم عذبي تفتح ذراعيها : تعال يا عيون أمك ..

أصيل يقذف برأسه على صدر أمه : تصدقين لما مات أبوي أول من فكرت فيه هو أنتِ .. خايف عليج يمه ..

أم عذبي : لا تخاف على أمك يا أصيل , قلبي يتحمل , قبل أبوك فقدت أمي و أبوي و عشت و حبيت و جبتكم ..

أصيل يأخذ بكف والدته ليطبع عليها قبل لا تحصى : بأذن الله أول ما تطلعين من الحداد أوديج العمرة و بعدها أطير فيج لأي مكان في العالم تغيرين جو ..

أم عذبي تطبع هي الأخرى قبلة على جبينه : و خواتك ؟

أصيل : فينوس أكيد معانا بس ديمة أعرف أنها تغثج بلسانها الزفر ..

أم عذبي تقاطعه : طلبتك يا أصيل تغير من معاملتك لأختك , تراها من ريحة الغالي و موصي عليها ..

أصيل : يا يمه أختي هذي عله , بنعطيها نصيبها و نحط لها بيت تقعد فيه هي و أمها و نفتك من شرهم ..

أم عذبي و بانت على محياها ملامح التعب : شكلج بتعبني يا أصيل

أصيل بجزع : ما عاش من يتعبج ..

أم عذبي : ها البيت ما تطلع منه ديمة لو تطلعون كلكم , و أمها لو تبي نحط لها مكان في الملحق أهم شي ديمة ما تطلع من هني .. هذي شوفتكم يا أصيل .. لا تشمت فينا الناس و تخلينا مضحكه ..

أصيل بتراجع إرضاء لوالدته : فعلا ديمة جاهل و ما تنخلى بروحها من دون ولي أمر .. و حنا مهما صار أخوانها ...

أم عذبي : عاملها كأنها بنتك و أرفق عليها .. ترا لو بشكلها أكبرت إلا أنها طفله من داخلها .. لا تعرف تتصرف ولا توزن الأمور و محتاجه أحد يحسسها بأهميتها ..

أصيل بتذمر : بغضب أنا ماني فاهم ليش تهمج و هي بنت ال..

أم عذبي مقاطعة : بنت أبوك .. أبوك اللي ما مر على دفنه ثلاث أيام و أنت أمداك تنسى الوصية اللي وصاها أخوانك ..

*
*
*

أغضبت والدتي بدل أن أخفف عنها , لم يكن هذا مقصدي عندما قررت أن أبيت عندها الليلة , لكن كل حديث يشمل ديمة يتحول لمعركة أنا الخاسر فيها .

............................................................ ..........

*
*
*

كنت أتقلب على فراشي عندما اتصلت وضوح تطلب مني قائمة بما تحب فينوس من الأطعمة الجاهزة و أي مطعم يمكن له توصيله في هذه الساعة المتأخرة ..

أخبرتها على عجل أن تعود لفينوس و أن لا تتركها وحيدة و أنا سأتكفل با المهمة .. و هكذا انطلقت مسرعا لمطعم العم أنيس الذي لا يغلق أبوابه أبدا و الذي دوما كنا نستنجد به عندما تفشل فينوس في أحد تجارب الطبخ ..

فينوس التي حال موقعي في حياتها من آن أصلها لأعزيها , هي كل من فكرت به منذ علمت بوفاة عمي , فاجعتي بعمي لم تكن أقوى من خوفي عليها و با الأخص عندما علمت أنها كانت بنفس السيارة التي انقلبت به للحياة الأخرى .. أفكار و خيالات داهمتني و أنا في الطريق للمستشفى كانت كلها مرعبة و جلبت الفزع إلى قلبي , كنت أبكي و لا أعرف إن كانت دموعي حزنا على عمي أم فرحا لنجاة فينوس !

في لحظة لم استطع بها الهروب من براثن مشاعري اتصلت بها أريد أن اسمع صوتها أن أتأكد أنها تتنفس لكن الهاتف المغلق كان هو الجواب .. كنت أجلس في العزاء و قلبي هناك يبحث عن كرسي يجاورها , كنت أقدم خدماتي المطلوبة و الغير مطلوبة حتى أصل للمنزل لعلي أسمع صوتها لكن لم يكن هناك جدوى من محاولاتي , و ها أنا عندما توقفت عن المحاولة و جررت قدماي و غادرت منزل عمي في آخر يوم من العزاء أجد الفرصة بملاقاتها سانحة من غير تخطيط مني !

*
*
*

وضوح من أمام الباب الرئيسي : مشكور و ما قصرت و يله توكل على الله لبيتك..

شملان : شفيج وضوح انا شقلت اللحين .. كل السالفه أني بعزيها ..

وضوح بهمس : تدري الشرها علي أنا اللي أتصلت فيك.. فينوس مو يم أحد و اللي تسويه عيب ..

شملان بغضب : عيب ؟! .. اللحي إذا بعزيها عيب ..

وضوح : و أنت منو عشان تعزيها .. خلاص عاد روح لا تسبب لها و لنفسك مشكلة ...

شملان : زين بروح بس على الأقل لما اتصل عليج ردي مو أطنشين ..

وضوح : ما ابي أضايق فينوس و أطريك قدامها كل شوي .. اللي فيها مكفيها .. يله روح عاد إذا كنت فعلا تهتم ! ..

*
*
*

أشعرتني وضوح باني مراهق أهوج و نفسي هي كل ما أفكر فيها, لِما لم أتساءل هل تريد فينوس مني أن أهتم و أقترب ؟!! ...
قد أكون آخر شخص تريد أن يعزيها و يمكن أن أكون لها حزنا يضاعف حزنها و هذا ما لا أتمناه لها ! ..

فينوس تلك الرقيقة الطيبة التي تعطي من دون أن تطلب كل ما تحتاجه الآن أن يتوقف الكل عن مطالبتها بمشاعر نفذ منها مخزونها ..فينوس الآن محتاجه للحنان و التعاطف و صدر ترتمي عليه و هي مؤمنة أنه لن يتخلى عنها في يوم ! ..

*
*
*

أخبرتني وضوح أنها طلبت هذا العشاء خصيصا لي من مطعم عرفت به منذ شهر ! .. وددت أن أقول لها أن تكف عن الكذب علي فا أنا لست طفلة ولست بتلك السذاجة , فا شملان هو من أختار الأطباق بدقة ....

فا الشورما من دون سلطة و مخلل كما أحبها و الشراب الغازي من دون ثلج و معه الكثير من الليمون كما أفضله و البطاطس المهروسة فيها الكثير من الفلفل كما دوما طلبت .. ما زال يذكر و هذه رسالة مفادها أنه يهتم !

و كم أود الآن أن أقف أمامي و ألفظها أمامه .. تبا لك !

لما تلاحقني و أنت من اخترت الفراق .. أم تأكدت من أنك أثبت وجهة نظرك باني لن أجد غيرك يطلب ودي ! ..

و ها أنت تحفر لي في كل منعطف هوة سحيقة أتجنبها بصعوبة كلما مررت بها و تردد أنك تهتم !! ..

لو كنت فعلا تهتم لأخفيت كما تجيد دوما دورك في إعداد كل شي و ترك الأمر يبدوا عفويا و به الكثير من الأخطاء , لكن ها أنت لم تتغير و تفضح نفسك بأنانيتك , تريد أن تحضر بذهني و أمامي و في كل ما أحب !

لِما هذه القسوة .. ما الذي فعلته بك ؟!

*
*
*

وضوح متسائلة : شفيج .. ما عجبج الأكل ؟

فينوس بنبرة عتب : أنتِ هني بصفتج بنت عمي و إلا أخت شملان؟

وضوح المحرجة : أنا هني بصفتي صدقيتج .. و إلا نسيتي ..

فينوس : أجل أخذي ها الأكل كله و حطيه في المطبخ للخدامات و خلينا نسوي لنا شي خفيف ..

وضوح النادمة تبرر : أنا لجأت له لأني حبيت أحط لج كل اللي تحبين , ما كنت اقصد شي ثاني ..

فينوس تبتسم بصعوبة : ها المرة ما راح أتخذ موقف و لا أزعل لأني مصدقة تبريرج بس يا ليت يا وضوح ها الموقف ما يتكرر ..

*
*
*

وصلتني رسالة من وضوح مفادها أن فينوس خمنت أني وراء العشاء المعد خصيصا لها و أنها من كلينا غاضبة ..

لتصلني بعدها بدقائق رسالة على هاتفي النقال من فينوس محتواها

" أبتعد عن حياتي أرجوك , أنا أحتاج و أتمنى أكون أم و أنت ما تقدر تحقق لي أمنيتي " ...

كرهت نفسي و تمنيت أنني لم أتحامق و أعرض نفسي لمثل هذا الموقف المؤلم الذي دوما كنت في خوف من أن أتعرض له , بل هذا السبب الأوحد و الأقوى الذي جعلني أطلق فينوس , فلا يمكن لي أن أحتمل أن تراني بأقل مما كانت تعتقد أني امثل !!
و ها أنا مما هربت منه ألقيت نفسي فيه ..
و فينوس هي من ابتعدت بنفسها عني هذه المرة .. لتتركني ملقى على رصيف الندم مجروح لا أقوى على مداواة نفسي و لا على الاستغاثة طلبا للمساعدة ..


............................................................ ............

*
*
*

لم أبكي على خالي كما بكيت هذه الليلة , كنت طوال أيام العزاء أحث نفسي على التماسك فوالدتي كانت تتوجع و بكائي أو بكاء أحد أخواتي أمامها كان سوف يهزمها لتتداعى من دون تمهل , و كنت من غير وعي مني أتمنى أن يقترب خالد و يضمني ليواسيني و لو بعبارات فارغة لكنه أخذ وسادته و فراشه و تركني أبكي وحيدة عندها تحول بكائي على خالي لنحيب على حالي معه , مع خالد أعاني جوع عاطفي فا هو شحيح مشاعر و معه لا ألتقي إلا لدقائق
فا هو دوما بعيد و لا يبحث عن الفرص ليختلي بي , فمنذ انتقالنا إلى هنا و أنا فرد آخر من عائلته و لم أعد أهم أفرادها , فليس مهم وجودي على مائدة الغداء و سهل أن ينام قبل أن يتأكد أني نمت !

*
*
*

خالد الذي أستيقظ على صوت هند توقظه : خير دانه فيها شي ؟

هند بصوت مبحوح من البكاء : أنا اللي فيني .. أبي أروح لبيت أهلي ..

خالد بقلق : بنص الليل ؟!! .. ليش صاير عليهم شي ؟

هند بغضب : لا تفاول على أهلي .. أنا متضااااايقه و بنفجر أبي أروح لهم اللحين ..

خالد ينهرها : بسج دلع و روحي أرقدي ..

هند يقهر : بتوديني و إلا أتصل بساري ..

خالد بغضب يحاول أن يكتمه : بنتنا نايمه و العالم رقود تبيني نهجدهم بها الليل .. من أصبح أفلح يا بنت الحلال ..

هند تنفجر با البكاء :أنت شنو صنفك من البشر ؟!! .. أقولك مختنقة بمووووت من الضيقه و أنت توعدني بصبح ..

خالد يقفز من مكانه الذي كان به يستريح : يله طسي جيبي أغراضج و خليني أوديج و ارتاح ...

*
*
*

هكذا يتدنى أسلوبه في الحديث معي عندما لا أطابق الصورة التي يريدها في زوجته .. آلة مطيعة ليس لها متطلبات .. لا تحزن و لا تضيق و دوما له مبتسمة مهما كان معها مقيت !

............................................................ ..............

*
*
*

إن كانت كلماتنا ليست بأهمية الأفعال فلما نحتفظ بها ؟!!
لنمررها كا علامات لما نريد أن نفعله من أجلهم ..

*
*
*

نلتقي يوم الخميس القادم بأذن الله ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 06:44 AM   المشاركة رقم: 192
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم
.. مرحباا ملااايين بالضحكه هلا ومليار غلا حي الله الحامل والمحمول نورتينا ياعسل..
صح الجزء فيه حزن كبييييييير بس بعد اذا تبين الصدق ارتحت اني اللي مات ابو عذبي مو عذبي ولا فينوس.. يعني اشوى ان الموت فردى مو جمله.. والله يرحم ابو عذبي .. حياتهم عقبه بتتغير كثييييييييير وخصووووووصاااااا ديمه..

فينوس متغيره كثييييييييييير كثييييييييير بكل شي ان كان بشخصيتها والا بقوتها والحين بصراحتها ..رحمت شملان مره وهوو يسوي كل شي عشان يشوفها رحمته وهووو يبكي ومايدري صياحه فرح لحياة وسلامه فينوس والا حزن على عمه؟؟؟
قوتها اللي بينتها هل بتستمر فيها والا بيجي شي ويغيرها..؟؟ موقفها من شملان شكله واضح وثابت وهي يمكن تبي عيال صدق بس ما اتوقع توافق على اول واحد بيجي ويخطبها.. تدرين الضحكه للحين اتووقع ان مساعد بيخطبها وهي بتوافق عليه.

عذبي و وصايف: الحمد الله على السلامه وعظم الله اجرك في ابوك .. اجل مافكرت الا ان دعوة وصايف استجيبت..؟؟ والله انك صادق مرات الواحد يسمع كلام ومايجي هالكلام اللي بالوقت اللي فعلا تحس ان ربي استجاب للي يدعي..المهم الحين انت ووصايف عدلوا وضعكم وانتبهوا لبعض وخلاااااااااص عاد انت شفت الموت وبغوا عيالك يتيتمون ياليت تنتبه لهم ولامهم وبلااااااااااااش مكابره وتكبر على مشاعركم..
وانتي وصاايف بعد خلصنا من هالحرب النفسيه اللي بينكم وبلاش تخلون لكل كلمه سبب وكل حرف سالفه انتبهي لزوجتس وهو ينتبه لتس وبالاخير انتم اللي بتستفيدون..

علي ووداد: رحمتهم مررررررره وخصوووصاا وداد وهي تبكي عشان ابوها .. بس يله الله يعوضها بعلاوي يهببببببببببببببل وهو هااااااااااااادي وطيب ومافيه الا العافيه..

ام عذبي : تدرين انتي اليوم عطيتيني درس .الواحد يكابر على مشاعره ومسوووي نفسه ولاهمه احد لكن لما يفوت الفوت يغرق الواحد بالندم لانه ترك كل الفرص اللي قدامه عشان يتواصل مع احبابه وتركها بسبب كبريااااء غبي يضر اكثر من انه ينفع.. شكرا ردينه .. تصالحت اليوم مع اخوي من بعد زعل ثلاث ايام حتى سلام مافيه .. صح انا الغلطانه بس بعد لازم هو يراضيني>>فيس مهذري ومدري وين الفايده هخهخهخه
تدرين عاد ام عذبي من اول القصه قلت انتس يمكن ماتكونين ظالمه وفعلا لما شفت كلامتس عن ديما وكيف انها مسكينه وصغيره وتبين اصيل ينتبه لها قلت هالحرمه حقااااااانيه.. وبتكونين اول وحده تتغير معاملتها لديمه لكن لو جينا للصدق اشوف انتس ماعملتيها بقسوه مثل اصيل ولو ان اصيل يمكن ورث منتس كره امها وعشان كذا كره البنت معها..

خالد وهند: افييييييييييييييييييييه من عديم الاحساس هذا . اجل طسي يا الثور بسم الله علينا سكنهم مساكنهم قايم وماعندك أي احسااااس.. البنت مخنوقه من وضعها في بيتكم والوضع ببيت اهلها وانت مافيه احسااااس بس مدري ليش متوقعه ان سند بيكون له يد بانكم تتصالحون مره ثانيه ويمكن يكون له وانفال دور مع بعض .. ويمكن يمكن يكون هالشي بتواصل بينهم عن طريق منتداهم؟؟
بس اللي متوقعته اكثر شي ان سند بياخذه الشوق لدانه وهو شووقه الاكبر لخالتها..

الضحكه تسلم الايااادي يااامبدعه بس تكفييييين خفي على شملان .. ياختي ذبحتيه كل هالسنين وهو بعذاب اولها وهو يخبي اخوه ومايبي احد يكتشف وجوده وحياته الصعبه مع فينوس واكتشافه انه مايجي له عيال والحين بتحرمينه من فينوس ؟؟ بلاش اسوا معانا يااا عسل..

بانتظار البارت الجاي بكل شوق اذا الله احيانا فلا تتركين انتظارنا يطول يااعسل.

 
 

 

عرض البوم صور زارا   رد مع اقتباس
قديم 08-01-12, 04:21 PM   المشاركة رقم: 193
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67002
المشاركات: 6,854
الجنس أنثى
معدل التقييم: I & U عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I & U غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

[COLOR="Indigo"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنااااااااااا من جديد لو لسه متذكرينا عاد جد كان حلو أني اقرأ اجزاء مجتمعة سوا. خاصة بحكاية مين اللي توفى بالحادث
احم كيفك شارمي ؟ كل عام وانت بخير علئ كل المناسبات اللي مرت في الغياب :( نغيب ويرجعنا الحنين وكل ما تالمنا نرجع نبكي في الاماكن اللي شهدت أحلى الذكريات مؤ ؟؟
الجزء الاخير كان مؤلم وزي ما ذكرتي الفقد مهما رسمنا له تخيلات ما يقارب للشعور الحقيقي ....بس اشوا ما كان عذبي اللي مات ولا فينوس اخترتي الاهون الحمدلله خخ
علي بصراحة بعد ما عقل اكل الجو عن البقية بس قهرني بروده مع وداد
شملان طاح عنه حمل كبير بعد رجوع علي وتظل حكايته مع فينوس مذبذبة ولا احد مرتاح وجد لازم يكون شملان واضح وصريح
وضوح ما عرفت لها ! متخاذلة ويوم جزمت جابت العيد خخخخ
ديمة و أمها للأسف هالنوعية من الناس اللي تمشي بالمصلحة بدون اهتمام بالاخلاقيات من أسوا ما الواحد ممكن يقابل :(
عذبي و وصايف أخيرا لبر الأمان عقبال البقية
ام عذبي صح كرهتك بالبداية بس بعض افعالك تجبر على الاحترام
للأسف ارد من جوال لان لابتوبي انتحر ما تحملني خخخ وهالرد مو بمستوى القصة أكيد بس سلام وإشارة أني متابعتك مهما ابتعدت والله يوفقك و ننتظر الجزءالقادم بشغف
[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور I & U   رد مع اقتباس
قديم 11-01-12, 05:59 PM   المشاركة رقم: 194
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة I & U مشاهدة المشاركة
   [COLOR="Indigo"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنااااااااااا من جديد لو لسه متذكرينا عاد جد كان حلو أني اقرأ اجزاء مجتمعة سوا. خاصة بحكاية مين اللي توفى بالحادث
احم كيفك شارمي ؟ كل عام وانت بخير علئ كل المناسبات اللي مرت في الغياب :( نغيب ويرجعنا الحنين وكل ما تالمنا نرجع نبكي في الاماكن اللي شهدت أحلى الذكريات مؤ ؟؟
الجزء الاخير كان مؤلم وزي ما ذكرتي الفقد مهما رسمنا له تخيلات ما يقارب للشعور الحقيقي ....بس اشوا ما كان عذبي اللي مات ولا فينوس اخترتي الاهون الحمدلله خخ
علي بصراحة بعد ما عقل اكل الجو عن البقية بس قهرني بروده مع وداد
شملان طاح عنه حمل كبير بعد رجوع علي وتظل حكايته مع فينوس مذبذبة ولا احد مرتاح وجد لازم يكون شملان واضح وصريح
وضوح ما عرفت لها ! متخاذلة ويوم جزمت جابت العيد خخخخ
ديمة و أمها للأسف هالنوعية من الناس اللي تمشي بالمصلحة بدون اهتمام بالاخلاقيات من أسوا ما الواحد ممكن يقابل :(
عذبي و وصايف أخيرا لبر الأمان عقبال البقية
ام عذبي صح كرهتك بالبداية بس بعض افعالك تجبر على الاحترام
للأسف ارد من جوال لان لابتوبي انتحر ما تحملني خخخ وهالرد مو بمستوى القصة أكيد بس سلام وإشارة أني متابعتك مهما ابتعدت والله يوفقك و ننتظر الجزءالقادم بشغف
[/COLOR]



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


ما تصورين شلون فرحتني مشاركتج فعلا أشتقت لج ..

بس عاد و شخلاج تشاركين بها الوقت و إلا تهربين من الدراسة

على العموم شكرا لأنج بلغتيني أنج التابعين .. فيس مستانس ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني   رد مع اقتباس
قديم 11-01-12, 06:06 PM   المشاركة رقم: 195
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



السلام عليكم ..

حبايبي متابعين القصة مفروض أنزل بارت باجر بس أستأذنكم لين يوم السبت لأسباب خارجة عن إرادتي و أتمنى التأخير يومين ما يزعلكم على أني لاحظت أن في يوم الخميس يغيب الكثير من القراء ( تحسوني أرفع العتب عن نفسي )

المهم البارت شبه جاهز بس احب أعدل عليه قبل ما أنزله و وعد بيكون دسم و طوووويل ..

و شاكرة لكل اللي أخذوا من وقتهم و علقوا هني أو في الخاص .

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي الاعضاء, شارمي, وشايات المؤرقين, ضحكتك في عيوني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t155907.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ…ظ†ط¸ظˆظ…ط© ط£ط­ط§ط³ظٹط³ ظˆ ط¹ِط¨ط± ...: *ظˆط´ط§ظٹط§طھ ط§ظ„ظ…ط¤ط±ظ‚ظٹظ†* This thread Refback 05-09-17 09:09 PM
Untitled document This thread Refback 12-02-11 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-02-11 02:23 AM


الساعة الآن 11:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية