كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء العشرون :
*
*
*
في محطاتنا الأخيرة يصبح الانتظار أخطر
لأن الوقت حينها يداهمنا على عجل ..
*
*
لممته لصدري كا طفل تائه بلله المطر و هربت به من كل عدو بنا يترصد .. يأن و قلبي يردد أناته .. متسائلا هل هو مريض أم أستشعر الخطر قبل أن أعرف به ؟ ..
إذا لهذا كان يطلب وداد .. أكان يرسل لي الإشارات ؟.. أكان يريد مني أن أنتبه من المترصدين لي في الخفاء ؟! ..
أعتقد أنني أفهمه من دون حتى أن ينطق .. ما الذي حصل ؟ .. هل يعقل أنني سخرت كل تفكيري في مسألة رجوعي لفينوس حتى فقدت بصيرتي ؟!!
أي كانت الإجابة .. فأنا تعبت .. نعم تعبت من الهروب و من هذا الإحساس الذي يجعل شراييني تمتلئ با الخوف.. و الأفكار بشتى اتجاهاتها تعصف برأسي حتى يكاد الصداع يفككه ليسقط أمامي .. و ها أنا مرة أخرى أهرب بعلي .. فا كشف حقيقة تواجده ستكشف الكثير من الأمور التي ستنهي حياتي كا شخص حر ! .. يااا كم تحمل هذه الجملة من سخرية .. أخي حي معناه موتي و موته معناه استمراري حيا .. و كم أنا خائف عليه من نفسي ! .. أعطيته الكثير من المخدر و هو مريض و الآن لا يبدوا لي أنه بخير .. لكن ما بيدي حيله .. علي أن أرتب الأمور قبل أن تطلع شمس يوم الغد .. و على الرغم من قصر الوقت إلا أنني متأكد أنني لم أفقد قدرتي على قطعه .. و أنا واثق أن كل شيء سيصبح كما أريد .. كل ما علي فعله هو البدء ..
*
*
*
شملان يفتح باب شقته ليفاجأ با خالد أمامه : خير بغيت شي ؟
خالد بعينين متلصصتان : طالع ؟
شملان بنبرة أصطنع فيها الكثير من ألا مبالاة : أي طالع للمخفر واحد من موكليني ماسكينه ..
خالد يرفع حاجبه متعجبا : و بتخلي ضيفك بروحه ؟
شملان بدهشة ظاهرة : ضيفي ؟!!
خالد : أي ضيفك اللي توك جاي معاه .. توني شايفكم من البلكونه ..
شملان يرسم ابتسامة ترافقها أحد كذباته التي يتقن صناعتها بمهارة : شكلك كبرت يا أبو نسب و ما صرت تشوف با الظلمة .. هذا عامل جبته يشوف شنو مشكلة التكييف ..
ما تشوفني غرقان بعرقي ..
خالد بسخرية واضحة : أوف عامل التكييف .. الظاهر فعلا ما عدت أميز .. زين وينه العامل ما له حس ..
شملان يطلق ضحكه متحكمه لينطلق بنبرة تقريع : شكلك أدور التعب يا أبو نسب .. أجل أخذ مفتاح الشقه و انطر العامل بيجي ومعاه عامل ثاني ياخذ مكيف الصاله .. منها تأكد من كلامي و منها تختصر علي التعب و الوقت .. أنا تأخرت على موكلي .. عن إذنك ..
*
*
أرجعت مفتاح شقته له قبل أن يغادر من دون أن أنطق أي حرف زائد .. اكتفيت بنظرة تشكيك و احتقار حتى يعرف أنني لم اصدق أن الذي أتى به تحت جنح الليل و من الباب الخلفي مترنحا يسنده مجرد عامل .. لكن لن أترك الأمر يقف عند هذا الحد .. سأنتهز الفرصة .. أليس منتهزوها هم الأكثر سعادة ! .. و هذه فرصة تخرجني ببسالة من هذا السجن.
*
*
شملني بأكثر من نظره بدئها بشك لينتهي با الاستحقار .. و كم وددت أن أحطم رأسه و اقتلع عينيه من محجرهما .. فليس على هذا الشكل يرد الإحسان .. ألم يستوعب أنني قدمت له فرصة أخرى .. أخرجته من مأزق و أعدت له حبيبته و وفرت له بيت يجمعه معها
بعيدا عن تدخلات الكل ... ألا يعرف كم هو محظوظ و كم هو كبير جميلي عليه ؟!! ..
على كل حال ليس الكل يحب كما أحبها ! ..
و كم أتمنى أن تؤمن فينوس بهذه الحقيقة و تهدم الأسباب التي خلقتها بيدي حتى لا تضعف و تعود إلي .. فا أنا كنت مدرك حينها أني في يوم سأضعف و أتخلى عن ضميري.. سأطلب عودتها لي و أختلق كل كذبه مهما كانت لئيمة حتى أحظى بها من جديد.. لذا حينها فكرت بشيء واحد قبل أن يموت قلبي العاشق و أنسى معنى التضحية .. يجب أن يكون نبذي لها جارح أمام الكل حتى تأبى كرامتها أن تستلم لي .. و حتى تنساني من دون أن تلتفت و تحلم با العودة من جديد !..
............................................................ .....
*
*
*
عدنا من جديد لنقطة الصفر و خيمتنا البالية أصبحت من دون أعمدة
لكن هذه المرة أرفض أن يشار إلي بأصابع الاتهام فا هو من قطع كل وسيلة لتواصل فا منذ أن ثار و استرجع هديته ركب موجة التجاهل و أبى أن ينزل عنها على الرغم من محاولاتي الحثيثة لتفاهم ..
نعم الحثيثة .. فقد اعتذرت مرة و مرتان و حتى نسيت العد ..
و وصلت لمرحلة اليأس و رميت نفسي بصدره أرجو عفوه لكن أضاف على تاريخه و خذلني من جديد و أنا من كنت ألوذ بوجهه كلما أرعبتني كرامتي الثائرة .. كنت استمد قوتي من محاولاته المتكررة للم الشمل و أنبه نفسي لمدى احتياجي له حتى أن أبيت الاستسلام لمثل هذه الحقيقة ..
لكن أرفض أن يأخذ مكاني و يغير عنواني و يشملني بقهره
فليس أكثر جلبا لدموع من تصفية الحساب مع ضحية توجت مجرمة
من جاني ..
*
*
ماذا أفعل بها تلك الأنثى التي تأبى الاستسلام حتى أرقمها عليه بتسليط كل ما املك من أسلحة في وجهها الذي يهزم عزمي ..
و ما أنا إلا رجل أحمق أعتقد أن الخطأ يبدد بحجر .. لذا رميت بكل قوتي حجرا و راء حجر لعل واحد منها سيصيب رأسها العنيد لتفيق من غيبوبة الحزن التي أرغمت نفسها على دخول بها ..
*
*
*
وضوح مختنقة بعبراتها : تكلم .. رد لي الصوت .. لا ترد و تقسى ترى قلبي سامحك مره يعني ما يقدر قلبك يسامحني هذي المرة ؟
*
*
أكره الوقوف خلف ستار الصمت و هي تستجدي مني الصفح
و با الأخص أني من قبل كنت في مثل موقفها ..
*
*
ساري : المشكلة مو في قلبي لأن قلبي على كثر خطاج ما يزعل .. المشكلة في كرامتي ..
وضوح اقتربت بسرعة لتحيطه قبل أن يعيد إنزال سدوده : مستعدة أعتذر لك قدام الكل ..
*
*
ليس هذا ما خططت له .. كنت اريد أن أغيظه و استعمل غضبه ضده .. كنت أريد أن أعذبه و اجعله يندم و أفكر أنا كيف سوف أصفح عنه .. لكن أصبحت ضعيفة با التحكم في ردود أفعالي فا مجرد أن نطق حتى تبعت مصدر الصوت لأشكره !
*
*
ساري : تلبسين القلادة اللي جبتها لج و ما تنزلينها من رقبتج ابد ؟
وضوح بحماس : يله عطنياها و بلبسها اللحين ..
ساري : أي بس في مشكله .. أنا أهديتها ..
وضوح بصدمة بانت على ملاحها : أهديتها ؟ّّّ!! .. لمنو ؟!!
ساري يتأملها : تثقين فيني ؟
وضوح بتردد : أي ..
ساري : أجل أهديتها و خلصنا و أبشري با العوض ..
وضوح بدى عليها الوجع : جعل راسك سالم .. بس أنا ما أبي إلا سلامتك ..
ساري يقبل كفها : ها المره عاد بتعلم من خطأي و باخذج تختارين هديتج ..
وضوح : بس أنا تعلمت من خطأي قبلك و الهدية منك بمعناها مو في شكلها أو قيمتها ..أختار لي على ذوقك ..
ساري : لا يا بنت الحلال ما ترضين ان راعين الذهب يقصون علي .. تراني قعدت يومين عشان أشتري القلادة لج .. وصار لي موقف
لا احسد عليه ..
*
*
عاد من جديد ..
و كأنه صديق لتو عاد من سفر مشتاق لأعز أصدقائه و يريد أن يخبره بكل ما حدث له هناك في بلاد الخواجات ! ..
و الآن قدرت هديته .. فا مواقفه التي سردها مضحكه و مبكيه لكنها دلت على مدى تفانيه في اختيارها لي .. أم هذه خطته .. أن يجعلني أغرق في ذنبي حتى أعتذر كما يريد ؟
*
*
بسرعة أفقدها.. فا في لحظة تكون معي بكل حواسها و في الثانية التي بعدها تفقد اهتمامها ! ..
و يمكن لي أن أتخيل ما تفكر به في هذه اللحظة .. لابد أنها تحاول أن تنفي كل ما قلته و تبحث عن أجندة خفيه لكل ما أفعل و أقول ..
فا يبدوا أنها دوما ترى في حبي لها شيء من الخلل و لا تريد أن تستوعب أن قلبي أرض بكر لم تطأها إلا هي ..
*
*
اختفى صوته لكن في وجهي وجدت عِباراته .. كتب و قرأت و قرأ وأعدت أنا الكتابة حتى قطع ذاك الكريه انسجامنا !
*
*
وضوح : ليش يبيك بها الحزة ؟!!
ساري بقلق : مدري عنه .. تسمعيني أحلفه إذا هند فيها شي و هو يقول لا .. و أقول له اجل و شتبي فيني بها الوقت يقول موضوع ما يتأجل لبكره ..
وضوح بفزع : أخاف شملان فيه شي ..
ساري يسارع لطمأنتها : لا يا بنت الحلال لا يروح بالج بعيد ..
*
*
لن أرضى بطمأنته .. أريد أن أحدث أخي الآن و اطمأن عليه بنفسي .. و هذا ما سارعت لفعله ..
*
*
من دون تفكير مني استقبلت المكالمة أول ما لمحت أسمها .. فا وضوح لا تتصل إلا لأمر مهم ..
*
*
وضوح : الحمد الله أنك بخير .. الخبل خالد زوج هند هاجدنا بها الليل يبي يكلم ساري و يقول الموضوع ما يخص هند .. خفت احسب فيك شي ..
شملان بخوف حاول مداراته : و ساري راح له ؟
وضوح : لا هذا هو معاي يبي يتطمن عليك ..
شملان على عجالة : عطينياه ..
*
*
*
إذا لم يقتنع خالد بكلامي و أراد أن يصنع فضيحة في منتصف الليل
و لكن إلى الآن الحظ بصفي .. و كم أتمنى أن لا يخذلني في النهاية ...
*
*
ساري باستهزاء : و هذي كل السالفة ؟!
شملان : واضح أن نسيبك يدور حجه عشان يتهرب من وعده .. و أنا أعتقد ما قصرت بس إذا وصلت لحد هني قوله بيتي يتعذره و ما يشوف شر هو و مرته ..
ساري بتفهم : أنت رايتك بيضة و ما قصرت بس ها النسيب صار علينا عقوبة .. بس ما عليه أنا أوريك فيه ..
شملان : يا بن الحلال فكنا من شره و قل له مرخوص ..
ساري : هذي النوعية من الناس ما ينفع فيهم الطيب .
شملان : تكفى ساري لا تزيد الطين بله .. و هند قريب تولد ما له داعي توترها .. خله يلحق مشتاه و يطلع من البيت و يفكنا من شره
*
*
*
يقضي المساجين نصف مدتهم فقط عندما يحسنوا التصرف أما أنا أطلق سراحي في أول محاولة لتمرد .. من كان يظن أن هذه الليلة الكئيبة كانت ستنتهي بإطلاق سراحي ..
*
*
طبعا لا يمكن له أن يلاحظ ..
أمامه أبكي و الدمع يلهب عيني و هو في قمة التفاني يلملم حاجياته
يريد أن يعود لهم و لم يلتفت و يرى كيف سيكون حالي ..
سأأسر من جديد في مملكة سأكون أنا في بلاطها مجرد تابعة .. سأكون جارية أخدم الكبير و الصغير في ذاك البيت الذي تأبى صاحبته أن تستقدم له من يمكن أن يساعدها في أعماله ..
ستتقيد حركتي و كل سلوكياتي في محيطٍ يحتله الذكور ..
*
*
خالد أخيرا ألتفت لهند : بسج بجي يا بنت الحلال ذبحتي نفسج .. واحد و طردنا من بيته .. شتبينا نسوي يعني ..
هند بصوت مبحوح : يعني أنطردنا منيه و الطريق ..
خالد بعتب : يعني تبيني أشوف و اسكت ؟!!
هند : و أنت و ش شفت ؟!!
خالد : يوووه عاد ما راح نخلص ..
هند : يا بن الحلال حنا قاعدين في أمان الله محد ضرنا بشي و فجأة تبينا نغير حياتنا كلها ..
خالد : أنا غيرت حياتي على شانج .. و نسيت أن اللي يطلع من بيته يقل مقداره ..
هند : بس ..
خالد يقاطعها : ما أبي أسمع إلا أنج معاي للآخر .. يله تعوذي من الشيطان و نامي و لأصبحنا بساعدج تلمين اغراضج ..
*
*
*
هناك أكثر من بضع حاجيات عليك لملمتها .. و منها على وجه الخصوص مشاعري اتجاهك .. فيك من الخصل السيئة الكثير و الكثير منها تطفوا على السطح من دون أي تمهيد .. و أنا دوما على أهبة الاستعداد معك لا أعرف أي طريق سوف تسلك و أي طريق سيسعنا أنا و أنت !
...........................................................
لا يمكن أن يتسع لأكثر من عائلة أفرداها اثنان ..
المكان جدا صغير و ضيق و به شيء من الكآبة .. و على الرغم من الفقر الذي ينبض بكل زاوية منه إلا أن صاحبته تفانت في تزيينه .. يبدوا أن لديها حس فني فريد لا يلاءم هيئتها البسيطة !
أيعقل أن هذا من صنع يدها ؟! ..
هل هذه هوايتها ؟ .. تجميع الأشياء التي تنطق بالتناقض لتجبرها على التمازج منتجة عمل فني ممهور بتوقيعها .. لابد أن لها فلسفه خاصة .. فا كيف تصنع كل هذا الجمال من هكذا تعقيد ؟!
*
*
*
ما إن أشرقت الشمس حتى كنا في منزلي الصغير الذي بدا جدا مختلفا هذا الصباح .. كأنه يسخر مني في السر !
أو يودعني لوجهتي الغير معلومة ؟!
لكن على الأكيد أن من هنا سوف أنطلق للحرية ! ..
*
*
*
سالم بتذمر : بعد نريقهم ؟!!
وداد بهمس : قصر حسك مو من كبر البيت .. و عيب يا ولد ..هذولي ضيوفنا ..
سالم : أنا مو ولد .. أنا رجال و ولي أمرج ..
وداد تهاوده في الحديث : زين يا رجال البيت خلصنا قبل ما تجي أم زينب وتوديني لعلي .. روح للخباز قبل ما يصير زحمة و أتأخر بريوق ..
سالم : يا سلااااااام تبيني أخليج بروحج في البيت مع ها الشايب وولده ؟!!
وداد بنبرة تقريع : و الله يا ولي أمري كنت في بيتهم أشتغل و ما شفت منهم إلا كل خير .. و إذا خايف علي خل الباب مشرع ما أظن احد بيدخل و هم في الحوش قاعدين ..
سالم يقطب جبينه برفض : لا يعني لا .. في بيتهم حريم أما هني بيصير راسج و راسهم ..
وداد بغضب : أنا مدري شلون تفكر ؟!! ..
سالم : أفكر مثل خلق الله .. تبين تضيفينهم حطي لهم من اللي عندج
وداد برجاء : سالم فشله خبزنا صارله يومين و يابس .. روح جيب لنا خبز حار .. لا تفشلنا ..
سالم بحزم : لا يعني لا ..
*
*
*
لم أعرف إن كان علي أن أضحك أما أتوجس من سلوكه الجديد لكن من المؤكد أن أخي كبر و يشعر با المسؤولية اتجاهي .. و هذا مدعاة للفرح .. أليس هذا ما أحتاجه .. سند .. رجل أعتمد عليه في مجتمع شرقي يدين أي سلوك غير مفهوم من امرأة وحيدة !
*
*
*
أبو عذبي : وين سرحت يا أصيل ؟
أصيل ينتبه : لا ما سرحت بس أطالع ها التحف الغريبة ..
أبو عذبي يبتسم : الغريب أنك مستغرب ..
أصيل يبتسم با المقابل لوالده : و وين الغرابة ؟!!
أبو عذبي : هذا أول دليل أن علي حي و أن وداد أقرب شخص له ..
أصيل بانزعاج حاول أن يخفيه : أقرب شخص له ؟!! .. ما فهمت .
أبو عذبي : تذكر التحف اللي كان يصنعها علي و يهديها لك .. تراك تارس فيهم المخزن إذا ما تذكر ..
أصيل ينفي ما يعرف : هذي أيام المتوسطة إذا حبسه عمي جمع كل شي يطيح في أيده و لصقه في بعض .. بس لما كبرنا نسى ها الهواية .. أصلا من أيام الجامعة و كل شي يهندسه عبقري .. بسيط في مكوناته و سهل في تصميمه بس يفك فيه عقد !
أبو عذبي يبتسم بحنان : يمكن معاها رد طفل .. اللي يحب يا أصيل يخلق من كل شي معقد شي جميل .. أنا اللحين متأكد أن علي حي و أن كل ها السنين كان سعيد لأن ربي ربطه في إنسانه حبته لذاته ..
أصيل يشدد على النفي : و من قال أنها تحبه .. نسيت كلامها ..
أبو عذبي : ما شفت في كلامها شي .. هي مشكلتها مع شملان .. شايفه أنه محاصر علاقتها مع علي .. علي لا يمكن يعيش معاها طبيعي و شملان حابسه .. أكيد هي ملت و تبي حل ينقذها و ينقذه
يمكن اللحين فكرت أن لازم يكون عندها عيال منه و لازم تحل المسألة لو حتى بمساعدة ناس ما تعرفهم ..
*
*
*
اختنقت بعبره لم أعرف كيف أفسر تصاعدها ..
هل اتضحت لي الرؤيا بعد أن عانيت با البحث عنها في ذاتي
ما هي إلا حلم .. تلك المعشوقة التي ألبستها ألف وجه ..
فأنا من صهرتها و ذوبتها بشراييني حتى أصبحت وقودا لنبض قلبي .. لكن أحاسيس المعطوبة دوما ظللتني .. فا كل أنثى جعلتها هدفا لمشاعري انقلبت ضدي و اتجهت لأقرب شخص لي ..
أم هو ذنبي .. نعم ذنبي .. أنا من كنت أرمي مشاعري كا طعم و أمسك الصنارة من غير مبالاة منتظرا من دون أمل ..
*
*
*
لم يتناولوا شيئا ..
يبدوا أن أبو عذبي جامل و أكل بعض الخبز لكن ذاك المغرور الذي على وجهه بدى التقزز من كل ما يحيطه لم يجامل .. نعم ليس من مستواه كل ما قدم له ! ..
ليس مهم .. فا أم زينب قادمة و هم سيتبعوني و ننتهي هناك حيث علي و يتغير كل شيء كما آمل ..
*
*
انتظرنا طويلا المدعوة أم زينب و لم تأتي .. و طالبنا حينها وداد با الاتصال بها لكنها ردت ببلاهة أنها لا تعرف لها رقما..
غير معقول و ثغرة أخرى في قصتها الغريبة ! ..
*
*
لم يتوانى عن رسم علامات عدم التصديق على جبينه ..
لكن لا يهم فا أبو عذبي ما زال يصدقني بل حثني على الإسراع معهم لحيث البيت الذي أحفظ طريقه كما أحفظ أسمي ..
ترددت في البدء و با الأخص أن سالم تأخر على مدرسته و لا يريد الآن الذهاب و تركي أذهب معهم ..
*
*
سالم أخذ وداد بعيدا عن ضيوفه : رجلي على رجلج .. ما أخليج تروحين معاهم بروحج ..
وداد : زين مو عليك اليوم امتحان ؟
سالم بعناد : ماني رايح لا تحاولين ..
*
*
و قبل أن أنطق برجائي له أن يذهب لمدرسته و أنا لا يخاف علي حتى سمعنا أبو عذبي مناديا له أن هناك من يسأل عنه !
و كم هو عجيب كيف تبدلت قناعاته من محادثه قصيرة مع هذا الصديق !
*
*
*
سالم : شوفي أخذي معاج سكين و اقعدي ورى ..
وداد تكتم ضحكتها : حاضر .. بس وش غير رايك ..
سالم بإرتباك : آآآ .. هذي صديقي فلاح يقول أستاذنا متحلف في اللي يغيب عن الامتحان يقول حتى اللي يجيب عذر طبي ما راح يعيده له ..
*
*
بطبع ليس هذا السبب و لدي الكثير من المواقف التي يمكن لي تذكرها لترتفع عندي نسبة الشك في سلوكياته الجديدة .. و كل مره أقنع نفسي أنه يمر بأول مراحل المراهقة و كل سلوكياته ستكون غريبة و علي أن أكون مرنة معه حتى ينتابني القلق كلما رأيت أحد من أصدقائه فكل منهم يبدوا بهيئة غريبة !
*
*
تحركنا و آثرت الصمت و تركت لأبي مهمة التحدث مع وداد التي كانت تصف الطريق بسهولة حتى وصلنا لأحد الجسور و ما إن رفعت عيني في المرآة متسائلا أي طريق أسلك حتى وجدتها في قمة حيرتها تردد أنها غير متأكدة ! ..
*
*
كنت في قمة تركيزي و أن أصف الطريق الذي أحفظه عن ظهر قلب لكن ما إن وقعت عيني با المرآة التي عكست لي عيني ذاك الشرير حتى اختفت ملامح المدينة و لم اعد أرى الشوارع و جسورها فقدت تماما بصري و أصبح كل ما أمامي فراغ ..
وعاد ضميري يعذبني و وددت لو ابكي حتى أتطهر !
*
*
لا أعرف ما علتها لكنها بكل تأكيد خلقت العلل لنا ...
*
*
أصيل بغضب : الطريق هذا و إلا هذا ؟
وداد بخوف و تردد : أعتقد هذا ..
أصيل : شنو يعني تعتقدين .. أنتِ عارفه الطريق أو لا ؟
ابو عذبي الذي لم يعجبه نبرة أبنه و أن عذره : ما عليه أن ما طلع هذا طريقنا نرد ثاني مره و ناخذ الطريق الثاني ..
وداد بخجل : أن شاء الله أن هذا هو الطريق ..
*
*
*
وصلنا لوجهتنا حيث الحواري الضيقة و الأرصفة التي تأن تحت وطأة القاذورات .. كان كل شيء هنا ينطق باستحالة تواجد بشر.. و وقفنا في طريق مقطوع لا يمكن أن تقطع السيارة أكثر مما قطعت لذا ترجلنا و بدأنا با المشي و أكاد أجزم أن هذه آخر مره سألبس فيها هذا الحذاء فا من المستحيل أن يعيش بعد كل ما علق به من طين ..
ما الذي دهاني أفكر بحذائي و مدى اتساخه بدل أن أعالج مشاعري و أجعلها تتحضر لما هو آتٍ .. كيف سيكون اللقاء .. و كيف ستكون ردة فعل علي .. هل سوف يعرفنا أم كل ذكرى لنا اندثرت في عقله الذي تفشى به المرض ؟!
*
*
*
إذا ها هنا خبأه .. حيث لا يمكن لأي بشر أن يعيش .. نعم هذه مقبرته و بها مات من دون أن يصلى عليه !
كيف أستطاع أن يترك أخيه في هذا المكان التعيس بينما هو نفسه من كان يأبى دخوله لمشفى المجانين ؟!!
ما الذي كنت تفكر به يا شملان و أي خطأ ارتكبت .. و أي خطأ أنا صنعت ؟.. و الآن علي يتخبط من أسر السحر إلى قيود المكان على عقله المتعب .. لابد أنه هنا جن .. لابد أنه هنا فقد الاتصال مع إنسانيته .. لا أريد أن اصدق .. لا أريد .. نعم لابد أن هناك ما تبقى منه و هذه الأنثى منعته من المغادرة .. نعم هو هنا بلا شك ..
*
*
*
وداد تقف بعينين جاحظتين: وين البيت ؟!!
أصيل بغضب يتأفف : أففف .. و اللحين بعد بتقولين أنج مضيعه البيت ؟!
وداد : لا .. لا .. أنا متأكدة أن هذا هو البيت ...
أبو عذبي : يا ابوج و شلون يكون هذا هو البيت و اللي قدامنا هدام ؟
*
*
أقسمت أمامهم أن هنا كنت أعيش لسنوات مع علي.. هنا كان المنزل قائما حتى الأمس .. لكن في عيني أبو عذبي رأيت التشكيك و في ملامح أصيل الشامتة رأيت المناداة بمعاقبتي !
و من يمكن أن يلومهم ؟.. فا الذي أمامهم لا يمكن أن يطلق عليه بيت .. هو مجرد بنيان متهالك أحتضن سقفه أرضيته بينما جدرانه تهاوت تحضن بعضها البعض في محاولة لتآزر !
*
*
*
وداد مدافعة عن نفسها أمامهم : أكيد شملان عرف و أنحاش بعلي ..
أصيل بسخرية ظاهره : و هدم البيت في نفس الوقت ؟!! .. هذا سوبرمان مو شملان ..
وداد المضطربة تحاول التماسك : اللي موت أخوه و جذب على أهله ممكن يسوي كل شي .
أصيل المنفعل : هذا إذا كان اللي تقولينه صحيح .. إذا كان فعلا علي حي و أنتِ زوجته مو مجرد وحده عرفت بقصته و تبي تنتفع من وراها ..
أبو عذبي يقاطع شملان : وداد حنا ما راح نضرج و ما نبي منج شي .. روحي يا أبوج في حال سبيلج ولا عاد تعرضين لأحد فينا ..
*
*
*
تركوني ورائهم غاضبين بينما أنا هنا أقف وحيدة في مكان مهجور
تملكني الحزن و الخوف و كم تمنيت لو كان سالم معي ليشهد معي و ليحميني ..
*
*
ما إن وصلت السيارة حتى استوعبت أننا تركنا تلك الشريرة في هذا المكان المخيف وحيدة و هذا أيضا ما خطر في بال والدي الذي طلب مني أن أذهب لأتأكد أنها بخير و أن أعرض عليها إيصالها لحيث منزلها ..
*
*
*
وداد الجالسة بضعف با القرب من المنزل المتهالك تتأهب : أنا ما جذبت عليكم .. و عندكم أخوي سالم اسألوه ..
أصيل يصرخ بها : بس .. بسج جذب.. إذا الموضوع عندج تربح مادي على حساب قضية تهمنا أو تصفية حساب مع شملان فا أنتِ ما حسبتيها صح .. و أكبر غلطة سويتيها أنج لعبتي معانا ..
وداد المذعورة : أنااا ..
أصيل يقاطعها : مروءتي تمنعني أني أخلي مرة بروحها في مكان مثل هذا و إلا ما رديت آخذج لأن هذا مكانج في الحقيقة .. يله أمشي أوصلج بيتج ..
*
*
*
لم أستطع النطق و تبعته بصمت و كل ما أفكر فيه أن شملان الآن يعد لي مصيبة و الآن أنا وحيدة و علي مواجهته من دون أسلحة و لا حتى تلك المذكرات التي لغبائي لم اقرأها .. المذكرات.. نعم مذكرات علي التي كانت بحوزة سالم .. لا .. لا أعتقد أن سالم أتلفها أعرفه يحب أن يحتفظ بأي شيء و با الأخص تلك التي يجد الكل ينافس على اقتناءها .. لكن و إن كانت مذكراته بحوزتي هل هذا دليل على وجوده .. يمكن أن أكون سارقة و هذه المذكرات مفقودة من مكتبة شملان .. و لا شيء يدينه و كل الأدلة تدينني أنا ! ..
............................................................ .....
*
*
*
عادوا لديار يرتدون الهزيمة .. كل منهم مطأطأ رأسه ويأبى التحدث
أبي الأكثر حزنا و في وجهه بانت علامات التعب و ما إن طلبت منه والدتي أن يذهب معها ليرتاح حتى سلم نفسه طواعية و من دون أي نقاش على غير عادته .. فا هو أبدا لم يستريح يوما و هي بقربه و لم يلجأ لها و لا للحظة في قمة حاجته و ضعفه !
أما أصيل فا حزنه و ضيقه أختلط مع غضبه و ما إن ذهب والدي حتى جلس أمامي و هو يتوعد و يهدد بفناء وداد !
*
*
فينوس : و ليش بتخلق جذبه بها الحجم .. ها الكلام ما يدش العقل ..
أصيل بإنفعال : بس يدش العقل أن علي حي و شملان خاشه عن الكل ؟!!
فينوس بتشتت واضح على ملامحها : مدري .. مدري شلون لازم أفكر .. معقول تجذب .. يا ربي قويه الجذبه .. يعني رايحه معاكم و عارفه أنكم با الأخير بتكتشفونها و مع كل هذا أستمرت با الجذب !
أصيل منفعل ينطلق ملخصا كل ما حصل من وجهة نظره : البنت هذي داهية خططت تشتغل في ها البيت عشان تطلع بتأمين مادي يعيشها طول العمر براحة ..
فينوس : معقول ؟! .. زين شنو علاقتها بشملان .. واضح أنها تعرفه !
أصيل بغضب يقف : محامي و وحده مجرمة .. يعني شنو بتكون علاقتهم ..
فينوس بحيرة : ما فهمت ... قصدك شملان هو اللي دلها علينا ..
أصيل يشد ياقة ثوبه كأنه يختنق : يووووه و انا و شدراني عقلي أحتاس .. يا هي راعية سوابق و ماره على شملان و شافها عندنا بصدفة و كلمها و إلا شملان حاطها هني تسرق أوراق تخص المؤسسة بما أن وصايف أحترق كرتها ..
*
*
*
ليس أنت فقط من تعاني الالتباس .. أنا أيضا عقلي تجزأ و يأبى العمل .. و شملان و وداد بينهم علاقة و أي كانت هذه العلاقة فأنا أحترق ها هنا من دون وجود حل !
*
*
فينوس : أمش خلنا نروح لها مدام أبوي نام .. اليوم ما أطلع منها إلا عارفه الحقيقة ..
أصيل : أقول استريحي تبيني آخذج لمكانهم المشبوه .. أصلا هذي وداد ما أبيج تكلمينها ثاني مره في حياتج .. حنا ما ندري ها الأشكال شلون تفكر و شنو تخطط عليه ..
فينوس : خلاص مثل ما تبي .. خلنا من وداد .. روح لشملان وشوف شسالفته معاها ..
أصيل بعد صمت قصير : اللحين أنا تعبان و أبي أنام .. أحتاج لراحة عشان أفكر بشكل صحيح ..
*
*
*
تركني أصيل و تركت أنا المكان لأتوجه لملاذي لكن أستوقني عذبي متسائلا بغضب : وين أمي ؟
فينوس : في غرفتها .. اليوم هي و أبوي متفاهمين لا و الحلو أصرت عليه يستريح حسيتها تبي تقوله أنا هني و بآزرك ..
عذبي : و أنا ما يصير أستريح ؟.. أبوي لمتى بيعيش بقلبين .. قلب معانا و قلب معاهم ..
فينوس تعقد حاجبيها : شصاير ؟!!
عذبي : أبوي حاط ملف وصايف با الموارد البشرية يبي يعيد تعيينها !!
فينوس بدهشة : لا مو معقول .. شفيه أبوي مسرع ما نسى ؟!!
عذبي : و القهر أمي موقعه على إعادة التعيين ..
فينوس : خلاص مدام أمي موقعه أجل أمي عندها هدف من إعادة تعيين وصايف .. فلا التعب نفسك و تعترض ..
عذبي بتحدي : أن تعينت وصايف مشيت أنا ..
فينوس : عذبي لا تتهور .. شنو بتستفيد لخليت لها المكان .. خلني أنا اليوم أروح لها و أعلمها مكانها .. وقبل ما تباشر العمل تستقيل ..
عذبي : فهميني يا فينوس .. وصايف شنو جنسها .. ليش لما اختارت الفراق ما ألتزمت فيه .. ليش أشوفها تحاول ترد لمحيطي بأي طريقة .. با الأول عن طريق العيال و اللحين عن طريق الشغل
فينوس : وهذي عاد يبيلها سؤال .. هي نفذت قرارك اللي مأجله عشان تطلع هي اللي باعت مو اللي أنباعت ..
عذبي : ما كنت راح أطلقها على أني مليت منها .. أحيان أحبها و أحيان عادي .. بس الأكيد أنها أم عيال وبنت عمتي و كنت أشوف وجودها في حياتي مهم و طبيعي ..
فينوس : بس عاطفيا انفصلت عنها و كنت مقرر تبعد أكثر و هي تحبك هذي كل المشكلة .. لو ما كانت تحبك جان رضت با الوضع اللي كانت فيه .. سيدة عاملة و متزوجة و فوقها مترفة .. بس هي ما كان يهمها كل هذا قدام حقيقة ابتعادك عنها ..
عذبي : بس ما في شي يبرر تحالفها مع الشيطان ..
فينوس : هذا أنت سامحته و تحالفت معاه ضدي ..
عذبي يبتسم : أنا عندي مشكله مع شملان .. ما اقدر أكرهه على كل عيوبه .. يمكن لأني متأكد أنه يحبج .. أكيد اللي يحبج فيه شي ينحب .. و إلا شرايج ..
فينوس : عذبي تكفى لا تعور لي قلبي .. أنا الموضوع عندي انتهى و انت بنفسك كنت معصب من سالفته اللي قال أبوي أنها سبب طلاقه لي ..
عذبي : لما فكرت شوي عذرته ..
فينوس تطلق ضحكه متهكمة : بس ما عرفت تعذر وصايف !
............................................................ .........
*
*
*
هو الزمن من ينحت دواخلنا ..
حتى تصبح أحاديثنا مسطحة ..
فيها تعرى أمانينا و تختتم هزائمنا !
*
*
*
و حتى الملتقى سلامي ..
|