كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الثامن عشر :
*
*
*
تعيسه تلك الحياة التي تنتهي بانتهاك قلبك بتصريح منك !
*
*
لم أكن أفارق مرآتي حتى مع نداءات أخي الغاضب و المتوعد لي با العقاب .. لم أكن أتأمل جمالي بل كنت لنفسي أتحدث و أكثر الأسئلة
... لِما عن تلك الإناث أبدوا مختلفة ؟!!
لِما ابدوا مهرة متمردة و في عيني الخيلاء ارتسمت بينما هن كا الخيل الأصيل .. قوي و لصاحبه في منتهى الطاعة !! ...
لِما يتضخم بي الغرور و الأنفة و أردد أنا بينما هن من يحق لهن كل ما أنا عليه من غرور ؟! ... نعم يحق لهن و أكثر .. تلك بأخوتها الرائعون و تلك بثروة طوّعت لها الكل حتى أصبحوا لها عصبة !
لكن رأيتهم دوما يجاهدن في إرضاء الكل.. أم أنهن لنفسهن يحققن الرِضا ؟! ...
و عندما استعصت الأجوبة فضلت استنساخ الأسئلة ! .. لتصبح تلك مهمتي .. أن أرضي من حولي فا قد أرضى يوما عن نفسي ! ...
و في أول تنفيذ لِما قررت .. هزمت نفسي و خسرت ما كنت أنا
... لم يرضى عني أحد و لم ارضي نفسي .. وفقدت السعادة إلى الأبد ... فا زواجي منه كانت بداية التعاسة لمهرة فيني قد ماتت بعد أن احتضرت على صدره و صوته يهدهدني أن لا تخافي !
و ها هو صوته المتجعد بآثار ما كان و ضحكاته المتعبة تتردد صدى في أقصى الكينونة التي جردتني أنا ..
*
*
*
أم ساري تتجاوز أم ديمة لتطفأ الموقد : الله يهداج يا فاديه .. علامج بقيتي تحرقينا ..
أم ديمه تستفيق من غيبوبة الماضي : أعوذ با الله من الشيطان ..
أم ساري بتعاطف : هذا أبوها هني ما هو بطالع إلا لما يكلمها و يعلمها السنع ..
أم ديمة تهب مدافعة عن أبنتها : لا يا بنت الحلال خليها على الأقل قريبه من أبوها مدامها بعدت عني ..
ام ساري تهم في إعداد أواني المأدبة : خلاص خليج من أخوي أنا بكلمها تجي تقعد عندنا يومين تستانس مع البنات و تونسنا ..
انفال تقتحم المطبخ و تنطلق با العتاب : الله يهداكم ما تعرفون تصحوني من النوم اعاونكم ..
أم ساري : و شتعاونينا فيه .. بتطبخين أزين من طباخ عمتج ..
أنفال تنظر لعمتها : مو عمتي بسرعه ملت من تعليمي فمالي إلا أتطفل عليها لين أتعلم ..
أم ديمه تبتسم بمحبه : إلا شرايج تشترين كم كتاب لطبخ و تخلينا انا وياج نتعلم شي جديد ..
أم ساري تضيف : و ثمنهم علي .. و من باجر تروحين أنتِ وديمه تشترون الكتب و الأغراض اللي تبونها ..
أنفال بحماس : صار .. بروح أكلم ديمة ..
أم ساري : أول تعالي ودي السفره للمجلس ..
*
*
*
في المجلس توسطنا ليغدق علينا بقصصه الطريفة .. منذ زمن بعيد لم يزر هذا المجلس و لم يكن بهذا الاسترخاء ! ..
أم .. منذ زمن بعيد لم يوجه له أحد الدعوة ليستريح بيننا ..
*
*
*
أبو عذبي : أكرمكم الله ..
ساري : هني و عافيه ..
شملان ما إن أتجه عمه للمغاسل حتى عاجل ساري بسؤال : وين أبوك ؟
ساري : يقول ماله وجه يقابل خالي ..
شملان يبتسم مستنكرا : هذا أنا مقابله ..
ساري : عاد أبوي حساس مو مثلك وجهك عريض ..
شملان : لا يا أبو علي مو هذي السالفه .. عمي يعرف أني على حق و اللي أنوخذ با الحيله ما يرد إلا با الحيله ..
ساري متأففا : قصر حسك و خلنا من ها الموضوع القديم و لا تخرب علي موضوعي الجديد ..
شملان يتأهب : أنا قلت ها العزيمة وراها شي ..
ساري يلتفت للباب ليتأكد من أن خاله مازال بعيدا و بهمس : لما أفتح معاه الموضوع بتعرف و كل اللي أبيه منك المسانده و لما أغمز لك يعني أسكت و فكني من شرك .. و إلا أنسى أساعدك في سالفتك ..
شملان يرتشف ما تبقى في كأس اللبن ليغمز : صار يا ولد عمتي ..
............................................................ ......
*
*
*
لا أعرف كيف اطرق باب الحديث و كل ما يستحق الحديث به تنهار أمامه كل سبل التفاهم .. لكن .. أرفض أن يفرض علي ما علي تجنب الحديث به و ما علي أن أتحدث به ..
*
*
خالد : و أنا مو من أهل البيت ..
هند : انا ما قلت جذيه .. هي يعني مو عزيمة كبيره .. خالي متغدي عندنا و بس حتى عياله مو حاضرين ..
خالد : بس الشيخ شملان موجود .. انا شفته داخل بيت أهلج مع خالج ..
هند : شملان و ساري ربع و بعدين أنت معقول تبي تقعد مع خالي و انت شاق راس ولده ...
خالد : الخطى ما كان مني و قصه و انتهينا منها ..
هند تسارع في غفل الموضوع : فعلا قصه أنتهينا منها و مو مهمه .. خلني أجهز غدانا و نعين من الله خير ..
خالد ينتفض في محله : انا بروح أتغدى مع أمي و أخواني و انتِ روحي تغدي من ذبيحة أهلج ..
هند تتبعه : خالد الله يهداك لا تكبر الموضوع ..
خالد : اللحين أنا اللي أكبر المواضيع و إلا أهلج اللي خلوني جار لهم با الغصب و لا قدروا على حق الجيره ...
هند : خالد و بعدين معاك بتعلم أهلي السنع .. ذبيحه و إلا مو ذبيحه الغدا ما عليه إلا أهل البيت و أنا و أنت لنا بيتنا ..
*
*
تجاوزني متجاهلا ليخرج كا إعصار تولّد من دون مصدر ليفسد يومي و يجعلني في مهمة جمع ما تبعثر ...
*
*
أم ساري بنبرة متهكمة : نعزمه غصب ؟!
هند : أنا ما قلت جذيه .. بس يعني شنو بيضر ساري لقاله حياك على الغدا .. ترى يمه فشله يعرف أن عندنا غدا و هو مو معزوم عليه ..
ام ساري : يا حبج أنتي و رجلج لتكبير السوالف ... اللحين من عزمنا حنا ؟! .. مغير خالج و شملان كل جمعة يتغدى عندنا ..
هند : يا يمه مو سالفة خالي و إلا شملان السالفة أن ما يصير شي لقال ساري لخالد حياك على الغدا لو هي مره ..
ساري الذي دخل مع عمته مبتسما لهند : شعليج يا هنوده عمتي جايبتني لحد عندج أتاسف منج ..
هند : محشوم يا أبو علي .. أنا بس أتشره عليكم من غلاتكم عندي ..
ساري يقبل رأس هند : أبوي الله يهداه رفض يجي يتغدا معانا و تعذر بشغل ماله سنع و ما حبيت يجي خالد و يفطن أن الأمور بين أبوي و بين خالي مو زينه .. فهمتي علي ..
هند تطأطئ برأسها : و الله أنا فاهمه بس اللي عندي نفسه ضيقه ..
ساري : أي و الله نفسه ضيقه ها النسيب .. المشكله لتقهوى عندي و دخل علينا شملان كأن داخل علينا الشيطان .. ما عرفت شلون أتعامل معاه يعني مو معقول بطرد ولد خالي من ديوانيتي عشانه و هو اللي خيره مغطينا و إلا ها النسيب ما جى من وراه إلا عوار الراس ..
هند تخنقها العبره : خلاص أنسى الموضوع ..
ساري يزفر بضيق : وين المبخر صار لي ساعه أنطر ..
هند تهم با الخروج : هذا أنا بجيبه لك ..
ساري يمسك كفها قبل أن تغادر لا يا بنت الحلال أنتِ أستريحي ماتشوفين نفسج يله تمشين ..
*
*
*
رخيصة جدا و ليست على ذائقتي ... لا أعرف لِما أهداها لي فا هو لم يهديني يوما من المجوهرات شيئا ! ..
غير ما اشتريته من مهري لم يكن بحوزتي أي شيء غالي أهداه لي .. كان دوما يغدق علي با الورود و الشموع التي تنتهي على مائدة رومانسيه من إعدادي بمجهود مبالغ وضعت به كل طاقتي حتى أخبره كم أنا له شاكره على ما أهداني !
و الآن يفاجئني بقلادة من الذهب لا أتخيل أن أتباهى بها أمام أي أحد .. و المشكلة أني لا أعرف كيف أشكره عليها غير أني أتقلدها حتى يراها في عنقي كلما أرسل لي نظره ..
و كم أتمنى ان أعرف الهدف من هذه الهدية لأعرف كيف أتعامل معها ! .. هل هي عربون صداقه أم رسالة شكر على كل جهد بذلته مع أبنه الصغير علي .. و كم أود أن أخبره أنها لا تكفي بل أراها زادت من امتعاضي منه ..
فا أنا أراها سطحيه أمام عمق جرحه ليَّ ...
*
*
*
أنفال التي لاحظت السلسة التي تحاول إخفائها تحت قميصها الحريري : ورينا اللي خاشته ..
وضوح بانتباه : تكملين عن شنو ؟
أنفال و عينيها على ياقة قميص وضوح : السلسة اللي تلمع في رقبتج .. طلعيها خلينا نشوفها ..
وضوح تمد أناملها لسلسة : أييي قصدج هذي ...
وصايف تنطلق منها ضحكه مرحه : وضوح شنو هذي .. من وين شاريتها ..
وضوح بخجل تحاول مداراته : هذي هديه ..
وصايف : هديه ! .. ويييييه تكفين ما ماتو اللي ذوقهم جذيه ..
وضوح بعصبيه : تفاولين على أخوج ..
أنفال تسبق وصايف : أسم الله على أخوي ..
وصايف لم تكف عن الضحك : و من متى الأخ يشتري ذهب ..
أنفال مدافعه : يعني أنتم يا الحريم إن جاب الرجال ما عجبكم و أن ما جاب بعد ما يعجبكم .. دوروا لكم حل ..
وصايف : ما قلنا شي .. يبي يهدي يشاور .. ياخذ زوجته تختار اللي في نفسها أو ياخذ وحده من خواته تشور عليه بشي الزين .. مو يروح يشتري قطعة ذهب مبين أنها مستعمله و يمكن صاحبتها ماتت عن عمر يناهز المئه ..
وضوح هنا من انطلقت بضحكات مكسورة : لا و بعد تلقين ساري مكاسر فيها و متعب نفسه .. يله عاد حلوني شسوي فيها برقبتي و كم المدة اللي أخليها علي و تحسب لي مجاملة ..
ساري الذي كعادته يقتحم المكان من دون آن يشعر بخطواته أحد : وين المبخر .. ثلاثتكم في المطبخ عشان تشبون فحم ؟!
وضوح قفزت من مكانها محرجه لتسارع وصايف بإعطائه ما طلب : تعرفنا حريم لجتمعنا ننسى اللي بين يدينا .. تفضل يا أبو علي و منك السموحة ..
وصايف ما إن غاب : تهقون سمع ..
وضوح التي أوصالها ما زالت ترتعش تحاول طمأنة نفسها : ما بين انه سمع .. وجه كانت تعابيره عاديه ..
أنفال : إلا أكيد سمع .. لو ما سمع بيكون أصغه .
وضوح تتمادى في التبرير : يا ليت يكون سمع عدل لأنه واضح أن كنا نمزح .. صح كان واضح أن نمزح ؟..
أنفال بصدق : لا و الله ما نمزح إلا نتمسخر على ذوقه ..
وضوح تضع كفيها على خديها اللتان اصطبغتا با اللون الأحمر : أول مره يجيب لي هديه ذهب و يطيح علي اتمصخر عليه ..
وصايف تهون الموضوع : عادي قولي له الحقيقه .. الهديه شكلها مو حلو بس انتِ مقدره انه فكر فيج و جاب لج هديه ..
أنفال تقلب الطاولة : عمرج قلتيها لعذبي ؟
وصايف : الحق ينقال عذبي ذوقه حلو ما عمره شرى لي إلا الشي الزين قيمه و شكل ..
أنفال : يعني ذوقه حلو ؟
وصايف بغرور تحاول فيه إغاضة أنفال : طبعا ذوقه حلو مو أختارني و إلى الآن يبكي على الأطلال ..
أنفال : صج أنج مقصه .. أسالي ديمه منو كان يشتري لج هدايا الرضاوة يا مغرورة ..
وصايف بغضب : و ليش أسألها قولي لي أنتِ يا أم ألسانين ..
أنفال : لو اني أم ألسانين جان وقتها قلت لج و خربت عليج فرحتج .. بس اللحين أبي نفسج تطيب و ما تخلين أي أحد مستقبلا في مقارنه معاه ..
وصايف بنفاذ صبر : أنفال تكلمي .. شقالت لج ديمة ..
أنفال : أم عذبي توقع الشيك و تعطيه فينوس تشتري لج أغلى و أحدث ما نزل في السوق و هو لرد من سفرته و راق قالوا دق عليها و دز لها السايق و لا تنام إلا و هديتها في يدها ..
*
*
*
تمنيت أن أنفال لم تفعل .. كسرت وصايف أمامي و هو ما لم أحب رؤيته .. و ليس هكذا تكون النصيحة .. لِما لم تدعها مع ذكرياتها حتى و أن كانت كلها خيالات و أكاذيب .. فا على الأقل كانت ستحدث نفسها بأن يوما كان هناك من عشق روحها و لم يراها مجرد جائزة تمناها الكل و هو بها من حظا ...
*
*
*
أعلم .. أقسم أنني أعلم .. و في قرارة ذاتي كم وبخت نفسي على الرضى باستغبائي .. لكن ما كان في اليد حيله و لا في النفس من مقدرة على التحرر من الحماقة .. أعرف يقينا أنه كان بإمكاني قتل قلبي و التنازل عن خيالات الحب مع عاشق مل مني قبل مرور شهر من زواجنا ... لكن أنفتي و عزتي أجبرتني أن أتحايل على نفسي و استمر حتى لا ألتفت لعيون لاحقتني لترمي لي با الحقيقة
التي تردد صداها في عقلي الذي كان يأبى التوقف عن توبيخي ... كيف أتبعتي من تعالى عليكِ و تركتي كل من كانت السعادة تغمره كلما بقربه كنتِ !
............................................................ .
*
*
*
لا أعرف من أين أنشق هذا السؤال لكني نطقته بعفوية ليجاوبني هو بعفويه مماثله ...
*
*
علي : وصايف .. معنى السعادة ...
وداد بنبرة أنبرت فيها الدهشة : منو هذي وصايف ؟
علي : من اللي أتذكره .. بنت عمتي و خطيبتي .. أو با الأصح من كانت خطيبتي قبل ما تهج و تاخذ ولد عمي .. أي صح ولد عمي بس أيهم ؟!!
وداد تشوشت أفكارها : وصايف .. وصايف ...
علي كأنه ينطق با المرادف : .. و كل وصف للحسن فيها ..
وداد أستفزها غزله أمراه لا تعرفها : أنت فاصخ حيا .. تغزل في مره أجنبيه عنك قدام زوجتك ..
علي من وراء الباب بنبرة عابثه : إلا فاصخ عقل .. و ما على المجنون حرج ..
وداد الغاضبه : زين يا مجنون ما عليك شرها .. الشرها علي أنا اللي قاعده أعطي و آخذ معاك أنت مالك إلا اللي يسفهك و يخليك تكلم الطوفه ..
علي يقفز من مكانه ليلتصق با الباب : وداد تعالي .. لا تروحين .. مو أنتِ وعدتيني ما تخليني ..
وداد التي كانت تهم في المغادرة حاولت أن تستعيد هدوئها : أنا على كل حال لازم أروح وراي شغل .. باجر أن شاء الله أجي ..
علي بأعلى صوت : ودااااد .. تعالي أعلمج شلون في ها السجن فهمت شلون كنت أحبها ..
وداد تعاود الاقتراب من الباب و بفضول تسأل : كنت ! .. يعني اللحين لا ..
علي : لا .. أكيد لا .. الأعمدة وحده بس هندستها حنا اللي نبتكرها ..
وداد بحيرة : ما فهمت .. شنو تقصد ؟
علي يرخي رأسه على الباب الموصد : يعني يا أنثى مهما أختلفتي مو مهم ما يهم إلا أحساسي فيج ..
وداد بغضب أعتراها : و احساسي مو مهم .. يا غبي .. أكرهك ..
علي يطلق ضحكاته لخترق الباب الموصد من جديد : و أحساسج منو يصنعه غيري .. فهمتي .. مو مهم .. ما يهم إلا إحساسي أنا ..
لا تتعبين نفسج ..
وداد تناولت عبائتها لتنطلق لباب الشارع غاضبه تردد : أنا المجنونه .. انا الغبيه .. أنا اللي أحساسي مو مهم .. مو مهم ..
............................................................ ..............
*
*
*
لا أعرف ما هي مشكلة ساري .. حقق ما يريد و أقنع عمي من دون صعوبة بل عمي هو من تمادى و رسم المخططات التي لم أعلم يوما بإجادته لها ! .. و الآن عندما حان دوري و سهلت الصدف لي ما عجزت عن توفيره قفز ساري أمامي متبرعا بخدماته !
*
*
أبو عذبي : بس يا عيال بطيتوا راسي .. خلاص انا بتصل في أصيل يجي ياخذني ..
ساري : لا يا عمي إلا أصيل أن درى بمجيك بيوقف لنا ..
أبو عذبي : أي صحيح معاك حق ..
شملان يتقلد ذراع عمه: يله يا عمي خلينا نمشي مو زين وقفتك تحت الشمس ..
ساري : شملان و بعدين معاك خالي ضيفي و انا اللي بوصله ..
أبو عذبي : انتم علامكم تناقرون .. خلاص أثنينتكم وصلوني للمؤسسة و أنا مناك أروح لأهلي ..
شملان متفانيا في الكرم : مالك لوا يا عمي أنا أوصلك لباب بيتك .. و بعدين أحسن يشوفوني معاك عشان تضبط الخطة ..
أبو عذبي : أي معاك حق .. خلاص أجل توكلنا على الله ..
*
*
*
محامي و لي صولات و جولات في ميادين التخطيط و تلفيق الحجج .. لكن أمام عمي و في هذه القضية التي تؤرقني أجد نفسي طالب قانون يصارع أمام شبح الإنذار الثالث للفصل النهائي ..
*
*
يختفي المحامي الخبيث ليعود ذاك المراهق الخجول الذي دوما يتفانى من أجل راحة كل من حوله .. لم يكن شملان دوما قاسي و غير مبالي و عقله دوما في الخطط يعتمل ... بل كان فخرا لأخي الأكبر الذي كان دوما به يتباهى بقدر ما كان من علي خائب و متخوف ..
و متى تغير شملان و أصبحت أنا منه متخوف و للخيبه دوما متأهب ؟!
*
*
*
أبو عذبي بهدوء : اصفط السياره يا شملان و قل اللي مشغلك لا تعدمنا و تعدم خلق الله ..
شملان يمتثل لأمر عمه ليتوقف و ينطلق بما أسره : أنا شاريها يا عمي .. تدلل علي با اللي تبي ..
أبو عذبي : ما تبي إلا تعرف و شا اللي خلاك أطلقها فجأة من دون سبب و لا تقول أمها تراها مو مقتنعه با ها السبب ... لأنه ما زال موجود ..
شملان عذبي يقدم نصف الحقيقة : طلبتك يا عمي اللي بقوله لك ما يوصل إلا لها .. كانت تلح علي بمسألة العيال و في وقتها كان عندي مشكله و تعالجت منها بعد طلاقي لها .. عطيتها حريتها عشان ما اظلمها معاي .. و لقيت نفسي ظالمها و ظالم نفسي ..
أبو عذبي بعد صمت حاول به أستيعاب ما فاجأه به شملان : أكيد يا شملان تعالجت ؟
شملان يتمادى في الكذب من غير أن يرتب أفكاره : أي .. تعالجت بس أكيد ما أضمن بنفس الوقت ان نجيب عيال .. بس اللحين انا ما فيني شي ..
*
*
*
لا يصرح الرجال بما يعيبهم و با الأخص ما يستنقص من قدرهم اجتماعيا .. فا كيف برجل كا شملان .. المسألة حساسه و افهم لِما أخفى عنها و عنا الحقيقة .. لكن لِما علي أن أثق به حتى و إن وثقت بحبه لها ..
*
*
*
أبو عذبي : و الأوراق اللي تثبت موجوده ؟
شملان يبتسم لعمه و يمد يده لدرج المجاور له : و هذي هي كل الأوراق ..
أبو عذبي : خلاص أجل ما بقى إلا تاخذ العلم من راسها ..
*
*
*
زورت با الكثير من القضايا التي آمنت بعدالتها و لم تكن الأدله التي أملكها تكفي لإحقاق الحق .. و قضيتي هذه عادلة فلما لا أزور بضع وريقات تجلب لي و لها السعادة ... فما أهمية أطفال لم يولدوا بينما نحن أحياء و تباعدنا من أجل قدومهم ! ... أنا موجود لأعشقها و هي أيضا على الأرض حيه تتنفسني فلِما نجعل التلاقي فقط من أجل ميلادهم ! ..
............................................................ ..............
*
*
*
كا أمراة تصارع الخوف و تعد بين طلقة و أخرى تقربها من موعد ولادتها العسرة ...
ها هو حاله منذ أن طلب مني الصبر و الجلوس بهدوء بينما هو من وتر الجو و هو يأتي و يذهب حاملا في يده كأسا بارد من العصير أو جريده لعناوينها الكبرى يردد ..
*
*
فينوس : أنا مليت .. يمكن لاحظت سيارتك و عرفت أن كشفناها و ما راح تجي ..
أصيل الذي توجه لنافذة مراقبا : لا هذي عادتها ها اليومين تأخر .. مدري شعندها ..
فينوس : خلاص أنا بروح غرفتي إذا جت نادني ..
أصيل : بتخليني بروحي معاها ؟
فينوس مستغربه : ليش هي لهدرجة تخوف ؟!!
أصيل يحاكي ضحكة المتهكمين : دمج صاير ثقيل .. أنا بس مالي خلق تقعد تبجي و اسكت فيها .. انا أقول خليج موجودة على الأقل إذا ما قدرت اطلع منها بشي تقدرين أنتي بهدوء تحاصرينها ..
فينوس : خمس دقايق إذا ما وصلت ما راح اتعب نفسي بقول لأمي تعطيها باقي أحسابها و نخلص من مغثتها ..
أصيل الواقف أمام النافذه ا لمحها تهم باتجاه باب الخدم : هذي هي وصلت بروح أجيبها ..
*
*
*
تركت علي بصداع يكاد يفتت جمجمتي و أكملتها الشمس بحرارتها القاسيه التي تذكرني بكم أنا مقصره بحقوق ربي علي .. يااا كيف سأحتمل حر نار جهنم و أنا أنصهر بسهولة تحت أشعة شمس الربيع !
*
*
أصيل : أنتِ يا بنت ..
وداد ألتفت له لتعيد النظر للخلف لعلها تلمح البنت الذي يصيح بها أصيل : وينها البنت اللي تنادينها ..
أصيل : أنتِ البنت .. تعالي هنيه ..
وداد متفاجأه من أسلوب أصيل : خير ؟!
أصيل : فينوس تبيج بصالة البيت تعالي يله وراي ..
وداد متخوفه من علامات التجهم الباديه في محيا أصيل : خير شصاير ؟
أصيل : بلا سين و جيم .. قلت تعالي وراي تجين وراي و بس ..
*
*
*
مصيبه .. من المؤكد هذا ما ينتظرني و إلا لما لم تنتظر فينوس دخولي للمنزل لتطلب من أحد الخدم أن آتي لمحادثتها .. لِما أصيل هو ساعي البريد و الخادم الذي يوصلني لسيدته ؟!!
*
*
*
فينوس بوجه شرير لم يعرف عنها : بلا لف و دوران .. شنو علاقتج بشملان ؟
وداد التي بدأت التنفس بصعوبة و تحاول تذكر تحذير شملان من إفصاح حقيقة علاقتها به لأي شخص في مقابل رضاه أن يتركها تمارس حياتها بعيدا عن ذاك السجن : ششش .. ششملان .. شملان كان محامي أبوي الله يرحمه ..
فينوس : و هذا أنتِ قلتيها كان ... شنو اللي يجيبه لبيتج .. تكلمي ..
وداد طفرت من عينيها الدموع : هو ..
أبو عذبي ينادي فينوس : وينكم .. ما في أحد في البيت ..
فينوس بأرتباك تخبر أصيل : بروح اشوف أبوي شيبي وراجعه ..
أصيل : ما عليه روحي و أنا باخذ مكانج ..
وداد قفزت من مقعدها : و أنا لا يمكن اقعد معاك بروحنا بنفس المكان ..
أصيل يقبض على ذراعها با القوة : أقول أستريحي يا شريفة مكه ..
وداد تصرخ بأعلى صوتها : بعد عني يا حقير ...
أبو عذبي يتجاوز فينوس التي كانت تتجه نحوه ليبحث عن مصدر الصوت ... ليصل و ذعر يحتل وجهه لترتجف به أطرافه : شصاير .. شفيك .. و شفيها ..
فينوس من وراء والدها : ما فيها شي بس أنا و أصيل نبي نعرف شنو علاقتها با شملان ..
أبو عذبي يردد با استغراب : شملان ؟!! ..
وداد المنهارة ببكاء : مالي علاقة فيه هو .. أنا زوجة أخوه و بس ..
............................................................ .......
*
*
*
*
كأني بصقيع الشتاء يحتل كل ركن في وجهه الدافئ .. دخل علي متجهم ينظر لكل الأماكن إلا لوجهي الذي أختنق با الذنب ..
*
*
وضوح بتردد : مشكور على الهدية على أني ما عرفت شنو المناسبة ..
ساري ترك ما في يده و توجه لها لتخطف كفه السلسلة من عنقها : مناسبتها أني غبي و أكاسرج في اللي قيمته ما تستاهل عندج ..
وضوح ارتفعت أناملها لرقبتها التي جردت من هديته : يعني إذا كانت ردة فعلي ما ناسبت خيالك بكل بساطة ترد تاخذ هديتك ؟!!
ساري يبتسم بقهر : ما عندي ذوق و بخيل و تعاملي رخيص شنو بعد كنتِ تبين تقولين و ما سمعته ؟
*
*
*
لم تسمع .. و لن تسمع .. فقد ذبل كل مكان يزهر لك لتشيخ فيني الأماني .....
............................................................ .....
*
*
*
لا يتعسنا الأشخاص بل ما بالغنا به من أمانينا !
*
*
*
إلى اللقاء في موعدنا القادم ..
|