كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء السادس عشر :
*
*
*
نرهق ذواتنا بترقب ما نكره ....
بينما التدرب على قفز الحواجز استثمار للوقت .
*
*
*
لم تجدي توسلاتي الخيالية لشمس أن لا تغيب اليوم ..
ليأتي المساء و يقترب ما أخاف منه ..
كنت مرتاحه للفكره أكثر عندما كنت محاطة بتشجيع من أثق بهم و أحبهم .. أما أن تأخذ زمام الأمر أبنة تلك التي أمقت فا الفكره كلها اصبحت كابوس ..
*
*
غيبت نفسها هذا الصباح بشكل متعمد و كنت أردد في نفسي أستعدي لما هو قادم !
و عندما غربت شمس هذا اليوم و أقترب الموعد الذي حددته مع الطبيب النفسي ذهبت لها استعجلها .. فا وجدتها أمام المرآة متأففة تبالغ في وضع مساحيق التجميل التي لا تتقن استعمال أدواتها .. و عندما رأتني رمت ما بيدها على التسريحة لتلحقها بنظرة مستحقرة أرسلتها عبر المرآة على عجالة .. بينما كانت با الأمس فقط تتوسلني بنظرات ملأها الخجل و الندم !
لا اعرف كيف شحذت قوتها الزائفة و أي أفكار هي التي ساعدتها لكن من المؤكد أنني لن أجعلها تقصيني من حياتها و تنبذني في زاوية التجاهل . .فأنا أختها و عليها أن تعي هذه الحقيقة
فا قد تتغير علاقتها با هند و أنفال مع مرور الوقت لكن علاقتي بها هي المركز و المحور .. و كل ضرر يحصل ينعكس على كلينا " أنا و هي " ...
*
*
فينوس : يعني بتقعدين طول الليل تلوين وجهج و تختارين اللي بتلبسينه ؟! ..
ديمة : أجل تبيني أروح مبهذله .. أكيد وقتها الطبيب النفسي بيقول هذي منتهيه و ما في أمل أعالجها ..
فينوس : إذا بنمشي ورى الفرضيات أجل أفرضي أن أول ما يشوف مظهرج اللي مبالغه فيه بيقول جتني بكل اللي سرقته ..
ديمه بغضب رمت القميص الذي كان بيدها : تعايريني .. توج أمس تقولين بتساعديني .. و إلا أنا عارفه أنتِ ما فكرتي أصلا تساعديني إلا لما شفتي بنات خالي يبون يساعدوني .. قلتي أصير أحسن منهم و ما خليهم يغلبوني .. أنتِ مثل أمج ما تحبيني و لا تحبينهم بس تبين تقربين عشان تفرجين على تعاستنا اللي أنتِ خلقتيها ..
فينوس تبتلع كلمات أختها بمرارة و ترد بهدوء : كل اللي قلتيه ممكن يكون صحيح أو غير صحيح بس اللي أكيد أني أحبج و تهميني و أنا أعترف أني كنت جبانه و ما ساعدتج أول ما عرفت في مشكلتج .. و هند و أنفال بحلهم شجعوني أتخذ ها الخطوة .. أنا أقدر أشجعج تروحين معاهم بس ما في داعي ندخلهم في مشاكل هم في غنى عنها .. و لما تطلعين و تردين معاي بيكون الوضع عادي و مو غريب .. و إلا أنتِ شرايج ؟
ديمة تبتلع هي الأخرى كلمات أختها على مضض : رايي أن تأخرنا
*
*
*
لم أعد أقرأ الجرائد بتمعن إلا بعد غروب الشمس فا مع شروقها أكتفي با العناوين الرئيسة فا عذبي كعادته يأتي ليستحوذ على كل شيء و يجعله تحت يديه و ناظريه ! ..
لذا عندما دخل فجأة و على محياه كل تعابير البهجة لا إراديا وجدت يداي تمسكان بقوه على أطراف الصحيفة من خوف أن تسلب مني حتى بعد أن أصبحت أخبارها قديمه و غير مفيده !
*
*
*
عذبي : أبوي وينه ؟
أصيل الذي أستغرب من عذبي الذي لم يحدثه منذ تلك المواجهة : جاي بطريق من المزرعة ..
عذبي يقترب و يجلس ليهمس : حلو .. أجل قبل ما يوصل أسمع با الموضوع اللي بفتحه معاه ..
أصيل تأهب للإستماع : خير ؟
عذبي المبتسم : مسامح ال*** جاني اليوم يخطب .. ما تخيلت أبد يحصل لنا ها النسب ..
أصيل يترك الصحيفة من يده : ما عرفت لك .. توك قبل كم أسبوع تشيل و تحط تبي فينوس ترد لشملان و اللحين تبي تزوجها لمسامح ؟!!
عذبي يعقد حاجبيه : و شدخل فينوس با السالفة .. أنا أتكلم عن ديمة
أصيل بتجهم : ديمة البزر ؟!! .. مو هذا مسامح ينادونه أبو رحاب
عذبي : و ما عنده غيرها .. زوجته صار لها عشر سنين ما حملت و الرجال يبي عيال و زوجته موافقه ..
أصيل بغضب : و الله ها المسامح عليه وساعة وجه اللحين بيصك الأربعين و يبي وحده أصغر منه بعشرين سنه ؟!!
عذبي بغضب مماثل : أولا عمر الرجال مو مهم و كل ما كبر كل ما صار أتكن و لا يمكن تسأل عنه أحد و يقول لك فيه إلا كل خير .. و بعدين هو ما خطب ديمة با الاسم هو قال لي أنه يبي العرس و يبي يناسبنا ..
أصيل : خلاص أجل .. شاور فينوس يمكن بعد ما رفضت شملان تقبل في مسامح ..
عذبي بتسرع : خبل أنت .. أنت شايف أختك .. بيهج الرجال أول ما يشوفها .. فينوس ما يصلح لها إلا شملان لأنه قابل فيها ..
أصيل أشتعل غضبا : فينوس لو يوزنونها ما يكيلها زين الحريم كله .. فينوس يكفي روحها تزينها ..
عذبي مدافعا : و أنا ما عندي شك .. بس أنا و أنت أخوانها نشوفها بشكل ثاني عن الغير .. خلنا بس من ها الموضوع ... و ساعدني نقنع أبوي ..
أصيل : طلعني من السالفه ديمة أختك و أنت بكيفك فيها أنا مالي خص إلا با فينوس ..
*
*
*
كأني بدلو الذي كنت أتجنب المرور بجانبه يراق أمامي و أفشل في تجنبه ... لأسقط و كل ما بي يتوجع و انهر نفسي أن أتأوه ..
و قبل أن تنتهي اللحظة أقف بكبرياء لأبحث عن من كانت ترافقني
لأرى هل انتبهت أم أيضا هي تعثرت !
لأجدها لأول مره بجانبي تنظر لي و الدمعة على خدها تصلبت مرتجفة كأنها على سفح يهدد با الأنهيار ! ...
*
*
ديمة با صوت خائر : فينوس ..
*
*
هذا كل ما نطقت به قبل أن ترتمي بأحضاني وتبكي بهلع لترتفع شهقاتها و تجذب القاسيان اللذان تسببا بأذية قلبها اليافع ..
*
*
ارتعبت من الصورة ..
هل سمعت إحداهما أم كليهما استمعن لما دار من حديث بيننا ..
إن كانت ديمة من سمعت فا لا يهمني لكن أن تكون فينوس من سمعت فا أنا في مأزق .. قد لا تحدثني بعدها أبدا !
*
*
عذبي : خير شفيها الدلوعة ؟
فينوس بنظرة متهمة : أنت اللي شفيك .. شنو اللي صاير لك .. تمشي و تحطم ؟!! ..
عذبي يهاجم : الظاهر فيروس التنصت أنتشر .
فينوس : بدال ما تهاجمنا على الأقل يا أخي أعتذر ..
عذبي يواصل هجومه : أعتذر عن شنو ؟!! .. أني أبي لخواتي الخير مع رياجيل كفو ..
فينوس التي مازلت تضم ديمة الباكية : ما عاد فيه أحد فيه خير ..
*
*
غضبي نطق .. لكني لست مقتنعة بما قلت . .
لابد أن هناك خير عظيم في العالم و إن لم أراه .. لابد أن الخير لازال متواجد و إلا انعدمت الحياة على هذا الكوكب .. أنا فقط في بؤرة الشر أعيش و علي أن أخرج منها بأي شكل ! ..
*
*
اكتفيت بصمت فا عذبي الذي عليه الآن أن يدافع عن نفسه ..
فا أنا لم أنطق إلا بما هو خير بما يخص أختي الوحيدة التي أحب ..
لكن كلمات عذبي القبيحة لابد أنها آلمتها و إن لم يريد أن يخفف عنها و يعتذر سأقوم أنا بكل ما هو لازم ...
*
*
فينوس بعدما هربت من أحضانها ديمة منتحبه لتتوجه لغرفتها : أقول بعد عني بس ..
أصيل متعجب : ليش .. شنو سويت ؟ ..
فينوس تتجاوز العبرات التي تخنقها : اللحين تقول أن ديمة ما تهمك كأنها مو أختك و تقول ما سويت شي ؟!! .. أنت مو أحسن من عذبي في شي .. كلكم غلطتوا و كلكم لو تعتذرون مني لباجر مو مسامحتكم ..
أصيل : يعني تبيني أجذب .. أختج هذي ما تنطاق .. و على اني شوف عريس الغفله كبير عليها بس لوافق أبوي ما يهمني رضت هي و إلا لا و ما راح ازيف مشاعري ..
فينوس : الموضوع مو العريس و لا غيره .. الموضوع أنها أختك .. من أمك و أبوك و إلا بس من أبوك . . هي أختك ..
أصيل يزفر الضيق : يعني اللحين بتزعلين علي و توقفين معاها و هي اللي بنفسها سنين و هي تعايرج " طرفه و طرفه " كأنج عدوتها مو أختها ..
فينوس بتعاطف أخوي : صغيره و كأنها يتيمة محد مهتم فيها و تبي تلفت الانتباه فا كل شي تقوله مفروض ما يشكل مشاعرنا اتجاهها ..
أصيل : أنتِ عطيتيها الانتباه و حاولتي تقربين بس ماكو فايده العوج عوج ..
فينوس : سبحان الله .. ترى توك ما يمديك تنسى أن صار لك سنين ما تكلمني .. لسبب سخيف و تافه قدام مشاعر الإخوة اللي تجمعنا ..
أصيل بإمتعاظ : خلينا ما نتكلم في الماضي ..
فينوس : با الضبط .. و هذا اللي أطلبه منك لا تلتفت للماضي و عامل أختك زين .. تخيلها يا أخي فطوم .. ترضى لفطوم مصير مثل اللي يخطط له عذبي ..
أصيل : أنتِ و هي كبرتوا الموضوع و هو كله بيد أبوي اللي أكيد ما راح يرضى .. أنا أقول روحي طمنيها و روحوا مشواركم اللي كنتم طالعين له ...
فينوس بأرتباك : لا خلاص نأجل طلعتنا ليوم ثاني ..
أصيل بفضول : و طلعتكم هذي كانت لوين ؟
فينوس فكرت بأن ما حصل قد يصبح ورقة رابحه بما سوف يحصل
لتنطلق با سرد كل ما حصل منذ الأمس ...
*
*
*
الآن ..
لا يهمني إن غضبت فينوس ... فأنا الغاضب عن استحقاق !
*
*
أصيل : أن عتبتوا باب البيت كسرت رجولكم .. هذا اللي ناقصنا بناتنا يراجعون طبيب نفسي .. تبين تفضحينا ؟!!
فينوس مندهشة من ردة فعل أصيل : أنت آخر واحد اعتقدت أن تفكيره بيكون بها التخلف .. نسيت علي الله يرحمه .. نسيت مرضه النفسي اللي تطور .. مو أنت كنت تقول يا ليتهم ما يطلعونه من الطب النفسي و يخلونه يتعالج ..
أصيل ينهرها : لا تخلطين المواضيع .. أختج حراميه مدلعه هذا طبع مو مرض .. طراقين و تأديب و بتعض الأرض و لا عاد تعودها
فينوس محذره : يا ويلك يا أصيل أن مديت يدك عليها ..
أصيل الغاضب : تهدديني ؟!!
فينوس : أذكرك بس أنك مو أحسن من أحد و أي تصرف منك بيكون له ردة فعل ...
أصيل بتهكم : و ممكن أعرف مسبقا شنو ردة ها الفعل ؟!!
فينوس تبتلع التردد : بقول لأمي السالفة اللي صارت بينك و بين عذبي ..
أصيل مقرعا لفينوس : جاهل أنتِ .. " أعلم عليكم " ..
فينوس تبتسم بمكر تعلمته منهم : أعلم عشان أساعد أمي تنفذ اللي مخططته لك ..
أصيل بتوجس : و شنو اللي مخططته لي ؟
فينوس تبتسم منتقمة لديمة : سي السيد مسامح ما جا يخطب إلا لما خطبوا منه أخته الموقرة لسيادتكم ..
*
*
*
ماذا حصل لي .. كيف لم انتبه .. نعم .. لاحظت لكن من دون أن أعير الأمر أي انتباه .. و كيف لي أن استجمع أفكاري و أنا ركزتها لتصب في اتجاه وداد التي أصبحت بقربها كا مراهق ! ..
لكن .. لا .. أنا لست ديمة .. أنثى في مجتمع ذكوري كل تملك من قوة يتمثل في دموعها التي تجيد تصنيعها من أدوات الضعف !
*
*
ردينه ترتشف قهوتها بهدوء قبل أن تجيبه : و الله طلعت فينوس مو هينه .. تقول مو زين الواحد يتنصت و هي عندها كل العلوم ؟!!
أصيل : يمه خلينا من فينوس اللحين و جاوبيني .. انتِ خطبتي لي من غير ما تشاوريني ..
ردينه تضع فنجالها بتمهل : لا طبعا .. أنا بس حبيت أجس نبضهم قبل ما نخطب ..
أصيل : يعني من وراي تخططين ؟!!
ردينه : أصيل علامك ؟ .. مو أنت دايما تقول أنا من أيدج هذي لأيدج هذي ..
أصيل يحاول السيطرة على غضبه بحضرة والدته : إلا بمسألة الزواج قلت لج اللي يرضالي عليج مليون مره أنا ما أبي اتزوج .
ردينه تبتسم له بحب : قلنا خطبه مو زواج .. با الكثير ملكه ..
أصيل يعقد حاجبيه كعادته عندما يستصعب عليه الفهم : شلون يعني خطبه و ملكه من غير زواج ..
ردينه : يعني أنا محتاجه لهم حيل بصفقه اللي يبيلها تسهيلات بنكيه كبيره و حصيلتها بترفعنا فوووووق .. بتصير أمك في قائمة أغنى أغنياء العالم خلال سنه.. فا أنت عاد خلال ها السنه تنازل شوي أخطب بنتهم و أجل العرس .. هي للحين تدرس و أكيد هم بعد مو مستعجلين عليها ..
أصيل يجلس با القرب من والدته : و مسامح هذا اللي طلع لنا و يبي بدل .. شنو الحل معاه ؟ .. أكيد ما راح ينتظر سنه على الوعد ..
ردينه تعود للابتسام و ترتشف قهوتها التي بردت : هذي عاد جدا بسيطه .
*
*
الأمور البسيطة في مفهوم أمي هي من أصعب ما قد يمر على قلوب البشر ... ستزهق مشاعر و تختلط أحاسيس و يصبح الكل عاجز عن التعبير عندما تحل عقد ما هو في عرفها بسيط !
.........................................................
*
*
وافقت في لحظة تهور ..
لكني أيضا لم أركن للمجازفة و استعديت بما هو ممكن ..
فا هذه الحقيبه تحوي على أبرة مهدأة و حبل رفيع يمكن لي به تقييده بعد أن أغرزها في جسده .. و أقفال السيارة تم التأكد منها بحيث المتحكم الوحيد بها هو أنا ...
*
*
علي يطلق ضحكه : هذي زنزانه مو سياره ..
شملان الذي لتو أغلق باب السيارة : المكان و شكله يعتمد على نظرتك..فاختار النظرة الإيجابية لصحتك النفسية مو هذا كلامك ..
علي : هذا كلامي في زنزانتي .. بس انا اللحين أبي أذوق الحريه لو لوقت قصير .. تكفى شملان ودنا الحديقة العامه و خلنا نتمشى ..
شملان بخوف داخلي : خلنا ناخذها وحده وحده .. اليوم نتمشى بسياره و المره الجايه أوديك لمكان بعيد و نتمشى فيه لين تقول لي ردني للبيت ..
علي بأسى : البيت .. أي بيت ..
شملان : البيت اللي صارلك سنين عايش فيه ..
علي بأسى غلف صوته : أنت تعرف أني ما عشت فيه إلا لأن وداد مونستني فيه .. وينها يا شملان .. هي بعد بتقول لي كانت خيال ..
شملان يبتسم : وداد مريضه .. شرايك نروح نزورها في بيتها ؟
علي بلهفة بعثرته : مريضه .. أكيد بزورها .. ليش توك تقول لي ..
شملان بقلق يدقق النظر في عيني أخيه المتلهفة : علي أنت معاي ؟
علي بتركيز : أي معك يعني وين بروح ..
شملان الذي ما زال متوجس : أجل توكلنا على الله ..
*
*
*
ما أجمل أن يستيقظ الإنسان في منزله ..
لأول مره منذ سنين أشعر باني في مكاني الصحيح .. أحس هنا با الأمان و أتمنى لو أن لي القدرة المادية التي تكفيني هم العمل و البعد عن واجباتي المنزلية التي أعشقها ..
نعم أحب أن أستيقظ في الصباح الباكر و أعد طعام الإفطار لأخي سالم و أن أودعه و أنطلق في منزلي الصغير أنظفه و أرتبه و أجلس باسترخاء أمام الآنيه التي ملأها با الماء حيث تركها سالم با القرب من الشجرة العملاقة حتى ترتوي منها العصافير الظمأى التي اتخذت على أغصان الشجرة العملاقة أعشاشا لها ..
و كلما توهمت أن هناك من يتلصص علي أسارع لغرفتي لأستعد و ارتدي ملابسي البسيطة و أنا أرجوا أن تتمهل الدقائق و تتركني أنعم في دفئ غرفتي الصغيرة .. لكن ما إن يقترب صوت محرك سيارة السائقة العجوز التي تقلني يوميا لحيث علي حتى أجر قدماي مودعه منزلي ...
*
*
في الطريق اتصلت با العجوز المتقاعدة التي أوكلت لها مهمة إيصال وداد لحيث تريد و أخبرتها أني من سيقل وداد اليوم و يمكن لها أن تستريح .. و ما أن توقفنا حتى أدرت رأسي لعلي أتأمله و أتأكد أنه ما زال معي فا هو منذ انطلقنا لوجهتنا لم يتحدث بأكثر من جملتين .. و قبل أن أنطق خرجت وداد تتعثر بعباءتها التي لا أعرف إن كانت تستخدمها لأهميتها الدينية أم محيطها فرض عليها كيف تظهر في العلن .. بكل الحالات وداد طفلة لا تعرف كيف تتأنق أو تتستر .. هي ضائعة بين مفترقين !
*
*
تفاجأن برؤية سيارة شملان لكن ما إن اقتربت بتردد و بانت لي ملامح من يجلس بجانب شملان حتى صعقت ! ..
علي .. لِما هو هنا .. وكيف أخرجه شملان من دون إن يفر من بين يديه بين الطرقات ليهيم من دون وجهة ؟!! ..
*
*
ملامحها التي خبأتها وراء ساتر شفاف يفضح أكثر مما يخبأ كانت تنم عن الدهشة .. لا يمكن لي لومها .. لكن من يمكن له أن يرى ابتسامة علي الشفافة و يتردد في الاقتراب .. فا عزمت أمري و ترجلت لأحثها على الإسراع ..
*
*
وداد : هذا علي اللي معاك ؟
شملان : أي .. يله خلصينا أركبي قبل ما الجيران يلاحظون ..
وداد : مدام علي ما فيه شي و شكلك أنت ما عندك شغل خليني أرد أقعد في البيت و أنتم توكلوا على الله ..
شملان يزمجر غاضبا بهمس : اللحين علي بنفسه جايج و أنتِ تعززين .. خلصينا أمشي .. و إلا أنزله و ندخل البيت ..
وداد بذعر : لا .. لا .. لا تنزله أنا أركب و روح معكم ..
*
*
*
كنت منذ الصباح أتخبط بين الحارات أحاول أن أصل لمنزلها ..
لفضول قاتل تنامى في داخلي لينبت عشرات الأسئلة ..
بدأ ب أين تعيش .. و من معها غير أخيها الصغير .. و لما أمام كل الإغراءات المادية التي عرضناها ما زالت تمانع في المجيء كل صباح لمنزلنا ..
و لماذا بدت الأسبوع الفائت قلقه برغم أنها دوما كانت على اتصال بأخيها للاطمئنان عليه .. من غيره يهمها أمره و تترقب اتصاله ؟!! .. لما دوما كانت تهرب بعيدا كلما أفزعها الرقم الوارد ؟! ..
ما الذي تخفيه هذه الوداد .. ما الذي يعكر صفو صدقها
و يجعلها تتعثر بكذبات صغيره كلما واجهناها با الأسئلة؟!
و ها أنا هنا أبحث عن الأجوبة ...
*
*
*
من منا الصادق في مدى فضوله ..
المتلصص عمدا .. أم المنصت لكل شاردة ؟!
*
*
*
نلتقي بأذن الله يوم الأثنين على الموعد و بجذيه نرد لموعدنا الأسبوعي ..
|