كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ...
*
*
تدرون شنو اللي يفرق بين اللي عرفني و اللي للحين يتعرف علي ..
أقروا رد الخاشعة و وردة حائرة .. و بتعرفون ^_*
و همسة .. اللي يبي يقرأ مع متعه راقية أنصحه في " بعض العيون حقدها في نظرها " ... لو تنزل الكاتبة بارتكل يوم جان قفلت روايتي و تابعتها يوميا من دون مبالغة .
*
*
الجزء الحادي عشر :
*
*
*
بين احتمالات الغد و خيبات الأمس
تؤسر الأفئدة و يفتح باب للمخيلة !
*
*
*
تجول في كل المساحات من غير سبب واضح ...
مرتبكة و حواسها متأهبة ! .. و واعية جدا لعيناي المراقبة ..
حاولت أن أستفهم منها ما الذي يشغلها بعد أن نام علي .. و جوابها
أتى من دون أي مقدمة ...
*
*
ساري : لا يمكن ..
وضوح التي فضلت التشاغل با الترتيب الواهي على ملاقاة عينيه المؤنبتين : لا تصير قاسي و تحرم الجاي من أبوه ..
ساري يستلقي بهدوء على فراشه ليوليها ظهره و يتجاهلها ....
*
*
تركني أتحدث و أتحدث بينما غط هو في نوم عميق ..
و لم أعرف ما الذي علي أن أفعله بعد أن جاءني رده بهذه الطريقة الوقحة ! ...
*
*
وضوح تقترب من ساري و توقظه قصرا : إذا ما قمت و كلمتني اللحين بتصبح و هذا آخر علمك فيني ..
ساري فز من نومه غاضبا : ابتزاز يعني ؟
وضوح بعناد واثق أزداد بردة فعله : سميه اللي تبي ..
ساري يزفر الغضب : زين يا وضوح .. تفضلي قولي اللي عندج ..
وضوح : أنت فعلا تبي أختك تطلق و ولد أختك ينحرم من أبوه ؟
ساري : طبعا لا .. بس بعد ما أبي ها الحقيقة تعمي عيوني عن اللي شفته .. خالد ما حط لنا قدر و لا حشمنا .. و استقوى على أختي و لا أقدر أأمن عليها عنده ..
وضوح : بني آدم خطاء و أنت مثال .. و لو اختفى من قاموس البشر " التسامح " كنت اللحين يا ساري أنت أول خسران ..
ساري شعر بأنه حوصر : أولا .. لا تقارنيني فيه .. ثانيا ما عندي مانع ترد .. بس بشروطي ..
وضوح : أتمنى تكون شروطك معقولة ..
ساري يبتسم بتهكم : لا تخافين ما في أسهل مني و انتِ خير العارفين ..
وضوح تتجاهل تلميحه : و وصايف ؟
ساري : و شفيها بعد ست الحسن ؟
وضوح : في ناس بيجون يخطبونها أول ما تخلص عدتها .
ساري قفز من مكانه : يخطبونها ؟!!! .. شعندها بنت الخمسة عشر
وضوح : خمسة عشر و إلا خمسين .. الزواج مو عيب ..
ساري الغاضب : إلا عيب و منقديه .. اللحين يوم ان لها خاطر في العرس ليش ما أعتذرت لولد خالها ابو عيالها و ردت له .. مو كافي أنها فضحتنا و فشلتنا فيه ..
وضوح : ترد الواحد عايفها .. ترضاها لأختك .. توك مو راضي هند ترد لخالد و هو اللي جاي براسه يعتذر و إلا لان عذبي ولد خالك الأمر يختلف ..
ساري : اللي يختلف الخطا و مخطيه .. وصايف الدلوعه هي اللي اخطت في حق ولد خالي و جرت أبوي معاها في الخطا .. و إلا أنا و انتِ نعرف أن عذبي حاشمها ورازها و عازها .. و شتبي بعد ؟
وضوح تطيل النظر با ساري : تبيه يشوفها و يعاملها مثل أول مره نبض حبها في قلبه ..
ساري يشيح بنظره لثواني ليعيده و يتعمق بملامح محبوبته : لو هي شافته بعين أول مره ما كان هذا حالهم ..
............................................................ ......
*
*
*
مر شهر و هي المدة التي طلبها لترتيب أوضاعه و فعلا أتصل ليخربني باستعداده ... و ها أنا أنتظر الفرصة المناسبة للقيام بخطوتي المقبلة ...
.. إقناعها ..
*
*
فينوس تمد فنجان القهوة : هييييي نحن حنا يا أبو عبدالله ..
عذبي يبتسم برقه لأخته : يا حلو قلبج يا فينوس أبد ما تشيلين و لا تكرهين ..
فينوس تبتسم با حب لأخيها الأكبر : ما في إنسان ما يشيل و يكره أحيان .. بس أعتقد اللي يفرق أن القلب يدور أي سبب عشان يسامح أحبابه ..
عذبي يرتشف ببطء قهوته : هو عنده أسباب كثيرة اختاري منها اللي يقنعج و سامحيه ..
فينوس و علامات الإستفهام طغت على محياها : هو منو ؟!!
عذبي ينزل فنجانه و يعتدل بجلسته و بصوت واثق : شملان ..
فينوس من غير إدارك منها وقفت فجأه على قدميها المرتعشتين : منو ؟!!!
عذبي يمد كفه القويه لكفها الرقيقه و يسحبها لتجلس بجانبه :
{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ { ..
سبحان الله .. اللي صار لأصيل خيره .. تغيرت أشياء كثيره بتفكيري .. و شملان مثال .. أول كنت أحسب أنج أنتِ اللي متعلقه للحين فيه بس اللي توضح لي أنه هو متعلق أكثر ..
فينوس التي تشعر بأنفاسها تنقطع و عظامها تنصهر : أنت شقاعد تقول ..
عذبي : أقول أني تكلمت مع شملان .. كنت أبي أرتاح و افهم أنتم ليش تطلقتوا من دون سبب واضح ...
فينوس و نظرتها التي أشبعت من الدمع : مو مهم السبب .. تطلقنا و انتهت قصتنا و اللي يعافيك عذبي لا ترددها علي ...
عذبي الذي ما زال يحبس كف فينوس بين كفيه القويتين : السبب سخيف و هو للحين متمسك فيه .. تخيلي للحين ما طابت نفسه من سالفة الصفقه اللي خسرها أبوه الله يرحمه .. يعتقد أن أمي انتقمت من عمي عشان السالفة القديمة .. أم ديمة و تشجيعه لأبوي بزواج منها .. قالي أنه ما قدر ينسى و آخرتها انفجر فيج أنتِ .. و قالي بصريح العبارة أنه نادم .. نادم و كاره نفسه ..
فينوس التي لم تشعر بدمعها الذي انحدر : و شنو آخرة ها الديباجة ؟
عذبي يمد كفه الحانية ليمسح الدمع عن خد أخته : خطبج مني و انا عطيته ..
*
*
شهقة نازعت الروح و لم تخلصني من الحسرة ..
كيف أعطى كا جماد أفرغت منه كل المحتويات ؟!
كيف أعود لمن همس لي يوما بأنه سوف يسكنني للأبد ليعود و يتركني في الطرق المقطوعة محاطة با مساحات مسورة با الهجر و القهر ..
كيف أعود و أنا منهكة القوى .. عطشى .. لواحة لم تعد لي ؟!
*
*
تبكي بحرقة . و تشهق بين كل عبرة كا مسلوبة من وطن ..
أكاد أسمع لقلبها أزيز يضغط بقوة على ضلوعها التي تتصدع تحت وطأتها با الأنين ..
*
*
أصيل الذي قادته الصدفة حتى يكون مرمى لألم فينوس : شفيج ؟
فينوس بصوت منهك .. متعب و مشروخ : ليتك يا أصيل تذكر و اشكي لك .... يا ليتك تذكر آخر مره قلت لك أحضني حيل أنا خايفه و مهزومة ..
*
*
و نعتك با الغبية .. الحمقاء .. و نهرتك .. كفي بكاء يا معتوهة ..
و نبذتك من أحضاني و قذفت بك بعيدا .. نعم أذكر .. و هذا أول ما قفز لي من ذاكرتي العتيقة ...
*
*
أصيل : حتى لو نسيت أنتِ للحين تذكرين و أنا أقدر أسمعج ..
فينوس التي مازالت بأحضان أصيل : قلت لك لو حبيت في يوم بتفهم شعوري و تساعدني .. قلت لي أوصلج بيت جدي و نسوي أكشن و نقول أنج هجيتي ... كنت مجنون و أنا أجن منك ...
و لما صار اللي أبي و تزوجت ولد عمي شملان كنت دايما أشوفك تراقبني .. و دايما تسألني ... أنتِ فعلا سعيدة ؟ .. كنت اقول لك أنا السعادة ... و لما طلقني و رديت أول من دورت عليه أنت .. جيتك أركض أبي حضنك ..
أصيل بعد أن صمتت فينوس و عاودت البكاء : شنو سويت وقتها ؟
فينوس المنتحبة : قلت لي إلا أنتِ .. إلا أنتِ .. و تركتني !
*
*
*
و نبذتك ! ..
و تناسيت أني ضحيت بك لإبعاد منافس وهمي من صنعي و أنا أوشوش لأبي بنفس الوقت أنه يستخدمك و يجب أن يبعده عنك .. و أنا الذي من خلف الستار كنت المحرك .. كنت أسيرك و أعود با السر و أسيْر أبي ضدك .. كنت شرير و في منتهى الطيب .. كنت كل شيء خبيث !
*
*
*
أصيل بعد أن ترك فينوس لتستريح توجه لعذبي : شفيها فينوس ؟
عذبي يطيل النظر بأخيه و يسرح للبعيد ليعود و ينتبه : شقلت ؟
أصيل : أقول شفيها فينوس ؟ ..
عذبي : ما فيها شي .. ولد عمنا شملان.. اللي كان دايما يزورك با المستشفى .. كان مطلقها و اللحين بيردها .. و هذي كل السالفة ..
أصيل : ما فهمت ؟ .. هي ليش تبجي ؟ .. ما تبيه ؟
عذبي : إلا تبيه .. بس تقدر تقول مصدومة .. مو مستوعبه .. يعني تراكمات مشاعر مو قادرة تفسرها ..
أصيل : بس سر التفسير با التفاصيل اللي ذاكرتها تحفظها ..
عذبي يعيد النظر لأصيل : و أنت يا أصيل .. شنو اللي بقى من ذاكرتك .. حب قديم و إلا عشق للحين ينبض ؟
أصيل الذي فوجئ و حاول التماسك : ليت بقى من الذاكرة شي يا أخوي ..
*
*
لتلاشي .. هذا دعائي ..
لا أريد أن تعود لك ذاكرتك أبدا و تستعيد صورتها و ينبض قلبك الخائن بحبها من جديد ... لا أريد لبذرة الكره التي توسطت قلبي أن تسقى و تنبت لتكبر و تكبر كا نبتة سامة تحتل قلبي ..
*
*
لا أريد لك أنت با الذات ان تعلم بعودة ذاكرتي .. فا أنا على يقين أنك علمت بما كنت أخفي لسنين ...
*
*
...... من ذاكرة أصيل القريبة .......
*
*
ديمة في غرفة أصيل : غرفتك كأنها كهف علي بابا ... تعرف علي بابا منو ؟
أصيل يبتسم لديمة : مو مهم منو .. المهم اني فهمت أنج تحبين غرفتي !
ديمة : با الضبط .. كل شي أثري فيها .. تونس .. يوم كنت با المستشفى و تطمنا عليك أشتغلت اللقافه عندي و قلت ما يبيلها لازم أسوي مغامره و اقتحم غرفتك من غير وجودك يمكن اكتشف شي خاشه عنا ..
أصيل بفضول : و شنو أكتشفتي ؟
ديمة بخيبة أمل : عذبي ..
أصيل برعب : عذبي ؟!!
ديمة بإسهاب : أي عذبي .. لقيته مسنتر بغرفتك قدام الكمبيوتر .. و شرشحني شرشحه من اللي قلبك يحبها ..
أصيل بتوجس : و السبب ؟
ديمة : يقول شلون تسمحين لنفسج تقتحمين خصوصيات غيرج .. و هو براسه مقتحم غرفتك و مستعمل كمبيوترك و هو أول العارفين أن كل شي و لا كمبيوترك عندك .. حتى لو تعذر بكمبيوتره الخربان ها الشي ما يمنحه الحق يتفلسف علي ..
*
*
استفاق أصيل من ذكرياته على صوت فطوم الباكية و عذبي يهدهدها بأحضانه : شفيها ؟
عذبي الذي أستغرب سؤال أصيل و الصغيرة أمامه شرحت السبب : علامك ؟ .. دايما سرحان .. أنت تتذكر شي ؟
أصيل برعب : لا ...
عذبي يتجاهل جوابه ليتحدث مع أبنته : و هي ليش تطقج انتِ بالذات و ما تطق عبود و لا ردينه ؟
فاطمة الصغيره التي أحتارت با الإجابه تركت أحضانه ليتلقفها عمها قبل أن تهرب : البنت الحلوه لما يكلمها بابا ما تروح و تخليه
فاطمة تختصر معاناتها : أنا ما أحبه .. هو ما يحب ماما ..
عذبي يقترب ليأخذها مره أخرى لأحضانه : تبين نزور ماما ؟
فاطمة أشرق و جهها : أي ..
عذبي يبتسم لها با حب : بعد للعشر و تكونين جاهزة ... يله بسرعه
أصيل بعد ما اختفت فاطمة : عندك أسباب أكبر ..
عذبي : من ؟
أصيل : من شملان و فينوس .. ليش ما ترد أم عيالك ؟
عذبي يزجره : لا تدخل في شي ما يعنيك ..
أصيل انتبه لمن تقف با الباب خجله : خير تبين شي ؟
وداد بخجل : بغيت أبلغ أبو عبدالله أن فاطمة عندها أختبار بكره و للحين ما ذاكرت و توها قالت لي أنها بتطلع من غير ما تدرس ..
عذبي من دون أن يلتفت إليها : حطي لها كتابها و أنا بوديها لأمها أدرسها ..
*
*
*
لم يعد بيدي أي عمل متبقي ..
ردينة الصغيره نائمة بينما عبدالله في نادي الناشئين و عندما يعود سيسارع لفراشه و هو بذات أكثر المستقنين عني .. فا هو دائما يقوم بعمله على أكمل وجه و لا يبدوا بحاجة لأي أحد !
يذكرني بسالم .. وكم أتمنى لو أن يمكن لي العودة الليلة مبكرا .. فا أنا مشتاقة جدا لذلك المشاكس .. أشتقت له و لأحاديثه الممتعه ..
و أشتقت أن أعامل بلطف ! ..
فا سالم أخي الذي يصغرني بأعوام ليست بقليلة هو الوحيد الذي أشعر با لطفه و محبته الخالصة لي ..
فا أنا لا أعرف شخصا آخر أحبني أو أهتم لوجودي ..
بلى .المجنون علي في ساعات صحوه يخبرني بأني أهمه و أنه يحتاج لي .. لكن عندما يغيب عقله ينكرني و لا أعود إلا مجرد غريبه لا تهمه بشيء ..
غريبه .. هكذا نعتني ذاك المتأصل با الغرور و التكبر ..
*
*
.............. من ذاكرة وداد القريبة ..............
أصيل : تذكري انتِ غريبه .. و ما يحق لج تحققين مع عيال أخوك في امور ما تعنيج بشي ..
وداد بخجل : انا ما حققت أنا بس كنت بفهم سبب كره فاطمة لي .. كنت أبيها تفضفض لي و أقترب منها أكثر ..
أصيل : الأخت معالجة نفسيه ؟
وداد و حمرة الخجل مازالت تكسوها : لا ..
أصيل : عندج أي شهادات معتمده فيما يختص با التربية الحديثه ..
وداد التي علمت بأنه في صدد تأنيبها : أنا ما أملك شهادات با المختصر و كل اللي أملكه أحساسي .. أنا أحب الاطفال و اعرف أتعامل معاهم ..
أصيل بضحكه قصيره متهكمة : و الدليل تعاملج مع فطوم و نتيجته
وداد لدفاع عن نفسها .. هاجمت : و من تكون حضرتك .. أبوها أو
مجرب لمعنى الأبوة .. و إلا عندك شهادة معتمدة في ..
أصيل مقاطع و على محياه ابتسامة ساحرة : في التربية الحديثه ؟ .. لا .. بس عندي خبرة صغيره مع ولد عمي الله يرحمه .. ما اقول أن فاطمة مثل حالته بس أعرف شلون أتعامل مع اللي أحساسهم متعب
وداد التي شعرت بان مجرى الحديث بدا يأخذ مجرى آخر أكثر خصوصية : حنا مو في مقابلة عمل أو نسوي بحث أجتماعي .. و أعقتد أن كلامنا كله ما له معنا .. إذا عندك ملاحظات علي تقدر تبلغ الآنسة فينوس أو الوالدة يعطوني باقي معاشي و أنا أتوكل على الله
أصيل : لا أنا مو قطاع للأرزاق .. و بعدين يكفي أن ردينه حابتج .. أكيد في سر للحين ما عرفته ..
*
*
*
بين حديثه الذي يبدوا جدا عادي هناك شبح التلاعب .. لا أعرف إن كان خبيث أم صريح أم متساهل بحديث .. أما أنا أتيت من عالم مغلق لعالم أكثر انفتاحا !!
قد لا يكون حديثنا شيئا مهما في نظر هذا المتباهي بعنجهيته و غروره لكنه لي حديث يحفظ و تكرره مخيلتي بتفاصيل مبهرة !
فا عندما يقطب حاجبيه أحفظها إعجاب و عندما يبتسم بسخرية أكررها ضحكه شجية .. و نظراته الوقحة أراها في منتهى العذرية
و ها أنا في رحلة أرق معتادة .. بين ضمير معذب و قلب ينبض بشيء لهذا الغريب .. لكن ماذا عن من زوجت له و هو فاقد للأهلية .. كيف أخونه في تفكيري .. هل أنا ملعونة ام مجرد حمقاء أصابها غريب بمرض العته و جنت من دون أن تعلم !
*
*
............................................................
عادت كما توقعت .. ماهرة في تنفيذ ما تضع إرادتها خلفه ..
هند ستعود مع شروط تبدوا جدا ملائمة .. و أنا أعطيت الضوء الأخضر بمتابعة مخططاتي .. و ها أنا في كامل أناقتي بانتظار أهل لعريس المستقبلي ..
*
*
هند تدخل غرفة فينوس و معها فاطمة : شوفي منو زايرج ..
وصايف التي تفاجأت با فاطمة تقذف بنفسها بأحضانها : حبيبتي فطوم .. منو جايبج ؟
فاطمة : بابا ..
هند من وراء فاطمة تصرح لأختها بمخاوف خفيه : و هو عند ساري في الديوانية .. تقول أمي ساري لزم عليه ينزل يتقهوى ..
وصايف : كلش مو وقته .. فطوم حبيبتي روحي مع خاله هند شوفي شنو شرت للبيبي لاني أنا يا ماما مشغولة بيجون ناس يزرون أمج العوده و لازم أساعدها ..
فاطمة : بس أنا علي أختبار و جبت كتابي عشان أدرسيني و ما ادرسني وداد ..
وصايف أستغربت من الاسم : منو وداد ..
فاطمة : وحده كل عصر تزورنا .. و عميمة ديمة تقول بتسكن معانا و تجيب لنا اخوان ثانين ..
وصايف صعقت : شنو ؟!!
هند التي تعرف من هي وداد من ديمة : هذي سوالف ديمة ما تعرفينها تحب الغشمرة .. وداد حطتها أم عذبي مشرفة على المربيات ..
وصايف التي لم تستوعب تبعثر مشاعرها : تكون اللي تكون مو مهم ..
*
*
*
عذبي يراقب علي الصغير الذي لا يكف عن الحركة : ما شاء الله ولدك نسختك ..
ساري : حتى أمي كل ما شافته تقول كأنك رديت لي صغير ..
عذبي يرتشف الباقي من الشاي : شعندك يا أبو علي ؟ .. آمرني ؟
ساري يبتسم بإستغراب : ما يامر عليك عدو .. ما ابي إلا سلامتك ..
عذبي : لا تشككني بحاستي السادسة .. من أصريت علي انزل و أتقهوى و انا أقول عندك شي ..
ساري : في هذي ما أخدمتك حاستك السادسه .. كل الموضوع أن .. الأهل مشغولين و أنا و علي منبوذين في الديوانيه و هو مثل ما انت شايف ما يحتاج أحد يونسه أما أنا أبي أحد يرد لي الصوت و ربي جابك ..
عذبي : عطني صوت و أرده ..
ساري حزم أمره : تخيل العالم صارت تخطب المطلقة حتى قبل ما تخلص عدتها .. ما عاد العالم تهتم با الحلال و الحرام و لا اللي يجوز و مفهوم با الأعراف ..
عذبي الذي كان يلعب بسبحته توقف : العده يومين و تخلص .. و ما يهم .. الله يوفقها ..
ساري بخيبة : معاك حق يطيب خاطرك بس ظنيت أن يهمك تعرف
عذبي : لا .. ما عاد يهمني إلا عيالي يكونون بخير في بيتي ..
*
*
*
لم أستطع أن أستجمع أفكاري و فشلت في إدارة أدوات التمثيل التي طالما امتلكتها .. و أحتجت لتنبيه من أنفال مره و من وضوح مرات عده حتى أشارك و لو با القليل في الحوار الذي دار و مركزه ما هو آت ..
*
*
وضوح تدخل المطبخ وراء وصايف : خلي من ايدج و قولي لي شسالفتج .. ليش عقلج مو معانا .. الحريم ترى لاحظوا ..
وصايف المتوترة : أسمها وداد ..ديمة تقول لعيالي أنها أمهم الجديدة .. شفتي مو بس أنا اللي أفكر أبدأ حياتي من جديد .. و أنتِ و ساري تلوموني ..
وضوح : شكلج أنتِ أولنا .. وهذا أنتِ تلومين نفسج و نسيتي هدفج الجديد في لحظة .. و إلا كنتِ تبين تحرينه .. و تقولين له شوف للحين أنا مرغوبة و أقدر أبيعك و غيرك يشتريني ؟!!
وصايف المقهورة تضرب بكفيها الطاولة : بس .. بس يا وضوح ..
أنتِ بس اللي تعرفين .. أنتِ بس اللي ممكن تفهمين .. لا تقهريني أكثر . لا تقهريني ..
وضوح تقترب من وصايف لتمسك بقبضتها : تماسكي يا وصايف و كملي اللي بديتيه .. خلاص عذبي ماضي و انتهى ..
ساري الذي أقتحم المطبخ و علي النائم محمول بين يديه : و هذا رايه هو بعد ..
فينوس ألتفتت للخلف متفاجأة من وجوده و ما ألقى على مسامعها : رايه ؟ .. و من قال له راي في حياتي أو أنا يهمني رايه
ساري : أنا .. أنا كنت أعتقد أن يهمج رايه و أنتِ تهمينه .. بس طلعت أقيس كل مشاعر البشر بإحساسي .. قلت له انخطبتي و قال ربي يوفقها .. طابت نفسه منج يا فينوس ..
فينوس تصرخ با ساري غاضبه : أنا اللي بعته .. أنا .. مو هو .. تفهم .. مو هو ..
وضوح المتوترة من فقد وصايف لأعصابها : بس قصري حسج .. نسيتي أن عندنا حريم ..
وصايف التي جنت : خليهم يسمعون ما يهمني .. خليهم يعرفون اني بايعته .. بايعته و ما ابيه و ما أبي أتزوج لا من ولدهم و لا من غيره .. كرهت كل الرجال .. كرهتهم كلهم ...
*
*
تحولت ليلتنا إلى مأساة .. عمتي التي وُضِعت في موقف محرج لم تكف عن الدعاء على وصايف و الخالة أم ديمة لم تبرح سجادتها
مستغفرة و داعية لنا كلنا با الراحة .. أما أنفال و هند استغلوا ما حدث لبدء معركة جديدة ..
*
*
أنفال : و جايز لج شرط ساري ؟!!
هند : ما عرفت لج .. أن طعت ساري و إلا عصيته النتيجه وحده عندج ..
أنفال : تطيعنه با المعقول .. لما يقول لج لا تريدن معاه حق و لما يقول ردتج مشروطه معاه بعد حق .. بس لما يحط شرط صعب و ألقاج طايره فيه و موافقه هني بحط ألف علامة تعجب .. و موقفج كله أفسره بجهل ... الشرط اللي وافقتي عليه يدل أن تفكيرج محدود
هند : يا سلام .. لما أوافق أنه يأجر شقه من شملان في بيت عمي اللي بصف بيتنا أصير صغيرة عقل و ما افكر ؟!!
أنفال : أنت صاحيه و إلا مجنونة .. اللحين شنو سبب خلافج معاه .. مو غيرته .. و تروحين أنتِ و اخوج تشرطون عليه يطلع عن أمه و أخوانه في بيت ولد خال مرته .. و ين صارت هذي ؟!!
هند : الظاهر ما عندج خبر ..
أنفال : ما يبيلها أحد يعطيني خبر لي عيون و تشوف .. شملان ما رمم البيت و زينه إلا يبي يأجره و يستفيد من إيجاره و يقعد فوق روسنا للأبد ..
هند : شفتي أنج خبله و ما تدرين عن شي ...
أنفال : لا تقولين خبله لأن ما في أخبل منج ..
هند : زين أنا الخبله أدري أن شملان خطب فينوس و كل ها الترتيب و الترميم لها و بما أن البيت كبير و قلب شملان أكبر هو اللي تزهل و قال لساري باجر لهم الدور الثاني بسعر معقول و بنتنا عندنا و ما راح نخاف عليها ..
أنفال المصدومة : فينوس بترد .. و شملان صار قلبه كبير من وجهة نظرج .. سبحان اللي يغير ولا يتغير ...
وضوح التي كانت جالسة معهم : الظاهر يا أنفال نسيتي أني قاعده
معاكم ...
أنفال با حرج لم يسبق أن شعرت به : انا آسفة وضوح .. جد آسفة ..
وضوح تنهض بهدوء : حصل خير ..
أنفال تلحق با وضوح : وقفي شوي و أسمعيني ..
وضوح : آمري ؟
أنفال : تلوميني في شملان .. من وعيت على الدنيا و كل مشكلة تصير يطلع وراها شملان ..
وضوح : أو يمكن كل مشكله تصير ما يحلها إلا هو .. حتى لو ما جاه من وراها خير ... حتى لو الكل أسئلوا بشك .. هو شنو مستفيد ؟
قلبوكم العمية و نفوسكم الموسوسة ما لقت إلا تفسير واحد لتصرفاته
أنفال بتحدي : و شنو سبب تصرفه القاسي مع فينوس ؟ .. تقدرين تبررين له .. شنو اللي خلاه يساعد أبوي و يخطط له عشان يختلس كم ألف من ردينه و لا تقولين لي أنه يبي يرد فلوسه لأن هذا مو منهج سليم و لا يبرر السرقة..
وضوح التي لا تجد تفسير واضح : لأني أحبه و اعرف قلبه أكيد بلقى له في يوم سبب ... و بجي و أقول لج شفتي يا أنفال .. هذا هو السبب ...
............................................................ .......
*
*
*
السبب الذي سردته له هو نصف الحقيقة ..
عندما حاصرني و بشكه شوه طهر فينوس أخبرته بان والدته و قهري هو من جعلني أسخر فينوس كأداة انتقام ...
لم اخبره أن عجزي عن الإنجاب و رغبة فينوس الجامحة بتواجد طفل يربطنا أصاب عقلي بمقتل .. و جننت .. و تصرفت بشكل أهوج .. فا كيف تجرأت و با قلبي عبثت ... كيف ربطت حبي لها برابط لا نحتاجه .. شعرت بأنها توقف حياتنا على موضوع واحد .. كأني بها تخبرني في يوم .. كفى لما يعد هناك ما يربطنا .. و ما عاد القلب لك بنابض !!
و فرصه .. قدمها لي و بأنانية عاشق وافقت و أنا أتنفس من جديد ..
ستعود لك هكذا أخبرني .. و كم .. كم .. صليت و بدعائي لله اتجهت أن يفي عذبي بوعده و أن لا يكون أوهمني و مني أنتقم ...
فا ما عدت أقوى .. و الحنين يعصف بي و أنا على عتبة الشوق متعب أرتجف من البرد و أحلم با النوم ! ...
و كيف لي أن أنام و هي تحتل الوسائد و أنفاسها تتمخطر بين طيات الأغطية .. و رنين همساتها الباذخة من شفتيها المكتنزة يداعب مسمعي كلما خنت نفسي و عريت الذاكرة .. فينوس هي الأنثى التي غزتني و بسهام العشق سبتني و لها استسلمت للأبد ...
*
*
*
ماذا يريد هذه المره ..
فا رجل مثله لا يحتاج لجارية تردد على مسامعه قصائد حنين ..
و لا طفلة كلما رأته هرولت نحوه باحثه عن كنز جديد ..
بعنفوانه .. و شرقيته المتكبرة يمكن له أن يسطو على قلب أي أنثى
و ممكن له أن يأسر و يستعبد .. و يحرر و يملك .. نعم هو بهذه القوة ..عاطفيا .... أم .. أنا بكل بؤس قاحلة و رأيته غيمة ؟!
و كم يستهويني المطر ! ..
و رائحة العشب المبلل في جنائن عاطفته ... .. و العود المعتق بين طيات قميصه و رائحة عنقه الفارع و صوته المبحوح بسرمدية ينسج بها حكاياته المسائية ..
و متي يصبح الاكتفاء .. ممكن .. متى يحين إطلاق سراحي من أصفاد عشقه .. متى أتحرر .. و أنا من أتقن التزهد !
*
*
*
أبو عذبي : ما أنتِ بلاقيه أحسن من ولد عمج .. و هو شاريج و بيحطج فوق راسه ..
فينوس : و شنو يا يبه اللي بيختلف ها المره ؟ .. مو هو يقول ان السبب أمي .. و السبب للحين موجود ..
ردينه الأم : السبب الأول ما عاد مهم لانج أهم .. و هو أكيد حس بقيمتج و ان ما في شي يسوى قدامج ..
فينوس تتنقل بنظرها بين والدتها و والدها : تعتقدون أنه فرصتي الوحيدة .. قولوها بصريح العبارة و لا تقعدون تألفون له أعذار .
أبو عذبي يقف أمامها ليقبل جبينها المتوتر : انتِ عندنا محد يسوى ما طاج يا بوج .. لا تعتقدين أن مرخصينج .. بس حنا نبي لج الخير و ندري ان شملان مهما كانت عيوبه إلا أنه الأنسب لج .. بس القرار لج ..
ردينه بعد أن غادر أبو عذبي تحدثت بجدية : بتردين له ..
فينوس بخيبة لم تخفيها : بتقررين عني مثل ولدج ..
ردينه نطقت بما كانت تفكر به لأعوام : اللي صار بينكم من فعل فاعل ... وحده ما تخاف الله ..
فينوس باستغراب : من تكلمين عنه ؟!!
ردينه بعد أن تنفست بعمق : علي الله يرحمه كان مسحور و هذا اللي لخبط عقله بس محد درى و السبب أبوج .. أبوج اللي غطى على فعول أم ديمة ... كانت مسويه لي سحر عشان يطير عقلي و ما طار إلا عقل المسكين علي ..
فينوس ذهلت : سحر ؟!! .. يمه لا تبلين على الحرمه .. أنا من عرفتها و هي مصلية و مسميه ..
ردينه : لا يا أمج كلش و لا أني أتبلى على أحد خاصة با موضوع مثل هذا .. أنتِ تعرفيني .. هي بنفسها قالت لأبوج لما عرفت أن علي هو اللي أكل السحر .. كانت تبيه يساعدها تسافر لمشعوذ يفك عنه السحر بعد ما عجزت مع مشعوذتها المحلية ..
فينوس انهارت على المقعد : معقول ؟!!
ردينه : اي معقول تكون هي السبب في انفصالج عن شملان .. و إلا شلون فجأة قرر يطلقج و أنتم ما كان بينكم شي ..
فينوس التي تعقدت أفكارها : و ليش عاد تسحره ؟!! .. و بعدين مدامها أعترفت لأبوي و كانت تبي تساعد علي هذا معناه أنها تابت
ردينه : يا قلبج الأبيض يا فينوس و يطهر نواياج .. ما تعرفين ها الحية اللي ما تخاف الله شنو ممكن تسوي عشان ترد ابوج لها ..
*
*
*
هل يعقل أن يصل بها العشق إلى الكفر ؟!!
لو كنت في مكانها و شملان با الجهة المقابلة هل كنت سوف أتبع ما تجرأت و أتبعته ؟!! .. هل يعقل أن يتحول العشق للعنه تشوه طهر القلوب و تنفيه لهلاك محتم !
*
*
و لكم أترك الأجوبة !
*
*
إلى لقاء مقبل بأذن الله ...
|