كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أصبحنا و اصبح الملك لله ...
*
*
لغيابي الاسبوع اللي فات ها الجزء بيكون بداله و ملتقانا باذن الله يوم الاثنين القادم كا موعد دائم ..
الجزء هذا طويل لأني ما دققت فيه واجد و ما حذفت شي حتى أحس الحوارات طويلة .. بس مفروض يعوض و يخفف علي تعذيب الضمير ..
*
*
الجزء الثامن :
*
*
*
نقتات على ما نعتقد أنه خال من الشوائب
بينما نتنفس ما هو محمل با التلوث
و الحقيقة متجردة في قائمة .. صالح لغاية !
*
*
*
تلف ذراعيها حول عنقي بكل ما يجود به جسدها الصغير من قوة
و تلفح وجنتي أنفاسها الحارة التي هي زفرات حزن تشبعت بها شرايني .. يمكن لي أن أشعر باختلاج قلبها و حشرجة الدمع في حنجرتها .. و ها أنا اشعر بتمزق قلبي و أنا أحاول انتزاعها من أحضاني لأزرعها بأحضان والدها .. فا أنا أريد أن أتخلص من الصورة التي أصبحت ظلها .. لا أريد أن أكون نسخة مكررة لما آلت إليه عمتي .. أريد أن أكون أنا من بيديه القرار و أنا من يحدد اتجاهاتي .. أرفض أن أُركن على حافة الطريق إلى أن يعود لي فارسي .. أو أن أتطاول و أطلق على نفسي شهيدة في معركة حب خاسرة .. لا أريد أن أكون الأم المثالية أريد أن أكون أنا لو كان في هذا كل الأنانية !
*
*
تلقيت رسالة نصية على هاتفي النقال و المرسل " هي " ..
تطالبني بتحمل مسؤولياتي المتمثلة في أبنائي .. أبنائي أنا و كأنها تعني أن لا أبناء لها مني !!
المضحك المبكي أن هي من أصرت على إنجابهم بينما أنا لم أكن أشعر بأي حاجة لأن أكون أب .. هي من أرادت لي أن أتقمص دور الأب بينما تتقمص هي دور الأم بكل بساطة .. و الحقيقة أن الأبوة و الأمومة براء مِنا ...
لم أقدم لهم أكثر مما قد يقدمه محسن .. و لم تقدم هي لهم إلا الإقامة في رحمها لتسعة أشهر !!
.. أطفالنا ضحايا.. و نحن الجناة !!
*
*
عذبي مخاطبا أبنه عبدالله : وين أختك ؟
عبودي بصوت يشحن به ما يعرفه عن الرجوله : فطوم مثل الجهال تبجي ما تبي تخلي ماما ..
عذبي يمسح على رأس أبنه : و أنت ما تبي ماما ..
عبودي يميل شفتيه للأسفل : هي ما تبينا ..
عذبي بنبرة شاجبة : منو يقول .. ماما تحبكم بس تبيكم تعيشون في بيت أكبر و كل واحد منكم يكون له غرفة .. بيت خوالكم صغير و مالكم فيه مكان ..
عبودي ببراءه : حتى هي لها في بيتنا غرفة .. ليش ما تجي معانا ..
عذبي احتار با الرد : روح لفطوم و قول لها إذا جت معانا بوديها
فانتسي لاند و تختار اللعبه اللي تبيها ..
*
*
*
وصايف بنبرة تشجيع : شفتي بابا بيوديج تشترين ألعاب جديده ..
فطوم التي غرقت وجنتيها با الدمع تعبر بنبرة مبحوحة عن حاجتها لأحضان والدتها : أنا ما أبي ألعاب أنا أبي أنام عندج ..
وصايف لم تعد قادرة على التماسك تحتضن أبنتها الباكية مجددا : خلاص حبيبتي لا تبجين .. عبودي روح قول لبابا فطوم بتنام عندي الليلة و أنا بوديها المدرسة بكره و با الطلعه تجون تاخذونها ..
*
*
باءت أول محاولاتي لبدء صفحة جديدة با الفشل ..
إن كنت قدرت على التملص من اكبر أخطائي و تطلقت من عذبي فا التملص من حقيقة أني أم جدا صعب ..
هم ليسوا جمادات يمكن لي أن أغير مكانها من دون أن تتأثر و لا مشاعر خاصه بي يمكن لي نفيها و إدعاء موتها ! .. هم أرواح بريئة و أنا المسئولة كليا عنهم ..
نعم مهما حاولت ان أجر عذبي و أضعه على رأس هذه المسئولية إلا أنني اعترف على الأقل بيني و بين نفسي أنه انا من عليه أن يتحمل المسؤولية كلها ..
أنا من كنت أعرف يقينا بهشاشة وضعي معه .. و أنا من كنت أسد الثغرات و أحاول بكل جهدي أن أستحوذ على انتباهه بينما كان هو
يتملص من يدي كل ما أتيحت له الفرصة ليهرب بعيدا لحيث أخاف أن يبقى للأبد !
و الأطفال ..
هم الوسيلة و آخر ورقة لعبت بها و ها هي تُلعب ضدي عندما قررت أن أقلب الطاولة !
*
*
.... من ذاكرة وصايف .....
*
*
وصايف بنبرة حزينة : أحسك ما تبي شي يربطنا ..
عذبي المتشاغل با التلفاز : يعني معقول وحده مثلج متعلمه تفكر تفكير العجايز .. يعني اللي بيربطنا في بعض هم العيال !!
وصايف تقترب لتجلس بجانبه : لا طبعا .. بس الأطفال نتاج طبيعي لأي زواج قائم على الحب .. وإلا هذا بعد كلام قديم و ما يصلح ..
عذبي با نبرته المعسولة : يصلح مع بعض التعديل .. تونا متزوجين و نحتاج كل الوقت اللي بيدنا عشان نكون مع بعض بروحنا . فا ليش نجيب لنا اللي يلهينا و ياخذ كل وقتنا ..
وصايف بنبرة تحمل إستغراب : عذبي الله يهداك وين تونا متزوجين .. صارلنا ثلاث سنين ..
عذبي يتناول كفها ليطبع قبله عميقة في وسطها : شفتي شلون ثلاث سنين و للحين ما شبعت منج لدرجة أحس تونا متزوجين و انتي تبين تجيبين اللي يشغلج عني ؟!!
وصايف بحالمية : تحبني ؟
عذبي يرفع حاجبه مستنكرا : هذا سؤال ينسأل .. أنتِ تدرين بغلاتج من غير ما أتكلم .. انتِ حلمي اللي تحقق ..
وصايف تباغته : أجل رد لي الدين و حقق لي حلمي .. أبي أصير أم
*
*
حقق لي تحت الإلحاح ما أطلقت عليه حلم و أنا كاذبه .. كنت فقط أريد أن أربطه بي .. فا كل كلماته العاطفية التي كان يلقيها بشكل روتيني لدرجة أني بت أحفظ ترتيبها أصبحت تخيفني .. نعم خفت بان مشاعره تجاهي أصبحت مستهلكة و أنه لم يعد يشعر بأي إثارة معي و هو المغامر و المحب لكل ما هو جديد .. هو الذي يعشق التغيير و يصبوا دوما لاقتناء ما هو غريب !َ
و لعجزي عن الاستمرار في التلون لإرضائه اخترت أن أحارب من أجل راحتي ..أردت أن أخلق له دور جديد من خلاله يمكن لي أن أستحوذ على اهتمامه من دون أي عناء .. فأطفالي سيكونون أدواتي و سلاحي .. لكن كم كنت مخطأة ..
أنجبتهم لأتوه أنا و لا أعرف أي دور علي أن أملأ .. وعذبي الذي كره ان يكون أب لم يمارس دوره إلا تحت ضغط ضميره المعذب .. يااا كم كانت حياتي معه نضال .. سلب مني الفرح و زرعت في قلبه التعاسه ..
و كم تبدوا الذكريات قريبه ..
تعاسته التي طغت على كل تقاسيم وجهه الوسيم يوم ولادة ردينه
مازالت محفورة بذاكرتي ..
*
*
... من ذاكرة وصايف ...
*
*
وصايف بحماس و هي ترضع مولودتها : حبيبي ها المره بسميها على اسم خالتي .. ردينه .. شرايك ؟
عذبي المتشاغل بهاتفه النقال : شمعنى ها المره و قبلها فطوم ..
وصايف تدافع عن نفسها : فطوم سماها خالي و إلا أنا كنت ناوية أسميها على أمك ..
عذبي بعدم اهتمام : ردينه و إلا فاطمة كله مثل بعض ما تفرق ..
وصايف التي حاولت أن تتغاضى عن بروده و لم تفلح : أنت شفيك محزن و كأن معزينك في غالي ..
عذبي بغضب مكبوت طفح على السطح : لا حول و لا قوة إلا با الله .. يعني يا أحب راسج و اقول مشكوره حبيبتي اللي سميتيها على أمي و إلا أطلع محزن ..
وصايف هي الأخرى تظهر غضبها لتهاجم : أنت شنو مشكلتك .. المفروض اللحين طاير من الوناسه تشكر الله و تحمده اللي ربي رزقك طفلة كاملة و بصحة و بعافية بدال ما أنت ماد البوز و قاعد عندي كأنك تأدي واجب ..
عذبي بنبرة هجومية : تبين تعرفين شنو مشكلتي .. مشكلتي أنج مو راضيه تفهمين أن ضميري يعذبني .. أنا ما عندي وقت أصير أب و انتي سطرتيهم ثلاث في حضني ..
وصايف : و ليش ضميرك يعذبك ؟!! .. أحد قايل لك أرضعهم و إلا اسهر معاهم الليل .. وجودك معاهم لو ساعه في اليوم يكفي إلا إذا هذا بعد مان فيه ..
عذبي يقف : ما راح ابد تفهميني .. اهم شي تسوين اللي براسج ..
*
*
و تأزمت الأمور و أصبحت حياتنا أصعب و لم يعد هناك أي تقارب
.. دوما مني و منهم كان يهرب و دوما كنت أنا وراءه أحاول اصطياده و تذكيره بدوره الذي دوما يذكرني بأني أنا من فرضته عليه ..
*
*
معهم أعرف أن لا يمكن لي إلا أن أفكر بهم .. و أن من المنطقي و الطبيعي أن يكونوا أهم علي من نفسي ... لكن في أحيان كثيرة وجدت أهوائي تغلبني .. فكم من مره فضلت هواياتي و نشاطاتي التي أخذتني خارج الوطن لأسابيع على البقاء معهم .. حتى عندما كانوا في أشد لحظاتهم ضعفا في أيام المرض وجدت أن من المرهق لنفسي التواجد بقربهم و دوما بررت لنفسي بان الترويح عنها لهم أفضل !!
احتجت وقتا طويلا لاستيعاب متطلبات الأبوة .. و عندما فعلت سقطت في دوامة الضمير المعذب .. دوما كنت أشعر با التقصير ..
لكن و ان كرهت ممارسة دور الأب .. إلا أنني أشعر با الأبوة تجاههم !
مشاعر دافئة تغمرني كلما تسابقوا لأحضاني و تنافسوا في طبع قبلاتهم الرقيقة على صفحة خدي الخشنة ..
و قوة عظيمه تنبثق من أعماقي كلما طلبوا مساعدتي في ابسط الأمور .. لا يمكن لي أن أتصور للحظة عدم وجودهم في حياتي حتى و إن شعرت بثقل المسؤولية بتواجدهم !
*
*
عذبي الذي يحتضن ردينه الصغيره : شسوي فيهم ؟
ردينه الأم : اللحين اللي يسمعك يقول عيالك بيضيعون من دونك و من دون أمهم .. ترى من تولدهم أمهم و هم في حضن المربيات .. ما فرقت اللحين عليهم .. أنت بس كل يوم مرهم ساعه و سولف عليهم و هم ما راح يحسون با الفرق ..
عذبي بأسى : هذا كلام مجازي .. الواقع أنهم عارفين أن الوضع تغير حتى لو حياتهم اليومية ما تغير فيها شي .. حتى لو أنا و أمهم مو مقابلينهم أربع و عشرين ساعة هم يبون يعرفون أن مع بعض و حوالينهم ..
ردينه بلوم : شسوي فيك استعجلت و طلقتها .. أنا قلت لك خلها معلقه و مردها بتجي تقابل عيالها ..
عذبي بضجر : خلصنا من ها الموضوع .. المهم اللحين دوروا وحده تجي أتابع دروسهم و تشرف على المربيات و تكون دينه و تحب الأطفال .. ها المربيات الأجنبيات ما عندي ثقه فيهم ..
ردينه تبتسم : و ليش عاد ها اللفه كلها .. نزوجك يا أبوهم و نحل المشكله ..
عذبي : و منو با ها الوقت اللي بترضى تاخذ عايلة كامله و تتحمل مسؤوليتهم ..
ردينه بحماس الأم : واحد مثلك ما ينعاف أنت بس توكل على الله و أنا ادور لك .
عذبي يلاعب طفلته و يزرع القبلات على أناملها الصغيرة : أنا مالي خاطر في العرس و لا لي خلق مغثه ..
ردينه تتناول فنجان قهوتها : زين خلنا من سالفتك .. شصار على القضيه .. أبي ها المعفن اللي طق أخوك يخيس بسجن ..
عذبي يلتفت على والدته : ابوي ما قالج ؟
ردينه بترقب : شقالي ؟
عذبي : تنازل عن القضيه ..
ردينه تهب للوقوف و بنبره غاضبه : حتى في هذي يدور رضاها ؟!!
عذبي ينزل ردينه على المقعد المخصص لها و يتوجه لوالدته لتهدءتها : لا يروح بالج لبعيد .. أبوي تنازل بسبة أمه العجوز .. أنا حتى كسرت خاطري .. و أصيل و لله الحمد طيب و ذاكرته مثل ما قال الطبيب بترجع بتدريج ..
ردينة تعاود الجلوس و بعد صمت قصير بنبرة مخنوقة بعبرة : ابيك تاخذ ملف أخوك و تراسل أحسن مستشفى للي مثل حالته ..
عذبي يسارع لتقبيل رأس والدته و يضمها : بدون ما توصين هذا اللي سيوته ..
ردينة تشد على خصر أبنها لتضمه بقوة : الله يخليكم لبعض و لا يفرق بينكم ..
عذبي بنظرة ساهية للفراغ : و يخليج لنا يا الغالية ..
*
*
لا أعرف أمي أن كان بعودة ذاكرة أصيل لن نسارع لخط النهاية حيث الفراق ليس منه فرار .. فما اشك به و في يدي مفاتيحه قد ينهي أواصر الأخوة و يشطر قلبك ليحل الأسى في روح كل من يسكن هذا البيت ..
............................................................ .
*
*
التعامل مع الأطفال جدا متعب ..
لأنهم يحتاجون لطاقة الإيجابية التي مساحتها تقل كلما استحكمت حولنا ضغوط الحياة .. لكن لأننا با النسبة لهم أضخم فا هم مستعدين لتنازل لخوف يسكن أفئدتهم البيضاء من كل ما هو متعملق !
و علي ليس استثناء فا هو طفل في كثير من الأحيان و العناية به صعبة و سهله ... من السهل أن أحبه و أرعاه و أغدق عليه من الحنان الذي لدي منه له الكثير لكن من الصعب أن أتنبأ بأفعاله و أن أقرا أفكاره .. و أن أعرف ماذا يحب و لما يكره و متى تتساوى عنده كل العواطف ...
*
*
علي : أنا أكلت بس هذي المره . و إلا المره الجايه إذا وداد ما طبخت لي غداي أنسى أني آكل ..
شملان الذي يشارك علي غداءه : يعني مو عاجبك طبخي .. مو كل يوم أجيب لك غدى ألذ من الثاني من أحسن المطاعم و تعيي .. أجل تحمل طبخي ..
علي يلعق أصابعه : أنا أحب طبخ وداد .. متى راح تجي ؟
شملان يتناول كأس العصير ليرتشف بعضا منه : مدري ..
علي يرسل نظراته كا سهم : شلون يعني ما تدري و أنت الأدرى ..
شملان يطلق ضحكه عميقة : صح أنا بايخ و جملتي " انا أدرى " تنرفز بس عاد مو توقف لي على الوحده .. طوف لي ..
علي يخطف كاس العصير من يد شملان : هي معقول تطوف بس لما أكون ورى السور مجنون ..
شملان يعقد حاجبيه : ترى عيب ها الحركة .. قدامك عصيرك ليش تاخذ عصيري من يدي ..
علي يتجرع العصير دفعة واحده ليبتسم ما أن انتهى : أردها لك .. يا أخي كم مره سويتها فيني ..
شملان يبتسم بأسى : ما كنت اسويها نذاله فيك .. تقدر تقول كان فضول .. لأن أمي الله يرحمها كانت تنبه علي انا با الذات أن ها العصير لعلي لحد يقرب منه و أنا عاد فضولي قاتل كنت بعرف و شا الزود في عصيرك اللي أمي تحطه بأحسن كاس .. و اللي يضحك للحين ماني عارف شنو السر ..
علي و هو يدقق النظر با الكأس و يقلبه بين يديه : أنا أعرف السر ..
شملان الذي شك أن علي عاد لهلوسته : يله خليني أعطيك دواك ..
علي بعد أن تناول دوائه : شملان تذكر أمي لما كنت أمرض و أرفض آخذ دواي شنو تسوي ..
شملان : أي .. كانت تعطينياه و تقولك خلاص بياخذه شملان ..
علي : و أغار أنا و أقول عطيني دواي أنا المريض ..
شملان يبتسم بخجل : يااااااااااااااا شلون ما جى في بالي .. كاس العصير كان خدعه ..
علي با أبتسامة نصر : زين يعني مو بس أنا اللي كنت أغار .
*
*
قليلة هذه اللحظات التي يعود علي فيها من عمق الظلمات ..
و قليلة هي الساعات التي أشعر به كأخ . .و صديق .. لا كا عبأ
أتحاشى أن يلمحني أحد و أنا أحمله على ظهري ..
اشتياقي له مركب ..
فأنا في معظم الوقت في حالة انتظار .. أنتظر أن يعود علي أخي و يشاطرني الوقت حيث صفاء ذهنه يذكرني بمعنى أخ .. عضيد .. رفيق ..
و في أوقات أخرى أعتقد أن رجوع عقله لعنه ..
فما أن يعاود عقله للمغيب حتى أشعر با الحزن و الوحدة من جديد و في كل مره يبدوا الشعور اشد وطأة و أثقل .. كأني لم أعتده و في كل مره علي أن أتقبله و أتأقلم معه مره أخرى ..
و في كل مره أعود لمكاني الكئيب محمل بذكريات جديدة ناضجة مازالت تنبض بها الحياة .. و كم من مره وددت لو أشاركها مع وضوح و كم من مره نهرت نفسي .. فا وضوح ليست بحاجة لألم جديد .. وضوح التي كلما سردت قصه كان علي أحد أركانها حتى أغدقت بغزير الدمع خدها .. وضوح التي أخبرتني لمرات عدة أن ما يخفف عليها أن ذاكرتها أصبحت عجوز تنسى التفاصيل و ترسم من جديد ما يلاءم رغباتها .. فا هي ترى علي دوما متوقدا بذكائه ينافس الكل في حل الأحجيات و يرخي له السمع كل من أحب عجيب المفردات .. تنفي ذاكرة وضوح علي المجنون و تعمقها ذاكرتي ! ..
علي الذي هذا الصباح كاد أن يقتلني و أنا غارق في نوم عميق صحوت منه و أنا أمد يدي لحنجرتي لأخلصها من ضغط أنامله لأعيد لها القدرة على تنفس الأوكسجين ..
و أول شخص غزى فكري حالما أستسلم علي للمهدئات هو سالم ..
لابد أنه أصيب برعب يضاعف ما شعرت به و أنا أحارب من أجل حياتي .. فا كيف به و هو الضعيف و ليس بجانبه إلا أخت بنيتها الضعيفة لا تنافس قوة روحها .. لابد آن كلاهما محظوظ لأنهم لازالا على قيد الحياة .. نعم .. لا ألوم وداد على الهروب بأخيها فا أنا قبلها هربت با أخي لخوفي عليه من الأذى ..
لكن الأيام القليلة التي أمضيتها كليا إلى جانب علي و شلت كل نشاطاتي و عرقلت عملي ذكرتني بأني في حاجة ماسة لمساعدتهم
أريد أن يعودوا قبل أن افقد عقلي و يصبح علي وحيدا !
و على الرغم من معرفتي أنها سوف تطالبني ببعض التنازلات إلا أنني سرا على أتم الاستعداد لأي تنازل يعيدني لدائرة العقلاء !
لكن لم أسارع في البحث عنها ظنا مني أنها سوف تحاول ان تصل إلي.. و بمرور يومان فقط ستكون أمامي راجية عفوي بعد أن لوعتها الحياة التي لم تعتد مواجهتها وحيدة .. و عندها ستكون تنازلاتي با القدر المعقول .. لكن الأسبوع شارف على نهايته و وداد ما زالت مختفية !
لكن تأخرها لم يؤثر في ثقتي بنفسي لأنه عندما يتعلق الأمر بتتبع آثار التعساء " أنا الأدرى " ..
و لأن هناك ما زال شيء بداخلي متيقن بأنه مازال يعرف وداد جيدا
راهنت بأنها اتجهت للمكان الذي تعتقد أنه مسقط رأس كل أحبتها
*
*
وداد : قلت لك أبي الطلاق و أخوك أنت ملزوم فيه أنا مالي شغل .
شملان يجول بعينيه في المكان : زين خلينا من علي .. أنتِ و سالم مرتاحين هني ؟
سالم الذي كان يقف بجانب وداد سارع للإجابة : لا مو مرتاحين هني أنا أبي أرد البيت معاك بس أخوك هذا أربطه لا يذبحنا .
وداد تنهر سالم : رده ما راح نرد سواء ربط أخوه أو أطلق سراحه
شملان : زين خليكم في بيتكم .. انا أبي تقعدين معاه بس فا النهار لين أرد من الدوام ..
وداد با إصرار : قلت لك ما بي أخوك في حياتنا و لا يمكن أرد ..
شملان بنبرة حادة : شنو اللي تبينه يا وداد ؟ .. أكيد لقيتي في الدفتر شي تعتقدين أنه بيقوي موقفج ..
وداد حدت لسانها لتنطق بكل ما تعتقد : أنا موقفي قوي و لا تعتقد اني ضعفت بها الكم الورقة اللي وقعتني عليهم .. و علي بكبره إدانة لك و تزويجه لي أكبر جريمة سويتها ... مهما استقويت ترى الحقيقة أقوى ..
شملان يبتسم بخبث لينفث السم بهدوء غلف نبرته : أنا يا وداد أقدر الليلة أسلط عليج كلاب الشوارع و أقدر في ها اللحظة آخذ الدفتر منج و أقدر أنفي كل التهم خاصة أن علي في مكانه الجديد لا يمكن أنتِ و لا غيرج يلقاه .. وقتها محد راح يخسر إلا أنتِ ..
وداد بتحدي الضعفاء : يوم أنك مستقوي ليش تهدد .. روح نفذ اللي قلت عليه ..
شملان يرسل نظره لسالم الذي أنكمش مما سمع : عشان أنا عارف شعورج . أنتِ راح تسوين كل شي عشان تحمين أخوج و انا با المثل و مفروض تفهمين ها الشي .. كلنا في ها الوضع ممكن نخسر و ممكن نربح .. و لج الخيار ..
وداد برجاء : يا أخي أعتقنا أنا ماني متكلمه و لا قايله شي بس خلاص ما ابي أي علاقة في أخوك ..
شملان بمهادنة إستجابة لنبرتها : زين أنا ما ابي منج تعاملين مع علي و لا تقربين صوبه انا أبي بس تكونين في البيت في النهار و لما أرد من الدوام أنا اللي راح أوكله و أعطيه أدويته ..
وداد مازالت تحاول برجاء : و أنا عندي حل أفضل عطه منوم لين تجي من الدوام و فكني يا اخي ..
شملان : و إذا صار لي شي ؟ .. علي راح يموت و هو مسجون في مكانه .. أبي أحد يكون في البيت معاه عشان يكون حلقة الوصل
.. فكري زين .. و تأكدي أن لكل شي مقابل .. برمم لج بيتج و بعطيج معاش و سياره توديج و تجيبج ..
وداد بدأت تعيد التفكير : زين خلني أفكر ..
شملان بصرامة : ما عندي وقت.. انا معطل أشغالي صارلي أسبوع . .أبي ردج الحين .. و ابي الدفتر بعد الحين ..
وداد تلتفت لسالم : روح جيب الدفتر ..
سالم بنرة مضطربة : قطعته و قطيته في الزبالة ..
شملان بشك : أكيد يا سالم قطعته ؟
سالم يؤشر على أخته : مو هذي سوت لي قصه عشان أخذته حتى صارت تناديني يا البواق .. عاد قطعته عشان تفكني .. و أصلا ما فيه ورق باقي عشان علي يكتب فيه .. أشتر له دفتر جديد ..
وداد التي شكت في نبرة أخيها جاوبت شملان لتلهيه : شملان أنا موافقه بس ترى بقعد في البيت بس الصبح على طلعة المدارس أمشي ..
شملان بإصرار : لما أجي أنت تروحين .. هذا الأتفاق ..
وداد مستسلمة : الله يعين ..
*
*
وافقت حتى أكسب بعض الوقت .. فيه يمكن أن أفكر بشكل أوضح
لان اليوم أنا وداد المفلسة و المرعوبة مما هو آتي .. و شملان هو الأقوى وأنا أضعف من أن أواجهه ..
لكن في الواقع ما وصلنا إليه من إتفاق يعتبر نصرا لي !
هذه كانت سلسلة أفكاري التي قطعتها طرقات غير رحيمة على الباب المنهك .. ترددت با الأقتراب و فتحه في هذه الساعه المتأخره فا يكفي أنني قابلت منذ دقائق شملان و أنا أرتجف خوفا من أن يرانا أحد الجيران أو أن يعتقد أحد المتلصصين الذئاب أني أستقبل الرجال ! .. لكن سالم الذي أنطلق كا صاروخ لم استطع إيقافه فتح الباب لتدلف منه أم سعيد على عجله و أول ما طلبت هو كأس من الماء و هي تحاول التقاط أنفاسها فا هي دوما تبدوا لاهثه !.. طلبت من سالم أن يسارع في جلب كأس من الماء لها حتى لا تحقق معه عمن كان قبل دقائق في الباب و يمكن لي أنا أن أصوغ الأعذار ..
*
*
أم سعيد بنبرة شك مع نظرة المحقق : واحد جايب لج شغله ؟!! .. و شنو ها الشغله ؟
وداد بهدوء : جدته عجوز طايحه عن حيلها بقعد معاها الصبح لين يردون عيالها من الدوامات ..
أم سعيد : وشلج في مقابل العجز و شيلي و حطي .. انا لقيت لج شغله أحسن عند ناس جخ ..
وداد بفضول : وشنو ها الشغله ؟
أم سعيد بحماس : هذي وحده من الكباريه كل شهر أروح لها تشتري من غريضاتي و انا أدري انها تشتري مني عشان تساعدني و إلا هي تقدر تلف الدنيا كلها و تجيب أحسن البضايع .. أنا أشهد أنها أجودية .. المهم .. قلت لها عنج و قالت خليها تجي أشوفها ..
وداد و علامات الاستغراب تحتل عينيها : تشوفني ؟!!
ام سعيد بنبرة متسلطة : أي تشوفج شفيج أخترعتي .. هي الله العالم تبيج تقابلين عيال ولدها العصر لما يردون من المدارس .. يعني تحلين معاهم واجباتهم .. ادرسينهم .. تروحين معاهم لنادي ..
وداد تتشاغل بخصلات شعرها التي حطت على عينيها : مو أنتِ تقولين ناس عندهم خير يعني يقدرون يجيبون بدال المربية عشر ..
ام سعيد بإمتعاظ : هذا اللي بتجلطني .. اللحين المربية الأجنبية مثل بنت العرب المسلمين اللي بتخاف الله فيهم و تراعيهم بذمة و ضمير
وداد تزفر الضيق : زين أمهم الله يرحمها مالها أهل يقابلونهم ..
أم سعيد تصرخ في وداد : انت شفيج هبله .. اللحين جايبه لج شغل و انتِ تعنطزين ... و ليش و ما ليش .. العيال أبوهم مطلق أمهم و جدتهم أبتلشت فيهم و أنتِ عاد أن عجبتيها بتعطيج راتب ينسيج الفقر ... ها و شقلتي ؟
وداد تطلق ضحكة قصيرة : الله يهداج يا أم السعيد شفيج هديتي علي
أنا خلاص ارتبطت با الشغل اللي أنعرض علي . أعتذريلي من زبونتج ..
ام سعيد تقرص أذن وداد : إلا بتروحين معاي و تقابلينها ..
وداد تفرك أذنها : يا أم سعيد ما اقدر أتراجع عن كلامي مع الناس اللي واعدتهم خاصه انهم أدفعوا لي راتب شهر مقدم ..
ام سعيد بعد تفكير قصير أتت با الحل : مو انتِ تقولين يبونج بس الصبح ؟
وداد : أي
أم سعيد : أي خلاص وهذي تبيج العصر .. و هذا عز الطلب تنشغلين طول اليوم و لج معاشين أحسن من مقابل ها الخرابة ..
وداد تزفر بضيق : و سالم يا خالتي .. منو يقابله لما يرد من المدرسة ..
ام سعيد : سالم اللحين كبر و لا أنتِ قادره تحبسينه في البيت و هذا أنتِ بيصير لج معاشين دخليه نادي و إلا مدرسة لتقوية و خليه يتعلم مثل خلق الله شي يفيده أحسن من الهياته في الشوارع ..
وداد تعيد التفكير : أي معاج حق أدخله في نادي يستانس و يوسع صدره و يتعلم شي يفيده .. أحسه معاي معزول .. لا عاش طفولته و لا قدر يكون صداقات ..
............................................................ .....
متعلقاته الشخصية التي هي موضع شكي حيث أعرف يقينا أن بها اختزل حياته لسنوات بعيدا عنا كلها أصبحت اليوم بحوزتي .. وها أنا أدير المفتاح و ألج لأول مره لأسراره !
لم يتغير شي !
هكذا اذكرها منذ أيام الدراسة .. صور اللاعبين و جداول المباريات ملصقة على طول الحائط و ميداليات لبطولات مدرسية ملقاة بإهمال على الرف الجانبي حيث سرير أصيل الذي تفانى بصنعه في ورشة أنشاها هو و علي في الصيف الذي أعقبه تدهورت صحة علي العقلية .. وها هي كتبه المدرسية التي كان يلتهمها مركونة من غير ترتيب فوق مكتبته العتيقة التي نقش عليها علي فسلفاته الغريبه.. حتى الكرسي الذي تميز بشكله الهندسي المعقد الذي أهداه له علي أهترأ في مكانه من دون حراك متوسطا الغرفة الكئيبة ..
لا تشبه هذه الغرفة أصيل اليوم .. هذه غرفة أخي !
أخي أصيل النابغة المتفرد في كل ما يفعل ..
التلميذ النجيب و الرياضي المتميز و مثال لصديق الصدوق ..
أصيل الذي رحل عنا منذ زمن طويل و هنا فقط بعض آثاره ..
لكن من يشبه ذاك المسمى بأخي يقبع في الركن البعيد ..
كمبيوتر شخصي يبدوا شاذا في محيطه و يشبه كثيرا أصيل الذي بت أعرف .. و فقط هذه الآله هي من أثارت فضولي بين كل الجمادات التي تراكم عليها غبار الزمن ..
اقتربت و كأني سوف أميط اللثام عن مخلوق غريب لا أعرف إن كان أليف ام متوحش .. و فقط الاقتراب و الاكتشاف هو الحل الوحيد للمعرفة .. لذا في لحظات كنت قد بدأت القراءة من ملف كان على سطح المكتب .. و بدأت بآخر ما دون بتاريخ يرجع لنفس يوم إصابته ..
" منذ تلك الليلة التي زفت له توقفت عن اقتناء التقاويم فا لا حاجة بي لعد الأيام عندما اعرف يقينا بأنها تبعدها أكثر ..
و لم أعد أهتم بأي فصل نحن بينما أنا دوما أشعر با البرد ..
لكن با الأمس فقط قررت أن أبدأ بصنع تقويمي ..
بحيث تطلع علي كل يوم و لا تغرب أبدا إلا و هي بأحضاني ..
و كل الفصول سأختصرها بفصل عنوانه هي ... "
*
*
أرتبكت مما قرأت .. عاشق أخي هذا ما كنت به أشك ..
و آآآآآآآه و خيبتي لو ما يدور الآن في عقلي حقيقة دونها ها هنا !
*
*
" طلقها .. نعم طلقها و أنا تحررت "
" أريد أن أكون أنا منقذها حتى لو كنت أنا سببا في كشف أمرها ..
لكن لا فائده من تسليط الضوء على ما كنت أكابده في الظلمة لسنوات بعيدا عن الكل "
" صراخها و الزجاج المتكسر متماثلان ..
لم يعد يوما من مهام العمل الذي يطلبه دوما هربا منها إلا و هي تستقبله با اللعنات .. و دوما انا هنا أقبع في الظل داعيا لها و لي با الخلاص "
" هذا الصباح بدت جدا تعيسه .. أختار أن يتصل بأمي و بكل بساطة تجاهلهم .. لم يسأل عن طفلتهم المريضة .. و لو رأى لهفت أبنه و هو يلتصق بأمي محاولا ألتقاط السماعه منها ليبث له أشتياقه لرق قلبه و عاد في أول رحلة متوفرة " ..
" تريد أن تنجب الطفل الرابع و هو يردد أنه اكتفى ..
هكذا حمل الهواء أصواتهم ليصب في أذني مؤرقا لي في منتصف الليل ..
أناني و قلبه خالي ..
لم يفهم أنها تمد جسورها و تحاول أن تقترب بكل ما أوتيت من قوة لقلبه لو عبر طفل يأسر حواسه .. هي فعلا تعتقد أنه إلى الآن لم يشعر بمشاعر الأبوة و هكذا أنا اعتقد .. أنا الذي تمنيت أن يدعونني با أبي بدل عمي و كم من مره حاولت أن أحقق الحلم و كم من مره هي انتبهت لمحاولاتي و صدتها بكل عنف "
*
*
معقول .. يعشقها .. و هي تعرف .. و كان هناك مواجهة ..
كانت دوما تتذمر من السكن مع أهلي .. أيعقل أنها كانت تخفي عني
خيانة أخي " !!
أكاد أفقد عقلي .. و أنا أكتشف ذاكرتي المثقوبة !
أيعقل أن تهرب ذاكرة أصيل منه لتلاحقني بصور عجزت عن ملاحظتها من قبل ؟!
*
*
صحوت من نومي مذعورة وصوت رنين هاتفي النقال يصدح با القرب مني .. و كل ما تبادر لذهني هم أطفالي .. لابد أن أحدهم أصابه مكروه .. و هذا ما تعمق في اعتقادي عندما رأيت أسم عذبي متوسطا الشاشة المضيئة ..
*
*
وصايف بهلع : صاير شي على العيال ؟ ..
عذبي المتفحم من الغضب : شسالفتج مع أصيل ؟
وصايف بذهول : أصيل !! .. شسالفتي معاه ؟!!
عذبي يحد لسانه : أنتي اللي تجاوبيني عن ها السؤال مو أنا ..
وصايف بغضب ترامى في صوتها : أنت اللي سألت لأن عندك جواب مقترح .. قوله لي خلني أختار صح و إلا خطأ ..
عذبي يأخذ دقيقه ليجمع أنفاسه : أصيل تعرض لج ؟
وصايف بجزع : طبعا لا .. شلون يجي في بالك أن أخوك يخونك و إلا أنا أرضى اسكت له ..
عذبي : أحلفي ..
وصايف بعمق جرحها : أنا طليقتك اللحين و مالك علي أي حق و هذي آخر مره تتصل فيني .
*
*
أطفأت الهاتف كليا لأني على يقين أنه سوف يعيد الإتصال و ينهال علي بكل ما يجود به قاموس اللعنات .. هكذا هو عندما يغضب .. يختلف كليا و يصبح لسانه منبع لسم .. به يسمم كل خلاياي ليمتصه بثواني بلطف و أعود أنا ممتنه و معتذرة عن خطأ لم أرتكبه !
لا أعرف لما هذا الاتهام فجأة و نحن تطلقنا منذ مده ..
هل يريد أن يعود بي لأحضانه و هو يرفع راية النصر بينما أنا من أنكس راياتي ؟!! ..
لم أعد أفهم و لا أعرف .. كل ما أنا متأكدة منه أنني جدا منه مجروحة .. كيف يصب بأذني صوته و يتهمني با بأبشع التهم و أنا هنا أغرقت الوسادة بدمعي الذي انهمر شوقا له و لعائلتنا الصغيرة..
*
*
خطه .. لابد أنها كانت خطه منه عندما رأى منها الجبن في المواجهة ..
لم تكن راضيه و جدا لي مخلصة لكن هو ثعبان ألتف حولها بينما أنا كنت بعيدا اعتقد أنها بأمان ...
طلاق سببه خيانة الأمانة اخف من طلاق سببه خيانتها معه ! ..
و بعد شهور و من أجل الصغار المتعبون .. يلتم الشمل من جديد ! .. نعم .. كيف لم أرى بعيني أصيل و هو يعد العدة و يتبنى دور البطولة دوما و هو يرتدي قناع الأبوة و يمارس دوري بنيابة .. حتى أبني الوحيد يريد أن يكون نسخه مطابقة له و أبنتي الرقيقة تريد أن تذهب معه فقط لمدينة الملاهي .. حتى الصغيرة التي لم تنطق حرف تشير له دوما بإصبعها الصغير وتبتسم فقط له هو !
سلب مني عائلتي وأنا في غفله .. و أول من شككت به هو أبن عمي الذي كنت دوما أراه غريما لي من دون إثباتات . .مجرد وشايات صبها أصيل في أذني في أكثر من مناسبة ..
............................................................ ........
*
*
متيقنة من قراري وان العودة له خسارة لي مستقبلا ...
لكن رغما عني أجد قدماي تسوقني لنافذة كلما سمعت عجلة سيارة مقتربة من منزلنا ..
فا كبريائي يرفض استسلامه لرغبتي في ابتعاده ..
أخبرت والدته عندما زارتني أني لا أرضى بغير الطلاق حل و كان هذا آخر اتصال لي معهم .. و ها أنا لا أعرف على أي أرض أقف . .هل أنا حرة أم مقيدة ؟
*
*
أنفال : فكيها شوي وأمشي معاي لجمعة البنات ..
هند تجلس أمام المرآة تتشاغل بتسريح شعرها : مالي خلق ..
أنفال : مالج خلق و إلا حاسه أنه غلط تطلعين من البيت قبل ما تاخذين أذن سي السيد ..
هند ترمي فرشاة الشعر بقوة على التسريحة : يخسي استأذنه . و أنا با النسبة لي ماله علي كلمه من يوم مد ايده علي ..
أنفال بحماس : أجل قومي معاي و عيدي أيام العزوبية ..
هند بتوجس : أخاف أمي ما ترضى ..
أنفال : أفا عليج قبل ما اقولج خليت عمتي تقنعها . .يله أستعجلي لا نتأخر على البنات ..
*
*
ندمت .. و جدا .. عندما اصطدمت سيارة أنفال با الطائش سند ..
*
*
سند المذهول يتأمل سيارته : لا بارك الله في اللي عطاج ليسن .. ما كثر الحوادث إلا الحريم و السوواويق ..
أنفال بغضب : احترم نفسك و سيارتك القرمبع بنصلحها لك لا يوقف قلبك ..
سند زاد اشتعالا : متنازل عن فلوس التصليح بس بشرط تفصلين لج نظارات يا العمية ..
أنفال كادت أن تبكي : ماني راده عليك يا الخبل ..
*
*
خالد : و هي صاجه .. لو ما أنت بخبل ما وقفت تلاسن لك حرمه في الشارع ..
سند الذي يعرف بمدى خطاه : يا أخي أدري بس وجهها يقول تهاوشوا معاي .. تنرفز ..
خالد : عطني مفاتيح سيارتك أنا بروح أصلحها ..
سند : مو معاي .. حرمكم المصون لما قعدت أتهاوش مع أختها نزلت بعجله لبيتهم و جابت أبوها اللي هزأني و اخذ مفاتيحي ..
خالد : زوجتي ؟!!
سند : أي مو هي كانت معاها .. أكيد كانوا مندمجين بسوالف تعرف حريم ما يقدرون يسكتون لو هو ربع ساعة .. عشان جذيه ما انتبهت لي عند مدخل الحاره .. في أحد يدعم عند مدخل الحاره إلا إذا هو غشيم .. و إذا غشيم و شله بسواقه . .بفهم أنا ..
*
*
تركت سند و هو مازال يثرثر أكثر من الجنس الآخر الذي حصر به كل العيوب البشرية .. و توجهت لغرفتي و أنا أنوي الأتصال بها
لأول مره منذ ما حدث ..
*
*
تدفق الدم لوجنتاي .. و ارتعشت أطرافي .. حاقدة و غاضبه و إحساس آخر مبهم تسارع بسببه النبض في قلبي ..
*
*
أنفال : ما تردين عليه . .تلقينه بيكمل اللي نقص من أخوه ..
هند : إلا تلقينه بيتفلسف و يقول و شا اللي مطلعج من دون استأذان
و إلا نسيتي أني ولي أمرج يا مدام ..
أنفال : أجل خليه ينطق في مكانه .. كافي بسبته هو و أخوه أنحبسنا في البيت ..
*
*
فعلا لم أستقبل مكالمته لكن لم امنع نفسي من قراءة الرسالة التي بعث بها ..
" أنا بس أبي أتطمن عليج . .أنتِ بخير ؟ " ..
لم اغضب بل حزنت جدا .. و بدأت دموعي با الهروب من مقلتي متسارعه ..يسأل عن حالتي .. و أي حاله .. ناتج إصطدام بسيط بسيارة أم جرح عميق أحدثه بيديه عندما طمس الكرامة ؟ ..
لم يعنيني سؤاله و لم أحتج لأن أجاوبه .. تجاهلته .. و قررت أن أغير رقمي و اقطع عليه أي طريق لتواصل ..
و أمنع نفسي أن تهوي لدرب الهوان ..
لا أريد أن تتسبب رسائله بضعفي أو أن أتجاوب في لحظة اختلال المشاعر مع أحد مكالماته .. لأنتهي بتنازل و فقد ما بقي من كرامة .
*
*
*
لأنهم يتواجدون بوفرة نبخس بأثمانهم
بينما المقارنة ترفع أسهمهم ..
و فرق بين العدل و القسط ... خاصة بما يتعلق منها با المشاعر .
*
*
*
إلى اللقاء في الجزء القادم " يوم الاثنين " ..
|