لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-11, 01:35 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مساء الخير،
روح، كيف حالك يا رفيقة؟ لست أدري عن نفسي لم أعد أسألها عن حالي منذ مدة، تعبت يا روح كثيرا،أريد الرحيل، السفر إلى حيث أستطيع بناء حياتي، تحقيق حلمي،أخبرتك أني سأفتح البيت مدرسة لقد تم ذلك الأسبوع الماضي،لم تسجل سوى ثلات نساء، في الحقيقة يا رفيقة ليس هذا ما يشغلني، هل تذكرين ابن عمي خالد؟
أجل يا روح إنه نفسه من احببته ذات عمر، واعتقدت أني تخلصت من هذا الإحساس العقيم الذي لم يجلب لأرضي سوى البوار، وأني إذا ما صادفته ذات فرصة، سأعلن له بكل حواسي السبعة، أني لم أعد جميلة الطفلة ذات الضفائر التي كانت تصاحبه فترة من عمرها، قبل أن يتخلى عنها وكأنها لم تكن موجودة بحياته،
عاد ياروح، عاد مرة أخرى بذات الأناقة، ذات العطر، ذات اللمحة البريئة التي توحي بها عينيه التي تشبه لون العسل المحروق، ذات الابتسامة التي كانت تخطفني مني، بلا أن أشعر..
توقفت سيارته الرياضية، أمام بيت جدتي، كان يعلم بما أن الباب مفتوح فجميلة هنا،بخطوات ثقيلة تقدم نحونا، كنت أنا ووالدي، نحاول توضيب المكان، وأنا في غمرة الحديث معه، والنقاش الذي لا يهدأ بيننا، أحسست أن عطره يخترق قلبي، أجل لقد تعرف عليه قلبي، قبل أنفي يا روح، القلب له ذاكرة قوية اتجاه العطور، أغمضت عيني بعنف حتى لا أبكي، ذكراه أوقفت نبضي..
-السلام عليكم..
لم أستدر حينما نطق التحية، اكتفيت بسماع والدي وهو يهرع نحوه ليعانقه، لكني تابعت عملي وكأني لم أسمع شيئا، اعتقدت يا روح أني أهذي،وكأني سمعت صوتا شبيها بصوت ميت..
هو لم يمت يا روح، لم نسارع لنقتلهم وهم أحياء، كم نحن أنانيون، فإما تعيش معي أو سأحكم عليك بالموت، وأشيع جنازتك وحيدا دون رفقة، دون أن يبكيك سواي، سوى أشياءك الجميلة..هل يعقل أن ندفن من نحبهم باسم الحب؟؟
أخيرا استدرت، عينيه، أنفه الدقيق، شفتيه المبتسمة دائما،بشرته السمراء، شعره الأسود
إنه هو..لم يتغير يا روح..
وددت أن أرتمي بحضنه، وأبكيه أن أشكيه نفسه، وأخبره أن فراقه كان كما السكين يغز قلبي،
-كيف حالك؟
-بخير..
كذبة يا روح فأنا لست بخير يا رفيقة..
استنشق الهواء بحب، وهو يجيب:
-كم اشتقت لبلدي..
رحب به والدي، كثيرا ثم عرض عليه أن يذهبا إلى المنزل، ليوافقه الرأي وقبل أن يخرج استدار وهو يقول بنبرة أحسست أن لها معنى، أو ربما هي حساسيتي المفرطة اتجاهه هو بالذات:
-لا يزال لدينا الكثير لنحكيه يا جميلة..
ابتسمت بضعف، وأنا أومئ له برأسي..
هل سبق وأن أحسست بأن جسدك لا يقوى على الحراك؟ وكأنك أصبت بالشلل الكلي، فقط هما عينيك ما تتحرك، ودقات قلبك تتسارع حتى يهيئ لك أنها ستصيبك بالصمم؟ أأحسست بهكذا احساس مع البعيد؟
روح أصبح له ابنة يا رفيقتي، ابنة جلبها معه، بعدما انفصل عن زوجته جورجيت، وهل تعلمين ما اسمها؟؟
اقتربت مني في المساء حينما عدت إلى البيت، كان يجلس قبالة الباب إذا ما دخلت هو أول من يصادفك، ابتسم لي وهو يقول باعجاب:
-تبارك الله يا عمي جميلة أصبحت عروسة..
ابتسم والدي وهو يهز رأسه قبل أن يقول بدفئ:
-تعالي يا جميلة لتشربي الشاي معنا..
تقدمت كالمذبوحة متناسية كل ما وعدت به نفسي، بأني فور دخولي سأذهب لغرفتي وأدعي أني متعبة، لكني وجدت نفسي أتقدم نحوهم، وعيني معلقة بتلك الشقراء، التي تتعلق بكتفه، وما إن رأتني حتى تقدمت إلي وهي تقول بالإنجليزية:
-انا أعرفك..سبق وأن رأيتك مع والدي..
احمرت وجنتاي وحمدت الله أن لا أحد يتحدث الانجليزية، وتكور الحديث بحلقي، فشكل غصة تمنعني من إخراجه، فتابعت بمرحها:
-أنا أيضا اسمي جميلة، مثلك..
نظرت إليه بسرعة أستفسر منه، هل ما تقوله هذه الشقراء، صحيح؟
ابتسم لي وكانت تلك اجابة على سؤال ترجمته عيني..
ابتسمت لها رغما عني، والدها يا روح عذبني كثيرا، وهاهو الآن يطلق اسمي على ابنته، يعرف جيدا أني أكره هذه الطريقة، وكان دوما يستفزني قائلا:
-إن لم أتزوجك سأسمي ابنتي جميلة..
أجيبه من بين أسناني:
-وإن أنجبت ولدا..
يقهقه وهو يجيب:
-سأسميه أيضا جميلة..
-لا تبالغ إن لم أتزوجك فكل سيعيش حياته كما يريد..
-إن لم أتزوجك ستعيشين معي كل لحظة..وسانطق اسمك أمام الملأ كل يوم..
حتى لو اضطررت لتغيير اسم زوجتي إلى جميلة..يا جميلة-ويغمز بعينيه-

تبا لهم كل الرجال يا روح، أكرههم جميعا..يستطيعون أن يتعايشو مع الفراق أكثر منا، لا شيء يؤخرهم، عن حلمهم، تزوج وأنجب، وسافر وتابع دراسته، واحتفل بأعياد الميلاد مع زوجته، شاركها فراشه،أحلامه،اشترى لها هدية عيد زواجهما الأول والثاني والخامس
ضحك معها، اعتذر لها، وأخبرها أنه يحبها، رقص معها..
قاسمها حلمنا يا روح، حلم طفولتنا، وانظري إلي الآن..

أنا في السابعة والعشرين من عمري، لا جديد منذ أن تركت له ذبلة خطوبته عند والده، وخرجت باكية، لأحمل في ذات اليوم حقيبتي وأسافر، إلى اليوم، ياروح إلى عودته لا جديد
كل شيء توقف، ولم أدرك أن السنين سرقتني من نفسي إلا حينما عاد..
اعتذرت منهم ثم توجهت إلى غرفتي وفتحت جهازي لأكتب لك رسالة، حينما سمعت دقا خفيفا على غرفتي، شعرت بنبضي قد توقف فجأة، لا أعتقد أن والدي قد يوافق على أن نتحدث أنا وهو بعد كل ما مضى، وفي غرفتي بالتحديد..
فتحت الباب، ودون حتى أن ألبس حجابي، لتتسمر نظراتي أمام جثته وهو يقف مصوبا نظرة فاحصة وبليدة، ومتشدقة لجسدي الذي تغطيه بجامة نوم خفيفة، وشعري البني الذي ينزل بهدوء على ظهري، وبعض من خصلاته تطل وكأنها سعيدة بأن توريه نفسها كيف صارت بعد غيابه، سارعت لألبس جلبابي وخماري، وأنا أقول بكلمات مقتضبة:
-اعتقدتك والدي..
-والدك ذهب لصلاة العشاء..
-كان عليك أن تعلمني أنك..
قاطعني وهو يجيب بسخريته المعهودة:
-ألا يكفي أني طرقت الباب؟
-لا، لا يكفي خصوصا وأني لست معتادة على أن يزورني غريب، في غرفتي..
تجاهل كلمة غريب التي حاولت أن أدسها بجملتي، حتى أشعره بالاهانة، ليقول:
-لم يكن عليك أن تنهي علاقة عمر، من أجل خطأ صغير..
اتسعت عيناي لوقاحته وهو يصف علاقته بالأمريكية، السائحة خطأ صغيرا،فتساءلت:
-أتعتبر الخيانة خطأ صغيرا؟؟ أجل فبحكم العادة أصبحت لديك مجرد خطئ صغير، لدرجة أن تستغل غياب عمك لتقتحم غرفة ابنته..
لم يجب بكلمة، أعتقد أن ردي مسه كثيرا، أعتقد أني آذيته بهذا الرد، فقد بدت عينيه غائمة، تسبح فيها سحابة دمع مدفون، دمع لم يستطع أن يذرفه ربما لكبريائه، أو ربما لانغماسه في الحياة..
روح بكيت تلك الليلة كثيرا، لم يتوقف قلبي عن النزيف أبدا، لقد جرحت قلبي قبل أن أجرح كبريائه، مرت يومين، لم أره فيها، لم يترك لي إلا تلك النسخة عني اللهم إلا اختلاف الشعر بيننا، جميلة، ابنته تشبهني إلى حد فغر الفاه..
لاأستطيع التنفس يا رفيقة، حينما أراها، وكأنها تخبرني أني كنت حية أنبض بينه وبين زوجته..
هل يعقل يا روح؟
سؤال اجابته منتحرة، علقت نفسها بين روح السماء السابعة والأرض السابعة، تصيبني ذكراه بالهذيان، فتكرمي علي برد سريع..أثمل به لعلي أنسى هذا الوجع..
لك الخير..
صديقتك دائما
جميلة

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 05-02-11, 01:37 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صباح نور يغشي قلبك،
جميلة كيف حالك؟ أعلم أنك الآن تحتاجين لتذرفي دمعك يا رفيقة، لم أصدق حينما وصلتني رسالتك وأنت تخبرينني عودة خالد، يا إلهي اعتقدتها حكاية قد طواها الزمن، أحسست بنبض كل حرف ارتعش بين صفحاتك البيضاء، شعرت بك وأنت تتلوين كالمتوجعة، ولا أحد يشعر بك إلا ثيابك، كيف استطعت أن تنهريه؟ إنه الألم يا رفيقة، أحيانا آلامنا تفوق حبنا.
لك الله يا جميلة..
قبل أسبوع من اليوم، كنت مسافرة إلى أغادير، شاركني سفري كالعادة حسام،
لكني لم أكن حاضرة معه يا جميلة فقط هو جسدي، من يتحرك ببطء شديد وسط جنز أسود وكنزة بيج وحذاء ذوكعب عال من لونها، انهرت فوق المقعد بجانبه غارقة في صمت كئيب، خال إلا من حديث الثرثار برأسي، وهو يستعرض أجمل الصور التي ترفض ذاكرتي أن تسقطها من رصيفها، تعلقت عيناي بالطريق بينما تعلقت عيينه بوجهي الكئيب، لم يستطع الصمود أكثر فسرعان ما تفجر لديه سؤال عن حالي:
-ما بك يا سهام؟
-لا شيء..
-لكني أجدك صامتة..
صامتة كلمة عقيمة بالنسبة لما كنت أشعر به وقتها يا رفيقة، كلمة لا تصفني، لا تشبهني،
لا تعنيني، تبرأت مني كل الحروف الهجائية، وأعلنت تمردها رافضة أن تترجم شعوري
أحسست وكأن جوفي قد أخلي من كل ما يملأه، ليسمع فيه لحن الخواء..
بعده أرهقني، جعلني كالتائهة لا أقوى على التنفس، أتلمس ملامحه بيأس،
وكأني أقبض الماء بين يدي، سرعان ما يتسرب من بين أصابعي، ليترك لي الفراغ..
هو ذات الفراغ، كسحابة مثقلة بلا شيء، بطنها لا تنجب المطر..
-سهام؟؟
انتبهت للمحاسب الذي كان يجلب طلبينا، ريثما يتم الإعلان عن الرحلة:
-ماذا هناك يا حسام؟؟
-ما بك تبدين هادئة؟؟
تأففت فقد سمعت هذه الجملة لأكثر من ثلاث مرات منه..
لأجيبه بهدوء:
-لا شيء..
تنفست بعمق وأنا ألقي نظرة على المطار الذي يعج بالبشر مابين المسافرين، وأهاليهم،
وأصدقائهم..
ليت الحياة تكون إيجابية، دوما ليت الحزن لم يخلق وليتني لم أتعرف عليه..
كنت أعلم أن ليت لا تغني ولا تسمن من جوع، فما قد حصل حصل..
طوال الرحلة وأنا غارقة في صمتي، وقد حاول حسام سؤالي بأكثر من طريقة عن
حالتي، لكني كنت أجيبه بكلمة واحدة، لا شيء..
حينما وصلنا ارتأيت أن أذهب مباشرة إلى الفندق، وأرتاح فاللقاء سيكون في المساء
لذلك لا يزال لدي الوقت لأنعم براحتي..

لكني كمن يطلب أن تمطر السماء ذهبا،وما زادني تعبا، أني لم أجلب ما أرتديه للقاء المساء، بالوفد القادم من الامارات، ذرعت المساحة الصغيرة بغرفة الفندق، مجيئا وذهابا،لعلي أصل لحل،حينما وصلتني رسالة قصيرة من حسام، يطلب أن نخرج لتناول البوظة، ريثما يحين الموعد، لم أكن بحاجة للخروج، فمعدتي كانت تتقلب داخل جوفي،وتشعرني بالغثيان، لكني وجدتها فرصة أشغل بها نفسي عن التفكير في البعيد،
وبينما كنت أتسلق جدران الحيرة، بين ذهابي ومكوثي، جاءتني رسالة أخرى من حسام، يقول"الحساب علي يا بخيلة" ابتسمت ثم أرسلت له "أوك".نهضت متثاقلة أجر حزني الثقيل،ثقل سحابة محملة بمطر غاضب، استحممت وارتديت ملابسي، ووضعت بعضا من
أحمر الشفاه، حتى يخفي شحوب شفاه ماتت.
كل شيء يمر ببطء، تواطأت كل الأشياء ضدي، الوقت، الأشخاص، السيارات،
كل شيء يمر ببطء شديد، حتى أنفاسي أكاد لا أشعر بالهواء، يدخل رئتي.
سمعت دقات قصيرة، على الباب فأجبت "تفضل"
أطل حسام بوجهه المضحك، وتلك النظرة المتفحصة، والتي تكاد لا تفارقه كلما نظر إلي،
ليقول بمرح:
-سأنتظر تحت ريثما تنتهين..
ابتسمت في وجهه، وبعد عشر دقائق كنت أنزل السلالم ببطء..
لست أدري يا جميلة لم نتأخر نحن النساء دائما في مواعيدنا، لم يكن لدي ما يؤخرني، فقد كنت جاهزة تماما، لكني تأخرت بعشر دقائق كاملة، كنت أعيد فيها ما التهمه الوقت، في سنة ونصف، أنفقتها في سبيل الوهم.
-بما أننا خرجنا أود شراء ما ألبسه، فقد نسيت أن أجلب معي لباسا للقاء الليلة
هز رأسه وهو يقول بحماس:
-ليس قبل البوظة
ابتسمت لذلك ولسوء حظه أن فكر في تشغيل الراديو..
بينى انا وبينك خلاص فى شى انكسر
مابسالك مين انهزم مين انتصر
صوتى نده لك ماترك عندك صدى
فى شى انتهى بيناتنا لما ابتدى
بعدك انا شو بخاف ما صدق حدا
يمرق على الشوق بهرب على الهدا
بينى انا وبينك خلاص فى شى انكسر
مابسالك مين انهزم مين انتصر

وكأن أحدا ما غرس في قلبي سكينا باردة، جمدت نزيفه، وأشلت أعصابي، تحجرت الدموع في عيني، وكأنها حبات لؤلؤ مكنون، تنزل دون أن تلمس خدي، لتستقر فوق فخدي، انتبه إلي حسام وبهلع تساءل:
-مابك سهام؟
أخرجت محرما من حقيبتي، وأسرعت في مسح دموعي الساخنة، مجاهدة في زرع ابتسامة تساعد في تخفيف الأمر:
-لا شيء يبدو أنها الرياح، سأغلق النافذة..
لم يعلق على جوابي،التافه والذي لم أكن أؤمن به فكيف سيؤمن به هو؟
كانت دموعي تزداد شيئا فشيئا، لم أستطع منعها، بينما حسام كان ينظر إلى الجهة الأخرى، كلما توقفنا عند إشارة مرور، أو يسدد نظرته نحو الطريق، كلما تحركت بنا السيارة.
إليسا تذكرني به، في أي أغنية ترددها، هي خاصة به، حروفها له، تلك المشاعر له..
كل شيء يشعرني بوجوده، وكلما شعرت بهذا الشعور أردت أن أبكي بعمق..
كيف سمحت له باختراق جسدي، واحتلال روحي، والتربع في مملكة قلبي..
كنت أعلم جيدا أن تلك العلاقة، لن تجلب لي سوى التعاسة لكني أبيت إلا أن أندفع بكل
ما أملك من جنون نحو تلك المشاعر..
لم أدرك أن الجولة قد انتهت إلا حينما، وجدت نفسي أمام الفندق، استغربت وقد بدت علي
الدهشة فقال حسام بنبرة غريبة، وكأنه حزن لحالتي:
-يبدو أني لم أستطع أن أغير من مزاجك،"وهز كتفيه في تخاذل وهو يتابع"أتمنى أن
تتحسني في المساء..
وتركني أمام باب الفندق، لم يدخل معي بل توجه إلى "الكافي" بللت شفتي لا يزال طعم
الشكولا عليهما،
ماذا حصل؟؟
حاولت أن أعيد خرجتنا لكني عجزت..تنهدت بعمق وتابعت سيري إلى الداخل، لأتجه
رأسا إلى غرفتي..
فضضت مشترياتي والتي أصر حسام أن يدفع ثمنها فوافقت على مضض، رغم أني كنت
أفضل أن أدفع بنفسي لكني لم أشأ احراجه أكثر أمام صاحبة المحل، والتي كانت متحمسة
كثيرا، ربما اعتقدتنا مخطوبين!
مجرد الفكرة تشعرني بالتقيؤ!
وحينما أعلن الزمن وصول الثامنة التي تنقص من عمرنا، رن هاتفي،كنت وقتها ألتف حول نفسي، فالجيبة البنية، التي تصل لركبتي والقميص البيج، ذو الحزام الذهبي والحذاء
العالي، الذي بلون الحزام يبدو رائعا علي..
يبدو أن ذوق حسام جيد بالمقارنة بما كنت أعتقده..
نزلت الدرج بمهل، فزيادة على أني لم أكن معتادة على لبس الجيبات، فأنظار الجميع
علي، أحرجتني كثيرا..
شعرت بأن دقات قلبي تتسارع بشكل فظيع، وريثما أعيد انفاسي إلى طبيعتها أخذ حسام مهمة التعريف، على عاتقه وقد كنت ممتنة لذلك:
-أقدم لكم الآنسة سهام بناني، المسؤولة العامة لشركة عمر للحديد
كان ثلاثة رجال بلباس رسمي، كنت أتخيلهم سيرتدون ذلك اللباس الخاص بأهل الخليج لا
أعلم ما يدعونه بالضبط، لكنه جلباب طويل غالبا أبيض، ويضعون شيئا على رأسهم،
لطالما سمعت أسماءهم في المنتديات، لكني لم أحفظها..
تبادلنا التحايا، والمجاملات، في محاولة لجعل الحديث يبدو أسهل،قبل أن أشير لهم بالجلوس في ساحة الفندق..تحدثنا عن الجو في المغرب، والمناطق التي تستحق الزيارة، وقد علمت أن أبو عبد الله وهو مسؤول الشركة التي يملكها أبو جاسر، أن هذه ثان زيارة له للمغرب، وهو من اقترح المشروع على المدير، وهو عبارة عن سلسلة مطاعم حول بحر "السعيدية"المعروفة بجمال شطآنها وجوها الجميل، وطيبة أهلها، وقد تعرف على شركتنا من خلال الأنترنت..
أما محمد فهو أخ زوجة أبو جاسر، وقد جاء هنا زيارة وليس عملا، لذلك كان كثير الحديث
والتعامل ببساطة، حيث أنه ألغى الألقاب بسرعة كبيرة، وناداني بسهام، لم أنتبه للأمر إلا حينما نبهه أبو جاسر بذلك، لكني ابتسمت فأنت تعلمين طبيعتي يا جميلة، أكره الألقاب، و"الإتكيت".
أصر محمد على أن نأخذه إلى مطعم يجيد صنع طبق الكسكس، ورغم أني كنت قد وضعت لهم برنامجا آخر، حيث حجزت في مطعم متخصص بالشواء على الفحم، إلا أني وافقت على طلبه واعتذرت عن الحجز، لأكلف الفندق بتدبير مكان بمطعم جيد، وقد كان لنا ذلك بالفعل.
أبدى الجميع إعجابه بالعشاء، وكذا الاستقبال الذي تم استقبالنا به من طرف المطعم، وتلك الطريقة المغربية، الفريدة التي تشعرك بالدفئ دوما، أينما حللت، حاولت الانشغال عن الأكل فأنت تعلمين أن مثل هذه الأكلة بالليل، قد تضر وزني كثيرا، لذلك حينما تحدث أبو جاسر وجدتها فرصة فأنا لم اكن أعرف إذا ما كانوا يتحدثون أثناء الطعام أم لا، تحدثنا عن الأزمة العالمية التي أصابت العالم مؤخرا، وعن مدى تضرر شركتنا أو لا،وعن الحديث عن الأثمان، وجودة الحديد، وكيف أن بعض الشركات لم تستطع الصمود فأعلنت إفلاسها..
كان يستمع إلي وحده، ويهز رأسه تحفيزا لي على المتابعة، أحسست بالإحراج كثيرا وأنا أجدني أثرثر، لكنه قال:
-ماشاء الله يا آنسة سهام، لديك إلمام كبير بالسوق
ارتشفت من اللبن وهو ما يرافق عادة طبق الكسكس كما تعلمين:
-إنه عملي وأحاول أن أعرف عنه الكثير..
بعدما أنهى الجميع عشاءه وأحضر لنا النادل براد الشاي ليصبه لنا في كؤوس يملأها النعناع، سحبت بعض الأوراق من حقيبتي وأنا أحاول أن أعيد جو العمل، قليلا، حتى نستطيع الاتفاق على كل شيء..
اعتدل أبو جاسر وأبو عبد الله، الذي لم يكن يتحدث كثيرا، اللهم إلا تلك الابتسامات التي كان يطلقها بين حين وآخر، أما محمد فقد أخذ حسام على جنب، وانشغل معه بالحديث،
عن الأجواء والطبيعة هنا..
-أعتقد أنكم لن تجدوا ثمنا ولا جودة كالتي تعرضها عليكم شركتنا، لكن طبعا هذا لا يمنع أن تسألوا في السوق، ونحن تحت أمركم..في أي شيء
عدل أبو عبد الله من قميصه وهو يجيب برزانة بعدما ألقى نظرة سريعة على الأثمنة:
-وصلنا عرض من شركة أعتقد اسمها-وألقى نظرة على أوراقه ثم تابع- "الصفاء" وأعتقد أن الثمن كان أرخص منكم..
وكما تعلمين يا رفيقة علي أن أجيد المراوغة جيدا، وفن الإقناع لذلك بدوت هادئة وأنا أجيبهم بثقة أن مقاييس ونوعية الحديد تختلف، عن شركة "الصفاء"والتي كنا نمولها في بداياتها، ونعلم جيدا طريقة عملها..
أنهينا الاجتماع بشكل جيد، وقد تم التوقيع والاتفاق على كل شيء..
وابتسمت له..ابتسمت بعينين دامعة وكأنه الدافع لنجاحي، لنشاطي وثقة نفسي ذلك المساء..
وكأنه يعيدني إلى أيامي قبله، إلى شعلة الحماس التي لم تكن تنطفئ أبدا، وإلى ابتسامة شفتين، لا يذبلهما القحط.
وحينما ودعتهم على أمل اللقاء في الغد بحول الله في الغذاء كانت الساعة تتجاوز الحادية
عشر والنصف..
-سهام ما رأيك أن نخرج للبحر قليلا..
ألقيت نظرتي على ساعتي وأنا أجيبه:
-لا أعتقد أنها فكرة جيدة، تأخر الوقت كثيرا، وعلي أن أرسل اميل إلى المدير، وبعدها أجهز بعض الأوراق لاجتماع الغد..
بدوت وكأني قد حفظت ما سأقوله عن ظهر قلب، فلم يجبني وقد اكتفى بهز رأسه..
أخيرا عانقت وسادتي، وأغمضت عيني.
حينما استيقظت ذلك الصباح، كانت الساعة تشير للسادسة صباحا، فكان أول ما فعلته أن
فتحت صندوق بريدي، لأرى رسالتك والتي قد بعثتها أمس بعدما استسلمت للنوم..
قرأتها وأعدتها مرة أخرى، قبل أن أضم وسادتي من جديد في ذلك الصباح وأطلق العنان
لدموعي، من يراني أقف بشموخ مع العمال، وأشتغل في المخزن، أو أجري اجتماعا أو
أحاول أن أقنع شركة ما بالتعامل معنا، لا يقول أني من أبكي الآن، في تخاذل، بكيت بحرقة
وبصوت مسموع منتحب، وكنت أضرب الوسادة بعنف، لأعترف من بين دموعي:
-اشتقت له، اشتقت له كثيرا..
لم يكن أحد ليجيبني سوى صديقي الثرثار، والذي حثني قائلا:
-اتصلي، أخبريه أنك اشتقت إليه
-لا لقد انتهى كل شيء، لن أذل نفسي أكثر..سيأتي يوم وأنسى فيه..
وابتسمت لنفسي، لأنهض و أستحم..
لم أخرج ذلك الصباح من غرفتي، وحتى حسام لم يتصل بي أبدا..ولم أجد بدا من الحديث
معه..
فتحت الجهاز وتطلعت إلى أولى رسائله....

يا إلهي كم كتبت لك يا جميلة؟ مؤكد ستملين من هذا الكم من التفاصيل المملة التي عرضتها عليك، لست أدري فكلما رغبت الحديث عن حدث أشعر أنه علي أن أخبرك عن الحدث الذي قبله..

سأنتظر رسالتك بشوق الرضيع لصدر والدته، لك كل الخير يا رفيقة
صديقتك دائما
روح

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 11-02-11, 01:47 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الإحتراق السابع


مساء نور يضيئ عتمة قلبك يا رفيقة،
روح، تحاصرنا أخطاؤنا دوما، وكأنها شبح يطاردنا ليل نهار، نحاول أن نجملها قدر الإمكان، لكننا نعجز في آخر المطاف، علينا التعامل معها بصبر، من يقول أن المحيط الذي يحيط بنا ينسى، فليعش في قريتي الصغيرة، حيث ينتشر الخبر كما ينتشر البخور ليلة القدر، عودة خالد إلى القرية،إلى البيت،إلى العائلة، وإلى حياتي، تكاد تخنقني، أكاد أشم عطره في كل نسمة هواء صباحية، وفي ظل كل نجمة مسائية، حتى صورته يعكسها لي القمر بغباء كل ليلة، صدري أصبح ساحة حرب لا يلبث ينعم بالهدوء، أسمع قذائف الشوق تعلن الحرب من جديد، لا يهدأ الحنين فيه أبدا، تهتز عروق قلبي كلما سمعت صوته، وهو يتعمد الحديث بصوت عال، ولا يهدأ حتى يتأكد أنه قد فجر بركانا بمكان ما في قلبي،
قبل قليل يا روح، التقيت به في ردهة المنزل، كان حليق الوجه، فعطر ما بعد الحلاقة، أثملني ابتسمت وبخطوات سريعة تجاوزته، وقد صفعه قب جلبابي الأسود،إلى متى سأقاوم عطره،حبه،عينيه،لمسته؟؟؟
هل أستطيع أن أؤجر رجلا؟؟
لا تضحكي أعرف أنك الآن تضحكين,,
سبق وأن طرح علي هذا السؤال قبل ثلاث سنوات، من رفيقة فرنسية كانت تدرس معي،
اسمها مريا، ذات شعر أشقر ناعم، قصير، يداعب أذنيها في غنج أنثوي فريد،هي مثلك تكره حصة الفلسفة، وتشعر أنها مادة قد خصصت للحديث النسائي، وأن الفلاسفة، فيهم ميزة نسائية، وهي الثرثرة، لذلك وجدت الفلسفة، لست هنا لأناقش ذلك، لكن ذات صباح لم أنعم بنوم جيد في ليله، اختارت مريا وبدون سابق إنذار أن تجلس قربي، وكنت لم أتحدث إليها قبل ذلك أبدا، اللهم إلا تحايا الصباح والمساء:
-أهلا جميلة
باقتضاب رددت:
-مرحبا مريا
التفتت إلي وسألت:
-هل نستطيع أن نؤجر رجلا؟؟
استغربت من سؤالها وقد بدا ذلك جليا على وجهي، فابتسمت ابتسامة أظهرت لؤلؤ أسنانها، وجمال شفتيها الرقيقتين، ثم أعقبتها بدموع ساخنة، وكأن السماء اكفهرت فجأة بعدما كانت الشمس تمرح في ساحتها
-لا يعقل أن يمرح غيرنا في الدنيا، فقط لأننا وفيون؟؟
لا أريد حبا، لكني أريد رجلا لا يطالبني بمشاعري أبدا، أريد صورة تشاركني جمود حياتي، لا أريد أن أكون وحيدة، أسيرة دموع غبية ترفض أن تجف، ترفض أن تصدق أنه رحل، جمع حقائبه ومضى، يبحث عن حياة أخرى، ليدع صاحبتها في العدم، تحيا بنصف قلب، يكاد يصمت في أي لحظة، وياليته يفعل، فسكونه أهون من تخبطه كما من أصابه مس،
هل نستطيع أن نؤجر رجلا، قلبه قد تعطل ذات مساء، ولن يعمل مرة أخرى؟؟
-لا لا نستطيع..
كانت تلك إجابتي العقيمة، لها وتابعت دون أن ترمش لي عين، على مصاب مريا، اتهمتها بالصبيانية، بالجنون، وبالتفاهة..
هل نستطيع أن نؤجر رجلا يا روح؟؟
يكون لنا معطفا يدثرنا من برد غيابهم، من جنون شوقنا إليهم لنسارع لاحتضانهم، لم ألمك يارفيقة، فأن تحبي خير من ألا تفعلي، خير من أن يظل حب البعيد، مجرد ورق، لم تلمسيه، وتعظميه في حكاياتك، وكأنه الرجل المثالي التي تحلم به كل النساء، وعليهن أن يتهافتن عليه، كما تتهافت المراهقات على نجوم السينما,,
جميل أن تعريه، وبعدها تقرئيه، ستجدينه مختلفا، ناقصا، وذلك النقص سيولد رغبة في داخلك كي تنسيه، علمت أنه لم تنته حكايتكما عند الرسالة الأخيرة، ستستغربين من أين علمت ذلك، هل أدعك لحيرتك؟؟
لا، لا تغضبي علمت من خاطرتك التي أرسلت للجروب مؤخرا، كانت عنكما، وشممت رائحة عودتكما فيها، هل أنا مخطئة؟ هل أسبق الأحداث؟؟ حسنا لا عليك يا رفيقة
سأتابع لأعرف هل كانت تلك هي الرسالة الأخيرة أو لا؟
هذا الأسبوع شعرت وكأنه لن يمر بسلام أبدا، خصوصا حينما كنت بعد ظهيرة الجمعة أدرس بعض النساء، واللواتي قد اصبح عددهن الآن خمسة نساء، وشابة في العشرين من عمرها، حينما سمعت طرقات قوية وسريعة على الباب، ارتديت حجابي وأسرعت لفتحه، ففوجئت برجل يدفعني، وهو يصرخ بصوت غليظ:
-أين هي ؟؟
تساءلت بعنف شديد:
-عمن تبحث؟ ليس لديك الحق في الدخول إلى هنا بهذه الطريقة.
دفعني بقوة وهو يقول:
-لقد خربت عقل نسائنا ولن أسمح لان تفعلي هذا بأختي..
حينها خرجت تلك الفتاة بخطوات ثقيلة، وقد بدا الخوف يسيطر على ملامحها، وتكاد تسقط في أي لحظة، حاولت أن أحميها، وأنا أرد عليه بقوة أعلم أني أفتقر إليها:
-أنت لست وصيا عليها، وهي ليست قاصرا، لديها كل الحق للتصرف..
قاطعتني في خفوت، وكأنها تستجدي الصمت مني:
-لا عليك يا أستاذة..أعتذر، سأذهب..
حاولت أن أثنيها عن تصرفها، لكنها خضعت لجبروت أخ ظالم، سيطر على حقها في الميراث، بعدما توفي والدها، ورفض تزويجها لأي من الذين تقدموا إليها، حتى لا يذهب مالهم للغريب، وهاهو الآن يستخسر فيها تنوير عقلها، بالعلم.
شعرت بجفاف في حلقي حينما رأيته يحكم قبضته على شعرها المحجب، ويشده بقوة، حتى يزرق وجهها الصافي، وتتصلب شفتيها الرقيقتين، وتخرج من صمتها آهة، يتيمة تعزيها دمعة حارقة.
هل سأنجح يا روح؟؟
هل أنا قوية بما فيه الكفاية حتى أقف في وجههم وحدي؟
لم أسكت ولم أهدأ خصوصا حينما علمت أنه حبسها في البيت، ومنعها من الخروج، أجريت اتصالا بصديق لي كان يدرس معي، والدته هي عضوة في جمعية، لا للعنف ضد النساء بالمغرب، حقيقة لم تقصر السيدة أبدا، بسرعة حضرت وحضر معها طاقم كبير،ما بين دكاترة نفسيين، ومستشارين اجتماعيين، ودكاترة حقوقيين، تكلفوا بملفها خصيصا، ووكلوا لها محاميا، رفع قضية ضد أخوها، لممارسته العنف ضدها، واستيلائه لحقوقها،
حينما أخذ الموضوع منحى قانوني، تراجع الأخ، ومنحها حقها الإرثي، وتعهد بعدم مسها مرة أخرى.
تنفست بقوة، وأنا أحقق أول نجاح طمحت إليه، رغم المضايقات التي عشتها، ولازلت أعيشها إلا أنني لم أهتم، لا زلت أواصل المشوار الطويل، ولا زلت أسأل:
هل سأنجح يا روح؟؟
هل أنا قوية بما فيه الكفاية حتى أقف في وجههم وحدي؟
إجابة هذين السؤالين متعلقة بقدم المستقبل، قد يركلها ناحيتي ذات يوم، فأنعم بجواب يريح عقلي، وقد تظل معلقة إلى الأبد..
سأتفائل يا رفيقة، فالإرادة هي أقوى سلاح، قد يقهر أي سلاح آخر..
هل تذكرين يا روح، رسائلنا القديمة، حينما تعرفت عليك في تلك الجريدة التي كنت تكتبين فيها، وكيف كنت أول فتاة تراسلك، وقد استغربت من ذلك، فقد كانت تصلك عشرات الرسائل من المعجبين كل صباح، تغذي غرورك وهي تتأنق في اختيار حروف تناسبك لعلهم يحظون برد من كاتبتهم المفضلة، فهناك من عنون رسالته إلى ذات العيون الجميلة، أتذكرينه؟
ذلك الشاب الثلاثيني الذي كان من مدينة الراشدية، والذي أخبرك أنه يشعر أن لك عينين جميلتين، وقد كتب فيهما قصيدة، وهو الذي لم يكن يعرف حتى إن كنت أنثى صدقا، أم لا؟
وهل تذكرين ذلك الذي كان من طنجة، أجل هو البحار بعينيه، الذي يملك يختا، والذي صادف جريدة ذلك الأسبوع وبقدرة قادر، معلقة على طرف خشبة، فقرأ لك وراسلك على العنوان المدون وقد كان عنوان منزلك، أخبرك بهذه الحدوثة وأختم رسالته، بطلب رقم هاتفك، وكيفية التعرف عليك، بل وتجرأ لدعوتك إلى يخته،هل تذكرين ياروح؟ أكثر من ألف رسالة وصلتك في تلك الفترة، وأنا لا أبالغ بهذا، فقد طلبت من ساعي البريد أن يحرق الرسائل القادمة لأنك اكتفيت منهم جميعا،ثم ما لبثت أن تخليت عن فكرة الكتابة هناك كليا،
كنت شغوفة بحرفك، وكنت أحرم نفسي من الفطور حتى أشتري جريدة ذلك الأسبوع،
وكنت ألمح اسمك وهو ماكان يهمني، فأقرأ لك، لا زلت أتذكر مقالة لك، عن بنات الهوى
كانت جد راقية، وكأنك صحفية متمكنة،عنونتها ب سلامي لبنات هوى يرقصن نهارا
حيث تحدثت عن بعض السلوكات التي تمارسنها بنات الهوى، فنشمئز منها نحن النساء، بينما قد نمارسها نهارا ودون خجل مع اختلاف المكان والزمان والغرض، وتطرقت إلى كيف تستعرض التلميذة جمالها وجسدها بلباس ضيق أقل ما يقال عنه انه لباس فتاة هوى، فقط لتحصل على معدل يمنحها جواز الإنتقال من ذلك المستوى الذي هي فيه، وتحدثت عن المرشحات للوظائف، وعن المدراء الذين يصرون على مقياس جسد معين ووجه جميل في سكرتيرتهم الخاصة، وألا تكون متزوجة وعن الكثير من النقاط الجميلة جدا، أين كتاباتك الآن؟؟
هل تعلمين لم ذكرتك بتلك السنوات الماضية؟ لأخبرك أن بعض الناس قد يسعون للتعرف عليك، فقط ليشبعوا غرورهم، وفقط ليضيفوا رقمك إلى أجندتهم، ومن أجل ذلك قد يخترعون لك لغة لم تخلق إلا لك,هم قادرون على تحقيق أمنياتك كمارد مسحت عنه الغبار، فكل الأماني هي أوامر بالنسبة لهم، إلا أن يعودوا إلى القمقم مرة أخرى، إلا أن يكونوا واقعا بين يديك، تلمسينه وتشعرين به.
في انتظار رسالتك لك كل الخير يا رفيقة..
صديقتك دوما
جميلة




]

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 11-02-11, 01:49 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صباح لم ينقشع نوره بعد..
جميلة، هل الغياب صديق للحب، يقدسه لدرجة أنه يمارس أركانه بتعبد، وخشوع؟؟
هل على كل من أصيب بهذا الداء، أن يؤدي طقوس الغياب بكل صدق، ويمر بدهاليزه المظلمة، ويذبح له من دموعه ذبيحة يروي ظمأه، ويشبع غوله الجائع ونتوجع حينما
يقضم بأسنانه قلوبنا حتى يمضغ رهاف لحمها، هل علينا أن نمر بكل هذا يا جميلة حينما نحب؟ هل الحب خطيئة؟؟ هل المشاعر التي تغلف القلوب عليها أن تكون زائفة؟؟ حتى يشعر بك من منحته إياها؟ هل كان علي أن ألا أنجرف، أن أمنع شعورا يتدفق كما الشلال، ليصب بمجرى النهر، كنت وفية جدا، صادقة جدا، غبية جدا، حينما وهبته قلبا لم يكن علي أن أمنحه إياه.
كنت قد توقفت ذات مرة، في حكايتي حينما أخبرتك برده الصريح سأذكرك به، فربما تكون ذاكرتك قد أسقطته سهوا منك.
"حينما يبلغ بك الافتتان بأصحاب الأقلام، حد نكران ذاتك
وتخليك عن كل شيء كرمالهم..
ويصل شغفك حد افتقادهم، في حين انك آخر همهم
حينها فقط، تكون انت وليس غيرك من يتحمل مسؤولية
مشاعرك التي لم تحسن السيطرة عليها..
وفي الأخير مافي حدا يتحمل أخطاء غيره، كل واحد مسؤول عن مشاعره
ولما تقول لشخص افتقدتك لا زم تكون متأكد إنه يستحقها.."

شعرت يومها أن الغرفة اهتزت من تحتي، هل يقصدني بكلامه؟؟
وعدت أبحث عن مواضيعه..
ثلاث خواطر لم أرد عليها..
يا إلهي منذ متى عاد؟؟
استدركت نفسي وأنا أتوجه لأول خاطرة وكتبت، قائلة:
الآن وأنا أكتب لك، بعدما احتلني الحنين
وخنقتني العبارات..
بعدما اكتشفت أنك ودون غيرك..
تستطيع إلغاء قرارتي..
أتساءل ما الذي أعادني إليك
بعد أول عتاب..
أهو الحب؟؟
أهو ذاك الاحساس الذي أثار خوفي مؤخرا
حتى هربت منه..؟؟
لم تسأل نفسك كيف هي الآن بدوني؟؟
هل أبدو لك سعيدة بغيابي عنك؟؟
لم تفكر أبدا قبل لومي وعتابي؟؟
لم فعلت هذا بعد كل ذلك الحب؟؟
لم تسأل لم رحلت؟؟
ولم عادت؟؟
ولم تكتب لي وكأنها لاتكتب شيئا؟؟
بي حزن الليلة عميق جدا..
بي أرق الليلة عميق جدا..
رحلت كي أنساك، لكني وجدتني
أحمل حقائبي معلنة العودة بعد
أول عتاب..
ولأول مرة أترك له ردا تحت خواطري،فقد خفت أن يرد بما يجرحني، بما يفضح مشاعري، أمام باقي الأعضاء،أو يهمل رسالتي له.فأضفت قائلة:
سراب الحب كلمات تفوق التصور، دمت بابداعك
وتقبل مروري على صفحاتك..

وانتظرت كعادتي انتظرت، وأنا أدخل إلى ملفه بين لحظة وأخرى..
لأجده يتنقل حول مواضيع أخرى..أخيرا دخل الموضوع..ظل هناك وخرج..
ارتعشت شفتاي، ألن يرد؟؟
عدت ودخلت للخاطرة، قرأتها مرة وثلاث..
بعدها قمت بتحديث الصفحة، لأجده بجانب اسمي..
هل يعتبر هذا جنون؟؟
أستطيع سماع أنفاسه بجانبي..أستطيع الاحساس بأنامله وهو يرد علي..
ثم قمت بتحديث الصفحة من جديد..
لأر أنه تركني وحيدة مع رده، قائلا:
أنا منذ رحيلك لم أكتب..
ضاع قلمي..
يا امرأة لم تقدر حب رجل
بالنساء كان يقامر..
فداك قلمي..فداك دمي..
فداك نساء السكر والصحو
لكني..يا صغيرتي..
صنعت قلما لي..
تأكدي لن يروقك..
كما لم يرقك الرجل المغامر..
كما لم يرقك حبي لك بطريقتي
الخاصة..
وبعد كل هذا تسألين لم أهاجر؟؟
شكرا للمجاملة، فأنا لا يروقني الحب
المعاصر..
وقهوتي أصبحت أعرف كيف أعدها
بدونك..
فقط ارحلي..
أحسست بغصة تكاد تخنقني وأنا أقرأ كلماته، فسارعت لأكتب:
ببساطة تعلن الرحيل..
تغضب، وتصرخ وتهدد..
تحرق كل الخواطر..
التي شاركناها معا..
كقهوة الصباح..
لست أدري هل أبكي نفسي..
على حب لم يكتب له النور..
أم على رجل أعلن نهاية لحبه..
من أول سحابة صيف تزورنا..
لم أجامل يوما..
لكني خائفة، من الحب..
من عودة قلب كسير..
من دموع تتجمع في مقلتي
حينما تعلن الرحيل..
أو لا زلت لا تعرف متى تخاف حبيبتك..؟
فلتكسر أقلامك، ولتصنع أخرى..
فقصائدك لن تخيفني، فقد علمتني ألا أخاف
من قلم غاضب..
هذه الآن حديقتنا لن أسقيها
سأغادرها بصمت كما طلبت
ولتكتب بعدي ما تشاء..
فليس هناك ما قد يقتلني أكثر
من قولك:
وقهوتي أصبحت أعرف كيف أعدها
تحياتي
جاء رده:
أنا لم أتركك يوما،
ولن أفعل..
عندما اقتحمني حبك
لم أفكر..
لم أقرر..
لم أحسب خطواتي معك..
كيف ستكون..ولا كيف ستنتهي..
عندما سألت الخوف بقلبي..
لم أنتظر جوابا..
وأنا في قمة مرضي، وسقمي..
لم تكوني حاضرة معي..
ولا حتى قهوتك..
ولا جريدة الصباح..
لم أحتج إليك أكثر من يومي ذاك..
قاومت وحدي..
أغرقت وسادتي بدموعي وحدي..
أو بعد كل هذا تلومينني؟؟
بعد أن كنت أقف كل ليلة أمام عتبة
غرفتك..لأعود دون قبلة المساء..
أنا لا أعلن نهاية لحبي أبدا..
فحينما يحب قلبي..
لا يكون كأي حب..أبدا
كلا سأبقى على حبك وعلى عهدي..
إلى أن تبتسم لي عيناك
أو يزورني موتي..
وبعدها
فلتكتبي..على قبري
رجل أحب حد الموت..
.
.
.
.
سراب الحب

لم يتوقف قلبي عن النبض، كان يخفق بين أضلعي، وأنا أشعر به وقد استقر بحنجرتي، فيمنعني من التفكير، كتبت:

قبل الرحيل يا سيدي..
قبل أن تجمع قصائدك..
في حقيبة النسيان..
علمني كيف أنسى؟
علمني كيف أمر على
ملامحك..ولا أهتز..
علمني كيف لا أعصرني
شوقا، في غيابك..
وأثمل برسائلك..
قبل الرحيل يا سيدي
وقبل ان تسحب معطفك
من جسدي العاري، إلا
من عطر أنت نثرته
وقبل أن تلقي بجريدة
الصباح، وعلبة سجائرك
التي بغرفة الجلوس،
وترتدي الرحيل ثوبا
يحجبني عنك..
قف..
رتب فوضى مشاعر
كنت تنثرها مع كل
قبلة مساء..
وبعدها..
ارحل..
فليس بالإمكان أكثر
مما كان..

سهام

رد:
العالم يا صغيرتي..
يا أميرتي..
ويا قطتي..
يبدأ في عينيك..
لينتهي في عمقهما..
وكأن الكون ولد
في مقلتيهما..
أأرحل وكل الأماكن
أنت..
وكل النساء أنت..
وكل الأطفال أنت..
وكل الغزاة أنت..
أأرحل؟؟
وأنت النهر الذي لا يجف
وأنت النبض الذي لا يخف..
وأنت الطفل الذي عني لا يكف..
أأرحل؟؟
وأنت القصيدة التي عجزت
عن إتمامها..
وأنت لولا أنت
ماكنت لأكون..
غرفتك الجميلة،
وسريرك الدافئ..
وستائر عشقك المدلاة
من نوافذ قلبك..
ومساحيق جمالك..
والمرآة..التي تجلسين
أمامها..تمشطين شعرك
الأسود..حتى يغفو كل
مساء على صدري..
وعطر سرقته الملائكة
من جنة الخلد..
لتتوضئي به..
وكل الأشياء الجميلة..
هي أنت..
تبدأ في عينيك..
لتنتهي في عمقهما
وكأن الكون كله ولد
في مقلتيهما..
.
.
.
سراب الحب

شعرت بالاختناق وأنا أقرأ كل تلك الكلمات الآن..
أمجرد حروف جعلتني أفعل كل هذا؟؟
جعلتني أحبه بشغف، جعلتني لا أحمل قلمي إلا له..؟؟
فمذ أن وصلني رده يقول:
مللت الأسوار المحيطة بك ..
يا امرأة قتلت كل النساء..
فكي الحصار..
فأنا رجل بدوي..
لا أطيق يا أميرتي
الانتظار..
أحرقني حبك،
والليلة سأعترف لك
بيني وبينك..
سأكتب فيك قصيدة
بدايتي لعينيك..
ونهايتي لنهديك
لن يقرأنا من اليوم
سوانا..
ولا أريد الليلة
أعذار..

تلك الليلة لم يترك لي وقتا للتفكير، لتصلني رسالة منه..
ترددت قبل أن أفتحها ترى ما الذي سيقوله لي؟؟ بعد كل الذي قيل؟؟
حدثني الثرثار بنفاد صبر..
هيا افتحي الرسالة..
وكعادتي مع كل رسالة لي منه، بيدين مرتعشتين وقلب يدق كطبول الكرنفال
قرأت..لأصدم..واضحك..وأغضب..وأحتار
كان مزيجا من مشاعر لم أعرفها أبدا، لم أشعر بها سابقا وأنا أقرأ الرسالة
مساء الخير..
ليش حاطة امايلك على الملأ؟؟
آسف عادة ما بدخل بالأمور الخاصة لأي شخص
ولأن ما أحمله لك يفوق الطبيعي بقليل..
سمحت لنفسي يا ريت تشيلينه
تحياتي
.
.
.
سراب الحب

أغلقت فمي دهشة وأنا أقرأ حروفه، ماذا يقصد بكلامه؟؟ لكني لم أستغرق وقتا في
التفكير..وكانت أسوأ رسالة وأسوأ قرار وأسوأ لحظة في حياتي
أن كتبت:
عادة لا أقبل أن يتدخل أحد بشؤوني الخاصة، لكني معك ألغيت التفكير من ذاكرتي
ولأن ما أحمله لك فوق الطبيعي..بكثير
لك هذا..
سهام

لم أستوعب ما كتبته إلا بعدما أعدت قراءته في الرسائل المحتفظ بها، بعدما أرسلتها له،
لكن الفرحة وقتها، والوهم الوردي كان قد سرق عقلي، سرق ترددي سرق نضجي فلم
أشعر إلا بسكون تلك اللحظة وكلمات اليسا وهي تهمس..
أجمل إحساس بالكون..
وعلى أنغامها وصلني رده...
روحي لك
ماذا الذي تكتبين
أهو الحب؟؟
أم أن عيوني تخونني
حتى قرأت مالم تكتبي
أم تراه عقلي فسر لي
ما لم تقصديه..
أريحي قلبي..
وأجيبيني..

ابتسمت وأنا أكتب له:
هو الشوق ما يدفعني إليك
حافية القدمين..
أجوب طرقات الحنين..
لأعانق السراب
لن أتساءل صدقني
عن نهاية لحكايتنا..
لن أتساءل أين عقلك أيتها السهام
لكني سأسأل قلبك..
كيفه الآن...
ألا يزال يشعر ببعض مما كان؟؟
أم أنه يغزل صوف امرأة أخرى..

********
حبيبتي..
أنا لا أعرف غيرك من النساء...
ولا أريد أن أعرف..
تكلمت أمام الجميع، وأعلنت حبي لك أمام الملأ
من هي التي اختارها قلبي، عنك
لا أدري قولي لي..
تكلمي..
كل ما كتبت كان لك..
وحدك..
وتقولين هناك امرأة غيرك..
عشقتك حتى طار عقلي..
لا توجد امرأة غيرك في حياتي..
أتدركين ما أقول..

............
كم أحس بالسعادة كلما نطقتها..
وكم كنت أسعد كل يوم بها..
وحينما لا تترك لي قبلة المساء
أحب حينها أن أنتقم لنفسي..
وأثير غضبك..
لأني أحبك حينها أكثر..
اسمع مني اعترافا صغيرا..
أدرك ما تقوله لكني أحب كما أخبرتك
أن أثير فيك إحساس الشاعر القديم..
أعرف أني أتعبك حينها أكثر
لكني أعشقك أكثر وأنت تعترف
بأني آخر النساء في مملكتك
اليوم اكتملت سعادتي ..
ولا يهمني كيف ستنتهي
حكايتنا الصغيرة..
لكنك اليوم..
حبيبي
وأكتفي بشعوري هذا
سهام

توالت بيننا تلك الليلة الرسائل إلى وقت متأخر، إلى أن بدأت خيوط الصباح تظهر من بعيد.. وكانت تلك الليلة الأولى التي أنام عن صلاة الصبح..
فرافق حبي الخطيئة دائما..لم أعلم أن ذلك كان إشارة من القدر على سوء حب أخطو نحوه.
لم أقضها إلا حينما ذهبت للشركة، وبعدها ..
جلست أفكر في كل ما حملت ليلة أمس..
من الصعب على امرأة مثلي، أن تنشر خطاياها كما ينشر العالم ملابسه على حبل الغسيل، أشعر بالخجل وأنا أسرد عليك هذه التفاصيل، التي أدرك أنك لست بحاجتها، ولكني أعجز أن لا أخبرك بها، يا إلهي إني أعري نفسي أمامك؟ فكيف تطلبين أن أكتب قصتنا رواية، يا ويلي سأشعر أن العالم كله سيعرف أني أتحدث عن نفسي، لا أستطيع يا رفيقة.
المهم:
شعرت بسعادة تفوق التصور..
لم أفتح المنتدى ذلك اليوم رغم أن شوقي له كان كبيرا، لكن يومي كان جد مشحون
فزيادة على اجتماع المدير الطويل، فقد دعتنا خالتي إلى الفطور عندها..
يا إلهي لن أراه إلا بعد صلاة التراويح..
وصلت قبل المغرب بدقائق، كانت وقتها خالتي ووالدتي تجهزان المائدة، فعرضت
مساعدتهما لكن والدتي كانت غاضبة مني، فقد حاولت أن توقظني لصلاة الصبح لكني
أبيت أن أستيقظ..
-لم تكن أبدا عادتك يا سهام..
أحسست بخجل كبير فقد أحرجتني أمام خالتي فتمتمت في خفوت وإن كان صوتي يحمل بعضا من التهكم:
-لقد رفع القلم عن ثلاث ومن بينهم النائم حتى يستيقظ..
أثار ذلك غضب الوالدة فقالت مستنكرة لأختها:
-ألم أخبرك أن هذه الحمارة أصبحت عديمة التربية، 'وزفرت بعمق وهي تقول' أستغفر
الله اللهم إني صائمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ودفعتني بقوة حتى أتقدم أمامهما
بعدما أعلن الأذان..
تناولت فطوري بغضب، ولم أصلي المغرب إلا بعدما أنهيته، وقبل أن أزيل جلبابي
قلت:
-سأنزل للبيت الآن لدي عمل كثير..
سألت والدتي باستغراب:
-ألن تصلي التراويح؟؟
-سأصليها بالبيت..
"وقبل أن تعارض تابعت" ماذا أفعل العمل لا ينتهي لدي..؟؟
قبلت رأسها وأنا أهمس لها:
-آسفة أمي لن أتأخر عن الصلاة مرة أخرى..
وشكرت خالتي على فطورها..
لا أزال أتذكر ذلك اليوم جيدا، حاولت أن أدخل المنتدى وأرسل رسالة ثم بعدها أصلي
صلاة التراويح، لكني حينما فتحت المنتدى وجدت رسالة منه في انتظاري..
07/09/2009
05h01min
مساء الخير يا روح..
زمان وانتي بالمنتدى؟؟
وانا لحالي... جالس من الصبح
خير في شي؟؟ ليش ساكتة؟؟
2009/09/07
08h30min

مساء النور ..
أنا وصلت الآن لازلت لم أغير ثيابي،
كان يومي جد مشحون بالعمل، بعدها كنت مدعوة
عند خالتي للفطور،ولم أصل إلا الآن..
نسيت أن أسجل خروجي من المنتدى
آسفة

صليت صلاة بدون خشوع، فقد كانت كلماته تقتحم صلاتي لتفسدها، وفور انتهاء تلك
الركعات السريعة التي أختمتها بوتر سارعت للمنتدى من جديد، لكن لا رسائل لا ردود..
فنمت لعلني أستطيع النهوض لصلاة الفجر..
وفي الصباح فور دخولي للمكتب، فتحت المنتدى لأجد رسالته تقول:
2009/09/08
01/11 صباحا

صباح الخير يا ذاتي...
ما نمت غير ساعة واحدة بس
الله يسامحك يا روح..
أنا حاليا بالمكتب رح اخلص
بعض الأوراق وأرجع أحاول
أنام..وانتي بس رجعتي للبيت
طمنيني عنك..
ساعي البريد

…….@hotmail.com
لم أجب على رسالته إلا في المساء، فقد كان هناك اجتماع آخر مطول ذلك اليوم
لأنهي تقريره قبل أذان المغرب، وبعض من الفواتير المعلقة..
بدأت مردوديتي في العمل تتراجع بشكل ملحوظ فقط في يومين..
أخذت أكثر من تنبيه على أخطائي الإملائية، حتى وصل الأمر بالمدير
لتوبيخي واستهزائه من عملي قائلا:
-كيف حصلت على المركز الأول، وأنت لا تفرقين بين الجمع والمفرد في كلمة اجتماع..
تنفست بعمق وأنا أتمتم:
-آسفة لم أنتبه..
أعدت التقرير لأكثر من أربع مرات، حتى خيل لي أن المدير سيكتبه بنفسه..
وفي الأخير، قدمته له..ولم أكن راضية عن عملي أبدا
علي أن أحصل على الراحة قليلا...
وأن أبعد سراب الحب من عقلي وإلا سينتهي بي الأمر عاطلة عن العمل..
وقررت عدم فتح المنتدى، لكن فور وصولي للبيت سارعت لغرفتي ضاربة بقراراتي..
عرض الحائط لأكتب ردا له:
08/09/2009
08h54min

أغلى الناس
كنت أتمنى أرد عليك الصباح
لكني كنت في اجتماع مطول اليوم..
لم أفتح النت أبدا..
لقد أضفتك عندي اليوم
تصبح بألف خير يا نبض قلبي


وفي مساء الغد،

2009/09/09
10h21 min

أنا وصلت الآن من العمل وفاتحة الماسنجر لكن انت لست موجود
عندي..أنا أيضا أستناك ..
لا تعلم كيف مر ليلي ..أمس.. و لا يومي ..
الله يسامحك قلبت حياتي 360 درجة..
سهام

2009/09/09
11/10min
تقلبات الحياة
هي ضريبة الحب..
أنا اوف لاين حبيبي
مابدي أحكي مع احد غيرك
ارسلي لي امايلك وانا بضيفك
أوك حبيبي..

مجرد تلك الكلمة كانت تجعلني أفقد توازني، وأفقد رجاحتي، وأنا ألغي ذلك الصوت الذي
كان يحذرني من التوغل في حب أعلم أنه لن يجلب لي سوى التعاسة...
لكني قاومته بشوق الطفلة لاقتراب العيد..
وأنا أرسل له:
………..@hotmail.fr
لم أستطع الحديث معه ذلك المساء، على المسنجر رغم اصراره فقد كانت هناك مشكلة
ما، ليتم اللقاء من جديد في الغد..
وأتأخر عن صلاة الصبح، وقبل ولوجي لغرفتي أسمعتني والدتي خطابها المعتاد
لكني كنت ملقحة ضد الغضب بلقاح اللامبالاة وأنا أرمي ملابسي على سريري معلنة
عدم مساعدتها في تجهيز مائدة الأكل،بل حتى فطوري جلبته معي
معللة أنه لدي مجموعة من الفواتير التي علي أن أنهيها..
وحينما عاد الجميع من الصلاة، قالت بنبرة غير راضية:
-لقد سألت عنك جميع النسوة في المسجد اليوم..
لم أرفع رأسي من الجهاز وأنا أتساءل:
-وماذا أخبرتهن؟
كانت نبرة والدتي تزداد حدة وهي تجيب:
-ماذا سأقول لهن غير الذي أخبرتني به، لديك أعمال متأخرة..وستلتحقين بهن قريبا..
لم أعلق فقد كنت أبتسم لاصراره على أنه يجب أن يتحدث إلي الليلة على
المسنجر..حتى أنه أرسل لي اميلا جديدا..
كتبت أقول له:
والله عمري ما شفت حدا مجنون مثلك؟؟ خليها لبكرة لا تعصب حالك

رد قائلا:
هههههه لسة ماشفتي من الجنان شي، افتحي الاميل الجديد اللي فتحته لك
وأنا ضفت نفسي عليه إن شاء الله بتزبط ها الليلة ونتكلم مع بعض على راحتنا اتخنقت
من الرسائل..

…..@hotmail.com
الرقم السري:
………….

كان الامايل يحمل كلا من أسمائنا ، ففتحته وأخيرا بدا لي متصلا ليسارع بكتابة
سراب الحب:
كيفك سوسو؟؟
سهام:
هههه بخير والله انت مجنون..
سراب الحب:
لسة ماشفتي شي (وجه يخرج لسانه)
سراب الحب:
ايه سوسو كثير مشتاق لك، جننتيني لحتى فهمتي انه بحبك..
سراب الحب:
سوسو وينك؟؟
سراب الحب:
ليش ساكتة؟؟
كان قلبي وقتها يرتفع وينخفض بسرعة كبيرة، حتى خيل لي أن الجميع سيسمعه
لم أعرف ما سأقوله وكلماته تتوالى كزخات المطر ضاربة زجاج النوافذ..
فكذبت..
سهام:
ولا شي بس بقرا..
سراب الحب:
شو بتقري؟؟
سهام:
خاطرة بالمنتدى
سراب الحب:
لا حبيبي أنا بدي اتكلم معك شوي، سكري كل شي وخلينا نعرف نحكي شي كلمة
سهام:
ههه اوك..قلي كأنك مو من الامارات صح؟؟
سراب الحب:
ايه صح عايش في الامارات
سهام:
اممم شي حلو كنت حاسة انه انت لست إماراتي لانه اللهجة متغيرة..
سراب الحب:
هههه شو اسم هاللهجة اللي بتتكلمي بيها؟؟
سهام:
ههه والله ما اعرف بس لهجة مبعثرة كي تفهم ما أقوله
سراب الحب:
ليش حبيبي احكي بلهجتك
سهام:
لهجتنا صعبة
سراب الحب:
لا أنا بدي أتعلم مغربي بس ما افهم شي كلمة بقلك عليها تشرحيها لي ماشي؟؟
واستغرقنا في حديث طويل دام حتى الساعات الأخيرة من الليل..
ليمر أسبوع، كامل على ذلك الحال..
رسائل قصيرة على الجوال، صباحا والليل نقضيه معا على المسانجر، أدمنت وجوده معي، حتى بدأت أستغني عن حياتي الواقعية شيئا فشيئا، زادت اعتذاراتي لأصدقائي وعائلتي بتحججي الدائم بالعمل، حتى لم يعد أحد يسأل عني، إلا نادرا، وماعدت أسأل عن أحد إلا نادرا..أصبح كل حياتي، أصدقائي وأهلي ونفسي،
زاد حبي له بشكل جنوني، حينما توفيت جدتي ليلة عيد الفطر، كنت معه وقتها حينما أبلغونا أنها مريضة، وقد نقلت إلى المستشفى..
الحكاية تتعبني تفاصيلها الصغيرة، تحرق كبدي، وكأني أقوم بمجهود خرافي، حتى أقاوم الحنين ، ذاك الحنين الذي يسافر بي كل ليلة ويحطني أمام عتبته، أجلس وأنظر إليه من بعيد..
وهو يتابع حياته، من دوني وهو من أقسم أن حياته دوني ليس لها معنى..
سأدعك يا رفيقة لتري الوجه الآخر، لرفيقتك التي وضعت رأسها لتلفيه بحبل المشنقة، لتحاكميها، أنا رهن محاكمة عادلة، رهن قاض لم ينبض قلبه عشقا ذات مرة، رهن عقل لم يصب بجنون العشق مرة ولم يحترق بلوعته، رهن لسان لم ينطق بحروف الحب ذات ليلة، رهن عين لم تذرف دمع الغرام يوما..
فلتحاكميني يا رفيقتي، فلست إلا متهمة هي الجاني والبريئ في ذات الوقت، فإن كنت
أستحق أن أحاكم فلتفعلي يا رفيقة..
فما سينال السوط من جلد ميت؟؟
صديقتك دوما
روح

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 14-02-11, 10:49 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203277
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: yasmeenalsham عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yasmeenalsham غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مساء الأنوار
اختي هناء جزاك الله خيرا روايتك راااااائعه حقا كنت انتظر البارت بفارغ الصبر
لغه الروايه رائعه وبسيطه القصه جميله جدا وغريبه اشكر لك تعبك على روايتك الجميله وانا بانتظارك

 
 

 

عرض البوم صور yasmeenalsham   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t154547.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-01-11 08:50 PM


الساعة الآن 10:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية