لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-11, 01:16 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الخلق مشاهدة المشاركة
  

هناء .. انا كمان سوف آخذ بنصيحة صديقتنا جميلة و سابدأ بإسمك حتى يمنحني دفعة من القدرة الكتابية انا ايضا
مرحباااا يا صديقتى يسعدنى ان التقى بك هنا مجددا

ولاسمي رائحة المسك حينما تنطقنيه يا رفيقة، اشتقت إلى تواجدك المبهج ففي روايتي الأولى كنت القارئة التي كنت أخشى دوما أن تسبقني بخطوة، وكأنك تتواجدين معي كلما حملت قلمي، أو أن أحد الأبطال يفشي سري كنت شاكة في الذئب
المدخل جميل و اختيارك موفق
شكرا لك

دوما مختلفة انت و مبدعة فيما تقدمينه .. اختيارك لعناوين الفصول تعجبنى سواء فى القصة الاولى او هنا .. قصتك هذه المرة مختلفه و لكنها جذابة .. تعتمدين اسلوب السرد من خلال رسايل الصديقتين روح و جميله اللاتى تتبادل الحكايات و الاخبار سواء من الماضى او الحاضر
الحوار تخيلى فقط فانا تخيلت داخل عقلى الحوار الذى دار بين جميله و استاذها و الذى انتهى بصدمتها فيه و لها كل الحق

لا يوجد للان شخصيات محوريه سوى روح و جميله و ذلك البعيد الذى تهفو روح اليه رغم انه وضح لها انها النهاية بينهم .. لكنها ما زالت تربط نفسها به

قد تتضح الرؤية فيما بعد مع تزايد الرسايل .. و يظهر المزيد من الشخصيات
آمل ذلك، أشعر أن الحكاية تستنزف مني الكثير، لست أقوى على السرد، وهي أول محاولة لي الحوار أسهل
لن تكون هناك الكثير من الشخصيات اللهم إلا العابرة التي تمر من فوق الأوراق، لكن الأساسيين أعتقد هي روح وجميلة والبعيد


تفاعلت مع حكايه ذلك الطالب الافريقى المجد الذى يضرب مثلا فى الكفاح و الصبر و على الاستغناء عن اى شىء يقف فى سبيل اتمام حلمه و بالمقابل العابث الثرى الذى لم يجرب الحاجة حتى يتعلم ان يحافظ على ما بين يديه .. جميل هذا الموقف و توظيفه موفق


هناء ما شاء الله عليكى لغتك لا غبار عليها متمكنة و تملكين ادوات الكتابة ببراعة من لغة سليمة و اسلوب بليغ و لكنه سلس

اتطلع شوقا للاحتراق التالى و حكايات روح و جميلة المتبادلة

اتمنى لك المزيد من الابداع و التألق دمتى بكل الحب و الود

شكرا لك بحجم السماء على تواجدك وتشجيعك آمل أن تنال اعجابك وأكون
عند حسن الظن..انتهيت من الرواية ليست بالطويلة كسابقاتها ولم يبق سوى القليل
بعد

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 28-01-11, 01:17 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة halaa47 مشاهدة المشاركة
   salamo alikom okhti bidaya mowafaka okhtak halaa

أهلا بك يا ابنة بلادي، وسعيدة كوني أول مشاركة لديك
لا تحرميني هذا التواجد الرائع احتاج لرأيك يا صديقة
لك الخير

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 31-01-11, 10:38 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الإحتراق الخامس

مساء الرضى بما أنعم الله علينا،
روح كيف حالك يا رفيقة، اشتقت إليك واشتقت إلى حروفك، آسفة لأني تأخرت عليك في الرد، فقد أصبحت أتسول الوقت للكتابة، تابعتك بنفس منقطع وانا أسافر معك في رحلة مجانية أهدتني إياها ذاكرتك، استغربت إلى تلك التفاصيل الصغيرة، التي لا تزالين تحتفظين بها، فما أعرفه عن ذاكرتك أنها معطوبة، تسير بقدم واحدة، لكنك تغزلين لي من الشوق معطفا أتدثر به، لا تزالين كأنت، كما عرفتك منذ تسع سنوات يا رفيقة، تجيدين فن الاخفاء، وتحبين أن تبعثي الشوق فينا، وكأنك كنت بحاجة لحجة صغيرة، يهديها لك كرم السماء، حتى تزرعين البعيد، شجرة وارفة الظلال بصحراء، قاحلة، فتصلين لها حتى تنعم عليك بزخات مطرية، تشبع الأرض الجافة.
اليوم ذهبت مع أخي الصغير إلى المدينة، لأسحب مبلغا كنت قد ادخرته للسفر، لكني قررت أن أفتح البيت الصغير، الذي ورثته من جدتي رحمها الله، وأجعله مدرسة صغيرة، أدرس فيها النساء، في البداية لم يوافق والدي:
-يالله رحماك، سوف تفقدني صوابي بعدما تفقدني هيبتي هذه الفتاة
-الهيبة يا والدي نحن من نصنعها، لا تمنح إلينا..وأنا لست بآثمة أسعى للعلم وهو أول ما جاء به الإسلام..
يبدو أن ردي أخرسه، إذ أنه فتح فمه ثم عاد ليطبقه عدة مرات قبل أن يجيب:
-حسنا يا جميلة..يمكنك أن تفتحي ذلك المنزل..
طفت نظرة النصر بعيني، وأنا أمسك ذيل جلبابي، وأحكم خماري استعدادا للخروج، ناديت أخي محمد والذي سعد لتلك الفكرة، وركبت السيارة بجانبه، طوال الطريق وهو يحدثني عن طفولتنا كيف كانت، وعن السعادة التي كنا نعيش فيها..
- أي سعادة تتحدث عنها يا محمد؟
-تلك السعادة التي عرفنها يا جميلة تقاسمناها طوال السنين الفائتة..
قطبت حاجبي وقد بدت ملا محي كئيبة جدا وأنا أجيبه:
-لا أتذكر من الماضي سوى أما أنهكتها الأيام الخاوية، وشلتها ذكريات الماضي حيث كانت تنعم بالحب والأمان والفكر النقي في بيتها، لكنها أشقت نفسها وأشقتنا معها بسبب الحب..
-جميلة لا تتحدثي عن والدتنا هكذا..الأموات يسمعوننا..
نهرته بقوة:
-كف عن هذه الغباوة التي تصبغ عقلك، أي أموات يسمعوننا؟ ونحن نتخبط في قلة الوعي، وكثرة الأطماع..
-بت أخاف منك يا جميلة..بل أعتقد أني أخاف عليك..
لم أجبه فقد كان بي من الألم ما سيجعلني أتقيأ على وجهه، بكلمات لن تمحوها الأيام أبدا..
وربما نخسر هذه الرابطة، التي تجمعنا..ابتلعت غضبي، واتكأت على زجاج النافذة، حتى وصلنا..إلى البنك، سحبت المال وبعدها رحنا إلى المدينة حيث سوقها الشعبي الكبير، تصادفك بباب مدخله الواسع امرأة تفرش الورق، وترى الطالع، اقتربت منها من باب الفضول، لكن أخي نهرني وهو يقول:
-هيا سيرانا أحد ويخبر والدي,,
-دعك مني أريد أن أعرف ما تخبئه لي الأيام,,
في تلك الأثناء أخذت العجوز تناديني وهي تسمي بأسماء الجن، أعتقد قالت لا لة عيشة،
وميمون وهكذا بعض الأسماء وهي تدعونا لتقرأ لنا "الكارطة" ضحكت وأنا أشجع أخي على الاقتراب . فرشت الأرض وأنا أخبرها عن اسمي حتى تبدأ لي القراءة، أما أخي فاكتفى بالنظر إلي بعينين غير مصدقتين، وتارة تبحث عينيه عمن يرانا، كان يشعر بخوف شديد لكني لم أكن خائفة، أردت بعض المرح الجنوني وأنا أسألها :
-أخبريني ماذا تخبئ لي الأيام؟
تأملت الأوراق بعدما صفتها واحدة تلو الأخرى، ثم قالت:
-أنت لست كما النساء، نصف لك ونصف لها، وكلك له..
-ماذا تعنين؟
لم تجبني وهي تتابع:
-تنتظرين حلما يأتيك من الماضي، لكنك أنت من ستسافر له,,
-لم أفهم؟
-ستفرغين الكأس في رمل، ثم تركبين البحر، لكن الطير يا ابنتي أحيانا لا يهاجر..
ومدت يدها المطلية بنقش صحراوي، كاشفة على أسنانها والتي بعضها معدني، قائلة:
-هاتي"الفتوح"
مددت لها بعضا من المال وأنا أنظر لأخي في استغراب، فهي لم توضح لي ما عنته، نصف لي ونصف لها وكلي له,,
وعن أي حلم تتحدث، وأي طير هذا الذي لا يهاجر أحيانا,,
لم أعرها انتباهي، وأنا أحاول أن أستمتع بهذا الصباح الجميل، اشتريت معدات المدرسة،
وسأحاول أن أبدأ الأسبوع القادم بحول الله.
أه يا رفيقة تمر الأيام ببطء كبير، يتعبني الفراغ، فأجد نفسي أحاول ملأه بمناوشاتي أنا وأخي أو حتى زوجة أخي الكبير، والتي اشتكتني أمس لوالدي، وقد نعتتني بالعانس، لا تستغربي يا روح، هنا حينما تكمل الفتاة عشرين سنة تعتبر عانسا، فما بالك وأنا قد وصلت للسابعة والعشرين من عمري، البنات هنا يزوجن في سن مبكرة،حضرت نهاية الأسبوع الماضي عرسا لفتاة تبلغ الثالثة عشر من عمرها، دفع والدها رشوة لكاتب العدل فعقد لهم
لأن القانون الآن أصبح صارما في تزويج القاصرات، لكنه من الصعب جدا أن يطبق وإلا سترينهم يزوجون أولادهم بالفاتحة فقط، والزوج في السابعة عشر من عمره، مهزلة يحضرها كبار القرية، لذلك قررت أن أدرس النساء هنا، أن أبعث فيهن روح الوعي، حتى يدركن أي خطأ فادح يرتكبن في فلذات كبدهن، نفس الخطأ الذي ارتكبه أباءهم فيهن، أتعلمين ياروح الكثير من النساء هنا لا يعرفن، أن يحسبن لدورة الحيض، أو الترتبات النفسية التي تعانيها المرأة في هذه الفترة، سمعت إحداهن تقول أن زوجها لا ينام بجانبها ولا يكلمها أو يمس جسدها في هذه الفترة، وعللت ذلك أنه حرام، لأنه قد ذكر بالقرآن عدم مس المرأة وهي حائض،استنكرت لهذا الجهل وأخبرتها أنه حرمت المعاشرة، ومادون ذلك فهو جائز، ضحكت وهي تتغامز مع رفيقتها :
-أنت يادكتورة تعلمت علما أجنبيا، لن تفهمي أكثر من الفقيه..
وهل تعلمين يا روح أن هذا الفقيه لم يسبق له أن كتب حرفا واحدا، هو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب,
تتعبني الحياة هنا كثيرا، وكأني أجد نفسي قد عدت لأيام الجاهلية،


لكن الحياة هنا صاخبة جدا، تجبرك على التفكير، وإتعاب للأعصاب، وحينما أصل لذروة الغضب تجدينني، لبست جلبابي وخماري، وأركب حمارا قد اشتراه والدي حتى يحمل عليه الحطب،وأخرج لأصافح الطبيعة، حيث المساحات الخضراء الهادئة،أراقب سكون مياه النهر المجاور، أتصفح وجهي في مرآته، الصادقة، ولآ أخفيك سرا إن أخبرتك أني وقتها أستعيد رسائلك لي فأعيد قراءتها مرة أخرى، هل أنت نادمة ياروح؟ على هذا الحب الذي أهديته للبعيد،لو التقيت به الآن ما ستخبرينه؟ هل ستكتبين عنه مرة أخرى؟ روادتني نفسي المتشيطنة على أن أطلب منك أن تكتبي قصتك معه، احكي فيها عن هذا الجنون أخبري العالم بأسره أنك أحببت حبا صادقا، في حين أن العالم كله لم يصدقك حتى من أحببت,
لو أحبك يا روح ما كان تخلى عنك، لست أدري يا رفيقة، لكنهم يقولون أن الحب الذي لا ينتهي بزواج هو مجرد مزحة من القدر، أو جرعة ألم منه أيضا.
أتمنى أن تتابعي لي باقي الفصول فالانتظار يحرقني,,
صديقتك دائما
جميلة




 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 31-01-11, 10:40 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


صباح نهايات الأسبوع الهادئة، وصوت الحياني العذب، وفنجان حليب باللويزة..
جميلة كيف حالك يا رفيقة؟ سرتني رسالتك كالعادة، لقد كانت متنفسا رائعا يشغلني عن التفكير وأنا أتخيلك تجابهين، مثل هؤلاء الناس، لم أكن أعتقد أنه لاتزال بعض القرى الغبية بالمغرب،تقبع في جاهليتها،فما تنقله لنا عدسات الكامرا شيء مختلف تماما..
أغبطك يا رفيقة على ذلك الجو الهادئ الذي تسبح فيه روحك أحيانا، أعشق الخضرة،وخرير المياه،وكؤوس الشاي وطبق "الحرشة"البدوي، والكسكس المسقي بالحليب،ذهبت مرة مع أخي وزوجته إلى قريتها، كانت رحلة جميلة جدا، رغم أن الجو كان ممطرا، وكئيبا لكني لم أهتم وقد استغرب الجميع من عاداتنا،وكأننا أجنبيون فكيف أخرج وأنا أعانق أخي وكيف أجري وراء الخرفان،أو أحدث الشباب هناك حتى من لا أعرفهم، لكنهم لم يعقبوا على الأقل أمامي، وما اهتممت بهم، طلبت من شاب أن يساعدني على ركوب حصان أسود كالليل، يطلق عليه اسم "الأبهم" فرحب الشاب بطلبي كثيرا، لكني لم أسلم من نظرات بنات جنسي، وهن يترجمن استغرابهن بحركات من وجههن.
أكره الحياة المغلقة، تلك التي يحاول الآخر أن يقنعنا أنها باسم الدين،لكنها بعيدة كل البعد عن الدين،صحيح أننا تلقينا تربية غلط يا جميلة، لكن تلك التربية، على الأقل جعلتنا صادقين مع الناس وقبلها مع أنفسنا.
ليلة أمس كنت بالعمل كانت هناك شحنة علي أن أوقع على وصولها، وأشرف على العمال،فسألت بكر-حدثتك عنه سابقا في رسائلي-:
-بكر هل تعتقد أن الشحنة كافية؟؟
مد لي مجموعة من الأوراق وهو يقول بنبرة حانقة:
-اعتقد أنها كافية إلا إذا كنت ترغبين في احتكار السوق
أنزلت تلك الخصلة السوداء التي تنزل على جبهتي:
-أنا لا أقول لك أني أريد احتكار السوق لكن شركة الهمس تطلب منا شحنة أخرى، وأعتقد
أن الأمر..
-اسمعي نحن نعلم بما نقوم به جيدا..
لوحت بتلك الأوراق بوجهه وأنا أقول بنبرة غاضبة:
-لم تكلمني بهذه الطريقة..؟
ألقى نظرة جانبية علي، ثم تنهد بعنف وهو يقول:
-أرجوك نحن نعلم جيدا كيف تسير الأمور، لا نريد مشاكل أخرى..
رفعت ساببتي أمامه أحذره:
-اسمع يا بكر أنا أقوم بعملي لا أكثر، وحينما اطلب منك أن تزود الطلب فعليك القيام بذلك
"ثم هممت بالرحيل لأعود و أقول"إن كان هناك من شكوى فلا أحتاج أن أخبرك أن تتوجه
لمكتب المدير..
إنها إحدى المعاناة التي لا تظهر إلا حينما، يرحل البعيد عني، فأصبح ضعيفة كغريق يحتمي بقشة، صعب جدا يا جميلة أن تكوني وحيدة يتيمة المشاعر، تحملين داخلك قلبا يئن وعليك-لانك صاحبته-أن تحميه، وتضمدي جراحه، وتسهري عليه، كيف أفعل وأنا لا أجد الوقت، لأختلي بحزني؟
ولأتابع مسيرتي وحلمي الذي سعيت من أجله، علي أغلف نفسي بذرع الصمود، وأدعي أني قوية.
-تبا لهم جميعا..
رميت بتلك الأوراق على مكتبي، بعصبية وأنا أسب في حين سمعت ضحكة حمزة من
ورائي وهو يحمل كومة من الملفات قائلا:
-ألم أخبرك أن بكر أشد ما يكره أن يأخذ أوامر من شخص، إنه لا يحبذ فكرة أن توقعي على
فواتير الطلبات، وتكوني المسئولة عن المخزن أيضا..
أجبته بتذمر:
-أو تعتقد أني راضية أيضا؟ فماذا جنيت من الوقوف في المخزن وتسلق سلالم الشاحنة
سوى ضربة في ركبتي..؟
-هل جهزت جدول الأجازات؟؟
أراحني تغيير الموضوع، فأشرت له إلى ملف أصفر موضوع على المكتب وأنا أجيب:
-ستجده هناك، أرجوك علقه على حائط الإعلانات، حتى يأخذ الجميع خبرا بذلك
أجاب باستغراب:
-حسنا، لكن أنت غير موجودة على القائمة؟
-أجل لن آخذ هذه السنة إجازة
-ولم؟؟
تنفست بعمق و أنا أجيب:
-لقد رفض المدير، لأني أخذت تلك الأجازة حينما مرضت..
عصر جبهته وهو يقول:
-أووه أجل تذكرت لكنك تتعبين وتحتاجين للراحة
ارتشفت من علبة العصير وأنا أقول:
-وماذا سأفعل لقد كنت أريد أن أسافر لمصر هذه السنة لكنه رفض، ثم لا تنس لا زال
علي أن أدفع تقسيط المستشفى بباريس، وأيضا مستشفى والدتي...
طفت دمعة حارقة فوق عيني "الأمور تزداد صعوبة هذه الأيام يا حمزة
بدا مهتما وهو يسألني:
-هل تحتاجين لمساعدة؟؟
كنت أعلم ما يقصده، لكني يا جميلة بحاجة لدعم معنوي أكثر منه مادي،أحتاج لصدر أضمه فأكسره بشوق وجنون،أحتاج لشخص يقف بجانبي يساندني، لست قوية يا جميلة كما أدعي، لست امرأة خارقة، كما يقال عني في عملي، لست باردة المشاعر كما يصفني أصدقائي، ولست قاسية كما يصفني أهلي، ولست طفلة كما يقول عني البعيد،أنا أنثى يا جميلة تحتاج للكثير من الأشياء. أدعيت أني منشغلة بتعديل ثوبي الأزرق الباهت، وأنا أجيبه:
-لا فالوضع مسيطر عليه، ومنحته ابتسامة رضا، حتى أقنع نفسي بهذا .
جميلة الحياة صعبة كثيرا، والقناع الذي ألبسه بدأ يسع وجهي وأكثر، أحيانا يسقط على غفلة مني، فأتعرى أمام الناس.أخشى يا رفيقة أن أضيع وتضيع سنين أيامي، وأنا أجدني أغلق على نفسي في غرفة الماضي،لتصبح الهمسات الميتة، هي هوائي، ورسائله المحترقة هي زادي،وعينيه بئر أرتوي منه..أخشى أن أصبح كأمي،بعد ثلاثين سنة تعترف لي أن ما يجمعها بأبي هو الاحترام، أكثر منه حبا، وأنها تشعر به رفيق سفر اختاره لها القدر حتى يشاركها المقعد الذي بجانبها،كان اعترافها هذا هو سبب آخر لي في أن أسعى لأعيش الحب، الذي تحدثت عنه ووصفته لي ذات يوم، كنت أشعر أنها تخبئ داخلها عشقا
كبيرا لم تطفئه السنين، كنت أعلم جيدا أنها غاضبة من رجل ما غير والدي، لأنه رحل..
كنت أشعر أنها حانقة على نفسها، لأنها وضبت حقيبة الرحيل لرجل كان حياتها، و لايزال شبحه يسبح بجوفها.
لم أكن ممن يجيدون التعامل مع العالم العنكبوتي، فما يربطني به هو دروسي وأبحاثي، وحينما اشتغلت أصبح موقع اليسا هو ما يعنيني هناك، وأحيانا أعبث بموقع الأبراج،
ساقني القدر ذات صباح ممل، إلى منتدى صدفة وأنا لا أومن بالصدف..
قرأت هناك مجموعة من الكتابات الجميلة، والتي راقتني كثيرا، وفي لحظة حماس قررت التسجيل،لكني لم أعرف كيف.
ثم بعدها فجأة ركبت رقم صديقتي، وبعد قليل جاءني صوتها معاتبا إياي:
-هل قتل يهودي حتى تذكرتني؟؟
ضحكت بسرعة وتوتر وأنا أجيب:
-اسمعي ميري، لا وقت لدي هل تعلمين شيئا عن المنتديات؟؟
علت ضحكتها وهي تسألني بخبث:
-هل شاركتي في منتدى؟؟ أخيرا
مددت يدا مرتبكة إلى شعري:
-بصراحة دخلت صدفة لمنتدى، ولا أعرف طريقة للتسجيل، ففكرت ربما تكون لديك فكرة
ما..
-اسمعي ستتجهين للصفحة الرئيسية وهناك شريط فوق، ستجدين عبارة التسجيل
تابعي الإرشادات، وستسجلين معهم، لكن لا تنسي ابعثي لي برابط المنتدى حتى أتابعك..
فمنذ مدة لم تبعثي للجروب أي جديد لك..
ابتسمت وأنا أنهي المكالمة قائلة:
-حسنا ميري اعذريني سأقفل فليس لدي مكالمة دولية..
-حسنا حبيبتي لكن لا تنسي..
وقبل أن تكمل كلامها انتهى رصيدي، وقد ارتحت لذلك
قمت بتلك الخطوات التي قالت لي عنها ميري، حتى ظهرت لي صفحة كبيرة تصدرها
عنوان بخط عريض
قوانين منتدى همس القلوب
قرأت تلك القوانين بعناية ثم بعدها نقرت على لا أوافق عليها، فجاءتني رسالة تقول:
لا يمكنك التسجيل لأنك لم توافق على القوانين..
ابتسمت ثم قمت بضغط اعادة وعدت لأنقر على أوافق..
بعدها ظهرت لي صفحة لتسجيل بياناتي..
الاسم المستعار: لم أتردد لحظة واحدة، وأنا أكتب اسمي الحقيقي،
سهام..
ثم بعد ذلك كتبت الرقم السري، والذي اعتدت استعماله في كل شيء يخصني، حتى
بطاقاتي البنكية، وبريدي، وكذا خزانة أوراقي الخاصة في المكتب، أصبح الرقم
السري جزءا من حياتي، لا يمكنني تغييره أبدا..

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 31-01-11, 10:41 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أنهيت إدخال كل ما طلبه مني المنتدى، وماهي إلا لحظات حتى جاءتني رسالة إدارية تقول:
مرحبا بك سهام معنا، ستجد رسالة خاصة في صندوق بريدك ماعليك سوى أن تضغط على
الرابط لتفعيل عضويتك..نتمنى لك اقامة سعيدة بيننا..
فتحت بريدي لأجد رسالة تطلب مني أن أفعل عضويتي بمجرد النقر على إحدى الروابط،
وأصبحت ضمنهم..ضمن عالم قادتني إليه أقدامي وأنا الغريبة كليا عنه..ضمن عالم
افتراضي وأنا التي لم تكن تعرف إلا الواقع بحياتهاـ تعاملت بواقعيتي، يا جميلة، كنت سهام التي يعرفها الجميع،كنت أرتب ملامحهم، واعتبر كلمتهم صدق، وردودهم شهادة أقروا بها..
تصفحت قسم الخواطر وهمس القوافي من جديد، وقد بدا لي أن عدد المشاركات قد زادت
لدى أصحاب تلك الخواطر..
لم أطق انتظارا،أحيانا نستعجل الموت الحارق يا رفيقة..
توجهت لملف بجهازي تحت عنوان "خواطري" واخترت خاطرة كنت قد كتبتها ليلة أمس..
حينما علمت بقرار ياسر بعدم عودته، مرة أخرى..
حسنا ربما هي مشاعر حزينة لكنها تصفني فعلا وقد بثت فيها كل مقومات الخاطرة..
حدثت نفسي:
-ألا تبدو تافهة مقارنة بما قرأته هنا؟؟
فأجاب الثرثار كالعادة:
-اووووه لا يا سهام، فقط دعي قلمك يحلق في سماء الابداع، وتناسي يوما هذه التعقيدات..
-حسنا سأفعل..
وكانت البداية يا رفيقة، كنت أشعر أن ذلك العالم يأخذني من كل الرفاق، لم أعد أفتح بريدي الالكتروني، حتى لا أستمع للومهم، وفي كل مرة يتصل فيها أحد رفاقي لدعوتي للخروج معهم أتعذر بألف عذر، حتى وجدت نفسي أغرق في ذلك العالم..
رده كان مختلفا، عن كل الردود، يثير جنوني، وهو يجيبني بخاطرة وكأني أكتب عنه،إن تساءلت وقلت:
-كيف رحلت لتتركني أمتص نهد الحنين؟
أجاب:
-كيف أرحل وانا أسكن القلب والروح،تجدينني تحت زر القميص الازرق الذي تلبسين، اغفو تحت أهداب العين حينما تنامين، أفترش شعرك الأسود..
بالله عليك كيف بالرحيل تغنين؟
أجبرني على الرد، لتصبح كتاباتنا رسائل نوصي الوهم أن يحافظ عليها، ويوصلها قبل وقتها، أخبرتك أنه قد بعث لي برسالة يوم عيد ميلادي، أخبرني فيها أنه افتقدني،
بعد وصول تلك الرسالة الأولى منه، بدأت أطوي مسافات البعد بيننا لأكون بقربه، وأنا التي هربت من بداية حب قد يلقي بي من سابع سماء العشق إلى وحل الفراق، والدموع تمطر على أرضي دون توقف..
وفور عودتي، سارعت لأبعث له برسالة سرقتها من بركان مشاعري النشيط،
أتمنى أن تكون بخير
أسعدني السؤال عني، كثيرا
انا أيضا افتقدتك وافتقدت شرب القهوة معك
سهام

ثم بعدها وضعت خاطرة كنت قد كتبتها،والتي كنت أقول فيها:

كنت حينها عائدة لثوي من حفلة عيد ميلادي
حينما قرر أصدقائي الاحتفال به على طريقتهم
تلك الموسيقى الهادئة التي أعشقها، والبحر
والرمال، الذهبية
وكل من نعرفهم ولا نعرفهم كانوا مدعوون
ليرقص الجميع، على أنغام الموسيقى
وتتعالى الأصوات فرحا...بيوم ولدت فيه
بعيدا عنهم في مكان ما كنت تجدني واقفة
اترقب الزمن، وأبتسم بخجل لكل من تصادفه عيناي
وسؤال واحد يشغلني، ويربكني، ترى ما الذي يفعله
الآن؟؟ هل شعر بغيابي؟؟ ترى مالذي فعله حينما استيقظ
ونزل لغرفة الجلوس الصغيرة، ولم يجد قهوته مجهزة،
ولا جريدته الصباحية هل بحث عني؟؟
كم أكره الوقت..كم أكره الانتطار..
وكم كنت اعشق الحفلات سابقا..
لكني الآن لا أشعر بوجود كل من حولي..
لا أنكر أن الحفلة رائعة جدا..
لكني كنت أتمنى أن اكون معك..
ولكنت تخليت عن البحر، عن الموسيقى
عن الهدايا..وعن الشموع ..عن كل شيء جميل..
فقط لاستمتع وانت تقص علي كيف أنهيت
فصول روايتك الأخيرة مع كل النساء..
فقط لاخبرك أن أجمل ما حمله يومي
كانت هديتك...
حينما سمعتك وأنت تهمس لي

افتقدتك..

الآن وأنا أقرأ تلك الخاطرة أحس وكأنها تافهة، لغتها ركيكة جدا، ليست كتلك المشاعر
أبدا التي كانت تحملها..
رغم أنها كانت في السابق رمز سعادتي..
لم يطل بي الأمر حتى شاهدت على بريدي، إعلاما بوصول رسالة
وقرأت بسرعة،لم أمنح نفسي فرصة التأكد..
لديك رسالة من منتدى همس القلوب..
وبقلب سيتوقف نبضه في أية لحظة سارعت للمنتدى..
تصدقي لما وصلتني رسالتك كنت عم اشرب قهوتي
سعدت بعودتك..
نورت المنتدى
.
.
.
سراب الحب

ترددت هل أبعث له ردا؟؟ لكني غيرت رأيي فماذا سأخبره كيف كانت قهوتك بسكر أو بدون؟؟
لم يعد لي ما أكتبه..فاكتفيت وقتها بتلك السعادة وذلك التطور..
بعد ازيد من شهرين هاهو قد قرر أن يتواصل معي اكثر..ويكون أقرب..
ولم أنم حتى قرأت رده تلك الليلة..
هل تعلمين يا حبيبة عمري؟؟
هكذا سميتك..
أحب أن تكوني دائما استثنائية في حياتي..
قبل ان أكتب لك الآن..
محوت من أسطري، ألف حرف، وقتلت ألف
كلمة..
لم تصلك..لم تصفك..
في غيابك تاهت الكلمات..
وانتحرت الحروف..
لتسكن علامات الاستفهام حياتي..
ويحتل الفراغ أوراقي..
لم أكتب شيئا..
خواطري ماتت..
وقصائدي علقت حتى إشعار آخر..
غيابك عني في ذاك الصباح..
غير مجرى الدم في عروقي..
حتى قهوتي..
لم أشربها..
حتى جائتني رسالتك تقول:
ما بالك أيها الأمير..
هادئا..
ما بالك أيها الملك
غائبا..
أو لا تعلم أن القهوة لا تشرب
إلا وهي للسان حارقة؟؟؟
وقتها زارت الشمس
سمائي..
وقتها عادت حروفي
وولدت لأجلك ألف قصيدة
وألف خاطرة..
هذه المرة ستكون استثنائية..
جدا..
اعدك لن ترحلي..
هذه المرة
لن ترحلي
....


لست أدري ما الذي يحدث به نفسه الآن حينما يزوره الحنين إلى رسائلنا، هل يشعر بأن تلك المشاعر كانت تافهة؟ هل يهزأ من نفسه لأنه كتب شيئا كهذا؟ هل يشعر أن كتاباته كانت تافهة؟ هل تطور أسلوبه أكثر؟ والسؤال الذي يقتلني، هل أصبح له حبيبة عمر أخرى؟
أخشى الاجابة يا جميلة، اخشاها كثيرا..
أجبته،

كنت وقتها جالسة في حديقتي الصغيرة
احتسي فنجاني بهدوء كما هي عادتي، كلما زارني طيفك..
حينما سمعت طرقا خفيفا على باب غرفتي..
وفتحته..لأرى من أقلق هدوئي..
فلم أجد سوى الرياح تعانقني..بشوق..
وقبل أن أطردها وأغلق الباب..
وجدت كومة من الرسائل..
الملقاة على الأرض..
حملتها بين يدي..
وقلبتها أناملي بلا اهتمام
حتى توقف قلبي فجأة..فادركت
أن اسمك مر مزينا عيوني..
ككحل عربي..
اصيل..
وعدت أبحث فيها من جديد..
وبارتعاشة الفجر الخجول..
فضضتها..
كانت حارقة كالشوق بين ثنايا صدري..
وكالخوف بين روحي، وقلبي..
كل شيء فيك..مختلف..
كل شيء كنكهة فنجان القهوة الصباحي..
حتى رسائلك مختلفة..
حتى تساؤلك مختلف..
لن ترحلي..
تلك الكلمة علقتها على قلبي...
وزينت بها غرفتي..
حتى وسادتي..
ضممتها إلي..
وانا أسر لها..

لا لن أرحل..

وها أنا يا جميلة جمعت حقائب الرحيل، ووضبت ملابس الغياب، عنه تاركة ذلك البيت الذي جمعنا بصمت، عدت قراءة رسالته الأخيرة ليلة أمس، يا جميلة..وتساءلت:
هل هنا توقفنا؟؟هل هنا شيعنا جنازة قلبينا،
بحبك سهام؟؟؟؟وما أقدر انساك لحظة؟؟ يا عمري والله والله مافي غيرك في حياتي؟؟
أليست هذه كلماته؟؟ ألم يقسم دائما أنه لا يكذب، ألم يحلف
وحياتك..وحياتك يا سهام بحبك..بموت فيك وما بقدر أعيش من غيرك

أهنا ننتهي؟؟
ودفنت وجهي بين يدي وبكيت..
بكيت سنة كاملة من الحب والعذاب، من الشوق ومن الجنون..
بكيت سنة كاملة ودعتها من حياتي، لأعود بلا فائدة..
اللهم إلا ذنوب أثقلت كاهلي...
بكيت سهام التي تغيرت، بكيت سهام التي خانت، بكيت سهام التي ضاعت..
بكيت سهام التي تنكرت لأصدقائها وأفنت أيامها أمام شاشة الكمبيوتر تنتظر اتصاله
بكل عبط، وبكل ماتحمله الأنثى من شوق، لتقتل ثقة أهل كانوا يقسمون على أنها لا تخفي عنهم كلمة واحدة...
نادمة؟؟
لا لست نادمة بقدر ما أنا مستصغرة لنفسي، أحببته كما لم أحب شخصا، رسائله لا أزال أحفظها، ما ألمني هو أين أنا؟؟ وأين نفسي وكيف قمت بكل هذا..؟
ما ألمني هو هذا القلب الذي أفنيته وقتلته عشقا، جعلته يقفل الباب عنه، ويتلوى كالمكلوم، كئيب قلبي بدونه، دموعي لا تتوقف يا جميلة أقسم لك وأنا أكتب الآن إليك تمطر زخات على خدي المحروق، كنت غبية جدا، وكأني امراة تعيش المراهقة في وقت متأخر..
الآن وقد انتهى كل شيء أحببت أن أعيد حكايتي معه..جنوني به..وسذاجتي التي
رافقتني..معه..
لم يكن لي سوى دموعي هي من تشهد علي..وصوت إليسا يطربني" حبك وجع"
وفري صديقي الوحيد الذي يعرف كل شيء وأحمد الله أحيانا لأنه لا يستطيع البوح..
لا أتستطيع ياجميلة أن أكتب قصتي معه، فمن سيقرأني دون أن يحاكمني، دون أن ينهال علي بسوط اللوم، ويقسم ظهري به..
هل هناك من سيسمعني دون أن يلبس ثوب القاضي؟؟ ويحكم بدلائل العقل، ليزج بي في
سجن الخطيئة؟؟
ويأمر بوأدي؟؟
هل سيلومني، يوما؟؟
ويطالب بصفعي؟؟متهما إياي بخيانة أهلي..
ربما الآن هو يقول أنه يحبني..لكن بعد خمس سنوات من الآن؟؟ بعد عشر سنوات؟؟
حينما تكون له حياة أخرى، مع إنسانة أخرى،ويعيد ملامحي ويعيد جنوني ودموعي
واتصالاتي كلما قررنا الابتعاد؟؟
هل سيلومني؟؟
كم سأكره نفسي وقتها؟؟؟
كم سأبخس نفسي حينها؟؟؟
أغمضت جفني أخيرا، وأنا أتأمل فري صديقي الذي لا يزال مستيقظا، يطربني بصوته
الرقيق أو ربما هو يحدثني ويذكرني بمدى غبائي..
تأوهت بوجع، يعتصر قلبي، ويستنزف قوتي..
ككل ليل أقضيه بدونه، كان الحزن رفيقي والدموع تنساب على خدي، مذكرة إياي بألمي
ضممت وسادتي بقوة وبكيت بحرقة، إلى أن أشرقت شمسي..
وكعادة تلك الصباحات التي تأتي بلا هو، تنفست غبار الذكرى، وتحسست أثار الألم،
وشاهدت احتضار قلب، يئن بداخل صدري..
ببطء شديد قمت بكل ما أقوم به كل صباح، الحديث الصغير مع فري، الهروب
من جديد من عيني والدي، ثورتي في ذاك الصباح على أختي الصغيرة، واستحمامي،
لصلاتي، لتغيير ملابسي وتصفح بريدي..
لا جديد..
وحتى لو هناك جديد فأنا لم أشعر به..
بدا لي كل شيء ذاك الصباح يسير ببطء، ويثرثر كثيرا، كثرثرة ذلك الثرثار بعقلي
سائق السيارة، الراكب الذي زاحمني هذا الصباح، أبواق السيارات إزدحام الطريق،
بل حتى يوسف حارس الشركة ثرثر وغامر ذاك الصباح بصمته ليسألني عن حالي وإن كنت مريضة هذا يعني أن حالتي سيئة جدا، ولم ينفع كريم الأساس في تغطية ذلك الشحوب بوجهي..
أخيرا جلست بمكتبي..
لأنعم بالقليل من الصمت الذي أتمناه..وأنا أسأل نفسي:
-لم لا أكتب رسالة لجميلة..
وفتحت فورا جهازي وأنا ذا أكتب لك يارفيقة:
ليت تلك المشاعر ظلت رهينة الورق، ولم أسع لأن تتحرر ذات يوم، ليتني حينما قرأت رده على موضوع بقسم الحوار وقرأت رده الصريح،
هالتني تلك الجرأة في الرد..
وعرفت أني المقصودة:

"حينما يبلغ بك الافتتان بأصحاب الأقلام، حد نكران ذاتك
وتخليك عن كل شيء كرمالهم..
ويصل شغفك حد افتقادهم، في حين انك آخر همهم
حينها فقط، تكون انت وليس غيرك من يتحمل مسؤولية
مشاعرك التي لم تحسن السيطرة عليها..
وفي الأخير مافي حدا يتحمل أخطاء غيره، كل واحد مسؤول عن مشاعره
ولما تقول لشخص افتقدتك لا زم تكون متأكد إنه يستحقها.."


سأتوقف هنا يا رفيقة على أمل اللقاء في رسالة أخرى
صديقتك روح أو سهام كما تشائين.








 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t154547.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-01-11 08:50 PM


الساعة الآن 03:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية