كاتب الموضوع :
لا اريد مجاملة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم
تفضلوا الجزء واسفة على التأخير
ولي عودة للرد على تعليقاتكم القيمة
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
وها أنا ادنوا من خطوتي التالية وقبل أن أصل لبيت سيف التقيت بماجد الذي كان يود الكلام ولكني صددته بنظرة غاضبة
لا أدري لما أجد في نفسي قسوة على هذا الشاب
ربما لان المصيبة التي وقعت لنا كبيرة وتصرفاتها بعدها كانت ناتجة عن عقل صغير
هداه الله
دخلت لبيت سيف من باب المطبخ المشرع دائما
طرقت الباب الداخلية وجاءني صوت سهيلة قائلا : أيها الطارق تفضل فأنا وأبو حارث في الصالة
ونفذت ما طلبت ودخلت
وما أن أصبحت على مرمى بصرهما حتى نهضا من جلستهما وحضروا لاستقبالي
واعتذرت سهيلة على طريقتها باستقبالي قائلة : أنها كانت تظنني ماجد الذي طال انتظاره لحارث واتى يستعجله
قلت لها : لا داعي للاعتذار فأنا لست غريبة ولم يكن الاستقبال بهذا السوء
علقت على كلامي قائلة : ان دخولك علينا يزيد البيت بركة خالتي
أجبتها بامتنان: حفظك الله وسهل لك أمورك
وجلست حيث يجلسون وإمامهم مائدة مُلئت بالتمر والجوز والشاي والمعجنات في جلسة اعتادوا عليها عصر كل يوم
قدمت لي سهيلة كوب الشاي
وقربت مني ما موجود على مائدتهم
وبدأنا كلامنا ونحن نتدفأ بالشاي ونستلذ بالمعجنات التي تعدها سهيلة
ابتدأت الكلام موجهة الكلام لهما وقلت : ما رأيكما أن تم تجاوزكما وخطبت رانية مني
كانت علامة الدهشة مرسوم بشكل واضح على ملامحهما
قلت قبل أن يتكلما : هل أصلح لهذا ام لا دخل لي
أجابت سهيلة بسرعة : خالتي ماهذا الكلام أنتي أمنا جميعا ولن الشرف أن تخطب رانية منك
ثم أردفت كل ما في الأمر أنني تفاجئنا قليلا ً
ثم قال سيف : أمي أنت تعرفين جيدا بمدى فرحتي بعودتك للاهتمام بشؤوننا وان لم أبدي هذه الفرح فأنت بالتأكيد تعرفيها
ولكن يا أمي رانية مصرة على إكمال دراستها ولا ترغب بالزواج
وأنا أخبرك بصراحة لن اقبل أن تجبر أبنتي
أن كان الشخص يستحق واقتنعت به رانية
فكلامك يمشي دون أدنى شك اما أن لم تقتنع فالتمسي العذر لي يا أمي
أجبته : بارك الله فيك بني الشخص يستحق ورانية أتركها علي
أجاب : على بركة الله ولكن اخبريني من هو
أجبته :أنه عبدالرحمن الـ .. والدته طلبت مني مفاتحتكما وبعدها يتقدموا بشكل رسمي
توسعت عينا سيف بفرحة : وقال ونعم الرجل
ولكن ما كنت أتوقعه حصل عندما قالت سهيلة : ولكنه متزوج ولديه أبناء تقريبا بعمرها أفكاره لن تكون أفكار شباب مطلقا ً فهو اعتاد على حياة الكبار
قاطعها سيف : أنا وافقت رانية فلا يوجد ما يمنع هذا الزواج
ثم أردف قائلا هذا الرجل نسبه اشتريه بالمال فكيف ارفضه وقد جاء يطرق بابي
وماهذا الكلام تفكيره تفكير كبار ,قالها سيف مستهزئا ً
ثم أردف بحزم الرجل كلنا نعرفه ونعرف ظروف زواجه لو كانت زوجته على قيد الحياة لما وافقت مطلقا ولكنها رحلت رحمها الله ومن حق عبدالرحمن أن يحيا حياة الشباب التي حرم منها
ثم قال موجها ً كلامه لي : امي أنا موافق بعد موافقة رانية
وخرج دون أن يسمع لسهيلة
شعرت بتأنيب ضمير اتجاه سهيلة
وقلت لها بصدق : سهيلة أنا آسفة لتصرف سيف يبدوا أنه كان يتمنى هذه الخطوة من عبدالرحمن
أجابت بحركة من رأسها بمعنى نعم ثم قالت : انه لولا رفضي لعرض رانية على عبدالرحمن لعرضها منذ زمن سيف عند عبدالرحمن ويتوقف تفكيره , يجده إنسان مثالي
ولكن خالتي أنا لا أجد فيه زوجا ينعش شباب رانية أجده سوف يضيف كهوله لشباب رانية ويفقده بريقه
أجبتها : ماهذا الكلام أنه رجل ولا يوجد رجل يضيف كهولة على المرأة ما لم تكن لديها استعداد لهذه الكهولة
ها أنت ِ مثلا اكبر من سيف بثلاث سنوات هل شعرتي يوما أن سيف ضعيفا إمامك وفرق العمر بينكما مؤثر على حياتك
هل أستصغرتي سيف يوما
هل نظر لك سيف يوما بنظرة تدل على انه يشعر بك كبيرة عليه
عزيزتي عبدالرحمن شاب يريد الزواج دعي تجربته السابقة خلف ظهرك ولا تفكري بها هو رجل يريد أن يعيش شبابه واختار أبنتك شريكة له
أجابت سهيلة بعيون شاردة : وأبنائه ,لديه ولد وبنت الا تجديهم عقبة في حياته وحياة زوجته ومدخل للمشاكل
أجبتها : وهل المشاكل تحتاج مدخل ,هل الزوجان اللذان يسكنان وحدهما لا توجد بينهما مشاكل
أجابت : خالتي هذا وضع مختلف
أجبتها بحدة : أنت ِ تضعين العراقيل
أجابت : لا أجد فيه زوجا يسعد أبنتي
أجبتها : وهي تجد فيه زوجا يسعدها
سقط كوب الشاي من يد سهلية ولم تبالي به
لأنها قالت بصوت مخنوق : خالتي هل رانية على علاقة به
ثم وضعت يدها على رأسها وقالت فضحت والدها
أجبتها بتحذير : لا تتفوهي بكلام لا وجود له الفتاة لا علاقة لها به ولكني كلمتها قبل أن أكلمكم وهي موافقة عليه وشعرت بها تميل له
هذا فضلا عن علاقتها القوية بابنته
ثم قلت : وأظنك تعرفين بهذه العلاقة
أجابت بحسرة :الفتاة لعبت بعقل أبنتي وأقنعتها بالزواج من والدها
أجبت : أبنتك لا تحتاج من يلعب بعقلها ابنتك أحبت عبدالرحمن
ثم قلت بلهجة تبعث الخوف بنفسها : هل ترغبين أن تصبح علكة تتناولها الأفواه
لأنك أن رفضت سوف تتأثر نفسية أبنتك وعندها يربط تأثرها بخطبة عبدالرحمن
ويقال أبنة فلان احبت والد صديقتها الذي تقدم لخطبتها وتم رفضه دون سبب
وتفتحين علينا أبواب نحن في غنى عنها
الفتاة تحبه والرجل أخلاقه وسمعته ووضعه كلها جيدة جدا
فالرفض في هذه الحالة ضرب من الجنون وقلة فهم
اخبريني سهيلة ما رأيك
كانت سهيلة شاردة الذهن ولم تجبني
ولكنها نهضت
دون أن تستأذن وبعد اقل من خمس دقائق جاءت برفقة رانية
جلست رانية منكسة رأسها بينما سهيلة هناك بركان داخلها رسم لوناً احمر على ملامحها
قالت سهيلة موجهة الكلام لرانية : هل عبدالرحمن هو سبب رفضك لخطابك
كان الصمت سيد الموقف
وسهيلة رددت كلامها بغضب
قاطعتها قائلة : سهيلة ما بك لما تتصرفين هكذا
قالت : خالتي قدري وضعي أريد أن اسمع منها وأنا انتظر الجواب
وأتاها جواب رانية الخافت عندما قالت : أمي لن اقبل به دون رضاك ِ
لأني أريد التوفيق في زواجي به وأن قبلت به دون رضاك فلن احصل على ما أرجوا
ونهضت وقبل أن تنصرف قالت : أخبري والدي أني غير موافقة وانهي الموضوع ولا تتكلمي به معي أبدا لأنه انتهى تماما بالنسبة لي
ثم قالت بغصة :وليؤجل حديث الزواج الى ما بعد تخرجي
وخرجت وتركتنا ننظر للفراغ الذي خلفته ورآها
التفت الى سهيلة قائلة :أيرضيك ما حصل
قالت بغضب : صغيرة ولا تعرف مصلحتها
أجبتها : ألم تكوني صغيرة ذات يوم مثلها وتعلق قلبك بشاب اصغر منك
هل تذكرين أم نسيتي
أربطي الموضوعين معا وتخيلي أنك فقدت حب ذلك الشاب وكانت أمك ِ السبب
حاولت المقاطعة ولكنني أسكتتها بحركة من يدي
وقلت لها : لو كان عبدالرحمن رجل هناك ما يعيب أخلاقه او التزامه الديني أو أن يكون عاق بوالديه او متهاون في تربية أبنائه او متهاون بسمعة أبنتك
لكنت أنا أول من يقف معك ويشجعك على رفضه
ولكن عبدالرحمن عكس ماذكرت
وفي النهاية هي أبنتك
استأذنت منها وهي لم تحاول إيقافي
عدت إلى منزلي وأن اخشي أن تتحول خطبة رانية إلى مشكلة بين سيف وسهيلة وتكون نفسية الفتيات هي الضحية لأنهن يتأثرن كثيرا ً في توتر الأجواء بين سهيلة وسيف
هذا ما لاحظته في تلك الأيام التي كان فيها سيف في قمة توتره من قضية خلود
لذا قررت أن استدعي سيف لمنزلي لكي أنبهه على اخذ سهيله بالطيب والكلام الجميل
من اجل أقناعها
توجهت للحمام لكي استعد لصلاة المغرب وبعدها اتصل بسيف
أنهيت صلاتي المتبوعة بقراءة ما تيسر من القرءان واتصلت بسيف
الذي كان على مقربة من المنزل عائداً من الجامع
دخل سيف واستقبلته هند بحفاوة وهو كعادته لا يقصر معها يعطيها مبلغ من المال
ليس بالبسيط لذا تطير من السعادة عند رؤية سيف
تقدم إلى حيث اجلس وجلس بقربي
سألته إن كان يرغب بتناول الطعام معي
أجاب بوقتٍ آخر لأن سهيلة سوف تفسر الأمر وكأنه زعل وتحدي وهو يريد أن ينهي الموضوع على خير
استحسنت رأيه وهذا شجعني أكثر لفتح الموضوع معه
قلت : بني سيف أرفق بسهيلة فهي أم وتهمها سعادة ابنتها
لا ترغمها على القبول بهذا الزواج وخذها باللين واللطف
أجاب بأريحية عالية : امي سهيلة عندما تصبح عصبية تكون قراراتها غير واعية لذا لن أنقاش الموضوع معها وهي بهذه العصبية وبنفس الوقت أن لم تفرغ عصبيتها تبقى تغلي من داخلها ولن تتوصل لنتيجة عقلانية في قراراتها
ثم قال بضجر :لذا علي أن أجد طريقة لكي تفرغ سهيلة عصبيتها وبعدها نتناقش بالموضوع
كنت صامته فهو أدرى بطباع زوجته ..لأن سهيلة بالنسبة لي امرأة ذات عقل موزون
بينما من يصفها سيف امرأة يتحكم بها غضبها
عموما نحن البشر لنا أمزجة متعددة وأحيانا ًنظرتنا لمشاكل الآخرين فيها عقلانية أكثر من نظرتنا لمشاكلنا
قلت له : رانية تأزمت كثيرا فهي لا ترغب بمشاكل بينك وبين والدتها لذا قالت بحضور والدتها أنها لاترغب بهذا الزواج
أجاب بثقة : امي لا عليك سوف يصلك ما يسعدك ما دامت رانية موافة والرجل لا يوجد ما يعيبه
سهيلة وتفريغ غضبها هي مسؤوليتي وبعدها سوف تعود سهيلة العاقلة التي تعرف كيف تتخذ قراراتها
أجبته مازحة : أهل مكة أدرى بشعابها
ضحك قائلاً : أصبتي أهل مكة أدرى بشعابها
ثم أردف : ألم يأخذك الشوق لها
قلت له بصدق : وهل ينتهي شوقي لها
قال : استعدي في العطلة الصيفية سوف اصطحبك أنتي وسهيلة أن شاء الله
قلت له : بشرك الله بالخير دائما , سوف استعد منذ الآن
نهض وقبل رأسي وودعني قائلا : دعواتك فليس من السهل تفريغ غضب سهيلة
قلت له : سهل الله لك كل صعب
وانصرف بحفظ الله
بعدها تناولت عشائي وجلست مع هند وهي تتابع تلك المسلسل التي أذهبت بعقلها تماما
وخطرت لي فكرة قررت أن أطبقها عصر الغد فكلام مثنى عن الزوجة الثانية أقلقني وخطوبة رانية أشغلتني عنه
وانتهى اليوم وجاء صباح اليوم تالي لاجديد فيه سوى أنه ثقيل جدا لأنني كنت فيه مترقبة لإخبار سيف مع سهيلة وكنت اعد الساعات لكي يأتي العصر
وكانت عيني لا تتوقف عن النظر الى الساعة
حتى قيلولتي البسيطة لم استمتع بها
وبمجرد أن أصبحت الساعة الرابعة ارتديت عباءتي وتوجهت لمنزل مثنى لأرى كيف يعيش مع سندس وما سبب تفوهه بذاك الكلام
طرقت بابهم وأتاني صوت سندس قائلا : من الطارق
أجبتها :إنا أم سيف
فتحت الباب بسرعة وقبلتني بكل احترام
وطلبت مني الدخول بكل احترام
سندس إنسانة ذات أطباع خاصة , حتى عندما ترحب بي يبدو ترحيبها لمن لا يعرفها فيه جمود في حين أنا اعرف جيدا أن طبعها هكذا لا تستطيع أن تظهر أكثر من هذا
أهم مافي الموضوع أنها إنسانة ملتزمة ومرحة وجلستها خالية تماما من الغيبة والنميمة
هي من الناس الذين لايمكن معرفتهم ألا أذا تمت معاشرتهم
أدخلتني صالة المنزل ووجدت الصغار رغد وعاصم قد افترشوا الأرض وحولهم إصباغهم ومندمجين بالتلوين
وما أن رأوني حتى قفزوا مرحبين بي وبعدها احضروا رسومهم لكي أكون حكم بينهم أيهم أفضل
وكم هي مهمة شاقة يصعب ان يحكم بها لذا فضلت التهرب منها وقلت لهم عندما تنتهي كل أوراق دفتر الرسم سوف اطلع عليها واحكم من هو الأفضل
عندها قالت سندس : إذن الدفتر سوف تنتهي أوراقه غدا
قلت بدهشة :غير معقول
أجابت :معقول جدا لان هذا عاشر دفتر رسم ينتهي منذ بداية العام الدراسي
ضحكت من أعماق قلبي عندما نظرت الى حيث يجلسون ويتسابقون بالرسم من اجل نهاية الدفتر
وقلت لسندس : اتمنى أن يجدوا حكم غيري
قالت ضاحكة : لن تفري منهم مطلقا سوف يطالبان بأن تحكمي بينهم ولو بعد سنة
بعدها استأذنت لان تريد أن تغير ملابس قبل أن يأتي مثنى
واستغليت الوقت في مشاهدة صالة المنزل الكبيرة ا البسيطة بأثاثها والنظيفة جدا وفي كل ركن فيها توجد نيته من نباتات الظل هذا فضلا عن بعض الأصص المنتشرة هنا وهناك أعطت للمكان جوا ربيعيا رغم المفارش والمدفئة التي تؤكد على أننا في فصل الشتاء
قطع علي تأملي دخول سندس التي كانت ترتدي ثوب منزل رائع وبعض الحلي التي تصلح أن ترتدا في المنزل مع لمسات بسيطة من الماكياج تتناسب مع لون ثوبها الفيروزي
جلست بقربي وقالت : اليوم سوف تتناولين عشائك عندنا
حاولت الاعتراض ولكنها قالت : لن اقبل ان تعتذري فهذا الموضوع أفكر به منذ وقت طويلة وهاهو أتاني على طبق من ذهب بحضورك
ثم قالت بمرح يتناسب مع شخصيتها : الا ترغبين بمعرفة أن كنت زوجة جيدة لأبنك ام زوجة تنغص عليه حياته
أجبتها : ما أره أمامي يدل على أن مثنى وفقه الله بزوجة صالحة
أجابت بمرح : لا تغرك المظاهر
ضحكت على تعليقها وقلت : أنتِ ادري بنفسك
بادلتني الضحك وقالت : يبدوا أني سوف أعطيك فكرة غير جيدة عني
أجبتها: لا عليك لن تتغير فكرتي عنك أبداً
وبدأنا تبادل الحديث المتشعب عن عملها وكيف فضلت الجلوس بعد الظهر في المنزل رغم الربح المادي الذي يمكن أن تحصل عليه أن عملت فترة مسائية
لأنها تجد في العمل المسائي إرهاق لها سوف يؤدي إلى تقصيرها بحق منزلها
لذا فضلت الجلوس بالمنزل من تلقاء نفسها دون تدخل مثنى بالأمر
وما أن نطقنا اسمه حتى سمعنا صوته
وهو يطلق صرخة أخافنا فيها وتعالت صرخات طفلاه اللذان ما أن سمعا صوته حتى تقافزا لاستقباله وكانت رغد أسرع من عاصم لحضن والدها الذي استقبلها بين ذراعيه واخذ يدعك وجهه بوجهها وهي تضحك تارة وتتألم من لحيته تارة أخرى
وسندس تقول له :سوف تملئ وجهها بحب الشباب في وقت مبكر أن واصلت هذه العادة
أما عصام فكان يسحب قدمي رغد لكي يوقعها أرضا ويأخذ مكانها
انزل مثنى رغد وهو يلهث ويقول :الحلويات التي تأكلينها سوف تكون سبب في عدم قدرتي على حملك
ابدت رغد انزعاجها وفرح عصام بتعليق ابيه واخذ يقول لها :رغد الفيلة
نهره مثنى وصمت عصام باستياء
كل هذا حصل ومثنى لم يراني لأن كنت اجلس في لأريكة التي تعطيه ظهرها عندما يدخل
ولكن سندس نبهته قائلة: مثنى انظر من جاءنا اليوم
أدار وجهه يبحث عن الزائر قرأني ونظر لي نظرة خبيثة فمثنى لا تخفي عليه خافية
وتقدم الى جهتي وقبل رأسي واحتضنني قائلا : تفتقدين حضن رجل وأخشى أن تبحثي عنه في مكان آخر لذا سوف أعوضك
دفعته ناهرة له وقلت : لن تتوب مطلقا
وأيدتني سندس بقولها :لن يكون مثنى أن لم يطلق هذه الكلمات
واستأذنتنا لكي تعد العشاء
وبقيت مع مثنى الذي ما أن غادرت سندس حتى قال : هل جئتِ لكي تطمأني على الوضع
قلت له : والوضع فوق الجيد جدا ولله الحمد ولكن هنالك من لايحمد الله على نعمه
أجاب :لقد أخذتي كلام على محمل الجد
اجبته :لأن كلامك اغلبه مزح ويتحول بعدها إلى جد
أطلق ضحكة عالية وقال :أمي قلت لكِ هي فكرة
سندس إنسانة رائعة وحياتنا سعيدة لاتخلو من منغصات هنا وهناك لاتوجد سعادة كاملة
ولكن فكرة الزوجة الثانية أحيانا تطرق رأسي كتجربة
أجبته : سعادتك لا تستحق أن تمررها بتجارب غير مضمونة النجاح
ثم قلت :بني مالذي حصل حتى تطرق هذه الفكرة بابك
أجاب ب آه طويلة : انه حب مراهقة وجدته أمامي في فترة النضج
أجبته باستنكار :وهل عدت مراهقا لا توزن الأمور فيأخذك هذا الحب بجنونه
أجاب :أمي قلت هي فكرة ولن تأخذني بعيدا هل تعرفين لماذا
نظرت له بمعنى أكمل
قال :لأني اشعر بنفس كالخيل الجامحة التي وضعت في مزرعة جدارها من ألواح خشب متفرقة ولكنه جدار عالي ينظر للحرية من خلاله ولكنه لايستطيع تجاوزه
فيقنع أخيرا بالترويض
أجبته بحيرة :بني ولكنك لست محتجز أنت رجل كونت نفسك وحققت طموحك وسندس شاركتك الطموح والدراسة وكانت اختيارك الذي لم تقبل النقاش فيه
تزوجت صغيرا وأكملت الدراسة معها
خطوات حياتك كلها كانت سندس رفيقتها فعن أي احتجاز وحب مراهقة تتكلم
أجاب بعد أن نظر لجهة المطبخ لكي يتأكد من خلو المكان من سندس : هل تذكرين وداد ابنة أستاذ سالم الذين كانوا يسكنون بالقرب من بيت جدي القديم
تذكرتهم وقلت له ما بها
قال :كانت فتاة أحلام كل مدرستنا فلقد كانت في الصف الثالث متوسط ونحن في الخامس إعدادي كانت في منتهى الجمال وتعرف نفسها جميلة لذا كانت تتعمد تحريك شعرها بدلال وتطلق الضحكات مع زميلاتها وترمي الشباب عندما يقتربوا منها بنظرة تعالي تجعلهم يتراكضون خلفها
كنت أنا منهم
قلت له : الا تجد أن الموضوع قديم على ما اذكر الفتاة تزوجت بأبن عم والدتها
قال : نعم تزوجت وهجرها زوجها تاركا ً خلفه 6 أطفال هي معليهم الوحيد لا يوجد من يتحمل مسؤوليتهم
اقتطعوا لها أهلها جزء من حديقة منزلهم وشيدوا لها منزلا بعد أن باع زوجها منزلهم وهرب
قالت له بتساؤل :وكيف عرفت بقصتها ؟؟؟؟
قال بتردد : هي تعمل معي بالصيدلية
أجبته بتأنيب : مثنى هل جننت
أجاب بتروي :أمي لاتأخذك الأفكار بعيدا فهي امرأة ملتزمة جدا لا علاقة لها بتلك الفتاة التي تسعى للفت أنظار الشباب
لازلت تحتفظ بجمالها ولكون المسؤولية ألبستها ثوب الوقار لم أتخيلها مرتدي لها مطلقا فلو اخبرني احدهم أنها أصبحت راقصة في احد ملاهي الليل
لصدقت أما أن تكون ماهي عليه فهذا امر شتت افكاري
ثم قال بهمس : أسرت قلبي بألاعيب المراهقة سابقا وأسرت عقلي بوقار الكبار اليوم
أجبته : وكبف وصلت لك
قال : عن طريق شريكي فهي تقرب لزوجته وهي من توسطت لها لكي تعمل عندنا
ثم قال :امي هي فكرة راودتني فقط هل تجدين من السهل تحقيقيها
المرأة متزوجة ولديها 6 أطفال أكبرهم على مشارف الجامعة وأصغرهم بعمر عاصم
امي لاتأخذك الأفكار بعيدا سندس زوجتي التي أحب
ولكني أمر بمرحلة تخلخل ليس ألا لاتشغلي أفكارك
قلت له : هداك الله بني وأراح قلبك بما فيه صالح لك
أجاب بنبرة جادة : أكثري من الدعاء فولدك بحاجة له
دخلت علينا سندس تدعونا لتناول العشاء
وفيه اكتشفت كم مثنى محظوظ بهذه العائلة الجميلة
أتمنى أن يعود لعقله ويحافظ عليها
أستغفر الله وأتوب أليه
|