كاتب الموضوع :
لا اريد مجاملة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
وبمرور الأيام اكتشفت أن كلامي لم يذهب أدراج الرياح
فلقد التزمن به وأسم خلود انتهى ولكن رؤية طفلتها الصغيرة يعيد ذكرها رغما ً عنا
صغيرة لا ذنب لها سوف تكبر وهي تحمل ذنب كبير عليها ,يرافقها للكبر
سوف تكون متهمة دائما وأن كانت بريئة دائما
انطوت صفحة خلود ولن نعود لها
بدأت التغير رويدا رويدا
أصبحت أتردد على منازل أبنائي بين فترة أخرى في زيارات أثارت الدهشة أولى الأمر وبعدها أصبحت روتينية وعادية
وكانت أول زيارة خرجت بها من منزلي هي لبيت ابني والد خلود
ذهبت لهم صباحا بعد أن سألت سهيلة وأخبرتني أن أبراهيم ومريم يبقيا وحدهما صباحا ً بعد أن يذهب أولادهم الصغار للمدارس
خلود البنت الكبرى وقبلها أخاها ماجد الذي يكبرها 4سنوات ومن ثم توأم أولاد عمرهم 8 سنوات
طرقت الباب واتت مريم وفتحت الباب وسط دهشتها من زيارتي التي كانت الأولى من نوعها
ألقت سلاما ً باردا ً تقبلته برحابة صدر لأني لن اعتب عليها مطلقا
سألتها عن أبراهيم قالت انه يتناول فطوره في المطبخ
ووجهت لي دعوة مجبرة بمشاركتهم الفطور
وكأنها كانت واثقة من رفضي ولكني فاجأتها بقبول دعوتها عندما قلت :
أكيد سوف أتناول الفطور معكم ما جئتكم صباحا ً ألا لهذه الغاية
كان جوابي مرحا لكي أزيل الرسمية والوجوم
ولكن دون فائدة
ومع ذلك أبقى أقول لا عليه بها فمن هي بظرفها لايعتب عليها
دخلت للمطبخ
فتألمت مما رأيت أبراهيم محتضن أبن خلود ويطعمها بيده وهي تتمرد عليها وهو يقول لها بحنان : بابا يجب أن تأكلي لتصبحي كبيرة وتستطيعين ضرب
سامر وثائر(التوأم)
كان يكلمها وكأنها تفهم ما تقول طفلة عمرها سنة ونصف كيف لها أن تدرك الحديث ولكنها كانت تبدو فاهمة له وهي تنظر بعينيها لعينيه
القيت تحية الصباح وفز ابراهيم من مكانه وجاء َ مسرعا ً وقبل رأسي ويدي وقال : انه صباح مبارك هذا الصباح الذي زرتنا فيه
اجبته : الله يرضى عليك اجلس وأكمل فطورك
سألني هل فطرتي
أجبتها :كلا
فبدأ بتقريب الطعام إمامي وتناول كوبا ً وبدأ يسكب الشاي فيه
وسط نظرات مريم الغير معبرة
أخذت الصغيرة منه لأنها كانت تعيق حركته وتمد يدها لابريق الشاي
قبلتها ولاعبتها
جلسنا نتناول الفطور دون أن نذكر اسم خلود
إلى أن قال ابراهيم : أمي هل أنتي راضية عني
أجبته بصدق : أنا راضية عنكم كلكم أنا من اطلب الرضا منكم فلقد قصرت معكم كثيرا
أجابني بصوت منكسر : اشعر أن ما حصل لي بسبب تمنعي عن سماع كلامك فأرجوكِ يا أمي سامحيني لعل الله يهدئ لوعة قلبي
فبدأت أمطار الانكسار تعلن هبوطها من أعيننا أنا ومريم وأبراهيم
تناول ابنة خلود مني وقال :سوف أربيها واحرص على تربيتها لعلي أعوض بها ما قصرت به بحق والدتها
أجبته :بني انت لم تقصر فلترحم نفسك
واكثر من الاستغفار لعل الله يرحمك لا تكن مثلي تعيش حياتك مع الأموات
بل فكر بالإحياء وأحب الحياة لأجلهم ربما تُحبها فيما بعد لأجل نفسك
وأكملت بحزن
وراعوا الله بهذه الصغيرة فهي بحاجة ماسة لكم
ثم قلت بني اذهب لعملك ينسك الله همك وأكثر من الصدقة لعلها تهدأ من أرواحكم الملتاعة
واستأذنت منهم وسط إلحاح ابراهيم بالبقاء وصمت مريم المطلق
أتت مريم معي تودعني عند الباب وذهب إبراهيم ليرتدي ملابسه ويتوجه للعمل
وكانت ابنة خلود بيد جدتها تريد أن تأتي معي لأنها شاهدتني ارتدي عباءتي
كانت ترمي نفسها علي وجدتها تردها عني غادرت بعد أن قبلت الصغيرة التي تركتها باكية خلفي وجدتها تهدأ بها
وكان وداع مريم بارد جدا
وارجع واقول لن ألومها فمريم طيبة ولكن طيبة قلبها لا تنتقل للسانها مطلقا
هداها الله
هذه هي الخطوة الاولى
كل ماحدث ساهم في تغير منهاج حياتي فبعد أن كنت اقضي وقتي وحيدة بالتأمل
يتخلله بعض الزيارات المتباعدة
أصبحت أحظى بزيارات كثيرة من نسوة العائلة اللواتي بعمري ومن زوجة اخي وأبناء أخي
وابنتي التي لم تغب عني مطلقا وأن غابت غطت أبنتها ندى على غيابها
فهي تأتي لزيارتي بصورة مستمرة
لاخبركم من هي ندى لأنها صاحبة ثاني بصمة لي في عائلتي
فتاة هادئة ولطيفة جدا جميلة وجمالها هادئ جدا
سوف تقولون هذه ثاني وحدة تصفيها بالجمال
أقول لكم أنها عين الجدة التي ترى كل حفيدتها جميلات فهلا عذرتموني أن وصفتهن بالجمال
تخلت ندى عن الدراسة بإرادتها فهي تقول عن نفسها أنها غبية وساهمت والدتها في تعزيز شعور الغباء لديها لأنها ترغب بوجود أبنتها الكبرى في المنزل لتعتني بأمور المنزل إثناء غيابها لعملها فهي معلمة في مدرسة ابتدائي
انطبق على أبنتي المثل الذي يقول نجار وبابه مخلوع
معلمة المدرسة شجعت أبنتها على ترك المدرسة وهي في الأول متوسط
وكان لابنتي ما تريد وأصبحت ندى سيدة المنزل وابنتي بين عملها وزياراتها واهتمامها بشؤون زوجها فقط والمنزل بأكمله تركته لندى
وكانت ندى أهلا ً لهذه المسؤولية رغم صغر سنها.
لنبدأ حكاية ندى ذات أل 17 ربيعا والتي تقريبا بعمر خلود رحمها الله
كانت عندما تأتي لزيارتي تقلب البيت رأس على عقب لاتترك زاوية ألا ونظفتها
ترهق تلك الصغيرة التي تعمل عندي بدقة نظافتها
وبعدها تنتقل إلى الحديقة وتنظفها وبعدها تنتقل لسطح المنزل
من طريف تصرفاتي أني كنت الحق بها عندما تتوجه لسطح المنزل أرى فيه مكانا ً موبوء ً أخشى عليها منه ولكن فيما بعد أرغمتني الظروف على تركها وحدها فيه
عندما اصعد معها الى سطح المنزل أسخر من نفسي
لم أخشى على من كانت تذهب إليه برفقة رجل أخشى على من تصعد إليه وهي وحيدة
يالة حرقة القلب التي تسكن قلبي قلت أنها صفحة وانطوت ولكنها نار مستعرة يزداد سعيرها كلما فكرت بشيء متصل بها
في إحدى المرات التي كانت فيها ندى تنظف الحديقة وتسقي النباتات
رن هاتفها ولأن الجميع على علم بتصرفات الجدة وندى منهم
فهي تعرف جيدا اني انقطع عن العالم عندما أتأمل الطبيعة في حديقة المنزل ولا أعي ما يدور حولي
ناسين أن دوام الحال من المحال
لذا تصرفت ندى كعادتها لأنها لم تدرك تغير الجدة ولم تكن تدري أن إذني الجدة
كانتا متأهبتان لسماع مع من تتكلم في هاتفها
والتقطت الجدة كلمات
أُطلقت بعدها صفارة الإنذار في رأس الجدة
فلقد كانت المكالمة أشبه بتحديد موعد عاطفي ومكان اللقاء بيت الجدة الموبوء
التزمت الصمت ولم أبين لها أني قد تنبهت لما يدور حولي
وقلت لها :ندى تعالي للمطبخ أريد أن تعدي لي قالب حلوى من يديك
فرحت بالفكرة واستغربت فرحتها
فموقع المطبخ يسمح لي أن أرى من يدخل المنزلي
وزال استغرابي عندما أعلن جرس الباب قدوم ضيف وذهبت حفيدتي تركض مدعية
أن الطارق ممكن أن يكون والدتها ولكن الطارق كان أبن اخي محسد الشاب الثلاثيني الوسيم الطلة وزادته البدلة العسكرية وسامة
انه ابن اخي المفضل عندي لانه اخذ الكثير من ملامح والده رحمه الله
دخل وألقى علية سلاما ً حاراً صادقا وبادلته السلام بمحبة صادقة
لم يراودني الشك في نوايا هذه الزيارة فهو منذ تلك الحادثة وما حصل لي فيها وهو يأتي لزيارتي كلما سمحت ظروف عمله ووالدته لا تكف عن السؤال والزيارة
لذا بقيت انتظر ذلك الذي واعدته ندى
إلى أن لمحت إشارة صدرت من أبن أخي لابنة أبنتي
وبعد هذه الإشارة توجهت ندى إلى حديقة المنزل
وهو أستأذن للذهاب للحمام
تركته ينصرف وبعدها
توجهت الى النافذة التي تطل على الحديقة ووجدتهم يتبادلون الكلام ويتلفتون ليتأكدوا من خلوا المكان او تحسبا ً لتواجد احد
ولكي امنع كارثة أخرى من أن تحصل ناديت بأعلى صوتي :ندددى
وما أن سمعت صوتي حتى أتت راكضة لاهثة
قالت :ماذا حصل جدتي
قلت لها بهمس مدعية خشيتي من أن يسمع محسد :اذهبي وأعدي طبق حلوى وكوب شاي قبل أن يخرج محسد من الحمام
ثم أردفت بقلق مصطنع :لا أدري لما تأخر
ذهبت إلى المطبخ وأنا أراقبها وبعد دقيقة حضر محسد وكأن شيئا ً لم يكن
لا تعتقدوا أنها المرة الاولى التي يزروني بها محسد ولا هي المرة الأولى التي تأتي ندى لزيارتي بصدف متكرر بوجود محسد
لم أكن اشك مطلقا لأن ندى كانت دوما الطفلة المدللة لمحسد
لذا كنت أرى سلامه ومزحه معها شيء طبيعي
الأجداد دائما يرون الأحفاد صغار مهما كبروا
انتهت زيارة محسد وبعده بدقائق انتهت زيارة ندى ولكن الشك الذي أستوطن نفسي
أبى أن يهدئ بعد أن غادرت بدقائق معدودة اتصلت بمنزلهم وهي من أجابت على الهاتف وعند سماع صوتها
أطمأن قلبي وزالت الشكوك
وبقيت أفكر بخطة أما أن تجمع الاثنين بالحلال أما أن تفرقهم بلا عودة
فمحسد لا ينقصه شيئا لكي لا يتزوج وأن كان فعلا يحبها عليه أن يقدم على خطوة الزواج أما أن كان يتسلى بها
نعم هو أبني أخي المفضلة ولكني لن أرضى أن تندس الرذيلة منزلي والحب هو علمها وشعارها
لم أكن ارغب بإضاعة الوقت مع ندى حتى لا تحدث صدمة أخرى للعائلة ونحن لم نلملم شتات نفوسنا من هول الصدمة الأولى ربما أنا في شك ِ مبالغة
ولكن من تلدغه الأفعى في يده يخشى من حبل ممتد على الأرض لأنه يظنه أفعى.
ومع وجود عقبة اسمها وجدان كان يتطلب الامر تدخل سريع
وجدان هي زوجة أخي وسوف تكون أول عقبة تمنع هذا الزواج
هل يا ترى هذا سبب تأخر محسد في طلب يد ندى ؟؟؟؟؟؟؟
فوالدته وجدان ترفض زواج الأقارب بشدة تقول أنه يؤثر على النسل سلبا
ويجبر العائلة على تكرار النسب
وبالاستمرار يصبح ذكاء العائلة متدهور
لذا زوجت أبنها وأبنتها بغرباء على الرغم من رغبة العائلة في أن يناسبوا عائلتها
ولكنها رفضت وبشدة
كيف سوف أقنعها بزواج مثل هذا
أخرجني من تفكري صوت منادي الصلاة من الجامع القريب من منزلي
ولبيته دون تردد فهل هناك أروع من تلبية هذا النداء
في اليوم التالي عصرا ً
اتصلت بزوجة أخي بمحادثة روتينية للسؤال عن الصحة والأحوال ولمحت لها بأني ضجرة وانتظر أبنتي تأتي لزيارتي ولكنها تأخرت
فتبرعت بأن تأتي لتسلية وحدتي وهذا ما كنت أتوقعه وارجوه منها
قبل أن تأتي اتصلت بمنزل أبنتي وطلبت من ندى أن تحضر لأن ام لبيد سوف تأتي لزياراتي وأريد أن تقوم بواجب الضيافة فتلك الصغيرة التي تساعدني لا تحسن ضيافتها
ولم استغرب سرعة وصول ندى لمنزلي فهل هناك أفضل من الظهور بمظهر الفتاة المهذبة ربة البيت الجيدة وامام من أمام أم حبيب القلب
لنترك ندى تعد ما طاب لها من الحلوى ولا كلمك عن زوجة أخي
لقد توفي أخي بعد صراع ليس بطويل مع مرض السرطان فألمدة بين معرفته بالمرض ووفاته رحمه الله تسعة أشهر فقط
توفى وهو على مشارف الأربعين وزوجته كانت في منتصف الثلاثين ربة منزل غير عاملة ولكنها من عائلة مخملية ذهبت أموالهم نتيجة لصرفها دون تدبير
ولكنها والحق يقال امرأة بكل معنى الكلمة
لديها ثلاثة أبناء
لبيد الابن الأكبر ومحسد الابن الثاني والخنساء أختهم الصغرى
ربما تستغربون الأسماء فأخي رحمه الله مولع بالشعر العربي القديم
لذا أطلق أسماء الشعراء وابنائهم على أبناءه ونقل عدوى حب الشعر لزوجته فلم تمانع مطلقا
كانت عائلة اخي تتمتع بوضع اقتصادي ممتاز لان راتب أخي في السلك العسكري كان جيد جدا مع بعض المباني التجارية المتواضعة التي كان إيجارها حينها يفي بالغرض
ولكن عند وفاته تقلص راتبه كثيرا وأصبح إيجار المحال التجارية لا يكفي لعيش
عائلة أخي بالمستوى الذي اعتادوا عليه
ماذا تعتقدون فعلت زوجة أخي هل بقيت تراقب الوضع وتتباهى بأموال غير موجودة
كما صورت لنا الأفلام والمسلسلات عن بنات الطبقة المخملية
أم أنها وجدت عمل من اجل أن ترفع من مستوى دخل أسرتها وماذا تعمل من تركت الدراسة ترفا ً وترفعا ً عن إكمالها .
ولكن أم لبيد مختلفة تماما ومعدن الإنسان يظهر عند الشدائد
رغم تركها الدراسة ألا أنها امرأة ذكية ذكاءا ً فطريا
لذا وجدت أن منطقتنا بحاجة إلى حضانة للأطفال لذا قررت أن تقتطع جزءا ً من منزلها كحضانة للأطفال وتأتي بعاملتين من اجل مساعدتها
رغم اعتراض الأهل ومد يد المساعدة لها بمبلغ شهري يجمع من العائلة ألا أنها رفضت وقالت : هذا المبلغ لن يكفي عندما يكبروا أبنائي وتزداد طلباتهم ولن تزيدوا عليه هذا أن بقيتم تدفعونه
أكدت العائلة انه مبلغ ملزمين بدفعه مدى العمر و قابل للزيادة ولكنها رفضت وبشدة
وكانت تقول : نتاج جهدي وعملي مال لن ينضب وما تدفعونه مال ٌ محسوب ودون تعب لذا لا بركة فيه دعوني أجرب وأن أخفقت لكم ما تريدون
لم يكن الموضوع موضوع فشل ونجاح ولكنها زوجة فلان وأبنة فلان كيف تعمل بمثل هذا العمل
ولكن زوجة أخي أثبتت أنها قادرة على التحدي فالعمل الشريف لا ينقص من قدر زوجة فلان وأبنة فلان بل مد اليد هو الذي ينقص من قدرها
وفتحت مشروعها الصغير في منزلها وبخمسة أطفال فقط
وكانت أول حضانة في منطقتنا
وكانت خطوتها دافعاً للكثير من النسوة بأن يحذون حذوها
وأصبح يستشهد بها عندما تحتاج أحدى النسوة تبرير عملها نتيجة الحاجة
ليقال أنظروا لأبنة العائلة المرموقة استطاعت التغلب على كبرياء العائلة وعملت مشروعها الخاص لما لا نعمل مثلها
زوجة أخي كانت قدوة حسنة للنساء اللواتي لا عائل لهن و ضيق ذات اليد يرهقهن
حضانتها اليوم تستقبل 70 طفل بمختلف الاعمار وحصلت على ترخيص من وزارة التربية بعد أن كانت غير مرخصة وبعدها أاستأجرت مكان خاص بها بعد أن كانت الحضانة في منزلها
وزوجة اخي توسعت معارفها وازدادت ثقافتها
حتى مظهرها اشعر وكأنه لم يتغير رغم بلوغها الـ 65 فهي لا زالت محتفظة بقوام رشيق ولا زالت ترتدي التنورة والقميص بألوان تناسب عمرها وتضيف وقارا ً عليه
لم يكن منظرها نشاز لأننا اعتدنا على رؤيتها هكذا والناس اعتادوا على مديرة الحضانة بهذه الهيئة
قد تتسألون لما لم اقتدي بها ولم تقدم النصح لي
هي لم تقصر ولكني ماتت روحي في حادث السيارة مع من مات فيها
وفي ما أنا استذكر زوجة أخي ومشوار كفاحها
سمعت صوت ندى المرحب بحرارة بزوجة خال امها
ام لبيد إنسانة اجتماعية ومحببة من قبل الجميع ولديها قدرة على التحاور مع كل الأعمار بروح ٍ مرحة لذا علاقتها مع شابات العائلة جيدة جدا
أتت الى حيث اجلس يسبقها مزحها مع ندى التي كانت تطير من الفرح لانها حظيت بهذا اللقاء مع أم من تحب
دعوت لها من كل قلبي أن يجمعها بمن تحب
جلست بعد سلامٍ حار بيننا
وبعدها بدأت تتحدث بما يدور في عملها وعن أولياء الأمور وعن بعض إخبار العائلة التي اجهلها
ومن تزوج ومن خطب وكان هذا ما أريد أن أصل اليه
اخبرتها قائلة : الا تجدين ان محسد قد تأخر بالزواج فلبيد اصغر منه بكثير عندما تزوج
أجابت والدته بلهجة حزينة : لاتعرفين كم اصبح هذا الموضوع متعب ومحرج بالنسبة لي ففي كل مكان اذهب أليه أوسئل عن سبب عزوف أبني عن الزواج وهو مهيئا ً للزواج لا اعرف بما أجيب لأنه يحريني بوضعه فهو لايعطيني جواب شافي عن عدم رغبته بالزواج
اجباتها : سوف اساعدك لكي نحصل منه على جواب شافي هذا الشاب يجب أن يصون نفسه بالزواج
قالت متسائلة : هل سمعتي شيئا عنه
اجبت وأنا صادقة :لم اسمع شيئا ً ثم قلت هل لديك ِ شك أنه على علاقة بفتاة ما
اجابت :احياناً لهفته على هاتفه مبالغة واحيانا ً يرمه بعيدا ويتركه مغلق لانه يقول
انه مصدر ازعاج لمن لا مزاج له
هذه الامور جعلتني اشك بأن هناك فتاة تطارده او ربما كانت هناك فتاة بحياته ومل منها
اجبتها بحذر: اتصلي به واخبريه أن يأتي لمنزلي الآن لكي نحاصره سويا
تركتها تتصل وذهبت لـ ندى التي كنت واثقة أنها استمعت الى كل الحديث الذي دار بيني وبين زوجة أخي
قلت لها : ندى عزيزتي اذهبي لسطح المنزل ونظفيه ولا تأتي ما لم اناديك لأن ام لبيد تريد أن تكلم محسد بموضوع خاص
ثم قلت لها مدعية الصدمة :نسيت أن اخبر والدتك ان تأتي لكي تلقي السلام على زوجة خالها أعطني هاتفك لاتصل بها وأنتي اذهبي بسرعة قبل أن يأتي محسد
نفذت الأمر بعيون حزينة لان هاتفها بالتأكيد سوف يكون وسيلة لأخبار محسد أنها
موجودة عندي وتفسد كل الموضوع
صعدت الى السطح وبالتأكيد سوف تتنصت على كلامنا فصالة المنزل تطل على سلم المنزل الداخلي ويمكن لمن يقف أعلى السلم أن يستمع لما يدور بالصالة دون أن يلحظه المتواجدون
وهذا ما أردته تحديدا أن كان محسد صادق سوف تفرح بردة فعله
وأن كان كاذب ستكون صدمة تنبهها على نوايا محسد
وحضر محسد والقى السلام علينا وجلس
وباغته بسؤال صريح جدا ً فالوقت ليس بصلاحي فتلك المتهورة سوف تجد حجة لتنزل من السطح وترى حبيبها
لذا سارعت بفتح الموضوع الذي سوف يكون سماعه أكثر أثارة بالنسبة لها
قلت : محسد لما تتعب والدتك
أستغفر الله وأتوب أليه
|