الجزء الـ|[4]|ـرابع
..
فـ المستشفى بجناح خاص و على سريرها الأبيض .. تكملت بصوتها المبحوح من الصياح:أنا من لي بعده بهالدنيا إذا راح هو أنا أضيع ..
مسحت جنى على رأس ليان تهديها:ليوون هاذي قدرة رب العالمين .. ما يجوز تعترضين عليها ..!!
بكت بكل حرقة .. :إلا بسام .. إلا بسام .. – كررتها لحد ما خفت صوتها و غطت بنوم عميق .. من تأثير المهدئ ..
تنهدت جنى بكل ضيق:وأخيرا طلع مفعول المهدئ .. الله يهديك يا ريان ..
..
عند باب الغرفة .. ريان .. واقف و مسند ظهره ع الجدار ..
و قباله واقف سطام .. بكل لوم:يعني كان لازم تسوون كل هـ الإزعاج وينتشر الخبر بهالطريقة .. عاجبك اللي صار ..!!
ناظره ريان و بكل ضيق:والله ما كان قصدي أنا يوم شفت جنى ع الأرض خفت قمت أكلمها بصوت عالي ما توقعت صوتي بيصحي الكل .. هي دقيقة بس والكل صحى .. مدري وشلون ..؟!
يكمل سطام بكل عصبية:طلع عمي و عرف من جنى ... قام و دق على عمي أبو تركي و عمي أبو تركي دق على أبوي يتأكد وأبوي سوا لنا سالفة في البيت .. و بظرف ساعة وحدة بس العايلة كلها درت ..
ريان بكل عصبية أكبر:يعني لو موب رب العالمين كاتب .. كان بيصير اللي بيصير و بعدين الخبر كان مصيره بينتشر ..
سطام بعصبية و هو يبعد عن ريان حتى ما يرتكب فيه جريمة:بس موب بطريقة و لا بوقت مثل كذا ..!!
أخيرا بعد طول انتظار طلعت جنى .. قاطعتهم بنبرة كلها لوم:يا جماعة هدوو أصواتكم واصلتنا جوا ..
لف ريان وجهه للجهة الثانية ..
ناظره سطام بلوم ولف على جنى .. خذا نفس و هدا نبرة صوته:أخبارها الحين ...؟!
جنى بصوت كله تعب:باليالله هدت و نامت ..
سطام بكل ألم:كنت عارف إن شيء زي كذا بيصير ..!!
جنى بكل حيرة:إلا .. وشلون دريتوا أنا اللي أعرفه إن أبو بدر دق على أبو تركي موب على أبوك ..؟!
سطام و هو يزفر بكل ضيق:وعمي أبو تركي دق على أبوي .. و أبوي لما درا جا لعندي يصارخ وشلون هالشيء يصير و هو ما عنده علم .. سمعت ليان و طاحت علينا على طول ..
تنهدت بكل ضيق .. و بكل إحراج:يعني أنا مهما كان بنت و مشاعري تملكني بس أبوك ..
تنهد سطام بكل ضيق .."أصلا هو ما همه بسام كثر ما همه انه يكون عنده خبر قبل الكل ..!!" ..
لف ريان عليها:موب راجعه للبيت ..؟!
هزت رسها بالنفي:لا بقعد عند ليان أخاف تحتاج شيء ..
ريان:والجامعة ..؟!
ناظرت في ساعتها:خلاص ما يمدي .. ما راح يضر لو غبت يوم ..
ريان:أنا رايح .. أطمن الأهل .. أول ما أطلع من جامعتي بمر أخذك للبيت ترتاحين شوي ..
هزت رأسها بالتأكيد ..
سطام بكل تردد:وأنا نازل للكافتريا أجيب لك شيء ..؟!
جنى:كابتشينو .. إذا ما عليك أمر ..
ابتسم ابتسامة باهتة و مشى لـ جهة اللفت .. سرحان يتفكر بحاله من سمع صراخ أبوه حس بفكره و قلبه مشغول مع ليان خاف تسمع أي شيء .. و هو أول من لمحها تطيح و شالها على طول ..
تنهد بكل ضيق و هو يضغط على رقم زر الدور الأرضي ..
" .. لو ما قعدت أمس فوق راسي و أهتمت فيني لحد ما تأكدت إني بخير .. كان أكيد ما شغلت فكري و لا واحد بالمية .. – رفع عيونه لسقف اللفت و فكره يبعد فيه أكثر و أكثر .."كنت عايش حياتي و توقعت إني بتزوج و بفتك منهم .. بس الحين هالمصايب اللي تتحاذف علينا قاعدة تقربني منهم غصب ..!
قطع عليه صوت باب اللفت ينفتح .. طلع منه و هو يحاول يمنع نفس على قدر ما يقدر ما يفكر لا بـ بسام و لا حتى بـ ليان ..
.._.._.._.._.._..
تأخرت المُدرسة عن حصتها خمس دقايق .. و هالشيء مناسبة عظيمة لازم يحتفلون فيها ..
أنواع الصراخ و الرقص و الاستهبال فـ الصف ..
تثاوبت بكل كسل:يالله يا ليتني ما جيت ..
لفت عليها جمان:وش فيك ..؟!
أروى وهي تحط رأسها ع الدرج:أمس صارت زحمة في بيتنا ولد عمي صار له كم يوم في العناية مسوي حادث ومحد درى عنه غير كم واحد من الشباب ..!!
منشغله بدفاترها و كتبها كـ العادة .. بس كلام أروى لفت انتباهها .. لفت غزل و بكل خوف:من هو ..؟!
أروى مع نبرة حزن ما قدرت تخفيها:بسااااااااام ..
شهقت بكل خوف:يا حسرتي عليك يـ ليان ..!!
أروى و هي ترفع رأسها و تعدل جلستها:ما دريتي .. ليان بالمستشفى الحين .. إنهياااار عصبي ..
جمان بكل خوف:عساه موب حاد ..؟!
أروى و عيونها بأصابعها اللي حستها تخونها و ترتجف:وأنا وش دراني .. هو أصلا يفرق ..!!
جمان بكل اهتمام:يفرق ونص ..
قاطعتها غزل:غريبة محد قال لنا ..؟!
أروى بلعت ريقها .. تصارع عبراتها:تدرين متى جانا الخبر .. الساعة وحد ونص .. – بكل حسرة:قمت من أحلى نومة ..- دمعت عيونها ..
جمان:لا حول و لا قوة إلا بالله .. وعسى ولد عمكم حالته موب خطيرة ..؟!
وقفت و بصوت مرتجف:بروح أغسل وجهي .. النوم شايف شغله معي .. _ مشت بخطوات هادية لبرا .. ما لقت غير المراقبة استاذنت منها و طلعت لـ دورة المياه ..
..
لفت جمان على غزل:موب غريبة ..
غزل و هي تنزل عيونها على جمان بعد ما كانت تراقب أروى و هي تطلع:وشو ..؟!
جمان و هي تسند خدها على كف يدها:الحادث من كم يوم .. و لا أحد درى ..؟!
غزل و هي ترجع عيونها للكتاب:تقول لك الشباب دروا بس مخبين ..
جمان و هي تريح ظهرها:اهااا ..
..
في الحمامات .. غسلت وجهها واختلطت دموعها مع الموية ..
رفعت وجهها و ناظرت نفسها بكل كره .. تكره هالجانب منها .. حتى هي تعودت على ضحكتها اللي تغطي على حزنها و هبالها اللي يغطي على أكبر مشاعر تحس فيها ..
همست لنفسها:جبانة .. حتى مشاعرك ما تقدرين تواجهينها .. – رجعت تسكت و هي تحس بشفايفها ترتجف .. بلعت ريقها و رمشت بعيونها تضيع الدموع و كملت بهمس:لهـ الدرجة جبانه أو لأنك عارفة أنك مالك حق فيه ..!!
..
دخلت و هي تصفر و تغني بكل خفوت تبي تغني بينها و بين نفسها .. بس فرحتها منعتها .. وقفت لثواني دققت في ملامحها:أروووووووى ..
لفت عليه ثواني و استوعبت:ألووووم ..
قربت ألمى منها و الابتسامة العريضة ترتسم على وجهها:وش مطلعك من الحصة بهالوقت ..؟!
سندت ظهرها للجدار:ما عندنا أحد .. أستأذنت من المراقبة و طلعت .. و بعدين الفصل زحمة وإزعاج ..
ناظرتها بكل استغراب:إزعاج ..
ابتسمت و التعب بعيونها:رأسي مصدع و فيني نوم .. ما نمت زين ..
ألمى و هي تلف على المرايا و تعدل خصل شعرها المجعدة:عشان كذا .. خسارة لو كنا بصف واحد كان الحين قاعدين نلعب وفلة ..
أروى بكل حسرة:ايه والله أنتي أحسن من الدكتورة جمان و غزل النايمة ..
ناظرتها بخبث:هم كذا ..!! .. اجل بعلم عليك ..
أروى تتصنع الخوف:يمة .. خوفتيني ..
ألمى بكل لوم:يا الشينة .. ولو مرة وحد سوي نفسك خايفة مني صدق ..!!
أروى و هي تبعد لـ عند الباب:يوه يمة برجع الفصل .. أخاف تأكليني ..
ناظرتها وهي تتصنع العصبية .. طلعت أروى ركض على فصلها ..
..
ابتسمت ألمى .. وبخاطرها .."وجهها متغير أكيد فيها شيء بس ما أبي أنكد على نفسي .." ..
عدلت أسوارها و باقي مستلزمات الزينة .. البنسات اللي فـ شعرها .. و الحلق اللي لابسته و أكيد ما نست تشيك على الكحل و تزيد عليه ..
بعد ما خلصت تلفتت حولها .. تتأكد من المكان و دخلت واحد من الحمامات .. سحبت الجوال من داخل الشراب .. شغلته ..
ما خذت ثواني و وصلتها رسالة على طول .."أوووك اليوم بعد المدرسة بنتظرك في نفس الكافي اللي نتقابل فيه ع العادة" ..
ابتسمت بكل فرحة هذا اللي تبي تقراه و أكيد ما راح تنتظر هالكم ساعة اللي بتطلع من المدرسة للبيت و تشوف وش بيجيها .. رجعت تطفي الجوال و رجعته مكانه .. و طيران على صفها قبل لا يحس أحد بتأخرها ..
.._.._.._.._.._..
دفاتر و أقلام .. و ملازم و كتب .. لكن مو فـ مدرسة .. فـ الجامعة بقسم البنات ..
..
مشت بكل طفش .. و هي تتلفت يمين و يسار على البنات .. "جنى الدبة عند ليون .. لمى الدبة الثانية وش مغيبها .. فجوره ناشبين فيها صديقاتها .. و ندوش و رنا دخلوا المحاضرة وش أسوي أنا الحين ...؟! .. – سمعت صوت يناديها من بعيد ..
..:ريناااااااااااااااااااااااااااااااد ..
لفت ريناد وابتسمت بكل فرحة:جوري .. – قربت و سلمت عليها بكل حرارة:سلامات يا دبة ..
ابتسمت جوري:الله يسلمك ..
ريناد و هي تحط يدها على قلبها:والله من جد خوفتيني يوم قلتي تحاليل ..
جوري و هي تأشر على كرسي:تعالي نقعد ..
ابتسمت:مشينا ..
جوري و هي تجلس:وين البنات اليوم و وراك تمشين لحالك ..؟!
ريناد و هي تنزل الشنطة:لمى مدري عنها .. و فجر مع صديقتها مغير النشبة ..
جوري بكل خوف:وجنى ..؟!
تنهدت بكل ضيق:البارح عرفنا إن ولد عمي بسام مسوي حادث ..
جوري تحاول تتذكر:أخو ليان ..؟!
هزت رأسها بالتأكيد:ايه .. ليان انهارت و جنى جلست معها ..
جوري:لاحول و لا قوة إلا بالله .. كأنها كانت حاسه ..!!
ريناد:ايه والله .. تصدقين ما أحس إني انصدمت مرة بسبب خوف ليان .. و كأني كنت متوقعة يعني ..!!
جوري:وعسى حالة موب صعبة ..؟!
ريناد:لا والله حالته ما تسر لا عدو و لا صديق ..؟!
جوري:الله يصبر قلبها المسكينة ..
ريناد:آآميين .. تعالي هنا بغيت أنسى .. موب أمس طلعت النتايج .. عسى كل شيء سليم ..؟!
جوري:لا والله .. أمس طلع نواف متأخر ونسى يجيبها معه ..
ريناد و هي توجه لها نظرة تفقدية:هذا أنتي ما فيك إلا العافية ..
جوري بنبرة أقرب للغرور:أصلا عارفة وش فيني بس استعبط شوي ..
ريناد بكل لقافة:وش فيك ..؟!
جوري إحساس غريب بالحياء يتملكها:شاكة إني حامل ..
ناظرتها بصدمة:حامل ..!!!
.._.._.._.._.._..
هدوء مسيطر على الشقة ... الكل طلع لـ دوامته اللي مستحيل يتغيب عنها ..
لأنها و بكل بساط ملجأهم الوحيد للهروب من واقعهم المرير .. وللأسف هذا إحساس الكل فـ بيت .."لمى" ..
..
فـ غرفة نوم البنات .. الأنوار طافية و نور الشمس معطي المكان رومنسية ..
و هي منسدحة في سريرها متغطية بكل بطانيات البيت و سماعات الجوال بأذنها ..
و بكل تعب و صوت مبحوح:صحيت الفجر وحسيت بجسمي متكسر لما صحت أختي قاست حرارتي لقتها 39 ..!!
جالس بمكتبه و يحرك الكرسي يمين و يسار .. من وراء السماعة:سلامتك يا قلبي .. إن شاء الله أنا و لا أنتي ..؟!
لمى بكل تعب مع ابتسامة باهتة:عدوينك إن شاء الله ..
سلطان بكل اهتمام:طيب محتاجة شيء .. أوديك للطبيب ..؟!
لمى و صوتها بدا يختفي من التعب:ماله داعي تكلف على نفسك .. السواق تحت ..
سلطان بكل خوف:بس صوتك ما يطمن .. و بعدين 39 درجة موب بسيطة ..
لمى:لا تشيل هم خذيت لي بندول اكسترا و صلحت لي ألووم كاس عصير ليمون قبل لا تطلع .. أنوم كم ساعة و أصير زينه إن شاء الله ..
سلطان و نبرة الشك اللي اختلطت بالخوف:متأكدة ..؟!
لمى:إن شاء الله لا تكبر السالفة .. يالله قلبي ما أعطلك عن شغلك ..
فرح من أعماق قلبه "قلبي" .. بالحسرة تطلع منها الكلمة الحلوة .. مع أنه ما تتكلم بمياعة و لا تعطيه كلام عسل بس متعلق فيها و يحس أنه يحبها و أنها غير عن باقي البنات اللي يكلمهم ..:مع السلامة عيوني ..
ابتسمت و سكرت الخط .. بعدت الجوال عنها ناظرته بتأمل ..:يا لله تستاهل هالكلمة ..
عارفة نفسها الكلمة الحلوة ما تطلع منها الا بالحسرة .. بالنسبة لها المكالمات تسلية و تضيع وقت و ما تحب شيء أسمه "كلام حلو" .. لأنها خارج نطاق تسليتها ..
سحبت جوالها الثاني وتركيزها على الساعة :قليلة الخاتمة المفروض طالعه من المحاضرة من زمان ليه ما دقت تطمن .. أنا أوريك ياجنوو .. – طلعت رقمها .. دقة مرة وثنتين و ثلاث .. وما ردت .. بكل ضيق:و تسفطين بعد ..؟!
رمت الجوال لـ مسافة بعيدة شوي منها .. مدت يدها على السرير و حطت أصبعها على الاتصال وكل شوي تضغط عليه تعيد الإتصال بـ جنى لحد ما سرقها النوم ..
.._.._.._.._.._..
جوري بكل استغرب:ايه حامل وش فيه ..؟!
ريناد بك صدمة:وشلون حامل وأنتي ما ..-سكتت لثواني تستوعب:لا يكون نواف اللي مزعجتنا به يصير .. – أشرت عليها ..
هزت رأسها بالتأكيد:زوجي ..
ريناد بنظرة تأمل:وأنا أقول مسكين هالنواف ما عندها أخوان غيره مغير كارفته وبس أثره=طلع" زوجك ..
ضحكت من قلبها:ههههههههههه .. وشلون ما تدرين وجنى ولمى يدرون ..؟!
ريناد بكل استهزاء:الدبتين جنى ولمى .. أأصلا قابليني إذا نقلوا لك خبر عند أحد و خاصتن الدبة جنى .. إذا جلست معها أسحب الكلام منها تسحيب ..
ما قدرت توقف ضحك .. جوري بكل عفوية:ههههههههههههههههههههههههههههه
ريناد بكل حماس:من متى وشلون .. وش يقرب لك ..؟!
اختفت الابتسامة من على وجهها و بقى طيف الابتسامة:القدر جمعنا .. ربك قدر ..
ريناد و هي رافعة حاجب:على بالك بمشي لك هالكلمتين .. يالله التفاصيل بسرعة ..
جوري و نظرة التفكير بعيونها:من وين ابدا لك ..؟!
ريناد بكل حماس:السالفة طويلة أحلى و أحلى .. _ لفت كلها وبالفصحى:كلي أذان صاغية ..
جوري مع ابتسامة تبي تطفش ريناد:تبين من البداية .. البداية و إلا النص ..
ريناد:يا لله جوجو .. ترا اذا تحمست واجد ما عاد اهتم ..!
بشكل تدريجي اختفت ابتسامتها و بانت نظرة حزن بعيونها:لما كنت صغيرة بعمر التسع سنوات .. كان دايما حلمي أسافر وكان أكبر حلم لي .. أروح للشرقية وأشوف البحر ..
ريناد بكل تعجب:ليش أنتي من وين أجل ..؟!
جوري:من هنا .. الرياض ..
ريناد بكل فرحة:صدق و أنا أقول البنت ضابطة اللهجة أثرك من هنا ..
جوري:هههههههههههههههههه .. قاعدة تدقيقن بكلامي ..؟!
ريناد:ايه و الله أنتظرك بس تطلعين كلامه شرقاوية ..!! يا لله يا لله كملي ..
جوري:وأمي و أبوي .. كانوا مدلعيني بحكم إني الوحيدة ما رفضوا لي هالطلب .. اللي يعتبر و لا شيء من طلباتي التعجيزية دايما ..
ريناد بكل اهتمام:اها ..
جوري:وسافرنا و بالسيارة مثل ما شرطت لأنه رغبتي إني أجرب مثل باقي صديقاتي .. أبوي كان بخير و ما كان يعرف غير الطيارات و غيرها ..
بس ذاك اليوم عشاني سافرنا بالسيارة .. – زفرت بضيق:بس ذيك السفرة .. كانت السفرة الأولى و الأخيرة لـ الشرقية مع أمي و أبوي ..
ريناد بكل خوف:وش صار ..؟!
جوري و ابتسامة ألم:صار لنا حادث و توفوا أهلي ..
ريناد بحزن:لا حول و لاقوة إلا بالله ..
جوري ولمعة الدموع بعينها:كل ما تذكرت إني أنا اللي اقترحت و أصريت .. أحس كلي اللي صار بسببي ..
..
ريناد اللي تأثرت و بانت لمعة الدموع بعينها:يا بنت الحلال قدر رب العالمين .. كل شيء مقدر و مكتوب .. يعني لو ما سافرتوا ذاك اليوم .. كانو بـ يعيشون أكثر .. كان يومهم .. _بكل لوم:شكلي فتحت جروح الماضي خلاص ماله داعي تكملين ..
..
مسحت طرف دمعتها:لا عادي بالعكس أنا من زمان و ودي أتكلم عن اللي صار أحس هالشيء بيريحني ..؟!
ريناد بكل تردد:خلاص براحتك ..
..
ابتسمت حتى تشتت جو الكآبة:مكان الحادث كان قريب حيل من الشرقية أمي و أبوي توفوا على طول و أنا مجرد رضوض وكدمات بسيطة .. خذوني على اقرب مركز شرطة بالخبر ..
ابتسمت براحة:أذكر وقتها واحد من الضباط خذاني لبيته كان محتار وين يوديني .. ومالقى أنسب مكان غير بيته و بين عياله .. مع أنه المفروض يكون أتعس الأيام اللي مرت علي ..
نظرة سرحان ما أخفت السعادة بعيونها:لكن بذاك اليوم للمرة حسيت إن إنسانة طبيعية جلست مع أطفال بسني أكلت و لعبت و تهاوشت معهم .. أحلى شيء الهواش لأني بحياتي ما جربته .. بس لما صحيت اليوم الثاني .. خذيت أول صفعة من هالحياة .. أبوي مقطوع من شجرة و ما عنده قرايب _ نطقتها بكل حرقة:وأمي أهلها رفضوا يأخذوني ..
ريناد و حست بالألم اللي في جوري يحفر فيها:ليييش ...؟!
مع ابتسامة كلها استهزاء:لأني بنت واحد مقطوع من شجرة .. لا أم و لا أب و لا حتى قرايب ..
ريناد:معقولة ماعنده قرايب ..!!
بكل حسرة:جدي .. أبو أبوي كان جاي من الكويت أيام الغزو .. جا هنا لحاله .. وتزوج بنت من دار الأيتام وجابوا أبوي .. توفوا و أبوي وحيدهم ..
ريناد بكل حماس:بس جدك أصله كويتي ..؟!
جوري:بس كلن يشكك فيه .. مع أنه معه الجنسية السعودية بس كلن يناظره مثل اللقيط اللي ماله أصل ..
ريناد بكل ضيق:يا كرهي لـ هالأفكار المريضة ..
ابتسمت و الدموع بعيونها:أنا كلها هذا ما همني فـ الأخير أبوي سعودي و أمي بعد .. بس اللي حز بخاطري إني في وحدة من عماتي كافلة يتيم و جايبته يعيش معها و الكل يعامله كأنه و لدهم و أنا بنت بنتهم يتخلون عني بكل سهولة ..
ريناد:طيب وش سوو فيك ..؟ عشتي مع الضابط صح ..!!
هزت رأسها بالنفي:للأسف ..لا .. أصلا هو حد ما يشيل نفسه و عياله وشلون عيال الخلق ..؟!
ريناد بكل يأس:أجل وشوو ..؟!
جوري:عشت فـ دار الأيتام ..
ريناد رجعت تتحمس:جد .. أكيد ونااسة صح .. _رجعت ترتسم ملامح الحزن على وجهها:وإلا طلعوا لك فلبينيات يعذبون فيك مثل ما نسمع بالروايات .. و المسلسلات ..!!
بكل حيرة:هم قاسيات و عصبيات .. بس ما عذبونا ..!!
طلعت نفس بكل راحة:الحمد لله الله نجاك منهم ..
ابتسمت:الحمد لله ..
ريناد:ايه و بعدين ..؟!
جوري بنظرة كلها تفكير:عشت حول الست سنوات في الدار .. وعقبها تقدم لي نواف ..
ريناد بكل تعجب:كان عمرك 15 سنة وشلون يزوجونك ..؟!
جوري:وقتها ما كان فيه تشدد مثل ألحين و لا تدقيق .. أصلا هم ما صدقوا يفتكون مني ..!!
ريناد بكل سرحان:خمس سنين يعني أكيد عندك بزر قبل اللي في بطنك ..
ضحكت جوري:صدقتي أقول لك .. شاكة إني حامل .. وللأسف ما عندي قبله شيء ..
ريناد:اهاا .. يالله إن شاء الله تكونين حامل و يكون وجهنا سعد عليك-ابتسمت:ونفرح فيك ..
جوري:آآمين يا رب .. تعبت من العيشة في الظلمة ..
ريناد .. بعيونها نظرة استغراب:ظلمة ..؟!
جوري و نظرة تردد بعيونها:أكمل ..؟! .. أحس إني بطفشك ..!!
ريناد بكل حماس:ايه أكيد ..
جوري:تزوجت نواف بس مثل ما اتفقت معه ..
ريناد بنفس الاهتمام:وش اتفقتوا عليه ..؟!
جوري:زواجنا يظل بالسر لحد ما أحمل ..
ريناد:اوف طيب ليه ..؟!
جوري:لأنه متزوج قبلي و مو أي وحدة بنت عمه ..
ريناد بكل عصبية:وإذا .. إذا هو مو قد الزواج ليه يتزوج ..؟!
جوري:لأنه يحلم بالعيال اللي منحرم منهم بسبب بنت عمه العقيم و كم مرة حاول يقنعها بالزواج تزعل و تزعل العايلة بكبرها .. تعرفين أنتي كيف لما تكون زوجة الولد من العايلة ..!!
ريناد بكل غيض:الحمد لله إن مو بنتهم كان شبيت فيهم و أنهيتهم من الوجود وإلا معقولة في ناس عنده تفكيرها متخلف لهالدرجة ..؟!
جوري:المشكلة موب كذا .. المشكلة الكل مقتنع إن نواف هو السبب في منع العيال ..
ريناد:الحمد لله .. ربي بينصرك .. و هذا أنتي حملتي ..
جوري و هي تبتسم من القلب:موب ملاحظة إنك متحمسة وبقوة ..
ريناد:يا بنت الحلال تفائلوا بالخير تجدوه .. و بعدين أبسألك هالتعب قد جاك من قبل ..
جوري هزت رأسها بالنفي:الدوخة و أحيانا أرجع من غير سبب .. شيء جديد علي ..!
ريناد بعصبية مصطنعة:لا وبعد أعراض الحمل مغير اللي حتى البزران يعرفونها ..
جوري بكل حماس:يا ليت يا ريناد الله يسمع منك يا رب .. ما تصورين وش قد بتتغير حياتي من هالحمل ..
ريناد:يااااارب .. تصير جوري حامل .. _ ناظرته بكل حيرة بس رجعت تسكت ..
جوري .. لاحظت نظراتها:وش عندك .. تبين تقولن شيء ..؟!
ريناد بكل تردد:لو ما سألتك الحين بيجيني شيء ..
ضحكت:ههههههههههههههههه .. أسألي عادي ..
ريناد:هو يحبك ..؟!
طلعت نفس بكل راحة:لو مو يحبني كان ما تحملت خمس سنين عايشين بالظلمة يدخل و يطلع من عندي مثل الحرامي .. – تنهدت:حتى الوجبة بالموت يشاركني فيها .. النقله للرياض غيرت الكثير ..
ابتسمت بكل ألم:الله لا يغير عليكم ..
لفت عليها:وليش تقولينها كذا ..
ريناد ودموعها بدت تغالبها:شكلي توني أتأثر من سالفتك_ابتسمت تغطي الحزن اللي بان على وجهها:شكلي صرت مثل الحمار اللي ما فهم نكتت القرد الا اليوم الثاني ..
ضحكو ثنتينهم .. ههههههههههههههههههههههههههههه ..
جوري:حرااام تقولين عن نفسك كذا ..
وقفت وهي تمسح أطراف دموعها:يالله بروح خلصت محاضرتي لي ثار عند البنات اللي دخلوا و تركوني ..
اشرت لها تودعها من بعيد:أشوفك بعدين ... – طلعت نفس براحة .. من جد كانت محتاجة تفضفض عن حياتها من زمان بس من .. و وين .. كل البنات اللي تعرفهم لما كانت فـ الشرقية ثنتين و كلهم علاقتها معهم ما تتعدا الرسيمات و لو طلعت معهم و أكلت و سهرت ما يدخلون فـ حدود الصداقة ..
ابتسمت بكل فرحة .. نقلتها للرياض كلها خير و بركة .. البداية بشكوك حملها اللي كانت مترددة فيها و لقت صديقات ينشد فيهم الظهر على أنها ما مر عليها غير يومين معهم .. بس لأنهم حبوبات و قلوبهم صافية .. تحس أنها تعرفهم من سنين .. ريحة ظهرها على الكرسي أكثر و هي ترفع رأسها للسماء .. همست:يا الله لك الحمد و الشكر ..
..
ريناد .. مشت و عطتها ظهرها و ما قدرت تحارب دموعها أكثر و طلقت لها العنان .. حتى تنزل بكل حرية .. تنزل فـ الكلية أرحم لها من أنها تنزل فـ البيت و تفضحها .. الجروح بداخلها تنفتح من أول وجديد .. بمجرد ما صارت تسمع طاريه ..
و خاصتن في هالكم يوم .. صارت تسمعه أكثر من عدد أنفاسها ..
تنهدت بكل ضيق .."خلك قوية يا ريناد .. خمس سنين تدربتي فيها كيف تكونين قوية قدام كل مشاعرك لا تخلينا تسيطر عليك و تهزمك" ..
.._.._.._.._.._..