الجزء الـ|[25]|ـخامس و العشرون ..
حاولت تبتسم لكن ملامح وجهها المتجمدة منعتها ..
مستحيل .. ما راح تصدق .. أكيد أخوانها قاعدين يكذبون عليها ..
ألف فكرة و فكرة تروح و تجي بـ جنى ..
تبادلوا أبو بدر و أبو تركي .. نظرة توهان لحد هاللحظة مو قادرين يعرفون ردة فعلها من كلامهم ..
غمضت عيونها براحة لعل و عسى يكون كابوس من كوابيسها المزعجة اللي تلاحقها كل ليلة من توفت أمها ..
رجعت تفتحهم بكل بطء و هي تتمنى أنها تشوف أمها قدامها و الوقت يرجع لوراء كثييير ..
لمعة الدموع بعيونها و هي تحس بالواقع .. يزيدها صدمة و ألم ..
هزت رأسها بالنفي:أنتوا قاعدين تلعبون علي ..!!
زفر أبو تركي بكل ضيق:أدري كلامنا ثقيل عليك و ما راح تستوعبينه بسهولة .. بس ما حبينا نخفي الحقيقة عليك أكثر ..
من عرفنا بالحقيقة .. و كلنا نحس بالذنب .. لأننا قاعدين نتفرج ع الغلط يصير و ساكتين ..
رفعت عينها عليه و نظرت الألم مرسومة فيها .."فكر بعياله .. بكلام الناس بالذنب اللي يتراكم عليه لكن ما فكر فيني و لا فـ مشاعري شلون بعيش معهم ..كيف راح ..
قطع تفكيرها أبو بدر .. و هو ينطق للمرة الأولى من بعد ما حكى لها كل اللي صار:ذنبكم كلكم برقبتي لأني عارف من البداية و كنت ساكت ..
لف عليها أبو تركي مصدوم:تدري من زمان ..!!
كمل بكل تردد:ما حبيت أقول للكل إني أعرف من البداية .. عشان العيال بس ..
أبو تركي و صوته يختنق من العصبية:وشلون تسمح بهالشيء يصير .. خليت جنى تكشف على العيال و هم موب محارمها و أمي شلون قدرت تلعب علينا ..
زفر بكل ضيق ..:موب مهم التفاصيل .. المهم الحين جنى عرفت وضعها ..
قاطعته و صوت شهقتها تسبقها:شلون موب مهم .. 20 سنة و أنا عايشة على إني أختكم .. شلون بين يوم و ليلة أصير بنت أختكم ..
شلون أمي ترضى و تكذب علي كل هالسنين .. شلون أختكم تخلت عني بهالسهولة ..
شلون يصير كل هذا شلون ..-دفنت وجها بين كفوف يدها .. و غرقت فـ دوامة الضياع لحالها ..
راقبوها بصمت وش بيدهم يسوون .. غير إنهم يتفرجون على حصيلة كذبة 20 سنة ..
زفرت بكل راحة و هي تنزل رأسها على المخدة ..
رفعت غزل يدها تشوف الساعة .. "صار لي أكثر من نص ساعة فتحت قفل الباب .. إن شاء الله يكون طلع و ما عاد يرجع لحد الصبح" ..
رمت جسمها على السرير بكل تعب ..
:حرآآآم عليك يا مبارك ..!!
ابتسم و هو ينزل جاكيته:هاذي ضريبة السفر لـ أمريكا .. المشوار .. !!
ريحت البتول جسمها أكثر:كان يوم وصلنا لـ واشنطن ارتحنا عقبها كملنا لـ نيويورك ..
جلس على الكنب و سحب شنطة العمل ..:عندي شغل ما يتأجل ..
ناظرت فيه مصدومة:وش بتسوي ..!!
مبارك و هو يطلع الملفات:قلت لك عند شغل ما يتأجل ..
البتول بكل تعب:آآخ .. شلون بتتحمل .. بأخذ لي شور و أنوم لحد بكرة ..
عيونه ع الورق بكل تركيز ..
تنهدت بكل ضيق و هي تلف بأصبعها على حافة الكأس و تسند خدها على كف يدها ..
تلفتت حولها .. المطبخ هدوء .. الكل تعبان و هلكان بعد الرقص و السهر بزواج غزل ..
مع أنهم ما لهم صلة بها .. غير إن جنى تصير صديقة بنت عمهم .. لكنهم أرتاحوا لـ جنى و عايلتها ..
زفرت نهى بكل ضيق و هي تحاول تسترجع ذكريات من الزواج حتى تتنسى همّ نوف ..
لكن و كأنها تطلب المستحيل ..
من ثواني بس دخل للبيت بعد ما قضى دقايق مع نفسه فـ سيارته بعد ما نزلوا البنات منها ..
حس بـ وجود أحد فـ المطبخ .. تنح نح بصوت واطي حتى ما يزعج النايمين ..
نهى و عيونها ع الباب:حياك ناصر محد فيه غيري ..
دخل و نظرة الاستغراب بعيونه:نهى وش مسهرك لـ هالحزة ..؟!
ابتسمت بتعب:خبرك ما أعرف أكل برا البيت جيت أكل لقمة و ما عاد قمت من مكاني ..
قرب و جلس قبالها:طيب روحي نومي .. وجهك مصفر ..!
ابتسمت:حتى لو حاولت أنوم ما راح أقدر ..
بنبرة كلها خوف:فيك شيء .. تعبانة ..؟! يوجعك شيء ..؟!
اتسعت ابتسامتها:لا ما فيني إلا العافية بس شالية همّ نوف ..
تنهد بكل ضيق:للحين حابسة نفسها فـ غرفتها ..
نهى:و لا طلعت حتى شبر .. كل البنات حاولوا معها تروح للعرس معنا بس ما كأنها تسمع ..
زفر بضيق أكبر:طيب طليتي عليها .. شفتيها عقب ما رجعتي ..؟!
هزت رأسها بالتأكيد:على حطت يدي نايمة ..
ناصر و بنبرة خوف:متأكدة أنها نايمة ..
نهى:لا تخاف هزيتها و تحركت و تأكدت من نفَسّها .. أعرف أختك مجنونة ..
ناصر و بعيونه نظرة انكسار:لو علي طلقتها منه اليوم قبل بكرة و طلعت من هالبيت ..
نهى بكل لوم:لا تقول هالكلام أنت تدري قرار جدي فـ محله محد بـ يقدر على نوف غير مشاري و حتى أعمامي تدري أنهم رافضين هالشيء دام نوف ما تبي بس مشاري الله يهديه ..
ضم أصابعه لبعض و هو يشد عليهم:عنيد و رأسه يابس ..
نهى:و أختك أعّند منه .. على قولتهم قدر و لقى غطاه .. الله يستر لـ سافرت معه بكرة ترتكب فيه جريمة ..
ناصر:أنتي مصدقة أنها بتسافر معه ..؟!
نهى:هالشيء مفروغ منه عمي حالف ما يسافر من غيرها ..خايف على ولده بعد ..
زفر بكل ضيق و بعد لحظة صمت طويلة ..:وش صار على موضوع لمى ..!؟
نهى و بعيونها نظرة تفكير:أي موضوع ..؟!
ناصر:سالفة خطبتها لهذا اللي ينقال له سلطان .. حددوا الملكة و العرس و إلا ..؟!
نهى:لاا وين .. وش ملكته وش عرسه لمى توها تفكر ..!
ناصر بكل استغراب:تفكر ..!
نهى:ايه .. وش فيه موب حقها ..!
ناصر:إلا بس توقعت توافق .. بما أنه يقرب لوحدة من صديقاتها ..
نهى:وش دخل الولد فـ صديقتها .. كل علاقة تختلف عن الثانية ..!
خذا نفس:اهاا .. أجل فكرت غلط ..!
نهى:و ليش تفكر فـ الموضوع أساسا ..؟! .. وش مدخلك فيه ..!
وقف و بكل ربكة:قومي نطلع لشقتنا أنا خايف على نوف ..
ناظرته بنص عين و هي توقف معه:موب صاير إلا كل خير ..
بخطوات هادية و صوت مكتوم .. كملت نهى مع ناصر طريقهم لشقتهم الخاصة فـ بيت جدها ..
و حرصوا أنهم ما يسببون أي إزعاج حتى محد ينزعج منهم ..
قربت نهى من أختها .. و جلست على طرف سريرها .. هزتها بكل هدوء وهي تهمس:نوف .. نووف .. نوووووف ..
تنهدت بكل ضيق:أكيد متعمدة تطنشيني ..!! ..
حست بالخوف يتسرب لداخلها .. من دقايق .. عقدت حواجبه علامة على انزعاجها منها ..
لكن الحين ما يطلع منها حتى الهمس ..
وقفت نهى و هزت أختها بقوة أكبر .. لف جسمها ع السرير و قبل لا يكمل لفته ..
تهاوت نوف على الأرض بكل القوة اللي فيها ..
فزعت من اللي صار .. صرخت:نااااااااااااااااااااااااااااااصر ..
بيت شعبي مبني من الطين .. رغم صغره من برا .. لكنه واسع من داخل ..
بس هالوسع ضاق بالحريم اللي جت تعزي جمان فـ بيت أم عبدالرحمن ..
جالسة فـ الوسط بينهم .. و نصيبها من نواحهم و بكاهم الصمت ..
دموعها تنزل تحرق خدها .. و قلبها يحترق أكثر على فراق أمها .. لكنها ما تعودت تطلع ألمها عند لناس .. حتى فـ أصعب اللحظات اللي ممكن تمر عليها ..
ما راح تتخلى عن مبادئها ..
ميلت أم عبد الرحمن رأسها لبنتها:سعادووه .. قومي خذي جمان للداخل عشان ترتاح .. من دفنوا أمها ما كلت و لا شربت و لا حتى نامت لها شوي ..
وقفت سعاد و هي تهمس:إن شاء الله ..
مدت يدها و جرتها حتى توقف .. استسلمت لها جمان بدون أي استفسار حتى ..
دخلتها لغرفتها الضيقة و جلستها على طرف فراشها ..
سعاد بكل حيرة:جمان حبيبتي جوعانة .. عطشانة تحبين أجيب لك شيء ..؟!
ناظرتها بألم و عيونها تغرق أكثر بدموعها .. هزت رأسها بالنفي ..
زفرت بكل ضيق:لا حول و لا قوة إلا بالله .. ترا موب زين اللي تسوينه فـ نفسك ..
جمان إنتي إنسانة عاقلة و واعية ..
خذت جمان أنفاسها و هي تحس بشهقاتها تخنقها ..
قربت منها سعاد و ضمتها و كلها أمل أنها تكون قاعدة تساعدها ..
رمت الجوال بعيد و هي تحس بتوترها يزيد ..
"شلون أدق عليها و هي اليوم مسافره ..!!" ..
زفرت جوري بضيق أكبر و هي تشد على خصلات شعرها لوراء ..
زفر بضيق أكبر منها و هو يجلس جنبها ..
لف كله عليها و بنبرة صوت كلها لوم:الحين أنت وش بـ تستفيدين ..؟!
نزلت عيونها للأرض راقبت أطراف أصابعها المرتجفة من التوتر ..
وش ترد عليه وش تقوله .. و هي كارهه حتى نفسها ..
نواف بكل هدوء محاولة عاشرة حتى يقنعها:جوري موب لازم تأخذين كلام خالتك على محمل الجد .. يمكن قالت كذا حتى تبعدك عنها و عن العايلة بعد ما شافت إصرارك ..
نطقت أخيرا بصوت مرتجف:خالتي وحدة تخاف ربها .. مستحيل تتبلاء علي ..!
تنهد:طيب يمكن أمك خذتك من أهلك الحقيقين و ربتك أو يمكن أخذتك من ملجأ ..
اختنق صوتها أكثر:يعني 90% إحتمال إني أكون لقيطة ..!!
نواف بكل ضيق:ليش تفكيرك سلبي كذا ..!! و بعدين أنا و أنتي ما خططنا نهاية الأسبوع نروح للشرقية خلاص ركزي فـ هالشيء ..
هزت رأسها بالنفي:ما راح أروح .. وش تبي تقول لأهلك .. إذا سألون وش بقول لهم ..
نواف:الحقيقة .. أمك و أبوك توفوا فـ حادث ..
رفعت عينها اللي بانت فيها لمعة الدموع:موب صحيح .. ما كانوا أهلي ..!
نواف:هذا اللي نعرفه و باقي الموضوع .. نسأل ونستفسر عنه لما نرجع ..
قرب منها و بنبرة ترجي أكثر:جوري حبيبتي .. خلنا نفكر باللي قاعدين نخطط له .. لا تلخبطين الأمور علينا ..
زفرت بكل ضيق .. و سحبت جوالها من على الطاولة ..
للحظة تهورت و طلعت رقم ليان ..
سحب من يدها الجوال:جوري و بعدين معك ..؟!
دفنت وجهها بين كفوف يدها ..و للحظة حست بنفسها راحت تنهار ..
لكن نداء .. راشد" .. كان أسرع .. و من دون أي تفكير راحت له ركض ...
راقبها بكل ألم .. و هو يتنهد ..
"يا الله .. كل ما قلنا هانت رجعت تصعب ..! .."
زفر بكل ضيق و هو يهمس لنفسه:المفروض أنت اللي تاثر عليها موب هي ..!!
جالس على طرف السرير و هي جالسة ع الطرف الثاني .. تقلب فـ صفحات الجريدة ..
ريناد و بعيونها نظرة تفكير:طيب وش رأيك .. بـ محسن ..!
بسام و على وجهه إبتسامة استهزاء:وين قاعدين فـ البر ..
ناظرته بطرف عين:هذا الاسم الجديد فـ هالصفحة ..
بسام:الناس تطلع أسماء من كتب من الانترنت و أنت من جريدة ..؟!
ريناد و عيونها على الجريدة:وش فيك أبي ولدي لما يكبر يكون له مستقبل صحفي مشرف ..
بسام:صحفي ..!! الله و الطموح ..؟!
ناظرته بنصر عين:ليش وش فيهم الصحفيين ..؟!
بسام بكل خوف من نبرة ريناد الهجومية:ما فيهم شيء و النعم فيهم بس الناس تقول دكتور مهندس ..! رجل أعمال ..!
ريناد:البلد مليان دكاترة و مهندسين ..!
بسام بكل استغراب:طيب الحين أنتي ليش تدورين فـ أسماء الأولاد يمكن تطلع بنت ..
ريناد:الجينات الوراثية حقت العايلة تقول كذا .. كل أعمامي جابوا أولا قبل البنات .. حتى عماتي جا ..- رجعت تسكت و نظرة التفكير بيعونها تتعمق ..
بسام:عليك تفكير ..!!-سكت ينتظر ردها .. 10 .. 20 .. 30 ثانية ..
رجع يتكلم باستغراب:ريناد وينك ..؟!
نزلت الجريدة من يدها و لفت عليه ..:الحين عمتي الجازي هي أم جنى صح ..؟!
بسام:ايه .. ليش تسألين عنها فجأة ..!
ريناد:تتوقع جنى لها أخوان أكبر منها ..
بسام:ما أتوقع لو كان لها كانوا جو يسألون ..؟!
ريناد:بس .. الأسبوع اللي راح لما علمنا بدر على اللي قصة جنى أذكر كل في لها أخوان ..
بسام:ايه .. خوات بنات موب أخوان ..
ريناد بكل فضول:كم أخت ..!؟
بسام:مدري .. كل اللي أذكره عمي أبو بدر قال لنا .. عندنا أوراق عمتكم كتبت فيها عن كل بناتها و إن شاء الله إنا نلقاهم ..
ريناد:طيب و أبوهم .. زوج عمتي يعني ..؟!
بسام:ما جابوا له طاري ..! .. أتوقع أنه ميت ..
زفرت بكل ضيق:الله يعينك يا جنوو ..
ريناد:لاء .. مدري وش أقول لها .. و بعدين أكيد بتزعل إذا عرفت إن دريت قبلها بأسبوع ..
زفر بكل ضيق:أعمامي كلهم كانوا شايلين همها .. خافوا يصير لها شيء و أجلوا الموضوع للعطلة ..
ريناد:تصدق ليان ما درت ..؟!
بسام:ايه هي كانت فـ بيت زوجها يوم قرر أبوي الكل يعرف عادا جنى ..
ريناد:الحين جنى عرفت و ليان إذا ما عرفت بتزعل علينا ..
بسام:لاااا .. توها اليوم سافرت خليها تستانس بهالكم يوم .. لاحقة ع الهم و الزعل ..
ريناد:أكيد بتدق على جنى ..
تنهد بكل ضيق:الله وحدة العالم بحالة جنى الحين ..!!
جلست بكل كسل .. موب من عوايدها تصحى بدري بس اليوم غير ..
يوم انتصارها على ريتاج أخيرا ..
رفعت جوالها و علقت نظرها فـ شاشته ..
زفرت بكل ضيق:اووووف .. ذا العيسى ما عنده كرامة من متى و أنا أرده و يرجع علي ..
تغيرت نبرتها للغرور:من حقه ينهبل فيني .. أستـ ..-قطع كلامها مع نفسها رنة جوالها ..
اتسعت ابتسامتها و هي تلمح اسم فيصل .. ردة بكل حماس:هلا و غلا ..
فيصل:اهلين .. دقيت حتى أتأكد من العنوان ..
لوجين بكل استغراب:فيصل وش فيك ..؟!
فيصل بكل جدية يكلها بصيغة المذكر:بتعطيني العنوان و إلا كيف ..
ابتسمت:اهاا .. طيب عندك الحي و الشارع .. أول ما تدخل على شارع الـ*** البيت الخامس ..
امممممممممممممم .. لون باب أسود و ذهبي و قباله جمس أزرق هذا أكيد بيت ريتاج ..
فيصل:طيب أول ما أوصل برجع أدق عليك أتأكد ..
لوجين:أوووك .. يا الله .. الله معك ..
سكر من غير ما يرد عليها ..
إحساس بالفرح و النشوة لا يوصف ..
ترقص .. تصارخ .. ودها تبلغ الكل بالمصيبة اللي طاحت فيها ريتاج ..
بس لازم تصبر حتى ما تنفضح ..
رجعت تسحب الجوال و دقت على بيت عمها أبو بدر لأنها عارفة إن ريتاج ما راح ترد عليها من جوالها ..
لوجين:الو ريتاج قريبة ..؟!
استغرب ريان وش هالحماس فـ صديقات أخته:لحظة ..-نزل السماعة و صرخ:ريتااااااج ..
طلعت ركض من المطبخ:هلااا ..
أشر لها ع السماعة:وحدة تبيك ..!
ناظرته باستغراب:وحدة .. صديقاتي كلهم يكلموني ع الجوال ..
رفع حاجب:نسيت أحقق مع البنت قبل لا أناديك ..
قربت و بكل إحراج:طيب خلاص ..-رفعت السماعة:الو اهلين ..
لوجين و الشر بعيونها:اهللن حيا الله رتووج ..
عرفت صوتها .. و نبرتها الخبيثة خلت قلبها ينقبض:لوجين ..!
لوجين:طبعا و هل يخفى القمر ..!!
ريتاج بكل حدة:بغيتي شيء تراني مشغولة .. !!
رن الجرس يزيد الجو توتر .. لف ريان ع الباب .. و توجه له ..
لوجين:تدرين أعر ف من عند بابكم ..
ريتاج:خير وش تبين مني بعد ما كفاك اللي صار لي ..!!
لوجين:انا كفاني بس وش أسوي فـ فيصل إلا يوصل لعند باب بيتكم و يعطيك هدية زواجك ..
لوجين:الزواجك الوهمي اللي قلت له عنه ..
دخل ريان و العصبية على وجهه ..
ناظرت فـ أخوها بكل خوف و طاحت السماعة من يدها لا شعوريا ..
ناظرت فـ ساعتها بكل توتر .. نهى:تأخرنا عن موعد الزيارة ..
ناصر بكل لوم و هو يضغط على رقم الدور فـ اللفت:أي تأخرنا الله يهيدك .. أصلا تلقين أختك ما صحت من المهدئ إلا من خمس دقايق ..
نهى بكل خوف:ناصر أنا ما راح أسكت بعد كذا .. هالمرة انهيار و حاد بعد .. بكرة الله العالم وش بيصير فيها ..
نهى بكل توعد:بتشوف الحين وش بسوي لما يجي مشاري مع عمي يزورونها ..
ناصر و هو يسبقها بالطلعة من اللفت:تعوذي من بليس موب ناقصين مشاكل ..
نهى و صوتها يختنق:أنا ما عندي غير أخت وحدة .. تروح من بين يدي وش تبي يصير فيني ..!
ناصر:فال الله و لا فالك .. إن شاء الله تطلع بالسلامة .. ما تدرين يمكن هالانهيار خيرة لها .. و يأجل عمي سفرتها معه ..
نهى:هالزواج من البداية ما فيه خيرة ..
ناصر وهو يفتح الباب:استغفر الله العلي العظيم ...
سبقته بكم خطوة .. وقفت فـ مكانها مصدومة ..
دخل وراها .. ناصر و هو يقرب من الدكتور و الممرضات المتجمعين حول نوف:خير يا دكتور وش صاير ..؟!
زفر بكل ضيق:من ربع ساعة صحت و رجعت تنهار من جديد ..
قربت نهى و هي تبعد الممرضات عن طريقها:وش صار لها وش سويتوا فيها ..؟!
الدكتور:عطينها إبرة مهدئة مرة ثانية ..
همست نوف بصوت مخنوق خافت:ما أبيه .. ما أبي أروح معه ..
الدكتور:هاذي ثاني مرة تنهار بيوم واحد تقريبا لو انهارت مرة ثالثة بـ اضطر أنومها أسبوعين على الأقل .. حتى نتطمن أنه تحصل ع الراحة ..
زفر بكل ضيق:لو تجلس شهر ما راح تفرق ..
الدكتور بكل فضول و هو يتوجه لبرا:عسى ما شر .. صايرة سالفة كبيرة لها ..
ناصر و هو يطلع وراء الدكتور:والله مدري وش أقول لك يا دكتور ..!
مسحت على رأس أختها:نوف حبيبتي لا تسوين فـ نفسك كذا ..
لفت عليها بعيون ذبلانة غرقانة من الدموع:ما أبيه .. ما أبيه ..
ما بيدها حيلة .. لا أم توقف جنبها و لا أهل تبكي على صدرهم ..
حتى أهله اللي هم مصدر قوتها الحين بالنسبة لها أكبر عدو ..
لأنهم راح يدمرون أختها الأقرب لها من روحها ..
ما قدرت تمسك أعصابها .. صوت نوف الضعيف اللي تسمع للمرة الأولى من خمس طعش سنة تقريبا ..
هزها ليش ما يهزها و نوف أساسا مصدر قوتها ..
استسلمت لدموعها و حست بقوتها تختفي و صوت شهقاتها يعلا حتى تشارك أختها الألم .. أقل شيء ممكن تسويه ..!