.
..
مرت خمس دقايق مثل الخمس ساعات عليهم ..
أخيرا قرر يتكلم و يقطع جو الصمت اللي بينهم .. ابتسم:مبروك عليك يا عروس ..
ناظرته بكل برود و ما عرفت وش ترد بالضبط .. حست بشريط الذكريات الأليمة تمر على بالها .. نفس المكان و نفس الكلام .. بس في شيء مختلف ما تدري وش هو ..؟!
ارتسمت ملامح التعجب على وجهه:ريناد ..!!
خذت نفس و هي تمشي ورا تفكيرها الجنوني .. تكلمت بنرة حادة:رديت عليك قبل أربع سنوات .. وش كانت النهاية ؟!
بسام رغم الخوف تصنع القوة:خايفة اللي صار ينعاد ..؟! لا تشلين هم هالمرة وعد مني أنه ما راح يتكرر ..!!
ريناد رغم نظرة الألم اللي بعيونها بس حدة صوتها تزيد:خمس سنين و أنت توعدني و يوم جا اليوم اللي نرتبط فيه أسبوع واحد و تطلق وشلون تبيني أوثق في وعد ما مر عليه حتى الدقيقة ..!!
زفر بكل ضيق و هو يحس بالهموم تتضاعف:شكلك للحين مجروحة؟!
ريناد و الغصة بصوتها:جرح القلوب ما يبرا ..!!
بسام حس بانكسار فرحته و أمله اللي قاعد يتلاشى:بس الحين قاعدين نفتح صفحة جديدة ..!
ريناد بلعت ريقها تضيع الغصة .. لكن عيونها ما قدرت تطاوعها و نزلت دموعها غصبن عليها .. تكلمت بنفس النبرة:مستحيل .. حقودة .. قلبي أسود .. قل اللي تبيه .. لكن لا تفكر أنك ترجع لقلبي مثل ما كان أو تخليه مثل ما تبي ..!!
حس بالدنيا ظلمت قلبه بعد ما كان هو دليله الوحيد في هالحياة .. خيم عليه الصمت و مرة دقايق حس أنه انتهى من هالوجود ..
وقفت مسحت دموعها و بكل استهزاء:تشرفت بشوفتك ..!!
تكلم بكل انكسار أكبر:الشرف كان لي ..
ما يقدر يلومها لأنه بيلوم نفسه قبل ..
و لا يقدر يشيل بخاطره لأنه عرف اللي بقلبها ما يجي عند الكلام اللي قالته .. الألم اللي فيها ما ينوصف .. و ما كان بيده غير الصبر ..
لأنه لازم يتحمل نتايج أغلاطه .. مستحيل اللي انكسر يتصلح بسرعة ..!!
.._.._.._.._.._..
مسك يدها بكل قوته و قرب وجهها للجدار أكثر ..:آه يالخسيسة ..!!
نطقت بكل صعوبة .. و هي تحاول تأخذ أنفاسها ..:مياف بتكسر يدي ..
شد على يدها اللي لاويها وراء ظهرها:أنا تلعبين بي .. و تحطيني فـ هالموقف ..
البتول بكل تردد:ما لقيت لك غيرها .. و ..
قاطعها:كذابة .. أنتي أصلا تبين تورطيني معها .. بس أحب أبشرك ما صار بيني و بينها شيء ..
همست بخاطرها و نظرة الغيض بعيونها .."عشان كذا داومت على طول و لا جت تهاوشني" .. تصنعت الحزن:هي اللي تبي هالطريق .. طيب أنا وش ذنبي الحين ..؟!
مياف .. و هو يرص على أسنانه بكل عصبية:ذنبك .. كذبتي علي و قلتي لي أنها سوابق .. وأنتي تعرفين مزاجي زين ..
البتول و محاولة يأس منها .. تحرر يدها من بين يده الضخمة:لها سوابق و إلا ما لها أهم شيء عندك تفضي معها ليلة و خلصنا ..
..
قطع هوشتهم .. دخلته ..
وقف مبارك للحظة مصدوم حتى يستوعب الموقف ..
صرخت البتول و هي تصيح بتصنع كله احتراف:مباااااااااااارك الحق علي ..
رمى المفاتيح و الجوال على أقرب طاولة له .. و قرب منه و هو يبعد مياف عن البتول ..
بكل عصبية:مياف وش تسوي ..؟!
مياف بكل عصبية و هو يقاوم مبارك:خلني أوربها بنت الشوارع ..
البتول بكل عصبية:أنت اللي ولد الشوارع ..؟!
ارتسمت على وجهه ابتسامة استهزاء و هو يستسلم لقوة مبارك:ايه طيب ..
جره لبرا .. :مياف وش فيك ..؟؟!
نفض يد مبارك من على جسمه و بعد عنه و هو يأخذ أنفاسه بكل قهر ..
..:الحمارة تلعب بي ..؟!
مبارك بنبرة أهدى حتى يهدي مياف:كل هذا عشان جابت لك بنت موب على مواصفاتك ..
ناظره بكل حدة:جابت لي وحدة مالها بهالطريق و أنت تعرف زين .. إني ..
قاطعه:ميااف خلااص .. الموضوع انتهى ..
زفر بكل ضيق و هو يلف وجهه للجهة الثانية ..
سحبها مبارك و جلسة على الكرسي بـ جلسة موجودة بنص الحديقة .. و جلس قباله ..
بكل لوم:الحين مر شهر على هالموضوع وينك ..؟!
مياف بكل ضيق:معك سجاير ..؟!
سحب الباكيت من جيبه و رماه ع الطاولة مع الولاعة ..:للحين ما نسيت ..!
مياف و هو يأخذ أول نفس:الحقيرة .. ذكرتني بها ..!!
تنهد بكل ضيق:السالفة مر عليها ثلاث سنين ..!!
مياف:لو عشر سنين .. مستحيل أنسى ..
مبارك:البنت طلعت معك بشورها .. و سلمت نفسها لك و هي تعرف إنك ما راح تتزوجها ..
مياف و لمعة الدموع بعيونه:بس أهلها أقتلوها .. و بسببي ..!!
مبارك بكل ضيق:لا بسببها هي طلعت معك برضاها و بعدين أنا أبي أعرف وش الشيء اللي ما يصير بسببك .. !! .. كل شيء يضيق الخلق و ينرفز بسببك ..!!
زفر بكل ضيق:مبارك .. لا تقعد تقلب المواجع علي ..!!
زفر بكل ضيق:طيب و هالبنت اللي مر شهر على سالفتها .. وش صار عليها ..؟!!
خذا نفس:ما صار شيء .. نبهتني قبل لا يصير بينا شيء ..
مبارك:شفت شلون .. لو أنها هاوية كان صار مثل ما صار مع ذيك ..!!
خذا نفس من سيجارته ..
مبارك بكل لوم .. :الحين صار لي أسبوع هنا و أنت و لا خبر و لا حس ..؟!
مياف و هو يلف بعيونه ع المكان:كنت تعبان و مقدرت أتحرك ..؟!
ناظره بكل لوم:محد متعبك غير نفسك ..؟!!
.._.._.._.._.._..
دخلت على صالة البيت و انذهلت من كبرها همست في خاطرها .."من حقهم ما يسونها بقاعة أفراح .. ما شاء الله على بيتهم ..!! " ..
شافتها من بعيد و حست أنها تايهة .. قربت ريتاج منها:خير أختي؟! .. تدورين على أحد ؟!
ابتسمت جوري:أنتي من أهل العروس؟!
ابتسمت لها ريتاج:أنا أختها ..
جوري بحماس:هلا والله .. أنا جوري صديقة ريناد .. إلا جنى وين؟!
اختفت الابتسامة من على وجهها .. صديقتها و ما تدري عنها:جنى .. مو موجودة ..
جوري بتردد واضح:طيب ليان أو فجر ..
ريتاج .. "كالعادة قطة بكل شيء":حياك من هنا ..
..
.
..
أروى بخيبة أمل:لاااااااااء .. ليش ما جت؟!
لمى مع ابتسامة:وش أسوي فيها تعبانة ..
غزل:هالأسبوع كله .. كانت متغيرة ..؟!
لمى:ايه والله صادقة .. صار لها أسبوع و هي على الحال .. بالموت تأكل و تشرب و ما تتكلم أبد ..؟!
زفرت غزل بكل ضيق .."أنا طلعت من هالطريق و هي دخلته .. الله يستر لا تكون غلطت .. بس محد يقدر يلومها حياتها بعد صعععبة ..!" ..
فجر وبعيونها نظرة أمل:ما عليك إن شاء الله أسبوع و ترجع مثل ما كانت .. – تناظر غزل بنص عين:مثل بعض الناس كانو معي ..!!
غزل بكل اندفاع:حرام عليك أنا كان معي فقر دم ..!!
ليان بكل اهتمام:ليش ما تروحين تكشفين عليها .. ترا فقر الدم اللي جا للغزل كان فجأة ..
لمى و بعيونها نظرة تفكير:شكلي ..؟!
قطعت عليهم كلامهم:بنات .. في وحدة تسأل عنكم ..؟!
فجر بحماس:جوررررري ..
..
.
قربت من البنات و سلمت عليهم وحدة .. وحدة .. جوري بكل ذهول:ما شاء الله عيني عليكم باردة كل وحدة أحلى من الثانية ..
ليان بكل فرحة:خبرك ملكة و زواج بيحللون الكشخة ..؟!
جوري:ما شاء الله عليكم ..
فجر:جوري .. هاذي غزل أختي ..
أروى مع ابتسامة عريضة:و أنا بنت خالهم أروى ..
ضحكت جوري:تشرفنا .. إلا جنو وين؟!
قربت منها ليان و سحبتها عنهم ..
..
أروى:الحين هي موب صديقتكم .. ليش ما قلتوا لها ؟!
لمى بكل ضيق:إلا ..
كملت عنها فجر:بس عشانها حامل موب قايلين لها ..
أروى:يوه .. وش دخل ؟!
لمى و بعيونها لمعة دموع:يعني خايفين أنها تنصدم .. و خاصة أن جوري حساسة ..
لفت غزل على ريتاج و بكل استغراب:أشوفك تمشين لحالك .. وين لوجين عنك؟!
ابتسمت ريتاج بإحراج:بنلزق في بعض على طول .. شكلكم مليتوا مني ..
غزل:لا والله .. بس وش رايك تروحين تشوفين لنا ريناد ..؟!
ريتاج:و أنتي الصادقة .. عن أذنكم ..
أروى همست بكل ضيق:يا كرهي لها يا نااااااااااس ..
فجر:بنت .. – رجع تسكت ..
أروى:يالله عليكم حرام الواحد يعبر عن مشاعره .. أروح أدور لي أحد أسولف معه أصرف ..
غزل تمشي وراه:بنت على وين ؟!
تنهدت لمى بضيق ..
لفت عليها فجر:يا بنت الحلال هونيها و تهون ..
لمى:تمنيت أنها هنا .. أكيد كانت بتستانس مع صديقاتهم ..
فجر بكل حماس:أنا من قبلك .. ذقت اللي أنتي فيه .. بس ما عليه ربك يفرجها بكرة ..
لمى و عيونها تحوم فـ المكان:اللهم آمين ..
فجر:إلا ما قلتي وش صار على أخوك اللي بالمستشفى ..
ابتسمت لمى ..
..
.
..
جالسين بالمجلس ثنتينهم .. بعدت كوب الموية عن فمها:و ليش ما قلتوا لي قبل؟!
ليان بلوم:الله يصلحك بس .. شوفي وش صار لك الحين ؟!
تبين أدق عليك و أقولك و تكونين لحالك و الله وحدة العالم وش ممكن يصير لكم ..؟!
جوري:أنا قلته غريبة يمر أسبوع من غير ما اسمع صوت جنى و ريناد .. و حجت تجهيزكم لملكة ريناد ما دخلت مزاجي ..!!
ليان و نبرة اليأس بصوتها:راحت على ما هي عليه ما له داعي الحين تتعبين نفسك أنتي الحين حامل و في جنين لازم تراعينه ..!!
جوري بكل ضيق:بس حتى ولو هاذي موب حجة عشان ما تقولون ..؟!
ليان مع ابتسامة باهتة:لو قلنا لك أكيد زوجك بيكرهنا ..
ابتسمت جوري:حرام عليك .. – بنبرة كلها ألم:بس جنى ما تستاهل ..
ليان:استغفري ربك .. ما يجوز هالكلام ..؟!
تنهدت بضيق:استغفر الله العلي العظيم ..
ليان تضيع السالفة:يالله خلينا نروح عند المعازيم .. و منه أعرفك على حمولتي=أهل زوجي" .. المستقبلية ..!!
جوري بحماس:وافقتي؟!
هزت رأسها بالتأكيد ..
قربت منها و ضمتها:والله مو مصدقة ..
ليان بإحراج:يالله عاد .. كأني مسوية .. شيء غريب كل الناس تنخطب و تتزوج ..!!
جوري:والله شيء موب هين .. من جد فرحتيني ..
قطعت عليهم كلامهم بدخلتها .. فجر بحماس:وينكم بنات .. ريناد دخلت عند الحريم ..
.._.._.._.._.._..
أخيرا انتهى هاليوم على خير .. الكل حس أنه يوم غير .. يمكن لأنه كان يوم فرح ..
الفرح اللي ما ذاقوا طعمه من شهر .. و يحسون بالمصايب تنزل على روسهم ..
مصيبة وراء الثانية ..!
..
في بيت أبو تركي .. ما مر غير دقيقتين من رجع الكل ..
..
أم تركي جالسة في الصالة بعبايتها .. تنزل المجوهرات اللي هي لابستها .. تكلمت بكل ضيق:الله يهديك بس هذا وقته ..؟!
سلطان بكل عصبية:إذا مو وقته الحين أجل متى ؟!
أم تركي:إذا طلعت جنى بالسلامة .. و ..
قاطعها:البنت داخله غيبوبة .. واللي سلموا منها ينعدون ع الأصابع .. إذا بنتظرها بحياتي موب متزوج ..!!
..
دخلت اخيرا عقب ما سمعت محاضرة عند الباب من تركي .. ما تركها فيها شيء ..
لا فستانها القصير و مكياجها الصارخ و لا حتى قصة شعرها الغريبة .. ما عجبته ..!!
أروى و هي ترمي نفسها جنب أمها:اووووووف .. يمة زوجية و فكينا منه .. يمكن الله يرضا علينا و يلحقه تركي ..!
سلطان يحاول يمسك أعصابه:خلك على جنب أحسن لك ..
ناظرته بنص عين:هذا جزاي بتوسط لك ..!!
سلطان بعد ما وجه نظرات حادة لأروى لف على أمة و بنبرة ترجي:على الأقل لو مجرد خطبة .. أكون ضامن البنت ما تطير من يدي ..
أم تركي بكل برود:و إذا طارت في مية غيرها ..؟!
سلطان بحماس:لاء .. إلا هاذي ..
عدلت جلستها و بكل لقافة:من هاذي؟!
سلطان و خيبة الأمل بصوته:بنت أبو ياسر .. اللي توفى ولده الصغير من فترة ..
أروى و نظرة التفكير بعيونها:من فيهم .. ألمى و إلا لمى ..؟!
سلطان:أدري ما تتركين أحد من لقافتك في روحتك للعزاء عرفت أصلهم و فصلهم و كل نسبهم ..
أروى بكل حماس:عزاء في عينك .. أصلا ألمى صديقتي و لمى صديقة خالتك جنى ..
سلطان و علامات التعجب على وجهة:نعم ؟!
أروى:أجل على بالك إننا كلنا رحنا لعزاهم الثلاث أيام كلها عشان حضرتك ساعدتهم ..!!! .. عشان المعرفة اللي بيننا و بينهم من قبل ..!!
..
في نص هالحوار المهم .. دخل تركي و جلس معهم .. من دون ما ينطق بأي كلمة ..
..
أم تركي باستسلامية:و من فيهم حاط عينك عليها؟!
ابتسم سلطان:لمى .. موب هي الكبيرة ؟!
أروى و هي ترفع حاجب:و أنت وش عرفك فيها؟!
سلطان يحاول يستغبي على قد ما يقدر حتى ما يفضح نفسه:هي اللي ما كانت معهم في السيارة .. شفتها في المستشفى ..
أروى:أها .. يالله الله يكتبها من نصيبك .. بعد هي تستاهل على قولتهم بنت و النعم فيه جمال و أخلاق ..
..
مع أنه تتمنى تتحرى اليوم اللي تخطب فيه لعيالها بس صارت تكره طاري الزواج بسببهم .. تكلمت بكل ضيق .. :لااا .. وش رأيك توصفينها له بعد ..؟!
أروى و هي ترجع توقف و تنزل عبايتها:ليش هو موب شايفها شوفة السنة على الأقل .. أوفر وقت عليه ..؟!
أم تركي و هي تناظرها بنص عين:بلا قلة أدب ..
قررت تستلم .. خلاص تحس وقت الحروب بينها وبين أمها انتهت من زمان ..
لكن أحيانا .. تتمشى مع المثل اللي يقول "أبو طبيع ما يجوز عن طبعه" .. رجعت تجلس بكل هدوء و اتيكيت مثل ما تحب أمها ..
..
أخيرا نطق و طلع من جو الصمت:يعني بتزوجون سلطان قبلي ..؟!
سلطان بكل هجومية:أنت وش تبي ألحين .. موب متزوج و لا مخلي غيرك يشوف نصيبة ؟!!!
تركي بكل برود:موب موقف في طريقك .. بس أنا قبلك ..
أروى و أم تركي.. مصدومين:تبي تتزوج؟!!!
تركي بنفس البرود:وش فيكم .. طلبت شيء ممنوع ..
ما قدر يمنع سلطان ضحكته .. :هههههههههههههههههههه .. الموضوع فيه شيء غلط ..
.. أروى بكل تردد:موب شيء ممنوع – تناظر أمها:بس ياما ناس ترجوك ما رضيت ..!!
أم تركي و ملامح الصدمة للحين على وجهها:تركي بسم الله عليك يمة لا يكون مسخن ..!!
..
ابتسم بتلقائية .. و للمرة الأولى فـ التاريخ تركي يبتسم داخل البيت ..!!:لا صدق عقب ما شفت بسام قلت هو موب أحسن مني عشان يتزوج و أنا لاء ..
أروى همها الوحيد بهالموضوع .. بكل حماس:حاط عينك على وحدة؟!
ضربتها أمها على كتفها على خفيف:و أنتي هذا اللي شاغل مخك ..
تركي ما يبي يغير مسار الموضوع:أنتوا وش رايكم؟!
أم تركي:وشلون وش راينا؟!
تركي:يعني ما في وحدة قدام عيونكم كذا .. على قولتهم تناسبني ..
أم تركي:الف من يتمناك ..؟!!
أروى:وش ألفه يا يمة .. أنتي بس هذا اللي عندك ..؟!
أم تركي بعصبية:وبعدين معك ..!!
أروى ابتسم و هي تحط يدها على فمها و بصوت مكتوب بسبب يدها:خلاص بسكت ..
أم تركي .. ناظرتها بلوم:الله يتوب علينا ..
قطع عليها كلامها:غزل .. وش رايكم في غزل بنت خالتي البندري ..؟!
..
بلحظة خيم الصمت ع المكان .. أروى ما قدرت تخفي صدمتها:وش معنى غزل؟!
تركي و ملامح الحيرة على وجهة:مدري .. بس سمعت اسمها من فترة ..
أم تركي بعيونها نظرة تفكير .."غزل تعبانة أخاف تأخذ ولدي تتعبه زيادة..؟!" .. :ندور غيرها و إذا ما لقينا نخطبها ..!
تركي بكل اندفاع:لاء ..
أم تركي و غزل بصوت واحد .. الصدمة واضحة فيه:لاء .. ؟!؟!!!!
تركي ارتبك:قصدي صعبة .. حتى ولو .. إذا خطبتوا غيرها و ما رضوا و رجعتوا تخطبونها يمكن تجي في خاطر عمي أبو عبد العزيز ..
يعني يمكن يقول إننا ما لقينا و جينا نخطبها .. – حس بحيرته تزيد ما عنده مبرر قوي و كل العيون عليه ..
لفت أروى على أمها:والله أنه صادق .. أنتي تعرفين غزل وشلون عزيزة نفس ..!!
أم تركي ونظرة الحيرة بعيونها:تبون الصراحة هالغزل ذي ما دخلت مزاجي .. انطوائية و كتومة و تحب تجلس لحالها ..
أروى بكل هجومية:حرام عليك يا يمة أنا أكثر وحدة أعرفها .. بس من عقب ما جاها فقر الدم صايرة تجلس لحالها كثير أكيد بيأثر على نفسيتها ..
سلطان يراقب بصمت ..
بس بعد ما شاف الإصرار بكلام تركي حب يرفع ضغطه ناظره بخبث:يؤ جايها فقر دم .. هاذي بكرة بتجيب لك الضغط يا تركي كل يوم و الثاني ع المستشفى ..!!
وجه له تركي نظرات حارقة .. "ما كان ناقصني غيرك" ..
دافعت عنها أروى:فقر دم جاها فجأة يعني موب من عمر معها نقول أنه بيأثر عليها و مثل ما جاء فجاءة اختفى فجاءة ..!!
سلطان:يا كلمة ارجعي مكانك .. كلتيني بقشوري ..
ناظرته بغرور:وش على بالك .. هاذي غزل ما أرضى عليها ..؟!
سلطان بنبرة حادة:اللي على بالي أنك بتقومين و تروحين لغرفتك و تخمدين أحسن لك ..!!
وقفت و بكل غرور:أصلا هذا اللي ناوية عليه .. – كملت طريقها لفوق و هي توجه نظرات غرور لسلطان ..
لف عيونه على أمه بعد ما كان يراقب أروى و هي تطلع ..:هاا وش بيكون وضعي ..؟!
أم تركي و هي توقف:نخلص من أخوك بعدين أنت ...؟!
سلطان بكل عصبية:يممممممممممممممممة ..!!!
..
.
وصلت غرفتها اخيرا دخلت ورمت العباية و الشنطة ع السرير.. زفرت بكل ضيق .."خلاص كل شيء انتهى" ..
مشت بخطوات هادية .. و مشية كلها دلع ما تعرفها غير لما تلبس الكعب .. ناظرت نفسها بالمرايا و ابتسمت بغرور ..:يا فديت قلبي ..- أرسلت بوسة لنفسها ..
..
و كأنها تذكرت شيء .. ركضت لعند الشنطة وطلعت الجوال .. "أدق على غزل و أبشرها –نزلت الجوال.. ".. و إلا أخاف تكون نامت أو قاعدة مع أبوها ..
أصلا ما له داعي استعجل أمي موب مقتنعة فيها يمكن تغير راي تركي و أتفشل أنا .. – جلست على طرف السرير ..
تنهدت بكل ضيق"أكيد ريناد و بسام ألحين عايشين جوهم .. روميو و جولييت ألتقوا بعد طول فراق ..- حست بالدموع تجمعت في عيونها ...
غمضت عيونها بقوة و همست:غبية .. غبية .. غبية ..- رمت الجوال على السرير و رمت بجسمها قريب منه ..
.._.._.._.._.._..
في بيت أبو بسام و بالتحديد في غرفة بسام و ريناد ..
الوضع ابدا ما كان مثل ما تخيلته أروى ..
بسام جالس على طرف السرير و ريناد جالسة على الطرف الثاني معطيته ظهرها ..
رفعت عينها و شافت نفسها بالمرايا "ما كان له داعي اتعب نفسي بالكشخة و هو أصلا موب شايفني .. – تنهدت بضيق " المفروض ما استعجلت مثل ما قال ريان .. –
قطع عليها حبل أفكارها و هو يهمس:ريناد ..
ردت بكل برود:نعم ..
ابتسم بتلقائية:وينك .. ليش جالسة بعيد ..؟!
وقفت و شالت فستانها الأبيض المنفوش معها .. قربت منه و ظلت واقفة تتأمل فيه ..
رجع يتكلم و ملامح التعجب على وجهه:وينك ؟!
قربت بكل هدوء و جلست قريب منها ..
مد يده يبي يتحسس ملامح وجهها .. أول ما قرب طرف أصبعه على وجهها .. بعدت خدها ..
ابتسمت بسخرية:أحلامك كبيرة ..
حيرة .. خوف .. غضب .. اختلطت الأحاسيس داخل بسام لكنه حاول على قد ما يقدر يمسك أعصابة تكلم بكل هدوء:ليش .. و..
قاطعته:حاط في بالك أنك بتأخذني بكل سهولة و بنعيش حياة سعيدة مثل القصص الخيالية .. و لا بعد كل اللي سويته ..!!
خذا نفس .. و بكل راحة تحرق ريناد:توقعتك مثل ما أنتي .. قلبك كبير و ..
قاطعته رغم دموعها اللي ما قدرت تسيطر عليها .. تصنعت الغضب بصوتها:لأنك من يومك قلبك أسود و قاسي مثل الحجر توقعت أني أبقى مثل ما كنت ..
ابتسم يحرقها أكثر و أكثر:ابدا مو عشان كذا .. عشان أعرفك معدنك أصلي و الزمن ..
حست بالغصة في صوتها لكنها ما هزت من قوتها بصوتها ..
تكلمت تقاطعه و الدموع تنزل:شي طبيعي تسمعني اسطوانات حتى الصغار يعرفونها .. لأنك إنسان تافة كل اللي في داخلك مجرد كلام تسمعه و ترجع تقوله .. لو كان فيك مجرد ذرة إحساس ما سويت اللي سويته ..
بسام و هو يأخذ نفس:لو ظليت تتكلمين لي بكرة ما أقدر ألومك ..
قاطعته .. :يكفي .. ما أبي أسمعك .. من اليوم و طالع أنا اللي بتكلم و أنت اللي بتسمع ..
بسام بكل استسلامية:قلت لك عاذرك ..
همست بكل غيض:أكرهك .. أكرهك .. أكرهك أكثر من الموت حتى ..
رغم كل الكلمات القاسية اللي طلعت منها ..
لكن الكلمة الأخيرة كانت غير .. حاس بها طالعة من أعماق قلبها .. !!!
.._.._.._.._.._..
زفر بكل ضيق .. كل يوم يجي لعندها و هي نفس ما هي .. جسمه مرتخي ع السرير الأبيض مثل الجثة ..
دقات قلبها على نفس المستوى .. حتى أصابعها بنفس مكانها ..
..
قربت منه السستر بكل خوف .. قبل نص ساعة وصل لهنا و حاولت تطلعه لكنه صرخ فيهاو قال لها ما راح يطول ..
همست بخوف أكبر:مستر .. وقت زيارة يخلص من زمان .. أنت لازم يطلع و الا أنا يصير في مشكل ..!!
غمض عيونه لثواني و هو يتمنى يفتح عيونه و يرجع لبيتهم هو وياها .. يوقفون بنص الدرج و يتهاوشون مثل كل اليوم .. يشوف ملامح العصبية بوجهها ..
يسمع صوتها المزعج ..!!
رجع بدر يفتح عيونه همس بصوت تعبان:خمس دقايق بس ..
بعدت عنه فـ الأخير بـ تستسلم له .. خوف منه ..
.._.._.._.._.._..
دخلت لبيتهم و سماعات الجوال بأذنها .. :هذا أنا وصلت للبيت ..
سلطان:الحمد لله على سلامتك ..
لمى و هي تضحك:الله يسلمك .. ها ارتحت ..
سلطان:قلت لك .. ما راح أرتاح إلا لما تكونين عندي ..؟!
لمى و نظرات التفحص بعيونها:لا تبني أحلام كبيرة ..
قاطعها:أنتي اللي لا تحطميني ..
لمى و هي تنزل عبايتها:طيب أنا بروح أتطمن على ألمى و أشوف البيت .. و أرجع أدق عليك ..
سلطان بحماس:وعد ..
لمى:وعدين .. يالله باي ..
سلطان:باي .. – قفلت لمى الخط .. و على طول طيران على غرفتها ..
دخلت دورت على ألمى ما لقت لها أي آثر .. خذ جولة تفحصية في البيت أبدا ما لقتها ..
وصلت لأخر مكان ممكن تلقاها فيه .. الحمام .. طقت مرة ثنتين ثلاث .. حاولت تفتح الباب لقته مقفول ..
همست:ألمى .. ألمى ,, ألووووم .. – ثواني حست بالخوف و بدت الأفكار تلعب برأس لمى ..
صرخت و هي تطق الباب بكل قوتها:ألمى ــآآآآ .. - لكن لا حياة لمن تنادي ..
فكرت كثير بس ما توصلت لحل مناسب .. جابت كل شغلة ممكن ينفتح بها الباب .. ما اهتممت وش يصير به .. كل همها تتطمن على أختها ..
و بعد استنفاذ كل المحاولات .. قررت تعتمد على نفسها و تكسر الباب .. جربت مرة ثنتين و الثالثة ..
انفتح أخيرا .. وقفت تأخذ نفسها بعد المجهود اللي بذلته .. رفعت عينها و لقت أختها بالحمام ..
وقفت مذهولة من اللي شافته .. حس بجسمها يتخدر و صوتها يضيع مو قادرة تهمس حتى ..!!
..
ألمى جالسة بزاوية الحمام .. ضامة رجولها لصدرها و عيونها بالسقف و أبدا ما رمشت بهم ..!!
.._.._.._..
نهاية الجزء ..