الجزء الـ|[13]|ـثالث عشر
ريان و هو يوجه نظرات حارقة لبسام"ما تأخذها على جثتي .. حتى لو كنت ولد عمي" .. وقف فجأة و انسحب من المجلس توجه للصالة و طلع الدرج بكل سرعته ..
..
بنفس اللحظة .. جنى توها طالعة من المطبخ شافت ريان:ريان وش ... _سكتت و هي تراقبه يطلع بكل سرعته لفوق .. جت بتلحقة وقفتها رنة جوالها ..
ناظرت في الشاشة المتصل"وعد"ابتسمت و رجعت خطوتين لوراء تسندت على الجدار و ردت:هلا والله و غـ..._انتبهت لبدر اللي طلع بكل سرعته لفوق همست في خاطرها"وش السالفة ..!" ..
قطع تفكيرها صوت وعد من وراء السماعة:الحقي علي يا جنى الحقي علي ..
جنى بخوف:خير وش صاير؟!
وعد و هي تروح و تجي في الغرفة:راكان .. تخيلي زعل لما عرف إن خطبت له و غير كذا أمي بصفه .. بس أبوي كان معي .. بس بالأخير زعل و طلع من البيت و للحين ما رجع ..
ابتسمت جنى:زعلان يعني؟!!!
وعد بخوف:اييييييييه ..
ضحكت جنى:ههههههههههه .. خواافة .. ما عليك على قولتهم حطي رجلك فـ موية باردة ..
وعد بغباء:ليش وش بتسوين؟!
جنى بكل تعجب:ليش وش بيدي أسوي أصلا؟!
وعد بحسرة:ما تقولين ريحني؟!!!
جنى:أخوك بس يدلع و كل اللي يسوية فرد عضلات لا أكثر و لا أقل ..
وعد:و شلون؟!
جنى:اسمعيني انتي الحين .. لا عاد تجيبين طاري الخطبة و لو بحرف و أخوك مرد يرجع للبيت و الا وين بينوم فيه أصلا..!!
لا و بعد بـ يجي لحد عندك و يسألك عن الموضوع ..
وعد حست بخوفها بدا يتلاشى:و إذا ما صار كذا؟!
جنى بكل ثقة:لاء .. بيصير بس أنتي طنشي ..
وعد زفرت بكل راحة رغم أنها للحين ما تطمنت:طيب شورك و هداية الله ..
جنى و هي تطلع الدرج:يالله يا قلبوو أنا مشغولة الحين .. اكلمك بعدين ..
وعد بكل يأس:باي ..
جنى:سلام .._قفلت الخط و خذت نظرة استطلاعية على الدور شافت باب غرفة البنات مفتوح قربت و دخلت ..
.
..
.
قبلها بدقايق في غرفة البنات .. ريان جالس جنب ريناد و بكل ترجي:ريناد حرام عليك تدفنين شبابك مع واحد مثله ..
ريناد عيونها لقدام و بنبرة حادة:هذا شيء ما يخصك ..
ريان بكل ضيق:بس أعمى يا ريناد تعرفين وشلون أعمى ..
ريناد بنفس الوضعية و بنبرة أكثر حدة:أنا اللي بعيش معه و إلا أنت ..
ريتاج جالسة فوق طرف التسريحة:أختك رأسها يابس .. و ما في شيء ينفع معها ..
بدر.. جالس بزاوية الغرفة و حاط رجل على رجل .. أخيرا تدخل بعد صمت طويل بنبرة تحذيرية:ما دامك قررتي تحملي النتايج لحالك فاهمة ؟!
وجهت له ريناد نظرات حادة .."هذا وهو صديقك..!!":فاهمة هالشيء و ما يحتاج تعلمني ..
دخلت عليهم و بكل فضول يغطيه الاستغراب:وش السالفة وش صاير؟!
بدر منقهر من رد ريناد و يطلع حرته بجنى ... بنبرة كلها عصبية:أمور عائلية .. وحدة مثلك ما لها دخل فيها ..
ناظرته بكل احتقار:شكرا .._لفت ظهرها و طلعت من الغرفة ..
ريان و هو معقد حواجبه:ليش كلمتها كذا ..؟!
بدر بكل غرور>>>من زمان عن حركاتك ..:هي الملقوفة خلها تتعلم وشلون تحترم نفسها بنفسها ..!!
وقف ريان العصبية واصلة معه من موضوع ريناد و بسام يطلع بدر فـ وجهه:مهما كان هاذي حرمة موب بزر و إذا هذا أسلوبك رح عش في حظيرة حيوانات .._مشى و طلع من الغرفة ..
عصب بدر .. وطلع وراه لكنه توجه لغرفته .. عكس ريان للي نزل تحت ..
ناظرة ريتاج في ريناد بكل حسرة:هذا فال عرسك ..
.
..
.
جنى .. حست بدمها يغلي نزلت بخطوات سريعة من العصبية و توجهت لغرفة أمها دخلت بكل سرعتها و قفلت الباب ..
رفعت أم جاسم رأسها بعد ما كانت منشغلة بالقراية في القرآن:خير اللهم اجعله خير ..
ابتسمت جنى لا شعوريا و هزت رأسها:ما في شيء .. كملي أنا بجلس على جنب .. _توجهت للدريشة و وقفت قريب منها و جلست تتأمل منظر المسبح اللي منعكس عليه القمر ..
وقطع فكرها .. دخلت ريان:جنى لا تـ..
رفعت أصبعها و حطته بنص شفايفها و همست:اشششششششش .._لفت على أمها ..
ناظرها ريان وشافها مندمجة بالقراية .. تنهد بضيق و طلع من الغرفة ..
.._.._.._.._.._..
جلست لمى على طرف السرير بعد ما لبست بجامتها .. من أول اليوم حست بتعب و ارهاق موب طبيعي وشلون بتكمل باقي الـ ثلاث أيام ..
ناظرت فـ ساعتها 12 تالي الليل.. "بعد ما شاء الله على الناس ما طولوا فـ العزاء مثل صديقات أمي ..!!!؟" ابتسمت باستهزاء .."العزاء و الزواج ما يفرق معهم دامهم يجتمعون فيه ..؟!"... قربت شنطتها الخاصة و طلعت كريماتها ..
ناظرت فيها ألمى اللي لاصقة في زاوية السرير من أول اليوم:فضى البيت؟!
لمى بتنهيدات تعب:أخيرا ..
ألمى:كرفوك؟!
لمى مع ابتسامة:الشغالات في هالبيت أكثر من شعر الرأس ..
ألمى و هي تحط رأسها على المخدة:ضاق خلقي من هالغرفة ..
لمى:أمشي نطلع نشم هواء فـ السور=الحوش"؟!
ألمى:البيت ما فيه عيال؟!
لمى:إلا بس السور حقهم فيه حاجز يفصل بين قسم الحريم و الرجاجيل ..
وقفت مع إن نفسيتها زفت لكن وجود أروى و غزل خفف عنها .. بكل حماس:يالله اجل ..
دخلت نوف و كالعادة بعربجة:على وين يا أم الشباب ..
ألمى معصبة من نوف عقب المحاضرة اللي عطتها اياها و فشلتها قدام صديقاتها:خير وش تبين .. بيت أبوك هو؟!
نوف بكل استهزاء:لا بيت جدي .. _بنبرة العادية:اسمعي عاد دامك هنا تحترمين نفسك ..
دخلت نهى و ضربتها بكل قوتها على رأسها:أنتي اللي احترمي نفسك ..
نوف بعصبية:كم مرة قلت لك رأسي خليه بحالة ..
نهي و هي تناظر فـ بنات عمها بكل احراج:تراها وحدة خبلة و مجنونة .. و مثل ما أنتو عارفين لا حرج على المجنون ..
نوف بحسرة:و أنتي دايما كذا كل ما جيت بسوي نفسي شيء تخربين كل شيء ..
طلعت ضحكت لمى بعد محاولاتها الفاشلة بكتمها .. ههههههههههههههههههههههههه
دخلت الجوهرة و بنعومتها المعتادة:دام هالخبلة نويف فيه خذوا راحتكم بالضحك ..؟!
نوف:اف منكم أصلا أنا الغلطانة .. اللي جالسة مع ناس ..
خزتها نهى و سكتت .. طلعت نوف و تركتهم ..
دخلت أميرة:أوه .. أوه .. بتنومون؟!!!
هزت لمى رأسها بالنفي:لاء .. ليش؟!!!
همست نهى:متعودة من تشوف البيجامة تنوم حتى لو في نص حفلة ..
ضربتها أميرة على كتفها على خفيف:دوبة .. هذا و أنا صديقتك تحشين فيني عيني عينك .. بس صدق من قال اللي لقى أحبابة نسى أصحابة ..
دخلت العمة نور .. مقاطعة كلامهم:بنات وينكم .. موب سهرانين؟!
الجوهرة بحزن:الله يهديك بس يا عميمة توه بـ يبداء مسلسل الذكريات ..
العمة نور بعدم استيعاب:أي مسلسل .. وين بتشوفونه فيه أصلا؟!
ضحكت .. أميرة:ههههههههههه .. قصدها ذكرياتنا مع لمووو ..
دخلت عليهم ركض .. أسماء:بنات .. بنااااات .. الحقوا فيلم رعب خطير على 2 ... يالله بسرعة تعالوا .. _و رجعت تطلع ..
العمة نور:ترا أسوم توها صاحية و مروقة .. فـ المجلس مسوية لكم جوو .. يالله ما أبي يفوتني كثير .. اللي يبي يجي حياه الله ..
نقزت نهى:يالله بنات مشينا ..
وقفت أميرة و سحبت لمى:يالله ..
الجوهرة شوي و تصيح:يا ربي منكم ما تستانسون إلا على الرعب .._خلصت جملتها من جهة و لقت البنات طالعين من جهة ثانية .. جرت رجولها و طلعت بكل يأس ..
..
جلست ألمى في مكانها تراقب اللي جالس يصير.. لمى تحمست معهم و طلعت و نست تلتفت تشوف أختها معها أو لاء ..
تنهدت بضيق بعد طلع الكل .. جلست و سحبت شنطتها و جلست تحوس فيها لحد ما لقت جوالها طلعته و فتحته لقت فيه مكالمات كلها من عادل ..
دقت عليه أكثر من خمس مرات بس ما رد .. وقفت بكل استسلام و عدلت لبسها و طلعت للصالة ..
تفاجأت بوجود نوف لأنها توقعتها أول وحدة بتتحمس للفيلم حقهم .. وقفت تتأملها .. و هي متربعة على الكنبة حاطة قبوع البلوزة على رأسها و خصل من من شعرها القصير على وجهها ماسكة "الجيم بوي" بكل قوتها و التركيز واضح بعيونها ..
قربت ألمى منها و جلست جنبها .. ناظرتها نوف خطفة و رجعت عيونها على الجيم بوي .. و طنشتها . . . . . مرت أكثر من خمس دقايق ..
ألمى مو عارفة الطريق فـ البيت .. فضلت أنها تجلس جنب نوف رغم أنها ما تطيقها .. استصعبت تسألها عن مكانهم و قررت تتكلم معها:غريبة .. جالسة هنا لحالك ؟!
طنشتها نوف ..
ألمى و هي تريح ظهرها على الكنبة:أنا سمعت أنهم بيشوفون فيلم رعب قلت بلقاك داخله الشاشة من الحماس ..
نوف تبي تفتك من هذرتها:ما أحب أفلام الرعب ..
ألمى:غريبة مع إن شكلك ما يقول كذا ..
نوف بنبرة استهزاء:شكلي وش يقول ؟!
ألمى:اممم .. ظنيتك بوي بس طلعتي نص بوي ..
نوف بنظرات حادة:لا من جد .. احترمي نفسك ..
ألمى:أنا وش ذنبي شكلك يقول كذا .. و بعدين أنا ما سبيتك ..
وقفت نوف و لبست شبشبها .. مسكتها ألمى مع يدها:لا خلك أنا اللي بقوم ..
جلست نوف:يكون أحسن ..
قامت ألمى و بدت تتمشى فـ البيت .. كل شيء جديد بالنسبة لها لأنها ما تذكر أي شيء فيه .. شوي و يرن جوالها .. ابتسمت لما شافت أسمه بشاشة الجوال ..
لكن خرب عليه صوت مشاري من وراء الباب:احم احم يا ولد ..
ارتبكت و حست برجولها تجمدت في مكانها ..
.._.._.._.._.._..
حست بطفش من كثر الوقفة اللي مالها أي هدف بغرفة أمها حتى النجوم ما استمتعت بمنظرهم ..
طلعت جنى من البيت بكبرة تحس بالدنيا ضايق فيها .. طلعت فـ السور و بالتحديد عند المسبح .. فرشت الشال و جلست عليه .. نزلت رجولها فـ المسبح بكل خوف من برودة الموية .. بس ثواني تحس جسمها تأقلم مع البرودة ..
انسدحت على ظهرها .. رفعت جوالها .. و فتحت على القائمة .."لمى .. أكيد منشغلة مع أهل أبوها الليلة ليلة التعارف .. امممم .. جوري .. اليوم قالت لي أنه بتصلح كل شيء بينها و بين نواف أكيد جالسة تفكر و تخطط .. ليان .. مدري عنها بس يا مشغولة مع بسام .. أو تفكر بـ راكان ..-ابتسمت باستهزاء ..
رنودة .. بعد عمري جمعة أخوانها حولها ما تبشر بالخير .. فجـ ..
قطع حبل أفكارها صوت ريناد جاي من بعيد:جنووو .. جالسة لحالها وش تفكر فيه؟!
رفعت جنى رأسها و ناظرتها بتعجب:ريناد !!!!
قربت ريناد جلست جنبها:يا الخبلة برررد و حاطة رجلك فـ الموية ..؟!
جنى وهي للحين منسدحة على ظهرها:بالعكس الموية دافية .. !!
نزلت رجولها بكل حذر:وين اختفيتي فجأة؟!
جنى و هي تحط جوالها جنبها:قلت أنزل لأمي أحس جلساتي صارت قليلة معها و لقيتها مشغولة ..
ريناد و عيونها على المسبح:لا و أنتي الصادقة هي اللي صارت جلساتها قليلة معنا .. آخرتها شاغلة بالها ..!!
جنى بعصبية:ريناد لا تقولين كلام زي كذا؟!!!
ريناد و نظرة ألم بعيونها:كلنا بنموت ..؟!
جنى بنبرة هدوء حركت العاصفة الساكنة داخل ريناد:رنوود وش فيك ..؟!
ريناد و لمعة الدموع بعيونها:قبل شوي كنت عند أبوي ..
رفعت جنى عيونها على السماء:وش الغريب ..؟!
ريناد:عمي ... عمي .._خذت نفس:عمي أبو بسام و بسام و سطام .. كانوا هنا ..
جنى:والله محد قالي ..!!
ابتسمت ريناد رغم ملامح الحزن المرسومة على وجهها:و شلون ما تدرين و أنتي سامعة كلامة ليان فـ العزاء اليوم ..؟!
جنى و نظرة التوهان بعيونها:صدق .. ما أذكر ..؟! ..-بكل اهتمام:ليش جايين؟!
ريناد بكل صدمة:ظنيتك تعرفين؟!!!
جلست و ملامح الصدمة على وجهها:خطبك رسمي ..؟!!
هزت رأسها بالموافقة ..
جنى مع ابتسامة:الدبة ليان ما دقت و لا تفكر بعد ..!
ريناد بكل حيرة:كلمني أبوي و عطيته موافقتي .. بس طلب مني أفكر ..
جنى بنبرة كلها جدية:أكيد الزواج موب لعبة ..
ريناد بصوت مخنوق:الكل يحسسني إني غلطانة .. محد واقف مع هالزواج حاسه إن ما راح أتوفق بسببهم .._ختمت جملتها بدمعة خانتها و نزلت على خدها ..
ابتسمت جنى:عشان كذا مسوين زحمة فـ غرفتك قبل شوي ..؟!
هزت رأسها بالتأكيد وهي تمسح دموعها و كلها رجاء توقف ..
جنى:هاذي حياتك أنتي اللي بتعيشينها .. و محد بيعاني أو يستانس غيرك ..!
مسحت ريناد دمعتها:توقعتك بتوقفين معي و تشجعيني ..؟!
زفرت براحة:في الأخير هذا شيء يخصك و محد له دخل فيك .. و القرار لك لحالك لأنك انتي بتعيشين معه لحالك ..!
لفت ريناد عليه و كأنها تذكرت شيء:لا يكون زعلتي من كلام بدر .. _مسكت يدها:صار لك عشرين سنة عايشة معه معقولة للحين ما تعودتي ..
ابتسمت جنى .. ريناد ما تحب تتكلم فـ بدر أخوها و كلامه لأنها تحبه .. بس جنى تعني لها الكثير .. خذت نفس:ما قال شيء غلط ..
ريناد بترجي:جنى الله يخليك أتركي عنك هالخرابيط ..
ابتسمت جنى:ما عليك مني و خلك مركزة مع روميو حقك ..
ابتسمت ريناد و هي تشد خدود جنى وتضيع موضوع بسام:فديت هالضحكة يا ناس ..
بعدت جنى يدها و بكل خفة سحبت قطرات من موية المسبح و رشتها على ريناد .. شهقت ريناد و بكل سرعة غرقت يدها و رشت على جنى .. و من غير ما يحسون دخلوا في حرب الموية اللي ما لها نهاية .. و من دون شك انتهى يومهم بالعطاس و الكحة ..!
.._.._.._.._.._..
جالسة على كرسي التسريحة ..
نشفت جوري شعرها بالاستشوار بكل دقة .. مو مستعدة تمرض هالأيام .. عشان نفسها و عشان اللي فـ بطنها ..
نزلته بكل هدوء و هي تتنهد بكل ضيق .."يا ربي مو لاقيه أي صرفه أرجع بها الأمور بينا طبيعي .. – وقفت بكل حيرة و ارتسمت على وجهها ملامح ضيق .."غبية .. جتني فرص كثيرة بس أنا اللي ضيعتها ..!" ..- قطع تفكيرها صوت باب الشقه يتسكر ..
طلعت بكل هدوء و قلبها و فكرها يسبقها ..
كعادته .. رجع و يده مليان أكياس ..
ناظرته بكل حيرة .. كل مرة يرجع بهالشكل تسأله و نفس الجواب يجيها .."سر!!" ..
اكتفت هالمرة بالصمت و مراقبته و هو يدخل نفس الغرفة ..
ابتسم نواف:السلام عليكم ..
همست:وعليكم السلام ..
دخل الغرفة و قفل الباب وراه ..
تنهدت بكل ضيق .. و هي تراقب الباب الساكن .. و طيف دلال يتحرك حول هالمكان ..
كل ما تذكرت إن الغرفة اللي صايرة سر لنواف نفسها الغرفة اللي نامت فيها دلال ..
تحس بكره فظيع للمكان و حماسها لمعرفة السر يتلاشى ..!!
تراجعت خطوتين لوراء و رغبتها للصلح تتراجع معها و دخلت غرفتها ..
.._.._.._.._.._..
لفت ألمى بعيونها .. يمين و يسار ما لقت مكان تتخبى فيه مع إن الممر كله أبواب لكن خافت تدخل واحد منهم و تتوهق أكثر ..
أنقذها صوت نوف من وراها و بلهجة العربجة اللي تعودت عليها ألمى:هيي إنت وين رايح .. يعني ما تدري إن البيت كله بنات؟!
مشاري من وراء الباب:نويفه .. كم مرة أقول لك تأدبي معي ..؟!
مشت بخطوات سريعة و فتحت الباب اللي واقف وراه:ليش من حضرتك .. _ تقدم خطوة .. كلمته بنبرة تحذيرية:لا تفكر تتقدم خطوة زيادة بعد .. بنت عمك هنا ..
..
حست بالذهول يسكنها .. و هي تشوف بنت عمها واقفة قدام واحد .. ما تدري وش يكون بالنسبة لها ..!! بس يا جرئها .. حتى لو كان أخوها .. وشلون تكلمه كذا ..!!
..
مشاري بكل حقد:هين يا نويفة .. هذا جزاي بعد كل اللي سويته لك ..
نوف بغرور مغلف بالثقة:أقول .. إرجع للمكان اللي كنت فيه قبل لا يجي ناصر و يعلقك هنا ..
مشاري بكل عصبية:مستقوية .. عشان أخوك هنا؟!
نوف بكل طفش:أنا قوية من غير نصور ..
مشاري بنبرة استهزاء:ايه هين ..!!
سكرت الباب في وجهه .. و رجعت لجوا .. مرت من جنب ألمى همست بصوت مسموع:بقرة .._مشت بخطوات هادية متوجة للصالة الداخلية ..
لثواني الصدمة من اللي صار شلت ألمى لكنها اضطرت ترجع تلف بس ما رجعت للصالة كملت طريقها وراء نوف بدون أي تفكير ..
و استمر الوضع خمس دقايق تقريبا وصلت نوف لعند باب السور ..
لفت على ألمى و بكل طفش:خير وش تبين؟! تطلبيني شيء ؟!
ابتسمت ألمى بكل إحراج:أخاف أضيع مرة ثانية .. و أتوهق عاد من بيكون عندي ..
همست نوف:بزر .. _علت صوتها:ارجعي لنفس الممر الباب اللي في وجهك هو باب المجلس اللي البنات جالسين فيه ..
هزت ألمى رأسها بالنفي و ملامح الخوف بوجهها:ما أحب أفلام الرعب ..
رفعت عيونها للسقف و بكل ضيق:اففف يا ربي .. وش هالبلوى اللي بليتني بها .._لفت و طلعت للسور و هي مطنشة ألمى .. مشت ألمى وراها من غير ملل فضول فظيع تسلل بداخلها لا شعوريا بس ما تدري وش مصدره بالضبط ؟!!!
..
رمت نوف جسمها على أقرب كرسي من الجلسة الخارجية ..
قربت ألمى و جلست جنبها بهدوء .. ريحت رأسها على ظهر الكرسي و بدت تتأمل النجوم للمرة الأولى في حياتها ..
..
أما نوف غمضت عيونها و انتظرت سؤال غبي من ألمى .. حست بشحنات الغضب تتلاشى منها .. و استغربت من هدوء ألمى فتحت عيونها و لفت على ألمى ناظرتها بكل استغراب و حبت تتحرش فيها:بحياتك ما شفتي نجوم؟!
ألمى و عيونها تلمع من الحماس:سبحانك يا رب .. واااو .. رووعة ..
ضحكت نوف عليه:هههههههههههههههههه .. الحمد لله على نعمة العقل ..
ألمى و عيونها معلقة في النجوم:يا حظك كل يوم تشوفينهم ..
نوف و هي ترفع رجولها على الطاولة اللي بنص الجلسة:حتى لو ما كان عندكم سور تقدرين تشوفينهم من الدريشة ..
لفت ألمى عليها:و شلون فاتتني ؟!!!
نوف مع ابتسامة استهزاء جانبية:صدق طلعتي بقرة ..
ألمى و هي معقدة حواجبها:يالله عاد لا تقعدين تسبين ..
طنشتها نوف و ريحة راسها على ظهر الكرسي و علقت عيونها بالنجوم .. قلدتها ألمى ..
بعد لحظات طويلة من الصمت .. ألمى حست بالميانة تطيح بينها و بين نوف:أقول نويفة؟!
نوف من غير ما تعطيها أي انتباه:خير؟!!!
ألمى:اليوم المغرب .. عمي فيصل و عمي خالد دخلو عندنا يسلمون و يعزونا .. و اللي فهمته إن أبوك ما كان معهم ..؟!
ابتسمت نوف لاشعوريا:أبوي مع أخوك؟!
لفت عليها ألمى:مع ياسر؟!
هزت رأسها بالنفي:لاء .. ناصر ..
صاعقة نزلت على رأسها .. "معقولة موت ناصر حلم ..!! .. "
ناظرتها نوف بتعجب و ابتسمت .. كملت وهي تقطع تفكيرها قبل لا يأخذها لبعيد:ما قالوا لك إن أبوي و جدي ماتوا في حادث واحد من أربع سنوات؟!!!
ألمى بربكة:ما ... ما كان قصدي من جد .. من جد آسفه ..
ابتسمت أكثر و بنبرة العربجة اللي اختفت من صوتها من دقايق:أووووهـ .. طلعتي متأثرة بالأفلام الأجنبية ..؟!
قاطعهم صوته:و ليش موب جالسين مع البنات تتابعون الفيلم ..؟!
لفوا ثنتينهم عليه متفاجئين .. وقفت نوف قربت و سلمت على عمها:عمي تركي .. عظم الله أجرك ...
هز رأسه و بتنهيده طلعت من الأعماق:أجرنا و أجرك ..
من غير أي كلمة زيادة سحبت نوف نفسها و دخلت جوا البيت .. قربت أبو ياسر من عند ألمى ..
حست بذهول أبدا ما توقعت تقابله حتى لما دخلوا أعمامهم يسلمون ما دخل معهم ..!! توقعته يتحاشى لقاهم زي ما هم يتحاشون .. و بالأصح هي الوحيدة اللي تتحاشاه ..
بعد ما استوعبت الموقف .. تقدمت بخطوات بطيئة تبي تدخل ..
وقفها أبوها:خمس دقايق بس ... _لفت عليه .. كمل كلامة:أبي أكلمك خمس دقايق بس ..
رجعت بخطوات هادية و جلست بكل هدوء ناظرت في ساعتها و رجعت ترفع عيونها:خير .. وش عندك؟!
أبو ياسر و هو يجلس:ما في .. عظم الله أجرك على الأقل ..!!
تنهدت بضيق و لفت وجهها بعيد عنه .. تكره هالكلمة تحس و كأنهم يتعمدون يذكرونها بموته ..
ريح جسمه على الكرسي:شفتي أخوانك اليوم؟!
ابتسمت باستهزاء:دام زوجتك ما تبينا إنا بعد ما نبيها ..
عقد حواجبه:وش هالكلام ..؟!
تذكرت كلام لمى .."تخيلي دخلت وسلمت و جلست قريب مني ما عرفت أنها مرت أبوك بس يوم عرفت أني بنت زوجها ما عاد شفتها .. يقولون بيتها فوق فـ الدور الثاني" .. بنبرة حادة:أجل وش تفسر طلعتها لبيتها في نص العزاء؟!
تركي حس بربكة رغم قوة موقفه:هي كانت تعبانة لأنها اليوم رجعت من بيت أهلها غير أخوك اللي هلكها و أ...
قاطعته:لا تقول أخوك .. أنا ما عندي أخوان غير ياسر و ناصر .._رجعت تبتسم باستهزاء:اليوم سمعت أميرة بإذني و هي تقول لعمتي إن زوجتك المصون من عرفت إننا هنا .. طلعت لبيتها و لا عاد ورتهم وجهها .. يعني الكل ملاحظ مو بس أنا ..!!
ناظرها بملامح باردة:إذا أنا أبوك للحين ما تقبلتبني تبين تلومين بنت الناس لأنها ما تقبلتكم ..
حست بالإحراج و لفت وجهها للجهة الثانية .. و بعصبية:لو حسيت ذرة إحساس إنك تبينا كان ما صارت المسافة بيننا كذا ..!!
أبو ياسر بكل اندفاع:موب صحيح .. اسألي أمك كم جلست قضيتها في المحكمة عشان تحصل الطلاق بس ..
ألمى رجعت تشد بصوتها:هذا لأنك تبي تذلها ..
قاطعها:موب صحيح ..
ألمى بإندفاع:أجل ليش تزوجت عليها قبل لا تطلق أمي ..؟!
رجع يهدي نبرة صوته اللي وضح فيها الانكسار:هاذي كانت رغبة أبوي ..
بنبرة استهزائية:و الله المنتقم الجبار ..!!
قاطعها بعصبية:حدك عاد .. أنا تغلطين علي ما قلت شيء .. لكن أبوي لاء و ألف لاء ..
حست بالخوف يتسرب لـ جسمها و أطرافها ترتجف .. وقفت محاولة منها تمنع الانهيار:شف وين وصلك هالأبو ..؟!
تركي بعصبية أكبر:ما يهمني وين وصلني دامه أبوي ..
ناظرته بكل حقد و بصوت واطي:خله ينفعك .._مشت بخطوات سريعة لجوا .. أقرب باب لها باب غرفة البنات فتح الباب و دخلت ..
لفت عليها نوف مفزوعة .. بعد ما كانت نايمة على بطنها و حاطة السماعات بإذنها .. نوف بكل ضيق:وجع إن شاء الله و وجع .. ما تعرفين شيء اسمه طق الباب .. لا تطقينه بس ادخلي بشويش ..!!
من ثواني كانت بس بتنفجر.. بس ما حبت تنزل دموعها قدام نوف .. كلمتها بنبرة تشكيك بعد ما بلعت ريقها تضيع عبرتها:وش كنتي تسوين؟! >>>> كلن يرا الناس بعين طبعه ..
نوف و هي تنقلب و تسحب الآيبود لفوق:كنت أسمع ..
قربت منها و جلست في السرير المقابل لها .. بعد تردد:أبي أسمع معك ؟!
ناظرتها نوف باحتقار:أخوك توه ميت و تبين تسمعين؟!
حست بالدموع بطرف عينها .. كل المواجع جالسة تتقلب عليها و محد راحمها .. وقفت و طلعت من الغرفة بكل سرعة ..
مشت لحد الممر خذت لفة على نفسها حست بعبراتها بتتفجر لكنها ما عرفت وين تروح كل الممر أبواب .. فتحت واحد و لقت الدرج قدامها "ما لك إلا السطح" بدون أي تردد طلعت بكل سرعتها .. صدمة بكتلة بشرية لكنها اكتفت بتغطية وجهها و خذت مسلك ثاني تكمل به طريقها ..
.
..