كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
والأغرب من كل ذلك أن الندبة لا تشوه جمال وجهه , أن لم تكن المرأة هي المسؤولة عن أحساسه فمن الواضح أن شيئا ما أعطاه فكرة أن منظره كريه وبغيض
هو الذي جعله يتراجع خلف هذا القناع القاسي , لا عجب أنه يكره كل النساء فهو مقتنع أن أهتمام أي فتاة به يعود لأهتمامها بأمواله وليس بشخصيته , وضع أندرو مؤسف
هزت ترينا رأسها حزنا ودخلت غرفتها , أنه يخسر الكثير من مباهج الحياة , بدأت ترينا تجد له العذر أذا كانت طريقته في المحادثة تزعجها , فهي متأكدة بأنها لا تحبه ولكنها مستعدة الآن لبعض التنازلات كعادتها عندما تشعر بأنها في خطر وهي قادرة على قبول الأعذار حتى من الشخص الذي تبغض.
منتديات ليلاس
كانت ترينا قد قطعت الأمل في أن يدعوها أندرو لمشاركته عشاءه حين سمعت قرعا خفيفا على بابها , دخلت الخادمة مارغريت وأبلغتها الدعوة للعشاء مع أندرو في غرفة الطعام هذا المساء وبأن عليها أن تقابله قبل العشاء في غرفة الجلوس
لم تنس الخادمة أن ترفق بأسمه الألقاب المناسبة ولكن ترينا وجدت نفسها تفكر فيه من دون ألقابه , عليها أن تحترز من أستعمال أسمه بدون ألقاب في حضرته هذا المساء , يمكنها أن تتصور الثلج يذوب لو نادته بأسمه المجرّد من ألقابه الرسمية.
شكرت ترينا الخادمة وسألتها:
" هل يلبس السيد دلوين ثيابا رسمية للعشاء؟".
أكدت لها مارغريت ذلك , شكرتها ترينا مرة ثانية وبعد أن خرجت فتحت خزانة ملابسها لتنتقي ثوبا مناسبا من بين ثيابها
قطنية أو كتانية , لم تكن ترينا تتوقع أن ترافق الجنس الآخر هنا في براكيه , يوجد بين ثيابها ثوب حريري يفي بالغرض
منوع من الفوال الأحمر اللاهب , مفتوح الصدر ومحلى بأزرار لامعة من ألماس الأصطناعي.
بدّلت ترينا ثيابها ورتبت شعرها الأسود اللامع وعقصته فوق رأسها كعادتها , راقبت شكلها في المرآة , تمنت لو كانت قامتها أطول مما عليها قليلا , أنها تشبه جدتها برصانتها ولياقتها
نزلت السلالم وقرعت باب غرفة الجلوس , أنها غرفة واسعة تمتد على طول المنزل من الجهة الأمامية
سمعت أمرا بالدخول بلهجة قاسية خشنة , دخلت وهي ترتجف , حتى الساعة لم يخبرها أندرو بقراره بعد, حتما ليس لديه أنباء حزينة وألا لأرسل لها رسالة مع الخادمة كي توضب حقائبها وتستعد للرحيل....
كان أندرو يقف أمام طاولة الشراب.
" مساء الخير يا سيد دلوين".
قالت بتهذيب رفيع كأنها لم تتبادل وأياه قارص الكلام في صباح ذلك اليوم.
" قالت لي مارغريت أنك ترغب في رؤيتي".
كانت تحاول أن تبدو جادة كأنها في أجتماع عمل حتى لا يبني أمالا خداعة لأنها قبلت دعوته للعشاء.
" هل هذا الأجتماع بشأن بقائي أو رحيلي؟".
" بالطبع".
تعجبت ترينا , لم تفهم من جوابه ماذا يعني , ما الذي يدور خلف قناعه الأسود؟ كانت عيناه تحدقان في فستانها الأحمر , هل قرّر أن لونه فاقع؟ هل يعتقد أنه زين بطريقة تنم عن ذوق سقيم , شكلها حتما يختلف عن شكل معلمة مدرسة محافظة , عليها أن تغادر براكيه بدون تأخير!
قال أندرو مخترقا أفكارها بصوته الأجش:
" أرجوك أجلسي , هل تشربين عصير الليمون؟".
" شكرا".
منتديات ليلاس
شكرته بهدوء , تناولت كأسها الزجاجي , وتشاغلت بالنظر الى لون الشاب بداخله , كانت تنتظر قراره بفارغ الصبر
عبس أندرو قليلا وظنت أن النتيجة مؤسفة وليست لصالحها:
" هل قررت أن عليّ أن أرحل؟".
رد بلهجة عادية خالية من الأنفعال:
" لا , بما أنك تستطيعين القيام بعملك الذي حضرت من أجله فأنا لا أرى سببا لترحلي".
أنه شهم , شعرت بسرور يغمرها , شكرته وأكدت له أنها تشعر بالثقة من قدرتها في أيصال أولاد كامبل الأربعة الى المستوى المطلوب , ماذا عليها أن تخبره , أنه شديد الحساسية
كان يتعمد أن يخفي عن المتكلم معه , وجهه الأيمن حيث تقع الندبة , ويحاول أن يخفيها قدر الأمكان , لا يمكنها أن تبحث معه في أمكانية جراحة تجميل لوجهه الآن.
|