وأفاقت ليا وقد غمر الغسق الأرض بنوره الليلكي , فيما عكست أشعته لونا بنفسجيا فوق صفحة الماء في البركة المسدودة , ورأت قطع لحم تشوي بنفسجا فوق نار خفيفة , وتنبه رايلي بحاسته السادسة ألى أن ليا قد أستيقظت , وقال :
" الطعام جاهز تقريبا , هل ترغبين بالجلوس قرب النار ؟".
أجابت مصرة:
" أجل".
ولما أوقفها رايلي على قدميها , أخذت رجلاها الضعيفتان كالقصب ترتجفان , وترنحت بينما توجهت نحو النار , وشكت في قدرتها على أجتياز هذه المسافة القصيرة لولا الدعم الذي وفره لها رايلي فطوق خصرها بذراعه.
وأرتجفت وهي تجلس فوق النار وتضع رجلا فوق رجل , وأدركت مدى ضعفها , وأرتعشت يدها وهي تمسك طبق الأعشاب الخضراء المطهية الذي قدمه لها رايلي , وقال وهو يصب باقي الأعشاب في صحنه:
" وجدت بعض الفطريات في طرف البركة الآخر , وربما كانت أليافها قاسية , غير أنها شهية ومغذية ".
راق الطبق لليا رغم قساوة الألياف ,الأمر الذي حذرها منه رايلي , غير أن لحم السنونو الأبيض الطري , والذي شوي فوق مشواة خاصة على نحو جيد , هو الذي فتح شهيتها , وبعد أن تناولت آخر قطعة من اللحم , ولعقت أصابعها أعجابا وتذوقا , شعرت ليا أنها كادت تتخم , وتنهدت :
" أنه لذيذ".
نظر ألى وجهها نظرة جانبية:
" هل أعجبك؟".
ضغطت بيدها على معدتها المليئة قائلة:
" آه! لم أشبع في حياتي مثل اليوم , ولكن , كيف أستطعت أن تلتقط السنونو ؟ هل نصبت فخا؟".
ولو لم تنم عميقا , لسمعت صوت البندقية , وأبتسم بخبث قائلا:
" سنونو؟".
منتديات ليلاس
تطلعت أليه بفضول :
" كان هذا عشاءنا , أليس كذلك؟".
رد رايلي:
" كلا , لا أريد أن أفسد عليك طعامك , غير أن الوجبة تألفت من لحم أفعى ذات أجراس".
أغمضت ليا عينيها , فيما أسرعت ألى مقاومة شعورها بالتقيؤ , ثم تنفست عميقا , وأستعادت لونها ببطء بعد أن تخلصت من شعور الغثيان , وراقب التغيرات في تعابير وجهها , ثم قال وقد رن الضحك في صوته :
" هل كانت الوجبة لذيذة ألى هذا الحد؟".
أقرت ليا:
" أنا لا أحس الآن أنها شهية ولذيذة بقدر ما كانت عندما ذقت اللحم وظننته لحم سنونو".
أبتسم رايلي وهو يشعل سيكارة ويقدمها أليها , ثم أشعل سيكارة أخرى لنفسه , وأتحد دخان سيكارتيهما بدخان النار الضئيل , ورغم أن ليا تغلبت على صدمة تناول اللحم , فقد رغبت في التحدث عن شيء غير الطعام.
" أتدري أنك لم تكد تحدثني عن نفسك خلال فترة ضياعنا , فيما مضيت أنا أثرثر متحدثة عن والدي وشقيقي لوني وطفولتي المتشردة وأنا لا أكاد أعرف عنك سوى أنك تصمم جواهر الفيروز ".
صحيح أنها لاحظت فيه مزايا عدة مثل رباطة الجأش في الأزمات ومعرفته للصحراء , غير أنها لم تعرف حقائق عملية عن حياته ,وسألها بلهجة جافة دون أن يرفض تقديم بعض المعلومات عن شخصه:
" ماذا تودين أن تعرفي؟".
الحقيقة أن ليا أرادت معرفة كل شيء , لكنها حاولت أن تبدو بريئة وغير مبالية , فقالت:
" لست أدري , ولكن , على سبيل المثال , كيف يمكن لشخص هندي في بعض أصله أن يحمل أسما مثل رايلي سميث؟".
ضحك رايلي وهو ينفث سحابة رقيقة من دخان سيكارته , وقال:
"هل توقعت رايلي وهو ينفث سحابة رقيقة من دخان سيكارته ,وقال :
" هل توقعت مقابلة شخص يحمل أسما مثل ( جون بلاك فذر),( جون ذو الريشة
السوداء)؟".