كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
-وانت لاتعرفها بعد بضعة ايام...
-بضعة ايام تكفي حين يلتقي المرء بحب حياته، او حتى بضع دقائق. لقد عرفت فوراً ، حين رمت حذاءها في الغندول.
ذكرته كولومبين:"لكنك لم تكن تعرف انها رمته، وظننت انه القدر بينما في الواقع كانت هي. واظنها كانت تخدعك بشكل فظيع هكذا."
قال غويدو:" لكنها لم تخدعني. ليس اذا نظرت الى المسألة بطريقة صحيحة.. دولسي وانا قدرنا دائماً ان نكون معا. لذا حين رمت ذلك الحذاء، كانت تفعل مايطلبه القدر منها. وحين تركتها تعتقد انني فيدي ، كان القدر السبب كذلك ، لانها رأتني هكذا. وليس من اسرة كالفاني مع قصر ولقب، بل مجرد رجل يقع في حبها."
منتديات ليلاس
وتساءل عما اذا كانت كولومبين ، ستتكلم لكنها رقصت بين ذراعيه، تنظر اليه عن عمد، وكأنها تنتظر شيئاً. كان اطول منها بعدة انشات، لم يستطع رؤية الكثير من خلف القناع الا انه لمع عينيها الخضراوين وبدأ احساس غريب يجتاحه.
قال:" سأجعلها تصغي الي، وسأذكرها بما جرى خلال الايام التي قضيناها معاً.. لانها كانت الايام التي كنا فيها على طبيعتنا حقاً. كانت.."
وفتش عن الكلمة ، التى لم تكن سهلة عليه.. فهو رجل لم يعتد على التحليل:"... كانت مندهشة جداً، وكأن احد لم يعتن بها من قبل".
قالت كولومبين مفكرة:" كان هذا ذكاء كبيراً منك، ولا اعتقد ان احد اعتنى بها هكذا من قبل. فأفراد اسرتها عديمو المسؤؤلية بحيث لم تكن تتحمل ان تكون مثلهم. وكان عليها ان تكبر بسرعة، وتصبح وحيدة طوال حياتها ، لكن الناس لايرون هذا."
قال غويدو:" قلت لها مرة ان الاقنعة يمكن ان تجعل الناس احرار، وان يكونوا انفسهم الحقيقية. وانا اعتقد الآن ان نفسك الحقيقية ربما تدهشك، فأنا لست من كنت اظنه انا."
سألت كولومبين بجدية:" من انت غويدو؟ هل تعرف الآن؟ وهل تعرف من هي؟"
قال:" انا الرجل الذي يحبها.. وليكن ما يكون".
-لكن، هل هي المرأة التي تحبك؟ لنفترض انها لا تحبك؟
-يجب ان تحبني.. حتى لو امضيت بقية حياتي اقنعها.
ابتسمت كولومبين وكأنها اكتشفت كنزاً سرياً . لكن، بدلاً من اجابته مباشرة، قالت:" هناك احد يحاول لفت انتباهك."
راى غويدو شخصين يرتديان زي هارلوكان، يشيران اليه من الباب الزجاجي المؤدي الى الحديقة. تمتم بشيء لكولومبين، واتجه الى حيث كان ليو وماركو ينتطرانه.
قال ليو من خلف قناعه:" لقد تم كل شيء على مايرام. لقد اوصلنا جيني الى الكنيسة، وكان فيدي ينتظرها مع عائلته...ولابد انهما تزوجا الآن".
قال غويدو مفكراً:" لكن جيني مازالت هنا".
وعاد الاحساس الغريب المتردد:" كنت ارقص لتوي معها."
-جيني كانت معنا.
-اذن من...؟
وتذكر الآن. عينا جيني زرقاوان.
عاد مذهولاً الى قاعة الرقص، ينظر هنا وهناك بحثاً عن كولومبين، لكنها كانت قد اختفت.
فجأة بدا له ان هناك الف كولومبين، ولا واحدة منهن هي الحقيقة.
ما كان يفكر به لايمكن ان يكون صحيحاً. لقد كان هذا تضليلاً. قد يكون رأسه مشوشاً لكن قلبه لم يكن يوماً اكثر صفاء. لقد عرف كل شيء الآن، او على الاقل، يعرف هارلوكان ماتظن كولومبين انه الافضل له ان يعرف.
يتــبع
|