لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-09, 05:41 PM   3 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

::؛::


وترجع كل القلوب لخالق واحد سبحانه .. يقلبها بين يديه كيف يشاء .. قلوب مليانه فرح .. وقلوب مليانه خوف .. وقلوب مليانه ندم .. صدق من قال القلوب مثل الزجاج .. مثل كاس كريستال .. رقيق ورائع المنظر .. وسبحان الله مهما امتلا مشاعر وأحاسيس ما ينقص بيوم ابد .. يفيض هالمشاعر على كل اللي حوله .. لكن مجرد ما ينكسر هالقلب .. يكون صعب جداً تصليحه .. وحتى لو صلح ,, مستحيل يرجع مثل أول .. يمكن شكله الخارجي يكون كامل .. لكن الخدش القديم .. والكسر موجود .. ساعتها يكون القلب غير صالح للأستخدام ..

قلب ماجد في لحظة اعترف بكل شي .. فى لحظه فاض فيه الحب اللى انحبس سنين .. بين ايدين المخلوقة اللى هواها قبل يعرفها .. ونساها غصب قبل تكون نصيب أخوه وقبل ينكشف هالسر القديم .. فى لحظات احتاج هالحب يتنفس وهو اللى انكتم قبل يشوف الشمس ويشم نسمة هوا حقيقية جنب اللى نبض لها .. لحظات كانت ممكن تغير النفوس لكن سبحان الله .. لكل شي حكمة .. وكان الرفض من جانب اللى نبض لها هالقلب .. عشان تكون الصدمة أكبر .. ويكون الجرح أعمق ..

ماجد بيوم رفض مها .. طردها من بيت أخوه اللى كان بين ايديه جثه دافيه .. أعماه حزنه على أخوه أنه يشوفها بأى صورة ثانية الا صورة الخاينه والقاتلة لأخوه عضيده .. هالصورة اللى ترسخت على مدى السنين .. وصار من الصعب تبديلها .. لكن بدايات الشك بين اللى يعرفه وسمعه .. وبين اللى يشوفه قدام عينه خلت بذرة الحب تكبر من جديد .. ولو فى الظلام بعيد عن نور عيونها وبسمتها .. خلاها تزهر فى قلبه ربيع ينتظر الدفا والشمس .. لكن الرفض تكرر وهالمره من مها .. كما تدين تُدان .. والجروح قصاص ..

ساره وأحمد .. قلبين اجتمعوا فى ليلة .. دقوا قبل هالليله بشهور .. بس ساره الغشيمة فى الحب والغشيمة فى أطباع الرجال كانت خايفه وهذا وضع طبيعي .. حتى لو تظاهرت بالقوة .. داخلها انثى خجولة ماقد جربت الحب من قبل ولا عرفت الشوق .. ولا قدرت تواجه طوفان الأحساس فى كلمات أحمد لها .. وأحمد .. فاضت أحاسيسه لعروسه غصب .. بعد شهور الأنتظار صارت له .. بكل عفويه باح باللى في صدره .. لكن شلون كانت ردة فعل ساره ...


الجزء العشرون


كانت واقفه قدام أحمد من دقايق بس .. فى حسابها هى كانت ساعات .. تسمعه وهى تحس أنها تسمع الكون كله ..

أثر العمر ساره
وكل المدى ساره ..
سافرت كل العمر .. وراجع احب سارة .. "

معقول يحبنى ..؟؟ مستحيل .. متى وكيف .. لأ .. أكيد هذا كلام بس .. عشان .. عشان .. رجعت لعقلها كل السوالف القديمة اللى كانت تسمعها من صديقاتها يوم تزوجن .. ومع كل فكرة تطرى على بالها ترمش عيونها ألف رمشه .. تقطعت أنفاسها وهى تشوف عيونه تضيع فى عيونها ..
" أنا .. " نشف لسانها وماقدرت تكمل .. " أنتى .. تدرين .." رد أحمد وهو للحين ماسك ايديها " لو اللي قال قصيدة ساره شافس .. وعرفس كان غير الأسم لمنيرة والا حصه والا بتله .." خلص كلامه وهو يبتسم ابتسامة هاديه .. انفجرت كلماته فى وجهها .. فك ايديها بكل بساطه والتفت وراه عشان يفصخ بشته .. لفت على طول واعطته ظهرها وهى تمنع عيونها تدمع .. مشت خطوتين وشافت باب الحمام واتجهت له .. " وين بتروحين .." سألها .." بأغير ثيابي .." ردت عليه بدون ما تلتفت صوبه .. " تبين مساعده ؟؟.." قال لها ورنة ضحك فى صوته .. " لأ .." ردت عليه بقهر .. " زين لا تتأخرين عشان نتعشى .." رد عليها وهو يشوفها معطيته ظهرها وكل شي فيها يرتجف ..


جعله ما يطلع من بطنك .. مشت بسرعه وهى تدعي عليه فى قلبها .. دخلت الحمام وقفلت الباب وراها مرتين .. قعدت وهى تنافض .. ضمت ايديها مع بعض بقوة .. يضحك علي .. شايفنى خبل قدامه والا بزر .. لو عرفس والا شافس كان غير الاسم لمنيره وبتله .. كررت كلامه فى قلبها وهى تقلده .. مالت عليك بس وعلى ذوقك .. وش أنت مفكر عمرك .. حظك اللى جابنى لك .. وقرادتى اللى طيحتنى بين ايديك .. والا وين أنت و وين أنا .. التفتت حولها تشوف الحمام المرتب .. وش أسوى ذلحين .. ماجبت معي ثياب عشان أبدل .. بأقعد فى الحمام لين يرقد .. والشكوى لله .. حاولت تهدا شوي وتنسى اللى ينتظرها ورا الباب .. رجعت تفكر فى العرس والحفلة .. لمست طرف كمها الواسع المشغول .. وحبات الخرز والكريستال تلمع .. ابتسمت وهى تتذكر أختها .. وصديقاتها وبنات عمها .. وخذتها الأفكار في محاولة هروب من الواقع اللى ينتظرها برا في الغرفة ..


سلّم أحمد عقب ما صلى ركعتين .. ودنق يفكر فى كلامه لساره .. يعنى كان لازم يخبص ويكسر بخاطرها .. تنهد .. وش اسوى .. هو به واحد يقول لوحده أول مره يشوفها ويقعد معها أنه يحبها .. بتقول نصاب وكذاب .. وهى ملسونه لو ما سبقتها بالكلام كان قالتها فى وجهى .. أستغفر الله .. بعدين البنت كانت شوي وتذوب بين ايدي من الخوف .. وأنا قاعد أتغزل فيها .. والله ماعندى سالفة ..


دق على الباب نبه ساره من أفكارها .. " نعم .." ردت بنرفزه .. " انتى حية والا ميتة .." سألها أحمد من ورا الباب .." فيه شي .." ردت بنرفزه .. " سلامتس مافيه شي بس بتطلعين والا أعطيس مخده ترقدين عندس ..؟؟" رد يتمقت عليها .. سفهته وماردت عليه .. " يعنى لازم أقول لس انى ابي الحمام والا أروح للغرفه اللى جنبنا ؟؟.. اخلصى اشوف .." سمعت صوته طفشان .. تورطت ساره وقفت عشان تطلع .. فتحت الباب وكان أحمد واقف وراه .. قعد يطالعها من فوق لتحت .. وكانت اصابعها متشابكة تلعب في بعضها من التوتر " ليش ما غيرتي ثيابس .." سألها .. " ثيابي برا .. " ردت بدون ما تشوفه .. ابتسم أحمد " تدرين لا تبدلين خلس كذا أحسن .. تعالى نتعشى .." قال لها ومد ايده لها .. " مانى بمشتهية .." ردت وهى تتجاهل ايده الممدوده صوبها ولفت عنه تدخل داخل الغرفه .. " زين اقعدى معى ما اعرف أكل لحالى .." طلبها وهو فى قلبه يقول يا كذبك .. يا من مره كليت لحالك وأنت فى بريطانيا .. بس عسى ما تكشف كذبتك وتفشلك .. لفت عليه ورفعت راسها بهدوء تشوفه .. مشت قدامه وقعدت جنب الطاولة وايديها فى حضنها .. دخل الحمام يغسل ايدينه ويرش على وجهه ماى بارد تنشف وطلع .. قعد قبالها ورفع أكمامه وبدا يفتح الاكل المسكر .. ويسولف عليها .. قعدت ساره تشوفه وشلون قعد ورفع اكمامه .. شكله من سنه ماكلا .. وش ذا .. يا ساتر .. كان ياكل من الخاطر حست ساره بالجوع يوم شافته .. وتذكرت أنها عقب الغدا ماكلت شي الا كوب عصير عقب المغرب وشربت نصه بالغصب من عند مها .. بس ما قدرت تمد ايديها تاكل ..


لاحظ أحمد نظراتها للاكل .. بس متعمد ما قال لها اكلى معى ولا لزم عليها .. جويعه تاكل لحالها .. وبالعمد كان يتظاهر أنه ياكل بشهية وهو يحس أنه يبلع حصى من التوتر اللى حاس فيه .. " أقول ساره .." سألها وهو يمد لها قطعة كباب .. " ذوقيها .. عشان خاطرى .." قال لها بوجه برئ .. ترددت ساره شوي .. قال عشان خاطرى قال .. مادرى انى ميته من الجوع .. زين حس على دمه وعرف ان قدامه بنى آدم .. قربت مدت ايدها تاخذها " لأ .." قال لها وهى يبعد ايده عنها .. تراجعت بخوف .. " أكليها من ايدي .." ردع قرّب اللقمه منها .. بلعت ريقها غصب .. والود ودها تخنقه .. وعين على حبة الكباب وعين عليه .. بس كان الجوع أقوى من الخجل ..


قربت منه ورفع ايده لشفايفها .. توتر أكثر .. مسوي لى فيها حسين فهمى .. خذ اللحين .. نبض عرق بجنون فى رقبته يوم لمست شفايفها طرف اصابعه .. كن لمسته كهربا .. سحب ايده بسرعه وزين ما طاحت اللقمة فى حضنها .. ابتسم لها ابتسامة اللى مسوي مصيبه ومكشوف .. " جعل فيه العافيه .." قال لها وهو يبلع ريقه غصب .. " اقربي زين تعشى .. والله الأكل ماله طعم وانتى قاعده عليه ما تاكلين .." قرّب لها الشوكة والصحن وصب لها كوب عصير .. قربت شوي وحاولت تمد ايدها تاكل وهو ما أنتظر غرف لها من كل شي شوي فى صحنها وقرب لها السلطة .. وكمل سوالفه عن ايامه فى بريطانيا ..


مر الوقت وساره تضحك فى قلبها على سوالفه بس ما بينت له .. خلصوا عشا وقامت تغسل ايديها .. طلعت وانتظرت انه يدخل الحمام يغسل عشان تقدر تاخذ لها ملابس وتبدل هالفستان اللى كاتم على نفسها .. حسّ انها متورطة وتبي تقول شي .. وقرر يقوم الحمام عشان يخليها على راحتها لدقايق .. دخل وغسل ايدينه عدل وعطرهم عشان تروح ريحة الاكل .. رفع راسه يشوف وجهه .. وراح باله للى فى الغرفة جنبه .. حس أنها فعلاً صغيرة وبريئة وخايفة منه .. غمض عيونه بقوة .. ليتها تعرف بس ..


ما بغى يفهم ويروح .. فتحت ساره أدراج الكبت ولقت قميص النوم الأبيض اللى خذت لمها مثله خمرى .. دمعت عيونها يوم تذكرت أختها .. سحبت العلاق وسحبت لها فوطة وخذت شنطة المكياج حقتها اللى جهزتها لها أختها .. وقعدت على السرير تنتظر أحمد يطلع من الحمام .. باين عليه طيب ودمه خفيف من سوالفه .. لكن الوضع متوتر ويخوّف .. يارب تعدي هالليله على خير .. انفتح الباب وفزت بسرعه واقفه .. طاحت الشنطة عند رجيلها .. قرب منها أحمد ودنق ياخذ الشنطة وعطاها اياها " ترى ماله داعى كل هالخوف .. أنا مانا بماكلس .." لف عنها ومشى للسرير يطفى الاباجورة اللى من صوبه .. " لمن خلصتى الله لا يهينس تطفين الليتات عشان أعرف أرقد .. ترى ورانا سفر بكره .." قال لها بصوت هادى ما يعكس الاضطراب اللى داخله .. " اي سفر .." سألته بذهول .. " شهر العسل .. ما قال لس ابوس .." التفت عليها مستغرب .. " لا .." ردت بكلمة وحده .. " مهى بمشكله .. هذا انا قلت لس ذلحين .." وسحل الملحف عشان يدخل الفراش .. " بس أنا ماجهزت نفسي .. " ردت عليه بنرفزه .." وش بتجهزين بعد ..الشنطه اللى بتروحين فيها لبيتنا هاتيها معس ولو احتجتى شي ثاني شريناه عقب .. " وضّح لها بهدوء .. " متى بنسافر .." سألته وهى تتنهد .." رحلتنا الساعه 3 الظهر يعنى بالكثير فى المطار وحده ونص .." .. لفت ساره وراها وراحت للحمام تبدل .. غسلت جسمها بسرعه وتنشفت .. لبست الروب فوق قميص النوم وقلبها يرجف .. تعطرت خفيف وفتحت باب الحمام .. طلعت فستانها أول بهدوء وحطته على الكنبة .. شافت أحمد بطرف عينها قاعد على السرير ينتظرها .. نطت الدموع لعيونها بسرعه .. رجعت للحمام تاخذ الشنطة وباقى ملابسها .. لمتهم فى ايدها بحيث ما يبينون و طلعت حطتهم فى درج الكومدينو .. وقفت قدام المرايه تفصخ الطقم .. وكل لحظه تمر تزيد من توترها حست بريقها جاف وتمنت لوتغمض وتفتّح تلاقى روحها في غرفتها .. طالعت ايديها عقب دقايق وانتبهت انها فصخت كل شي .. ماعاد لها حجه .. ولازم تواجه مصيرها .. لفت وراها وراحت تقعد على الكرسي ..


كان أحمد متوقع خوفها بس مهو بالشكل اللى صاير ذلحين .. حاول يهديها ويغير الجو بينهم ويسولف معها لكن ابد .. البنت اذن من طين وأذن من عجين .. دخلت الحمام مره ثانية .. يالله شكلها مهى بطالعه الا الفجر .. لكن ولو.. أنا قاعد لها .. شوى وطلعت من الحمام ..وش ذا .. يالله ما احلى تفاصيلها .. انتبه للحنا فى رجيلها وهى تمشى ولابسه نعال فيها فرو أبيض .. هذا اللى يسمونه قميص نوم .. والله وصرت متأهل يا أحمد وتشوف قمصان نوم .. ابتسم فى قلبه .. كانت ايدين الروب نصها دانتيل مبينه تفاصيل ايدها من وراهم .. شاف الحنا اللى شكله واصل لكتفها .. انتبه لها وهى تتحرك قدامه بهدوء وتتحاشى تلتفت صوبه حتى هو حس بالارتباك وبديت ايدينه ترتجف .. ملامحها حلوة واجد .. وهى لى .. كلها لى .. بس البنت حالتها مهى بحاله .. تغيرت 180 درجه عن اللى أخبرها .. أخاف اسوي لها شي وأندم والا تتعقد وهى خلقه معقده وملسونة .. ملسونه بس حلوة .. لازم أخذها بالركاده وما أضغط عليها .. تراها عشرة دوم مهى بيوم .. شوف ذى وين راحت تقعد .. هى خايفه درينا لكن انا مادرى وش اسوي معها .. " ساره .. " ناداها .. رفعت راسها له .. " مانتي براقده .. " سألها .. " بعدين .. " رجعت دنقت وهى ترد عليه .. " متى بعدين الساعه قربت وحده ونص .." قال لها .. " لمن تعبت رقدت .. " .. " تعالى ارقدى يا بنت الحلال .. ما أعرف أرقد وعندى احد واعى .." حاول يكذب عليها .. " ماعليك منى أنا بأرقد هنا .." أشرت بيدها على الكنبه .. " صاحيه أنتى والا مانتى بصاحية ..؟؟ بترقدين على الكنبة .. عسى ماشر .. أحد قال لس ان فينى جرب .." بدا يتضايق من طريقتها .. " لأ بس عشان ترتاح .. " بررت كلامها .. " أنا مرتاح كذا .. تعوذي من الشيطان وتعالى ارقدى .. أنا راسي داير من عقب العرس وتعبان و ورانا بكره سفر .. مابي اعيد كلامى .." رفع الغطا على صدره وعدل راسه على المخده ونام .. " اخلصى علي قومي طفى الليت وارقدي .." قال لها وهو مغمض عيونه .. قامت ساره متردده وخايفه .. لفت من الجهة الثانية للسرير طفت الليت واندست فى الفراش على الطرف .. وسحبت مخده وحطتها بينه وبينها لكنها شكت أنها تقدر تنام وهى تحس فيه جنبها وتشوف طرف وجهه وهو راقد .. لكن شوي شوي غلبها النوم وغلبها التعب ورقدت .. وما حست باليد اللى شالت المخده اللى بينهم ورفعت الغطا تلحفها عن هوا المكيف ..


::

::

::


غمضت مها عيونها كم مره ورفعت راسها تمسح خشمها .. بكت لحد مانامت .. كم ساعه بكت.. ساعتين .. ثلاث .. ماتدري .. اللى تدري به أن الصبح طلع .. وأنها للحين فى ثياب العرس اللى البارح .. وأن ماجد ما رجع من يوم طلع .. قامت تعوذت من الشيطان وفي قلبها ثقل .. لو توزع على الارض كفاها وزاد .. توضت وغسلت وجهها وطلبت ربها يهديها ويرحمها برحمته .. تذكرت صباحية أختها وأنها لازم تمر على أمها عشان أختها بتمر تسلم عليهم قبل تسافر .. قعدت تستشور شعرها وتعدل مكياجها .. ولبست لها فستان بسيط بنفسجي فاتح .. خذت جوالها عشان تدق على ماجد .. وترددت واجد .. بالاخير دقت .. وغمضت تنتظر تسمع صوته .. لكنها تفاجأت أن الجوال مسكر .. ياربي وينه .. انشغل بالها عليه .. وين ممكن يروح واليوم جمعه .. لقطت عباتها وشيلتها وطلعت .. راحت لبيت عمها وكانت الساعه قريب تسع ونص .. دخلت لقت عمها وعمتها فى الصاله يتقهوون .. " صبحكم الله بالخير .." سلمت عليهم .. دنقت على راس عمها تحبه وعلى راس عمتها .. " صبحس الله بالنور يا بنتى .. وشلونس .." رد عليها عمها .. " بخير جعل ربي يسلمك .." قعدت قدامهم تقهويهم .. " وين ماجد ما صبّحنا مثل عواديه .." سألها عمها .. ترددت مها وماعرفت وش تقوله .." طلع من بدري يبه وما قال لى وين بيروح .." اضطرت تكذب لأن ما فيه جواب مناسب للسؤال هذا .. " يمه بأخذ الدريول و وحده من الشغالات عشان توصلنى بيت أهلي .." قالت لعمتها وهى تقهويها .. " وش عندس هناك .. على خبري ما عندكم صباحية .." ردت عليها نوره اللى ما عجبتها روحات مها لبيت أهلها الكثيرة .. " لا يمه مافيه صباحية بس ساره بتسافر وباقى لها أغراض ماجهزتها .. " ردت مها وهى تمد على عمها الفنجال .. " الأمر هين يا بنتى روحى .. وكنس تبينى أوصلس اركبي .." رد عليها عمها أبومحمد .. " لا فديتك جعل عمرك طويل .. الدريول يسد لا تتعب عمرك .." ردت عليها مها وهى تبتسم له .. " زين يالله قومى قدامى خلينى أناديه لس ونادى الشغاله .." قال لها وهو يهز فنجاله ويقوم .. " ان شاء الله .." قامت مها قدامه ودخلت داخل تنادى الشغاله ولبست نقابها وطلعت ورا عمها وعمتها نوره تطالعها لين ظهرت ساكته ..

::

::

::

منتد قسم من وحي قلم الاعضاء
صحت ساره الصبح .. فتحت عيونها وشوي ماعرفت وينها فيه .. غمضت يوم استنكرت شكل الغرفه ورجعت فتحتها وتذكرت هى وين .. التفتت شوي شوي جنبها تشوف طرف السرير الثانى .. كان فاضي .. شكله قام قبلها بس وين راح .. مسحت وجهها .. وقعدت تشوف المكان حولها .. ماعرفت كم الساعه بس يمكن قريب العشر .. شافت جوال أحمد على الطاولة اللى جنبه بس ما قدرت تفتحه تتأكد من الساعه .. قامت وهى تمسّد الروب اللى كان عليها ومكرمش من النومه عليه .. ماقدرت تفصخه وترقد بدونه البارحه .. سمعت صوت الماى فى الحمام وعرفت أن أحمد فى الحمام .. تطمنت انه ماطلع وتركها لحالها .. فتحت الكبت وسحبت الشنطه حقتها اللى فيها أغراضها .. وطلعت لها غيارات عشان تتسبح ولقت لها بدله معلقتها مها ومبخرتها جنب عباتها الجديدة .. فديتس يا مهوى .. طلعت موبايلها وفتحته كانت الساعه عشر وربع تقريباً .. لقت مسجات من صديقاتها يباركون لها ومسج جديد من مها توصيها لقامت تكلمها .. دقت عليها " صباح الخير يا عروس .." ردت مها بكل فرح .." صباح النور .." ردت ساره بخجل .." مبروك يا السورى والله وصرتى مدام .." علقت عليها مها بضحك .. " هين .. الوعد بعدين .." ردت ساره بصوت واطي .. " ايه مانتى بقادرة تردين يا أم لسانين صح .." ضحكت مها وهى تسمع الخجل فى صوت اختها .. " متى بتجون يا حلوة .. ترا وراكم سفر .. " قالت مها .. " يومس تدرين ورانا سفر ليه ما قلتى لى .." سألتها ساره بضيق .. " والله .. أنا ماقلت لس صحيح ؟؟.." انصدمت مها .. " سلامات يا اختى .. لا ما قلتى لى .." جاوبتها ساره .." والله مادرى احسب انى قلت لس .." ردت مها عليها ورجعت تكمل كلامها بسرعه " على العموم مهى بمشكله أنا مجهزة لس الشنطة اصلاً وحطيت لس كل اللى تحتاجينه .." .. " حطيتى كل شي يا مهوى .. أهم شي اللى بالي بالس .. لا توهقينى .." ضحكت مها يوم فهمت قصد أختها .. " ايه ايه لا تشيلين هم حطيتهم .. تعالوا أنتو بس عشان تعرفين وش في الشنطة ولو تبين شي زياده تحطينه .. السوري .. امى عندى تبي تسلم عليس .. لا تنسين ذهبس هاتيه والأغراض الباقيه خليها فى الغرفه بأجى ألمها أنا العصر .." .. " زين .." ردت ساره وهى تنتظر تسمع صوت أمها .. كلمت منيرة بنتها وباركت لها فى صباحيتها وطلع أحمد وهى تكلمها .. استحت ساره تسولف قدامه فاعتذرت من أمها وسكرت ..


" صباح الخير .." صبح عليها وهو يبتسم .. " صباح النور .." ردت بصوت واطي .. " عسى رقدتى عدل .." سألها وهو ينشف شعره بالفوطه .. " اي الحمدلله .." .. " وش تبين فطور .." سألها أحمد وكمل كلامه قبل ترد عليه " ولا تقولين مانى مشتهية .. تراه ببلاش .." ابتسم لها .. انحرجت ساره ونزلت راسها " عادى أى شي .. بس بسرعه عشان يمدينا نمر على البيت وأجهز أغراضي .. " ذكرته .. " أنا جاهز .." قال لها .. " زين شوى وأخلص أنا بعد .." ردت مها وهى تاخذ أغراضها معها .. دخلت الحمام وخذت لها شاور سريع وحطت مكياج ناعم واستشورت شعرها بسرعه على السريع .. لبست الروب وطلعت .. كان أحمد قاعد فى الصاله يكلم أمه .. " ايه يمه هذى هى لحظه .. " قرّب الجوال من ساره " هذى امى تبي تبارك لس .." .. بلعت ريقها وغدا وجهها ألوان من الأحراج .. خذت الجوال وكلمت عمتها شوي وبعدين ردت الجوال لأحمد ورجعت للغرفه تلبس .. تجهزت وطلعت للصاله لقت أحمد قاعد قدام الفطور ينتظرها .. قعدت بهدوء وبدت تاكل شي خفيف .. " ما سألتينى وين بنسافر .." سألها وهو يشرب قهوة .. " كله واحد .." جاوبته ساره .. " المهم تكونين معي صح .." رد عليها بخفة دم .. رفعت عيونها بسرعه لعيونه وماردت عليه .. حسته يستفزها فسكتت .." بنسافر تركيا .." قال لها .. يا عيني .. فرحت فى خاطرها واجد .. بس ما بينت له " زين .." ردت بصوت عادى .. " زين بس .. توقعتس تفرحين .." سألها وهو يبرطم .. " عادى .. قلت لك اى مكان مهو بمشكله .." رفعت راسها له تجاوبه .. " اوك .. زين حنا بنطلع نمر نسلم على أبوى وأمى ونودعهم .. عقبه نمر بيتكم نسلم عليهم وتاخذين شنطتس ونمشى للمطار .." .. " طيب خلنا نمشى اللحين لأن مافيه وقت لذا كله .." وقفت ساره ودخلت تاخذ عباتها كانت تبي تبتعد عن اى مكان يجمعهم سوا .. وفى نفس الوقت كانت بتطير من الفرح .. وينس يا مهوى بأروح تركيا .. يا سلاااااااااااااام والله وبيصير على جوازى ختم جديد غير ختم السعودية والامارات ..


"جاهزة .." سألها أحمد وكان يعدل غترته قدام المنظرة .. " ايه .." ردت عليه وهى تلف شيلتها على راسها .. قرب منها ومد ايده " هذي صباحتس يا عروس .." .. تجمدت نظرة ساره بين ايده وبين عيونه .. شلون صباحيه وحنا ما .. أنا للحين .. هو ما قرب منى .. الاف الاسئلة دارت في بالها بسرعه .. " ترى ما فيها ضب .. " علق أحمد يوم شاف نظرتها المرتعبه .. وفتحها لها شافت فيها ساعة شوبارد حلووووة كلها ألماس تاخذ العقل .. لمست المعدن البارد بطرف ايدها وهى سرحانه فى أفكارها .. مسك ايدها .. " ساره .. أنا ما أبيس ليله وحده بس .. أنا أبيس وخذيتس عشان العمر كله .. فاهمتنى .." كانت نظرته لها عميقه .. نظرة اللى تمنى أنها فهمت قصده .. هزت راسها وهى مدنقة .. فتح كفها وحط العلبة فيها .. " يالله يا الغاليه عشان نمشى تأخرنا .." وطلع قدامها يجر شنطة ملابسه .. وتبعته وهى تحس في قلبها شي كبير يتفتح ..

::

::

::


كانت مها فى بيت أهلها ترتب شنطة أختها وبالها مشغول بماجد اللى ما بيّن ولا اتصل من البارحه .. كانت الجورى تلعب حولها .. وتحاول تكلمها بس مها ماكانت صوبها أبد .. دخلت عليها أمها .." خلصتى يا بنتى " سألتها وهى تشوف الأغراض منثورة حولها .. " ايه يمه خلصت .. " ردت عليه مها بدون ماتخلى اللى فى ايدها .. " عساس ما نسيتى شي بس تراها أول مره تسافر ولو نقصها شي ما قالت للرجّال من الحيا .." نبهتها أمها .. " ان شاء الله يمه .. مانسيت شي وهى بتجى تحط اللى تبيه زياده " جاوبتها وهى تسكر الشنطة .. " يا بنتى وش بلاس .. فيس شي .." سألت منيرة بنتها اللى مبين عليها التعب .. " لا يمه .. ليه .." رفعت مها راسها لامها .. " ما ادرى بس .. بس ما أنتى بطبيعية من كم يوم .." .. تنهدت مها .. وأنا من متى كنت طبيعية مثل هالناس .. " لا تشغلين بالس يمه مافيني الا العافية .." ردت مها وهى تفك العضاضه من شعرها وتلمه من جديد .. طلعت منها أمها وهى مهي بمصدقتها .. رجعت مها تشيك على جوالها يمكن اتصل والا طرش مسج .. لكن كان الجوال فاضي .. أخاف صاير فيه شي .. أعوذ بالله من الشيطان .. من أنشد عنه بس .. ما فيه إلا موضي .. ردت مها الباب عليها ودقت على موضي .. وعقب السلام والتحفى نشدتها عنه .. " مادرى به .. عدي به من يومين .. " قالت موضي .. " زين انشدى تركى يمكن يدري عنه .." طلبت منها مها بيأس .. " أنا بأنشده .. بس أنتى علمينى أول .. وش صار بينس وبينه .." انحرجت مها وقالت لموضي السالفه بشكل بسيط وما ذكرت القصيده ومعانيها ..

" لا حول لا قوة الا بالله .. شوفى يا مها .. الحق ينقال ومهوب عشانه أخوى لا والله .. لكن اللى تسوونه فى عماركم ظلم ومهوب حق .. بعدين كم شهر لكم معرسين .. شهرين وشي .. وللحين مانعته من حقه .. كانت قدامس فرصه البارح لكن للأسف ما كسبتيها .." سكتت موضي عشان تعطى مها فرصه ترد .. " وش تبينى أسوي وهو يا موضي للحين يشك فينى .. أنا أبيه يثق فينى وعقبها ياخذ اللي يبي .." ردت بألم .. " وظنس الحياة والسكن اللى بين الزوجين مهوب ثقة ؟؟ .. أنتى ما جربتى الحياة عدل .. صح انس متزوجه قبل بس هالشي ما فادس فى حياتس مع ماجد .. قلتها لس لين مليت .. ماجد غير المرحوم لكنس ماتبين تصدقين .." .. سكتت مها وهى تبكى .." بأقول لس شي ما فهمته الا عقب سنين من زواجى بتركي .. نظرتنا حنا يا النسوان تختلف عن نظرتهم هم للحياة بين الزوجين وأنتى فاهمه قصدي .. الرجال لمن أخطأ بحق زوجته يشوف ان تعبيره عن الحب بالطريقه هذى هى اعتذاره .. الرجّال لاحتاج صدر حنون دور على زوجته عشان تلمه وتحتضنه وتهدى مخاوفه بدون ما يشتكى .. عيالنا ماتعودوا على البكاء ولا الشكوى ولا الأعتذار .. كل هذى الأشياء عيب في حقهم .. ربوهم أهلنا على كذا وحنا رجعنا نربي عيالنا على نفس الخطأ .. هالتربية خلتهم ينسون أنهم بشر وتذكروا أنهم بس رجاجيل .. وهالتناقض اللى هم عايشينه سبب كثير من المشاكل اللى نعيشها .. لمن الزوجة اصرت واستكبرت والزوج رفض يعتذر تبدا الجدران تفصل بينهم ويوم ورا يوم يصير الكلام صعب والتفاهم أصعب .. هالشي يا مها الله خلقه فى البشر غريزة وبين الزوجين لا هوب غلط ولا هوب حرام .. وسبحان الله كثير من مفاتيح بنى آدم تلاقينها فى أسلوب الرحمة والمودة اللى بينهم لخاف كل واحد فيهم الله فى الثانى وعامله بالحسنى .. مهوب كل البيوت عايشه على الحب والغرام .. لا يا مها .. البيوت اسرار لكن لغاب الحب المفروض الأحترام والأيمان بالله ما يغيب .. راجعى نفسس عدل وهاللي تسوينه في نفسس وفيه ما يرضى الله ولا يرضى رسوله .. وتعرفين جزاء المره لبات زوجها عليها غضبان .. والسبب شي بسيط جداً .. وحق من أبسط حقوقه .. تبينه صلحى خياتس معه .. ماتبينه ترى كافى اللى مر عليكم من هموم انفصلوا أريح لكم .." سكتت موضي وكانت تسمع صوت بكا مها المتقطع .. " بأدق على تركي وبأشوف كان عنده خبر وبأرجع أتصل فيس .. وأنتى اهدي وتعوذي من الشيطان .." سكرت موضي وقامت مها للحمام تمسح الكحل اللى ساح وتعدل مكياجها عشان ماحد يلاحظ .. وخصوصا أختها العروس ..

::

::

::


ركبت ساره سيارة أحمد وتأكدت أنها خذت شنطة ذهبها معها وشنطة ايدها .. ركب أحمد جنبها وشغل السيارة لبس نظارته الشمسة ومدّ ايده يمسك ايدها بشكل طبيعي جداً .. بدت ترتجف .. ضغط عليها بشكل خفيف وما تكلم .. " وش تحبين تسمعين .." نشدها .. " عادى .." ردت .. " أنتى عندس حد معين لأستعمال الكلمة ذى والا الليمت مفتوح .." التفتت عليه ساره مستغربه مافهمت وش يقصد .. " كلمة عادى .. ماعمرى سمعتها من أحد كثر ما سمعتها منس البارحه واليوم .. هذا وحنا ما كملنا 24 ساعه مع بعض .." وضّح لها .. ابتسمت من ورا النقاب وماردت .. " وين السورى أم لسان طويل اللى أعرفها اللى بغت تاكلنى بثيابي أول مره شفتها فيها .." سألها وهو يبتسم .. طاح وجهها عقب ما سمعت كلامه ذا .. موجوده يا ما لك من الخير بس اصبرشوي .. التفت عليها شافها ساكته ماعلقت .. " وصلنا .." رفعت ساره عيونها تشوف البيت اللى راح يضمها عقب بيت أبوها .. جف حلقها وتوترت .. " امشى وشفيس .." .. ترددت واجد قرّب منها ومسك ايدها اللى كانت مثلجة .. " شفيس ترى أهلى مثلي ما ياكلون .." وغمز لها بعينه .. سحبت ايدها من ايده وهو يضحك .. دخلوا ولقوا أهله مجتمعين أمه وخواته اللى كانوا فرحانين بساره واجد .. وكانوا مجهزين القهوة والقدوع والغدا .. إلا أن أحمد اعتذر ان ماعندهم وقت وهو ملاحظ ارتباك ساره بين أهله بحكم أنها أول مره تشوفهم وهى مرة ولدهم .. باركوا لها قبل تطلع ومسكتها أمه " الله الله فى أحمد يا سارة .. " .. انتهزها فرصه وقرب جنبها " سمعتى وش توصيس امى .. الله الله فيني .." وجه ساره قبع ألوان وهى ترد عليها " ان شاء الله يمه .." سلموا عليهم وخذوا شنطة أحمد حقة السفر معهم عقب ماردوا شنطة ملابسه الصغيرة .. طلعوا ركبوا السيارة بيروحون بيت أبو ناصر .. " تدرين .. بديت أشك أنهم زوجونى وحده غير سارة اللى أعرفها .." .. رفعت ساره عيونها له بأستغراب " ليش .." .. " مادرى .. بس أنتى متأكده ما نسيتى لسانس في بيت ابوس يوم زفوس لى البارحه .." كان يتعمد يشاغبها ويرفع ضغطها عشان يكسر الحاجز اللى بينها وبينه ..


لفّ ودخل بيتهم و وقف موتره .. " لأ ما نسيته لكن مافيه شي يستاهل أحرق أعصابي عشانه .." ردت ساره وهى تنزل من السيارة وتلف عشان تدخل البيت ..شالت نقابها وعدلت شيلتها قبل توصل باب الصاله سحبها من ايدها " ولا حتى هذا .." قربها منه ولامست شفايفه طرف شفايفها فى أول تواصل جسدي بينهم وبين بعض .. كانت خطوة متهورة منه لكنه ماقدر يضبط نفسه أكثر من كذا .. تجمد وجه أحمد وهو يشوف عيون ساره المشدوهة من تصرفه .. ارتجفت شفايفها غصب .. بلع ريقه وهو حاس بحراره تاكل جسمه .. رفعت ايدها برجفه تغطى اثمها .. تجمدت اللحظات بينهم وكل واحد عينه في عين اللى قدامه .. نظرة شوق ولهفة ونظرات لوم وعتاب .. مدت ايدها تفتح الباب وتدخل .. سمع صوت أمها تحفاها كان محتاج يتمالك نفسه شوي .. ناداه أبو ناصر من البيت " جايك جايك بس اجيب جوالى من السيارة .." رد عليه ورجع للسياره شغل المكيف وغمض عيونه بقوة وهو يتنفس بعمق عشان يهدا .. ضغط على وجهه بايدينه شوي .. فتح المنظره يتأكد أن شكله طبيعى ورد نزل ودخل بيت عمه ..

::

::

::


" هاه وش اخبارس .. أربس مرتاحة .." سألت مها أختها عقب مادخلوا حجرتها وصارن لحالهن .. " الحمدلله .." ردت ساره وهى تبتسم .. " وشلون يعاملس .." سألتها مها .. رفعت ساره عيونها وتذكرت اللى صار قدام الباب وبخّ الدم فى وجهها من جديد .. مها سكتت وفسرت اللى شافته أنه خجل عرايس .. " الله يوفقس ويسخر لس .. والله الله بعمرس وأنتى مسافرة .. ترى مالس أحد إلا الله وثم أحمد حطيه في عينس بيشيلس فوق راسه سمعتينى .. " وصتها مها .. " ان شاء الله .." .. " وش فيس يا السوري .. يعورس شي .." قربت منها مها يوم شافت وجه أختها تغير .. تغرغرت عيون ساره بالدموع وخنقتها العبرة .. " افاااا عليس .. فيه وحده تبكى في صباحيتها .." ضحكت مها وهى تحضن أختها وتفسر اضطراب مشاعرها بخوفها من حياتها الجديدة مع رجل توها تعرفه من أقل من 24 ساعه .. فتحت لها شنطتها و ورتها كل شي فيها وحطت لها حبوب بندول ولزقات جروح .. ضحكت يوم شافتها سارة .. " وش فيس تضحكين .." نشدتها مها وهى مستغربه .. " تذكرت شنطة الطواري اللى سويتيها يوم بنسافر النعيرية اللي ما بقى شي ماحطيتيه فيها إلا الدكتور .."جاوبتها ساره .. ضحكت مها يوم تذكرت السالفه .. " وش أسوي لازم الواحد يسوى احتياطه .." دخلت عليهن أمهن " يمه قومى تغدي قبل تسافرين .. عشان ما يدور بس راسس وأنتى فى الطيارة .." قالت لساره .. " تغدا ذلحين ؟؟.. ووأبي وينه .." نشدتها مها .. " ابوس راح مع أحمد عشان يلحقون صلاة الجمعة .. ويقول أحمد مهوب ممديه يتغدا .. قومى انكبي لأختس لقمة .." أمرت منيرة مها .. " لا يمه فديتس مانى بمشتهيه .. أفطرت متأخر .." ردت ساره وهى تبوس راس أمها .. " يابنتى اكلى لس شوي عشان الطياره .." .. " يمه المطار فيه مطاعم وتراهم بيغدونهم فى الطيارة .. " جاوبتها مها .. " وهو غدا الطيارة غدا .. الله يديم النعمة بس .." تطمنت منيره على أغراض بنتها و وصتها على عمرها ورجلها وطلعت منهم عشان تلحق تصلي وتسمع الخطبة على الرادو .. قعدت مها شوي تسولف مع أختها وعقبه قامت توضت عشان الصلاة .. وقامت وراها ساره تصلي ..


شوي وصاح جوال مها .. مدت ايدها له وهى على السجادة بسرعه .. شافت رقم موضي .. ردت عليها .. " يامرحبا .. ايه فديتس .. لا والله تصلي .. سلام يوصل .. ايواا .. وش .. وين .. " تغير وجه مها وصوتها وهى تسمع كلام موضي .. بس ما حبت تبين شي لأختها .. " معليه .. ان شاء الله .. خلاص .. يالله مع السلامة .." سكرت وانقبض قلبها وخنقتها العبره وهى على سجادتها .. غمضت بقوه وقالت في قلبها المهم أنه بخير.. قامت و وقفت وكملت صلاتها .. لأنها الشي الوحيد اللى ممكن يخفف من النار اللى شابه بصدرها ..

::

::

::


ركبت ساره السيارة بعد لحظات وداع مشحونة مع أهلها .. اللحين بس حست أنها خلاص ماعادت السورى بنتهم .. الصغيرة المدللة .. اللى لضاق صدرها بكت على صدر أختها مها .. واللى ماكان لها الا أمها تشاغبها وأبوها اللى حنانه يسوى الدني كلها .. صارت لها حياة ثانية مع واحد غريب عنها .. هل ممكن يكون صدره بسعة صدر أختها .. وحنانه يشبه أبوها .. ما أظن .. وزاد بكاها .. " يابنت الحلال وشفيس .. اللى يشوفس يقول ذابح أهلس .." حاول أحمد يهديها " كلها اسبوعين وترجعين لهم كامله .." كمل كلامه يوم ماردت عليه .. التفت عليها يبتسم وهو يشوف عيون النقاب اللى غرقانه دموع .. " تصدقين .. لو شافوس شرطة المطار كذا مهوب قايلين عروس وبتسافر بيقولون خاطفها غصب عنها .." ماردت عليه " اهدي الله يرضى عليس .. وامسحى عيونس .. ترى شكلس صار نكره .." رفعت عيونها بغيظ تطالعه .. ضحك بهدوء ونزل لها المنظرة اللى قدامها .. تفاجأت ساره من منظر عيونها والكحل السايح .. انحرجت وفتحت شنطتها بسرعه تطلع لها مناديل ازالة المكياج وقعدت تمسح من تحت النقاب وتوهقت .. بس قالت يالله أهم شي أمسح عيون الباندا وفى المطار داخل بأغسل وجهى عدل ..


دخلوا المطار عقب ما اتصل أحمد فى دريولهم اللى كان ينتظره هناك عشان ياخذ موتره ويرده البيت .. شيكوا على شنطهم وخلصوا جوازاتهم ودخلوا قاعة الدرجة الاولى ينتظرون الاقلاع .. دخلت ساره الحمام وغسلت وجهها عدل .. حطت مرطب وبودرة خفيفه وعدلت كحل عيونها وحطت روج وردى هادى .. نظفت نقابها ومسحت عليه بماى عشان تروح البودرة منه .. لبسته وطلعت لأحمد اللى كان مجهز لها صحن غدا خفيف وكوب عصير برتقال .. " ماعرفت وش تحبين فحطيت لس من كل شي شوي .." قال لها وهو ياشر على الصحن .. انحرجت ساره وشلون بتاكل قدام العالم .. عدل لها أحمد الكرسي " ماعليس منهم عطيهم ظهرس وتغدى .. " قعدت ورفعت نقابها شوي شوي وبدت تاكل .. كان أحمد يراقبها بهدوء ويشوف شفايفها الوردية اللى لمسها قبل ساعات .. تنهد بقوة وشلون بيقدر يصبر عنها ويعطيها فرصه تعوّد عليه مثل ما قرر البارحه .. الله يعين .. رفعت ساره نظرتها له سرقة ونزلتها بسرعه .. ياليل الليل وشفيه يطالعنى كذا .. شكلى بأغص منه .. ابتسم لها ورجع ياكل .. اووف ما بغى .. قعدت ساره تطالع صالة المطار الجديد من حولها وهى مبسوطة بالسفر وتحاول تتجاهل الخوف اللى فى داخلها تجاه أحمد .. وتجاه الليالي الجايه اللى بتجمعهم سوا فى بلد غريب ..


ركبوا الطيارة .. وبدت تقلع .. بدت ساره تتمتم دعاء السفر ولا شعوريا مسكت ايد أحمد تضغط عليها بقوة .. من صغرها وهى تخاف من الطيارات .. صرّ أحمد على ضروسه وهو يحس بلمستها ونعومة ايدها وبرودة الدبلة اللى لابستها فى شمالها يربك دفا ايدينه .. ياليت هالخوف ما ينتهى .. دخيلك يا كابتن لا تطير .. وشوي واستقرت بأمر المولى سبحانه فى الجو .. وهدت ساره وانتبهت أنها ماسكه ايده بقوة .. سحبتها شوي شوي .. لكن أحمد ما فكها .. " هالمره دورى .. أنا أخاف من الطيارة لصارت فى الجو .." قال لها وهو مسند راسه لورا ويشوفها بارتياح .. ابتسمت ساره وانحرجت من نغزته " وعلى كذا كم ساعه بينا وبين تركيا .." سألته .. " يعنى تقريبا قولى خمس ست سبع ثمان ساعات .. حسب الدريول وشطارته .. " ضحكت ساره وقالت الله يعين كنه بيمسك ايدى خمس ست ساعات .. " شيلى النقاب ماحد حولنا .. " طلبها أحمد .. " والعالم هاللى قاعده .. " قالت له ساره مستغربه طلبه .. " أنتى فى الزاوية ورا فى أخر كرسي وكلن لاهى بعمره مادروا بس .. " رد عليها .. " زين فك ايدي عشان افكه .. " قالت له بصوت واطي .. " لأ .. فكيه بايدس الثانية .. " رد عليها بعناد طفولى .. طالتعه بنظرات سحرته " زين .. " مدت ايدها اليمين وسحبته عن راسها .. وعدلت شيلتها بصعوبة .. " كذا زين .. " التفتت عليه تسأله .. " ايه زين .." قالها بهمس .. خلا وجه ساره يشب حيا .. صدت عنه تشوف البحر الازرق تحتها وهى تبتسم براحه .. وتدعى ربي أنه يحفظهم .. وبكذا ابتدأت حياة ساره الجديدة ..

::

::

::


في بيت أبو ناصر .. كانت مها وأمها يتغدون سوا عقب ما تغدا أبوها ودخل يقيل .. كان الهدوء ثقيل برغم وجود الجوري اللى تلعب بالاكل جنب أمها .. كانت منيرة ساكته وتاكل بثقل .. ومها غرقانه فى أفكارها وتبلع اللقمة غصب .. شوي وسمعت مها امها تنشق .. " بسم الله عليس .. شرقتى يمه .." مدت ايدها تعطيها ماء .. " امحق بيت عقب سويره .." وبدت ام ناصر تبكى على فرقا بنتها .. نفضت مها ايدها من الغدا وغصتها العبره .. " ماعليها شر يمه .. ادعى لها باالتوفيق بس .." جاوبتها مها .. " مسحت منيره عيونها وشكلها يقطع القلب .. وقعدت تتمتم وتدعى لبنتها ومها تفكر .. وشلون بيكون البيت عقبها .. وكيف بتتأقلم أمها مع الوضع ..


في بيت أبو محمد كان الوضع مختلف تماماً .. " صباح الخير .." سلمت نوف على أمها وأختها اللى قاعدين فى الصاله يتغدون .. دنقت تسلم على امها وقعدت .." كان ما قمتى .. ماعاد الا القايلة .. صليتى الجمعة .." نشدتها أمها .. " ايه يمه صليت .."ردت نوف وهى تشوف وش غداهم .. "أقول يمه وين مها .." سألت روضه وهى تنكب لها عيش .. " راحت لأهلها .. كان ما وراها بيت ولا رجل .." ردت نوره بضيق .. " معليش يا يمه .. أختها توها معرسه ولازم بيجيهم احد .. يا سلام كان العرس البارحه شي .. يمه .. قالت لس مها أن أختها بتسافر .." سألت روضة أمها .. " مادرى بها بتسافر والا بتقعد .. " ردت نوره وهى تاكل .." تقوله أخت أحمد البارحه .. تقول بيسافرون تركيا .." كملت روضه كلامها .. " ماعاد الا هالاشكال تروح لتركيا .. عشنا وشفنا .." دخلت نوف فى الكلام وهى تطنز .. " وانتى شعليس منها .. رايحه من حلالس .. " نقمتها روضه .. " أنتن ماتعرفن تقعدن مثل الناس .. لازم تناقرن .. بتغدن والا قومن .." ضاقت نوره من مناقر بناتها اللى ماله معنى .. " شوفي كلامها .. الرازق فى السما والحاسد فى الأرض .." ردت روضه بضيقه .. " وشو عليه الحسد يا حسرة .. من زينها .." ردت نوف ببرود .. " ياختى الناس يوم جمعه يعنى اذكري ربس أحسن .. استغفر الله بس .." ورجعت روضه تغدا بتوتر .. بعد لحظات .. " صبي لى ماء .. " قالت نوف تامر روضه .. " صبي لعمرس ايديس مهى بمكسورة .." جاوبتها روضه بدون ما تلتفت لها .. " الله ياخذ عدوكن بس .. خلاص انتى وهى .. " صرخت أمهن بينهن ..

::

::

::


العصر طلعت مها مع أبوها للفندق عشان يجيبون باقى أغراض أختها وفستانها .. دخلت مها للجناح وغصتها العبره .. وهى تشوف مكان أختها .. حطت الفستان فى كيسته وطلعت شنطة الملابس حقتها .. وطوت الشراشف والملحف اللى خذته لها من المخازن الكبرى ..
يوم حلفت عليها به وقالت لها .." هذي الهدية عشان تذكريني كل ما رقدتي على ملحفي والا دخلتي الحمام تسبحين بأغراضي .. " اختنقت وهى تبكى .. تذكرت يوم لحقها ماجد ومسك ايدها ضايق ويوم أرسل لها المسج اللى جننها .. _ نسيت أقول لس .. الملحف يجنن _ ..


يالله هذا وقت وذاك وقت .. هذى السوري راحت .. وماجد بعد راح ..
خشت وجهها فى الملحف وقعدت تبكى .. وماعاد عرفت تبكى على فراق أختها والا على حالها اللى ما يسر عدو ولا صديق .. اتصلت فى ابوها عشان يرسل لها الحمال وخذوا الاغراض وشيكوا من الفندق وطلعوا .. وصلوا البيت ونزلت الأغراض فى حجرة أختها ورتبتها .. " يابنتى منتى برايحه لبيتس .. ماعاد الا الليل .." دخلت عليها أمها وهى ترتب .. " لا يمه بأمسى عندكم .. " جاوبتها مها .. " لا بالله .. ارجعى لبيتس ورجلس .. تراس عندنا الاسبوع اللى طاف كله وجزاه الله خير اللى خلاس تقعدين .. قوم اخذى بنتس والشغاله خليها توصلس .. " عيت عليها منيرة .. " ماله داعى يمه ماجد مهوب هناك عشان أعوّد .. بأمسى عندكم اليوم وبكره خير .. " .. " يابنتى حالس مهوب معجبنى .. صاير بينس وبين رجلس شي .." نشدتها أمها اللى كانت حاسه ان بنتها مهوب مرتاحه .. " وش بيصير فديتس .. ماهنا الا الخير لا تحاتين .." لفت عنها أمها وطلعت وهى شاكه فى كلامها .. وهى اللى تعرف طبعها الكتوم .. كانت مها محتاجه تبتعد عن اى شي يذكرها فيه .. محتاجه تفكر بهدوء عقب كلام موضي لها .. محتاجه ترتاح بعد كل التعب .. وتعيد حساباتها فى حياتها من جديد ..


ثانى يوم خذت مها بنتها ورجعت لبيتها قريب الظهر.. مرت على عمتها قبل تدخل البيت عشان ما تقعد عندهم واجد ماكان لها خلق كلام ولا رفع ضغط .. وقالت يمكن تسمع عندهم شي عن ماجد .. دخلت لقتهم كلهم قاعدين .. نوف تفرفر في التلفزيون .. وروضة تقرا لها رواية .. وعمتها قاعده تسبحن بمسباحها .. سلمت عليهم وتحفتها روضة .. قعدت جنب عمتها اللى راحت لها الجورى تبي منها المسباح .. " شأخبارس مها وشأخبار العروس .." سألتها روضه .. " بخير ربي يسلمس .. والعروس طيبة .. الفال لس أنتى ونوف .." ردت مها عليها .. " الله كرييييييييييم .." قالت روضة من قلب .. " طالعتها أمها ناقمة عليها .. روضه سوت عمرها ما شافت نظرة أمها وقعدت تسولف عن ليلة عرس ساره وتمدحها وتمدح ترتيبات العرس .. وطلبت من مها تاخذ ارقام اللى تعاملوا معهم بيت أم أحمد عشان عرس فهد ان شاء الله .. وعدتها مها خير وقالت بتجيبها لهم قريب .. قعدوا يتقهوون بهدوء .. " الا يمه ماعندكم نية سفر ذا الصيف .." رفعت روضه راسها تنشد أمها .. " ما درى عن ابوس والعيال .." ردت نوره وايدها تلعب فى المسباح .. " ماقال لس ماجد شي يا مها .." لفت روضه تنشد مها .. بلعت مها ريقها .. ليتس تدرين بس وش قال .. " لا ماجاب لى طارى .." جاوبتها مها .. " غريبه .. الا هو وينه صحيح .. من أول أمس ماشفته .." سألت روضه مستغربه غياب ماجد عن البيت .. مها سوت عمرها تقهوى وما سمعت السؤال .. " مهو بهنا مسافر .." ردت نوره .. " يا سلام .. يعنى هم يسافرون ويوسعون صدورهم وحنا ننطق فى الحر هنا .." تفاجأت روضه وردت بضيق على أمها .. "رايح في شغل للبنك يا الخبل مهوب يتسيح .." تضايقت نوره من كلام بنتها .. " أنا ماعلي من أحد .. بأسافر مع موضي لبنان .." دخلت نوف عرض فى السالفه .. " وش .. وين ياختى .. سلامات .." ردت روضه على نوف وهى ترفع حواجبها لها .. " الله يسلمس .. ماحد له منة(ن) علي .. باسافر بفلوسي ومع أختى .. وعلى فكرة .. قلت لأبوي وهو موافق.." ردت عليها نوف عشان تقهرها وهى تلعب بأظافرها .. " اخص يا النذلة .. بتروحين لحالس وبتخلينى .. لو أنه أنا ما رحت لحالى وخليتس .. " ردت روضه على أختها بعتاب .. " ابوى يقول لو تبين تروحين ماعنده مانع .." قالت نوف لروضه وهى تمط شفايفها .. " حلو .. وتروحون معنا أنتى والجورى وماجد .." التفتت روضه لمها وهى تكلمها .. " ويش .. " شرقت مها .. " نروح معكم وين .. " سألتها .." نروح كلنا لبنان .. والله بنستانس لصرنا جمعه .." قالت روضه .. " صحيح .. خاصه أن لولوة وأختها بيكونون هناك " علقت نوف بهدوء وهى تلتفت على مها " عندهم شقه هناك تجنن ولولوة عزمتنى أقعد عندها كم يوم .." خلصت كلامها بابتسامه صفرا " ماشاء الله .. الله يهنيهم .. بعدين مادرى عن ماجد وشغله وظروفه .. يصير خير .. اسمحو لى ذلحين .." قامت مها ونادت الجوري .. " وين ما تغديتي .." وقفتها روضه .. " تغدا عندكم العافيه .." ردت مها .. " مها .." نادتها نوره .. " لبيه .. " التفتت عليها مها .. " لمن اتصل فيس ماجد خليه يكلمنى.. أدق عليه جواله مسكر .." .. " ان شاء الله يمه .." وطلعت عنهم وهى تقول في قلبها .. هو ما يكلمنى عدل من قبل عشان يتصل علي ذلحين ..

::

::

::


وصلت ساره وأحمد لتركيا .. وكانت مندهشة من جمال الطبيعة والجو اللى يفرق واجد عن جو الدوحه .. أحمد طلب منها تفصخ النقاب عشان تكون مرتاحه فى طلعاتهم .. ما كانت مرتاحه أول شي بس بعدين تعودت .. مرت ايامهم فى طلعات لمطاعم وأماكن اثريه واسواق .. تغيرت نفسية ساره واجد .. وصارت تشوف أحمد بشكل ثاني .. بدا الخوف والرهبه منه في قلبها تختفى .. عقب ما شافت طيبته وحنانه معها واهتمامه فيها وفى راحتها .. لكن من يجى الليل ترجع لها الهواجس والشكوك .. وتحاول تبتعد عنه بأى وسيلة ..


كانت قاعده فى البلكونه تتذكر كيف مرت الأيام بسرعه وهذا لهم يوم رابع .. وأحمد يعاملها بحنان ولطف وما حاول يقرب منها أو يجبرها على شي .. وهالوضع زاد من حساسيتها تجاهه .. صارت تنتهز اى فرصه عشان يطلعون برا وما تقعد هى واياه فى مكان واحد لحالهم .. كل ليله تمثل خوف جديد .. بعد شوي بتدخل تغير ثيابها وماعاد عندها بيجامات .. احتارت وش تلبس وتذكرت أختها يوم تاخذ لها جلابيات من الخبر وضحكت عليها هى .. ليتنى خذيت لى معس يا مهوى .. غمضت عيونها وكتفت ايديها على صدرها يوم حست بلسعة هوا بارده وتذكرت يوم حضنها أحمد البارحه قدام التلفزيون .. يالله .. دارت فيها الارض .. احساس ممزوج بخوف وفرح ونشوة وقلق وتوتر .. تنفست بعمق ..


كانت قاعده قدام التلفزيون بعد ما غيرت ملابسها حطت شوي عطر وروج فاتح ولبست لها بيجاما حرير لونها اسود وفيها حاشية ذهبية .. جا أحمد وقعد بكل بساطه جنبها .. وحط ايده ورا ظهرها بهدوء .. حست بدفا جسمه وبدت ترتجف .. " بردانه .." سألها وهو يقرب منها أكثر .. " لأ .. " طلعت منها مبحوحه وماتدرى هو سمعها والا لا .. لأنه قرب منها أكثر ومد ايده الثانيه ياخذ ايدها اللى بحضنها ويضغط عليها بقوة .. ماعادت تسمع أى صوت ثانى الا صوت دقات قلبها القوية وصوت أنفاسه عند اذنها .. حسته التفت عليها .. " ساره .." همس باسمها .. بلعت ريقها والتفتت له بدون ماترد .. قرب منها .. وماحست الا بلمسته على شفايفها وغابت عن الوجود .. لأول مره تنام جنبه البارحه .. رفض يخليها تبتعد عنه مثل كل ليله .. سحبها من ايدها وحط ايده تحت راسها وغمض وتركها تعانى فى شعورها بدقات قلبه تحت خدها اللى مرتاح على صدره ..


طلع أحمد من الحمام بعد ما تسبح بسرعه .. وقف قدام المنظره يمشط شعره .. وكل عضله فى جسمه متوترة .. خلاص ماعاد يقدر يصبر عنها .. البارحه اختبر احاسيسها وعرف أنها ما تكرهه ولا تشمئز منه .. والدليل أنها ذابت بين ايديه من مجرد بوسه .. كل الموضوع احساس خوف من تجربة جديده ماتعرفها .. وهو صبر واجد ماعاد يتحمل يشوفها قدامه وهو محروم منها .. يبي حياتهم مع بعض تكتمل .. كزوج وزوجه .. ماعاد يقدر يعاملها ببساطه وهو يحترق من كل نظره منها .. كل لمسه .. تراه انسان من لحم ودم .. اوووووف .. الله يستر بس .. تنفس بعمق وطلع لها برا .. " وش تسوي الحلوة .." سألها وهو يبتسم لها .. فزت ساره من سمعت صوته .. وبّخ الدم فى وجهها من أفكارها اللى كانت حول هالانسان اللى واقف قدامه .. " ولا شي .. " ردت بإرتباك .. " السوري .. عساس مستانسه .." قعد قدامها ومد ايده يمسك ايدها .. " ايه .." جاوبته وهى مدنقه .. " أنتى ماتعشيتى عدل اليوم .. يعورس شي .." سألها .. دنقت راسها خاف أفكارها تفضحها وهى تحس بكهربا من حركة ابهامه على ايدها " لأ .. " ردت بشرود .. " زين وش رايس نطلب لنا كيك وشاهى والا قهوة .." .." على راحتك .." .. قام يكلم الروم سيرفس ودخلت هى تبدل .. دورت فى الكبت وما لقت الا قمصان نوم .. البيجامات الثلاث كلها مستعمله .. مدت ايدها لقميص نوم بنفسجي فاتح .. ودانتيل على الصدر .. مفتوح ومطرز من الصوبين لفوق الركبة بشوي .. معاه روب ناعم .. هذا أفضل الموجود .. دخلت وخذت لها شاور سريع وتعطرت وحطت لها مكياج خفيف .. وربطت الروب على خصرها وطلعت له برا ..

::

::

::


صار يوم الاثنين وماجد ما بين ولا اتصل .. وحياة مها روتين يومي مابين بنتها وشغل البيت فى قسمها وروحتها لبيت عمها .. كانت تغدا عندهم وتمر عليهم عقب المغرب .. والعشا تعتذر لأنها ما تشتهى .. تاخذ معها عشا للجورى والا سوت لها شي خفيف .. صلت العشا وعشت بنتها وسبحتها ورقدتها .. تمللت .. نزلت للمطبخ تسوي لها شي حلو .. طلعت أغراض عشان تسوي تشيز كيك أسرع واسهل شي .. بتدق بعدين على روضه تجى تاكل معها وتسهر عندها لانها تقول انها جايبه فيلم جديد احسن ما تقعد لحالها مثل كل ليله .. وهى بتحط القالب فى الثلاجة سمعت صوت الباب الخارجي ينفتح .. " بنت حلال .. تونى بأدق عليس .." قالت مها وهى تفتح الثلاجه برجلها .. " السلام عليكم .." ..


التفتت بقوه لدرجه ان القالب بغى يطيح من ايديها .. " عليكم السلام .." ردت بدون شعور .. نزّل شنطته وفتحها بدون ما يزيد كلمة " خلى الخدامه تاخذ الملابس الوصخه وتغسلهم .. والغتر توديهم للمغسله غسيل وكوي .. " قال لها بصوت جاف .. اعتدل فى وقفته وسألها " وين الجوري .." .. " راقده .. " ردت عليه .. صد عنها وطلع يركب الدرج بدون ما يلتفت لها .. " تعشيت .." سألته وهى واقفه عند باب المطبخ .. وقف فى نص الدرج .. التفت عليها بهدوء .. " يهمّس .." سألها ببرود .. وقف الرد فى حلقها .. وماهانت عليها نفسها تبين له انها انشغلت عليه .. " تبي عشا بأسوي لك .." ردت بدبلوماسيه .. " سألتس .. يهمّس .." عاد عليها السؤال بعناد .. " عادى .." ردت مها .. " هذا اللى توقعته .." رد بسخرية .. وصد وراه يطلع الدرج .. عضت مها شفايفها بقوة .. يعنى كان صعب اقول ايه .. وين راح كل التفكير عن تغيير الوضع .. وين راح كلام موضي لس .. اووف الله ياخذها من حاله .. رجعت للمطبخ تغسل المواعين .. حطت حرتها فيهم فرك وتنشيف .. حتى أنها قربت تصير شفافه من كثر النظافه .. مسحت المطبخ وقررت تطلع له فوق تكلمه ..


كان الباب مردود .. دخلت الغرفه .. سمعت صوت الماى فى الحمام عرفت انه يتسبح .. فرصه تغير ملابسها .. راحت لغرفتها بسرعه وطلعت لها بيجاما .. شافت قمصان النوم .. وترددت .. وبسرعه قبل تغير رايها رجعت البيجاما وخذت لها قميص نوم أسود .. دخلت الحمام بسرعه .. غسلت وخلصت .. تعطرت وحطت روج خفيف ورتبت شعرها .. لبست لها صندل وطلعت .. وقفت عند الباب .. أول مره تطلع له بالشكل هذا .. بالملابس الخاصه هذي وبدون ماتغطى شعرها .. كان قلبها يدق بجنون .. وكلام موضي يدور فى راسها .. سمت بالله وطلعت ..


::؛::


دايماً .. أصعب الخطوات أولها.. وأصعب الكلمات اللى للحين ما قلناها .. لكن لو الأنسان حسب خطواته صح .. ماراح يندم ولو كان الطريق وعر .. كثير ما تغرنّا المظاهر .. وتخدعنا عزة النفس وتخلينا نخسر ناس يعنون لنا الشي الكبير .. فيه خيط ضعيف بين عزة النفس والغرور .. لو قدرنا نمسكه من النص راح تتوازن حياتنا صح .. فى الحياة مواقف كثير اضطرينا فيها نخسر الكثير والسبب عزة النفس .. والكبرياء .. مع أننا لو حللنا الموقف صح وحطينا الميزان قدامنا بالعدل راح نشوف أن عزة النفس مالها مكان بالموضوع كله .. كلمة اسف .. أو كلمة طيبة كان ممكن تجنبنا زعل او جفاء أشخاص لهم وزنهم فى محيطنا .. وبغيابهم غاب الكثير من الفرح والسعادة عن حياتنا .. الانسان عمره ما يندم على الكلمة الطيبة ولو كانت نتيجتها غير اللى تمنيناه .. اذا ما جّمعت وقربت صدقونى ماارح تفرّق ..
يبقى الأنسان جزوع .. يسيره قلب وعقل ممكن يخطي وممكن يصيب ..



كانت هذى القلوب المحرمة على النسيان ..
حتى نلتقى فى حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 27-05-09, 09:09 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


::؛::

اهداء لكل القلوب ..
خاصة زارا ..
وقربي عذاب ..


::؛::



مافيه شي يتم على حاله .. التغيير يلامس كل شئ .. الجمّاد قبل الحي .. وأكثر ما يتغير في ابن آدم أفكاره .. سبحان الله هذى سنته فى خلقه .. لكل عمر نمط تفكير ومحدودية رؤية .. تتوسع وتتغير كل ما تقدم فى السن .. وعركته تجارب الحياة ..
عشان كذا اللى كان يعجبنا من سنه ماعاد يثير اهتمامنا .. حتى مرات نستغرب .. ونقول فى قلوبنا .. أنا شلون سويت كذا .. أو ليش تصرفت هالشكل ..؟؟ أو نقول .. لو كان عقلي اللحين عندى ذاك الوقت كان ما سويت كذا .. الحياة تجارب .. فوز وخسارة .. عثرات فى الدروب ممكن تخلينا نطيح .. لكن العبره أنك بعد ما تطيح تقوم أقوى من قبل .. وتبنى من الحصى اللى تعثرت فيها سلم تصعد عليه وتتجاوز الآمك وأخطائك القديمة ..


::؛::



الجزء الواحد والعشرون






"حى الله السوري .." قال لها أحمد وهو يشوفها داخله .. " الله يحييك .." قعدت مقابلته على الطاولة .. " تبين شاهى والا قهوة .. "سألها .. " خلنى اصب أنا .. " قربت ساره الكرسي من الطاولة .. تراجع أحمد فى كرسيه ورا وقعد يراقبها لفت نظره لون قميص النوم .. تبي تذبحنى ذى .. انتبه لفتحه صدرها وهى تدنق تصب .. يا حياة الشقا بس .. حركة شفايفها وهى متوتره .. كل شوي تطلع لسانها ترطبهم .. يشوف اصابعها وهى تحط الكيك فى الصحن وتصب له القهوة .. وتحط عليها السكر وتحركه له .. " تفضل .." مدت له الكوب .. " زاد فضلس .." طلع منه الكلام بالغصب .. " ماشاء الله وش هالبيجامه الحلوة .." حاول يرطب الجو المتوتر بينهم وهو يعلق على ملابسها .. ارتبكت ساره زياده ورفعت ايدها تغطى صدرها وما علقت .. وش يفهمه ذا في الثياب بس .. " هذا بيجامه والا جلابيه .." رجع يسألها وهو يحرك السكر فى كوبه وشوي وتذوب الملعقه فيه .. " قميص نوم .." ردت بصوت واطي .. " وأنا شدرانى عن أغراضكم يا النسوان .. يا كثرها بس .." علق وهو يضحك بإرتباك .. مدت ايدها تاخذ كوب الشاهى وتحط فيه ورق نعناع .. " وين تبين تروحين بكره .." سألها عقب لحظات من الهدوء .." على كيفك .." ردت عليه .." عندس عباه مسكرة .." سألها .. " ايه عندى .. " استغربت ساره سؤاله .. " عندس بنطلون جينز .." .. " بنطلون .. لا ماعندى .." رفعت راسها له هالمره .. " مهوب مشكله .. بكره ننزل تحت للسوق اللى فى الفندق .. ناخذ لس بنطلون وجوتى رياضه .. " رد عليها وهو مبسوط انه قدر يلفت انتباهها .." وليه ذا كله .." سألته بفضول .." عشان بأوديس رحله بحرية لجزيره حلوة .. وعشان ترتاحين في الحركه البسي بنطلون وجوتى رياضه " شرح لها وعيونه تحفظ كل تفاصيل وجهها الغاليه عليه.. " بعيده .." سألته وهى خايفه يوم جاب لها طارى البحر .. " لأ مهوب بعيده .. بس يبي لنا يوم عشان نلف فيها براحتنا .. والأحسن نروح مع شركة سياحيه .." قال لها وهو يطالعها بتركيز .. " زين .. " ردت عقب ما رجعت تدنق يوم حست بنظراته الغريبة لها .. " اسمها جزر الأميرات .. وهناك بأركبس الحنطور مثل ما يسمونه المصريين .. ولو لقيت ذرو مشويه شريت لس بعد " ابتسم لها ودقات قلبه تزيد .. مافاده تغيير الموضوع ولا المزح .. كل ما رفع عينه لها شبت الضو بجوفه .. سكتوا شوي يتقهوون وكل واحد بعالم .. " ماتبين ترقدين .." سألها وهو يوقف قدامها .. " مافيني نوم .." ردت ساره وهى مدنقة من ورا الكوب .. " ساره .. تعالى .." مد ايده لها .. رفعت عيونها لها .. تفاجأت بنظراته اللى كلها شوق " قومى فديتس .. بكره ورانا طلعه من الفجر ولازم نرقد بدري .. " مد ايده لها .. انحبس الهوا فى صدرها .. نزلت الكوب على الطاولة ومدت ايدها له وقامت .. سحبها بايده وحط ايده الثانيه ورا ظهرها ودخلوا ..

::

::

::


دخلت مها حجرة ماجد .. كان واقف يمشط شعره المبلل قدام المنظره .. التفت لها ببرود ورجع يكمل تمشيط ولا كأن أحد دخل عليه .. " الحمدلله على سلامتك .." قالت له وهى تبلع ريقها من ردة فعله .. " الله يسلمس .." رد ببرود .. نزل المشط من ايده وصد عنها يلبس ثوبه .. " تعشيت .. " سألته .. ما رد عليها .. فتح الكبت ياخذ له غترة .. " بتطلع .." رجعت بتوتر تكلمه .. "وش تشوفين .. " رد بأستهزاء وهو ما التفت صوبها .. " توك واصل من السفر وين بتروح .." رجعت تسأله وهى تفرك ايديها والعرقانه ببعض .. " وش ذا السؤال بعد ..؟؟ " قرب منها و وجهه مافيه تعبير وايدينه تسكر ازرار ثوبه بشكل تلقائي .. تراجعت وراها خطوة لانه ماكان ناوى يوقف الا لما يصدمها .. " هذا اللى ناقص .. ما ودس أستأذنس بعد قبل ما أطلع ..؟؟" كانت أنفاسه تحرق وجهها وهى مدنقة مركزه نظرها على صدره .. بلعت ريقها بصعوبة وهمست " ماجد .." .. قطع كلامها بصوت حاد " من اليوم وطالع مابي اسمع هالسؤال سمعتينى .. وين طالع ومنين جاى مهوب شغلس ابد .." رد عليها وصد صوب المنظره لبس غترته والتفت عليها وهو يقرص عيونه فيها وكأنه يحسب المسافة اللى تفصله عنها بنظراته .. " بس فيه موضوع مهم لازم أكلمك فيه .." قالت له وقلبها يرتجف من برودة نظراته ومعاملته .. " مافيه بينى وبينس مواضيع .. الا الجوري .. كلامى واضح ..؟؟ " سألها وهو يتعطر بثقل قدام المنظرة .. حط مفاتيحه وجواله فى مخباه ..
" ماجد من فضلك ..أنا مرتك ولى حق عليكـ .." قاطعها وهو يضحك بصوت مخيف قرب منها رفعت خشمها مضايقه من قوة العطر .. دخل ايده فى شعرها وسحب راسها لورا يجبرها تطالعه .. " مرتى ..؟؟ من متى ..؟؟ ترى ماتغير شي .. ولا تهقين بيتغير .. أنتى هنا عشان الجوري وبس .. لا تفكرين تعدين حدودس .. والا ذنبس على جنبس .. " صر على ضروسه وهو يكلمها و وجهه قريب من وجهها .. " فك شعري .. " غصتها العبره وما قدرت تتكلم أكثر .. " هالمره بأفكس .. لكن احذري المره الجايه .. عشان تعرفين قدرس عندى ايش .. وما تتعدينه .. " طالعها من فوق لتحت بقرف مد ايده الثانيه يسحب صدر قميص النوم بأصبعين " وافصخى ذا الخنيز اللى لابسته وش مفكره عمرس .. بزر .. " دفها باشمئزاز من طريقه وطلع من الحجره ..


انتفضت شفايفها .. ارمشت عيونها وكلامه يرن فى راسها .. شهقت غصب عنها وبدا سيل دموع مالحه ينهمر من عيونها اللى ماعادت شافت قدامها .. مدت ايدها ترد شعرها اللى سحبه بلا رحمة .. حست قبضته قطعته من عروقه .. هذا وأنا جايه أعتذر منه وأطيب خاطره .. أنا اللي استاهل .. لأنى غبيه .. فكرته تغير .. لكن هذا هو .. الحقير .. وصلت فيه يمد ايده عليّ .. أول شي أخوه وبعدين هو .. نفس الطينة الخبيثة .. .. حسبي الله ونعم الوكيل .. هو وش يبي بالضبط وش يبي .. تردد صدى هالسؤال فى نفسها .. ضمت ايدها بقوة على صدر قميص النوم وهى تشهق ..

::

::

::


طلع وهو يصّر على ضروسه .. من الغضب .. ضغط با يديه بقوة على السكان وهو يلف طالع من بيت أبوه حتى ما مّر يسلم على أمه ولا مَر أبوه فى المجلس على عوايده .. ذى تبي تجننه .. جايته كنها عروس .. عشان تحرق دمه وتطير الباقي من عقله .. زين قدر يمسك نفسه قدامها .. وتبي تكلمنى فى موضوع .. جايه بقميص نوم تكلمنى فى موضوع ..!!!! أول مره يشوفها كذا .. تنهد بقوة حس بنار تاكل صدره مع كل نفس يطلع .. وش قصدها يوم تدخل عليه كذا عقب اللى صار .. تبي توريك اللى ما تقدر تاخذه منها .. شوف وحراق جوف .. شعرها .. غمض عيونه بقوة وهو يتذكر ملمسه بين اصابعه .. حط ايده على خشمه يشم بقايا عطرها اللى تخللت بين اصابعه .. ريحه عطرها للحين موجوده .. تبي تعاقبه على سفرته يعنى .. الغبية .. مادرت ان الحجز كان لاثنين .. كان يبي ياخذها لحالها عشان يقدر يصفى كل اللى بينهم .. ويقدرون يفتحون صفحه جديده بعيده عن اوجاع الماضي وشكوكه .. ويحاولون يعيشون مع بعض مثل اى زوجين .. لكن سوت لى فيها عزيزة وماتبينى ألمسها ولا اقرب منها وهى حتى ماسمعتنى .. وجايتنى اللحين بقميص نوم .. تبينى فى موضوع .. اعتذار والا كسر نفس والا شفقة .... فار الدم فى راسه .. ما تدرى انى ممكن وبكل بساطه أهينها وأخذ اللى أبيه منها وأتركها مثل الحيوانه .. هذا كان ظنه .. بس قلبه راح يخليه يسوي كذا ..؟؟ يمكن ..

::

::

::


صحت الصبح .. فتحت عيونها وتمغطت بهدوء .. التفتت جنبها كان السرير فاضي .. احضنت المخده وغمضت عيونها .. وهى تسمع صوت الماى فى الحمام .. لمست وجهها بهدوء .. قامت للمرايه تشوف شكلها .. هذى هى ماتغيرت .. بس ليش تحس أنها غير ساره اللى كانت البارح .. لفت راسها يمين ويسار تشوف ملامح وجهها .. الاحساس مختلف .. وفى نفس الروح .. البارح كنت شي واليوم شي ثانى .. اليوم زوجه بكل معنى الكلمة لرجل .. طيب .. حنون .. بدت ابتسامه تتسلل لشفايفها وهى تتذكر حنانه ولطفه .. سمعت تكة باب الحمام ينفتح .. التفتت تشوفه ووجها صاير أحمر من الحيا .. " صباح الخير .." قال لها وايده تنشف شعره وهو يبتسم .. " صباح النور .. " قرب منها وباس راسها .. " شلونس يالسوري .." ضمها لصدره بايد وحده .. " بخير .." ردت وهى مدنقة .." تعبانه والا تبين نروح الجزيره مثل ماكنا مقررين .." سألها وهو يدنق يشوف وجهها .. " لا مانى بتعبانه .." كانت تحس بالخجل الشديد من هالانسان اللى يحضنها .. ومحتاجه تكون معه فى مكان عام على الاقل اليوم عشان تهدا أفكارها .. " على كيفس .. أطلب لس فطور والا نفطر فى البوفيه تحت .." سألها .. " لا خلنا ننزل تحت .. " قالت له وهو تبتعد عن ايده .. " زين .. لا تتأخرين وأنا بألبس وبأصلي وبأنزل اشوف الباص متى يتحرك وبارجع لس على بال ماتخلصين " قال لها وهو يقرب من الكبت ويفتحه .. هزت له راسها .. ودخلت الحمام وراه .. شافها لين سكرت الباب .. يا عينى على الحيا .. وابتسم وهو يلف وراه يطلع له ملابس وهو يصفر ويتذكر أحداث البارح ..

::

::

::


صحت مها وهى تحس بهمّ ثقيل على قلبها .. شافت جوالها كانت الساعه 9 .. غمضت عيونها .. حست بالجوري تهزها .. جرتها لصدرها تحبها وتلاعبها .. وقامت معها .. دخلتها الحمام تغسل لها وتغير ملابسها وأفكارها بعيد .. قعدت البارحه سهرانه لين 2 ونص وهو ماجا .. ويوم قامت تصلي الفجر شافت باب حجرته مسكر .. عرفت انه رجع .. بس متى؟؟ هذا اللى ماتدري عنه .. قررت أنها تبتعد عن طريقه عقب اللى شافته منه البارحه اى أمل بسيط فى قلبها صوبه تبخر .. لبست جلالها وفتحت الباب للجوري اللى نزلت على الدرج عقب ما ملت وهى كل يوم تفتح حجرته وما تلاقيه فيها .. " جوجو .. روحى شوفى بابا ماجد جا .." ركعت قدام بنتها وهى تأشر على باب حجرته .. " جا .." ركضت الجوري للحجره وفتحتها .. طلت وراها مها من بعيد بس كانت الحجره فاضيه .. التفتت صوبها الجوري وهى مبوزة " ماجا .." .. شافت مها السرير المعفس وعرفت انه على الاقل رقد هنا .. " لا يمه هو جا بس يمكنه راح الشغل .. بتشوفينه على الغدا .." قالت لها وهى تقرص خدها بمحبة .. وعلى هالمنوال مرت ايامهم .. برود وتجاهل من الصوبين .. كان يحفر فى اساس حياتهم أكثر من قبل ..

::

::

::


عقب اسبوعين رجعت ساره وأحمد من تركيا .. كانت هدية ساره بعد رجعتهم بيوم .. وانتقلت من بيت ابوها اللى ضمها صغيرة وكبيرة لبيت أحمد .. مع عائلة جديدة ومختلفه عن اللى تربت معها .. برغم طيبة أحمد ومراعاته لها إلا أن احساس الغربة بين أهله كان قوي .. وما قدرت ساره تقول له اى شي من اللى تحس فيه .. كانت الاتصالات بينها وبين أمها وأختها شبه يوميه وهذا الشي خفف من الاحساس الموجع بالبعد عنهم ..


مر ما يقارب الشهر من أخر مواجهة بين ماجد ومها .. كان ماجد قاعد مع أمه يتقهوى عقب المغرب .. وروضه تقهويهم .. والجوري تلعب جنبهم .. " أقول ماجد .." تكلمت نوره بتردد .. " لبيه يمه .." رد ماجد وهو يتصفح الملحق الأقتصادي بين ايديه .." مانت بناوى تعرس .." نزل الجريدة ورفع ماجد راسه لامه .. " اى عرس يمه .." سألتها روضه .. ما ردت عليها أمها .. " وش السالفه يمه .." سألها ماجد .. وعيون روضة تدور بين أمها وأخوها .. " ما قلت لى انك بتاخذ اللى على هواى عقب ما تاخذ بنت خالد وتضمها هى وبنتها .." .. التفت ماجد لأخته ياشر عليها تاخذ الجوري وتقوم .. " مهوب وقته يمه .." رد عليها بهدوء ورجع يفتح الملحق .. " ومتى وقته يا ماجد .." ردت أمها بتصميم ورجعت تكمل كلامها " هذا انتو بتكملون الخمس شهور وما شفنا لا حمل ولا غيره .. زود عن انك مانت بمرتاح معها .." سكتت وهى تطالعه تحداه يقول العكس .. " وشدراس انى مانى بمرتاح معها .." ابتسم ماجد وهو مدنق .. " ولدى وأعرفك .." ردت بثقة .. تنهد ماجد وهو يقول فى خاطره اى حمل اللى تبين وولدس للحين ما لمس منها شعره .. ضغط على فنجال القهوة بيده .. " ترى ما يداوي المره الا المره .." رفع ماجد عيونه مستغرب لأمه .. " ذى شايفة(ن) عمرها لا فوقها ولا تحتها .. مرمل وماخذه ولد بأول شبابه تبطرت على النعمة .. اخذ على راسها مره اما استعدلت والا ريحّت راسك وارتحت عند غيرها .." قالت له وهى تمد ايدها لفنجاله .. " يصير خير يمه .. " رد عليها وهو يبي يسكر الموضوع بدون ما يضايقها .. " والعروس عندى .. اللى تبرد خاطرك وتسعد قلبك .." كانت نورة مصممة تخلص من السالفه مره وحده .. " ومن هى سعيدة الحظ " سألها ماجد وهو يتمقت .. " أنا اشهد انها سعيدة حظ .. آمنه بنت عبدالرحمن أخت مرة أخوك محمد .." ردت نوره بكل ثقة .. " يا يمه أنا وين وذي وين .." هز راسه بهدوء .. " وش اللى قاصرك ماتاخذها وتاخذها اللى أحسن عنها .." ردت بضيق .. " يا يمه ما ابيها ولا أبي اللى احسن منها .. هذى مزباه وتبي لها واحد فاضي 24 ساعه يدلع فيها ويخب بها بين المولات والاسواق والكوفي شوبات وأنا ذا الكلام ما يمشى عندي .." رد عليها ماجد بنفاذ صبر .. " أبد(ن)ماعليك من ذى الناحيه تطمن .. هى اللى بتدلعك وتداريك وأنت علمها على اللى تبي وهى مهى بمخالفتك .." قالت له وهى تضغط على رجله .." يمه .. هذى لخذيتها تبي لها بيت لحالها مثل ما سوت أختها .. وأنا ما أبي اتلته يوم هنا ويوم هناك .." رد عليها ماجد وهو مركز عيونه على وجه أمه .. مرت على بالها صورتها .. وش بيكون موقفها لو درت .. " البيت موجود .. طلع مها وبنتها وحطها معنا وخل القسم الجديد للعروس .." ردت نورة اللى باين عليها مخططه لكل شي .." يمه مهو بوقته ذلحين رمضان ما بقى عليه شي .. اصبري علي شوي .." رد ماجد وهو يتأفف .. " شكلك نسيت وعدك لى يوم ملكتك .." صدت عنه نورة وهى تعبّر .. " لا يا يمه ما نسيته .. بس أنتى تبين راحتى بالعرس ذا صح .. " قرب منها وحب راسها .. " صح .. " ردت عليه وهى مدنقة .. " خلاص خلينى أختار الوقت اللى يناسبنى واعلمس .. " نزل فنجانه الفاضي من زمان و وقف حب راس امه مره ثانية " تبين منى شي فديتس .. "سألها وما انتبه للظل اللى كان واقف ورا الباب واختفى .. " سلامت عمرك جعلنى قبلك .." سلم عليها وطلع وهو عند الباب جاه احساس ان كان فيه أحد واقف .. التفت حوله ما لقى أحد .. صد وراح لموتره يشغله ..

::

::

::


في حجرة روضة .. " اقولس امى بتزّوج ماجد وأنتى تقولين لى متى .. " عصبت روضه وهى تضغط على سماعة التلفون بايدها .. " أنا سمعتها بأذنى .. " قالت وهى تأشر بأصبعها على أذنها .. " ومن غيرها أخت الحيه آموووون .." حطت ايدها على خصرها بتوتر وهى منفعله .. " أقص يمينى أن طلعت غيرها .. من يوم أعرس مجودى وهى تحوم وأختها معها بداعى وبدون داعى .. والا من متى نزل الوصل على اللاه عشان تواجه امى صبح ومسا .. وتوجبها فى كل عزيمه .." ردت وهى تقرص بعيونها .. " بكيفس .. أنا علمتس وأنتى بكيفس .. هذى واشكالها ما وراهم الا المصايب .." .. فتحت عيونها بقوة وهى تسمع الرد من الطرف الثاني " أى اخو يا حسرة بس .. وهذا ينعد أخو .. هذا أخو مرته مهوب أخونا .." .. " زين زين كليتينى .. هذا وأنا المتصلة والمكالمة علي .. خلاااااص .. متى بتجون .." وقفت قدام المنظرة ترتب شعرها .. " زين لا تنسين اللى وصيتس عليه .. سلام(ن) يوصل .. سلمى على العيال ونجول .. يالله مع السلامة .." سكرت جوالها وحطته على الكومدينو .. وطلعت لنوف فى حجرتها عشان تعلمها بأخر الأخبار ..


دفت الباب بسرعه " وجع .. ماتعرفين تدقين الباب مثل المسلمين .." صرخت نوف من الروع عقب ما نقزت وهى قاعده على السرير تصبغ اظافرها .. " زين .. زين يا المسلمة .." طلعت روضه برا ودقت الباب ودخلت " زين كذا دقيناه مثل المسلمين .." دخلت عليها .. " تستخفين دمس أنتى والا وش سالفتس .." سألتها نوف وهى ماسكة فرشاة المناكيير في الهوا قبل تلون اظفرها وهى تصرخ على أختها .. " اووووووه اذا على السالفه سالفتى كبيييييييرة .." وفتحت روضة ايديها على كبرهم .. " الحمدلله والشكر .." دنقت نوف ورجعت تكمل صبغ أظافر رجيلها .. " عندى لس خبر بمليون جنية .." قالت روضه وهى تفرك ايديها ببعض .." أخبارس مثل وجهس ماتسوى حتى عشر ريال .." ردت نوف وهى مهوب مهتمة .. " إلا هالخبر .." ردت روضة وهى تمط شفايفها .. ماردت نوف اللى عارفه ان أختها بتتكلم سواء نشدتها والا مانشدتها .. " دريتى أن أخوس بيعرس .." علمتها روضه بصوت واطي وكأنها خايفه الجدران تسمعهم .. " شفتى أن الخبر مثل وجهس .. اى اخو فيهم يا غبيه .. وكل واحد منهم فى رقبته مره والا نسيتى .." ردت نوف وهى مدنقة تطنز على روضه .. " لا ما نسيت .. بس هذا اخوس حبيب الماما .. مجودى .." ردت روضه وهى ترقص حواجبها .. رفعت نوف راسها لأختها وهى للحين حاقده على ماجد لانه عيا يخليهم يروحون لبنان مع أختها موضي ورجلها .. ".. خله يعرس يمكن يفك عنّا شوي .." ردت عقب ما استوعبت الخبر ورجعت تكمل شغلها .. " يا برودس يا اختى .." علقت روضه يوم ما شافت رد الفعل البارد من أختها .. " وش تبينى اسوي .. اقوم ارقص والا ادور له عروس " ردت عليها نوف وهى مدنقة لاهية .. " لا يا اختى ارتاحى .. العروس موجوده .." ردت روضه وهى تبتسم .. " انتى صادقه والا تمزحين .." سألتها نوف يوم شافتها جاده فى الموضوع .. " لا يا اختى صادقه صادقه .." مدت روضه ايدها تلعب بالمناكيير اللى صافتهم نوف قدامها .. " والله لتموت لو ماجد تزوج عليها .." علقت نوف بهدوء .. " من قصدس مهوى ؟؟.. ماعندها خبر .." ردت روضة وهى ترفع غراش المناكيير قدام عيونها تشوف ألوانهم .. " وأنتى من اللى قالس .." سألتها نوف .. " الماما .. فتحت الموضوع قام ماجد اللى قلفعنى من قدامه بحجة اشيل بنته لكن ما طافت علي الحركة .." ردت روضة وهى تختار لها غرشة .. " وما عرفتى من العروس .." سألتها نوف .. " من غيرها .." دنقت روضه وهى تجرب لون على اظفر رجلها " آمووون أخت اللاه .." ردت وهى تنفخ على اصبعها عشان يجف .. " خيبه .. وأمى ما لقت الا ذى عشان تخطبها له .. قلوّا البنات .."رفعت نوف راسها وهى تفكر .. " أشوف الموضوع جايزن لس .." علقت روضه وهى تكمل صبغ .. " عادى .. وش علي منه تزوج والا قعد .. بس آمووون بتطلع عيونه مثل ما طلعت اللاه عيون محمد .." ردت نوف ورجعت تكمل باقى اظافرها .. " سلامات .." ردت روضه وهى تتمسخر " ليش يا أختى اخوس ماجد مثل أخوس محمد .. فرق السماء عن الارض يا شيخة .." ماردت نوف اللى انشغلت بتنظيف اصبعها من الصبغ اللى تلخبط .. " والله ليمشيها على العجين ما تلخبطوش .." علقت روضه بهدوء وهى مركزة تحط للون على اصبع رجلها الصغير ..


::

::

::


قرّب رمضان وما بقى عليه إلا أسبوعين .. مها اللي تعودت على البرود من صوب ماجد .. صارت ماتلاقى صعوبة تبادله نفس المعاملة وخاصه أنه ما بينهم اى مواقف تجبرهم على الكلام مع بعض .. أكله كله فى بيت أبوه .. ملابسه دايما جاهزة ومكانه مرتب .. والجوري اللى قربت تكمل ثلاث سنين صارت ما تحتاج أذن أمها عشان تروح حجرته .. والا يصيح عليها من بعيد لبغى يطلع معها " ترى الجوري معى .." ويطلع بدون ما ينتظر رد أمها .. اللى كانت توقف فى حجرتها فى الطابق اللى فوق تراقبه وهو يشل بنتها رايح لبيت جدها ..

نامت الجوري ودخلت مها تتسبح .. طلعت ولبست لها بيجامه فتحت الباب تشوف حجرة ماجد .. كان الليت مبند والباب مفتوح مثل ما تركته المغرب .. ماتدرى وش تسوي تنتظره والا ترقد .. له كم يوم تعبان ويشتكى من زكام .. نزلت سوت له دلة شاهى وحطت جنبها ليمونه مقطعه وبندول وحطتها على الطاولة فى حجرته .. كانت الساعه قريب عشر ونص يوم خلصت .. سكرت الباب عليها ورجعت ترقد ..
وعت منزعجه على صوت غريب .. رفعت راسها تشوف بنتها كانت راقده .. غمضت عيونها وفتحتهم تحاول تعرف من وين الصوت جاى .. دورت جوالها فى الظلام وفتحته .. أعماها النور الضعيف لثوانى قبل ما تشوف ان الوقت 2 ونص الفجر .. الصوت للحين يتردد .. خافت يكون فيه أحد فى البيت .. مشت على أطراف رجيلها .. فتحت الباب شوي شوي .. لفت كان باب حجرة ماجد مسكر .. معناه رجع .. قربت من باب حجرته فتحته ودخلت .. شافت على النور اللى دخل من الباب شكل كبير مكوّم على السرير يتحرك بصعوبه ويطلع أصوات غريبه .. " ماجد .." .. قربت منه .. حركت رجله بشويش .. لكنه ما صحى .. كان شكله شكل اللى مخنوق ويدور الهوا .. تنفست بعمق وقربت منه اكثر .. مدت روس اصابعها لصدره توعيه .. أكيد يتحلم .. " ماجد .. قم .. ماجد .." .. حست بحراره جسمه تحت اصابعها .. حطت كفها كله على صدره العرقان .. تروعت .. قربت منه ومدت ايدها لراسه .. كان مولع من السخونه .. كان عرقان ومتضايق وجسمه كله يرتجف .. ويهلوس !!.. هذا اللى فهمته يوم قربت منه .. شعره الرطب اللى كان لاصق على جبهته .. أنفاسه المتقطعه .. دنقت عليه و سحبت اللحاف عنه .. وفى لحطه قعد على حيله وايده تمسك رقبتها .. تروعت من شكله ومن عيونه اللى مركزه عليها بس بدون ما تشوفها .. " ممما ماجد فكنى .. " تكلمت بصوت مخنوق وهى تحط ايدها على ايده تبي تفك اصابعه عن رقبتها .. كانت عيونه حمرا .. ونظرته نظرة اللى ما بعد وعى من نومه .. شوي شوي خف ضغط ايده على رقبتها وفكها .. ابتعدت عنه .. في اللحظه اللى طاح هو وراه على الفراش تعبان .. التفت وراها بتروح الحمام تجيب له ماى تسوي له كمادات .. لفت انتباهها كراتين الحبوب المرميه على طاولة المنظره .. وكيسة دوا من المركز الصحي .. مريض صدق ..!!! قالت فى قلبها ..

كانت تبدل الكمادات على راسه والحرارة ما نزلت .. بدا يضغط على راسه من الوجع .. ويهذى بكلام مهوب مفهوم .. كانت الساعه اربع الا شي .. سمعت صوت الجوري توعت .. بدلت الكماده على راسه وقامت تشوف بنتها .. رجعت لحجره ماجد وتفاجأت أنه قام من فراشه يدورها " وينس .. " تكلم بصوت واطى ومحشرج .. " أنا هنا عوّد لفراشك يا ماجد أنت محموم .. " ما كان قادر يفتح عيونه من الحراره .. " راسي .." صرخ وهو يعض على ضروسه ويضغط على راسه بايديه .. قربت منه بسرعه تسنده قبل يطيح .. كان يحس انه يطيح فى بير ماله قرار .. مد ايده يتمسك بأى شي قدامه .. ضربت كفه المفتوحه بقوة صدر مها اللى صدت وراها من الالم .. تعلقت ايده اللى كانت تزلق فى سلسلتها اللى كانت اضعف من أنها تتحمل ثقل وزنه انقطعت فى ايده اللى نزلت تقطع كل ازرار بيجامتها فى طريقها للأرض ..

كان من المستحيل انها تقدر تسنده .. الفرق بينها وبينه كبير .. ماقدرت الا تنحنى غصب واصابعه تقطع بيجامتها بسرعه رهيبة .. طاحت جنبه على ركبها وهى تضم أطراف البيجاما بيدها .. وهو قدامها لا حول ولاقوة .. بدت تبكى لا شعوريا .. على حالها وحاله .. سحبت الملحف الثقيل من السرير وفرشته جنبه .. وخذت شراشف جديده من الكبت وحطتها عليها .. وقربت منه عشان تسحبه ينام عليه بدل الارض .. فتحت دواه وحاولت تقرا بعيون مليانه دمع .. سندت راسه على صدرها و قربت الماى من شفايفه عقب مادست الحبوب بينهم عشان يشرب .. مسحت الماى اللى انكب على رقبته بطرف بيجامتها .. وقعدت عند راسه تغير له الكمادات .. رحمته مع أنه ما رحمها .. تذكرت الكلام اللى سمعته ذاك اليوم .. وكانت تنتظر تشوفه متى بيفاتحها بالموضوع .. ليالي ما رقدت تفكر .. حياتها من البداية منهارة .. والضغط كبير جسدي ونفسي .. ما أدرى هو وش يبي .. ولا أدرى أنا وش ابى .. كل اللى أعرفه إنى بأموت لو تزوج وحده ثانية .. بأموت .. غمضت بقوة ودموع ساخنه نزلت من عيونها على وجه ماجد اللى يرتجف من المرض في حضنها .. وموب واعي لها .. ضمته لصدرها بقوة بكل الألم اللى تحسه .. وكل العذاب اللى بقربه .. وكل الأحلام اللى مصيرها تموت قبل لا تنولد بينها وبينه ..


::

::

::


صحى يضغط بايديه على راسه .. مسح خشمه بطرف ايده .. فتح عيونه مستغرب المكان اللى هو فيه .. تلفت حوله .. وش اللى صار البارحه .. وش اللى جابنى هنا .. لمس المفرش اللى على الأرض .. قرص عيونه وهو يشوف شي غريب قدامه .. زحف على ركبته لحد ما وصل له ومسكه بين ايديه .. سلسلة وحرف م بالانجليزي .. هذا حق مها .. وش اللى جابه هنا .. بلع ريقه بصعوبه من وجع حلقه .. ومن صورة دارت فى باله .. لقى أزرار مقطوعه .. خذاها فى ايده .. مهوب له .. وش معنى هالاشياء ..؟؟ السلسة فى يمينه واالزرار فى يساره .. وفراشه المعفوس ورقدته على الأرض وثيابه المعفسه .. مستحيل .. غمض عيونه بقوة يحاول يتذكر وش صار البارحه .. أنا لازم أشوفها .. وقف بسرعه وحس بدوره .. تسند على الجدار وطلع .. دخل حجرتها .. كانت نايمه .. قرب منها .. تروع يوم شاف صدرها أثر الاصابع عليه واضح .. اثر اظافره .. دنق ياخذ قميص البيجاما اللى عند باب الحمام .. نفس الازرار اللى لقاها فى حجرته .. ومقطوعه .. صرّ على ضروسه .. يالله .. معقوله .. مستحيل أسوي فيها كذا .. بس لو أتذكر وش صار .. غمض بقوة .. ورجع فتح عيونه بسرعه يوم حس فيها تتحرك .. طلع من الغرفه قبل تحس فيه .. دخل غرفته ورمى كل علب الحبوب الفاضية اللى على طاولة الكمدينو .. دخل الحمام يتسبح وهو يضغط على راسه عشان يتذكر .. دار فى رسه شريط البارحه .. سهرته مع الشباب .. بداية الصداع .. الحبوب اللى خذاها .. رجعته للبيت .. وجع حلقه .. وبعدها رقد ..!!!


::

::

::


صحت مها وراسها صاكها من الوجع على صوت الجوري يوعيها .. قامت وهى مالها خلق .. حطت ايدها على رقبتها من ورا .. وحست بمكان احتكاك البيجاما على جلدها يوم سحبها ماجد .. كان الجلد متورم وتحس فيه مثل المحترق .. سبقتها الجوري وطلعت لحجرة ماجد .. حطت كريم على رقبتها ولبست جلالها عقب ما غيرت ملابسها وطلعت .. شافت ماجد قاعد يلاعب الجوري والتعب باين على وجهه شكله متسبح .. " صباح الخير .." سلمت عليه بهدوء .. " صباح النور .." رفع ماجد عيونه بحذر لمها اللى كانت نظرتها ما تدل على شي غير البرود والبعد .. " تبي فطور .." سألته ببرود .. " حلقى يعورنى عطينى شاهى بس .." دخلت ورفعت الشراشف اللى على الأرض وشلت الصينيه اللى جنبه من البارحه وصدت عنه عشان تنزل للمطبخ .. وش ينتظر عشان يعلمنى .. عقب ما يخطب ؟؟؟ وأنا والجوري .. اللى صارت تشوفه عم وابو وكل شي .. أرجع أحرمها منه .. كانت أفكارها تنعكس فى توتر وضيق على ملامحها اللى تشتغل بشكل آلي فى المطبخ .. سوت له كوب شاهى وسوت حليب لبنتها وكورن فليكس .. وطلعتهم فوق .. حطت له الشاهى والليمون والبندول ونادت بنتها عشان تفطرها برا .. " خليها تفطر عندى .." رد عليها ماجد .. ماردت عليه .. رجعت شلت صينية الفطور وحطتها فى الصاله الصغيرة اللى فوق .. طلع ماجد والجوري برا " وين بتروحين .." سألها وهو يقعد ويحط الجوري جنبه .. " بأنظف الحجرة .. " ردت عليه وهى تشغل التلفزيون .. " خليها واقعدى عندنا .." طلب منها بهدوء .. " هذا فطوركم وأنا مانى بمشتهية أشوف اللى وراى ابرك .." صدت عنه ودخلت هى لحجرته تنظفها

.. بيقولها قدام بنتها .. اللى ما يخاف ربه .. كأنها ما سهرت عليه البارحه وهو تعبان .. سحبت الشرشف بكل قوتها .. باقى بينها وبينه خيط ضعيف .. لو قال لها وقطعه ماعاد لها حياة .. بتموت .. وحياتس معه وش هى غير موت .. على الاقل أشوفه .. وتشوفه الجوري .. لو خذا وحده جديده بيتغير .. ولو .. لو جاه منها عيال .. وش مصير بنتى ..؟؟؟ كانت شفايفها ترتجف وهى تحّرك فى الحجره بعصبية وما حست بماجد اللى كان واقف عند الباب يراقبها ..

::

::

::


صب الكورن فليكس للجوري وقعد يأكلها وهو يشرب الشهى حقه عقب ما حط عليه ليمون ويفكر فى اللى راحت وخلته .. ماتبي تقعد معه ولا تكلمه .. عمره ماشاف هاللوم فى نظرة عيونها ولا الجرح .. حتى يوم تهور وضربها .. ماتبي تقعد معه عقب اللى سواه .. غمض بقوة .. سمع صوت ضجه غريبه فى حجرته .. قام يشوفها .. كانت عصبية فى حركاتها ومبين انها مهى معه .. تسحب الشراشف وتغير المخدات وعقلها مهوب معها .. انتبه لرجفه شفايفها ولتعبيرات وجهها المختلفه .. حس بخوفها وقلقها وألمها بدون ما تتكلم .. وش كثر هالانسانه شفافه وهى ماتدرى .. معقول اللى سويته فيها أثر فيها للدرجه ذي .. بس لو صار شي وهذا اللى أنا شاك فيه فهو من حقي والمفروض ما تزعل .. بس مهوب من حقك تعاملها كحيوان .. هذى بشر .. زوجتك بالنهاية .. تنهد بقوة " مها .." التفتت صوبه بقوة متروعه .. من متى وهو هنا .. نظرة الفزع فى عيونها لامست قلبه غصب .. " وش بلاس .." سألها بهدوء يوم شاف ردة فعلها .. " مابلاي شي .." ردت عليه وهى تصد عنه بسرعه .. " كسرتى الحجرة وأنتى تنظفينها .." قال لها وهو يتابع حركتها .. التفتت حولها تشوف الشراشف اللى على الارض .. بلعت ريقها ودنقت تجمعها .. " اهدى شوي اهدي .." قرب منها ودنق يمسك ايديها اللى كانت بارده .. غمضت بقوة .. بيقول لى اللحين بيقول .. جرها بهدوء للكمدينو وفتح اول درج .. " أنا لقيت ذي .." ورفع بيده اليمين السلسلة حقتها .. سحب جلالها عن راسها ولفها عشان يلبسها اياه .. " كان المشبك مكسور وعدلته .." وخر شعرها عن رقبتها وانتبه للحز الملتهب فيها .. عض شفايفه بقوه وهو يلمسه بطرف اصبعه ويلعن هالحاله اللى وصلوا لها .. شبك السلسله ومسكها من كتوفها وهو ما يشوف وجهها حب راسها وضم ظهرها لصدره وهى مدنقة راسها قدام .. تبكى ..
ماقدر يسألها وش اللى صار عقب اللى شافه .. وهى ما قدرت تسأله متى ناوى يتزوج عليها .. صمت ثقيل كله عتاب وألم وخوف من الجاى سيطر عليهم .. انكسرت اللحظه بدخول الجوري اللى كانت تبي تغير قناة الكرتون .. انسحبت مها من حضن ماجد بهدوء ودنقت تاخذ الشراشف وطلعت ..


::

::

::


وجا رمضان شهر الرحمه والمغفرة والتصافي .. فرصه للغفران والتوبة .. لكن من ينتهزها صح ..؟؟ قبل رمضان بأسبوعين بدت الحركه فى بيت أبو محمد تزيد .. كان من عادة أم محمد تبنى لها خيمة وبما أن الوقت صيف ركبت لها مكيف فيها .. بنوها بين بيت ماجد والبيت العود .. وفصّلت مساند جديده مثل عادتها كل سنه حق رمضان والعيدين .. وتولت مشتريات رمضان هى وروضه .. رجعوا بالسيارة محمله أكل يكفى سنه قدام .. هذا اللى فكرت فيه مها وهى تشوف الطباخ والشغالات ينزلون الأغراض وهى قاعده على عتبة بيتها .. وماجد خذا الجوري يوم راح يشترى الذبايح .. وخلا الدريول يقصبها ويرجعها للبيت .. تنهدت وهى تتذكر بيت ابوها وبساطه العيش هناك .. جاتها الجوري مستانسه وهى تسولف لها عن الغنم والخرفان .. " مسيس بالخير .." سلم عليها ماجد .. كانت معاملته لها تغيرت شوي من عقب مرضه .. وهى .. ماعاد شافت للعناد حاجه غير انه يوجعها أكثر .. سلمّت أمرها لله سبحانه اللى بيدبرها وبيدبر بنتها اليتيمه .. وما انتبهت لنظرة اللوم والحزن القديم فى عيونها .. اللى مهما حاولت تخفيها إلا أنها ظاهرة .. وتباعدها اللى حسه ماجد هالمره غير .. كان فى تباعدها ألم وانكسار ما قدر يفهم وش أسبابه .. مات الفرح في عيونها حتى لما تكلم بنتها اختفت البهجة اللى كان دايم يشوفها وتعزيه عن أشياء كثيرة فقدها فى حياته معها .. ليالي كثيره سمعت صوته يوّن من وجع راسه .. لكن ما تجرأت تدخل عليه عقب اللى صار .. " مساك الله بالنور .." ردت .." شفتى أغراض رمضان .." سألها .. " لا والله مارحت .. أمى نورة عندها .. وهى تحب ترتبها كل سنه .." علقت وهى مدنقة تلعب بأظافرها .. " خير ان شاء الله .. تبين شي والا بأطلع للمجلس .." سألها وهو يراقبها .. " سلامتك .." .. تردد شوي وهو يشوفها ساهمة تشوف قدامها .. " يعورس شي .." .. " لأ .. " ردت عليه بهدوء .. وقفت ونفضت ثيابها ونادت بنتها ودخلت ..

::

::

::


ساره تأقلمت مع أهل رجلها .. وبساطتها وخفة دمها ساعدتها على هالشي .. كانت فى المطبخ ترتب الأغراض مع نورة أخت أحمد .. " شكل رمضان هالسنه غير يا ساره .." قالت نوره وهى تطلع كراتين الجلى من الكيس .. " شمعنى يا اختى .." ردت عليها ساره .. " عشان بيكون أول رمضان لس معنا .." قالت نوره وهى تبتسم .. " وعشان كذا لازم اسوي لكم فوازير بهالمناسبه .." ردت عليها ساره وهى ترقص حواجبها .. " وبطل الفوازير الشيخ أحمد .." علقت نوره .. " وش فيه الشيخ أحمد .." سألهم أحمد اللى دخل المطبخ على غفله .. " أنا ماقلت شي مرتك هى اللى قالت .."رفعت نوره ايديها مثل اللى ما سوى شي وردت وهى تأشر على ساره بعيونها .. " هين يا السوري .. الوعد بعدين .." تحلف أحمد فى مرته وهو يغمز لها عين .. " تتحدى .." ردت ساره بصوت واطى .. " لا فديتس ما أتحدى .." قرب أحمد منها وهو مسوي عمره خايف .. " رياجيل أخر زمن .. " قالت نوره وهى تصد عنهم .. " طبعاً الواحد صار يخاف من مرته .. بنشوف رجلس وش بيسوي لمن أعرستى يا النوري .." رد أحمد على أخته وهو يجر طرف جلالها .. " لا أحد يتدخل بينى وبين رجلي لو سمحتوا .." ردت نوره وهى ترفع اصبعها .. " هذا وأنتى للحين ما أعرستى هذا كلامس .. بنات آخر زمن .." سحب أحمد جلالها بقوه وهو يمزح .. " ايه مثل رياجيل آخر زمن .." ردت ساره وهى تضحك ..


::

::

::


ليلة رمضان .. أول رمضان يمر على مها وهى مرة ماجد .. وعلى ساره العروس اللى ما صار لها شهرين .. كان حدث بكل المقاييس مختلف .. مها الى بالنسبة لها صارت الأيام معدودة على الخبر اللى بيفصل بينها وبين ماجد .. بس فكرت فيها ليش تزعل .؟؟ وحياتها معه أصلاً ميته .. حتى ولوالمفروض ما يتزوج علي .. وليش ان شاء الله .. الواحد لمن تزوج يدور الراحه وهالشي ما وفرتيه له .. ليش تلومينه لو هو فكر والا أمه فكرت تزوجه وحده ثانيه .. تنهدت وهى ترتب حجرة ماجد عقب ما طلع يصلي التراويح .. هو أكثر واحد بنى بينى وبينه حواجز .. وهو أكثر واحد يعرف ليه .. ماقدر يسامح وينسى .. ما أنكر أن علاقته بالجورى ما تفرق عن علاقة اى أب وبنته .. بس علاقته فيني أنا شي مختلف .. شي عمره ما راح يتغير ضغطت على عيونها بإيديها وفتحتهم .. لفت انتباها شي طايح عند راس السرير .. مدت ايدها لقته زرار ثوبه .. فتحت الدرج اللى جنب راسه عشان تحطه فيه لكن لفت انتباهها أوراق وظروف عليها ختم مستشفى وتحاليل حقت مختبرات .. رفعتها لعيونها تحاول تقهم وش المكتوب فيها .. وما انتبهت للزرار اللى طاح من ايدها ...


::؛::


يقولون ..
كل شي ينولد صغير ويكبر إلا الحزن .. ينولد عملاق .. مهول .. يجرف كل شي بطريقه .. وعقبها يصغر .. ويصغر .. حتى يتلاشى .. وهالشي نسبيا مو صحيح .. الحزن لتمكن من قلب ابن آدم ما تركه إلا بموته .. الحزن ما يصغر .. لكن يتخذ اشكال ثانية من الوجع .. يذبل الدمع .. ويتحول الأنين لكمد أسود يملا القلب .. وغصة في العين والحلق .. ما تروح الا بإرادة رب العالمين ..
ويا كثر الأحزان الجاية ..


::؛::


كانت هذى القلوب المحرمة ..
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..
وحتى ألقاكم على خير ..
الله يبعد الحزن والألم عن عيونكم
فى أمان الله ..


أختكم بقايا

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 13-06-09, 05:26 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



::؛::


الحياة اختيارات .. مجموعة طرق نمشى فيها .. يمكن الظروف مرات تجبرنا نختار طريق دون غيره .. لكن الغالب .. دروبنا نمشيها برغبتنا .. وعشان تكون شخص مسؤؤل .. وتمشى حياتك صح .. لازم تتحمل نتيجة اختياراتك سواء نجاح والا خسارة .. تعليق الفشل على الآخرين شي سهل جداً .. ويخفف كثير من قسوة التجربة .. لكن بالنهاية .. خداع النفس مرّ وقاتل .. لأنك ماراح تتقدم فى حياتك أبد .. مثل الطير اللى جناحه مربوط .. مهما طار .. ما يقدر يطير بعيد ..



الجزء الثاني والعشرون



كان أول يوم صيام مُتعب للأعصاب خاصه للى تعودوا على القهوة وما يستغنون عنها .. وهالشي خلا نورة أم محمد عصبية بزياده تصرخ وتنطر الطباخ والشغالات ماحد سلم من شرها .. وكأن الصيام صيام عن الأكل بس ...!!!


دخلت مها الصاله عقب العصر عشان تحط بنتها عند روضه والا عند حد الشغالات وتدخل المطبخ تشرف على الفطور مثل ما تعودت فى بيت أهلها .. لقت روضه قاعده قدام التلفزيون فى الصاله .. " السلام عليكم .." سلمت مها .. " عليكم السلام .." ردت روضة بدون نفس .. " وشفيس .." سألتها مها وهى مدنقه تحط ألعاب الجوري قدامها .. " مافيني شي .. لكن سالفة كل رمضان .. أمى مولعه حريقه فى المطبخ .." ردت روضة بضيق وهى تفر بالريموت .. " ليه وش اللى صاير .." وقفت مها وسألتها .. " يعنى كأنس ما تعرفينها .. ضايقه وبس .. " ردت روضه .. " خير ان شاء الله .. خلى الجوري عندس بأروح اشوفها .." لفت مها جلالها عدل ولبست نقابها .. " تبين نصيحتى لا تروحين .. وأنتى بكيفس .." ردت روضة وهى تنزل عشان تقعد جنب الجوري .. ماردت عليها مها عدلت نقابها وطلعت للمطبخ اللى برا ..


" مساس الخير يمه .." دخلت مها المطبخ وكانت نوره واقفه على راس الطباخ وهو يضرب الهريس .. " مسا النور .." ردت نوره من بين ضروسها .. " الله يعطيس العافيه يمه .. وش موقفس هنا فى الحر .. ادخلى داخل وأنا بأشرف على الفطور .. " قالت لها مها .. " وش موقفنى ؟؟ اللى موقفنى انكن ما منكن فايده لا أنتى ولا حمواتس .. ماغير رقاد لا شغله ولا مشغله .. ماكن وراكن فطور رياجيل فى المجلس .." ردت نوره بصوت عالى لفت انتباه الخدم اللى واقفين .. التفتت مها حولها فى المطبخ .. الشغالات الاربع واقفات ينكبن الأكل فى الحرارات واللى تغسل الاكواب واللى تطلع الصوانى .. والصبيان برا ينقلون الأغراض للمطبخ والطباخ يشتغل بأيديه ورجيله .. استغربت منها وش تبي بعد " يمه هذى شغلتهم يعرفونها من زمان خليهم يسوونها ترى مهوب أول رمضان يمر عليهم وهم عندس .." حاولت مها تلطف الجو .. " وكاد ان ذا بيكون ردس عشان ترجعين ترقدين والا تقعدين عند التلفزون .. عودى داخل أنا بأقعد عندهم .." ردت نوره بضيق .. " ولا لس لوا ما قلت كذا عشان أعوّد ارقد .. أنا اللى بأقعد معس أعاونس .." ردت وهى تدخل المطبخ داخل .. قربت للفرن وكشفت اللى فوقه .. نعمة مالها حد الله لا يعاقبنا بس على الأسراف .. نادت الشغالات ينزلون صفرية الصالونه على الأرض عشان تسوي الثريد .. حطت الخبز الرقاق في الحرارات وبدت تصب عليه الصالونه الحارة وتتأكد أنها تشربت كفايه وعقبه تسكرها عشان ما تبرد .. وتردها وتاخذ غيرها .. وأم محمد وراها ماغير تصارخ على الخدم هذا ورا هذا حتى ماعطتهم فرصه يكملون الشغل اللى قالته لهم أول .. دخل الدريول وخذا صينية حرارات الثريد الكبيرة وطلع صوب المجلس .. نزّلت مها صفرية الشوربة وهى تصبها فى الحرارة سمعت صوت ماجد وراها .. يسلم على أمه .. ما التفتت صوبهم وكملت شغلها .. نادت الشغاله تحط الحرارات فى الصينية الثانية عشان ياخذها الدريول الثاني وعلى طول للمجلس .. قربت تبي تنزل صفرية العيش البرياني من الفرن .. " أنتى خبل .." سمعت صوته وراها .. " وخرى وراس .." أمرها ماجد وهو واقف جنبها .. " لا توصخ ثوبك .." قالت له وهى تعطيه الفوطة عشان الصفرية حاره .. " بسم الله .." وشد على ايديه وشلها وحطها على الأرض .. " لا عاد تنزلين القدور الثقيلة الطباخ موجود عشان كذا .." التفت لها وهو يمسح ايديه بالفوطة .." ان شاء الله .." ردت وهى تحس الخدم كلهم عينهم عليهم .. " الطباخ مهوب فاضي يشل ويحط .. هبابه اللى في ايده .." ردت نورة " ماعليها شر تشلها والا يشلنها الخدامات .." ورجعت تكمل كلامها وعينها على ولدها .. " الله يهديس يا يمه .. مهى بشالتها ولا بشالتها الخدامات .. يشلها ذا الرجّال اللى ضامينه بفلوس .. انفلع صدري وأنا رجال عشان أنزلها من ثقلها .." قط الفوطة من ايده وصرخ على الطباخ .." كبير .. ماتخلى مدام ولا حرمه يشيل هذا أكل .. خلاص سويته حار أنت تنزله تحت على الأرض عشان ينكبون .. سمعت .. " صرخ على الهندي وهو عاقد حواجبه .. " ان شاء الله بابا .." رد الهندى بسرعه وعين على ماجد وعين على أمه .. " قم خلاص بترقد على الهريس .." قالت له نوره .. قام الهندى وتربعت نوره قدام صفرية الضغط حقت الهريس " عطونى المواعين أنكب الهريس ما عاد الا المغرب .. مريم .. هاتى الدهنه من المخزن .." صاحت على الخدامات .. " الله يعينكم .." همس ماجد فى أذن مها وهو يطلع .. التفتت عليه تشوفه باستغراب .. عمره ما علق على تصرفات أمه .. ابتسمت ورجعت تكمل شغلها ..


نكبت مها البريانى فى صحون كبار وغطتها .. نفضت ايديها وقامت جنب عمتها تعاونها .. حطوا باقى أغراض الفطور واللقيمات والفيمتو وشالوها الصبيان للمجلس .. " خلاص يمه ما بقى الا فطورنا بأنكبه وبأجيبه .. قومى أنتى داخل ارتاحى .." قالت لعمتها عقب ماخلصوا .. " الله لا يبارك فيهم من صبيان ما منهم خير .." ردت نوره وهى تقوم بثقل .." يمه وين تبين الفطور فى الخيمة والا الصاله .." نشدتها مها وهى تنكب .. " في الخيمة واخلصن علينا .." ردت نوره وهى تطلع .. تنهدت مها عقب ما طلعت عمتها .. ورجعت تنكب من جديد فطور النسوان .. رفعت نقابها من الحر لأن الهندى ماكان موجود .. وقعدت تجهز الفطور .. " وش تسوين .." فزت مها من سمعت الصوت وتلقائيا نزلت نقابها .. " انكب فطورنا .." كان ماجد قاعد جنبها .." وليه ما ينكبنه الشغالات .. " سألها وهو يدقق في عيونها من ورا النقاب .." تعرف امى نوره لازم توقف على الفطور.. وقلت لها تدخل ذبحها الحر وأنا بأوقف على روسهن .. لين يخلصن .." ردت مها وهى مدنقه .. " خلهم يزيدون فى ملال التمر تراكم ماحطوا الا وحده .. " قال لها ماجد .. " ان شاء الله .." نزلت اللى في ايدها بتقوم .. " قولى لهن ما يحتاج تقومين .." مسك ذراعها وهو يتكلم .. " مريم .. عطينا ملة جديده حق تمر فى الستور .. هاتى 6 .." التفتت على ماجد .. " تكفى .." سألته .. " تكفى .." مد اصبعه يمسح قطرة عرق نزلت جنب عينها وهو يفكر .. أمه تبيه ياخذ آمنه .. تظن أنها يوم بتوقف مكانها فى المطبخ ؟؟.. وبتوصخ أظافرها وايديها وهى تنكب لها الفطور ؟؟.. والا بتحمل الحرّ وريحة الأكل بدل ريحه العطور والطيب .. والا بتحمّلها هى على اللى كل اللى يجي منها من كلام ..؟؟..
ارمشت مها ونزلت عيونها ورجعت تكمل شغلها .. وقف ماجد وطلع بدون اى كلمه ثانيه .. والصبي وراه يشل ملال التمر .. جهزت مها الفطور وقالت للشغالات يشلونه للخيمة .. وسبقتهم بصينية القهوة والشاهى والتمر .. دخلت لقت روضه قاعده مع الجوري يشوفون أم خماس على قناة دبي .. والجوري مستانسه ترقص على الأغنية .. " وش عندكم على ذا الصوت .. " سألتها مها وهى تدخل الخيمه .. " ابد بنت ماجد مستانسه وترقص على ام خماس .." ردت روضه وهى تصفق للجوري .. بنت ماجد .. ضربتها الكلمة فى قلبها مثل المخرز .. تنفست بقوة ودنقت تحط الصينية تحت .. دخلت وراها الشغاله تفرش السماط .. " قصري على الصوت تعرفين امى ماتحب تسمع شي قبل الفطور الا الحديث على قناة قطر .." ردت عليها مها وهى ترفع نقابها وتقعد .. شوي الا دخلت أم محمد .." قصري على التلفزن خلينا نسمع المذن .." صرخت قبل حتى تقعد .. " حاضر يمه .." ردت روضه وهى مبوزة .. " وين أختس .." نشدتها أمها .. " مادرى بها .. " ردت روضه .. " ماوعيتيها .." رجعت تسألها .. " بلى دخلت عليها وقومتها .." .. " السلام عليكم .." دخلت نوف تسلم .. " عليكم السلام .." ردوا عليها .. " شلونس يمه .." .. " بخير الله وش عندس راقده ما قمتى الا المغرب .." سألتها أمها .. " راسي يعورنى .." ردت نوف .. شوي وأذن المذن للمغرب .. وأفطروا الناس بسكينة وهدوء ..


::

::

::


عقب ما أفطرت مها قامت لقسمها عشان تتسبح بسرعه وتلحق صلاة المغرب .. خلت الجورى عند روضة عشان ما تأخرها .. دخلت لقسمها وهى قرفانه من الريحه .. حطت لها قطعة فحم على الضو وطلعت فوق تتسبح .. خلصت وطلعت .. ربطت شعرها بالفوطة عدل وخذت جلال الصلاة وفرشت سجادتها و وقفت تصلي .. خلصت رتبت الحجره ونظفت الحمام .. طلعت الثياب في سلة الغسيل .. ربطت شعرها بشكل سايب بالعضاضه ونزلت للمطبخ .. حطت الملابس فى الغساله على طول .. كافى ريحة المطبخ ملت البيت .. وطفت الضو تحت الفحم .. قربت المدخن وحطت الفحمة فيه التفتت وهى تنفخ عليها تبي تطلع .. " وش تسوين .." فاجأها صوته .. " بسم الله .. " فزت يوم سمعت الصوت .. " بسم الله عليس شبلاس .." قرب منها وهو يضحك على شكلها وهى متروعه .. " روعتنى .. متى دخلت .." سألته .. " من زمان .. يومس تصلين " .. انتبهت انه متسبح وشعره للحين مبلول .. وغترته على ايده .. " زين اصبر تدخن قبل تطلع .." قالت له .. مرت من جنبه بسرعه وطلعت فوق جابت له العود .. ودهن العود ونزلت .. كان قاعد فى الصاله .. " وين الجوري .." سألها .. " عند عمتها .. ما قدرت اجيبها معى وانا لازم اتسبح قبل اصلي عشان ريحة المطبخ .." ردت عليه وهى مدنقة تحط كسرة العود على الجمر .. كانت فرصه يدقق فيها .. بقلابيتها الحرير التفاحية المعرقة بخيوط بنية رقيقة .. وشعرها اللى نازل على ظهرها .. أذنها الصغيرة .. عيونها المكحلة بشكل بسيط .. شفايفها وهى تنفخ على العود .. رقبتها .. السلسلة اللى قطعها ذيك الليله .. " تفضل .." مدت له المدخن .. وقف قدامها وفتح غترته بايديه الثنتين .. ماكان منها الا أنها تقرب هى منه بالمدخن وتحطه بينه وبين غترته وايدها وراه عشان تحمى ثوبه .. بلعت ريقها وهى تشم ريحة عطره .. " بتروحين مكان .." سألها بصوت واطى وهو مغمض .. " لأ .. ليه .." ردت عليه .. " ابد أشوفس لابسه .. " فتح عين وحده وهو يشوفها .. " تدرى .." ردت وهى تنقل المدخن للصوب الثانى " وجبة رمضان وأكيد جماعتنا بيجون يباركون لأمى نوره فيه .. ومهوب عدله أطلع لهم بقلابية المطبخ وريحة الأكل.. " .. " الله يعطيس العافيه .. " قال لها يوم سحبت المدخن وابتعدت عنه مسافه .. " البسي لس شغاب .. " لمس شحمة أذنها بطرف أصبعه وهو يبتسم .. ارتجفت من لمسة ايده .. " ان شاء الله .. " دنقت وهى ترد عليه .. لف عنها عشان يطلع وهى تراقبه .. " ذكرينى بكره أقدم طلب للمكتب عشان أجيب شغاله حق الجوري .." التفت عليها وهو يفتح الباب .. ابتسم لها وطلع .. وقفت والمدخن فى يدها تلمس طرف أذنها اللى لمسه وفي عيونها دمعه رفضت تنزل ..


عقب التراويح .. كانت مها فى الصاله تبخر البيت عقب ما برزت القهوة والفواله والجوري قاعده قدام التلفزيون .. نزلت روضه من فوق وقربت لمها " عطينى فديتس خلنى أتدخن .." .. " عسانى أدخنس عروس قولى آمين .." ردت مها وهى تبتسم .. " آآآآآآممممممممممممممييييييييييين يارب العالمين .." رفعت روضه عيونها للسما وهى ترد .. " والله ماعاد فى وجهس حيا يا رويض .." ضحكت مها .. " يابنتى الطموح مهوب حرام .. مهوي قلابيتس تجنن .." ردت روضه وهى تلمس قماش القلابية والتطريز .. " هذا ذوق السوري فديتها .." دنقت مها وهى ترد تملس القماش الناعم .. " الله يا الأيام .. تدرين من متى ما شفتها من يوم الهدية حقتها يعنى اكثر من شهرين .. ما يسوى علينا عرسها .." رطمت روضه وهى تتذكر .. " ربس يعين وش يسوي الواحد .." حطت مها المدخن على الطاولة ولفت على روضه " حياس تقهوى وذوقي الحلو اللى سويته .." جرتها مها من كم بلوزتها .. " والله ماحد بمخرب رجيمى الا أنتى وحلوياتس .. خفي علينا ياختى ترانا أول يوم رمضان .. وأنا كليت من اللقيمات لين طلع من خشمى .." ضحكت عليها مها .. " ماعليس رمضان أصلا الواحد ما يمتن .." ردت مها وهى تغمز لها .. " هذا أنتى يا جدتى .. أنا ما أصدق أكل جالاكسى واحد يضرب الميزان اربعه كيلو زياده .." .. قعدن يتقهون وشوي ونزلت نوف .. " امى مابعد جات من الصلاة .." سالتها أختها .. " لأ .. اقعدى تقهوى معنا .." ردت عليها مها .. قعدت نوف وهى تطالع مها بشكل غريب وعلى شفايفها ابتسامة مالها معنى .. " وش عندس يا نوف .. شكلس في خاطرس شي .." نشدتها مها وهى تصب لها فنجال قهوة .. التفتت روضه بنظره ضيقه على أختها اللى قاعده تشرب قهوة وشكلها وراها خبر .. كانت فى نظرات روضه تحذير لكن نوف ما التفتت لها .. " أبد سلامتس .. بس كنى سمعت طارى عرس قريب .." ردت نوف وهى تبتسم .. " الله كريم ونفرح فيكن .." ردت مها بابتسامه هادية .. " الله كريم .. " ردت نوف بنظرات المتشمتة وهى تطالع مها .. كانت روضه على أعصابها لا تتهور أختها وتقط كلمة على مها بخصوص عرس اخوها عليها .." الا ماتدرون وش مسلسلات رمضان الزينه ذى السنه .." قطعت السالفه بين نوف وبين مها .. " خافى ربس توس أول يوم رمضان .." ضحكت مها وهى ترد عليها .." ذنبنا فى رقبتهم .. اللى يشوفهم وهم يصبون هالمسلسلات صب يقول التلفزون باقى السنه مسكر .." ردت روضه وهى تمد ايدها لصحن الحلو وتاكل منه .." أنا يمكن أتابع باب الحاره الجزء الجديد .." ردت مها .." هذا صار كنه مسلسل دالاس .. ما يخلص .." علقت روضه وهى تاكل .. " والله انس قديمة .. طلع من حلقس غبار .. دالاس اللى على وطر جدتى تعرفينه .." ردت نوف وهى تمقت على أختها .. " ايه أعرفه يا جدتى وترانى أصغر منس .." ردت روضه وهى تبلع لقمتها .. " مالت .. لا تغصين بس نبتلش فيس " ردت نوف وهى تصد عنها .. " السلام عليكم .." دخلت أم محمد عليهم عقب ما خلصت صلاة التراويح.." عليكم السلام .." ردن عليها.. " الله يعطيس العافيه يمه .. " قالت لها مها .. " الله يعافيس .. ماحد جاكم " نشدتها .. " لا يمه .. بس موضى اتصلت وقالت بتجى عقب الصلاة .. " ردت عليها مها وهى تقرب منها صحن الفواله .. " زين .. " مدت رجيلها وقربت روضه تهمزها .." ماعاد به صحه طاحت رجيلي وأنا اصلي .." قالت نوره .. " الله يواجرس يا يمه ." ردت مها وهى تصب لها فنجال قهوة .. شوى وجاهم نسوان يباركون لأم محمد فى رمضان .. وكانت مها فى الصورة .. قامت بواجبهم .. وروضة معها .. تقهوى وتدخن .. وانشغلوا معاهم ..


مرّ الوقت وماحسوا الا بموضى دخلت عليهم .. اللى من رجعت من لبنان زارتهم بس مره وحده وعقبه انشغلت فى بيتها وفى تجهيز أغراض رمضان وتوها اليوم تمرهم .. دخلت عليهم وفى ايدها أكياس .. وعقب السلام والسوالف " مابغيتى .. وين أغراضي .." قربت روضة تفك الأكياس .." وجع اصبري .. كنس ما شفتى خير .. " ردت عليها موضى وهى تسحب الأكياس من ايدها .. " يمه هذي لس .." خذت أقرب كيس لها ومدته على أمها .. " الله يكثر خيرس ماله داعى يابنتى تكلفين على عمرس .." ردت نوره وهى تفتح الكيس .. " فديتس ماعرفت وش اشترى لس مناك .. فجبت لس نعال وشالات حق البرد عشان الربيع .." لفت وراها ومدت ايدها على اكبر كيسة " اخذى هذى لس يا المشفوحة .." وعطتها روضه .. " وهذى لس يا مها .." مدت لها كيستها وهى تغمز لها بعينها يعنى لا تفتحينها .. " فديتس كان ما كلفتى على عمرس .." ردت مها وهى منحرجه .. " لا كلافه ولا شي .. والله ودي لكم بأكثر من كذا .. ترى شريت للجوري فستان حق العيد مع اكسسواراته نفس حق نجول شوفيه يارب مقاسه زين .. وهذى لس يا نوف " مدت ايدها لاخر كيس لأختها .. فتحن البنات أغراضهن .. ومها حطت الكيس جنبها ما فتحته .. كانت شاريه لهم بلايز حلوة ونعال وشنط ..

ومر الوقت بين سوالف وقهوة لين قربت 11ونص وكانت الجوري راقده من زمان .. أستأذنت مها وقامت عشان تطلع وتخليهن لحالهن .. ونادت الشغاله تشيل الكيس معها وشلت بنتها وطلعت عقب ما سلمت عليهم .. وصلت بيتها غيرت لبنتها الراقده وحطتها فى فراشها .. خذت الكيس وفتحته .. كان فيه فستان للجورى حلو .. من التفتا العسليه وشرايط دانتيل .. معه شنطة صغيرة وتاج للشعر وشباصات .. حطته على جنب .. ولقت بلوزتين حلوات .. وقميصين نوم .. فتحت الاول .. كان بنفسجي بشرايط ستان بيضا .. قصير .. شافت سعره بس ماعرفت تحسبه من الليرة للريال .. نزلته وطلعت الثاني .. كان لونه أصفر .. طويل مزموم تحت الصدر ومشغول شغل خفيف .. وقفت قدام المنظره تشوفه عليها .. " حلو .. " بسرعه نزلت القميص وحطته ورا ظهرها وايديها تنتفض .. وهى تشوف ماجد واقف عند الباب ..


::


::


::


" يمه أنتى ما نسيتى ذا الموضوع .." سألتها موضي بتعب .. " وليه أنساه .. ولدى مهوب ناقص ياخذه له مرمل وقلتها لكم قبل غير ماحد سمع منى .." ردت نوره بصوت ثقيل .. " يمه .. مها بنت حلال والله لو يدور الشرق والغرب ما يحصل مثلها .." قربت منها موضى وهى تحاول تسايسها .. " بنت حلال ما قلنا شي .. بس ما تنفعه .. شوفيه من يوم ماخذاها والهم راكبه .." ردت أمها .. " يمه هذا ماجد من عرفناه .. " .. " ما صدقتى .." علقت أمها وهى تصد عنها .. " لا حول .. هو شكى لس الحال .." نشدتها موضي .. " من غير ما يشكى أدرى به .." ردت نوره بثقه .. " وهو موافق ؟؟ .." سألتها موضي بشك .. " مهوب مخالف(ن) شوري .. تراه ماخالف شور أبوس يوم زوجه بنت أخوه " ردت نوره بغيظ .. " يمه الله يرضى عليس .. ترى الموضوع مهوب عناد والا فرض راي .. ومهوب عشان المسكين يقدركم تسوون فيه كذا .. أبوي من صوب وأنتى من صوب .." ردت موضي بيأس وهى تهز راسها .. " وأنتى وش اللى حارق قلبس .. تراه راضي .." علقت أمها وهى تطالع موضي .." يا أختى اطلعى أنتى من الموضوع وريحي عمرس .. وش عليس من اللى بيتزوج والا بيطلق .." التفتت نوف على موضى تقطع كلامهم وهى تحط الشنطه فى حضنها.. " فال الله ولا فالس .. يا اختى خافى ربس .. تراه ما يضرب بعصا .." ردت روضه اللى حذفت أختها الوسطانيه بعلبة الفاين وهى ضايقه .. " وجع يوجعس .." قالت نوف وهى ترد لها الفاين .. " بس أنتى وهى .." تنهدت موضى بضيق والتفتت صوب أمها تكمل كلامها " يمه .. كنس معزمة وهو موافق شوفي له غير آمنه .. تراها ماتنفعه .." .. " وش فيها ما تنفعه .." ردت نوره وهى ترفع حاجبها .. " يمه ماجد غير محمد .. وتدرين .. " ردت موضي وسكتت ماكملت .. " وآمنه غير لولوة .. أنت بس ريحى ملايكتس .. ومهوب صاير الا الخير " قالت أمها تنهى الموضوع .. " الله يكتب اللى فيه الخير .. كان الواحد كل ماقال هدت أمور ذا العائلة رجعتوا تغثون بعض كنكم تدورون المشاكل من تحت الأرض .." علقت موضي وهى سرحانه .. ماردت عليها أمها اللى ماعجبها كلام موضي .. ولا ردت نوف وروضه اللى انشغلن فى الهواش بينهم وبين بعض على الأغراض ..


::


::


::


كان ماجد واقف قدام الباب وفي ايده أكياس .. كان ارتباك مها قدامه مصدر للرضى مايدرى ليش .. " ما شفتك .." ردت مها بأرتباك .. " واضح .." .. " شكلك ناوى تذبحنى .. ترى ذى ثالث مره تروعنى اليوم .." قالت له وهى تبلع ريقها .. ضحك وما رد عليها شوي وسألها " وش اللى في ايدس .." وهو يأشر براسها لقميص النوم اللى خشته ورا ظهرها .. " ولا شي .." كذبت مها .. " لونه أصفر فقع عينى وتقولين ولا شي ..!!!" علق ماجد بخبث .. " هدية من موضى .." ردت مها وهى تبلع ريقها قدام ماجد " وجابت بعد فستان للجوري عشان العيد .." كملت بسرعه عشان ما ينشدها وش نوع الهديه الصفرا .. التفت ماجد صوب سرير الجوري اللى غارق فى النصف الثانى المظلم من الحجرة .. " الله يكثر خيرها .. تعالى الحجره أبيس .." طلع قدامها وهو يأشر لها براسه تتبعه للحجره .. انتظرت مها لين اختفى من قدامها وخذت القميص الاصفر ودعسته فى الكبت بين أغراضها .. طلعت لها جلال والتفتت تشوف بنتها .. لقت القميص الثانى البنفسجي خذته ودعسته بسرعه جنب اللى قبله مهى بناقصه يشوفه بعد ..


دخلت الحجره وكان ماجد قاعد على طرف السرير .. " تعالى .." أشر لها على السرير جنبه .. قربت وقعدت .. شافت الأكياس اللى كان عليها اسم محل مشهور للعود .." مادرى شلون نسيت اشترى العود حق ابوى ذى السنه .." مها اللى كانت تعرف ان ماجد متعود يشترى العود ودهن العود لأمه وأبوه مخصوص قبل رمضان .. وقبل العيد .. فهمت وش عنه يتكلم .. ومع ذلك ما ردت .. انشغلت تشوف اصابعه وهى تفتح الأكياس .. " هذا لأبوي .. أربع كيلو عود .. وهذا لأمى .. " سكت ودنق وهو ياخذ أخر كيس " وهذا لس .." مده لها وهو يبتسم .. مدت ايدها له وهى مندهشة .. أول مره يجيب لها شي .. فتحت الكيس .. شافت كيسة عود .. وغرشة دهن عود فى علبة .. وغرشة ثانية لونها غامق .. " هذى مخمرية .. يقول الهندى اللى يبيع انها زينه حق الشعر.. شميتها وعجبتنى ريحتها وشريتها .. مادرى هى زينه والا هو لعب علي .." رد ماجد وهو مغضن حواحبه .. فتحتها مها وهى مترددة .. حطت منها على ايدها .. شمتها .. ريحتها حلوة .. كانت سائل لزج غامق وفيه مثل الرمل الناعم .. " هاتيها .." مد ايده لها وخذاها منها .. التفت كله صوبها ومد أيده يسحب جلالها وينزله عن رقبتها .. " كذا يحطونها .." صب على اطراف اصابعه منها ومد ايده ورا اذنها .. وغمر شعرها بالعطر الثقيل .. غمضت مها من حست بلمسته .. وصار حلقها جاف .. مد ايده للجهة الثانية ودخل اطراف اصابعه بالعطر فيها .. " بس .. كذا " قال بصوت هامس .. بلعت مها ريقها وفتحت عيونها .. كانت عيونه حكاية .. " مبارك عليس الشهر .." تغرغرت عيونها بالدمع وهى تتذكر أنها ممكن تنحرم منها قريب .. غمضت ونزلت راسها .." ليه البكا .." سألها .. رفع راسها بايده .. " ولا شي .. بس تذكرت أهلى .." ردت بغصه .. " ولا يهمس .. بكره نفطر عندهم كلنا .. " قال لها وهو يضم راسها لصدره .. خنقتها العبره وهى تشوفه يعاملها بطيبة زايدة .. لازم تتماسك .. " ماتقصر .. " رفعت ايدها تمسح خشمها .. مد ايده يمسح وجهها " خلاص ما ابي أشوف دموعس .. أنا بأطلع لأبوي في المجلس يبينى ضرورى عنده رياجيل .. والا ماكن خليتس لحالس .. تبين شي .." قال لها وأصابعه تمسح عيونها .. " سلامتك .." .. قام وخذا الكيس حق ابوه وطلع .. وهى تطالعه بعيون كلها دمع ..


::

::

::



ثانى يوم رمضان قبل الفطور نزل ماجد ومها والجورى فى بيت ابو ناصر .. وكانت سياره أحمد قدامهم واقفة .. دخل ماجد المجلس ومها وبنتها البيت .. كانت فرحة منيرة بشوفة بناتها كلهم عندها كبيرة .. خاصه عقب ما فضى البيت عليها .. وصارت تحس بوحشة كبيرة .. لجزء من اليوم .. رجعت حياة بيت ابو ناصر لماضي حلو كان يجمعهم مع بعض .. لحظات ضحك وفرح بين الأم وبناتها اللى كانوا يجهزون الفطور .. ويقسمون الصحون بين المجلس والبيت داخل .. جو كانت تغمره السكينة والأطمئنان والفرح البسيط الخالى من أى هموم .. مها اللى لاحظت الحزن في عيون أمها .. واحساس الوحدة اللى كان غريب على ملامح الوجه الحبيب كان قاتل .. متى وشلون كل هذا صار .. التفتت لساره اللى كانت بكل حيوية تسولف لهم عن بيت أهل زوجها وعن طيبتهم معاها .. معقول ما انتبهت للشي هذا .. والا مثل دايما .. تتجاوز كل أزمات الحياة بروح عاليه وبقلب مليان أمل وفرح .. على عكسها هى .. ابتسمت وهى تشوف أمها تضحك على كلام أختها ..


أبو ناصر .. كان مرتاح وهو يشوف رياجيل بناته حوله .. اختيار الله سبحانه وفقه فيه .. عشان يرتاح قلبه .. ويتطمن على بناته بعد عينه .. مروءة وشهامة وطيب اصل ودين .. كان يسمعهم يتهاوشون حوله من الأغلى عنده .. زوج الكبيرة والا زوج الصغيرة .. وكل واحد يعدد الاسباب اللى تخليه أغلى من الثاني .. والجوري فى حضن ماجد مستانسه .. تنهد براحة .. وحمد ربه وشكر فضله اللى أنعم عليه بولدين مهو من صلبه .. بعد ماحرمه الذرية الا من بنتين ملوا عليه حياته سنين وعقبها كل وحده توفقت مع زوج .. وراحت معه تملا حياته وتكمل دورها فى الحياة .. أذن المغرب .. افطروا على تمر وقاموا يصلون وعقبها قعدوا يفطرون سوا .. وعقب الفطور استأذن أحمد وماجد عشان يطلعون .. وقبل لا يطلع ماجد نادى مها .. " لخلصتى دقي علي تلفون عشان أجى أخذس .." وصاها قبل لا يطلع .. " ماله داعى بأروح مع دريول أهلى .." قالت له .. " لأ .. أنا اللي بأجي أخذس .. زين .." حذرها وهو يمسك طرف خشمها بمحبه .. " ان شاء الله .. " ردت وهى تبتسم .. لمس خدها " يالله مع السلامه .." .." فى أمان الله .." ردت عليه وعيونها تتابع طيفه لين اختفى .. " أنتو ماتستحون .. شيبان وعدكم تسوون ذى الحركات .." قالت ساره وهى تطل من ورا الباب .. " شيبان فى عينس .. وش عندس واقفه مثل ابليس عند الباب .." انحرجت مها من أختها وردت عليها بعصبيه عشان ما تضحك .. " انتظر دوري يا جولييت .." ردت ساره وهى تسبل عيونها .. " أنتى قبل العرس مافى وجهس حيا عشان نقول ذلحين انس تستحين .. وخرى وراس .." دخلت مها ودفت أختها من طريقها وهى تكتم ابتسامتها .. " الله يرحم الحال بس .. باروح اشوف روميو السوري وينه .." قالت ساره وهى تطلع جوالها عشان تتصل في رجلها .. " طلع .. شكلس مجننته وما صدق ينزلس عند أهلس .. " قالت مها بشماته .. " أفااا .. يا اختى حرام كسر الخواطر .." ردت ساره بحزن وقطعها صوت جوالها " موتوا بغيظكم .. هذا هو يتصل .." ردت بفرح وهى ترقص حواجبها .. " الله يهنى سعيد بسعيده .." لفت مها عشان تدخل وهى تضحك وخلت أختها برا تكلم رجلها ..


::


::


::


دخلت على أمها فى الصالة .. " راح رجلس .." سألتها أمها .. " ايه فديتس .." .. " وش علومه معس .." نشدتها .. " علوم خير يمه .. الحمدلله .." ابتسمت مها لأمها اللى للحين تحاتيها عقب حوالي نص سنه من زواجها .. نص سنه ..!!! مسرع ما تمر الأيام .. سرحت مها وهى تقهوى أمها .. اللى تسولف لها عن جيرانهم و ولدهم المسجون عشانه دعم هندى ومات .. دخلت عليهم ساره وقطعت حبل أفكار مها .. شوي ودخل عليهم أبوناصر عقب ما تسبح عشان يعلمهم انه بيطلع بيصلي التراويح وعقبها بيروح معزوم على السحور .. قامت له مها تدخنه قبل لا يطلع .. حب راسها بكل حنان الدنيا .. غارت منها ساره وقامت تحضن أبوها وتدف أختها بعيد عنه .. " والله مانتوا ببعيد من رياجيلكم .. كل واحد يقول لى من الاغلى عندك .." ضحك أبو ناصر وهو يعلمهم .. " ماتبي لها كلام يبه .. طبعا أنا وأحمد .." ردت ساره وهى تطلع لسانها لأختها الكبيرة .. " أنتى واختس عينين فى راس .. الله يكبر حظوظكن ويفرح عيونكن بعيالكن .." ضم ابو ناصر بناته لصدره وطلع .. انقبض قلب مها ماتدرى ليه .. تعوذت من الشيطان ورجعت تقعد جنب امها تدخنها ..
قريب الساعه 11 جا أحمد وخذا ساره .. وعقبها بشوي طلعت مها وبنتها مع رجلها .. " عسى استانستوا .. " سألها ماجد وهو يشوف الجوري اللى راقده على حضنها .. " ايه الحمدلله .." ردت مها .. " امى منيره فيها شي .." سألها .." مافيها الا العافيه .. ليه .." استغربت مها سؤاله .. " مادرى والله .. بس مهى بمثل ما أنا خابر .. قلت يمكنها تعبانه والا شي .." حتى هو .. الغريب .. حس بأمها .. وهى التهت بحياتها ومشاكلها .. اللى خذتها بعيد عن الأحساس بأمها وبضيقة صدرها .. لامت نفسها وقررت ماتخلى شي يبعدها عنها مهما كان .. ضمت بنتها لصدرها بدون شعور .. وصلوا للبيت .. انتبه ماجد لسياره واقفة عند باب بيتهم " شكل أمى عندها نسوان .." .. التفتت مها صوب ماكان ماجد يطالع " هذى مهوب سيارة بيت خالتك .." سألته .. " قرص عيونه عشان يشوف عدل " اى والله .. فرصه اسلم عليها وأبارك لها فى رمضان .. بتجين معى .." التفت لها يسألها .. " شوفة عينك .. الجوري راقده وما أقدر أخليها لحالها .. وأنا والله تعبانه والا لها الحق نجيها .." ردت مها .. " أنا كلمت المكتب خلاص والشغاله ان شاء الله بتجى عقب العيد .. يوم قلتس لس ذكرينى وما ذكرتينى .. خلاص أنزلى وأنا بأروح أسلم عليها .." .. " أسوي لك سحور .." سألته .." لا معزومين عند تركي .." .. نزلت مها ونزل ماجد قبلها عشان يشل الجوري الراقده .. نزلهم ماجد ومر على البيت العود يسلم على خالته ومن هناك راح يتسحر عند تركى ..


::


::


::


مرّت ايام .. ومها ما خلت أمها .. أن ما مرتها نص ساعه والا اتصلت فيه مرتين ثلاث فى اليوم تطمن عليها .. كانت الأوضاع بين ماجد ومها عادية .. مها اللى فكرت واجد أنها تغير من حياتها معه .. كان يمنعها شي واحد .. موقفه من الزواج الثاني .. اللى للحين ماتحدد .. كل ما قررت تبدا الخطوة الأولى تذكرت أخر مره وش صار لها يوم جرحها بكلامه .. صدق معاملته لها تغيرت للأحسن .. بس يمكن هذا تمهيد عشان يعلمها أنه بيعرس عليها .. ينكسر قلبها لوصلت للمرحلة هذى من التفكير .. الحنان اللى تحسه فى عيونه وفى لمساته لها .. الشعور بالذنب اللى يظهر مرات بشكل خاطف في نظراته .. كل هالأشياء تخليها ودها تقرب منه وتضمه وتقول له لا .. لا تاخذ غيري .. أنا بس اللى اقدر أعوضك .. وأنت بس اللى تقدر تحتويني ..


لحظات الفرح تجبرنا نتصرف بدون شعور .. وبيأس بعض المرات .. مها اللى حست براحه أكبر فى التعامل بمحبة وحنان مع ماجد .. أدمنت لحظات الود والراحه اللى تجمعهم بعيد عن التوتر والخلافات .. تجرأت أكثر وصارت تمشى قدامه بدون جلال .. بس عشان تحس بشعور غريب من البهجة والخجل لشافت نظراته لها وهى تتبعها .. رجعت تنتظره مثل أول .. تسهر عشان تشوف بسمته لمن رجع ولقاها قاعده فى الصالة تنتظره .. مجهزة الشاهى والكيك .. تسرق من الزمن لحظات لها وله .. تكون فيها بس مها .. ويكون هو فيها حلم ماجد .. اللى ماتحقق لها ..
وهى واقفه قدام المنظرة تشوف وجهها .. تلمسه .. هل معقوله هذى أنا ؟؟ هالانسانه اللى واقفه قدامى تتعدل وتتزين عشان زوج يشوفها مثل أخته .. وناوى يتزوج عليها .. هى أنا ..!!! شافت قميص النوم الوردى اللى لابسته .. كان نص كم .. مشقوق بدانتيل ناعم .. وطويل يغطيها كلها .. هل هذى هى مها اللى توعدت وحلفت انها ماتسامح ولا تنسى .. تغيرت اشياء واستجدت أشياء .. وفيه أشياء ما ماتت رغم الوقت .. والماضي .. وبالنهاية هو زوجى وهذى حياتى .. وأنا استحق فرصة ثانية .. عشان أعوض كل اللى فات .. مستحيل أكون غلطانه .. هو يميل لى .. وأنا أقدر أحول هالميل لحب .. وأكسبه طول العمر زوج لى وأبو مايتعوض لبنتى .. لمست وجهها وهى تبتسم ..


::


::


::


ماجد .. اللى غزا قلبه شعور الذنب واحساس أنه أهان مها قبل يهين نفسه لما حاول ياخذ حقه منها بالقوة .. أو هذا اللى خطر في باله .. واللى زاد هالشعور ألم أنه مهوب قادر يتذكر اللحظات اللى عاش عمره على رجاها .. لحظة لما يقرب منها .. اللى بدأت يوم حضنها على أرض غريبة وفى مكان غريب لما حس انها محتاجته مثل ماهو محتاجها يوم مرض بنتها .. وصارت تتراكم فى صدره .. يوم ورا يوم وليلة ورا ليله .. حبسها كبرياء روح وخوف قلب أنها ترفضه .. وهذا اللى صار .. بعدها انقلب شي في قلبه الى سواد يلتهم كل احساس حسه صوبها .. لكن سبحان الله .. قدرت ترّجع مكانتها فى قلبه مثل أول ولا كأن مر عليها شي .. صارت اللحظات الهادية اللى تجمعها معه غالية .. وصار هو حريص عليها أكثرمنها .. يحاول يتجنب زعلها مثل ما يدرى انها تتجنب زعله وتسعى انها ترضيه .. صارت الراحه اللى توفرها له كل مارجع بالليل جنة فى حياته .. برغم ان علاقتهم ناقصة كزوجين .. إلا انه راضي فيها .. وبيخليها للوقت .. هو الكفيل بس أنه يداوى كل جرح فى النفوس .. مثل ما حاولت أنها تتحرر من قيود واجد في حياتها معاه .. وأبسطها غطا راسها قدامه .. هو بعد صار الماضى بالنسبة له أشباح قديمة ما لها اساس على الواقع .. صار بكل سهولة يقدر يبعدها عنها بنظرة رضا من عيون مها ..
دارت كل هالأفكار فى راسه وهو يدخل مفتاحه فى الباب ويدخل البيت قريب 12 ونص ..
ابتسم وهو يشم ريحة العود .. وريحة خفيفة لعطرها اللى تحبه .. تقول له انها كانت هنا قبل لحظات بس .. طلع فوق .. ومثل ماتعود كانت قاعده قدام التلفزيون تنتظره .. " السلام عليكم .." سلم عليها .. " عليكم السلام يا مرحبا .. " .. " تسحرت .." سالته .. " ايه الحمدلله .. " رد عليها وهو رايح صوب حجرته .. " تعال اقعد تقهوى .." نادته .. " زين خلنيى افصخ ثوبي بس .." دخل حجرته وحط مفاتيحه وجواله على الكومدينو .. وفصخ غترته وثوبه .. دخل غسل وجهه وايديه وتعطر ومشط شعره وطلع لها .. " شأخباركم .." .. " أخبار خير الحمدلله .. " ردت عليه وهى تصب له شاهي .. " شأخبارك .." نشدته بهدوء .. " الحمدلله .. وين الجوري .." سألها وهو يلتفت ورا لحجرتها .. " راقدة .." .. " فديت قلبها .." قعدوا يتقهوون بصمت وهم يتابعون النلفزيون .. " الا باسألك .. أمى نوره متضايقه من شي ؟؟.." سألته .. " لأ .. ليه وش بلاها .." رد عليها وعينه على المسلسل .. " مادرى .. من أمس وهى متغيرة .. حتى روضه مهوب طبيعيه .. ونوف كله تعبانه وقاعده لحالها .." قالت مها .. " ما قالت لس روضة شي ؟؟.." سألها وهو يشوفها بطرف عينه .. "شي ..؟؟ وشو عنه .." سألته وهى تعقد حواجبها .. " خالتى .." رد بكلمه وحده .. " لأ .. وش فيها خالتك .. عسى ماشر .." نزلت بيالتها وانتبهت له .. " خالتى خطبت روضه لولدها فهد .." تجمدت مها لثواني .. كانت كافيه عشان يلاحظ ماجد ردة فعلها وينكمش هو بعد .. " خطب روضة ..؟؟" سألت بصوت مبحوح .. " ايه روضة .. وش فيها .. ناقصة شي عشان ماتعرس .." رد بتوتر.. " لأ .. بس .. نوف .." وسكتت .. " نوف بيجيها نصيبها .. " سكت ودنق يشوف الشاهى .. " يضايقس الموضوع .." سألها .. " وليه يضايقنى .. بالعكس .. روضة بنت حلال وتستاهل كل خير .. و ولد خالتك ماعليه كلام .. الله يوفقهم .." ردت مها وهى تاخذ بيالتها وتشرب .. " للحين ما وافقت .. " .. " ما سألتها ليه .." رفعت راسها له تنتظر جوابه .. " شكلها مهى بمرتاحه للموضوع كله .." رد ماجد وهى يقرص عيونه فى الفراغ اللى قدامه .. " ماتدرى وش الصالح فيه .." ردت مها وهى سرحانه .. " ليه ما تكلمينها وتقنعينها .." .. " أكلم روضه .." .. " ايه .. طبيعي انها تخاف وماتقدر تاخذ القرار لحالها .. كلميها وشوفي وش تقول لس .. " .." يمكن أمى نوره ماتبينى أتدخل .." .. " ماعليس من أمى خليها علي .. أنتى شوفى وش مضايق روضة ومخليها مترددة بس .. " .. " ان شاء الله .." .. مها اللى حست أن الجو تغير .. وماكان هذا اللى تبيه .. لامت نفسها .. والله أنى ملقوفة والا وش لى أجيب طاري أمه اللحين .. وقته عشان نسولف فى أشياء تجيب الهم .. التفتت عليه شافته سرحان حاولت ترجع مزاج ماجد مثل ماكان .. " ودي أشوف مدرسة زينة للجوري .." قالت أول شي خطر على بالها .. " وش مدرسته .. تراها صغيرة .." رد مستغرب .. " ذلحين يدخلون من عمر 3 سنين .. بتستانس أحسن من قعدة البيت .." ردت عليه وهى تبتسم .. " مهى بمشكلة .. نشوف لها مدرسة .." .. قعدت تمسد قماش الروب الحرير على رجيلها بتوتر .. لمحها ماجد من طرف عينه ..


" جديد ..؟؟" سأل عقب لحظات صمت .. " وش الجديد .." سألته .. " قميص النوم .." .. " ايه .." ردت باحراج وهى مدنقه .. وش تقول بعد وثلاث أرباع جهازها للحين جديد .. بتوتر .. دخلت شعرها ورا أذنها .. وحست بالحر .. وهى تلاحظ نظراته لها .. وقلبها يدق بقوة .. " لاتقصين شعرس .." قال بصوت ناعم .. " هاه .." .." شعرس .. لا تقصينه ابد .. لأنى أحبه طويل .." تكلم بصوت واطي وهو يلمس خصلات شعرها .. بلعت ريقها بصعوبة .. " مها .." .. رفعت عيونها له بدون ماترد .. " أبي أكلمس فى موضوع شاغل بالي .. " .. " خير .." .. " تذكرين يوم كنت مريض .." هزت راسها له .. " أبي أعرف .. " تردد شوي " صار شي بينا ؟؟.." سألها وعيونه في عيونها .. يدور الحقيقه .. " شي ..؟؟ شي مثل ايش ..؟؟" ردت وهى مافهمت وش يقصد .. " مثل اللى يصير بين اى زوج وزوجته .. " .. ولع وجه مها من الأحراج وماعرفت وش ترد .. " جاوبيني .." سألها وهو يرفع وجهها عشان يشوفه .. " لا .." ردت بصوت واطى .. " والله .." .. " ايه .. ليه أنت ما تتذكر وش صار .." سألته وهى ترفع عيونها له بتردد .. مارد عليها ضم راسها لصدره وهو يتنهد براحه ويحمد ربه فى قلبه أن الشي اللى كان خايف منه ماصار .. " لا .. ما أتذكر .." رد عليها وهو مغمض ومسند دقنه على راسها .. هى ذابت فى احساس الدفا على صدره .. ودقات قلبه القويه تحت راسها تقول لها وش كثر هى تحبه .. حطت ايدها على صدره فوق قلبه .. كأنها تلتمس منها الأمان والسكينة .. والفرح .. " قولي لى .. وش صار .." همس فوق راسها .. تنهدت وحكت له وش صار فى ذيك الليله يوم تعب .. ويوم شق بيجامتها .. ويوم سهرت عليه وهو مسخّن .. كان ماجد يسمعها وهو مغمض عيونه ويتخيل شكلها .. وريحة عطرها تملا كل خليه فيه .. يحس بكفها الصغيرة على صدره .. هى سكتت من زمان .. بس هو ماكان ناوى يكسر هاللحظة اللى تجمعهم .. ولا دفا قرب هالانسانه اللى سكنت روحه من سنين ..


مها من التعب غفت على صدره .. حس ماجد بانتظام تنفسها وعرف أنها رقدت .. ناداها بهمس بس ماردت عليه .. هزها بشويش .. " هاه .." .. " قومى خلينا نرقد داخل .. " قال بصوت واطى .. " زين .. " وقف ماجد وطفى التلفزيون .. مسكها من يدها ومشوا خطوات صوب غرفة النوم .. ماجد اللى كان خاطره تنام مها بغرفته تضايق يوم شافها دخلت حجرة الجوري ببساطه .. دخل وراها .. وضمها وحب راسها " تصبحين على خير .." تجاوبت معاه بشكل تلقائى .. ما حبّ أنه يضغط عليها أكثر .. طلع لغرفته .. وقرر يتهجد شوي ويدعى ربي أنه ييسر لهم كل خير ..


::


::


::



ومثل هالوقت .. قبله بكم ساعه .. فى حجرة روضه .. اللى كانت تتكلم على الجوال ومتضايقه " يعنى وش أسوي .. " .. " أمى مهى براضيه .. ونوف مطنقرة ومن أمس وهى مسويه حملة بكا لها أول ومالها تالى .. " .. " يا أختى الحمدلله اللى قالت لنا أمى وحنا لحالنا .. لو تشوفين كيف تغير وجهها كنه دخلها شيطان .." .. " الله لا يبارك فيها من خطبة .. ناقصين وجع راس .." .. " ما قلت فيه شي .. بس تعرفين .." .. " داريه .. يعنى وش تبينى أسوي وهذا موقفها غير انى أرفض .." .. " ما عطتنى فرصه أكلمها .. زين انها نزلت اليوم تفطر معنا وعقبها ماعاد شفناها .." .. " والله يا موضي تعبانه وماجد يضغط علي .. مكلمنى يقول الرجال يبي رد وماله داعى التفكير .. " روضة اللى كانت تدور حول نفسها فى الحجرة من التوتر .. " واللى يرحم والديس كلمى أمى وقولى لها انى معيه .. وانى ما أبي العرس ذلحين .. قلت لها وضاقت علي ولعنت خيري .." .. " تقول وش فيه ولد اختى ماتبينه .." .. " خلاص تصرفي أنتى .. يالله اخليس ذلحين .. زين .. لا ما انا بمكلمتها لين تجين .. زين .. يالله تصبحين على خير .. فى امان الكريم .." .. سكرت من أختها وقعدت على طرف السرير تتنهد .. تعبانه من التفكير .. ضغطت على عيونها وقطت الجوال جنبها وطاحت على ظهرها وعيونها ترسم أشكال خياليه على السقف ..

مرت ايام رمضان وقت الفطور مثل كل يوم .. أم محمد تركت تنظيم الفطور لمها .. لكن هالشي ما منعها من التنكيد على الكل .. قبل الفطور كانت مها قاعده على السفره مع بنتها وروضة قاعده جنبها ورابطه راسها اللى كانت تشتكى منه من الظهر .. وأم محمد قاعده على أعصابها .. شوي ودخلت عليهم نوف .. " السلام عليكم .." دنقت على أمها وما عبّرت الباقيين .. " تو الناس كان رقدتى للعشا .." نقدت عليها أمها .. " وش تبينى أقوم اسوي يمه .." ردت نوف بملل .. " قومى قابلي الفطور .." .. " وهالخدم والصبيان وش حاجتهم حاطينهم .." علقت نوف .." مالت على شبابكن .. يوم أنا فى عمرس ابزى فهود وأشتغل في البيت لا خدامه ولا غيره .." .. " يمه واللي يرحم والديس ما أبي محاضرة ..راسي يعورنى ومهوب ناقصه " ردت نوف وهى تقلّب عيونها .. مها ماعلقت ودنقت تأكل بنتها .. وروضه ما طالعت أختها اصلاً .. أذن المغرب وأفطروا .. وكالعاده راحت مها لقسمها وغيرت ثيابها وصلت .. ورجعت عقب صلاة العشاء .. مرت الصاله تشيك عليها وحطت بنتها عند الشغاله وطلعت فوق .. مرت من قدام حجرة روضه وكملت مشى .. وقفت عند بابها .. خذت نفس عميق ودقت الباب .. " نعم .." سمعت الصراخ من داخل .. فتحت الباب ودخلت ..


::


::


::



بعد التراويح .. وفى مجلس أبو محمد .. كان المجلس مليان .. والعيال يقهوون الرياجيل .. شوى وقعد فهد جنب ماجد .. " يا اخى مايسوى علينا .. قل لأبوك يجيب له مقهوى .." .. " وليه المقهوى تراك موجود .." رد ماجد وهم يكتم ضحكته .. " يا اخى تعبت ما يسوى علي .. لا وهذا وأنا قايل باخذ نص رمضان أجازة .. عز الله ما ارتحت شكلى بأكنسلها خير شر .." قال فهد لأخوه بصوت واطى .. " يعنى ذلحين هذرتك ذى كلها عشان وقفت نص ساعه تقهوى .. ترانى قبلك أقهوي سنين .." رد عليه ماجد بصوت جدى .. " ايه وأحالوك ذلحين على التقاعد وأنا مسكت مكانك .. والله العالم الى متى .." ضحك ماجد ومارد عليه .. " ألا أنت ما أنت بناوى تجيب لك عيال يمسكون عقبي القهوة .." انعصر قلب ماجد من كلمة أخوه اللى قطها عليه وهو مايدرى .. " عيالي مهوب ماسكين القهوة .. وبتمسكها أنت وعقبك عيالك .." رد ماجد عليه عشان يرفع ضغطه .. " الا على طارى العرس .. صحيح بتاخذ الثانية .. " سأل فهد أخوه بهمس .. قرّص ماجد عيونه فى أخوه " لا تخايلنى كذا .. معناه العلم صحيح .. يا أخى ارحمنا .. توك معرس مالك سنه وتبي تثني .. خل الدور لى .." .. " قم قهوى العرب قم .. ماعندك الا ذا الكلام الفاضي .." نزره ماجد بعصبيه .. " لاتدف زين .. بأقوم بأقوم ..لكن ترى مافيه عرس الا عقب ما اعرس أنا .. " قام فهد وهو مايدري أنه فتح فى قلب أخوه جرح جديد ..


::


::


::


" السلام عليكم .." سلمت مها .. " عليكم السلام .." ردت نوف من بين ضروسها ورجعت تبحلق في شاشة اللاب توب حقها .. " صليتى .." سألتها مها وهى للحين واقفه عند الباب .. " وأنتى وكيل علي ..؟؟" ردت نوف وهى ترفع حواجبها مستغربه .. " لا والله .. بس قلت أنشدس يمكن نسيتى وأنتى قاعده على النت .." ردت مها بهدوء وماخلت أسلوب نوف البارد يأثر عليها .. " لا ما نسيت .." ردت نوف ونزلت شاشة اللاب وهى تكمل كلامها " نعم .. فيه شي .." سألتها بضيق .. " بغيت أتكلم معس فى موضوع .." قالت مها .. " وش موضوعه ..؟؟ ما أخبر بينى وبينس مواضيع .." ردت نوف وهى تمط شفايفها .. " لأ فيه .. ومواضيع قديمة بعد .. " ردت مها بثقة .. قرصت نوف عيونها فيها " وش عندس .." سألتها بضيق .. " ممكن أقعد قبل ما أتكلم .. " سألتها مها .. " تفضلي .. " ردت نوف من ورا خاطرها .. دخلت مها وسكرت الباب وراها بكل هدوء وقربت منها وقعدت على طرف السرير .. " شوفى يا نوف .. أنا قبل أكون مرة أخوس بنت عمس .. يعنى دمنا واحد .. وتعرفين مكانتس عندى .." سكتت مها تشوف تأثير كلماتها قبل تكمل .. " وبعدين .." قالت نوف بملل .. " يعنى بكلمتين .. أمرس يهمنى .. " سكتت مها تنتظر تعليق نوف ولما شافتها ساكته كملت كلامها " أبي أسألس سؤال .. عاجبس وضعس .." .. " أى وضع بعد .." نشدتها نوف .. " اللى أنت فيه .. عزلتس عن أهلس .. قعادس طول الوقت لحالس .. نفسيتس التعبانه من كل شي ومن أى شي .. معاملتس الجارحه لى بدون سبب .. ليه يا نوف .. ليه تسوين بعمرس كذا .." تكلمت مها بحرقه قلب .. " وأنا شكيت لس الحال ..؟؟" توترت نوف من كلامها .. " مهوب لازم تشتكين عشان أحس فيس .." انقبض وجه نوف للحظات .. دنقت وماردت .. " نسيتى .. ترانى مها .. اللى كانت لس أقرب حتى من خواتس .. أعرف وش اللى مضايقس قبل لا تقولين .. وش اللى تفكرين فيه .. ليه يا نوف تغيريتي .." سألتها بصوت واطي .. " ماتغيرت .. كنا بزران ولا نفهم .. " بررت نوف .. " واللى أنتى فيه ذلحين تسمينه فهم والا كبر سن ..؟" سألتها مها بشك وهى ترفع حاجبها .. " ذلحين أنتى وش تبين بالضبط ..؟؟" تنرفزت نوف وسألتها بتوتر .. " أبيس تفهمين وتصحين من الوهم اللى أنتى فيه .." ردت مها بصوت حاد .. " أى وهم أنتى بعد .." رفعت نوف حواجبها .. " نوف .. أنتى كرهتينى وأنا مالى ذنب .. وقلبتى حياتى فوق تحت حتى عقب ما تزوجت أخوس ومع ذلك .. سكت وما تكلمت .. ناويه تكررين القصة نفسها مع روضة ..؟؟ " وقفت نوف وهى تنتفض " وش قصدس .." سألتها بصوت قاسي وشفايفها ترتجف .. " أنتى فاهمه قصدي عدل .. يا نوف .. ماحد ياخذ الا المكتوب له .. وهالأنسان مهوب مكتوب لس .. لا تضيعين حياتس وحياة أختس وتخسرينها عشان وهم .." ردت عليها مها وهى تطالعها واقفه قدامها تنتفض وعيونها مليانه دموع .. " أنتى اللى خليتيه وهم .. لو ما وقفتى فى طريقي كان خذانى من زمان .." ردت نوف وهى ترتجف .. " وقفت فى طريقس ؟؟ " وقفت مها تكلمها " اللى يسمعس يقول انى مسكته من ايده وغصبته يخطبنى .. والا ربطت عيونه عشان ما يشوفس ومنعته عنس .." قربت منها " يا نوف هذا ولد خالتس .. يعنى أقرب لس منى .. أمه خالتس .. لو يبيس ما منعه عنس شي .. لا أنا ولا ألف غيري .." صدت عنها نوف بعصبية " وش تبين منى ذلحين .." عطتها ظهرها وهى تكلمها .. " أبيس تهدين وتفكرين عدل .. وقبل هذا وذاك يكون عندس ايمان أن الله ما يظلم عبيده .. وماحد ياخذ غير المكتوب له وتكون عندس ثقه فى أن الخيره فيما اختاره الله .. لا تخسرين أكثر مما خسرتى ترى مابقى فى العمر شي .. والنفوس ما تتحمل ظلم أكثر من اللحين " حست أن الكلام فى الموضوع هذا انتهى .. وحالتها ما تحتمل نقاش أكثر من كذا .. لفت عنها عشان تطلع .. وقبل ما تفتح الباب التفتت عليها " كرهتينى وأنا بنت عمس عشان موضوع خطبة ماتم .. مستعده تكرهين روضة .. أختس .. عشان هالشي بعد ..؟؟" نوف .. ماردت عليها .. مها اللى شافت ظهرها يرتجف وهى تحبس دموعها .. تنهدت وطلعت سكرت الباب وراها بهدوء .. وايدها ترتجف .. وهى تدعى في قلبها أن الله يهديها لنفسها ..
مرت على حجرة روضه اللى كانت على سجادتها تقرا قرآن .. حست فيها يوم دخلت .. سكرت المصحف ولفت عليها " أهلين مهوي .. وش عندس مشرفه البيت فوق .." .. " أبد خلصت صلاتى وجيت أشوفكم ..



::


::


::


خلصتى .."سألتها .. " ايه الحمدلله .. " قامت تطوى سجادتها وجلالها وتحطهم مع المصحف على السرير .. "روضه .. " .. " خير .." .. " ودى أكلمس بموضوع .. " .. " قولى .." ردت عليها وهى تفك شعرها قدام المنظره وتربطه مره ثانيه بالعضاضه .. " أنتى ليه ماتبين ولد خالتس ؟؟.." .. تجمدت ايدين روضه وهى ترتب قذلتها دنقت للحظات " من اللى قالس .." .. " مهوب مهم اللى قال لي .. أنا أشوفس مثل ما اشوف ساره .. وتهمنى مصلحتس .. واللى نعرفه كلنا أن فهد رجال ونعم .. وياحظها اللى بتكون مرته " .. لفت عليها روضه وعيونها كلها حزن " دامه مثل ماتقولين .. ليش ماخذيتيه يوم خطبس .." سألتها .. " لسبب بسيط .. أنه مهوب نصيبي .." ردت مها وهى تبتسم بهدوء .. لفت روضه ومشت عشان تقعد على طرف السرير " والله ما أدرى .. الوضع صعب .." قالت وهى تلعب بأصابعها .. " أنتى عندس اعتراض على الرجّال .." سألتها مها وهى واقفه قدامها .. " لأ .. لكن .." سكتت روضة بيأس .. " قصدس عشان أختس .." قطعتها مها بسرعه .. رفعت روضه عيونها متفاجئه " شدراس .. " سألتها مثل اللى انكشف له سر مايبي الناس تدري به .. " أدرى .." قعدت مها جنبها وكملت كلامها " صلي استخاره وشوفى ربي وش كاتب لس .. أنتى انسانه مؤمنه .. ولو هو من نصيبس لو يوقفون الخلق كلهم ضده ما منعوه .. وأختس الله يهديها لنفسها .. أنتى مالس ذنب .. ولو رفضتيه عشانها يمكن ما ياخذها .. غير أن رفضس بيكسر قلوب واجد حولس وأولهم خالتس .. وأمّس " نصحتها مها بهدوء وهى ماسكه كفها بين ايديها .. " الله يكتب اللى فيه الخير .." ردت روضه .. " يالله ننزل تحت .. يمكن أمى نوره جات .." قالت لها مها وهى تبتسم لها .. " مشينا .." ..


نزلن تحت وقعدن فى الصاله يتقهون .. شوي ودخلت عليهن لولوة وأختها .. وبعد السلام والتحفى قلطوهن للخيمه .. " شلونس يا أم راشد .." سألتها مها .. " بخير الله يسلمج .." ردت لولوة .. " مبارك عليكم رمضان .. عاش من شافس ماعاد مريتينا .. " قالت لها مها وهى تمد لها فنجال قهوة .. " الله يبارك بعمرج .. ترى مرينا على أم محمد ثانى أيام الصيام نبارك لها وما لقيناج .." ردت اللاه وهى تلوى اثمها .. " صادقه .. رحت أفطر عند أهلى .. " ردت عليها مها .. " ايه .. عيل ما قال لج مايد أنه شافنا عندهم .." ردت اللاه وهى تبتسم وتشوف أختها من طرف عينها .. " والله مافيه مناسبه تجيب الكلام عنكم عشان يقول لى أنه شافكم .." ردت عليها مها بهدوء .. وهى مستغربه ليش ماحد جاب لها طارى أن لولوه وأختها كانوا هنا .. لا رجلها ولا عمتها وبناتها ..


" عيل أم محمد وينها .." التفتت اللاه تسأل روضه .. " راحت تصلي لكن أمداهم خلصوا .. " زين .. بننطرها نسلم عليها .." ردت اللاه وهى ترتاح فى قعدتها وتبتسم .. رفعت روضه عيونها ولقت مها تطالعها بشكل غريب .. تضايقت وقربت دلة الشاهى عشان تقهويهن .. كان وجود اللاه وأختها يشكل ضغط كبير على مها اللى حاولت ماتبين هالشئ على قد ما تقدر .. شوى ودخلت عليهم أم محمد اللى استانست يوم شافتهن .. ومها تستغرب من محبتها لهن على كثر ماكنت تدعى على اللاه يوم تشوفها تمشى ولدها على كيفها .. انحصرت السوالف بين أم محمد ومرت ولدها الكبير اللى كلامهم كان أقرب للهمس .. وبين روضه وبين آمنه اللى كانوا يتكلمون عن الأسواق والملابس والمكياج .. وكانت مها تتابع الكلام بهدوء وهى تراقب القاعدين .. شوي وسمعت صوت برا " يا عرب .." صوت رجّال يستأذن عشان يدخل .. " ادخل فديتك ماهنا غريب .." ردت أم محمد وهى مستانسه .. مها تعلقت عيونها بالباب وماعاد سمعت الا دقات قلبها تدوى فى راسها .. دخل عليهم .. ورجع وراه شوى يوم شاف نسوان .. " ماقلتى لى يمه عندكم أجناب .." قال ماجد من ورا الباب .. " تعال يبه مابه الا لولوة مرة أخوك .." نادته أمه عشان يدخل .. دخل وهو مدنق شوي " السلام عليكم .." .." عليكم السلام والرحمة .. " ردوا الموجودين عليه .. دخل ودنق على أمه يمسيها بالخير .. رجع وراه وقعد جنبها وسلم على اللاه " شحالس يا أم راشد .. وشلون العيال .." .. " بخير ربي يسلمك .. شلونك يامايد .." ردت عليها وهى مغطيه وجهها بشيله خفيفه .. بخير ربي يسلمس .." .. " شحالس يا بنت عبد الرحمن .." سأل آمنه بدون ما يلتفت عليها اللى كانت قاعده قدامه وماخذه راحتها .. " بخير الله يسلمك .. شلونك أنت .. " .. " الله يعافيس .." .. وقفت مها تقهوى ماجد وهى تحس قلبها يتقطع .. وأم محمد تسحبه للسوالف مع اللاه وأختها .. " مها قهوي لولوة وآمنه .." قالت أم محمد بصوت واضح .. مها اللى استغربت الطلب قامت وهى ترد بكلمة وحده " ان شاء الله .." .. شلون يتقهون قدام رجّال غريب ؟؟.. أصلاً ليه تستغرب وهى تشوف وحده منزله غشوه شيفون على وجهها بلفيت متغطيه والثانية شيلتها كاشفه نص شعرها .. وقاعدين قدام رجّال مهوب محرم لهن وكنه العيد .. يعنى جا العيب على فنجال قهوة ..!!!


بدت مها بأم محمد وصبت لها .. وعقبه خذت فنجال ماجد وهى مهى بقادره تحط عينها في عينه .. صبت على اللاه وأختها .. وقامت روضة وراها تمد لهم صينية الحلو .. " من اللى مسوي الحلو .." رفع ماجد راسه يسأل روضه .." .. " هذى مها .. " ردت وهى تغمز بعينها وتضحك .. " الحلو ما يجيب الا الحلو .. " رد ماجد وهو ياخذ قطعه ثانية .. " غير مهنا تعب .. الكتب واجد تعلم اللى ما يتعلم .." ردت أم محمد بنكد .. " ولو .. شغل أم الجورى غير .. " رد ماجد وهو يبتسم لمها وملاحظ توترها .. قعدت مها فى مكانها ورفعت راسها وجات عينها فى عين آمنه اللى كانت تبتسم لها من ورا ضروسها .. " يالله ارخصوا لى .." أستأذن ماجد عشان يطلع " وين يبه تو الناس .. " ردت أمه .. " بأمر المجلس يمه وعقبه بأطلع معزوم على السحور .." رد ماجد وهو يدنق يحب راسها .. " زين فديتك ماتوصل لولوة معك .." سألته .. تجمد ماجد " تامر أمر أم راشد .. بس وين الدريول .." سأل أمه .. " طرشته فى حاجه وبيتأخر .. ودريولهم مهوب هنا" .. " خير ان شاء الله .. زين أنا بأطلع للمجلس لمن خلصتوا دقوا علي .. " قال ماجد .. " خالصين فديتك .. اصبر بس دقايق .." أمه اصرت ما يطلع الا وهم معه .. قعد ماجد جنب روضه اللى التفتت على أخوها وهى متضايقه من تصرف أمها .. مها اللى كان لونها مخطوف .. حاولت تخفى رجفه ايديها ورا دلة القهوة اللى كانت ماسكتها بقوة لين ابيضت مفاصل أصابعها .. وتحاول ترسم على وجهها ابتسامه .. جابت الشغاله المدخن .. ودخنتهم أم محمد وطلعوا قدام عيون مها .. تبعتهم مها وروضة لين الباب الخارجي .. شافتهم مها وهم يركبون مع ماجد .. آمنه ركبت معه قدام .. التفت صوبها وقال لها شي وضحكت .. شغل الموتر وحرّك .. وراه طار قلب مها اللى وقفت على الباب تشوف خياله لين غاب .. في عينها دمعة قهر .. وفى قلبها نار .. فكرت أنها خمدت لكن كان الجمر صاحي تحت الرماد ..
كل الأحلام واياه رماد ..
كل الأمانى معه رماد ..



::؛::


مهما نعيش .. ونخطط .. مفاجأت الحياة كثيرة .. وعوائق الدروب أكثر .. ياترى .. هل راح نطير بعيد .. والا راح نظل فى نفس المكان نبكى ..الرماد ثقيل .. وكاتم للأنفاس .. لكن نسمة هو كفيله أنها توديه بعيد ..


::؛::




كان هذا بارت طويل من القلوب المحرمة ..
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..
وانتظرونى ان شاء الله بعد اسبوعين ..

أترككم فى رعاية الرحمن ..


بقايا



 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 01-08-09, 09:54 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


::؛::


كثير ما تصدمنا ظروف الحياة لما تجبرنا على اختيارات ما نبيها .. اختيارات تتحدد فيها مصايرنا ومصاير ناس تتعلق فينا .. اختيارات قد ننجبر فيها على خوض تجارب جديدة .. وبغض النظر عن نتيجتها راح تكون تجربة وتفيدنا فى ايامنا الجاية .. كل يوم بحد ذاته تجربة فيها الزين وفيها الشين .. فيها دروس والشاطر فينا اللى يتعلم منها بأقل خساير ممكنة .. ياترى .. كم منا قدر يتعلم من أمسه عشان يومه وعشان بكره ..؟؟


::؛::

الفصل الثالث والعشرون






وقفت مكانها تطالعهم ماتدرى وش كثر .. كان احساس بالفراغ يملا مسامات جسمها .. تنهدت بألم ولفت تدخل داخل البيت وفي قلبها ثقل الجبال .. سمعت صوت روضة عالى مع أمها .. شكلهم يتهاوشون .. مها كان اللى فيها كافيها وماكن لها خاطر تسمع شي .. دخلت خذت بنتها الراقده عشان تروح لبيتها ..

وهى تمر فى الصاله غارقه فى أفكارها سمعت صوت .. " وين بتروحين .." كانت أم محمد واقفة عند باب الصاله الداخلى .. " بأدخل أخذ الجوري وبأروح بيتى يمه .. تبين شي .." التفتت عليها مها بدون تعبير وهى ترد عليها بصوت بارد .. " لأ .." صدت عنها أم محمد ومشت .. طلعت روضه يوم سمعت صوت مها مع أمها برا " مهوي .." نادتها بصوت مرتجف " فديتس لا تزعلين .." قالت لها .. التفتت مها على روضه بهدوء " ليه .. وفيه شي يخلينى أزعل ..؟؟" سألتها مها وهى ترفع حاجبها .. " مهوي .." قربت منها روضه ومسكت ذراعها " تعرفين أمى .. بعض المرات تصرفاتها ترفع الضغط .. بس صدقينى هى ماتقصد .." حاولت تبرر تصرف أمها .. " صحيح ..؟؟ " نزلت مها نظرتها تشوف ايد روضه اللى على ذراعها .. رجعت رفعت راسها لها وكملت كلامها " فيه ناس واجد يسوون اشياء على قولتس .. مايقصدونها .." سحبت مها ذراعها بهدوء من ايدين روضه .. " وش قصدس .. " وقفت روضه مكانها مستغربه رد مها .. " قصدي واضح .. " لفت عنها مها وخذت بنتها وطلعت لبيتها بسكات ..

::

::

::


دخلت حطت بنتها فى فراشها .. وكأن هالشي كان مفتاح الدمع اللى نزل بدون حساب .. بدون صوت .. شهقات بس تقطع القلب .. وش اللى باقي ما سويته .. طلعت برا حجرة بنتها عشان ما توعيها .. كانت تدور فى المكان .. دخلت حجرته .. بقايا وجوده فى حياتها .. احترام واحترمته .. غلا وأغليته .. وحفظ وحفظته فى نفسي وفي ماله .. وش اللي باقي ما سويته .. أزعل .. أخلى البيت له .. التفتت صوب الدرج اللى جنب السرير .. الدرج اللى فيه قرار موتها وحياتها .. قربت منه .. فتحته .. كانت نفس الأوراق تنتظرها .. مدت لها ايد مرتجفه .. رفعتها .. نفس الكلام اللى قرته أول مره .. طبعاً نفس الكلام .. وش متوقعه يعنى .. الدموع بتغير المكتوب .. والا الحذر يمنع القدر ..!!!!

غمضت وهى تعض شفايفها بقوة .. صعب القرار .. وش تسوي ..؟؟ تتخلى عنه ..؟؟ يمكن .. يمكن لو ماكانت تدرى كان يمكن تتخلى عنه وتتركه .. لكن اللحين ؟؟ تتخلى عن حياة توها تبتدى معه .. تتخلى عن وقت وأيام تجمعها معه طالت والا قصرت بيجيها يوم وبتنتهي .. تتخلى عن حق جاها بالصدفه ولو كان متأخر .. لكنه يبقى حق لها كان ضايع واليوم دل الطريق لها ..


أبيك الجاي من عمري, أنا مابيك شيء وراح
ما دامك أجمل وآخر, ما دامك أول أحبابي
أبي أرتاح ياعمري أنا أدري هم تبي ترتاح
تعال وقبل ما أفرح, ترى تفرح بك ثيابي
أحبك يابعد عمر الحزن والجرح والأفراح
أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي



أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي .. تنهدت من أقصى جوفها .. ومن حرّ ما تحس .. ردت كل شي مكانه .. مسحت عيونها .. وخذت جلال صلاتها .. هذا الشي الوحيد اللى ممكن يطفي النار اللى فى صدرها .. توجهت للجبار .. الوحيد اللى يجبر قلوب الصابرين .. والمظلومين .. توجهت له بكل احساس فيها وكل ضعف ما يلمسه الا سبحانه .. وقفت بين ايديه عبد ضعيف .. وقلب محتاج .. وروح مظلومة تنتظر الفرج ..

::

::

::


قريب الساعه 1 ونص دخل ماجد .. مها اللى غسلت عيونها بماى بارد عشان مايبين الحمار اللى فيها ولا الانتفاخ عقب البكا اللى بكته .." صباح الخير " قالها بصوت واطي .. " صباح النور .." ردت عليها بسكون غريب .. " للحين واعيه .." سألها .. " أنتظرك .." رفعت عيونها له بكل هدوء .. " جزاس الله خير .. تعالى داخل تعبان مافيني حيل أسهر ولا أشوف تلفزيون .." قال لها وهو يمشى ويتعداها لحجرته .. " معناه ترقد وترتاح أحسن لك .." وقفت تطفى التلفزيون .. " وش بلاس .. " سألها مستغرب برودها .. " مابلاي شي .." ردت عليه وهى تشبك اصابعها فى بعض .. " زين تعالى داخل أبيس .." ومشى قدامها متوقع أنها تلحقه .. تنهدت بتعب وتبعته .. " يا شينس وأنتى مبرطمه .." قال لها وهو يشوفها بطرف عينه يوم دخلت .. فصخ غترته وثوبه وتمدد على طرف السرير .. " مهوى .. تعالى همزى راسي تعبان والله .." غمض عيونه ينتظرها .. سمع صوت خطواتها .. حس بلمسات أطراف أصابعها على راسه وابتسم فى داخله .. تنهد براحه " قولى لى وش مضايقس .." سألها بصوت مهتم .. وانتبه لتوتر أصابعها على فروة راسه .. " قلت لك مافيني شي .." ردت عليه وهى تهمزه .. سحب كفها اليمين لشفايفه وحبها ومسكه بايده .. " تحلفين انس ما فيس شي .." حركته الحنونه بعثت الحزن فى قلبها سيول ما تنتهى .. " متضايقه شوي .." ردت بصوت حزين .. " وش اللى مضايقس .." سألها وهو يداعب كفها بطرف ابهامه .. " أشياء واجد .." كان صعب تبوح .. وصعب تشتكى .. وصعب أنه هو بالذات يسمع .. " ما وراى أهم منس .. علمينى .." رد عليها بصوت هادى وايدها للحين فى كفه .. " تشوف اللي سويته اليوم يجوز ..؟؟" سألته بشكل مباشر.. تنهد فى داخله .. وصلنا مربط الفرس قال لنفسه .. " وش اللي سويته .. "سألها وهو مسوي روحه مايفهم .. فتح عيونه وهو يشوف وجهها فوق راسه بالمقلوب .. " يومك توصل نسوان مهوب محارم لك .. " واجهت نظراته المستغربة بقوة .. قبل يرد عليها .. سحب ايدها الثانية له ومسكهم الثنتين بكف واحد وضمهم على صدره .. " يعنى وش تبينى اسوي .. هذى مرت أخوى وأختها .. وأمى أحرجتنى قدامهم .. أقول لها لا مانى بموصلها .. والا أقول لمرة اخوى اركبى وأختس ما تركب ..؟؟ " تعمد يحرجها برده .. " بس هذا مهوب معناه تركبها جنبك .." رجعت مها تتهمه .. " يعنى وش رايس .. يركبن ورا كلهن وأنا قدام اسوق كنى دريول أبوهن ..؟؟ "رفع راسه شوي يطالعها .. رجع رد راسه لحضنها وغمض " والله ما ودى لا أوصلها ولا أجيبها شوفينى حلفت .. لكن غصب عنى .. بعدين كافى انهن ما يتغشن وهذا أكره ماعندى .. تدرين .. يوم ركبت جنبي آمنه قلت لها تغشى الله يرحم والديس ما ودى أحد يشوف معى نسوان مهوب متغشيات .. ضحكت تحسب انى أمزح معها .. يالله يالله نزلت شيلتها على وجهها .. وكنها بتستر شي بعد .. " تأفف ورجع يكمل " يالله بستر الدنيا والآخرة بس .." سحبت ايدها اليسار من ايده ورجعت تهمز راسه .. وهى تحس بهدوء ممزوج بخوف ماتدري ليه .. وما قدرت تحكم .. هل تصرفها صح والا غلط .. اللى تعرفه أنه مريض وتعرف أن كل لحظه معه ما تتعوض.. وكل دقيقه تروح بالزعل ما ترجع .. وكل ذكرى معه مصيرها تنتهى .. وتعرف قبل هذا كله أنها تحبه ..
انتظم تنفسه فى حضنها .. ولانت ملامح ذاك الوجه الحبيب .. وسحبت ايدها اليمين من على صدره .. لمست مكان ما حبها ولثمتها .. ليتك تدرى بغلاك فى قلبي .. كرهت أنها تغير جلستها وتزعجه .. لكن كان لازم يرقد مرتاح .. سحبت المخده ورفعت راسه شوي وحطتها تحته .. هو اللى فتح عيونه شبه صاحي وابتسم لها ورد يرقد عقب ما رجع يمسك ايدها ويخليها تنام بين أيديه .. ابتسم لها بسمة كانت كفيلة انها تغفر له كل شي في ذيك اللحظه ..


وقدرت تنام ؟
قدرت تغمض عيونك
وربك صدق ؟
قدرت تنام
وكيف ؟ وكم ؟
وأنا بين السهر .. و الهم
أقصقص في جناح الليل لين الصبح
وأكتب لك
عتب يشبه بكاء أطفال
سؤال فـ المدى يختال
ويبني خيام ..
قدرت تــنــاااام !!



::

::

::


" ليه تسوي كذا .. ماتخاف ربك .." صاحت فيه بحرقه .. " بس ولا كلمة .. سمعتى .. قصري صوتس ومرض .." قرب منها بعنف ومسك ايدها يبي يلويها ورا ظهرها .. " المرض والله بين جنوبك يا قليل الأصل .. الشرهة علي اللى سترت عليك ومافضحت سواد وجهك يا أسود الوجه .." قطع كلامها صوت الكف على خدها .. لطمة خلت الغرفه حولها تدور .. والا جسدها الضعيف هو اللى طار ..؟؟ طاحت على وجهها على الأرض .. رفعت ايدها تضغط على جبهتها .. حست بدوخه للحظات .. وانتبهت لبطنها .. حطت ايدها عليه تحميه منه .. " هذا اللى قدرت عليه صح ..؟؟" ردت عليه باستهزاء وهى تضغط عليه بالكلام أكثر .. تمسكت فى طرف السرير عشان تقوم بضعف .. " لأن مالك وجه تتكلم .. صار الضرب ردك الوحيد .." وقفت قدامه بكل صلابة .. كانت انعكاس لكل ضعف فى روحها حاولت تخفيه عن عيونه " طلقنى .." قطت الكلمة فى وجهه .. " لو تموتين ما طلقتس .. تعرفين وش تموتين .. والله لأوريس الويل وأخليس تمنين أمس ما جابتس .." قرب منها بوجه مظلم .. " والله .؟؟؟ واللى مثلك يعرف الله .. اللى مثلك ما يعرف الا بنات الشوارع اللى مثله .." ردت عليه وهى تمقت على كلامه ..

" شّب ولا كلمة .." مد ايده بكره وضغط وجهها بين اصابعه ودزها وراها للجدار " هذى عمتس وتاج راسس .. تسواس وتسوى قبيلتس اللى أنتى منها .." كان يضغط على فكّها بقوة مع كل كلمة تطلع منه .. " فكنى يا حيوان .." ردت بصوت متقطع .. " لاااااا .. خلس شوي عشان تعرفين قدرس .. وشو عليه شايفه عمرس .. هااااه .. وتقولينها بكل ثقه تبين الطلاق .. ليه فاكرتنى أعمى ما اشوف .."بدل ايده اليمنى باليسرى وهو للحين يضغط على رقبتها بحقد .. " مواعدته ومخليتنى الثور اللى يوديس له .. "


كانت أنفاسها معدوده .. وضغطه قوي ماقدرت اصابعها تفكه .. والدنيا حولها تدور .. صدت منه ماتبي تشوفه وجهه ولا تسمع كلامه اللى مثل السم .. بدت دموعها تنزل غصب .. يبي يذبحها عشان ماحد يدري بسواد وجهه .. يكذب عليها عشان يغطى على اللى سواه .. رجعت لا اراديا للموقف اللى صار قبل كم ساعه .. لها اسبوع تبي تروح للسوق وكل يوم يقول لها بكره .. كرهت الروحه من كثر ما قال لها لا .. اليوم جاها وقال يالله بنروح .. استغربت منه لكن ماحبت تضيع الفرصه محتاجه أشياء ولازم تاخذها .. في السيارة كان مستانس بشكل غريب .. قرصها قلبها منه .. لكن ماقدرت تقول شي .. وصلوا المول ونزلت .. وهو قعد فى السيارة " ما أنت بنازل معى .." سألته .. " جاى وراس روحى أنتى داخل عن الحر .." قال لها وهو يتعبث فى موبايله .. مشت قدامه ودخلت المول وراحت لمحل مذركير على طول بدون شعور .. كانت تلمس الملابس الصغيرة والبيجامات وهى تبتسم تحت النقاب .. ما تتخيل فى يوم بتشل طفل من لحمها ودمها ويكون صغير مثل هالثياب اللى تتحسسهم .. وهى بين أفكارها بعيد اتصلت فيها روضه .. تقول لها أن العنود عندها فى السوق بتمر عليها تعطيها أغراض وصتها تشتريها لها .. قالت لها مها زين هى بتتصل فيها وتشوف وين مكانها .. اشترت لها كم بدله للبيبي ماقدرت تقاومهم حاسبت وخذت أغراضها وطلعت الا تشوفه يمشى قدامها مسرع .. نادته بس ما سمعها .. خذت جوالها تتصل فيه بس كان خطه مشغول على طول .. تأففت ومشت وراه شافته طالع للمواقف .. استغربت وينه رايح ومخليها .. لكن هى لحظات بس وعرفت السبب .. عرفت ليش كان طالع ومخليها وراه ..!!!


::

::

::


كان الجو متوتر .. والنقاش اللى بدا بمزح انقلب فى لحظات لشي ثانى مختلف .. لفت وراها وهى معصبة " ما اتفقنا على كذا .." ردت ساره بعصبية .. " أدرى .. بس هذا اللى صار .. وش رايس يعنى أسافر لحالى ..؟" رد عليها بتوتر .. " والا أخلى جامعتى وأنا مابقى لى الا سنه وأتخرج .." لفت عنه وهى ضايقه .. " ما قلت لس خليها .. أجليها لين نرجع .." حاول يكلمها بهدوء .. " آسفه .." ضمت ايديها على صدرها " جامعتى هى مستقبلي ومستحيل أفرط فيها .." وقفت بتصلب وهى معطيته ظهرها .. " مستقبلس .." رد بصوت غريب " وأنا وين مكانى فى هالمستقبل ..؟؟ " ضربته كلمتها فى الصميم .. " أنت فاهم قصدي عدل .. الدكتوراه تقدر تأجلها .. لكن سفر معك وترك الجامعه لأ .. والا سافر لحالك .. " تراجعت بعد ما حست بقوة هالكلمة فى حقه لفت عليه وهى ترد بارتباك .. " وأنتى من عقلس بأسافر وبأخليس .. وأنا ليش متزوج دامنى باسافر بحالى .." وقف قدامها وصبره بدا ينفذ .. لفت عليه بسرعه " والله ما توقعت انك متزوج عشان تبي لك مرافق.." ردت عليه بتوتر وهى ترفع حواجبها له باستغراب .. " الكلام معس ضايع .. أنا ليه اشاورس أصلاً .." صد وراه يبي يطلع .. " تشاورنى لان هذا حقي .. ولا تفكر ان رايي بيتغير .." رفعت صوتها اللى ضرب فى ظهره قبل يطلع .. " بنشوف من اللى رايه بيمشى يا بنت خالد .." لف عليها وقط كلامه فى وجهها وطلع وصفق الباب وراه بقوة ..


::

::

::


صحت مها عرقانه وقلبها ينبض بسرعه .. تعوذت من الشيطان ومسحت على وجهها .. وش جاب هالأحلام ذى من جديد .. أعوذ بالله من الشيطان بس .. شافت الساعه ما بقى على الفجر الا ساعه الا ربع .. قامت تشرب لها ماي وتغسل وجهها .. طلعت تطل على ماجد لقته راقد .. دخلت توعيه عشان يشرب ماء قبل الامساك .. قعد وهو يمسح وجهه ويتشهد .. عطته كوب الماء ولفت وراها بتطلع .. مسك ايدها .. التفتت عليه مستغربه حركته " للحين متضايقه ..؟؟ " سألها .. عقدت مها حواجبها وهى موب فاهمه وش يقصد .. " عشان موضوع مرة محمد وأختها " رد بصوت واطى .. تنهدت مها " لأ .. " ردت عليه بهدوء .. ابتسم لها وهو يشوف ملامحها الهادية رفع الكوب لشفايفه يشرب .. " بس أنت متأكد الموضوع انتهى عند ذا الحد .." سألته وعيونها فى عيونه تحاول تكشف وش مخبي عليها .. " وش قصدس .." سألها .. " كلامى واضح .. هى بس توصيلة والا فيه شي ثانى .." كررت سؤالها الغامض اللى طلع غصب عنها .. زم ماجد شفايفه بضيق .. جاه احساس انها تعرف شي ومخبيته عليه " مافيه الا الخير ان شاء الله .." حاول يطمنها برد بارد يمكن هو نفسه مهوب مقتنع فيه عقب حنة امه على موضوع الزواج الثاني .. " ان شاء الله خير.. يالله أنا بأقوم اصلي قبل الفجر ركعتين .. لا ترقد قبل الصلاة .." قامت عنه وخلته وراها يهوجس فى كلامها ..


::


::


::



عقب كم يوم وعلى الفطور .. كان كل واحد غرقان فى افكاره .. مها اللى مثل كل يوم أشرفت على الفطور وهالشي ساعدها تبعد هواجسها عن ماجد وعن مرة عمها اللى مصممة تعقد حياتها أكثر ما هى متعقده .. روضه كانت ساكته .. وتحس مها متضايقه منها عشان اللى سوته أمها البارحه مع أن هالشئ ماجاز لها ومالها ذنب فيه .. نوف كالعاده دخلت وسلمت وقعدت بدون تعليق .. ام محمد قاعده بينهم تسبحن وتنتظر الأذان .. اذن المغرب وافطروا بهدوء ما تسمع الا صوت الملاعق والفناجيل فى المكان .. مها اللى كانت متعودة تخلى صينية القهوة جنبها وتقهوي أم محمد كل يوم وتصب على البنات .. تركت القهوة اليوم لروضه تصب عليها .. " هاس الفنجال .." قالت ام محمد وهى تمده على روضه .. " أصب لس بعد يمه .." سالتها روضة وهى تاكل لقيمات .. " وش اصب لس بعد..؟؟ صبي مثل العرب والا عطينى الدله بأقهوى عمرى " نزرتها أمها .. " وأنا وش قلت .. خلاص أنا بأصب لس يمه .." ردت روضه وهى ترفع عيونها لأمها " حشى يمه بغيت أغص روعتيني .." كملت كلامها واثمها مليان من اللقيمات .. " اكلى اللى في حلقس عقبه تكلمى .. ماكنس شايفه خير.. وأنتى الثانيه وش قومس اليوم .." لفت أم محمد صوب مها تسألها اللى كانت غافلة عن الموقف اللى صار بين روضه وأمها .. " مها أمى تكلمس .." التفتت روضه لمها تنبهها .. " لبيه .." التفتت مها لعمتها .. " وش قومس ضايقه؟؟ .. لا افطرتى .. ولا صبيتى قهوة ولا انتى بصوبنا .." سألتها .. " مافيني شي يمه سلامتس .. " رجعت مها تدنق تعشي بنتها اللى جنبها .. " اليوم بيجونا نسوان ابيكن عقب الصلاة ترتبن المكان وتبرزن الفواله .." وجهت الكلام بشكل عام لكنها كانت تقصد مها فيه .. " أنا اسمحى لى يمه .. بأروح أطل على أمى لى منها كم يوم .." رفعت مها راسها لعمتها وردت بهدوء .. " بكره من الشهر .. روحى لها .. اليوم عندى عرب وأبيس تواجهينهم .. " ردت نورة وهى تهز الفنجال وتمده على بنتها .. " وش العرب الغرب اللي بيجون .." تنهدت مها وسألتها .. " بتجى اختى ولولوة واختها .. " ردت نوره وهى تقرص عيونها فى مرة ولدها .. " أم فهد البيت بيتها .. ومرة محمد وأختها عندنا من ثلاث ايام .. كل يوم والثانى وهم هنا .. يعنى مهوب غرب .. لا يكون يبون أحد يوصلهم بعد .." ردت مها بتحدى مكبوت .. " أنا أمك يا محمد .." ضاقت نوره وهى تشوف تحدى مرت ولدها لها " لقد البيت بيتس احكمى وانهى على كيفس .. وامنعى اللي تبين .. لكن دامنى موجوده ماحد له كلمة(ن) غيري .." ردت نورة وهى ضايقه .. " مثل ما قلتى يا يمه .." ردت مها وهى توقف وتشل بنتها " عسى عمرس طويل .. والبيت مهوب بيتى .. عشان كذا اسمحى لى مانا بمقابله أحد .."..

طلعت مها منهم بكل هدوء وفى داخلها بركان غضب .. تفكرنى غبيه والا وش .. وهى كل يوم دازتهم فى حلقي .. خنقتها العبره .. تبيها هذا ولدها وهذا هى .. لكن انى اضغط على عمرى عشانهم لا .. دخلت قسمها وصلت المغرب وبرزت أغراضها وأغراض بنتها عشان تطلع عقب صلاة العشا .. اتصلت فى ماجد مارد عليها .. ارسلت له مسج تعلمه انها بتروح بيت أهلها مع الدريول .. شوي ورد عليها بمسج لا تروح يبيها بموضوع .. تأففت مها وقعدت تنتظره ..


::

::

::


طلعت ساره من الحمام عقب ما تسبحت .. لفت الفوطة على راسها عدل وقعدت على طرف الكرسي تحط الكريم على جسمها .. أول مره يمر عليها يوم كامل وهى زعلانه من رجلها .. اللى حتى ما فكر يراضيها .. دخل وقيل وطلع عقب العصر بدون كلام .. تنهدت ورجعت تحط الكريم بقوه على ذراعها .. خله .. يزعل ويرضى بروحه .. أنا ما غلطت عليه في شي عشان يسوي لى فيها كرامه ..

والا مستقبله هو المهم وهى تضرب راسها فى الطوفه .. فكرت البارحه طول الليل في الموضوع ولقت انها مهى بمخطيه عليه .. موضوع الدكتوراه ممكن يتأجل سنه لكن جامعتها لأ .. مابقى عليها شي ولو تركتها ذلحين عجزت ترجع لها بعدين .. هذا غير السفر والغربة .. وش اللى حادها .. هو رجّال تعود يعيش برا والحياة تناسبه .. لكن هى لأ .. تعرف عمرها ماتقدر تعيش بعيد عن أمها وأبوها وأختها .. ما تعودت ولا تبي تتعود .. وقفت وقطت الفوطة على الكرسي ونفضت شعرها .. وراحت تلبس لها تنورة حرير وبلوزه .. تعطرت وحطت لها مكياج خفيف .. لبست لها ساعه وشافت الوقت .. تأخر مهوب من عوايده .. بالعاده يجي عقب الفطور يتسبح ويتدخن ويطلع قبل صلاة العشاء .. وقفت تطالع انعكاس صورتها فى المنظرة قدامها .. ماتنكر ان زعله ضايقها .. وكم مره فكرت تصالحه .. كان نايم جنبها البارحه وهى حاسه انه صاحى .. كان ودها تلتفت صوبه وتحضنه عشان تنام مرتاحه بس ماقدرت .. خافت يصدها ويفشلها .. بروده كان شي غريب ماتعودت عليه .. حسته بعيد .. وكله عشان سبب تافه كان ممكن يعالجونه بطريقه أحسن .. بس شلون الوضع تطور بطريقة سريعه وغريبه ..؟؟ .. انتبهت من أفكارها على صوت الباب اللى انفتح .. دخل أحمد وهو ساكت وحذف غترته على السرير .. ورقد بثوبه وغطا عيونه بذراعه .. توترت وهى تقرب جنبه .. " يعورك شي .." سألته .. مارد عليها .. قربت أكثر وقعدت على الطرف جنبه " أحمد .." نادته بصوت واطي ..


::

::

::


دخل ماجد على مها قبل صلاة العشاء بشوي .. " السلام عليكم .." .. " عليكم السلام .. تأخرت اليوم .." سألته مها يوم شافت وجهه متكدر .. قعد ماجد بتعب على الكرسي " كنت عند أمى .." قال لها وهو يفصخ غترته ويحك شعره " أنتى وش قايله لها .." سألها بهدوء غريب .. " ما قلت لها شي .. " ردت عليه .. " ها وشبلاها ضايقه وزعلانه منس .." تسند على ركبته وشبك ايديه ببعض وهو يسألها .. " أبي أروح لأمى اليوم .. ضايق صدري .. وهى تقول بيجونها نسوان وتبينى اقابلهم .. ومنهم هالنسوان ..؟؟ خالتك ومرت أخوك وأختها .. يعنى مابه أحد غريب .." قالت له وهى تصب له فيمتو بارد وتمده له وهو يلاعب الجوري اللى نطت فى حضنه .. " شرايس تروحين لأمس بكره وتفطرين عندها وتقعدين للسحور .." سألها وهو عده يلاعب الجوري .. " وهذا كله ليه ؟؟.. ترى من هّل رمضان وقبله وأنا كل وقتى للبيت .. حتى أغراض العيد ما شريتها للحين والسبب كل يوم عندنا نسوان وكل يوم عندنا أحد .. لوهم غرب كان من عمرى قعدت وما طلعت وما انتظرت أحد يعلمنى المواجيب .. لكن خالتك والبيت بيتها .. ومرة اخوك وكل يوم والثانى عندنا .. يا اخى طفشت من مقابلها هى وأختها .. أبي أشوف أبوي .." قعدت مقابلته وهى تشبك ايديها فى بعض .. نزّل الجوري وقال لها تروح تشغل التلفزيون .. شبك اصابعه فى بعض والتفت لها " اسمعينى عدل .. تبين تروحين لأهلس وديتس ذلحين .. لكن لو قلت لس عشان خاطرى أجليها لبكره .. اليوم بالذات أمى ماعندها أحد .. تونى مكلّم روضه عشان موضوع خطبة فهد اللى فشلتنا معه .. وفتحت لى مناحه ومهى بنازله تحت عشان خالتى بتجى وما تبي تنحرج معها .. ونوف تبي لها قعده ثانية مادرى وش سالفتها وأنا والله مهوب فاضي حق هالخرابيط كلها في بالي الف شغله وشغله غيركم .." دنق لحظات وشوي رفع راسه لها " هاه .. وش قلتى .." سألها برجاء وعيونه فى عيونها .. تنهدت مها بصوت مسموع وردت عليه " ولا يهمك .. اللى تبيه يمشى .." ماقدرت مها ترفض وهى تسمعه يقول لها عشان خاطرى .. " جعلنى ما اذوق حزنس .." وقف قدامها وسحبها عشان توقف على رجيلها وحضنها وهو يحب راسها بحنان وكمل كلامه " يالله اكشخى .. واقهريهم ولا تخلين احد يضيق صدرس وأنا جنبس .. سمعتى " قال لها بصوت واطى وهو مغمض عيونه ومسند دقنه على راسها بحنان .. " ان شاء الله .." ابتسمت مها وهى مدنقه ..


::


::


::



" نعم .. " رد عليها أحمد وايده للحين على راسه مغطى وجهه عنها .. " يعورك شي .. " سألته .. " لأ .. " رد بكلمة وحده .. " شفيك طيب .." رجعت تسأله وهى تدرى لو رفع ايده عن عيونه وطالعها راح تسامحه .. " راسي يعورنى .. خلينى أرقد .." نزرها بصوت حاد وهو يصد عنها ويعطيها ظهره .. تضايقت منه ومن نفسها قبله .. قامت من جنبه .. أنا اللى استاهل .. كاسر خاطرى وأقول بأسامحه مع انى ما أخطيت عليه .. شاف نفسه علي زين .. أنا اللى بأدبك .. انتفض احساس بقلبها لكنها بسرعه دفنته داخل صدرها .. خذت جلالها من الكبت بدون ما تلتفت عليه وطلعت .. طفت الليت قبل لا تسكر الباب ..


::


::


::


وفى بيت أبومحمد .. في الصالة بعد صلاة التراويح .. كانت أم محمد وأختها قاعدين يسولفون فى جهة .. ونوف اللى كانت قاعده بين مرة أخوها لولوة وبين آمنه تسولف معهم .. روضه نزلت غصب عقب ما حلفت عليها أمها .. كانت هادية بشكل غريب .. قعدت جنب العنود بنت خالتها ومها تسولف معهن وارتاحت ان ماحد منهم فتح معها موضوع الخطبة .. كانت جية العنود مفاجأة حلوة غيرت من الجو المتوتر الموجود .. مرّ الوقت وهن شوي يسولفن وشوى يراقبن اللى قاعدين بصمت وكل وحده غارقه فى أفكارها الخاصة .. كان بال روضه مشغول بكلام ماجد لها .. بخصوص خطبة ولد خالتها اللى طولت وهى تفكر فيها وصار منظرهم قدام بيت خالتهم بايخ .. كان كلام ماجد لها صريح و واضح .. حيرتها وترددها معناه أنها تبيه وما تبيه .. تبيه ومعروف ليه .. رجّال ولد حلال وفيه خير وعارفين أصله وفصله .. ولوكانت ماتبيه .. ليه .. وش السبب ..؟؟ روضه اللى ماقدرت تردعليه .. ولا تقول لأخوها عن موضوع أختها الحساس .. حاولت تجيب الموضوع بطريقة ثانية .. وهى أنها ما تقدر تتزوج قبل أختها الكبيرة .. وأن هالشئ لو تم ممكن يضايق نوف حتى لو هى ما بينته .. لكن روضه حاسه فيها وماتبي تخسر أختها عشان هالموضوع .. ماجد .. قال لها لو كان هذا السبب بس فهو يقدر يتصرف فيه .. لكن لو فيه شي ثانى غيره المفروض يعرفه .. روضه أكدت له أن مافيه اى شي ثاني .. وأن علاقتها مع أختها أهم من اى زواج ممكن ياثر بينهم .. ماجد رفض هالفكرة .. وقال أن الموضوع بالاول والأخير قسمة ونصيب .. ولو كان فهد من نصيبها لو ترفضه عشر سنين خذاها في الأخير .. أما عذر أن أختها أكبر منها ومفروض تعرس قبلها فهذا صارعذر قديم وماله أى معنى .. وقال لها أنه هو اللى بيكلم نوف وبيعرف يتفاهم معها .. وأنه بيرد خبر لولد خالته بموافقتهم على الخطبة .. روضه فى النهاية استسلمت للواقع وقالت أن الشور شور أبوها وأخوانها .. وهى مالها راى بعدهم .. ماجد حبّ راس أخته وبارك لها وطلع منها على أن الموضوع منتهى بالموافقه .. وهى كانت تفكر تدخل أحد فى الموضوع كحل أخير عشان تقدر تتفادى مصيبة ممكن تصير ..
مها اللى كانت مستانسه وما بينت أنها متضايقه لأى سبب .. أخر موقف بينها وبين ماجد ما عطى فرصه لأي شئ ثانى يكدر عليها .. عشانه هو بس قعدت ويكفى أنه قدّر هالشي .. هالأحساس الخفى من الرضا بين على وجهها وعلى ابتسامتها اللى كانت مشرقة وصافية وعلى الراحه اللى حست فيها وهى قاعده بينهم .... كانت سعيده أنها قدرت وإياه تتجاوز كثير من العقبات اللى كانت فى حياتهم .. صحيح للحين باقى سدود بينها وبينه .. بس المهم أنها عرفت حقيقة ماجد .. الطيب الحنون اللى بالاخير قدر يفهمها .. وقدر يحتويها ولو أنه احتواء ناقص .. لكن الأيام الجايه كلها أمل بحياة تتكامل بينها وبينه .. بحياة تستحق أنها تدافع عنها ضد اى احد واى شئ يهدد استقرارها .. رفعت عيونها بثقة تشوف آمنة ..


::


::


::


مَرّ الوقت بسرعه .. شوي وسمعوا صوت سيارة وقفت عند الباب .. كان صوت الكفرات قوى لدرجه أنهم استغربوا من اللى برا .. سمعوا صوت الباب الخارجى يفتح ويسكر بقوة .. العنود على طول لبست نقابها.. روضه ومها طالعوا بعض مستغربين من اللى بيدخل عليهم من العيال وهم عارفين أن عندهم نسوان .. .. مها عدلت جلالها على راسها .. " يمه .. عندكم أحد .." نادى صوت ماجد من برا بقوة .. " اقلط يبه ماعندنا غريب .." ردت عليه أمه .. دخل عليهم ماجد بوجه أسود مختلف عن الوجه اللى ترك مها عليه .. الغريب أنه دخل على طول وماسلم على الموجودين .. اتجه صوب مها اللى من شافت وجهه منقلب وقفت بلا شعور .. " وش فيك .." سألته متروعه .. كان يبعد عنها خطوات محدودة .. بس حست بينها وبينه أميال .. ما رد عليها وعيونه متعلقه بوجهها .. كأنه يشوفها لأخر مره .. الصمت كان ثقيل .. أم فهد استغربت انه ماسلم عليها ولفت تطالع أختها .. حتى لولوة وأختها سكتوا .. " عسى ماشر وش بلاك .." سألته أمه وهى توقف .. كانت عيونه متعلقه بوجه مها .. اللى طار اللون منه وصار أبيض ما يفرق عن لون الجلال اللى لابسته .. قربت منه خطوة وهمست بصوت ضعيف " يعورك شي .." ..


::


::


::



رجع للبيت بسرعه .. ماكان يشوف قدامه من الحزن .. شلون بيعلمها .. شلون بيقدرلسانه يقول لها كلمه يدري بتقلب عالمها كله .. شلون بيقدر يسبب لها الألم من جديد .. مكتوب عليها تعيش الالم معه هو بالذات .. قبل وبعد .. مكتوب عليه قبل يدخل السكين فى قلبها يدخلها قلبه بالاول .. غريب شلون ارتبط مصيره بمصيرها من البداية بكل لحظة موت كان هو معها .. وقف سيارته بعنف قدام البيت .. خايف يجيها الخبر قبل يوصل لها .. هو الوحيد بس اللى يقدر يضمد حزنها .. ويشرب وجعها كله .. هو بس اللى يحق له يجبر كسر قلبها هالمره .. دخل بسرعه نسى أن البيت فيه نسوان .. تراجع بآخر لحظه ونادى " يمه .. عندكم أحد .." دخل يوم سمع الرد .. يدورها بعيونه بين اللى قاعدات .. شافها بجلالها الأبيض تبتسم له وهى عاقده حواجبها باستغراب من دخلته .. شوفة عيونها الحبيبة ربطت لسانه وماقدر يتكلم .." وش فيك .." سألته وهى بعيده .. ماتدرى .. للحين ماجاها الخبر .. سيول الحزن اللى جاى عصر قلبه بقوة .. يسمع حوله كلام ولا يدري من اللى يتكلم .. يبي بس يملا روحه من تعابيرها قبل لا يكسرها .. قربت منه فى لحظه كان وده يرجع ويركض بعيد بعيد ابعد مايقدر .. يدري .. اللحظه اللى بتجى بتهدم حياتها وحياته اللى مابعد ابتدأت .. بتكرهه .. يمكن .. وهى حبتك بالأصل .. ايه .. صوت ضعيف من أقصى روحه جاوبه .. " يعورك شي .." سألته بهمس .. خايفه عليه .. ليتها تدرى وش كثر هو بيموت من الخوف عليها .. شفايفه تيبست على الكلام اللى يبي يقوله .. ماقدر ينطقها .. " ماجد .." قربت منه ولمست ذراعه " عسى ماشر .." .. عيونه امتلت دموع .. " ابوس .." كلمة وحده بس خطفت نور الحياة اللى كان مشرق في عيونها .. فيها شي انطفا .. ولون من وجهها خبا .. رفعت ايدها عن ذراعه بهدوء .. تراجعت خطوة وراها بعيد عنه .. تبعتها خطوة .. كأن البعد عنه بيبعد الخبر اللى سمعته.. ابتعدت وراها ولونها يشحب وشفايفها تتمتم بدون صوت .. خلاص .. ماقدر يتراجع .. " يطلبس البيحه .." وغرز السكين في قلب مها ..


::


::


::




وش فيه .. خافت .. دار السؤال في بالها وهو واقف مثل الصنم يطالعها .. أخاف يعوره شي ومستحى يقول قدامهم .. بس لو يعوره شي وش جابه هنا أصلاً كان اتصل فينى وجيته أسابق الوقت .. عيونه حزينه .. قلبي قارصنى وش عنده على هالوقفه قدام الناس .. قربت منه ولمست ذراعه " عسى ماشر .." سألته بصوت واطي .. حسته يبلع ريقه غصب .. يالله وراه شي كبير .. عيونها كانت مليانه أسئلة تبي اجابات .. ماتدرى ان الأجابات بتذبحها .. " أبوس .." رد بصوت ميت .. أبوي .. أبوي وش فيه .. رددت السؤال في نفسها .. حرقتها لمسته .. هو وش يقول .. ابوي .. تونى مكلمته عقب المغرب .. أبعدت ايدها عن ذراعه .. أبعدت عنه ماتبي تسمع أكثر .. شافت في عيونه رجاء .. ماقدرت تستجيب له .. ماتبيه يتكلم .. لا تقول شي .. كانت تتكلم بدون صوت .. لا تكمل .. " يطلبس البيحه .." قط الكلمه فى وجهها .. كسرت ظهرى يا ماجد .. لا تكمل .. بدت ترتجف بعنف .. تبي بس تطلع من هالبيت .. تبي تروح لابوها وتضمه وتحضنه وتقول يا يبه يكذب عليك .. هو مايدري أنك بخير .. تبي ترقد تحت الرجل اللى تعبت عشانها.. واليد اللى شالتها ومنعت عنها كل شر هالعالم .. تبي تحب هاليد اللى حضنتها هاليد اللى ربتها .. تبي تملا عيونها من ذاك الوجه الحبيب اللى علمها الصلاة والدين .. اللى شرى لها الحجاب أول مره .. وحطه على راسها ودعى لها وهو يبتسم " عساس للستر يا بنتى .." .. تبي تملا قلبها وروحها من العيون اللى ضمتها بزر وضمتها بنت وما نستها مره فى بيت رجلها .. العيون اللى بكت عشانها قبل هى تبكى .. وسهرت عليها قبل هى تعرف وش معنى السهر .. لا هو بخير .. ايه أكيد بخير .. لازم أروح له .. شافته واقف بينها وبين الباب .. بدون شعور اندفعت عشان تمر من جنبه وتطلع لأبوها اللى ينتظرها ..


::


::


::
أبعدت عنه .. لا لا تبعدين .. اقربي .. الحزن أكبر من أنه تشيله ضلوعك .. خلينى معس .. أشيله يوم تتعبين .. تكفين لا تبعدين .. كانت عيونه ترجاها .. بس الظلام اللى ملا نظرتها منعه يقرب منها .. ذبحه خوفه عليها ولهفته عشان يخفف الوجع اللى حسه ياكل فى روحها .. هى فهمت وش أقول ؟؟.. قعد يدور فى وجهها عن اجابه .. يسمع همهمة الناس حوله .. ويشوفهم يقربون منها .. أخته وأمه وخالته .. متى دخلوا ؟؟؟.. شافها تتحاشى لمستهم .. وعيونها زايغه تدور شي وراه .. حس فيها بعيده .. ما يقدر يوصل لها مهما نادى .. شوي وعيونها توسعت على كبرهم .. اندفعت له .. تبي تضربه .. لأ .. حاولت تتجاوزه .. وين .. بتخليه وهذا المستحيل .. بلحظه خطا خطوة وحده للجنب عشان تصطدم بصدره .. وتحضنها ايديه وهى تصرخ صرخه وحده " يبــــــــه ..." وانهارت .. تفجرت هالكلمة من أقصى روحها وهى تنادى اسم .. عرف وعرفت أنها راح تنحرم منه باقى العمر كله ..



وبكذا .. رحل السند والظهر .. وصارت يتيمة أبو ويتيمة زوج .. رحل قلب تعب عقب ما تطمن على بناته .. عيونه الثنتين اللى طلع بهم من الدنيا .. توقف نبض عاش عمره كلهم عشانهم .. وداس على نفسه عشانهم .. ولو وصلت يقطع من لحمه ما تأخر .. مثل ماعاش في الدنيا بهدوء رحل منها بهدوء .. دخل يتوضأ لصلاة العشاء .. حسّ بتعب وقال لمنيرة بيرقد شوي يرتاح .. وغمضت عيونه للمره الأخيرة وأطياف مها وساره تملاه حب .. دخل عليه منيرة توعيه للصلاة .. لكن كان الله سبحانه وتعالى قد أخذ أمانته .. وكان حكم الله اقرب ..


::؛::


وتبتدى .. سلسلة حزن جديدة .. سنة الحياة .. ننولد .. ونعيش .. وبعدها نموت .. حياة مليانه أعمال تفرق بين الصالح والطالح .. وللكل يوم .. يجتمع فيه عند رب العباد .. ومعاه كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .. اللهم اجعلنا من حملة اليمين يوم الدين ..


::؛::


كانت هذى القلوب المحرمة على النسيان ..
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..
حتى ألتقى فيكم .. أترككم بحفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 20-05-10, 10:09 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



::

الحياة كتاب .. عمرنا فيه الصفحات .. وايامنا السطور والكلمات ..
مرات تشوفها مرتبه ونظيفه ومرات تلاقيها مخربشه او تملاها بقع الحبر .. بالضبط مثل ما تملا الأحزان صفحة ايامنا .. وعشان نقدر نكتب صفحات جديده .. لازم نقلب الصفحات القديمة .. ونتجاوزها .. مهما كانت عزيزة أو غالية .. مهما كانت قاسية أو جارحة .. لازم نتجاوزها عشان نقدر نخّط شي جديد مختلف .. عشان نقدر نتصالح مع أنفسنا ومع ايامنا .. عشان بكل بساطه .. نقدر نعيش صح ..


::


الفصل الخامس والعشرون




" هو مهوب رجلس بعد وله حق عليس ..؟؟" سالتها أختها بهدوء .. " رجلى أعرف أتعامل معه .. ماعليس منى أنتى خلس فى حالس " ردت مها وهى ترتب أغراض أختها .. " تدرين .. أخس شي أن الأنسان ينصح الناس وينسى نفسه .. خافى ربس .. تراس بتحاسبين على هالشي يوم القيامة .." سحبت ساره فوطتها ودخلت الحمام وسكرت الباب وراها .. وقفت ايدين مها وهى تطوي الثوب .. غمضت عيونها وهى تتخيله .. بلعت ريقها وخذتها الأفكار بعيد بدون ماتحس ..


وهو .. ربي مهوب محاسبه على اللى سواه فيني .. ظلمه وشكوكه اللى مالها اساس .. اهمالهم لى ولبنتى عقب ما توفى أخوه .. ضغطه علي ببنتى عشان ياخذنى غصب وحرمانه لى من حق الأختيار مهوب ظلم .. بعده عنى عقب ما نفذ اللى في راسه ومعاملتى لى كأنى جماد ماله مشاعر .. لأ .. هو ما عاملس كذا .. بلى عاملنى .. والا وش اللى منعه عنى هالشهور كلها .. أنتى اللي منعتيه .. ما قدرت أنسى .. ولو هو يبي شي قدر يوصل له برضاى والا غصب عنى .. هذا أنتى قلتيها .. غصب عنس.. يمكن أنه ما يبي هالشي يجي غصب عنس .. يمكن يبيه برضاس .. وبرغبتس .. تبدين معه صفحه جديده .. تنسون كل شي وتبدون من جديد .. والماضى؟؟ .. الماضى انتهى .. وصار لازم تتجاوزينه أنتى أول عشان هو يقدر يتجاوزه .. لأنه حاول بس أنتى وقفتى بوجهه .. نسيتى يوم الجورى طاحت مريضة .. نسيتى اهتمامه *** ومعاملته لس يومس فى بيته .. تحمله وطولة باله .. تراه ما قصر عليس بشي .. ما أبي منه شي .. أبيه هو بس .. هالشي بيدس أنتى تحققينه .. ولا تنسين الوقت مهوب فى صالحس أبد .. الوقت يمر بسرعه وبياخذه منس ..



::

::

::


صحت مها على صوت جوالها يدق " ألو .." ردت وهى نعسانه .. " يالله حيها .. " صوت موضى النشيط كان يرحب فيها .. " يا مرحبا .. " فتحت عين وحده وهى تحاول تشوف الساعه على جوالها .. " وشلونس .." سألتها موضى .. " بخير الله يسلمس .. شلونس أنتى وشلون تركى والعيال .. " ردت مها وهى تتثاوب وتغطى اثمها بايدها .. " بخير الله ينشدمنس .. اسمعى شكلس راقده وما أبي أطول عليس .. شريتى أغراض العيد للجورى والا لأ .. " سألتها موضى .. " لا والله ما فضيت .. " ردت مها وهى مغمضه .. " خلاص بأطلع أنا ذلحين باشترى لها ولنجول سوا .. " .. " مافيه داعى تكلفين على عمرس أنا بأروح بعدين .. " .. " لا كلافه ولا شي .. الجورى كنها نجّول .. بعدين متى بتروحين يا حظى .. ما بقى على العيد شي .. يالله أخليس ذلحين .. فمان الله .. " قررت موضى عنها وانتهى الموضوع .. " فمان الكريم .. " سكرت مها السماعه وهى تشوف الساعه 10 الصبح .. للحين بدري .. حطت راسها على المخده ورجعت تنام ..

وعلى الفطور كانت مها وأمها بروحهم .. عقب ما راحت ساره لبيت رجلها .. فتحت أمها معاها الموضوع اللى تهربت من أختها يوم فتحته .." يابنتى ما يجوز .." ردت منيرة بضيق .. " يا يمه الله يهديس الرجال مرتاح كذا .. وشو له نغثه ونضيق علينا .." رفعت مها راسها وهى ترد على أمها وملعقتها فى بادية الشوربة .. " أى ضيق اللى بيضيق علينا فيه ..؟؟ يابنتى الرجال ما قصر خّلا بيته وأهله وقاعد عندنا فى المجلس مثل العزوبي .. يوم الناس رايحه وجايه علينا قلنا معليه بعيد عن الصوت وأريح له .. لكن ذلحين مابه احد يمرنا الا قليل .. خلى الرجال يعيّن له مكان يرتاح فيه .. تراس أهله وناسه ولو ما ارتاح عندس وين بيرتاح .. وجعل من جابه الجنه ما اشتكى ولا حسسنا بشي .. اختس سافرت والبيت فاضى .. انا فى حجرتها وأنتى حجرتس فاضيه .. جيبى أعراض رجلس جنبس وجنب بنته .." .. ضغطت مها على راسها بتعب .. ليتس تدرين بس يا يمه .. " لاتهزين لى راسس .. ترى ان ما قلتيه له قلته له أنا .. " قالت أمها بعزم وهى تحط فنجال قهوتها الفاضي في الصينية .. " ان شاء الله يمه .. ان شاء الله بأقول له .. بس إن عيا مهوب ذنبي .. ولا عاد تفتحين ذا الموضوع مره ثانية الله يرحم والديس .. " ..


::

::

::


وفى بيت أبو محمد عقب صلاة المغرب .. موضى وأمها يتقهوون وماجد معهم ..
" ترى نوف موافقه .. " قالت موضى وهى تمد فنجال القهوة لأخوها .. " زين .. الله يبشرس بالخير .. والله ان عبدالله رجّالٍ فيه خير وما ينرد .. " رد ماجد وهو يتفاول " تبين الصدق ماتوقعتها توافق .. لكن الحمدلله " .. " الله يوفقهن كلهن.. " ردت موضى وهى تبتسم .. " اللهم آمين .. " .. " وش سويت فى موضوع آمنه .. " سألته أمه .. " تنهد ماجد قبل يرد " وش فيها آمنه .. " نزل فنجاله وهو يرفع عيونه لأمه .. " ياولدي العرب شارينك والبنت ماعليها قاصر .. " ردت نوره تحاول تقنعه .. " ماعليها قاصر لعمرها بس ماتنفعنى يا يمه .. من الاخير .. أنا رجّال جربت حظى وخلاص لا عاد تفتحين ذى السالفه معى فديت قلبس .. يالله انا ماشي " دنق ماجد يحب راس أمه وهو يغمز لموضى وطلع .. " يمه مها ما فيه مثلها لا تعقدين حياته على الفاضي .. وتراس مجربتها ومجربه لولوه .. " تكلمت موضى بهدوء وهى تطالع أمها .. " آمنه مهى بمثل لولوة .. " ردت أمها بحده .. " وماجد مهوب مثل محمد من غير قصورٍ فيه .. يمه .. والله ما تعينين مثل مها ستر وغطا عليكم وعلى عيالكم .." همست موضى وعيونها تطالع أمها بدون ما تشوفها .. " وش فيهم عيالي تغطى عليهم .. " ردت نورة بضيقه وهى تقرص عيونها في بنتها .. تنهدت موضى وعرفت أنه صار الوقت اللى لازم أمها تعرف كل شي .. تنهدت وهى تتمنى أن الليله تعدي على خير ..


::

::

::


عقب صلاة العشاء مرّت عليهم موضى تسلم على أم ناصر وعطت مها أغراض الجورى اللى شرتها لها .. مها انحرجت منها .. " ماعندس سالفه .. ترى ماجد هو اللى دافعها ولو مادفعها دفعتها أنا .. ماعندنا أغلا من الجورى .." ردت موضى وهى تبتسم .. " هو اللى موديس .. " سألتها مها .. " لأ .. بس وصانى اشترى لها حتى مطرش الفلوس لى فى ظرف .. ولولا خوفى منه كان رديته عليه .. " علقت موضى وهى تاخذ بيالة الشاهى من مها .. " ما يقصر عسى عمره طويل .. الله يرزقه الذرية الصالحه ويعوضه عوض الصابرين .." دعت له أم ناصر اللى أثر فيها أنه رغم الظروف ما نسى بنت أخوه فى وجبة العيد .. " اللهم آمين .. كلها كم شهر ويخلص الملحق اللى يبنيه وتنورين بيت ولدس يمه .. " ردت موضى وهى تبتسم وتاكل من الحلا اللى مسويته مها .. " وشو ملحقه ..؟؟ " سألت مها باستغراب ..
" ملحق يبنيه متصل فى فيلتكم لأمى منيرة .. غرفتين نوم وصاله ومطبخ صغير وغرفة شغاله .. لهم باب داخلى عليكم وباب خارجى على الحوش .." سكتت شوى وكملت " شكلى خربت المفاجأه عليه" قالت موضى يوم شافت مها وأمها متفاجأين من الموضوع " ومن اللى قال له يتكلف بذا كله ؟؟.." علقت مها بتوتر.. " يادافع البلا وش كلافته .. يبنى لأمه وجدة عياله .. والله لو تشوفون فرحة أمى يوم درت أن أمى منيرة بتجى عندها .. " رجعت موضى تكمل صحنها " تسلم ايديس يا مهوى .. يجنن الحلو .. عطينى طريقته .. " .. " ان شاء الله .. " رفعت مها وجهها لأمها لقتها تطالعها بنظرة غريبة .. دنقت مها وما علقت وهى تقهويهم ..

فضى البيت بعد ما راحت ساره .. كانت ماليه المكان على أمها وأختها برغم الحزن .. وكانت ترد الصوت على مها .. ضغطت بايدها على راسها وهى تحس بوجع .. من العصر وحلقها يعورها .. وشكل البندول اللى خذته عقب الفطور ما فاد .. غمضت عيونها وهى تمشى لحجرتها .. دخلت شوي شوي وشافت الجورى اللى كانت راقده فى سريرها .. خذت ثلاث حبات بندول و مدت ايدها للفقس وخذت منه تمرخ رقبتها وصدرها .. حطت شوى على جبهتها يمكن يخف الصداع .. ربطت راسها بجلال ورقدت .. قامت ثانى يوم تحس براسها ثقيل .. وعيونها تعورها .. طلت على امها اللى ماعجبها شكلها .. " يا بنتى افطرى وخذى لس دوا والا روحى للمستشفى .." قالت لها منيره وهى على سجادتها تصلي الظهر .. " مافينى شي يمه .." ردت مها بصوت مبحوح " شوية احتقان وبيخف .. لمن أفطرت خذيت لى مضاد .." .. نامت اغلب اليوم .. وصحت على موعد الفطور تعبانه والصداع تحول لسخونه .. كان حلقها يعورها وماتقدر تبلع .. خذت لها شوي شوربة عشان تاخذ المضاد .. كانت حرارتها مرتفعه .. لكن عيت تروح للمستشفى وتخلي أمها .. " بأروح بكره الصبح .. ما ابي اطلع في الليل .." ردت مها وعيونها محتقنة من السخونة .. " خلى الجورى ترقد عندى عشان ما تعادينها .." قالت لها أم ناصر .. " زين يمه .. أنا بأتسبح يمكن تخف الحراره وبأرقد .." قامت لحجرتها ما تقدر تشيل عمرها عشان تسبح لكن حست بدوخه حطت راسها على المخده شوى عشان تخف الدوره وتقوم بعدها تتسبح ..

مر الوقت ومها راقده .. فقدتها أمها قريب الساعه 2 يوم ما قامت توعيها للسحور .. دخلت عليها الحجره .. " مها .. مها .. قومى السحور .." وقفت توعيها عند الباب .. قربت منها شافت تنفسها سريع .. " بسم الله عليس .. مهوى .. مهوى .." حطت ايدها على راسها .. كانت عليها حمى قويه .. تروعت ام ناصر .. وراحت تنادى الشغاله .. رجعن لها وحاولن يوعنها لكنها كانت تهلوس من الحرارة وشفايفها ناشفه .. حاولت أمها تسقيها .. لكنها رجعّت .. كانت أضعف من أنها تاكل من الحمّى .. كان لازم تروح للمستشفى .. لكن من اللى بيوديها نص الليل .. " مافيني شي .." ردت بضعف وصوت مبحوح وعيونها ذايبة من السخونه .. " انتى ماتشوفين شكلس .. بأدق على السورى تجى تاخذس هى وأحمد .." قالت أمها وهى ترفع جوال مها .. " لأ يمه ..مافيه داعى فديتس .." ردت وهى ترتجف وتحاول ترفع نفسها على السرير " باقوم اتسبح وبتخف الحرارة .." نزلت رجلها من السرير ودارت بها الدنيا وتمايلت وطاحت على الشغالة .. " روحى للمجلس شوفى ماجد هناك خليه يجى يوديها المستشفى .." صاحت ام ناصر على الشغاله .. " لا يمه .." تلاشى صوتها مع الوجع وهى تبلع ريقها ..


::

::

::


غطى عيونه بذراعه عشان يرقد .. وهو يتذكر الغبقه اللى كانت عند ابوه والهواش اللى صار فيها .. قبل هالوقت بساعات ..
كان مجلس ابو محمد مليان بالرياجيل .. وريحة العود ماليه المكان .. وفهد يقهوى الرياجيل .. وماجد يراقب المكان بصمت بعد ما تأكد أن الغبقة جاهزة في المقلط .. كان بنظرة وحده منه يآمر المقهويين اللى كانوا يركضون يمين ويسار يوجبون الضيوف .. قريب الساعه 11 قلطوا الشيبان على الغبقة .. وعقبهم الشباب .. على 12 ونص كان أغلب الموجودين أستأذنوا وما بقى الا خاصة العائلة .. استأذن ابو محمد بيقوم .. " لحظه يبه بغيتك بموضوع .." وقف فهد يكلمه .. " خير يبه .." رجع أبومحمد يقعد مكانه .. " خير يا عمى .. ما رديتوا علي بخصوص موضوع الخطبة .." سأله فهد وهو يقرب منه .. رفع ماجد عيونه لولد خالته .. " العرب موافقين يابوك .." التفتت ابو محمد صوب ماجد وكمل " أنا ظنيت أن ماجد عطاك خبر .." طالع ولده بنظرة استغراب .. " لا والله ياعمى .. على العموم الساعه المباركة وقربكم يشرا يابو محمد ما يباع.. ومتى تبون العرس .." سأل ابو محمد .. " معليه يبه لكن مابه عرس ذلحين يا فهد .." تكلم ماجد يقطع ولد خالته .. التفت عليه فهد بدهشة ..

" عمنا .. وجد عيالنا توه متوفي .. ومهى بعدله نعرس ما مر عليه حتى شهر .." كل الهمس اللى كان فى المجلس توقف عقب كلام ماجد .. وبعضهم أستأذن وطلع .. " ما هنا الا العافيه يابوك .. والمره مرتك لو تبيها ذلحين خذيتها بثيابها ..أنا بأقوم أريح شوي قبل القيام .. واللى تبيه يا ولدي بيصير .." قال أبو محمد الكلام لفهد وطلع وهو يقرص عيونه في ولده .. " خير يا أبو عبدالله .. اللي يسمعك يقول انى قايل لك بأعرس بكره .." رد فهد على ماجد بهدوء وعتب بين الحروف .. تنهد ماجد ورفع عيونه لولد خالته " معليه يا فهد .. أأجل الموضوع شوي مهوب وقته ذلحين .." رد ماجد بتوتر .. " خير ان شاء الله .. أكرمكم الله .." استأذن فهد وطلع .. " يا اخى وش اللى سويته .." تكلم فهد بن عبدالله .." فهيّد .. لا تزعجنى .." رد ماجد عليه وهو يرفع ايده فى وجه أخوه الصغير.. " وش اللى لا أزعجك .. شفيك على الرجال .." رد عليه .. " مافيني شي .. بس ذا وقت يتكلم فيه عن عرس وخرابيط .." حاول ماجد يبرر تصرفه لأخوه .. " ايه وقته .. الرجال ماغلط .. ولا قال لك بيعرس بكره عشان تهّب فيه ذى الهبّه .. ترى كنك ضايق مادرى عنك .." رد فهد بقسوة على أخوه وهوينزل الدله من ايده عشان يطلع .. " اقطع .." لقط ماجد فنجال القهوة اللى قدامه ورش اخوه به .. " مهى بجديده عليك .. عدّل أخلاقك .. ترى لك فتره نفسك فى خشمك .. وفهد ان تحملك غيره مهوب ملزوم يتحملك " قام أخوه وهو ينفض ثوبه من القهوة وطلع ..


توعا على دق خفيف على الباب .. فتح عيونه .. هو يحلم .. صوت الدق رجع من باب المجلس الداخلي " نعم .." صاح وهو يرفع نفسه على ايده .. انفتح الباب شوي .. وشاف وراه زول " من .." صاح .. " بابا هذا ماما داخل يبي أنت .." .. تروع وفزّ على حيله .. تبينى داخل .. الجورى ...!!! " الجورى فيها شي .. " صرخ على الشغاله وهو يلبس ثوبه .. " لأ .. ماما مها مريز واجد .." .. مها مريضه .. له كم يوم ما شافها .. دخل يمشى ورا الشغاله وهو مهوب عارف وشبلاها .. " يمه .." نادى من الصاله .. " لبيه .. تعال يبه .." .. ما صدق نادته دخل بسرعه أول غرفه قدامه .. " عسى ماشر يمه وشبلاكم .." نشدها وهو يقرب من السرير .. " يا ولدى مادرى شبلاها .. عليها حمى وماترد علي .. " ..
قرب منها شاف وجهها الشاحب وخصلات شعرها لاصقه بوجهها من الحراره .. بسم الله عليس رددها فى قلبه .. قعد جنبها على طرف السرير " مها .. مها .. " ضرب بايده على خدها بشويش .. فتحت عيونها اللى كانت ذابله .. وأول ما فتحتها تسربت دمعه ساخنه منها نزلت احرقت كفه اللى حاضن وجهها .. " هاتي عباتها .." تكلم بحزم مع الشغاله سحب اللحاف منها .. " خلنى اعاونك .." قربت ام ناصر .. لكن ماجد ما التفت لها .. حط شيلتها على راسها ولفها ودخل ايديها بالعباية وهى توّن من التعب .. دخل ايده اليسار تحت راسها ويمينه تحت رجيلها ورفعها .. ومشى بسرعه للصاله .. ضمها لصدره وهو يحس بحرارتها تخترق ثوبه .. نزلها على الكنبه .. " بأروح معك يبه .." قالت له أم ناصر بخوف وقلق .. " وين تروحين يمه فديتس .. أنا بأك*** .. " رد عليها بسرعه وهو مشغول يتحسس مخباه ويدور مفتاح السيارة .. " زين خلى الشغاله تروح معك تعاونك .. " رجعت كررت له الطلب .. " ولا الشغاله .. أنتو بس سكروا الباب .. عليكم .. وأنا مفتاحى معى .. وان شاء الله ما نتأخر .." التفت على الشغاله " اقعدى عندها .." وطلع وراه بسرعه .. مر المجلس سحب غترته وخذا جواله وطلع .. شغل الموتر ودخله للبيت داخل وفتح باب السياره ورجع للصاله .. لقا مها تحاول توقف وهى ترتجف " مشينا .." قال لها بصوت واطي .. وقفت تحاول توازن عمرها .. اندفع صوبها يوم شافها بتطيح وشلها من الارض وهى تعترض بصوت واهن .. ضمها بقوة لصدره " اسكتى بس .. اسكتى" همس عند اذنها وهو يطلع بها ..


ارتخت على صدره .. ودموعها تغسل شيلتها .. من الوجع .. من الألم ومن التعب .. ومن حاجتها له وضعفها بين ايديه .. تحس بضربات قلبه تحت اذنها وصوت تنفسه وهو يسرع فيها .. ليت المسافه تطول ولا تبعد عن ايدينه .. قربوا من سيارته .. رفعها وحطها على الكرسي الجلد .. تاوهت من التعب .. سنّد راسها شوي شوي .. دخل عباتها وسكر الباب .. ولف يركب .. دق سلف ورجع ورا ومشوا للمستشفى .. فى الطريق .. كانت تبلع عبرتها من التعب .. تحس عيونها مجامر من الحراره .. فتح التكييف يبرد عليها .. حسته مد ايده ورا ولقط بطانية حطها على رجيلها .. ورجع يلتفت صوب الطريق .. اللى كان فاضي آخر الليل ..


::

::

::


وفي بيت أبو محمد ..
كانت نوف قاعده فاتحه التلفزيون فى حجرتها .. وفي ايدها الريموت وعيونها ما تشوف الشاشه .. مجرد مناظر تمر قدام عيونها وبالها مشغول .. " كرهتينى وأنا بنت عمس عشان موضوع خطبة ماتم .. مستعده تكرهين روضة .. أختس .. عشان هالشي بعد ..؟؟" كان كلام مها في بالها من ذاك اليوم .. يتردد بينها وبين نفسها .. ماقدرت تعترف أنها صابت الحقيقة .. فهد .. الحلم اللى ما تحقق .. وماراح يتحقق عقب ما خطب أختها ..عضت شفايفها بتوتر ..

كانت تحلم فيه من عمرها 14 سنه .. وكل حياتها الجاية تدور حوله .. أحلام كثيرة جمعتها معه وشكلت مستقبل هى الوحيدة اللى تحلم فيه .. القيود العائلية منعتها تبين له مشاعرها .. ماقدرت تعبّر له عن احساسها فى مجتمع يرفض اى علاقة خارج اطار الشرعية .. ودين يرفض اى ارتباط خارج حدود الشرع .. لكن هو .. لو كان يبينى ما منعه شي عنى .. مثل ما قالت لى موضي .. مادرى عنى ولا عن هوى دارى .. وبالنهاية كل شي قسمة ونصيب .. تنهدت بمرارة .. " يمكن فيها خيره .. وهذا اللى جاس يعوضس عن اللى راح .." قالت موضي لها اليوم عقب صلاة المغرب " فهد صفحة لازم تطوينها خاصة انه بياخذ أختس ومشاعر مثل اللى بتكتمينها قنبلة موقوتة .. بتسممس وتسمم حياتس وحياتنا معس قبل تنفجر .. ولمن انفجرت خذت الاولى والتالى" قرّبت منها تمسك ايديها بين ايدها " صدقينى .. لو حسيت منه بميل لس كان أنا بنفسي كلمت خالتى .. وتصرفت .. لكن الرجّال ما يفكر *** .. وهذا اللى خاطبس خوي ماجد فى البنك .. رجّال ولد عرب وفيه خير .. العمر يمشى ما نحس به يا نوف .. هذا انتى قربتى 26 .. نبي نشوف عيالس .. والا ما تبين عيال يشيبون براسس .." دنقت تطل فى وجه أختها اللى مدنق وهى تبتسم ..

وقفت قدام المرايه تشوف شكلها .. حست باليأس يملاها .. لكن ماكان فيه شي ممكن يغير الواقع .. ويغير ان هالأنسان مهوب مكتوب لها .. نزلت دمعة على خدها مسحتها بطرف ايدها وهى تّنهد .. لفت وراها وطلعت من الحجرة .. بتروح لحجرة أختها .. روضه ..


::

::

::


وصلوا الطوارئ .. نزل ماجد ودخل ياخذ لها كرسي متحرك .. وصل صوبها وفتح الباب .. مدت له ايدها ترتجف .. مسكها بحذر لين نزلت وقعدت على الكرسي .. تأكد انها متغطية عدل .. ومافيه شي من عباتها نازل تحت الكرسي .. دفها ودخلوا الطوارى ..
" السلام عليكم .. وين الدكتور .." سأل الممرضات .. " عليكم السلام .. ايش المشكلة .." شرح لهم وضعها وبدوا فى الاجراءات .. دخلوها وخذوا حرارتها وضغطها وكان لازم يركبون لها مغذي وتاخذ المضاد الحيوي .." فيه احتمال حمل .." سأله الدكتور.. سؤاله صب على مها المحمومة ماى بارد خلاها ترتجف زياده .. " لأ يا دكتور .." رد عليه ماجد بهدوء وعينه ما فارقت رجفة مها .. كان سؤاله سكين حركت جرح ماجد شوي شوي .. بدوا يعطونها الدواء وقال الدكتور يبي لها ثلاث ساعات تقريبا وبعدها تقدر ترجع البيت وتتابع العلاج هناك .. طلع الدكتور وخلاهم مع الممرضه .. قرب منها وهى نايمه على السرير وسحب شيلتها اللى مغطيه وجهها .. وقعد يتأمل وجهها الغالى على قلبه " ماشاء الله .. واجد حلوة .." قالت له الممرضه الهندية وهى تبتسم .. " ايه حلوه .." رد عليها وعيونه ما فارقت وجهها .. طلعت الهندية وخلتهم وسكرت وراها الستارة .. سحب الكرسي جنبها وقعد .. رفع ايده يشوف الساعه كانت قريب 3 ونص .. خذا جواله واتصل على أم ناصر يطمنها ..


::

::

::


قعدت عقب ما صلت القيام .. تحس بالضيق اللى كان كاتم على صدرها بدأ يتلاشى .. وتحول الكمد والحرقة لدموع شفافه .. بكت .. كنها ما بكت عليه من قبل .. كنها ماعرفته من قبل .. وليتها ماعرفت .. بكت ظلمها وظلمه لهم كلهم .. بكت حزنها وخوفها عليه يوم لاقى ربٍ رحيم .. لكن شديد العقاب .. وأعمالٍ فى كتابٍ مرصود لا يغادر كبيرة ولا صغيرة الا أحصاها .. بكت حاجته لهم اللحين وهو كان مستغنى عنهم قبل .. رفعت ايديها تطلب ربها أنه يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن سيئاته .. وقررت أنها تحاول تصلح الغلط اللى صار .. منه ومنها هى .. مسحت دموعها تعرف مافيه شي ينفعه الا الدعاء والصدقه .. قررت تطلع عنه صدقه الصبح إن الله أحياها .. وتطلب السموحه من اللى ظلمها يمكن هالشي يخفف عنه ..


::

::

::


الساعه 7 طلعوا من الطواري وكانت مها تقدر تمشى وحالتها شوي أحسن .. ركبوا السياره بصمت .. " شلونس ذلحين .." سألها .. " الحمدلله .." ردت بصوت مبحوح .. " أهم شي تداومين على المضاد تراه خمس ايام .. عشان ما تنكسس السخونه .. زين .." رد عليها وهو يلف يطلع برا المستشفى .. " زين .. " ردت بهدوء .. " افطرتى اليوم وأفطري بكره والله يعينس على القضا بعدين .." التفت لها يكلمها .. " لأ .. اليوم بس .. وبكره بأصوم .." ردت عليه .. " عناد السالفه ..؟؟ جسمس تعبان ومحتاج يرتاح .. والله سبحانه عاذرس فخلى عنس الخبال .." رد بعصبية .. " أنا بخير الحمدلله .. " .. " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة .. ماانتى بأقوى من أمر ربس .. واللى تسوينه فيه مضره لس .. اهتمى بعمرس مهوب عشانس .. عشان بنتس اليتيمه وأمّس " قط الكلام عليها بضيق يبي يوجعها وصد عنها .. ما ردت عليه صدت وراها تشوف الشوارع .. بلعت غصتها ..

صرت ما أهمه .. وليش تهمينه .. أنتى اللى بديتى تحملي ذلحين .. هو اللى بدا .. من سنين مهوب من ذلحين .. من سنين .. شفته .. ومن سنين نبت بقلبى غصن أخضر أورق فرح .. ومات .. وتحول لشوك ينغرس بنفس القلب .. كيف كان وشلون تحوّل وصار ..
شوك ينتهز كل فرصة عشان يجرحها بلا سبب .. يضحي فيها بدون ذنب .. غامت عيونها بدمع رفض ينزل ..
عنيده ومهى متغيره .. تعاند في أتفه الأشياء .. ضغط على البترول أكثر .. يقول لها الدكتور تعبانة ولازم تفطر .. تقول بتصوم .. الواحد ينصحها كانه ماكل حلال أبوها .. عقل ناقص و.. " جزاك الله خير .." قطع صوتها المرتجف أفكاره .. " هااه .." رد عليها وهو مايدرى وش قالت .." أقول جزاك الله خير .." ردت بصوت واطي .. " عشان ..؟؟" سألها بضيق .. " تعبت عمرك وديتنى للمستشفى .." التوتر كان مالى صوتها .. وايدها في حضنها فضحت ارتباكها اللى غطته الشيله على وجهها .. " اى تعب ؟؟ أنتى نسيتى انس مرتي وملزوم *** بكل حاجه..؟؟ " رد عليها ببرود .. " لأ ما نسيت .. بس شكلك أنت اللى نسيت .." طلع منها الكلام بدون ما تحاسب عليه .. التفت لها متفاجئ " نسيت ..!! وشلون نسيت بعد؟؟ علمينى ..؟؟ ".. انتبه لحركة ايدها بحضنها بعصبية .. " ولا شئ .. " ردت بهروب .. " لا فيه شي وبتقولين .. مهوب على كيفس تفتحين المواضيع وتسكرينها وقت ماتبين .." صرّ على ضروسه .. " تكلمى .. " نزرها .. " قلت لك ماعندى شي أقوله .. " ردت بعصبية وهى تبتعد صوب الباب .. رحم مرضها .. ويتمها .. صدّ عنها .. وبصوت هامس تكلم ..


اباتركك للوقت و أنـت وضميـرك
إمـا تغيـب العمـر والا تجينـي
بالحيل ظامي ما روانـي غديـرك
و بالحيل عنك بعيـد لا تحترينـي
أنا ضرير الوقت وأنـا ضريـرك
بعيـد لكـن كنـك قـدام عيـنـي
يمكن مـع الايـام باحـب غيـرك
مـادام قلبـك صـادقٍ مايبيـنـي
يمكن ادله وانكـر انـي عشيـرك
و بعد ارتحال العمر يمكن تجينـي
أبي قليل الحب مـا ابـي كثيـرك
ارجوك عطني بس لو بعض دينـي
شرّك محى في صفحة العمر خيرك
وحبك تركني هايـمٍ فـي سنينـي
و انا ادري ان كل الحكي ما يثيرك
لكن لزوم اقول وش صـار فينـي
لابد ياتي يوم و تعـرف مصيـرك
و تقول بعد غيـاب عاميـن وينـي
خل الهوى خله لغيـري وغيـرك
ذا ما جنته ايديـك ماهـي يدينـي
اباتركـك للوقـت لازم يـديـرك
ولا جيت ابا صافحك فاقطع يمينـي



ذبحتها كلماته .. وماعاد للكلام داعى .. غرقت دموعها وجهها وهى تسمعه .. وصلوا البيت .. التفت عليها بهدوء " ماعندس شي تقولينه .. زين .. بأخليس ذلحين .. مقدر وضعس وتعبس .. لكن صدقينى ماراح أنسى لس ذا الكلمة .. وما اكون ولد ابوى إن ما طلعت عليس الأولى والتالى " رد عليها بصوت واطي لكن مليان قسوة .. دخلها الصاله وعطاها دواها وطلع .. سمعت صوت موتره برا .. وينه رايح ..؟؟؟


::

::

::


قربت العشر الآواخر تنتهى .. وقرّب رمضان يرحل بكل ما فيه من خشوع وسكينة ورحمة .. بكل ما حمل من طهارة وفرح .. وحزن .. قرب ينتهى وماندرى نلحق عليه السنه الجاية والا لأ ..

وقبل العيد .. وقبل ما ينتهى رمضان برحمته .. وبكل اللى راحوا فيه .. ساره سافرت مع زوجها .. وكان وداعها يقطع القلب .. تعب فوق تعب .. والله المستعان .. اضطر أحمد يستعجل في السفر حتى قبل العيد .. لأنه تأخر واجد فى التسجيل ودامها وافقت تروح معه لازم يسافرون قبل نهاية 8 .. وداع تفجرت فيه كل المخاوف من الجاى .. وكل احزان الماضى .. كل قلق اليوم .. والخوف من بكره .. انتزاع ساره من بيتها ومكانها وأمها وأختها كان مثل انتزاع نخلة من جذورها .. مهما كانت الأرض اللى بتنزرع فيها خصبة يبقى البتر قاسي مؤلم ..
سافرت وهالسفر ربطها بزوجها بشكل أكبر واقوى .. كان الملاذ والحصن لقلب قسمته صدوف الأيام .. وشطرته الغربة وقبل الغربة شطره الحزن واليتمْ .. ياترى .. وش مخبي لها هالوقت ..!!!

قرّب العيد ..
تكاثر الهم على قلب مها .. وشلون يعيدون وهو مهوب معاهم ..

يبه شلونك ... ملل هالــكــون من دونك ..
يبه شلونك ؟؟ وتمضي رحلة الدنيا..
بليا طلة عيونك..؟؟!!

يبه شلونك ؟؟ وشلون المرض وياك ؟؟
بعد ماهدك بدنياك .. عساها تغمض جفونك ؟؟
تبي تدري عن احبابك ؟؟ عن عيون تغنا بك ؟؟
عن قلوب دفنها الشوق .. واذا جاها الغفا جابك ؟؟

يبه امي تخيلك دوم .. تغني لك مع القمرا ..
يبه واللي خذاك بيوم .. خذا بنيتك بكرا ..
خذا.. وياماخذا.. وياما .. خذا ناس يحبونك

يبه شلونك ؟؟تبي تدري عن اخباري ؟؟
عن افكاري وتذكاري ؟؟

اشيلك داخلي جمره .. وبعيون الحزن عبره ..
تغرقني .. وتحرقني ..
اشوفك نجمة تجبر.. مراعيها .. يراعيها ..
واشوفك للرجوله اسم .. اذا شد الزمن تقسى .. وحلم من معاني الحلم ..
احسك مقبل بكرى ..
وعيا لايجي بكرى
!!

ما عاد بي من حيل .. وين الحيل ؟؟
وانا اشوفك نهار و ليل .. مع اني ادري ما ترجع ..!!
غريبه .. بعدها تدمع .. عيوني من هموم البين ..
وادريبه مكانك وين !! ... مع َ هذا ..
ارد و اسأل !!
يبه .... وينك ؟؟
ولا كني اعرفك وين !!
شبكت العشر في غيابك ... على راس ٍ كساه الشيب ..
ومن وداك ... ما جابك ..

ولا ادري وش يخبي الغيب
وجرح ٍ عذّب احبابك ..
يبه ..عيّا يخف و يطيب !!
يبه ..
كل جرح في الدنيا .. مصيره بالدوا يلتم ...
ولكن البلا من جرح .. نزف فرقاك ... بليّا دم
وهذا الفرق في جرحي ... عجز يلقا الدوا دكتور .. !!
انا جرحي غريب الطور !!

ينزف ... بس بليّا دم .. و زاد الهم فوق الهم ...
و دام انك يبه غايب ... جروح الغيبه ما تـلتم ..
بس عندي امل للحين !! ... و لا كنّي اعرفك وين !!
يبه ..
ذكراك تفرحني ....
في نفس الوقت تجرحني !! ...
لا من جبت في طاريك ... دموعي غصب تفضحني ....

يبه تذكر زمانٍ مر؟؟
يبه تذكر مجالسنا ؟
مقلطنا ومجلسنا ؟
وحارتنا ومسجدنا ؟
يبه تذكر هدايا العيد ؟
صلاة العيد؟ وبشت العيد؟
يبه تذكر سوالفنا ؟
لاجل هذا ..
وكل هذا ..
اقول اليوم يايبــه ..
ملــــــــــــــل هالكون من دونك



::

::

::


قريب الساعه 1 ونص بالليل كانت مها تدور فى البيت الخاوى .. كانت صحتها أحسن .. بس روحها مريضة .. من يقدر لتعب الروح شهور .. سنين .. مرده بيطيح لو قاوم .. وآخرته بينهار ولو تظاهر بالصمود .. ماحد حولها أمها راقده فى حجرة أختها .. والجورى فى سريرها فى حجرتها .. وأختها سافرت .. يفصل بينها وبينها بحر .. وعمر بتعيشه كل وحده لحالها .. بعد ماكانوا توأم روح .. الوحده تحس باللى في قلب الثانية قبل لا تتكلم .. تحس بوجعها قبل تقول .. تحس بفرحها عمر جديد يمدّ بعمرها .. وينها راحت .. وينه .. راح وتركنا وراه .. الله يرحمك .. بلعت غصتها وطلعت تدور على شي ماتدرى وش هو .. طلعت للصاله .. للمطبخ .. للمجلس .. دخلت شافت سحور ماجد مرتب .. كم صار لها ما أشرفت عليه ..؟؟ الشغاله تحطه له .. والشغاله تشيله بدون ماتدرى هى حتى هو تسحر والا لأ .. تنهدت .. وكلام أختها يتردد فى راسها " أمانة وبتتحاسبين على هالشي يوم القيامة .." غمضت عيونها بقوة .. مقصرة تدرى .. بس ما تقدر تجبر نفسها .. كافى تعب وحزن .. ماعاد فيها تنكسر أكثر .. أخوه كسر كل شي حلو فيها .. اربع شهور كانت أكثر من كافيه تستنزف كل المشاعر والأحاسيس وتقتلها .. أربع شهور كانت أكثر من كفايه تسلخ روحها حية .. نكران وجحود وخيانة .. أربع شهور كانت كافية تنتزع ثقتها من نفسها عشان يدوسها منصور تحت نعاله .. وهو .. ظلمها .. وهى ظلمت نفسها أكثر ..

وموت أبوها كسر الباقى فيها .. ماعاد فيه وقت للحساب .. ولا للعتاب .. له طريقه وهى لها طريقها .. فتحت عيونها اللى امتلت دموع .. وهى تشوف فراشه قدامها .. حست رجيلها ما تشلها من التعب .. طاحت جنبه .. مدت ايدها تلمسه .. تلمس المخده وايديها ترتجف .. رفعتها تشمها .. ريحة عطره هى الباقيه منه .. مافيه شي منه فى هالبيت .. وعقب ما يغيب .. ماراح تتذكره بشي .. دست وجهها فى المخده تبكيه قبل الغياب .. وبعد الغياب .. بكت كل شي حبته فيه.. وكل شي فقدته معه .. بكت أبوها اللى خذاه الموت .. بكت سنينها اللى حبست فيها الوجع فى نفسها لحد ما صار جرح ملتهب .. يهدد أنه ينفجر مع أى نسمة حزن جديد .. بكت .. فجأة ..

انتزعها من حزنها جذبة ايد قويه .. سحبتها من ذراعها ورفعتها برعب وصوت يهدر فى أذنها " وش *** تبكين .." رفعت وجهها بصدمه .. وما شافت من الدمع اللى ملا عيونها .. بس الصوت اللى تعرفه خرق طبلة أذنها ..
مدت ايدها بخوف تعدل جلالها اللى سحبه يوم سحب ايدها .. " ردي عليّ .." كان وجهه أسود وهو يقرص عيونه فيها .. خذت لحظات عشان ترجع للواقع .. وقفت وحاولت تسحب ايدها منه بس هو ماكان معطيها فرصه .. شدّها من ايدها لصدره وهو يصر على ضروسه "سألتس ليه تبكين.." صرخ بنبرة ارتفعت مع آخر كلمة .. " مافيه شي .. فك ايدي .." ردت بصوت مرتجف .. " وش تسوين هنا.. ".. " ما أسوي شي .." .. " هذا كله وما تسوين شي ..؟؟" .. ماقدرت تجاوب نزلت عيونها وثبتت نظرتها على ايده اللى ضاغطه عليها .. شحوب وجهها ودمعها كان أصدق من أي كذبة بتقولها .. " الجورى فيها شي .. " هزت راسها بلا وهى تحاول تسحب ذراعها من ايده .. " أمّس فيها شي .." .. " لأ .." .." ها وشو عليه ذا المناحه كلها اللى وقفت قلبي يوم دخلت ..؟؟" نشدها والغضب والخوف يملا كل كلمة تطلع منه ..

" فك ايدي زين عورتنى .. " حاولت تبعد عن صدره .. " عورتس ..؟؟ طلعتى تحسين ومن لحم ودم .." قالها وهو يتمقت عليها عقب ما فك ذراعها .. " أمى .. أمى تقول لك تعال ارقد داخل .." ردت عليه وهى تسحب ذراعها وتفرك مكان مسكته .. " وش المناسبة ..؟؟" سألها وهو يطالعها من فوق لتحت .. " مهى بعدله ترقد هنا .. ماعاد به أحد عندنا .. غير أن وراك دوام ولازم ترتاح .. " قالت بتردد .." زين .. قلتى داخل .. وين داخل ..؟؟" رجع يسألها وهو يشبك ايديه على صدره .. " في حجرتى .. " قالت بهمس .. "وأنتى وين بترقدين ..؟؟ " سألها .. " مع أمى .." ردت وهى تحس بالخوف من أسئلته اللى ماتدرى وش وراها .. " سلامتس .." رد بكلمة وحده .. رجعت وراها بدون شعور .. " بترقدين عندى وبتقومين بواجبي .. كفاية قعدتى هنا كنى هندى والا عزوبي .. كلامى واضح .." .. " من فضلك .. مافيه شي تغير .. " .. " لا فيه .. وأشياء واجد تغيرت .. إذا مهوب عندس عندى أنا .. مهوب انا نسيت أنس مرتى .. يالله هذا الوقت جا .. ردي لى الذاكرة يابنت عمى .. يا زوجتى .." ابتسم بشماته وهو يشوف تعبير وجهها المصدوم ..







 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقايا بلا روح, قلوب محرمه على النسيان, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t143218.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-10-14 11:34 PM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 12-08-14 08:48 AM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 08-08-14 11:54 AM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 03-08-14 05:32 AM


الساعة الآن 11:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية