وترجع كل القلوب لخالق واحد سبحانه .. يقلبها بين يديه كيف يشاء .. قلوب مليانه فرح .. وقلوب مليانه خوف .. وقلوب مليانه ندم .. صدق من قال القلوب مثل الزجاج .. مثل كاس كريستال .. رقيق ورائع المنظر .. وسبحان الله مهما امتلا مشاعر وأحاسيس ما ينقص بيوم ابد .. يفيض هالمشاعر على كل اللي حوله .. لكن مجرد ما ينكسر هالقلب .. يكون صعب جداً تصليحه .. وحتى لو صلح ,, مستحيل يرجع مثل أول .. يمكن شكله الخارجي يكون كامل .. لكن الخدش القديم .. والكسر موجود .. ساعتها يكون القلب غير صالح للأستخدام ..
قلب ماجد في لحظة اعترف بكل شي .. فى لحظه فاض فيه الحب اللى انحبس سنين .. بين ايدين المخلوقة اللى هواها قبل يعرفها .. ونساها غصب قبل تكون نصيب أخوه وقبل ينكشف هالسر القديم .. فى لحظات احتاج هالحب يتنفس وهو اللى انكتم قبل يشوف الشمس ويشم نسمة هوا حقيقية جنب اللى نبض لها .. لحظات كانت ممكن تغير النفوس لكن سبحان الله .. لكل شي حكمة .. وكان الرفض من جانب اللى نبض لها هالقلب .. عشان تكون الصدمة أكبر .. ويكون الجرح أعمق ..
ماجد بيوم رفض مها .. طردها من بيت أخوه اللى كان بين ايديه جثه دافيه .. أعماه حزنه على أخوه أنه يشوفها بأى صورة ثانية الا صورة الخاينه والقاتلة لأخوه عضيده .. هالصورة اللى ترسخت على مدى السنين .. وصار من الصعب تبديلها .. لكن بدايات الشك بين اللى يعرفه وسمعه .. وبين اللى يشوفه قدام عينه خلت بذرة الحب تكبر من جديد .. ولو فى الظلام بعيد عن نور عيونها وبسمتها .. خلاها تزهر فى قلبه ربيع ينتظر الدفا والشمس .. لكن الرفض تكرر وهالمره من مها .. كما تدين تُدان .. والجروح قصاص ..
ساره وأحمد .. قلبين اجتمعوا فى ليلة .. دقوا قبل هالليله بشهور .. بس ساره الغشيمة فى الحب والغشيمة فى أطباع الرجال كانت خايفه وهذا وضع طبيعي .. حتى لو تظاهرت بالقوة .. داخلها انثى خجولة ماقد جربت الحب من قبل ولا عرفت الشوق .. ولا قدرت تواجه طوفان الأحساس فى كلمات أحمد لها .. وأحمد .. فاضت أحاسيسه لعروسه غصب .. بعد شهور الأنتظار صارت له .. بكل عفويه باح باللى في صدره .. لكن شلون كانت ردة فعل ساره ...
الجزء العشرون
كانت واقفه قدام أحمد من دقايق بس .. فى حسابها هى كانت ساعات .. تسمعه وهى تحس أنها تسمع الكون كله ..
أثر العمر ساره
وكل المدى ساره ..
سافرت كل العمر .. وراجع احب سارة .. "
معقول يحبنى ..؟؟ مستحيل .. متى وكيف .. لأ .. أكيد هذا كلام بس .. عشان .. عشان .. رجعت لعقلها كل السوالف القديمة اللى كانت تسمعها من صديقاتها يوم تزوجن .. ومع كل فكرة تطرى على بالها ترمش عيونها ألف رمشه .. تقطعت أنفاسها وهى تشوف عيونه تضيع فى عيونها ..
" أنا .. " نشف لسانها وماقدرت تكمل .. " أنتى .. تدرين .." رد أحمد وهو للحين ماسك ايديها " لو اللي قال قصيدة ساره شافس .. وعرفس كان غير الأسم لمنيرة والا حصه والا بتله .." خلص كلامه وهو يبتسم ابتسامة هاديه .. انفجرت كلماته فى وجهها .. فك ايديها بكل بساطه والتفت وراه عشان يفصخ بشته .. لفت على طول واعطته ظهرها وهى تمنع عيونها تدمع .. مشت خطوتين وشافت باب الحمام واتجهت له .. " وين بتروحين .." سألها .." بأغير ثيابي .." ردت عليه بدون ما تلتفت صوبه .. " تبين مساعده ؟؟.." قال لها ورنة ضحك فى صوته .. " لأ .." ردت عليه بقهر .. " زين لا تتأخرين عشان نتعشى .." رد عليها وهو يشوفها معطيته ظهرها وكل شي فيها يرتجف ..
جعله ما يطلع من بطنك .. مشت بسرعه وهى تدعي عليه فى قلبها .. دخلت الحمام وقفلت الباب وراها مرتين .. قعدت وهى تنافض .. ضمت ايديها مع بعض بقوة .. يضحك علي .. شايفنى خبل قدامه والا بزر .. لو عرفس والا شافس كان غير الاسم لمنيره وبتله .. كررت كلامه فى قلبها وهى تقلده .. مالت عليك بس وعلى ذوقك .. وش أنت مفكر عمرك .. حظك اللى جابنى لك .. وقرادتى اللى طيحتنى بين ايديك .. والا وين أنت و وين أنا .. التفتت حولها تشوف الحمام المرتب .. وش أسوى ذلحين .. ماجبت معي ثياب عشان أبدل .. بأقعد فى الحمام لين يرقد .. والشكوى لله .. حاولت تهدا شوي وتنسى اللى ينتظرها ورا الباب .. رجعت تفكر فى العرس والحفلة .. لمست طرف كمها الواسع المشغول .. وحبات الخرز والكريستال تلمع .. ابتسمت وهى تتذكر أختها .. وصديقاتها وبنات عمها .. وخذتها الأفكار في محاولة هروب من الواقع اللى ينتظرها برا في الغرفة ..
سلّم أحمد عقب ما صلى ركعتين .. ودنق يفكر فى كلامه لساره .. يعنى كان لازم يخبص ويكسر بخاطرها .. تنهد .. وش اسوى .. هو به واحد يقول لوحده أول مره يشوفها ويقعد معها أنه يحبها .. بتقول نصاب وكذاب .. وهى ملسونه لو ما سبقتها بالكلام كان قالتها فى وجهى .. أستغفر الله .. بعدين البنت كانت شوي وتذوب بين ايدي من الخوف .. وأنا قاعد أتغزل فيها .. والله ماعندى سالفة ..
دق على الباب نبه ساره من أفكارها .. " نعم .." ردت بنرفزه .. " انتى حية والا ميتة .." سألها أحمد من ورا الباب .." فيه شي .." ردت بنرفزه .. " سلامتس مافيه شي بس بتطلعين والا أعطيس مخده ترقدين عندس ..؟؟" رد يتمقت عليها .. سفهته وماردت عليه .. " يعنى لازم أقول لس انى ابي الحمام والا أروح للغرفه اللى جنبنا ؟؟.. اخلصى اشوف .." سمعت صوته طفشان .. تورطت ساره وقفت عشان تطلع .. فتحت الباب وكان أحمد واقف وراه .. قعد يطالعها من فوق لتحت .. وكانت اصابعها متشابكة تلعب في بعضها من التوتر " ليش ما غيرتي ثيابس .." سألها .. " ثيابي برا .. " ردت بدون ما تشوفه .. ابتسم أحمد " تدرين لا تبدلين خلس كذا أحسن .. تعالى نتعشى .." قال لها ومد ايده لها .. " مانى بمشتهية .." ردت وهى تتجاهل ايده الممدوده صوبها ولفت عنه تدخل داخل الغرفه .. " زين اقعدى معى ما اعرف أكل لحالى .." طلبها وهو فى قلبه يقول يا كذبك .. يا من مره كليت لحالك وأنت فى بريطانيا .. بس عسى ما تكشف كذبتك وتفشلك .. لفت عليه ورفعت راسها بهدوء تشوفه .. مشت قدامه وقعدت جنب الطاولة وايديها فى حضنها .. دخل الحمام يغسل ايدينه ويرش على وجهه ماى بارد تنشف وطلع .. قعد قبالها ورفع أكمامه وبدا يفتح الاكل المسكر .. ويسولف عليها .. قعدت ساره تشوفه وشلون قعد ورفع اكمامه .. شكله من سنه ماكلا .. وش ذا .. يا ساتر .. كان ياكل من الخاطر حست ساره بالجوع يوم شافته .. وتذكرت أنها عقب الغدا ماكلت شي الا كوب عصير عقب المغرب وشربت نصه بالغصب من عند مها .. بس ما قدرت تمد ايديها تاكل ..
لاحظ أحمد نظراتها للاكل .. بس متعمد ما قال لها اكلى معى ولا لزم عليها .. جويعه تاكل لحالها .. وبالعمد كان يتظاهر أنه ياكل بشهية وهو يحس أنه يبلع حصى من التوتر اللى حاس فيه .. " أقول ساره .." سألها وهو يمد لها قطعة كباب .. " ذوقيها .. عشان خاطرى .." قال لها بوجه برئ .. ترددت ساره شوي .. قال عشان خاطرى قال .. مادرى انى ميته من الجوع .. زين حس على دمه وعرف ان قدامه بنى آدم .. قربت مدت ايدها تاخذها " لأ .." قال لها وهى يبعد ايده عنها .. تراجعت بخوف .. " أكليها من ايدي .." ردع قرّب اللقمه منها .. بلعت ريقها غصب .. والود ودها تخنقه .. وعين على حبة الكباب وعين عليه .. بس كان الجوع أقوى من الخجل ..
قربت منه ورفع ايده لشفايفها .. توتر أكثر .. مسوي لى فيها حسين فهمى .. خذ اللحين .. نبض عرق بجنون فى رقبته يوم لمست شفايفها طرف اصابعه .. كن لمسته كهربا .. سحب ايده بسرعه وزين ما طاحت اللقمة فى حضنها .. ابتسم لها ابتسامة اللى مسوي مصيبه ومكشوف .. " جعل فيه العافيه .." قال لها وهو يبلع ريقه غصب .. " اقربي زين تعشى .. والله الأكل ماله طعم وانتى قاعده عليه ما تاكلين .." قرّب لها الشوكة والصحن وصب لها كوب عصير .. قربت شوي وحاولت تمد ايدها تاكل وهو ما أنتظر غرف لها من كل شي شوي فى صحنها وقرب لها السلطة .. وكمل سوالفه عن ايامه فى بريطانيا ..
مر الوقت وساره تضحك فى قلبها على سوالفه بس ما بينت له .. خلصوا عشا وقامت تغسل ايديها .. طلعت وانتظرت انه يدخل الحمام يغسل عشان تقدر تاخذ لها ملابس وتبدل هالفستان اللى كاتم على نفسها .. حسّ انها متورطة وتبي تقول شي .. وقرر يقوم الحمام عشان يخليها على راحتها لدقايق .. دخل وغسل ايدينه عدل وعطرهم عشان تروح ريحة الاكل .. رفع راسه يشوف وجهه .. وراح باله للى فى الغرفة جنبه .. حس أنها فعلاً صغيرة وبريئة وخايفة منه .. غمض عيونه بقوة .. ليتها تعرف بس ..
ما بغى يفهم ويروح .. فتحت ساره أدراج الكبت ولقت قميص النوم الأبيض اللى خذت لمها مثله خمرى .. دمعت عيونها يوم تذكرت أختها .. سحبت العلاق وسحبت لها فوطة وخذت شنطة المكياج حقتها اللى جهزتها لها أختها .. وقعدت على السرير تنتظر أحمد يطلع من الحمام .. باين عليه طيب ودمه خفيف من سوالفه .. لكن الوضع متوتر ويخوّف .. يارب تعدي هالليله على خير .. انفتح الباب وفزت بسرعه واقفه .. طاحت الشنطة عند رجيلها .. قرب منها أحمد ودنق ياخذ الشنطة وعطاها اياها " ترى ماله داعى كل هالخوف .. أنا مانا بماكلس .." لف عنها ومشى للسرير يطفى الاباجورة اللى من صوبه .. " لمن خلصتى الله لا يهينس تطفين الليتات عشان أعرف أرقد .. ترى ورانا سفر بكره .." قال لها بصوت هادى ما يعكس الاضطراب اللى داخله .. " اي سفر .." سألته بذهول .. " شهر العسل .. ما قال لس ابوس .." التفت عليها مستغرب .. " لا .." ردت بكلمة وحده .. " مهى بمشكله .. هذا انا قلت لس ذلحين .." وسحل الملحف عشان يدخل الفراش .. " بس أنا ماجهزت نفسي .. " ردت عليه بنرفزه .." وش بتجهزين بعد ..الشنطه اللى بتروحين فيها لبيتنا هاتيها معس ولو احتجتى شي ثاني شريناه عقب .. " وضّح لها بهدوء .. " متى بنسافر .." سألته وهى تتنهد .." رحلتنا الساعه 3 الظهر يعنى بالكثير فى المطار وحده ونص .." .. لفت ساره وراها وراحت للحمام تبدل .. غسلت جسمها بسرعه وتنشفت .. لبست الروب فوق قميص النوم وقلبها يرجف .. تعطرت خفيف وفتحت باب الحمام .. طلعت فستانها أول بهدوء وحطته على الكنبة .. شافت أحمد بطرف عينها قاعد على السرير ينتظرها .. نطت الدموع لعيونها بسرعه .. رجعت للحمام تاخذ الشنطة وباقى ملابسها .. لمتهم فى ايدها بحيث ما يبينون و طلعت حطتهم فى درج الكومدينو .. وقفت قدام المرايه تفصخ الطقم .. وكل لحظه تمر تزيد من توترها حست بريقها جاف وتمنت لوتغمض وتفتّح تلاقى روحها في غرفتها .. طالعت ايديها عقب دقايق وانتبهت انها فصخت كل شي .. ماعاد لها حجه .. ولازم تواجه مصيرها .. لفت وراها وراحت تقعد على الكرسي ..
كان أحمد متوقع خوفها بس مهو بالشكل اللى صاير ذلحين .. حاول يهديها ويغير الجو بينهم ويسولف معها لكن ابد .. البنت اذن من طين وأذن من عجين .. دخلت الحمام مره ثانية .. يالله شكلها مهى بطالعه الا الفجر .. لكن ولو.. أنا قاعد لها .. شوى وطلعت من الحمام ..وش ذا .. يالله ما احلى تفاصيلها .. انتبه للحنا فى رجيلها وهى تمشى ولابسه نعال فيها فرو أبيض .. هذا اللى يسمونه قميص نوم .. والله وصرت متأهل يا أحمد وتشوف قمصان نوم .. ابتسم فى قلبه .. كانت ايدين الروب نصها دانتيل مبينه تفاصيل ايدها من وراهم .. شاف الحنا اللى شكله واصل لكتفها .. انتبه لها وهى تتحرك قدامه بهدوء وتتحاشى تلتفت صوبه حتى هو حس بالارتباك وبديت ايدينه ترتجف .. ملامحها حلوة واجد .. وهى لى .. كلها لى .. بس البنت حالتها مهى بحاله .. تغيرت 180 درجه عن اللى أخبرها .. أخاف اسوي لها شي وأندم والا تتعقد وهى خلقه معقده وملسونة .. ملسونه بس حلوة .. لازم أخذها بالركاده وما أضغط عليها .. تراها عشرة دوم مهى بيوم .. شوف ذى وين راحت تقعد .. هى خايفه درينا لكن انا مادرى وش اسوي معها .. " ساره .. " ناداها .. رفعت راسها له .. " مانتي براقده .. " سألها .. " بعدين .. " رجعت دنقت وهى ترد عليه .. " متى بعدين الساعه قربت وحده ونص .." قال لها .. " لمن تعبت رقدت .. " .. " تعالى ارقدى يا بنت الحلال .. ما أعرف أرقد وعندى احد واعى .." حاول يكذب عليها .. " ماعليك منى أنا بأرقد هنا .." أشرت بيدها على الكنبه .. " صاحيه أنتى والا مانتى بصاحية ..؟؟ بترقدين على الكنبة .. عسى ماشر .. أحد قال لس ان فينى جرب .." بدا يتضايق من طريقتها .. " لأ بس عشان ترتاح .. " بررت كلامها .. " أنا مرتاح كذا .. تعوذي من الشيطان وتعالى ارقدى .. أنا راسي داير من عقب العرس وتعبان و ورانا بكره سفر .. مابي اعيد كلامى .." رفع الغطا على صدره وعدل راسه على المخده ونام .. " اخلصى علي قومي طفى الليت وارقدي .." قال لها وهو مغمض عيونه .. قامت ساره متردده وخايفه .. لفت من الجهة الثانية للسرير طفت الليت واندست فى الفراش على الطرف .. وسحبت مخده وحطتها بينه وبينها لكنها شكت أنها تقدر تنام وهى تحس فيه جنبها وتشوف طرف وجهه وهو راقد .. لكن شوي شوي غلبها النوم وغلبها التعب ورقدت .. وما حست باليد اللى شالت المخده اللى بينهم ورفعت الغطا تلحفها عن هوا المكيف ..
::
::
::
غمضت مها عيونها كم مره ورفعت راسها تمسح خشمها .. بكت لحد مانامت .. كم ساعه بكت.. ساعتين .. ثلاث .. ماتدري .. اللى تدري به أن الصبح طلع .. وأنها للحين فى ثياب العرس اللى البارح .. وأن ماجد ما رجع من يوم طلع .. قامت تعوذت من الشيطان وفي قلبها ثقل .. لو توزع على الارض كفاها وزاد .. توضت وغسلت وجهها وطلبت ربها يهديها ويرحمها برحمته .. تذكرت صباحية أختها وأنها لازم تمر على أمها عشان أختها بتمر تسلم عليهم قبل تسافر .. قعدت تستشور شعرها وتعدل مكياجها .. ولبست لها فستان بسيط بنفسجي فاتح .. خذت جوالها عشان تدق على ماجد .. وترددت واجد .. بالاخير دقت .. وغمضت تنتظر تسمع صوته .. لكنها تفاجأت أن الجوال مسكر .. ياربي وينه .. انشغل بالها عليه .. وين ممكن يروح واليوم جمعه .. لقطت عباتها وشيلتها وطلعت .. راحت لبيت عمها وكانت الساعه قريب تسع ونص .. دخلت لقت عمها وعمتها فى الصاله يتقهوون .. " صبحكم الله بالخير .." سلمت عليهم .. دنقت على راس عمها تحبه وعلى راس عمتها .. " صبحس الله بالنور يا بنتى .. وشلونس .." رد عليها عمها .. " بخير جعل ربي يسلمك .." قعدت قدامهم تقهويهم .. " وين ماجد ما صبّحنا مثل عواديه .." سألها عمها .. ترددت مها وماعرفت وش تقوله .." طلع من بدري يبه وما قال لى وين بيروح .." اضطرت تكذب لأن ما فيه جواب مناسب للسؤال هذا .. " يمه بأخذ الدريول و وحده من الشغالات عشان توصلنى بيت أهلي .." قالت لعمتها وهى تقهويها .. " وش عندس هناك .. على خبري ما عندكم صباحية .." ردت عليها نوره اللى ما عجبتها روحات مها لبيت أهلها الكثيرة .. " لا يمه مافيه صباحية بس ساره بتسافر وباقى لها أغراض ماجهزتها .. " ردت مها وهى تمد على عمها الفنجال .. " الأمر هين يا بنتى روحى .. وكنس تبينى أوصلس اركبي .." رد عليها عمها أبومحمد .. " لا فديتك جعل عمرك طويل .. الدريول يسد لا تتعب عمرك .." ردت عليها مها وهى تبتسم له .. " زين يالله قومى قدامى خلينى أناديه لس ونادى الشغاله .." قال لها وهو يهز فنجاله ويقوم .. " ان شاء الله .." قامت مها قدامه ودخلت داخل تنادى الشغاله ولبست نقابها وطلعت ورا عمها وعمتها نوره تطالعها لين ظهرت ساكته ..
::
::
::
منتد قسم من وحي قلم الاعضاء
صحت ساره الصبح .. فتحت عيونها وشوي ماعرفت وينها فيه .. غمضت يوم استنكرت شكل الغرفه ورجعت فتحتها وتذكرت هى وين .. التفتت شوي شوي جنبها تشوف طرف السرير الثانى .. كان فاضي .. شكله قام قبلها بس وين راح .. مسحت وجهها .. وقعدت تشوف المكان حولها .. ماعرفت كم الساعه بس يمكن قريب العشر .. شافت جوال أحمد على الطاولة اللى جنبه بس ما قدرت تفتحه تتأكد من الساعه .. قامت وهى تمسّد الروب اللى كان عليها ومكرمش من النومه عليه .. ماقدرت تفصخه وترقد بدونه البارحه .. سمعت صوت الماى فى الحمام وعرفت أن أحمد فى الحمام .. تطمنت انه ماطلع وتركها لحالها .. فتحت الكبت وسحبت الشنطه حقتها اللى فيها أغراضها .. وطلعت لها غيارات عشان تتسبح ولقت لها بدله معلقتها مها ومبخرتها جنب عباتها الجديدة .. فديتس يا مهوى .. طلعت موبايلها وفتحته كانت الساعه عشر وربع تقريباً .. لقت مسجات من صديقاتها يباركون لها ومسج جديد من مها توصيها لقامت تكلمها .. دقت عليها " صباح الخير يا عروس .." ردت مها بكل فرح .." صباح النور .." ردت ساره بخجل .." مبروك يا السورى والله وصرتى مدام .." علقت عليها مها بضحك .. " هين .. الوعد بعدين .." ردت ساره بصوت واطي .. " ايه مانتى بقادرة تردين يا أم لسانين صح .." ضحكت مها وهى تسمع الخجل فى صوت اختها .. " متى بتجون يا حلوة .. ترا وراكم سفر .. " قالت مها .. " يومس تدرين ورانا سفر ليه ما قلتى لى .." سألتها ساره بضيق .. " والله .. أنا ماقلت لس صحيح ؟؟.." انصدمت مها .. " سلامات يا اختى .. لا ما قلتى لى .." جاوبتها ساره .." والله مادرى احسب انى قلت لس .." ردت مها عليها ورجعت تكمل كلامها بسرعه " على العموم مهى بمشكله أنا مجهزة لس الشنطة اصلاً وحطيت لس كل اللى تحتاجينه .." .. " حطيتى كل شي يا مهوى .. أهم شي اللى بالي بالس .. لا توهقينى .." ضحكت مها يوم فهمت قصد أختها .. " ايه ايه لا تشيلين هم حطيتهم .. تعالوا أنتو بس عشان تعرفين وش في الشنطة ولو تبين شي زياده تحطينه .. السوري .. امى عندى تبي تسلم عليس .. لا تنسين ذهبس هاتيه والأغراض الباقيه خليها فى الغرفه بأجى ألمها أنا العصر .." .. " زين .." ردت ساره وهى تنتظر تسمع صوت أمها .. كلمت منيرة بنتها وباركت لها فى صباحيتها وطلع أحمد وهى تكلمها .. استحت ساره تسولف قدامه فاعتذرت من أمها وسكرت ..
" صباح الخير .." صبح عليها وهو يبتسم .. " صباح النور .." ردت بصوت واطي .. " عسى رقدتى عدل .." سألها وهو ينشف شعره بالفوطه .. " اي الحمدلله .." .. " وش تبين فطور .." سألها أحمد وكمل كلامه قبل ترد عليه " ولا تقولين مانى مشتهية .. تراه ببلاش .." ابتسم لها .. انحرجت ساره ونزلت راسها " عادى أى شي .. بس بسرعه عشان يمدينا نمر على البيت وأجهز أغراضي .. " ذكرته .. " أنا جاهز .." قال لها .. " زين شوى وأخلص أنا بعد .." ردت مها وهى تاخذ أغراضها معها .. دخلت الحمام وخذت لها شاور سريع وحطت مكياج ناعم واستشورت شعرها بسرعه على السريع .. لبست الروب وطلعت .. كان أحمد قاعد فى الصاله يكلم أمه .. " ايه يمه هذى هى لحظه .. " قرّب الجوال من ساره " هذى امى تبي تبارك لس .." .. بلعت ريقها وغدا وجهها ألوان من الأحراج .. خذت الجوال وكلمت عمتها شوي وبعدين ردت الجوال لأحمد ورجعت للغرفه تلبس .. تجهزت وطلعت للصاله لقت أحمد قاعد قدام الفطور ينتظرها .. قعدت بهدوء وبدت تاكل شي خفيف .. " ما سألتينى وين بنسافر .." سألها وهو يشرب قهوة .. " كله واحد .." جاوبته ساره .. " المهم تكونين معي صح .." رد عليها بخفة دم .. رفعت عيونها بسرعه لعيونه وماردت عليه .. حسته يستفزها فسكتت .." بنسافر تركيا .." قال لها .. يا عيني .. فرحت فى خاطرها واجد .. بس ما بينت له " زين .." ردت بصوت عادى .. " زين بس .. توقعتس تفرحين .." سألها وهو يبرطم .. " عادى .. قلت لك اى مكان مهو بمشكله .." رفعت راسها له تجاوبه .. " اوك .. زين حنا بنطلع نمر نسلم على أبوى وأمى ونودعهم .. عقبه نمر بيتكم نسلم عليهم وتاخذين شنطتس ونمشى للمطار .." .. " طيب خلنا نمشى اللحين لأن مافيه وقت لذا كله .." وقفت ساره ودخلت تاخذ عباتها كانت تبي تبتعد عن اى مكان يجمعهم سوا .. وفى نفس الوقت كانت بتطير من الفرح .. وينس يا مهوى بأروح تركيا .. يا سلاااااااااااااام والله وبيصير على جوازى ختم جديد غير ختم السعودية والامارات ..
"جاهزة .." سألها أحمد وكان يعدل غترته قدام المنظرة .. " ايه .." ردت عليه وهى تلف شيلتها على راسها .. قرب منها ومد ايده " هذي صباحتس يا عروس .." .. تجمدت نظرة ساره بين ايده وبين عيونه .. شلون صباحيه وحنا ما .. أنا للحين .. هو ما قرب منى .. الاف الاسئلة دارت في بالها بسرعه .. " ترى ما فيها ضب .. " علق أحمد يوم شاف نظرتها المرتعبه .. وفتحها لها شافت فيها ساعة شوبارد حلووووة كلها ألماس تاخذ العقل .. لمست المعدن البارد بطرف ايدها وهى سرحانه فى أفكارها .. مسك ايدها .. " ساره .. أنا ما أبيس ليله وحده بس .. أنا أبيس وخذيتس عشان العمر كله .. فاهمتنى .." كانت نظرته لها عميقه .. نظرة اللى تمنى أنها فهمت قصده .. هزت راسها وهى مدنقة .. فتح كفها وحط العلبة فيها .. " يالله يا الغاليه عشان نمشى تأخرنا .." وطلع قدامها يجر شنطة ملابسه .. وتبعته وهى تحس في قلبها شي كبير يتفتح ..
::
::
::
كانت مها فى بيت أهلها ترتب شنطة أختها وبالها مشغول بماجد اللى ما بيّن ولا اتصل من البارحه .. كانت الجورى تلعب حولها .. وتحاول تكلمها بس مها ماكانت صوبها أبد .. دخلت عليها أمها .." خلصتى يا بنتى " سألتها وهى تشوف الأغراض منثورة حولها .. " ايه يمه خلصت .. " ردت عليه مها بدون ماتخلى اللى فى ايدها .. " عساس ما نسيتى شي بس تراها أول مره تسافر ولو نقصها شي ما قالت للرجّال من الحيا .." نبهتها أمها .. " ان شاء الله يمه .. مانسيت شي وهى بتجى تحط اللى تبيه زياده " جاوبتها وهى تسكر الشنطة .. " يا بنتى وش بلاس .. فيس شي .." سألت منيرة بنتها اللى مبين عليها التعب .. " لا يمه .. ليه .." رفعت مها راسها لامها .. " ما ادرى بس .. بس ما أنتى بطبيعية من كم يوم .." .. تنهدت مها .. وأنا من متى كنت طبيعية مثل هالناس .. " لا تشغلين بالس يمه مافيني الا العافية .." ردت مها وهى تفك العضاضه من شعرها وتلمه من جديد .. طلعت منها أمها وهى مهي بمصدقتها .. رجعت مها تشيك على جوالها يمكن اتصل والا طرش مسج .. لكن كان الجوال فاضي .. أخاف صاير فيه شي .. أعوذ بالله من الشيطان .. من أنشد عنه بس .. ما فيه إلا موضي .. ردت مها الباب عليها ودقت على موضي .. وعقب السلام والتحفى نشدتها عنه .. " مادرى به .. عدي به من يومين .. " قالت موضي .. " زين انشدى تركى يمكن يدري عنه .." طلبت منها مها بيأس .. " أنا بأنشده .. بس أنتى علمينى أول .. وش صار بينس وبينه .." انحرجت مها وقالت لموضي السالفه بشكل بسيط وما ذكرت القصيده ومعانيها ..
" لا حول لا قوة الا بالله .. شوفى يا مها .. الحق ينقال ومهوب عشانه أخوى لا والله .. لكن اللى تسوونه فى عماركم ظلم ومهوب حق .. بعدين كم شهر لكم معرسين .. شهرين وشي .. وللحين مانعته من حقه .. كانت قدامس فرصه البارح لكن للأسف ما كسبتيها .." سكتت موضي عشان تعطى مها فرصه ترد .. " وش تبينى أسوي وهو يا موضي للحين يشك فينى .. أنا أبيه يثق فينى وعقبها ياخذ اللي يبي .." ردت بألم .. " وظنس الحياة والسكن اللى بين الزوجين مهوب ثقة ؟؟ .. أنتى ما جربتى الحياة عدل .. صح انس متزوجه قبل بس هالشي ما فادس فى حياتس مع ماجد .. قلتها لس لين مليت .. ماجد غير المرحوم لكنس ماتبين تصدقين .." .. سكتت مها وهى تبكى .." بأقول لس شي ما فهمته الا عقب سنين من زواجى بتركي .. نظرتنا حنا يا النسوان تختلف عن نظرتهم هم للحياة بين الزوجين وأنتى فاهمه قصدي .. الرجال لمن أخطأ بحق زوجته يشوف ان تعبيره عن الحب بالطريقه هذى هى اعتذاره .. الرجّال لاحتاج صدر حنون دور على زوجته عشان تلمه وتحتضنه وتهدى مخاوفه بدون ما يشتكى .. عيالنا ماتعودوا على البكاء ولا الشكوى ولا الأعتذار .. كل هذى الأشياء عيب في حقهم .. ربوهم أهلنا على كذا وحنا رجعنا نربي عيالنا على نفس الخطأ .. هالتربية خلتهم ينسون أنهم بشر وتذكروا أنهم بس رجاجيل .. وهالتناقض اللى هم عايشينه سبب كثير من المشاكل اللى نعيشها .. لمن الزوجة اصرت واستكبرت والزوج رفض يعتذر تبدا الجدران تفصل بينهم ويوم ورا يوم يصير الكلام صعب والتفاهم أصعب .. هالشي يا مها الله خلقه فى البشر غريزة وبين الزوجين لا هوب غلط ولا هوب حرام .. وسبحان الله كثير من مفاتيح بنى آدم تلاقينها فى أسلوب الرحمة والمودة اللى بينهم لخاف كل واحد فيهم الله فى الثانى وعامله بالحسنى .. مهوب كل البيوت عايشه على الحب والغرام .. لا يا مها .. البيوت اسرار لكن لغاب الحب المفروض الأحترام والأيمان بالله ما يغيب .. راجعى نفسس عدل وهاللي تسوينه في نفسس وفيه ما يرضى الله ولا يرضى رسوله .. وتعرفين جزاء المره لبات زوجها عليها غضبان .. والسبب شي بسيط جداً .. وحق من أبسط حقوقه .. تبينه صلحى خياتس معه .. ماتبينه ترى كافى اللى مر عليكم من هموم انفصلوا أريح لكم .." سكتت موضي وكانت تسمع صوت بكا مها المتقطع .. " بأدق على تركي وبأشوف كان عنده خبر وبأرجع أتصل فيس .. وأنتى اهدي وتعوذي من الشيطان .." سكرت موضي وقامت مها للحمام تمسح الكحل اللى ساح وتعدل مكياجها عشان ماحد يلاحظ .. وخصوصا أختها العروس ..
::
::
::
ركبت ساره سيارة أحمد وتأكدت أنها خذت شنطة ذهبها معها وشنطة ايدها .. ركب أحمد جنبها وشغل السيارة لبس نظارته الشمسة ومدّ ايده يمسك ايدها بشكل طبيعي جداً .. بدت ترتجف .. ضغط عليها بشكل خفيف وما تكلم .. " وش تحبين تسمعين .." نشدها .. " عادى .." ردت .. " أنتى عندس حد معين لأستعمال الكلمة ذى والا الليمت مفتوح .." التفتت عليه ساره مستغربه مافهمت وش يقصد .. " كلمة عادى .. ماعمرى سمعتها من أحد كثر ما سمعتها منس البارحه واليوم .. هذا وحنا ما كملنا 24 ساعه مع بعض .." وضّح لها .. ابتسمت من ورا النقاب وماردت .. " وين السورى أم لسان طويل اللى أعرفها اللى بغت تاكلنى بثيابي أول مره شفتها فيها .." سألها وهو يبتسم .. طاح وجهها عقب ما سمعت كلامه ذا .. موجوده يا ما لك من الخير بس اصبرشوي .. التفت عليها شافها ساكته ماعلقت .. " وصلنا .." رفعت ساره عيونها تشوف البيت اللى راح يضمها عقب بيت أبوها .. جف حلقها وتوترت .. " امشى وشفيس .." .. ترددت واجد قرّب منها ومسك ايدها اللى كانت مثلجة .. " شفيس ترى أهلى مثلي ما ياكلون .." وغمز لها بعينه .. سحبت ايدها من ايده وهو يضحك .. دخلوا ولقوا أهله مجتمعين أمه وخواته اللى كانوا فرحانين بساره واجد .. وكانوا مجهزين القهوة والقدوع والغدا .. إلا أن أحمد اعتذر ان ماعندهم وقت وهو ملاحظ ارتباك ساره بين أهله بحكم أنها أول مره تشوفهم وهى مرة ولدهم .. باركوا لها قبل تطلع ومسكتها أمه " الله الله فى أحمد يا سارة .. " .. انتهزها فرصه وقرب جنبها " سمعتى وش توصيس امى .. الله الله فيني .." وجه ساره قبع ألوان وهى ترد عليها " ان شاء الله يمه .." سلموا عليهم وخذوا شنطة أحمد حقة السفر معهم عقب ماردوا شنطة ملابسه الصغيرة .. طلعوا ركبوا السيارة بيروحون بيت أبو ناصر .. " تدرين .. بديت أشك أنهم زوجونى وحده غير سارة اللى أعرفها .." .. رفعت ساره عيونها له بأستغراب " ليش .." .. " مادرى .. بس أنتى متأكده ما نسيتى لسانس في بيت ابوس يوم زفوس لى البارحه .." كان يتعمد يشاغبها ويرفع ضغطها عشان يكسر الحاجز اللى بينها وبينه ..
لفّ ودخل بيتهم و وقف موتره .. " لأ ما نسيته لكن مافيه شي يستاهل أحرق أعصابي عشانه .." ردت ساره وهى تنزل من السيارة وتلف عشان تدخل البيت ..شالت نقابها وعدلت شيلتها قبل توصل باب الصاله سحبها من ايدها " ولا حتى هذا .." قربها منه ولامست شفايفه طرف شفايفها فى أول تواصل جسدي بينهم وبين بعض .. كانت خطوة متهورة منه لكنه ماقدر يضبط نفسه أكثر من كذا .. تجمد وجه أحمد وهو يشوف عيون ساره المشدوهة من تصرفه .. ارتجفت شفايفها غصب .. بلع ريقه وهو حاس بحراره تاكل جسمه .. رفعت ايدها برجفه تغطى اثمها .. تجمدت اللحظات بينهم وكل واحد عينه في عين اللى قدامه .. نظرة شوق ولهفة ونظرات لوم وعتاب .. مدت ايدها تفتح الباب وتدخل .. سمع صوت أمها تحفاها كان محتاج يتمالك نفسه شوي .. ناداه أبو ناصر من البيت " جايك جايك بس اجيب جوالى من السيارة .." رد عليه ورجع للسياره شغل المكيف وغمض عيونه بقوة وهو يتنفس بعمق عشان يهدا .. ضغط على وجهه بايدينه شوي .. فتح المنظره يتأكد أن شكله طبيعى ورد نزل ودخل بيت عمه ..
::
::
::
" هاه وش اخبارس .. أربس مرتاحة .." سألت مها أختها عقب مادخلوا حجرتها وصارن لحالهن .. " الحمدلله .." ردت ساره وهى تبتسم .. " وشلون يعاملس .." سألتها مها .. رفعت ساره عيونها وتذكرت اللى صار قدام الباب وبخّ الدم فى وجهها من جديد .. مها سكتت وفسرت اللى شافته أنه خجل عرايس .. " الله يوفقس ويسخر لس .. والله الله بعمرس وأنتى مسافرة .. ترى مالس أحد إلا الله وثم أحمد حطيه في عينس بيشيلس فوق راسه سمعتينى .. " وصتها مها .. " ان شاء الله .." .. " وش فيس يا السوري .. يعورس شي .." قربت منها مها يوم شافت وجه أختها تغير .. تغرغرت عيون ساره بالدموع وخنقتها العبرة .. " افاااا عليس .. فيه وحده تبكى في صباحيتها .." ضحكت مها وهى تحضن أختها وتفسر اضطراب مشاعرها بخوفها من حياتها الجديدة مع رجل توها تعرفه من أقل من 24 ساعه .. فتحت لها شنطتها و ورتها كل شي فيها وحطت لها حبوب بندول ولزقات جروح .. ضحكت يوم شافتها سارة .. " وش فيس تضحكين .." نشدتها مها وهى مستغربه .. " تذكرت شنطة الطواري اللى سويتيها يوم بنسافر النعيرية اللي ما بقى شي ماحطيتيه فيها إلا الدكتور .."جاوبتها ساره .. ضحكت مها يوم تذكرت السالفه .. " وش أسوي لازم الواحد يسوى احتياطه .." دخلت عليهن أمهن " يمه قومى تغدي قبل تسافرين .. عشان ما يدور بس راسس وأنتى فى الطيارة .." قالت لساره .. " تغدا ذلحين ؟؟.. ووأبي وينه .." نشدتها مها .. " ابوس راح مع أحمد عشان يلحقون صلاة الجمعة .. ويقول أحمد مهوب ممديه يتغدا .. قومى انكبي لأختس لقمة .." أمرت منيرة مها .. " لا يمه فديتس مانى بمشتهيه .. أفطرت متأخر .." ردت ساره وهى تبوس راس أمها .. " يابنتى اكلى لس شوي عشان الطياره .." .. " يمه المطار فيه مطاعم وتراهم بيغدونهم فى الطيارة .. " جاوبتها مها .. " وهو غدا الطيارة غدا .. الله يديم النعمة بس .." تطمنت منيره على أغراض بنتها و وصتها على عمرها ورجلها وطلعت منهم عشان تلحق تصلي وتسمع الخطبة على الرادو .. قعدت مها شوي تسولف مع أختها وعقبه قامت توضت عشان الصلاة .. وقامت وراها ساره تصلي ..
شوي وصاح جوال مها .. مدت ايدها له وهى على السجادة بسرعه .. شافت رقم موضي .. ردت عليها .. " يامرحبا .. ايه فديتس .. لا والله تصلي .. سلام يوصل .. ايواا .. وش .. وين .. " تغير وجه مها وصوتها وهى تسمع كلام موضي .. بس ما حبت تبين شي لأختها .. " معليه .. ان شاء الله .. خلاص .. يالله مع السلامة .." سكرت وانقبض قلبها وخنقتها العبره وهى على سجادتها .. غمضت بقوه وقالت في قلبها المهم أنه بخير.. قامت و وقفت وكملت صلاتها .. لأنها الشي الوحيد اللى ممكن يخفف من النار اللى شابه بصدرها ..
::
::
::
ركبت ساره السيارة بعد لحظات وداع مشحونة مع أهلها .. اللحين بس حست أنها خلاص ماعادت السورى بنتهم .. الصغيرة المدللة .. اللى لضاق صدرها بكت على صدر أختها مها .. واللى ماكان لها الا أمها تشاغبها وأبوها اللى حنانه يسوى الدني كلها .. صارت لها حياة ثانية مع واحد غريب عنها .. هل ممكن يكون صدره بسعة صدر أختها .. وحنانه يشبه أبوها .. ما أظن .. وزاد بكاها .. " يابنت الحلال وشفيس .. اللى يشوفس يقول ذابح أهلس .." حاول أحمد يهديها " كلها اسبوعين وترجعين لهم كامله .." كمل كلامه يوم ماردت عليه .. التفت عليها يبتسم وهو يشوف عيون النقاب اللى غرقانه دموع .. " تصدقين .. لو شافوس شرطة المطار كذا مهوب قايلين عروس وبتسافر بيقولون خاطفها غصب عنها .." ماردت عليه " اهدي الله يرضى عليس .. وامسحى عيونس .. ترى شكلس صار نكره .." رفعت عيونها بغيظ تطالعه .. ضحك بهدوء ونزل لها المنظرة اللى قدامها .. تفاجأت ساره من منظر عيونها والكحل السايح .. انحرجت وفتحت شنطتها بسرعه تطلع لها مناديل ازالة المكياج وقعدت تمسح من تحت النقاب وتوهقت .. بس قالت يالله أهم شي أمسح عيون الباندا وفى المطار داخل بأغسل وجهى عدل ..
دخلوا المطار عقب ما اتصل أحمد فى دريولهم اللى كان ينتظره هناك عشان ياخذ موتره ويرده البيت .. شيكوا على شنطهم وخلصوا جوازاتهم ودخلوا قاعة الدرجة الاولى ينتظرون الاقلاع .. دخلت ساره الحمام وغسلت وجهها عدل .. حطت مرطب وبودرة خفيفه وعدلت كحل عيونها وحطت روج وردى هادى .. نظفت نقابها ومسحت عليه بماى عشان تروح البودرة منه .. لبسته وطلعت لأحمد اللى كان مجهز لها صحن غدا خفيف وكوب عصير برتقال .. " ماعرفت وش تحبين فحطيت لس من كل شي شوي .." قال لها وهو ياشر على الصحن .. انحرجت ساره وشلون بتاكل قدام العالم .. عدل لها أحمد الكرسي " ماعليس منهم عطيهم ظهرس وتغدى .. " قعدت ورفعت نقابها شوي شوي وبدت تاكل .. كان أحمد يراقبها بهدوء ويشوف شفايفها الوردية اللى لمسها قبل ساعات .. تنهد بقوة وشلون بيقدر يصبر عنها ويعطيها فرصه تعوّد عليه مثل ما قرر البارحه .. الله يعين .. رفعت ساره نظرتها له سرقة ونزلتها بسرعه .. ياليل الليل وشفيه يطالعنى كذا .. شكلى بأغص منه .. ابتسم لها ورجع ياكل .. اووف ما بغى .. قعدت ساره تطالع صالة المطار الجديد من حولها وهى مبسوطة بالسفر وتحاول تتجاهل الخوف اللى فى داخلها تجاه أحمد .. وتجاه الليالي الجايه اللى بتجمعهم سوا فى بلد غريب ..
ركبوا الطيارة .. وبدت تقلع .. بدت ساره تتمتم دعاء السفر ولا شعوريا مسكت ايد أحمد تضغط عليها بقوة .. من صغرها وهى تخاف من الطيارات .. صرّ أحمد على ضروسه وهو يحس بلمستها ونعومة ايدها وبرودة الدبلة اللى لابستها فى شمالها يربك دفا ايدينه .. ياليت هالخوف ما ينتهى .. دخيلك يا كابتن لا تطير .. وشوي واستقرت بأمر المولى سبحانه فى الجو .. وهدت ساره وانتبهت أنها ماسكه ايده بقوة .. سحبتها شوي شوي .. لكن أحمد ما فكها .. " هالمره دورى .. أنا أخاف من الطيارة لصارت فى الجو .." قال لها وهو مسند راسه لورا ويشوفها بارتياح .. ابتسمت ساره وانحرجت من نغزته " وعلى كذا كم ساعه بينا وبين تركيا .." سألته .. " يعنى تقريبا قولى خمس ست سبع ثمان ساعات .. حسب الدريول وشطارته .. " ضحكت ساره وقالت الله يعين كنه بيمسك ايدى خمس ست ساعات .. " شيلى النقاب ماحد حولنا .. " طلبها أحمد .. " والعالم هاللى قاعده .. " قالت له ساره مستغربه طلبه .. " أنتى فى الزاوية ورا فى أخر كرسي وكلن لاهى بعمره مادروا بس .. " رد عليها .. " زين فك ايدي عشان افكه .. " قالت له بصوت واطي .. " لأ .. فكيه بايدس الثانية .. " رد عليها بعناد طفولى .. طالتعه بنظرات سحرته " زين .. " مدت ايدها اليمين وسحبته عن راسها .. وعدلت شيلتها بصعوبة .. " كذا زين .. " التفتت عليه تسأله .. " ايه زين .." قالها بهمس .. خلا وجه ساره يشب حيا .. صدت عنه تشوف البحر الازرق تحتها وهى تبتسم براحه .. وتدعى ربي أنه يحفظهم .. وبكذا ابتدأت حياة ساره الجديدة ..
::
::
::
في بيت أبو ناصر .. كانت مها وأمها يتغدون سوا عقب ما تغدا أبوها ودخل يقيل .. كان الهدوء ثقيل برغم وجود الجوري اللى تلعب بالاكل جنب أمها .. كانت منيرة ساكته وتاكل بثقل .. ومها غرقانه فى أفكارها وتبلع اللقمة غصب .. شوي وسمعت مها امها تنشق .. " بسم الله عليس .. شرقتى يمه .." مدت ايدها تعطيها ماء .. " امحق بيت عقب سويره .." وبدت ام ناصر تبكى على فرقا بنتها .. نفضت مها ايدها من الغدا وغصتها العبره .. " ماعليها شر يمه .. ادعى لها باالتوفيق بس .." جاوبتها مها .. " مسحت منيره عيونها وشكلها يقطع القلب .. وقعدت تتمتم وتدعى لبنتها ومها تفكر .. وشلون بيكون البيت عقبها .. وكيف بتتأقلم أمها مع الوضع ..
في بيت أبو محمد كان الوضع مختلف تماماً .. " صباح الخير .." سلمت نوف على أمها وأختها اللى قاعدين فى الصاله يتغدون .. دنقت تسلم على امها وقعدت .." كان ما قمتى .. ماعاد الا القايلة .. صليتى الجمعة .." نشدتها أمها .. " ايه يمه صليت .."ردت نوف وهى تشوف وش غداهم .. "أقول يمه وين مها .." سألت روضه وهى تنكب لها عيش .. " راحت لأهلها .. كان ما وراها بيت ولا رجل .." ردت نوره بضيق .. " معليش يا يمه .. أختها توها معرسه ولازم بيجيهم احد .. يا سلام كان العرس البارحه شي .. يمه .. قالت لس مها أن أختها بتسافر .." سألت روضة أمها .. " مادرى بها بتسافر والا بتقعد .. " ردت نوره وهى تاكل .." تقوله أخت أحمد البارحه .. تقول بيسافرون تركيا .." كملت روضه كلامها .. " ماعاد الا هالاشكال تروح لتركيا .. عشنا وشفنا .." دخلت نوف فى الكلام وهى تطنز .. " وانتى شعليس منها .. رايحه من حلالس .. " نقمتها روضه .. " أنتن ماتعرفن تقعدن مثل الناس .. لازم تناقرن .. بتغدن والا قومن .." ضاقت نوره من مناقر بناتها اللى ماله معنى .. " شوفي كلامها .. الرازق فى السما والحاسد فى الأرض .." ردت روضه بضيقه .. " وشو عليه الحسد يا حسرة .. من زينها .." ردت نوف ببرود .. " ياختى الناس يوم جمعه يعنى اذكري ربس أحسن .. استغفر الله بس .." ورجعت روضه تغدا بتوتر .. بعد لحظات .. " صبي لى ماء .. " قالت نوف تامر روضه .. " صبي لعمرس ايديس مهى بمكسورة .." جاوبتها روضه بدون ما تلتفت لها .. " الله ياخذ عدوكن بس .. خلاص انتى وهى .. " صرخت أمهن بينهن ..
::
::
::
العصر طلعت مها مع أبوها للفندق عشان يجيبون باقى أغراض أختها وفستانها .. دخلت مها للجناح وغصتها العبره .. وهى تشوف مكان أختها .. حطت الفستان فى كيسته وطلعت شنطة الملابس حقتها .. وطوت الشراشف والملحف اللى خذته لها من المخازن الكبرى ..
يوم حلفت عليها به وقالت لها .." هذي الهدية عشان تذكريني كل ما رقدتي على ملحفي والا دخلتي الحمام تسبحين بأغراضي .. " اختنقت وهى تبكى .. تذكرت يوم لحقها ماجد ومسك ايدها ضايق ويوم أرسل لها المسج اللى جننها .. _ نسيت أقول لس .. الملحف يجنن _ ..
يالله هذا وقت وذاك وقت .. هذى السوري راحت .. وماجد بعد راح ..
خشت وجهها فى الملحف وقعدت تبكى .. وماعاد عرفت تبكى على فراق أختها والا على حالها اللى ما يسر عدو ولا صديق .. اتصلت فى ابوها عشان يرسل لها الحمال وخذوا الاغراض وشيكوا من الفندق وطلعوا .. وصلوا البيت ونزلت الأغراض فى حجرة أختها ورتبتها .. " يابنتى منتى برايحه لبيتس .. ماعاد الا الليل .." دخلت عليها أمها وهى ترتب .. " لا يمه بأمسى عندكم .. " جاوبتها مها .. " لا بالله .. ارجعى لبيتس ورجلس .. تراس عندنا الاسبوع اللى طاف كله وجزاه الله خير اللى خلاس تقعدين .. قوم اخذى بنتس والشغاله خليها توصلس .. " عيت عليها منيرة .. " ماله داعى يمه ماجد مهوب هناك عشان أعوّد .. بأمسى عندكم اليوم وبكره خير .. " .. " يابنتى حالس مهوب معجبنى .. صاير بينس وبين رجلس شي .." نشدتها أمها اللى كانت حاسه ان بنتها مهوب مرتاحه .. " وش بيصير فديتس .. ماهنا الا الخير لا تحاتين .." لفت عنها أمها وطلعت وهى شاكه فى كلامها .. وهى اللى تعرف طبعها الكتوم .. كانت مها محتاجه تبتعد عن اى شي يذكرها فيه .. محتاجه تفكر بهدوء عقب كلام موضي لها .. محتاجه ترتاح بعد كل التعب .. وتعيد حساباتها فى حياتها من جديد ..
ثانى يوم خذت مها بنتها ورجعت لبيتها قريب الظهر.. مرت على عمتها قبل تدخل البيت عشان ما تقعد عندهم واجد ماكان لها خلق كلام ولا رفع ضغط .. وقالت يمكن تسمع عندهم شي عن ماجد .. دخلت لقتهم كلهم قاعدين .. نوف تفرفر في التلفزيون .. وروضة تقرا لها رواية .. وعمتها قاعده تسبحن بمسباحها .. سلمت عليهم وتحفتها روضة .. قعدت جنب عمتها اللى راحت لها الجورى تبي منها المسباح .. " شأخبارس مها وشأخبار العروس .." سألتها روضه .. " بخير ربي يسلمس .. والعروس طيبة .. الفال لس أنتى ونوف .." ردت مها عليها .. " الله كرييييييييييم .." قالت روضة من قلب .. " طالعتها أمها ناقمة عليها .. روضه سوت عمرها ما شافت نظرة أمها وقعدت تسولف عن ليلة عرس ساره وتمدحها وتمدح ترتيبات العرس .. وطلبت من مها تاخذ ارقام اللى تعاملوا معهم بيت أم أحمد عشان عرس فهد ان شاء الله .. وعدتها مها خير وقالت بتجيبها لهم قريب .. قعدوا يتقهوون بهدوء .. " الا يمه ماعندكم نية سفر ذا الصيف .." رفعت روضه راسها تنشد أمها .. " ما درى عن ابوس والعيال .." ردت نوره وايدها تلعب فى المسباح .. " ماقال لس ماجد شي يا مها .." لفت روضه تنشد مها .. بلعت مها ريقها .. ليتس تدرين بس وش قال .. " لا ماجاب لى طارى .." جاوبتها مها .. " غريبه .. الا هو وينه صحيح .. من أول أمس ماشفته .." سألت روضه مستغربه غياب ماجد عن البيت .. مها سوت عمرها تقهوى وما سمعت السؤال .. " مهو بهنا مسافر .." ردت نوره .. " يا سلام .. يعنى هم يسافرون ويوسعون صدورهم وحنا ننطق فى الحر هنا .." تفاجأت روضه وردت بضيق على أمها .. "رايح في شغل للبنك يا الخبل مهوب يتسيح .." تضايقت نوره من كلام بنتها .. " أنا ماعلي من أحد .. بأسافر مع موضي لبنان .." دخلت نوف عرض فى السالفه .. " وش .. وين ياختى .. سلامات .." ردت روضه على نوف وهى ترفع حواجبها لها .. " الله يسلمس .. ماحد له منة(ن) علي .. باسافر بفلوسي ومع أختى .. وعلى فكرة .. قلت لأبوي وهو موافق.." ردت عليها نوف عشان تقهرها وهى تلعب بأظافرها .. " اخص يا النذلة .. بتروحين لحالس وبتخلينى .. لو أنه أنا ما رحت لحالى وخليتس .. " ردت روضه على أختها بعتاب .. " ابوى يقول لو تبين تروحين ماعنده مانع .." قالت نوف لروضه وهى تمط شفايفها .. " حلو .. وتروحون معنا أنتى والجورى وماجد .." التفتت روضه لمها وهى تكلمها .. " ويش .. " شرقت مها .. " نروح معكم وين .. " سألتها .." نروح كلنا لبنان .. والله بنستانس لصرنا جمعه .." قالت روضه .. " صحيح .. خاصه أن لولوة وأختها بيكونون هناك " علقت نوف بهدوء وهى تلتفت على مها " عندهم شقه هناك تجنن ولولوة عزمتنى أقعد عندها كم يوم .." خلصت كلامها بابتسامه صفرا " ماشاء الله .. الله يهنيهم .. بعدين مادرى عن ماجد وشغله وظروفه .. يصير خير .. اسمحو لى ذلحين .." قامت مها ونادت الجوري .. " وين ما تغديتي .." وقفتها روضه .. " تغدا عندكم العافيه .." ردت مها .. " مها .." نادتها نوره .. " لبيه .. " التفتت عليها مها .. " لمن اتصل فيس ماجد خليه يكلمنى.. أدق عليه جواله مسكر .." .. " ان شاء الله يمه .." وطلعت عنهم وهى تقول في قلبها .. هو ما يكلمنى عدل من قبل عشان يتصل علي ذلحين ..
::
::
::
وصلت ساره وأحمد لتركيا .. وكانت مندهشة من جمال الطبيعة والجو اللى يفرق واجد عن جو الدوحه .. أحمد طلب منها تفصخ النقاب عشان تكون مرتاحه فى طلعاتهم .. ما كانت مرتاحه أول شي بس بعدين تعودت .. مرت ايامهم فى طلعات لمطاعم وأماكن اثريه واسواق .. تغيرت نفسية ساره واجد .. وصارت تشوف أحمد بشكل ثاني .. بدا الخوف والرهبه منه في قلبها تختفى .. عقب ما شافت طيبته وحنانه معها واهتمامه فيها وفى راحتها .. لكن من يجى الليل ترجع لها الهواجس والشكوك .. وتحاول تبتعد عنه بأى وسيلة ..
كانت قاعده فى البلكونه تتذكر كيف مرت الأيام بسرعه وهذا لهم يوم رابع .. وأحمد يعاملها بحنان ولطف وما حاول يقرب منها أو يجبرها على شي .. وهالوضع زاد من حساسيتها تجاهه .. صارت تنتهز اى فرصه عشان يطلعون برا وما تقعد هى واياه فى مكان واحد لحالهم .. كل ليله تمثل خوف جديد .. بعد شوي بتدخل تغير ثيابها وماعاد عندها بيجامات .. احتارت وش تلبس وتذكرت أختها يوم تاخذ لها جلابيات من الخبر وضحكت عليها هى .. ليتنى خذيت لى معس يا مهوى .. غمضت عيونها وكتفت ايديها على صدرها يوم حست بلسعة هوا بارده وتذكرت يوم حضنها أحمد البارحه قدام التلفزيون .. يالله .. دارت فيها الارض .. احساس ممزوج بخوف وفرح ونشوة وقلق وتوتر .. تنفست بعمق ..
كانت قاعده قدام التلفزيون بعد ما غيرت ملابسها حطت شوي عطر وروج فاتح ولبست لها بيجاما حرير لونها اسود وفيها حاشية ذهبية .. جا أحمد وقعد بكل بساطه جنبها .. وحط ايده ورا ظهرها بهدوء .. حست بدفا جسمه وبدت ترتجف .. " بردانه .." سألها وهو يقرب منها أكثر .. " لأ .. " طلعت منها مبحوحه وماتدرى هو سمعها والا لا .. لأنه قرب منها أكثر ومد ايده الثانيه ياخذ ايدها اللى بحضنها ويضغط عليها بقوة .. ماعادت تسمع أى صوت ثانى الا صوت دقات قلبها القوية وصوت أنفاسه عند اذنها .. حسته التفت عليها .. " ساره .." همس باسمها .. بلعت ريقها والتفتت له بدون ماترد .. قرب منها .. وماحست الا بلمسته على شفايفها وغابت عن الوجود .. لأول مره تنام جنبه البارحه .. رفض يخليها تبتعد عنه مثل كل ليله .. سحبها من ايدها وحط ايده تحت راسها وغمض وتركها تعانى فى شعورها بدقات قلبه تحت خدها اللى مرتاح على صدره ..
طلع أحمد من الحمام بعد ما تسبح بسرعه .. وقف قدام المنظره يمشط شعره .. وكل عضله فى جسمه متوترة .. خلاص ماعاد يقدر يصبر عنها .. البارحه اختبر احاسيسها وعرف أنها ما تكرهه ولا تشمئز منه .. والدليل أنها ذابت بين ايديه من مجرد بوسه .. كل الموضوع احساس خوف من تجربة جديده ماتعرفها .. وهو صبر واجد ماعاد يتحمل يشوفها قدامه وهو محروم منها .. يبي حياتهم مع بعض تكتمل .. كزوج وزوجه .. ماعاد يقدر يعاملها ببساطه وهو يحترق من كل نظره منها .. كل لمسه .. تراه انسان من لحم ودم .. اوووووف .. الله يستر بس .. تنفس بعمق وطلع لها برا .. " وش تسوي الحلوة .." سألها وهو يبتسم لها .. فزت ساره من سمعت صوته .. وبّخ الدم فى وجهها من أفكارها اللى كانت حول هالانسان اللى واقف قدامه .. " ولا شي .. " ردت بإرتباك .. " السوري .. عساس مستانسه .." قعد قدامها ومد ايده يمسك ايدها .. " ايه .." جاوبته وهى مدنقه .. " أنتى ماتعشيتى عدل اليوم .. يعورس شي .." سألها .. دنقت راسها خاف أفكارها تفضحها وهى تحس بكهربا من حركة ابهامه على ايدها " لأ .. " ردت بشرود .. " زين وش رايس نطلب لنا كيك وشاهى والا قهوة .." .." على راحتك .." .. قام يكلم الروم سيرفس ودخلت هى تبدل .. دورت فى الكبت وما لقت الا قمصان نوم .. البيجامات الثلاث كلها مستعمله .. مدت ايدها لقميص نوم بنفسجي فاتح .. ودانتيل على الصدر .. مفتوح ومطرز من الصوبين لفوق الركبة بشوي .. معاه روب ناعم .. هذا أفضل الموجود .. دخلت وخذت لها شاور سريع وتعطرت وحطت لها مكياج خفيف .. وربطت الروب على خصرها وطلعت له برا ..
::
::
::
صار يوم الاثنين وماجد ما بين ولا اتصل .. وحياة مها روتين يومي مابين بنتها وشغل البيت فى قسمها وروحتها لبيت عمها .. كانت تغدا عندهم وتمر عليهم عقب المغرب .. والعشا تعتذر لأنها ما تشتهى .. تاخذ معها عشا للجورى والا سوت لها شي خفيف .. صلت العشا وعشت بنتها وسبحتها ورقدتها .. تمللت .. نزلت للمطبخ تسوي لها شي حلو .. طلعت أغراض عشان تسوي تشيز كيك أسرع واسهل شي .. بتدق بعدين على روضه تجى تاكل معها وتسهر عندها لانها تقول انها جايبه فيلم جديد احسن ما تقعد لحالها مثل كل ليله .. وهى بتحط القالب فى الثلاجة سمعت صوت الباب الخارجي ينفتح .. " بنت حلال .. تونى بأدق عليس .." قالت مها وهى تفتح الثلاجه برجلها .. " السلام عليكم .." ..
التفتت بقوه لدرجه ان القالب بغى يطيح من ايديها .. " عليكم السلام .." ردت بدون شعور .. نزّل شنطته وفتحها بدون ما يزيد كلمة " خلى الخدامه تاخذ الملابس الوصخه وتغسلهم .. والغتر توديهم للمغسله غسيل وكوي .. " قال لها بصوت جاف .. اعتدل فى وقفته وسألها " وين الجوري .." .. " راقده .. " ردت عليه .. صد عنها وطلع يركب الدرج بدون ما يلتفت لها .. " تعشيت .." سألته وهى واقفه عند باب المطبخ .. وقف فى نص الدرج .. التفت عليها بهدوء .. " يهمّس .." سألها ببرود .. وقف الرد فى حلقها .. وماهانت عليها نفسها تبين له انها انشغلت عليه .. " تبي عشا بأسوي لك .." ردت بدبلوماسيه .. " سألتس .. يهمّس .." عاد عليها السؤال بعناد .. " عادى .." ردت مها .. " هذا اللى توقعته .." رد بسخرية .. وصد وراه يطلع الدرج .. عضت مها شفايفها بقوة .. يعنى كان صعب اقول ايه .. وين راح كل التفكير عن تغيير الوضع .. وين راح كلام موضي لس .. اووف الله ياخذها من حاله .. رجعت للمطبخ تغسل المواعين .. حطت حرتها فيهم فرك وتنشيف .. حتى أنها قربت تصير شفافه من كثر النظافه .. مسحت المطبخ وقررت تطلع له فوق تكلمه ..
كان الباب مردود .. دخلت الغرفه .. سمعت صوت الماى فى الحمام عرفت انه يتسبح .. فرصه تغير ملابسها .. راحت لغرفتها بسرعه وطلعت لها بيجاما .. شافت قمصان النوم .. وترددت .. وبسرعه قبل تغير رايها رجعت البيجاما وخذت لها قميص نوم أسود .. دخلت الحمام بسرعه .. غسلت وخلصت .. تعطرت وحطت روج خفيف ورتبت شعرها .. لبست لها صندل وطلعت .. وقفت عند الباب .. أول مره تطلع له بالشكل هذا .. بالملابس الخاصه هذي وبدون ماتغطى شعرها .. كان قلبها يدق بجنون .. وكلام موضي يدور فى راسها .. سمت بالله وطلعت ..
::؛::
دايماً .. أصعب الخطوات أولها.. وأصعب الكلمات اللى للحين ما قلناها .. لكن لو الأنسان حسب خطواته صح .. ماراح يندم ولو كان الطريق وعر .. كثير ما تغرنّا المظاهر .. وتخدعنا عزة النفس وتخلينا نخسر ناس يعنون لنا الشي الكبير .. فيه خيط ضعيف بين عزة النفس والغرور .. لو قدرنا نمسكه من النص راح تتوازن حياتنا صح .. فى الحياة مواقف كثير اضطرينا فيها نخسر الكثير والسبب عزة النفس .. والكبرياء .. مع أننا لو حللنا الموقف صح وحطينا الميزان قدامنا بالعدل راح نشوف أن عزة النفس مالها مكان بالموضوع كله .. كلمة اسف .. أو كلمة طيبة كان ممكن تجنبنا زعل او جفاء أشخاص لهم وزنهم فى محيطنا .. وبغيابهم غاب الكثير من الفرح والسعادة عن حياتنا .. الانسان عمره ما يندم على الكلمة الطيبة ولو كانت نتيجتها غير اللى تمنيناه .. اذا ما جّمعت وقربت صدقونى ماارح تفرّق ..
يبقى الأنسان جزوع .. يسيره قلب وعقل ممكن يخطي وممكن يصيب ..
كانت هذى القلوب المحرمة على النسيان ..
حتى نلتقى فى حفظ الرحمن