لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-11, 03:47 PM   المشاركة رقم: 426
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150691
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: إنتظارالمستحيل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
إنتظارالمستحيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ليلى اِستَنفذَ بِداخِلها كُلَ شيئاً جميل

ومهما بلغَ حُبها لهُ لن يكونَ السماحُ بِتلكَ السُهولة

وسيندمُ ذلكَ الشرقي اشد النَدم

كبرياء اصبح اربعائي جميلٌ كجمال قلمكِ
رائعةٌ انتِ وليتها تكفي :)

 
 

 

عرض البوم صور إنتظارالمستحيل   رد مع اقتباس
قديم 24-01-11, 02:25 AM   المشاركة رقم: 427
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 60662
المشاركات: 177
الجنس أنثى
معدل التقييم: كادية عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كادية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

لذة الحرف متجسدة في هذه الرواية
سلمت يداك وسلم فكرك
هل يمكن ان تكون عبارة مطلق:(ليلى......أنت......ملكي ولا يمكن ان اتنازل عن أملاكي)
قمة متعتي قراءة روايتك

 
 

 

عرض البوم صور كادية   رد مع اقتباس
قديم 25-01-11, 09:00 PM   المشاركة رقم: 428
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

باااارت روووووعه كبرياء الجرح

أسلوبك ممتع للقارىء تسلم يمينك يالغاليه

ممكن مطلق يطلق ليلى هذا اللي فهمته من حواره الداخلي

لكن راح يكتشف الحقيقه وراح يندم وأعتقد معرفته للحقيقه

راح تكون على يد الرجل اللي ساعد فاتن عندما يعلم بخداعها له

راح ينتقم منها بإخبار مطلق بالحقيقه وكشف فاتن أمامه

غاليتي منتظرين جديدك المميز بفارغ الصبر

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 26-01-11, 06:09 AM   المشاركة رقم: 429
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,530
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلااام عليكم ..


اهلين كبريااء..

ماراح نطالبك بشي فوق مقدرتك ..بس اهم شي ماتقطعين فيناا.. وبارت واحد في الاسبوع
بزخم المشااعر التي تغرقيننا بهاا اعتبره عن عشره بارتاات الله يحفظك ياارب ..

مدري ليه اتوقع ان مطلق راح يطلق ليلى ..طلقه وحده بس ..
لازم له قرصة اذن علشاان يحس فيهاا .. وبعدين راح يعض اصابعه ندم ..
تمااماا مثل ليلى لانهاا هي اللي سعت وراء هالشي ..خاصه بعد ماتشوف صوره ..
وتعرف انه المجهول اللي انقذهاا بيوم ماامن تحت المطر ..
بس تذكرت شي ..ليلى قبل تطلع من البيت كتبت ورقه شرحت له كل شي فيهاا ؟؟؟
هل لهالورقه دور في استيقااظ مطلق ؟؟؟؟
اتوقع ان ليلى حاامل وهذا يمكن يكون سبب في رجوعهاا له ..علشان مايعيش حاله الشتات اللي عاشتهاا ..
بس ماتشوفون معي ان نفس الموقف حصل لأم ليلى ؟؟؟
ويمكن يكون هالسبب هو اللي يفتح جرااح قديمه ..
ومواجهه من نوع اخر قد تكون بين ام ليلى والجد ..لنفض غباار الظلم ؟؟؟

كبريااااااااااااء ..
تعجز كلماتناا عن رص حروف تليق بروعه هذه التحفه الفنيه التي تنسجينهاا لناا بكل براااعه ..
واعتبري صمتناا ..هو عجز عن التعبير لااكثر ولا اقل ..
فالصمت في حرم الجمال جمالا ..

كل الود لك ..

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر   رد مع اقتباس
قديم 26-01-11, 08:06 AM   المشاركة رقم: 430
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 





بسم الله الرحمن الرحيم ..

ومضه ..

امضي على مهل .. بالكاد ارسم للحرف خطه ودرب يسير فيه برتابه معهوده ..
اكاد احترق شوقا لارى ماتريدون ان ترونه .. واصل إليه .
لكن خطوه خلف خطوه ..ترسم طريقآآ واضحا ..
ومعنى دقيقا,, وتعبيرا جليلا .. يصل الى القلوب وتلتهمه العيون بإدراك و تميز ..
اعاني من لحظات نقص فيها قيمه ابداعيه .. واتدراك نفسي بزخرفه بسيطه ..بالكاد تعجبني
وتؤرقني ان لم تصل الى مبتغاكم .. امهلوني وقتا يجود علي بشكل ابداعي زاهر ..
و سدوا الخلل البادر مني بصبركم ....

كونوا بخير اينما كنتم ...




البارت الثالث والثلاثين :




اطلقتها في وجهه بكل تحدي : طلقني ..
استدار ونظر إليها بصدمه . ... ليس من ردها فقط ..
بل من تلك الملامح المتصلبه المشدوده ... القاسيه
وذلك البريق اللامع .. الذي يعميه ..
كانت قوى تشع من عينيها ...
اصرار .. ورغبه جامحه ..
اشتعلت فيها حراره لاتطيقها .. حراره تكاد تحرقها و اياه .
اشاحت بنظراتها بعيد وهمست بحزم بالغ .. : طلقني ...
وغمرهم الليل في سواد حالك .. عميت الابصار
وتاهت المشاعر في دروبها ..

اغمض عينيه بغضب .. شعر به حتى سرى ألم قاطع بين اسنانه من شده ضغطه عليها ..
وقال بتحذير : ليلى .. ادخلي احسن لك ..
واجهته بعناد : قولها .. وريحني ..
ازداد بركانه ثورة فقال بغلظه : ادخلي ... ولا تختبري صبري ..
صرخت فيه متجرده من خجلها ذاك : قولها ..
اقترب منها خطوه غاضبه .. فتعثرت متراجعه للخلف كرده فعل مباغته لم ترغبها
سينهي من عذابها وينتهي على الابد ...
لن يعود ويدور ذاك الامر في رأسه الا في ابشع كوابيسه ...
سيصلب قلبه .. ويرميه في جحيم من التمرد والتعنت الرجولي الذي لايرتخي ..
: ليلى ... انتي ...

اغمضت عينيها لاستقبال سهامه الغادره تلك ..
ليمتزج الالم ويصبح مكونا رئيسيا مع دمها ..
حتى غدا ..لاتنتظر فرجه النور في حلاكه قلبه ..

ابتسم بتمرد وقال : انتي تحلمين ..
وضح خط ابتسامته العنيده التي حفظتها عن قلب .. على وجهه المنحوت بعجرفه .

هدأ الشوق و واراه السكون .. وارتاح الزمان النهم في اعينهم ..
تلاشت حرقه الاحلام في لون العيون و اختفت ..
ذاب الهوى ذاك في جوف الظلام ..
وبلعت الظلمه بقايا اسرار و مشاعر متخبطه ..
كشف نقطه ضعفها .. وساومها عليه .
اكان ذلك تهديد ام قرار نابع من عمق الالم ..
لكن لما ارتعشت و خافت حتى الموت من نطق شفتيه ..
ودت لو تغمض عينيها وتهمس بأمنيه .. ان تختفي هي او هو ..
تركت المكان بعدما انتفضت كلها ..
جاهدت من اجل نفسها حتى انتقصت ماادخرته
تتنازع مابين ماتريد و تدعي انها تريده ...
سيطرت عليها رغبه في العويل والصراخ ورثاء حالها ..


طرقت الباب بقوه .. لتشخص ابصار نجمه و سمر بخوف ..
ملامح ملتهبه .. وجه احمر متضرج بدماء منفعله .. عينيان خامده الضياء ..
باكيه . مزمهره بوعيد قادم ..
دخلت الحمام وقفلت على نفسها الباب ..
اقتربت نجمه وهي تسحب فستانها خلفها
: ليلى .. ليلى .. وشفيك ؟ ليلى ردي علي ؟
ارتفع صوت بكاءها حتى سقط قلب نجمه من الخوف ..
وليس بكاء بل رثاء وهجاء لذاتها المصروعه .. و غضب من خوفها الدفين..
سمر بخوف : ايش اللي صاير؟ لايكون فيه شي .؟
نجمه .. وهي تطرق الباب بعنف : ليلى الله يخليك .. افتحي الباب ..
لم يصلها الى شهقات وصراخ مشدود باكي ... ونداء لاخيها يتردد في اصداء المكان..
نجمه : ليلى .. افتحي الباب .. ليلى ...
رجعت مكانها على السرير ودورت على جوالها ..
كلمت سمر بطريقه سريعه ...
: سمر .. روحي قفلي باب مجلس النسوان .. بقول لسعود يجي ويشوف اخته .
اقتربت منها سمر مذعوره : صاير شي بينهم ؟
نجمه : ماادري ياسمر .. بدق على اخوها ونشوف ...
انتظرت يرد على اتصالها وهي تراقب سمر تخرج بسرعه ..
جاها صوته : هلا ليلى ..
تلعثمت لكن قدرت تنظم كلماتها : سعود ..
: مين معي ؟
لوت شفايفها بطريقه مستنكره ...لو في حاله تسمح لها كانت تعاملت معه بطريقه ثانيه..
: انا نجمه ..
سعود : خير يانجمه .. مااسرع ما اشتقتي لي ..
ردت بسرعه بدون تفكير : من زين الوجه اشتاق له...
كان بيقاطعها لكنه سكتته بطريقتها ....
: اسمعني .. ليلى حالتها حاله .. دخلت الحمام وتبكي بصوت عالي.... وماادري ...
خرق طبلات اذنيها بصرخه خوف : ليلى وشفيها .. ...
نجمه : ماادري .. توقعت انك كنت معها..
سعود : انا جاي .. شوفي لي درب ..
رمت الجوال لما انتهى الاتصال ..
رغم نقمها من طريقته المستفزه إلا ان حال ليلى صرف تفكيرها .



مطلق .. جلجل الاعصار بداخله .. و ماتت الالوان من وجهه وامتعض
مات عرق الحلم فيه .. وتلاشى ..
اقتفى اثر في ممرات الضياع .. وضاع مثلها ..
عروقه التهبت بالدم .. و عينيه اثقلت بالصمت العميق ..
كانت و ماتزال تردد تلك الكلمه التي لو امكن محوها من عقلها ..
تزيد ناره لظى و استعارا .. ولايظنه ستنطفىء ..
تجعله قاسيا متمردا .. يهوى العذاب ممارسآ محترفا له ..
يصد كل نسمه رقيقه تمر اليه .. لكنها تجرحه ..
تدمر صبره .. تغرقه في بحر من المشاعر البكماء ..
مازالت الذكرى .. تضج وراء احاسيسه كلها ..
صرخ مناديا لنفسه ...
ان نمت المحها تسير معي .. ألمسها .. اقبلها .. احرق ثلج عذريتها ..
واكتفي بالابتسام معها ..
اتقاسم الليل في فراشها .. و اشعر بحرارتها ..
تظل تحفر في روحي الوالهه بجمالها ..
انها معصوبه في دمي .. في عروق احلامي الحبيسه ..

فكيف انساها ؟
كيف اتركها ؟
كيف اكرهها ؟

تابع بنظراته المعذبه .. خطوات سعود المسرعه ناحيه البيت ..
فتوجس القلق والخوف .. فأدركه حدسه بإتباعه .. لكنه توقف فجأه .. بلمسه من
ذلك الكبير .. .. مسح على لحيته البيضاء الوقره وقال
: بتمشي بكره انت وهلك ..؟ مالك روحه في هاليل ؟
ابتسم مطلق و اعتدل في جلسته .. هاهي فرصه تأتيه ليمكث قربها.. فلينتهزها ..
: السموحه ياعمي .. عندي اشغال .. لكن بشوف الاهل .. وان شاء الله خير ..
تفاجئ من نفسه .. وكأنه يهرب من عنق الزجاجه ليدخل قعرها ..
كانت في عيني العجوز .. كلمات يكبحها .. اراد بها الترويض في وجه مطلق ..
لكن الوقت لم يسعفه .. اقتراب احفاده الاخرون منه .. جعله يبتلع كلماته مؤقتا..
اخافته نغمه جواله .. ليستقبل اتصال من اخته الصغيره ..
صمت .. ثم استيعاب ..ثم صدمه جعلته متجمدا حتى شعر رأسه
وقف بسرعه متجاهل نظرات الاخرين نحوه .. وبالاخص ذاك المترقب .. يبحث عن
نار يلتف حولها ويزيدها استعارا بدون انتباه منه ..



مشى سعود بسرعه .. توقف على عتبه الباب .. تراجع للخلف بخطوه .. وامامه فتاه
لكنه عاد وتذكر ..صاحبه اللون الكريه .. هي زوجته ..
دخل وقفل الباب خلفه .. ارتدت تلك الى الوراء و اقشعر بدنها بخليط ممزوج من الخوف والخجل ..
قال بإنفعال : وشفيها ؟
لعقت شفتاها وجاوبته : ماادري عنها ؟
صرخ في وجهها و كأنها يطلع حرته فيها ..
: كيف ماتدرين عنها ؟ يعني هي كذا من حالها صارت تبكي ..؟
احتدت نظراتها عليه وقالت بنرفزه
: اسأل نفسك .. انت كنت معها ..
سعود بإستغراب : كنت معها؟ انا ماشفتها ..
لانت ملامح نجمه وقالت
: ماادري .. ..
انفتح الباب .. و وقفت ليلى على العتبه ..
ليراقبها الاثنين بإندهاش .. اغتضان وجهها بالالم الواضح ..
مسحت انفها .. وهي تتجاوزهم .. وقفت في منتصف الحجره
وقالت بإصرار : سعود .. طلقني منه ..
تجمد سعود من كل شيء فيها ... وقال بدون تصديق
: ليلى .. ايش قلتي ؟
عقدت ذراعيها على صدرها بطريقه دفاعيه تخفي فيها رعشتها
: اللي سمعته .. طلقني من مطلق .. ماعاد ودي اعيش معه ..
تدخلت نجمه برجاء ...
: ليلى .. تعوذي من الشيطان ..
اعترضت ليلى بيأس : ما عاد لي صبر معه.. كرهت حياتي كلها بسبته ..
صرخ سعود .. ليقف بوضوح .. وينقل نظراته بين الاثنتين ..
: ايش الحكايه ؟ واحده تتكلم وتفهمني ؟
حاولت نجمه تنسحب ...
فاعترض بحده : وين رايحه .. خليك هنا ؟
وقفت بأدب .. رغم نظراتها المحتده على زوجها المتسقبلي ..
رافق اخته حتى السرير و قال بهدوء ...
: ليلى .. حبيبتي .. خبريني ايش صاير معك ؟
مسحت تلك الرطوبه حول عينيها وجاوبت بعقده اعتلت جبينها...
: ما عاد ودي اعيش معه .. خله يطلقني ..
اخذ نفس طويل وقال بعدها : طيب .. فهميني على الاقل .. ايش اللي صاير معك ؟
ليلى بتثاقل : مافي شيء..
حدق في وجهها المكتئب .. ليقرأ علامات الالم بوضوح...
رفع بصره لنجمه بإستفهام .. فهزت رأسها بلا و طالعت السقف بدون مبالاه ..
تنهد بتعب : يعني اروح عند الرجال واقوله طلق اختي .. واذا سأل عن السبب
اقوله .. مافي سبب محدد .. اختي فجأه قررت انها ماتبيك ..
نظرت له بحزن كبير : دخيلك ياخوي .. لاتزيدها علي ..
قام و اتضج الانفعال عليه .. وقال : طيب فهميني ؟ الرجال فيه شيء ..ضربك .. قصر عليك في شي
قولي و ريحي قلبي ...
حدقت نجمه فيه بخوف .. والصقت نفسها على الجدار ..
ليلى بألم : واذا كان فيه اسباب .. يكفي انا وياه عارفينها .. ومانقدر نكمل حياتنا بسببها ..
سعود بصدمه : يعني مقررين الطلاق انتي وياه ..
تدخلت نجمه بهدوء : سعود ... اتركها ترتاح شوي ..
صرخ فيها : انتي لا تتدخلين ..
زمت شفايفها بألم وردت عليه : لاتصرخ في وجهي .. اصلا الصراخ كله هذا ماينفع
اعطاها وقت تفكر و تهدآ ... اكيد صار شي بينهم وتعبت اعصابها بسببه ..
رفع حواجبه وقال بفظاظه : مابقي الا انتي .. تعلميني كيف اتعامل مع اختي ...
احمر وجهها بغضب .. استغربت عدائيته الواضحه اتجاهها ..
لم يضع اي اعتبارات لكونها زوجته .. او تلك الاعتبارات التي يضعها اي شخصين
للتو يتعرفون على بعضهما البعض ... الاحترام المتبادل .. الحياء و بعض من التقدير ..
منعت ارتعاش فكيها امامه وقالت : انا ما اعلمك .. لكن انصحك ..
تدخلت ليلى بعتب : سعود ..
نظر لها بيأس وقال بإقتناع : بترك على راحتك .. وبعدها بنشوف ..
و مشى بخطوات واثقه بدون التفاته لنجمه المتماسكه ..بقناع مزيف من القوه
جلست جنب صديقتها وقالت : قابلت مطلق .. صح ؟ ايش اللي صار بينكم ؟
سحبت نفس قصير قبل ان تجيب ببرود : مثل العاده .. مافي جديد .
تنهدت نجمه بقله حيله .. إلتفتت لها ليلى وابتسمت بمراره
: ما ننفع لبعض يانجمه .. الشك دمر حياتنا .. كل شي خطأ بيننا ..
نجمه بإبتسامه متفاءله : اعطي نفسك فرصه ياليلى .. هذي مشاكل عاديه بين كل زوجين ..
ضحكه قصيره خرجت من جوفها اشبه بإنتحابه ..
: اي مشاكل عاديه .. وهو كل الدقيقه والثانيه يذكرني بشيء ماسويته ولافكرت فيه ..
مطلق رجال مجنون ... الشك دمر عقله .. و خرب حياتنا ..
تنهدت بألم واضح وقالت بتفكير متطلعه الى شيء بعيد .. بعيد ..
كانت نجمه الوحيده المدركه لصعوبه التعبير .. في داخلها يأس لحال صاحبتها
ذلك التأزم الذي اصبح بحجم المنطاد سوف ينفجر ..
: احس بروحي تتعذب .. ما يحس ولو نصف الاحساس باللي في قلبي .. انا اتعذب
يانجمه .. اتعذب ..
نجمه : لكنك تحبينه .. لابد يجي يوم ويتغير ..
هزت رأسها بنفي مثقل بالاسى و الخيبات ..
تطلعت لها بعذاب .. هذا هو العذاب بعينه يا صديقتي ..
سأقطع العضو الموبوء واريح نفسي ..
سأدفن قلبي و ارقد هواي تحت تراب الايام والسنين ..
لقد عشش الصمت في خرائبي منذ عشقته ..
و انكرتني الحياه خلف الخيال .. والتفكير .. ودهاليز الاحلام الفارغه ..

احبه .. نعم احبه .. بل بالعشق اذيت نفسي ..
احبه حتى نقشت اسمه على نقاء قلبي .. وعذريه عواطفي ..
حياتي عطشى .. وانا بقرب ينبوع ماء متدفق ..
متخبطه في الظلام وفي يدي شعله من نور ..
لاتدركني الافراح حتى ينقض البؤس ينهش في الجراح ..
ماذا افعل ؟
او ماذا اقول ؟
تكويني ناره كل مرة .. حتى حولتني الى رماد نثرته الرياح على ضفاف الموت ..
تنهشني الالام .. حتى افرغت جسدي من علامات الحياه ..
وهو الامر الناهي .. ينصرف الى تعذيبي بأقسى مايكون
ولايفهم لغه الحياه ... او الجمال والاحلام ..
ولغه الحب في قاموسه .. نكران .

مسكت يد نجمه بأسف وقالت : اسفه يانجمه خربت عليك ليلتك ..
تأففت نجمه وابتسمت .. وان كانت ابتسامتها في غير محلها
: يا شيخه ... الرجال مناحيس .. مايخلون الواحد مرتاح .. إلا وينغصون عليه ..
ليلى : والله سعود مو كذا .. تراه طيب و قلبه كبير .. لكن يمكن ازعجته بمشاكلي ..
لاتاخذين على خاطرك منه ..
نجمه بإقتناع : ماعليك .. انا وسعود نتفاهم اهم شي الحين .. هو انتي ..
ابتسمت ليلى .. وداعبها الكرى .. لا ليس هو ..
بل الخنوع للواقع الذي لاطائل لها فيه .. بلا تمرد او مجازفه ..
اذا ثقل يومك ثقل جفناك بما لاطاقه لك به ..
تلجأ لتلك الاغفاءه القصيره .. الاشبه بالموت .. و ترجو الا تعود منها ..

ومن الاعماق تصاعد صوت مخنوق
يهتف في حزن في جزع كيف ابوح ؟
ليت الجرح المظلوم الى الليل يبوح ..
قد يثأر لي مطر و رعود و بروق ...


عندما تشتد بنا الالام .. نرى مالايراه الاخرون .. نعتقد اننا قادرون على تخطي كل شي
لكن ليس هذا مايحدث حقيقه !!!

للمره الثالثه يحسب خطواته جيئه وذهابا .. و يخترق ساعته بنظره سريعه مكرره
ينتظر .. وينتظر حتى فجر الانتظار اعصابه و اهلكته ..
انتبه لخروج سعود .. اقترب منه و سأله : خير ياسعود وشفيها ليلى ؟
وقف سعود في وجهه وعيناه سيل من الاتهامات ..
: انت خبرني وشفيها ليلى يامطلق ؟
رفع رأسه متبصرا وحذرآ ...
: خليني اشوفها..
سعود بهدوء : ماتقدر تشوفها .. حالتها صعبه ..
مر من جانبه وتابع : اول مره اشوف ليلى بحالتها هذي ..
حدق في وجه مطلق المكتئب .. ليقرأ علامات التعاسه بوضوح ..
فركز على الحاحه : صار بينكم مشاكل ..
تنهد مطلق و احتدت نظراته على سعود وبهدوء غريب
: سعود .. لو سمحت ابغى اشوفها ..
تغيرت ملامح سعود.. و اصبح اكثر جديه..
: مطلق .. ليلى تبي الطلاق ..
اتسعت عينيه بما يشبه الفراغ الكبير ..
وانعدم اللون منها .. وثارت ثائرته بعواصف هوجاء ..
وادرك ان تلك الساعه سيجرف كل شيء امامه ..
سيرجئ الامر بسياسه هادئه ..
سيدعها .. لتدرك ان المساومه معه .. طويله الامد
ولاتنتهي برضى الطرفين في العاده ..
دعك جبينه بكثير من القلق .. وقال بحزم
: اعط اهلي خبر اني بمشي يا سعود ..
سعود بإنزعاج من طريقته البارده
: وليلى ؟
برويه نطق : بيننا اتصال ياسعود ..
سعود : ايش اللي صار و تغير .. وايش اللي سويته لها علشان تقرر بقرار خطير مثل هذا..
زفر بغضب : الموضوع بيني وبينها ..
اقترب سعود بما يشبه طريقه هجوميه ..
: هذي اختي وماارضى عليها ابدا .. وتهمني سعادتها اولا واخير ..
همس بحكمه متماسك الاعصاب...
: وانا زوجها .. وسعادتها من سعادتي .. اعطني وقت ياسعود
تهدا الاوضاع و نرجع نتكلم ..

وطلع ... يخرج ما كتم بداخله من زفرات حرقت صدره ..
دخان بركانه حجب الاضواء عنه ...
ماتت الفاظه جميعها على شفاه الصمت ..
وانطبق الالم بفكين شرسين .. علقا في جسده ...
سادت الظلمه روحه في جمود السكون ... و جمود قلبه الذي هدأ فجأه ..
وكأن الصدمه اسكتته ...
لماذا الان ؟
لماذا تريد الخلاص مني بهذه البساطه ؟
آآنست بقرب ذاك .. ولم يعد يهمها وجودي .
أحنت لقصص الهوى الماضيه .. و اعلنت اني عائق في طريقها ..
آآآضاقت ذرعا بي و بحياتي ..
ماذا توقعت ؟ بأني سأطلق سراحها بكل عفويه
وألوح لها بيدي مودعا ببساطه ...
ااتنازل عن حقي لمجرد انها لاتريدني ..
اي غبي ظنتني ...
واي متساهل في حقوقه احبت ان تتلاعب عليه ...
ألم تعلم مافي جوفي لها .. دون ان انقب عنه ..
ألاترى مافي عيني من تردد نحوهاا ... دون ان اترجمه..
اي افق ذاك الذي اسبح فيه ولااستقر ..
واي نكران يحيط بي .. ويقيد افكاري ..
ويسقطني في هاويه الذكرى تتقاذفني فيها الاشباح ..
اغرقت حقاآآ .. ام ضعت سدى ..
أم انك لم تجد الدرب الواضح .. وظللت الهدى ..
لا مهرب من الجراح .. فلقد مرت على القلب وناح ..
جرح يصرخ كالجوع البائس .. كا الصوت الصارخ ..
كالريح الغاضبه .. وانا بائس لاحراك ..
هي احجيه في نفسك ففك شفرتها برويه .. يا رجل
وصدق بها .. فهي هويه في النهايه ..
تنهد بتعب لاول مره يشعر به .. من تخدر عضلاته المتصلبه
و ألم رأسه النابض .. وتراخي اجفان عينيه المثقله بالسهاد..
يشد من قبضتيه على مقود السياره ... ويمضي في طريقه
تارك ليلاه خلفه .. وبعض منه هناك ..


أغضب أغضب لن أحتمل الجرح الساخر
جرح قد مرّ مساء الأمس على قلبي
جرح يجثم كالّليل المعتم في قلبي
يجثم أسود كالنقمة في فكر ثائر
جرح لم يعرف إنسان قبلي مثله
لن يشكو قلب بشريّ بعدي مثله



********************************



دخل طلال بإبتسامه حجره اختيه .. ومباشره استلقى على فراش وداد ..
جود بنظره له : قوم الحين تسمعك موشح عن فراشها الوثير ..
تكى على يده و قال : ماعلي منها .. إلا هي وينها ؟
جود وهي تقلب الصفحه في كتابها ..: عند امي ..
طلال وهو يقرأ اسم الكتاب " الكيمياء العضويه " .. ابتسم وقال
: يااختي حالك عجيب .. البنات في الاجازات يصيبهم فقدان ذاكره عن موادهم وكتبهم
وانتي ماشاء الله تتسلين في كيمياء .. وكرر بسخريه : كيمياء عاد ..
جود : احاول استرجع المعلومات ..
طلال وهو يرفع المخده .. ويضحك بصوت عالي .. روايات عبير وكم وافر من روايات احلام
ناظرته جود وضحكت مثله ..
طلال : هذي كيف تنام تحت الكتب هذي ..
جود : لزوم طقوس النوم والاحلام السعيده ..
ضحك طلال ومسك روايه وقرأها اسمها بصوت عالي " موعد مع الغرام "
دخلت وداد .. شهقت بدهشه .. وجرت بسرعه ناحيه سريرها
خطفت الكتاب من يده وقالت
: طلالوه .. قوم من فوق فراشي .. كم مره ... !!
قاطعها وهو يتوسد يده : ادري بتقولين كم مره قلت لك لاتنام على فراشي ..
الله عاد ياريش النعام ...
بسخريه ردت : مالك علاقه .. ريش نعام ولا ريش دجاج .. قوم بسرعه ..
جلس وقال : الله يعين رجلك عليك بكره .. وين بينام المسكين ؟
احمرت خجلا وهي ترد بصوت منخفض : طلال .. عن اللقافه ..
حك شعره وقال بمسؤليه : اكيد امي قالت لك عن خطوبه ناصر لك ... اسمعي يااختي
انااعرف الرجال .. ماشاء الله اخلاق و رجوله و ماعليه كلام .. لكن ماودي ادخل في
حياتك .. اللي تبينه بيصير .. والرأي رأيك في الاول والاخير .
ارتعشت اطرافها فجلست على طرف سرير اختها .. و همست بخجل
: الله يخليك لي ياخوي ..
تدخلت جود وهي تقلب الصفحات بدون اهتمام ..
: فيه روايه اسمها " حلم سندريللا " نازله جديده في الاسواق ..
بحلقت فيها وداد بدون تصديق ..
فقال طلال بإبتسامه : وشفيك ؟ انعديت من وداد ياجود ..
تجاهلت نظرات وداد و قالت بجديه لاخوها
: لا .. لكن القصه مثيره..
طلال بشك : طيب ... ويش علاقتها بخطوبه ناصر ؟
وداد بتوتر : ماعليك منها .. ماعندها سالفه ..
جود بسخريه : خليني اكمل ..
تحدتها وداد بنظراتها .. : كملي ياجود ..
تدخل طلال بتساؤل وهي ينقل نظراته بين الثنتين
: وشفيكم ,.. تتكلمون بالالغاز ..
جود بدون اهتمام : مافي شي... الموضوع غايه في السخافه ..
قام طلال وقال : وداد .. خذي وقتك .. وربي يسهل عليك يااختي ويسعدكم جميع ان شاء الله .
وداد تخفي حنقها على اختها و تبتسم في وجه اخيها
: وياك ياخوي .. الله يرزقك ويحفظك ..
تحملت خروجه .. حتى ثارت ثائرتها على جود ..
بغضب : اقسم بالله انك في غايه السخافه .. ويش قصدك من كلامك ؟
جود : قصدي واضح.. انك ترجعين لعقلك .. و تفكرين صح في الوقت الصح ..
وداد بقهر : بالله الحين وشفيه ناصر.. يعني لو خطبني من دون قصه سندريللا ذي .. كان غيرت
رأيك فيه ؟
جود بإستفزاز : انتي حالمه وسخيفه لابعد درجه.. بكره لو واحد ارسلك رساله مع حمام زاجل
ولا رمى لك ورده .. بتتعلقين فيه ..
شهقت وداد بصدمه : جود .. هذا تفكيرك فيني .. تحسبيني سخيفه علشان اعلق في كل رجال
يمر من جنبي ...
رمت الكتاب على السرير و واجهتها ..
: ود .. تهمني مصلحتك يااختي .. مابيك تتورطين في حلم صنعتيه اوصنعه لك رجل يحب التلاعب
بالواقع .. ويضحك عليك ..
احمر وجهها من فرط الصدمه وقالت بأسى ..
: ماتوقعتك كذا ابدا .. كان ودي تدعين لي و تتمنين لي السعاده .. مو تتفلسفين على راسي
وتسوين فيها مصلحه اجتماعيه ..
اقتربت منها وكملت بمراره .....
: انا اختك الكبيره .. وانا اللي ساهمت في تربيتك بشكل كبير
وحسافه اذا كان تعليمك العالي ماعلمك التواضع و الاحترام ..
تركتها ومشت حتى وصلت الباب ومسحت دموعها المتساقطه.. وقالت
: تعرفين ياجود .. ساعدتيني في اتخاذ القرار .. انا موافقه على ناصر .. في البدايه كنت
متردده .. بعيد عن هوسه بقصه سندريللا.. لكن هالمره انا موافقه عناد فيك .

وتركت اختها مفجوعه من قرارها .... حاولت اللحاق بها .. لكنها جمدت ..
اهو ندم .. ام لا مبالاه لمصير اختها ..
ام هي صدمه ان تكون مخطئه وهي لاتعلم ..
او صائبه ولااحد يعلم بها.. ولا يعيرها اهتمام
تأملت كتابها .. على صفحه خاصه ..
هناك تفاعل وانفجار .. ونتيجه لم تكن في الحسبان ..
حسابات دقيقه .. واوزان ومعايير على خيط رفيع ..
اذا دخل الخطآ بينهم انهار البنيان وفشلت التجربه ..
وهذا ماتخافه .. بعيد عن العواطف فتلك دعابه ..




***************************



إلتزم المسجد في ساعات الفجر الاولى .. وانتظر .. قرأ ماتيسر من القرأن
واهتدى بفضل من الله عز وجل .. واستكان قلبه بذكر الله ..
" الا بذكر الله تطمئن القلوب "
هدأت عاصفته الهوجاء ..و حمد الله على سلامته وسلامه عائلته
قيادته المجنونه كادت تودي بحياه من يعزهم .. لكن فضل من الله ورحمته
اهتدى الى الصواب .. واستعاذ به من الشيطان الرجيم ..
استرخى مستندا .. وغمض عيونه بهدوء ..
قبل يفتح عيونه على لهاث شخص قربه ..
ناصر : وينك يارجال ؟ ياني قلبت عليك الرياض ؟
مطلق بهمس : خير ياناصر ..
ناصر : خالتي دقت علي تقول ان فيك شي ؟
رجع يسند راسه ويرد : مافيني شي.. ارجع البيت ..
ناصر بضحكه : ليش مسجد ابوك .. هذي مساجد الله ..
اقترب اكثر وقال بجديه : مطلق .. ليش ماجبت مرتك معك ؟
نبض عرق في جبينه و قد طمر ذكراها بالاجبار ..
لاحظ ناصر عليه فماارتاح و سأله ..
: ليش ماتخبرني .. لايكون طلقتها .. ؟!!!
تنهد مطلق وقال : يااخي ماتحترم المكان .. اسكت اسكت..
امتعض ناصر .. و استند بجابنه وقال
: طيب ريحني قلت كلمتك السحريه ..
مطلق بنفاذ صبر : لا .. ماطلقتها .. ارتحت .
ابتسم ناصر وقال : ايه ارتحت .. لكن ماقصدي هذي .. قصدي كلمه احبك ..
فتح عيونه على وسعها و شعت ببعض مما جادت به الجراح الخفيه ..
اهي عقده اللسان ما اوقعته في عدم الفصاحه ..
أألجمه الكبرياء و حبسه منفردا في غابه موحشه ..
تنهد ورجع يسترخي بتمثيل : صلى ركعتين شكر ياناصر .. لاني ماسك نفسي غصب
عن ذبحك ..

ضحك ناصروارتاح .. .. وانشغل بالنقرعلى اصابعه يسبح الله .. ويستغفر رب العباد ..
وتبعه مطلق .. ذاكرين الله .. مهللين له في ساعات يكون فيها اقرب للانسان
من الانسان .. دعوات لا تخيب بإذنه ... ورجاء بما ليس لديهم سواه ..

((ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل الآخر،
فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر))

"اللهم لا تحرمنا رؤية وجهك الكريم بسوء فعالنااللهم نسألك لذة النظر الي وجهك الكريم.
اللهم ان قعدت بنا اعمالنا فان في القلوب شوق عظيم لرؤية الرب المتعال"

"اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة ولافتنة مظلة"



****************************



يلفها ظلام دامس ولا احد غيرها .. وهي تقف محدقه فيه ولاحراك ..
نهضت مفزوعه متعرقه ..لتتأمل نفسها جيدا ..مازالت كما كانت ليله البارحه ..
كانت نايمه في حجره اخوها .. وحولها اخواتها .. والصوره عن ألف معنى..
اخذت جلابيه جهزتها من قبل و دخلت الحمام .. اخذت دوش على السريع و توضت
طلعت وكومت فستانها في الزاويه بدون اهتمام ..بعد ضيق شعرت فيه بسببه
افترشت للصلاه .. قبل تقاطعها سلوى :
: ليلى .. البارحه زوجك واهله رجعوا بعد العشاء على طول ؟

لم تكبح رعشه البرد التي سرت في عروقها .. ووخزه الندم .. ليس من اجله
هو بل من اجل عائلته !!
حاولت عدم الاهتمام رغم شحوبها الواضح من التفكير ..
رفعت يديها لتكبيره الاحرام ..فقاطعتها سلوى مجددا ..
: ليلى .. الموضوع وصل للجهات المختصه .. جدي عصب لكن سعود هداه .. ليلى
خبريني ايش الحكايه ؟
تنهدت ليلى .. والتفتت ناحيه سجادتها المفروشه .. كبرت بصوت مسموع محاوله انها
تبعد كل شي وهي تقف بين يدي الله .. ..

مااصعب الحياة ..حين علينا مواجهه صعابها بأنفسنا .. وحين تعجز عن مشاركه الاخرين
احزانك .. يتلقفك الاسى والوحده وتبدأ في رثاء حالك حتى الهلاك ..
ماتذكرته ليله الامس .. لم يكن شيئا كثيرا .. لقد وصم على حياتها بالنكران ..
ذهب وتركها بكل بساطه .. بلامعنى جعلها وحيده ..
أليس هذا ماكنتي تريدنه ؟ وتحاولين اثباته منذ البدايه ...
لما الحزن متوغل في قلبك لرحيله ..
اتركيه يذهب بدون اسف عليه .. مثلما فعل لك ..

اكملت وردها من القرأن الكريم.. قبل تدخل ريهام .
ريهام بإبتسامه : صباح الخير ..
ليلى بدفء : صباح النوروالسرور .. ان شاء الله نمتم زين ..
جلست على طرف السرير وقالت : اساسا مانمنا .. سهرنا حتى قبل الفجر .. نجمه هذي
فاكهه الجلسه ياحظ سعود فيها ..
ابتسمت ليلى وحمدت الله ان اخوها اختار المناسبه له .. حتى ولو كان من اشد المعارضين عليها ..
ليلى بقناعه : الحمدلله .. الطيبون للطيبات ..
شردت ريهام مع افكارها.. وبعدها رفعت رأسها بمسحه من الالم على وجهها ..
: نسيت اقولك .. ترى كلهم يفطرون تحت .. الجو عائلي تعالي افطري معنا ..
ليلى بشحوب واضح : مالي نفس اكل شي.. روحي انتي وافطري وبالعافيه عليكم ..
وضح التردد على وجه ريهام .. فتأملت الحجره.. وقالت : هذي حجره سعود ..
ليلى : المسكين .. احتليناها عليه امس .. لكن علشان عين تكرم مرج عيون ..
ريهام : الله يوفقهم ان شاء الله ..طيب انا نازله تبين شي ؟
ليلى : سلامتك ..

المكان هادئ بعد خروج ريهام .. تنهدت بتعب .. والالم ينخر عظامها ..
بل ينخر قلبها ويجوفه .. افترشت الارض وتوسدت يدها.. وعينها على سفره الضوء
تحت عتبات الباب ... فداعبها النوم مجددا وكأنه يغيبها عن يومها ..
ادركت ان ايامها لن تمر بسهوله ... وان الجروح تحتاج لوقت طويل لكي تشفى ..
وان البؤس سيرافقها في حياتها .. هو واقع لابد من تصديقه وتحمل مسؤليته ..
سمعت صوت سعود .. فلجأت الى النوم .. تهربآ من المسائله .
ليست في مزاج يسمح لها بالاخذ والعطاء مع اي احد ..
تريد ان تكون وحيده .. تجمع شتات نفسها وتملك القدره على مواجهه الاخرين ..
فتح الباب .. ولم يدخل .. راقب اخته النائمه .. و بعدها قفل الباب بهدوء ..
لتتبعه خطواته .. فتحت عينيها بعده .. و استدرات للجهه الاخرى ..
محاوله النسيان ..
ستطوي صفحه مطلق والحياه معه بأي طريقه ...
لابد لها ان تكون في كامل قوتها لتستعد للقادم ..



*****************************





للمره الثالثه .. تناديها امها وهي سارحه مع افكارها ..
ام نجمه : نجمه.. وينك يابنت ؟
نجمه بإستعجال : جايه ..يمه .
ابتسمت الام :
: الله يسعدك يابنتي ... ماادري ايش اسوي بعدك ؟
نجمه بإبتسامه و ان كان داخلها ضياع ..
: لو تبين يايمه .. بقعد واخدمك لنهايه عمري ..
ام نجمه بحزن : لاوالله يابنتي .. ربي يسعدك في حياتك ..
هذي سنه الحياه .. كلكم بتتزوجون وتروحون ...
جلست جنب امها واحتضنتها ..
: ربي يخليك ياامي ويحفظك ..
دخل صالح وقال
: نجمه .. تعالي .. زوجك بيبك ..
بحلقت فيه بعدم تصديق : نعم .. مين ؟
صالح بفظاظه: سلامات ..صمخا ماتسمعين اقولك زوجك ..
اصطبغ وجهها بالحمره .. غضب وقهر منه .
لم تنسى ماحدث لها ليله البارحه .. وذلك الاحباط الذي لم تتوقعه ..
: خير ويش يبي هذا من صباح الله خير ؟
صرخ صالح في وجهها بغضب :
: استحي على وجهك في وحده عاقله تقول عن زوجها كذا ..
تخصرت وقالت بعناد ..
: مالك علاقه .. انا مجنونه .. قول نايمه ولامصدعه ..
مسك يدها بقوه .. وقال بعصبيه
: بتمشين قدامي ... ولاااكسر راسك ..
تدخلت امه وهي تفك يده عنها ..
: صالح بالرفق على اختك ... ..
طالعت لبنتها بحنان وقالت : وانتي يمه يانجمه روحي لزوجك ..
تأففت نجمه .. وقالت : علشان خاطر امي .. ولاانت يالتيس
مالك خاطر عندي ...
عصب صالح ..فشد شعرها بقوه ..صرخت صرخه وصلت لاسماع
سعود .. فقام من مكانه ... وبعدها رجع ..
انتظر لحظات حتى دخل صالح معصب عليه ..
سعود : خير يا صالح في شي ؟
صالح بنكران رغم عصبيته الواضحه..
: لا ابدا سلامتك ..
انتظر لحظات .. حتى دخلت المجلس .. بهدوء .. وان وضحت الرجفه في الصينيه..
نطقت السلام وجلست في المكان البعيد .. في الزاويه ..
وعم الصمت .. بين الثلاثه .. فجأه
تأففت نجمه بصوت مسموع و حطت يدها على خدها دليل الملل ..
وقف صالح وقال : بجيب جوالي وراجع ..
وكأنه يعطيهم فسحه من الوقت .. للتحدث
وجه نظرات حاده لنجمه : قومي قهوي زوجك ..
قامت مرغمه ..على خروج صالح .. ارتخى سعود في جلسته وراقبها ..
قال بتهكم : تعالي اعطيني كفين علشان ترتاحين ..
نظرت إليه بشكل عادي وقالت : خير ويش قلت ؟
تحاول بشتى الطرق تجاهله ...
انتظرها حتى قربت له فنجان القهوه . ..تناوله منها
: شكلك مغصوبه ..
ابتسمت بشكل فظ وقالت : تبي الصراحه .. ماكنت فاضيه .. اصلا ماكنت متوقعه
زيارتك المفاجئه ..
رشف قهوته دفعه واحده رغم سخونتها .. ورد بتهكم
: لاتخافين .. ما هو شوق اللي جابني ..
بلعت لعابها بغضب وقالت : والمطلوب مني ؟
سعود : ابي اعرف اشفيها ليلى بالتحديد .. ؟
نجمه بإستنكار : وانا ايش دراني روح اسألها ..
اخذ نفس طويل : تبين تقنعيني انك ماتعرفين عنها شي ..
رفعت اكتافها بتجاهل .. و سكتت .. وتشاغلت بأظافرها قدامه ..
دعك ذقنه .. بنفاذ صبره ووقف ..
قالت بتشاغل : سلم على ليلى ...
مشى بخطوات طويله وجلس جبنها بتثاقل ..وظل يتأملها كأنها لوحه قدامه ..
رفعت نظراتها له .. فصب الخجل في دمها .. كان يستمر في النظر في عيونها
وكأنه يثبت صورته في صفاء عينيها المتأججه بالعاطفه ..
قالت بدفاع : مااعرف شي عنها .. وان عرفت تحسبني بخر كل شي عندك ..
لاحظ علامات واضحه لخدش على رقبتها .. فلامسها برقه ..
قفزت مذعوره للخلف من حركتها وطالعت جهه الباب مباشره ..
ابتسم وقال : وشفيك .. ليش خفت كذا ؟
عقدت حواجبها ..وقالت : انا مشغوله تبي شي .. قول بسرعه ..
ضحك .. فترددت ضحكاته في المجلس الكبير ...
سعود : ياحليلك يانجمه اذا تصنعت البراءه ..
بحلقت فيه بدون تصديق وكررت كلماته بدون استيعاب ..
: تصنعت البراءه ..؟؟!!!

حاولت ان تكون جاهله و تقليديه .. و تمضي بدون ان تمعن النظر في كل شيء ..
حاولت ان تكون مثل ماكانت امها تقول لها وتحكي لها قصص تشيب لها شعر الرأس .
عن خنوع المرأه .. وتشبيهها بتلك الفارغه الرؤؤس .. تتبع الراعي ولا يسمع لها سوى
صوت بطونها ...
قهر الرجل ليس امر عاديا يمر على الانثى ..
وحواء عن حواء تختلف كصب المعدن في قوالب مختلفه ..
هي لم تكمل تعليمها صحيح .. ولم تختلط بمن لديهن باع طويل مع الرجال ..
لكن نظراته سامه ...فيها بعض من الاسرار تجهلها .. لايمكن المرور عليها بسلام ..
ليس هو الشخص من رسمت خيالاته يقف قربها ..
وابتسمت عندما يحل اسمه في كل مجلس ..
هناك امرا ما يجعله مختلف ويجعلها بائسه .. لكن ماهو ؟!!


********************************





دخل الجناح .. ورمى بنفسه متهالك على السرير .. وليته لم يفعل
كان يظن ان سلطان النوم سيطبق اجفانه على الفور.
لكن ماان استنشق رائحتها حتى انتفضت افكاره وهاجت مشاعره ..
استدار مبتعدا عن مكانها.. لكن عبقها نفذ الى خلاياه ..
و ايقظ سبات عاطفته .. و اصابه شجن من الذكريات ..
اخطأ عندما فكر في اللجوء الى فراشها ابتغاء الراحه ..
فتلك الراحه المنشوده اصبحت امنيه ..
امنيه تتعمق في جوفه وتصبح غايه لاتدرك ..
انتفض متأففآ .. وترك المكان بأكمله ..
طرق الباب خلفه بقوه ... دخل مكتبه
واسترخى على الكنبه الجلديه الطويله ...
متأمل السقف في انوار شبه خافته ..
وفكر في مصير شخصين معلق في كلمه ..
كلمه واحده لها طرفين حادين كل واحد منهما مشحوذ ببراعه و شده ..
نام على جنبه .. وارخى اجفانه ..
وتلك الافكار لم تهدأ .. بل على العكس زادت شراسه على اعصابه ..
جلس .. وامسك رأسه ضاغطا عليه بشده ..
تذكر صورته الحسنه ونظراته البارده ..
وشبابيته البهيه ..
ابتعد في افكاره حتى حد المقارنه بينه وبين الاخرين ..
وهو الرجل المغتر بنفسه ..
من الظلم ان يقرن الاخرين به ..لان لاطائل لاحد معه ..
و من غير الانصاف ان يفعل ذلك ..
رجل لاترضيه انصاف الحلول .. ولايتسغني عما يريده الا بأمر من الشديد القوي ..

اخذ شماغه في يده .. وطلع من الجناح بأكمله ..
ونزل الدرج بسرعه قرر يطلع من البيت .. قبل ماتناديه والدته .
لبس شماغه .. و توجه ناحيتها .. كان وجهها مايتفسر .. يبدو عليها الضيق
ربتت على المكان الخالي جنبها وقالت ...
: تعال ..ابيك في سالفه ؟
كان يعرف انها بتحاكيه عن ليلى ..
رد في عجله : بعدين يمه .. مشغول الحين .
قالت بصرامه واضحه ..
: اقولك تعال .. العمر يخلص والشغل مايخلص
ابتسم مطلق .. لاول مره امره تتكلم معه بطريقه منفعله
تذكر طفولته وشخصيه امه المتحكمه بكل زمام الامور ..
قبل يتحمل مسؤليه عائله بأكملها ..
جلس جنبها .. : خير يالغاليه ..
والدته : الخير في وجهك .. ياولد غانم .
تجعدت عينيه بأبتسامه كبيره .. قرب منها محاول انه يقبل رأسها
لكنها دفعته برفق ..
مطلق بإستنكار : افااا ياام مطلق .. شكلك زعلانه ..
والدته : وشفيك على بنت احمد ؟
دعك جبينه بحيره .. والتزم الصمت يجد فرصه للتفكير ..
رجعت تسأله بحكمه : انتم متزاعلين من بعضكم ؟
تنهد وبعدها قال : مافي شيء بيننا ..
: كيف يمه مافي شيء بينكم .. وجدتها لمحت لي البارحه ان حالها ماتسر احد
تقول انها زياره .. طيب ليش ماردت معانا ...
اشتدت قبضته بقهر لا يصل إلى مركزه ويتسأصله بكل قسوه ..
نظر لها بتركيز وثقه ..
: اسمعي يمه .. مافي اي شي بيننا ..حبت تظل مع اهلها شوي .. ارتاحي
انتي بس ولا تتعبي نفسك ..
ام مطلق برجاء : والله ياولدي مادام انت مرتاح انت وخواتك والله اني مرتاحه ..
ربي يصلحكم ويهدي بالكم ...
اقبل مطلق عليها وقبلها بحب عظيم ..
مطلق : الله يخليك لنا .. طيب يمه .. توصين شي بطلع .
بحنان : ترفق بحالك ياولدي ..

وكأنها ترسل له رساله مبطنه .. ان اشدد من ازر نفسك وتحمل
لكن اتحمل ماذا ؟
اتحمل تلك النار التي تشتعل بجوفي .. حتى احس بحرارتها تخرج مع انفاسي ..
حينما اتذكر بأنه اقرب مني لها ...
اتحمل صخورا قد جثمت على قلبي .. وزادت من اثقالي ..
ااتحمل شوقي لها ... اشعر ان حواسي لا فائده لها بدونها يا امي
وكأني مصاب بالحمى ..
ااتحمل ان افكر بمجرد التفكير ان افقدها ..
تحسب نفسها قطعه ثمينه اخبأها في صناديق تحت الارض .. لكنها اغلى من كل هذا
مابالها تغضب وهي في راحه اليد .. اشفق على انقباضها وانبساطها مخافه الانفلات ..
اريدها ولا اريدها ..
تقول انها لاتريدني .. فمارغبتها تلك الا زياده في تملكي لها .. وتمسكي بها .

كيف اقولها لها ؟

أشهد أن لا امرأة ً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذت

واستعمرتني مثلما فعلت

وحررتني مثلما فعلت



************************************



أصابها الكسل والخمول .. وارتخت عضلاتها بألم قد اصابها ..
بعدما ذهب اخر الضيوف .. وان كانت من ضمن عائلتها ..
فمزاجها لايرحب بوجود اي احد ..
دخلت المطبخ .. قابلتها سلوى بإبتسامه
: هلا والله ... بالاميره النائمه.. مابغيت تصحين الله يهديك ..
استندى على الثلاجه وردت بكسل ..
: البارحه تعبت تعب.. احس اني نمت مثل المخدره..
سلوى بلوم ..: من البارحه ماطب شي بطنك ..
اقتربت .. منها وقالت : جايعه ..و نفسي في شي ساخن .
فتحت سلوى الفرن بإبتسامه عريضه ..
: شبيك لبيك .. البيتزا بين يديك ..
ليلى بفرحه: ياحبي لك ياسلوى .. الله يخليك لي .
سلوى : مسويه معجنات تونه وجبنه و بيتزا واصابع جوز الهند .. وعزمت نجمه تجي عندنا ..
تقول مشغوله .. عاد اذا خلصت شغلتها بتجي ..يعني جلسه بنات تسر الخاطر ..
ليلى بإعجاب لاختها : والله مافي منك ثنتين في العالم كله ..
سلوى بفخر : ادري ادري .. قريت الخبر في الجرايد ..
ضحكت ليلى على دخله عمتها ..
فاطمه : اخيرا صحيت ياليلى .. لاتكوني حامل يابنت وغاطه في النوم .
شحب وجه ليلى .. وخافت من كلامها وكأنها تحذير لها
انكرت بشده : لا .. مافي حمل اوشي .. لكن كنت تعبانه ..
ساندتها سلوى : البارحه ما جلست مسكينه علشان كذا كانت تعبانه ,
فاطمه بعتب : كلنا اشتغلنا .. وانتن ماقصرتن معها ..
تأففت ليلى وخرجت من المطبخ ...بكلمه قدرت تغير مزاجها وتقلب كيانها
" حامل " لا ياليلى .. النوم ما هو دليل على الحمل .
الله يسامح من كان السبب .. انا مو ناقصه مطب ثاني في حياتي ...
كفايه مطلق بحد ذاته ..
يارب سترك ..
رددت جدتها بريب خلفها : يارب سترك ورحمتك ..
تصنعت ابتسامه و اقبلت على رأس جدتها .. تقبلها بحب
الجده بلوم : وينك يايمه ماشفتك من البارحه ؟
ليلى : السموحه يمه .. لكن التعب هاد حيلي ..
الجده : البارحه ماكان في احد راضي عنك .. حتى جدك اول مره اشوفه معصب منك ..
كملت بحنيه لما شافت وجهها المتغير : علامك يابنتي ؟ ليش حالك متغير كذا ؟
ريحي بالي يايمه ولا تزيدين تعبي تعب ..
مسحت انفها وقالت بحزن: مافي شي ..
قاطعتها بحده : لاتقولي مافيك شي .. انا عاتبه عليك .. حماتك تروح حتى ماتودعينها
ولا تتعذرين لها .. جدك يقول زوجك راح ضايق صدره ماتهنى لافي عشاء او مجلس .

تأففت .. بضيق .. يعني كل هذا الموشح علشان خاطر الاستاذ مطلق
لو تدرون ايش سوى فيني ؟ ماكنتم حتى استقبلتوه في بيتكم..
قامت بسرعه .. وقالت بإنفعال: ويش تبوني اقول لكم ؟ احترت معاكم ..
تدخل سعود بصرخته عليها ..
: ليلى .. ترفعين صوتك على جدتي .. هذي غريبه منك ..
ضمت شفتيها بتوتر ونقلت نظراتها بينهم ...
: ماتشوفهم .. كل هذا لاني قاعده معكم .. ياليتني اموت واريحكم مني ..
ومشت من قربه فمسك يدها .وقال بحنيه
: علامك ياليلى ؟ ايش اللي مغيرك ؟
تأففت بأنزعاج وافلتت يدها منه وتركتهم ..
الجده بحزن : والله عين وصابتها ..
سعود يجلس ويحب راس جدته ..
: لاتزعلي منها يمه ... بينها وبين زوجها خلاف بسيط .. علشان كذا تعبانه نفسيتها ..
الجده بخوف ..: خير ان شاء الله .. ويش الخلاف اللي يترك الرجال مرته فيها
ولايكلمها ؟


حك سعود راسه بحيره .. لو تدري انه يدور في دائره معاهم ولاهو فاهم شي
حتى زيارته لنجمه .. مااستفاد منها الاوجع الرأس .. والندم .. وبعض من شرارات
تجعله يبتسم رغما عنه ..
استرجع ماصار بينهم .. تلك العينين سرعان ماتحولت الى لون غائر مضمحل
لايقرأ فيه سوى الصدمه .. ..
كررت كلماته : اتصنع البراءه . ليش شايفني ماعندي اخلاق ؟
سعود بدفاع : اعوذ بالله .. وانا اخذ واحده بدون اخلاق .. شهادتي فيك مجروحه ..
وكشر في وجهها بأبتسامه مزيفه ..
وقفت .. قدامه بعصبيه ..: ياشين زيارتك اللي ترفع الضغط .
مسك عضدها وهزها : لاتصرخين في وجهي .. انا ماني واحد من اخوانك ..
حاولت تفك اصابعه .. لكن شد عليها ..
نظرت له بعمق وسألته سؤال يدور في بالها .. تحرضها نظرات عيونه
المبهمه والمليئه بالاسرار ..
: سعود .. انت مغصوب علي ؟
تركها بقسوه لتعود للوراء .. لكن نظراتها لم تتغير بل كان هناك مزيج من الانتصار فيها .
سعود : مغصوب ؟ مسكينه كل هذي صدمه اني اخذتك ..
نجمه بإبتسامه : لاوالله مصدق نفسك .. والله انت اللي مسكين .. كنت برفق بحالك
يا الشين .. شيبه مين بيرضى فيك غيري ..
استفزته لاخر حد.. لاول مره يعقد مقارنه بينها وبين اخواته ..
كانت ذكيه و متمرده و مقامره في الاخذ والعطاء ..
يشعر بأنها تستخرج منه اشياء بالكاد يعرفها عن نفسه ..
تثور ثائرته معها ويهدأ .. يجد نفسه مزيج ونقيض معها .
لاتعرف الهدوء او الاستسلام ..
لايهمها شي ولا ترضى بالانسحاب ..
سألها بهدوء محاولا اخفاء نفسه ..
: ليش قلت عني اني مغصوب عليك ؟ سامعه شي ..
تحدته بنظراتهاوقالت بجرأه...
: لا .. لكن مافيك شي يدل انك تبيني .. كانك اخذتني علشان ترضي غيرك ..
كتف ذراعيه بأبتسامه : الله يااستاذه نجمه .. فهميني كيف يعني ؟
اقترب منها ومسك يدها قبل تتكلم وجلسها قربه ..
كانت تلك الحركات العاديه .. قد سلبت جرأتها منها ..
كيف تغيرت .. كانت ثائره قبل قليل ولكنها خمدت بسرعه ..
هي تعرف ان هناك شيء ينغص عليها ..
لاتستطيع ان تفهم لما يفعل معها ذلك ..
ولما يتصرف بغرابه ..
جاوبت بتردد : اللي اسمعه من البنات .. في فتره الملكه .. يكون غير تصرفاتك ..
معاملتك ونظراتك لي غريبه ..
ارتخت اعصابه و كأن نظراتها تلك قد المته ..
لم يعتد على ايذاء الاخرين بقصد او بدونه
وان فعل فإنه لايتردد في الاعتذار لهم ..
لكن هناك شيئ صحيح في بعض مما قالته .
لايستطيع ان ينسى .. بأنه مرغم عليها..
قال بهدوء ..: انا اعتذر ... اذا تصرفت معك بخشونه .. ماقصدت اكون لئيم ..
لكن الظروف تحكم علينا نتصرف بطريقه مختلفه .
ابتسمت له وردت : سبب مقنع ..
اقترب منها وقال متناسيا كل شي ..
: تعرفين احلى شيء فيك .. عيونك ..
ارتفعت حمره الخجل الى خدودها ولجأت الى الصمت ..
ضحك عليها وقال بكبرياء مزيف .. وهو يقرأ تغير ملامحها الخجوله ..
: ياحليلك مصدقه نفسك ..
زمت شفايفها بعصبيه ..وقهر ..
فوقفت شالت صينيه القهوه وقالت بفظاظه ..
: خلصنا .. قهوه وشربت و كل الكلام اللي كان يقرقع في قلبك قلته وما قصرت
والحين اعطيني مقفاك عندي شغل ..
ضحك عليها ... و قف بجانبها وقال ..
: ماتهونين علي يابنت سالم .. اروح و خاطرك مكسور ..
رفعت حاجبهاوقالت رغم رعشتها من نظرته: والله يالرجال ماينعرف لكم ..
ضحك منها .. على دخله صالح .. في الوقت المناسب ..
فخرجت على استحياء تحت نظراته الودوده ..


***************************



انغشت السماء بظلام دامس ..وحل الليل بعدنا اغلق الجميع ابواب منزله
الخارجيه .. وهدأت القريه إلا من القلائل ..
استكان الجميع في منازلهم .. وهي استكانت في زاويه حجرتها .. بعد ان صلت
العشاء و قرأت القرآن ..
اعتصمت عن نظرات الجميع .. وابتعدت عنهم .. تنازلت عن جلساتهم المسائيه الدافئه
مازالت وحيده بينهم .. وكأن شيئا لم يكن ..
كل همومها بسببه هو لاغير ..
حولها الى حطام هشيم .. لا نفع لها ..
مازال شعورها بالندم لمعاملتها لجدتها بفظاظه لم تعتدها هي ..
يجب ان تكون قويه .. فكيف ستخبرهم انها تريد الانفصال عنه ؟
تنهدت بحيره .. على طرقات رتيبه على الباب ..
توجست خوفا .. تعرف طارقها جيدآ ..
فتحت الباب وشرشف الصلاه عليها ..
جدها بتلك النظره التقيميه : تعالي ابيك في المجلس ؟
كانت تريد ان ترفض .. لكن تعرف انه لقاء لابد منه
تبعته بصمت .. .. كان دخل قبلها وجلس في منتصف مجلسه كالعاده
اشار لجلوسها بطرف عينه ..
قال بنبره معاتبه فيها بعض الحده ..
: علامك يابنت .. مااشوفك يوم بحاله .. كل ماسألت عنك قالوا نايمه؟
حركت الخاتم في يدها بتوتر.. وان كان الاسف واضح على وجهها لكن ما استطاعت
ان تنطقه شفتيها ..
سأل بحكمه : في شيء مضايقك يابنتي ؟
مسحت ضبابيه غطت عينيها وقالت بإقتضاب : ..
: لا ..
اعتدل في جلسته وقال : اسمعي يابنتي .. يوم انك تقولين مابك خلاف
ماهو باين عليك ..انتي عند اهلك .. مين بياخذ حقك لو اشتدت الدنيا عليك ..

رفعت عينيها له برجاء .. اصاب قلبها بحاجه لم يدركها احد سواه
رأتها في عينيه لم تكن عتب او هجوم او دفاع عن حقوق مجهوله
كان يمهد لها طريقها .. ويسندها في الحياه ..

نطقت بهدوء : الله يخليك لي يابوي ..
ابتسم لها بمحبه وقال : ماتنضامين يابنتي وانا حي ..

صرخ شيء بداخلها .. و ارتوى عطشها .. و انقشع ليلها
ببصيص من الامل ...

مسح على لحيته .. وسأل : انتي متضايقه مع زوجك ؟
طالعها ينتظر ردها فقالت بإستسلام : بيننا خلاف ياجدي ..
تنحنح يطرد غصه .. وسأل بإهتمام وهو يخفض صوته ..
: وخلافكم ماينحل بينكم ؟

هزت رأسها بلا .. محاوله قدر الامكان ان تمنع شهقاتها من الانزلاق من حنجرتها
وفضح ضعفها .. الحقيقه صعبه ومؤلمه وهي لاتستطيع ان تجرح قدرته على الاحتمال
فالامر شاق و مرير .. و عليها اخفاء نصف الحقيقه .... .
انتظر لحظات ثم قال بعدها بصوت دافئ ..
: اسمعي يابنتي...الزواج مثل الزرع .. اذا اهتميت فيه نما وزاد وجاد ..
واذا اهملتيه مات ... الزواج ماهو لعبه .. يحتاج منكم الصبر والتضحيه
اخذ نفس قصير ممعن النظر في وجهها المغتضن ..
: يابنتي .. اذا كان اخطأ في حقك قولي لنا .. ناخذه لك ..ومافي خلاف ماله حل .. بعون الله .
ابتسم وكمل بحكمه : وانتم بعدكم في بدايه زواجكم... والحياه قدامكم لاتستعجلون ..
ياما صارت بيني وبين جدتك خلافات .. لكن ضبيه اصيله .. مافي مثلها بين الخلايق .
تنهدت بحسره وقالت : وانت بعد يا جدي مافي مثلك رجال ..

ابتسم .. وقال : وانااشهد ان مطلق رجال في الخير والبركه .. لكنك عندي عزيزه
وغاليه ... وتهمني سعادتك ورضاك .. مايصير الا اللي فيه المصلحه لك .

انكمش قلبها .. و تصلب لسانها ... لما لاتخبره الحقيقه ؟
انه اهانها و عاملها بقسوه .. وحتى انه ضربها ..
اكنت اتمدحه عندما تعرف حقيقته ؟
ااه ياقلبي لما لاترضى ان تزلزل صورته في اعين الغير..
لما لاتتركه يتقلب على جمر القهر وتتركه يتحول الى فحم لا لون له ..
لما قبلت الهوان على نفسك .. و تحاملت على جراحك ..
وادعيت انك بخير .. خالي من الهموم والجراح .
استكان غضبها ذاك .. و هدأت فجأه ..

او هو ارتياح بأن ذاك هو من سيقود الدفه ..
ويريحها من عذاباتها .. ليطلق رصاصه رحمته .. وينهي تلك المسيره القصيره .
لقد تخلى عنها .. رحل تاركا اياها دون ان ينهي مرارتها ..
رحل وتركها تتشارك مع الليل سواده وظلمته ..
تنتظر النور وان كان ساطعا ويعمي عينيها ..
تنتظر.. وتنتظر حتى اصبحت تتقن تلك اللغه الصماء ..
شر لابد منه ...
قضاء ستنهي محكوميته .. لكن لاتعلم متى؟
فالجميع يظنون انهم متفقون على انهم متخالفين ..
ومضوا في اتجاهين مختلفين .. على ان يعودوا
لنقطه البدايه لاحقا..
لكن الصحيح انهم متفقين على غير اتفاق ..




*********************************



خرجت بعد حديث ملت سماعه .. حديث روتيني ..
حديث ينبع من قلوبهم لكن قلبها مغلق عن استقباله ..
وعقلها لايتقبل اي كلمات تعزيه .. او دعم معنوي ..
هي تحتاج لمن يفهمها.. ويقدر مشاعرها ..
جلست بعيدا تتأمل ليل يشببها بالتمام .. نجومه بعيده كأمانيها ..
وقمرها تغطيه سحب .. ويبدو انه كمزاجها الان ..
سمعت صوت خطوات بطيئه وكأنها صاحبها يحاول اخافتها ..
ابتسم سعود .. وجلس قربها .
: كنت بخوفك ؟
رجعت تتأمل النجوم مبعده كل حواسها عن الاخرين ..
تنحنح ثم قال ..
: مطلق كلمني ؟
التفتت إليه حتى شعرت بألم قاطع في رقبتها من شده الالتواء ..
ولم تجرأ على النطق خافت ان تفتح فمها و تسمع دقات قلبها من خلاله ..
انتظرته حتى يخبرها .. ويهدأ من روعها ..
استغربت نفسها.. أليس هذا ماتنتظره ؟
أليس الخلاص مرادها و طموحها ..؟
أليس الانسلاخ من حظها العاثر معها .. رغبتها الدفينه ..
ابتعدت بنظراتها عنه .. تتجاهل تفحصه الدقيق ..
وتهرب هي من فخ مشاعرها التي وقدت في عينيها ..
كانت تلهث بداخلها .. وتعكس صفحه زائفه مخادعه لرغباتها
همست بهدوء : بخصوص ؟
انتظر لحظات بعدها قال بهدوء يفجر قنبله في وجهها ...
ويقيس مدى الضرر ..
: وافق على انه يطلقك ..
ابتلعت غصه بحجم الكون كله .. وتوقف الزمن فجأه
واختفى الجميع من حولها..
أغمضت عينيها مطولآ .. حتى ادركت ان نارآ اشتعلت في جوفها
وان دموعها تحرق اجفانها ..لن تحفظها طويلآ ..
لقد تخلص منها بسهوله ؟
رماها كم تفعل بالقطعه الباليه .؟
ادركت ان الحجر الذي رمته في الدوامه .. لم توقفه
بل حولته الى فيضان .. و اعصار يجرف كل شي في طريقه ..
واعلنت الاستسلام .. انهمرت عينيها بدموع الشوق والحرمان
والفراق .. والالم ..

لكل شيء جميل طوق لحظاتها معه ..

خدعها عندما ردد تلك الكلمات على اسماعها .. وانتشت بها دون ان يعلم
عندما يقول انتي لي .. فهي له وترضى بأن تكون له ..
لكنه تمرد الانثى عندما تريد ان تمنح مساحه للتحرك بخفه فيها ..
مااجمل ان يطوقك شخص وتعلم بأنه يهتم بك ..
لكن مااصعب ان يوهمك بأنه يحاصرك بذراعيه وفجأه
يرميك بيديه الى قاع الوجع ..
مسح سعود دمعه منها بصمت مثلما .. انهارت مشاعرها بصمت
وقال بمواساه : مو هذا اللي تبينه .. ليش زعلانه ؟
لم تعد قادره على النطق .. الفجأه اخذت كل الحروف ..
وسرقت لغه الكلام ..
عاد عليها الكلام بجديه ..
: كنت اعطيك فرصه للتفكير .. مطلق لاكلمني ولاهم يحزنون ..
قلت تاخذين لك بروفه قبل مايقرر مطلق ..

ناظرته بصدمه اوجع من ذي قبل .. وتاهت في ملامح اخيها المبهمه
ارتعشت شفتيها وترقرق الدمع في عينيها ..
: ليش تقسى علي ياخوي ؟
وصلت تلك العاطفه المشحونه بالحزن على حال اخته ..
: ماني بقاسي عليك مثل قسوتك على نفسك ؟ انا ابغى منك الصراحه
علشان تريحي حالك وتريحينا ؟
مسحت دموعها .. و اخذت نفس طويل وكأنها استردت الحياه بعد انقطاع طويل
وقع الخبر لم يكن صحيح .. استبشرت وفي نفس الوقت خافت ,,
خافت ان تعلق امالها بسراب يجعلها تضيع مره اخرى في دهاليز الاحلام ..
جاوبته : المسأله بيني وبين مطلق ..
بدى على سعود الضيق ..
: المسأله فيها شيء ماتقدرين تقولينه ؟ صحيح ؟!! مد يده عليك ؟ تجرأ ولمسك ؟
ماانكرت لكنها لم تسعفه بالاجابه الصريحه ...
: الله يخليك ياسعود .. لاتزيد مواجعي ..
سعود : قال انه بيتصل .. لكن مااتصل .. وانا اعز ماعلي كرامتك وكرامتي
مادقيت عليه ولا كلمته .. انتي عزيزه اهلك ياليلى .. مانرخصك ابد
حتى لو ماقلتي .. يكفي انك لجأت لنا .
ابتسمت لاخوها بموده ..واحتضنته ..
: الله لايحرمني منكم جميع ..
سعود : الايام الجايه بتحدد مصيركم .. الله يريح بالك .. ويسعدك
هذا اللي نبيه كلنا .. حتى لو عارضنا رغبتك . .. ومطلق ماهو مضيع طريقنا
يعرف البيت ويدله .. ومتى ماجاء حياه الله ..
ابتسم ابتسامه كبيره ومسح دموعها بمحبه وكمل بتمعن ..:
اهم من كل هذا.. ان اخر شي تبينه هو الطلاق ياليلى .. وهذا اللي اتضح لي .
ومشى وتركها .. بعدما رمى تلك الحقيقه الموجعه ..تركها تناجي الليل والقمر ..
تأخذ نفسآ طويلا مرتاحا بعض الشيء .. مدركه ان تلك العقبه يجب ان تتجاوزها
لابد ان يأتي فيه يوم تدفع الثمن .. حتى ولو لم تكن مذنبه .. لكنها الحياه في بعض الاحيان
لاتكون منصفه .
نقائض رغباتها تهدد راحتها وتنقض معيشتها ..
اكان هناك بصيص امل وهي طمسته في قعر الظلمه لكي لاترى النور .
ركضت ناحيه حجرتها ... وطلعت جهازها المغلق .. فتحته وهي تلهث بحماس
رساله تكفيها .. رساله تنعش روحها .. رساله تهدأ دقات قلبها ..
لكن لافائده .. .. وردتها رسائل من الجميع
وداد .. وتخبرها ان حلم الامير سيتحقق ..
سمر .. وشوق تبعثه من خلال الكلمات ..
إلا هو يبعث عبر السكون خيالات وهم واشباح تسيطر على عقلها ..
ارتخت عضلاتها .. و استلقت بتعب على فراشها بعدما رمت جوالها طرفها ..
اغمضي ياعيناي ..لا امل .. نامي وبدون ألم ..لا امل ..



**********************************


غيابك هد فيني الحيل

اول ليله من بعدك .. عانقت الحزن فيها
خايف لايطول بعدك.. مدري كيف اقضيها

صار الوقت مايمشي .. وانت بعيد عن عيني
وطول بالسهر رمشي
صار الوقت يشقيني
مره اتخيلك وياي .. ومره اتذكرك غايب
وينك اظلمت دنياي
ومن شوقي انا ذايب

غيابك هد فيني الحيل
اثر فيني فاجأني
والله وشفت منه الويل
ليله وبس اتعبني .. اول ليله من بعدك
الله يستر من الجاي

اخاف دموعي تفضحني .. واخاف انك بعد مو جاي
وتنسى وماتذكرني .. تنساني ؟! ماتذكرني

" منقول "


دخل بسيارته في صبيحه يوم مشرق .. على طريق متعرج غير معبد
ولم يجد اي صعوبه في تجاوزه .. يسوق بمهاره عاليه وبراحه ..
رغم انه كلما اقترب تزادد نبضات قلبه في التسارع..
وكأنه طفل .. تأخر عن موعد الطابور ..
لم يتقبى الا الوقت القليل لان يصل ..
ابتسم لكلمه طرقت اذنيه بحده قبل ساعات ..
" إنت مجنون "
زادت ابتسامته لرفيقه وهو يضع يده على كتفه ..
ويقول بحزم : استودعك اهلي بعد الله ..
ظهرت اسنان ذاك في ابتسامه كبيره .. وهو اعلم بتلك الملامح العنيده المقاتله
: وين العزم ان شاء الله ؟
ضحك وكمل : بتسوي اللي ماسواه قيس بن الملوح ..
احتفظ بصمته مده من الزمن وبعدها قال بتحكم كبير في ملامح وجهه وفي كلماته
: بتكون اخر فرصه ؟ امي الله يحفظها اكلت راسي بإلاسئله ..
بنهي المسأله كلها وارتاح واريح ..
ناصر : لاتيبس راسك .. ولاتستعجل .
مطلق : بنشوف ..
ابتسم ناصر .. وسر بداخله لذلك التطور الصغير في صاحيه
لقد آذته تلك الحسناء .. واصابته سهامها وان كانت غيرماهره في ذلك ..
يبدو عاديا غير مهتما .. لكنه خجول من فضح مشاعره للغير ..
دور ناصر على مؤازته ..شد على كتفه وقال ..
: روح .. وانتبه لنفسك .. واهلك في الحفظ والصون ..
تمهل في خطواته نحو سيارته وفي يده رزمه ملابس قد اعدها تحسبا لاي طارئ
لم يعد له طاقه على الصبر بالفعل ..
انكشف الغطاء .. يريدها حقا .. يريدها ..
مستعد للتغاضي عن كل شيء وفتح صفحه جديده وان تعهد بألا ينسى
لانه مامضى لايمكن نسيانه ..
لكن سيفعل اي شي مقابل ان يستردها إليه ..
تحول مفاجئ للغير .. لكن مع نفسه تلك الدقائق التي قضاها في اعتابها
قد حطمته كليا وامتحنت قوته الحقيقيه ..
عودته كان لابد فيها ان يمسح تلك النعومه التي التصقت بشفتيه ..
وان يتحرر من رائحتها التي تعمقت في تشققات جسده .
ان يتعود على غيابها كان لابد له من ان يمسح ذاكرته مسحآ شاملا ..

توقف فجأه على اثر كلمات موجهه نحوه ..
ناصر بضحكه : مطلق .. تحتاج ديوان شعر تراه عندي..
استدار مطلق .. وكأنه لم يسمع شيء .. متجاهل ضحكات ناصر الساخره ..
من حقك ان تسخر ياصاحبي .. فكم مره ستراني انقاد خلف مشاعري ؟

رغم انه بدأ يبتسم لنفسه في مرآه سيارته .. نسف شماغه .. ومسح على ذقنه
نادما استعجاله ذاك .. الذي لم يسمح له بالحلاقه و ترتيب نفسه كالمعتاد ..
ذهبت بعقله تلك الحسناء ؟
خرج ..واغلق سيارته .. الجو كان هادئ .. لم يتبقى الا القليل ويرتفع اذان الظهر
حرك مفتاحه بتوتر وهو يمشي بتمهل ناحيه البيت .. وتردد في الدخول ..
هو بشخصيته القويه النافذه والمتحكمه .. يصيبه التردد في رؤيتها ..
كم هذا ظريف يامطلق ؟
دخل البيت من بابه الكبير .. وتوجه مباشره للمجلس .. لكن المكان خالي
فكر انه يتوضأ ويخرج للصلاه .. ااكيد بيلقاهم في المسجد ..
رمى بشماغه .. على الكنبه ودخل الحمام ..



بعد معركه شرسه بين الاثنتين سلوى وهند ...قررت تمسك بزمام الاموروتبعد نفسها
عن المشاكل .. دخلت المبخره .. ووقفت في منتصف المجلس .. تتأمل الابخره المتصاعده للسقف ..
امر معتاد عليه .. جلب له شيئا من البهجه .. هذا ماكانت تفعله قبل زواجها؟
لفت انتباهها الشماغ ؟ استغربت سعود مادخل .. ناظرت بجهه ناحيه الحمام مغلق ..
واستراحت ... مسكته لتعلقه في مكانه الصحيح ...
وتوقفت فجأه .. ارتعشت يدها تلك التي تحمل الشماغ ..
هبط عليها جمود غريب .. بالكاد عقلها يستجيب .. اما قلبها فقد انتفض مكانه
هو .. قريب .. هنا .. تلك رائحه عطره التي تتغلغل الى مسام فؤادي فتعرفه على الفور
هو هنا قريب اشعر به من خلال قلبي ؟
وضعت يدها الاخرى على قلبها .. راجيه ان يستكين مكانه او لعله يهدأ حتى تتريث ولا
تنخدع .. لعله خيالات حاكتها افكارها ..
قربت شماغه من انفها .. ليكتمل الجنون .. و يذهب مابقى من تحكمها ادراج الرياح ..
فانفتح الباب .. لتتواصل حاله من الهيستريا..قد اصابت اثنين .. يبدوان كالممسوسين
تأججت عواطفهم في مآقي اعينهم وغاصت كلماتهم في اسفل حناجرهم ..
لم يوجود منطقآ لا للحرف او لمشاعر احترقت بدون ان يتلاحقوها ..
تأمل شماغه بما يشبه احتضانه منها .. و نظر إليها ... بحنان وشوق ..
شوق انتحبت فيه ليالي عن قمر مفقود ...
شوق صحراء لقطره من المطر ..
شوق .. للمسه منها او حتى إلتفاته تحن فيه على قلبي ..
شوق ..تدفء به جسد عارٍ يكاد يخلو من اعصاب حسيه .. مدركه للحياة .

ادرك نفسه بسرعه فمسح قطرات ماء قد علقت بشعره بيد واحده .. خرج من عتمه
المكان.. وهي لاحراك حتى عينيها لم تعد تحركها وكأنها تمثال ..
راقبها.. شعرها المربوط بشكل مرتب المتدلي على ظهرها .. وجلابيتها الواسعه تدثر ملامح
جسدها .. لكنها شاحبه .. هزيله .. عيناها ضاحلتان غارقتان في حزن يسبح فيه ...
امتعض من نفسه ومنها .. وزادت حرارته جحيما ..
ذلك الوشاح الملقى على عنقها بدون اهتمام ...
الاتفكر بوجود شخص يدخل عليها فجأه ..
اتريد ان تقتلني هذه الغبيه ؟
ستفجر اعصابي يوما ما؟ و سترديني ميتا .. لااحتمل ان يراها احد غيري ..


قطع الصمت بحده خرجت من فمه .. كان يريدها ان تكون بنره مؤنبه لكنها غيره لاتحتمل
: يعني تطبقين المثل ... اذا غاب القط العب يافأر ..
ارتفعت حواجبه .. بينما تقوست حواجبها بعدم فهم .. بالكاد خرجت من جمودها ذاك
بنبرته الخشنه .. وكأن كلماته افقدتها متعه رؤيه وجهه القريب منها ..
اوثق ازرار اكمامه .. وتقدم لها بخطوات ظنها استغرقت دهرا لها ..
سيشبع نفسه في رؤيتها عن قرب ... اتصل معها بلغه عيون مبهمه .. و امتلآ صدره برغبات متنازعه
احتبسها بل اعتصم بكبريائه .. حتى لاتعرف مشاعره مخرجا..
ابتسم بداخله لتوهج وجهها رغم شحوبه .. قريبه منه لحدود الانجراف الخطر ..
لم تستطيع النطق ؟ حتى على اثر كلماته المبهمه لم تعد تعرف للحروف مخرجا ..
احتبس انفاسه .. وهو يرفع ذلك الغطاء ويحميها من نظرات الغير لها ..
وضعها برفق اعلى رأسها ولفه حوله يخفي رعشه اصابعه ...
فانحنى رأسها بخجل .. لانها تعرف مغزى كلماته الان
لم تكن متساهله في نفسها لكن الشرود وعدم الانتباه هو من نال منها ..
مازالت يده اعلى رأسها .. متردده في النزول بأي طريقه ..
اينساب بها على خدها ... دون اهتمام ويدعي انها عرضيه ليسترد ذاك الاحساس الجميل ..
ام يعيدها بخيبه اليه . وهذا مافعله .. رغم انه تحجر مكانه ..وفقد السيطره على عقله
اخذ الشماغ من يدها الممسكه بها بشده ..
ابتسم .. وقال بتهكم : اذا كان هذا كله شوق .. فانطقيها تكون افضل ..
تركت الشماغ بسرعه وكأنها ملسوعه .. بل هي بالفعل كذلك .. كلماته كانت محرجه
رفعت نظراتها له بتحدي .. كانت ستقول له انها لم تشتاق له .. لكنها كاذبه
والكذب على مالم يعتادوا الكذب واضح ..
استترت بإهمال له .. اقترب من البخور .. يملأ انفاسه به .. وهي تراقبه بإعجاب خفي .
وبدأت في التساؤل لماذا عاد ؟
ماذا يريد .. اسوف ينهي تلك المسأله العالقه بيننا ؟
اسينهي عذاباتي ام سيعلن بدايتها ؟
لم تحتمل الصمت فنطقتها مباشره في وجهه ..
: ليش رجعت يامطلق ؟
نظر لها بألم .. وانصبغت ابتسامته بذاك الالم الغريب ..
ضبط من شكله .. ومشى ناحيه الباب مهملا سؤالها..
لكنه في النهايه اجابها ..بإلتفاته منه
: رجعت .. علشان احط النقط على الحروف ..

وضعها بالفعل .. في نقاشه الذي لم يتعدى الحوار فيه الخمس دقائق
اشبعت ناظريها به .. فانفجرت افكارها متساءله و متخوفه ومتعطشه
تهالكت على اعتاب قوته التي لايقدر على هزها احد ..
كم هو مؤلم ايذاء من نحبهم ؟

شمخت برأسها بتحدي و ساندت عصاره من القوه المقتوله ..
: حط نقاطك بسرعه يامطلق .. و تيسر الله ييسر لك ..



البَقَاء مَع شَخْصٌ اَنتَ حَقًّا تُحبهُ ‘حَتى لَو كُنتَ تَعلَمُ اَنّكُم لآتَستَطِيعُونَ البَقاء مَعاً
كَـ اللّعِب تَحتٌ ¬{ المَطرِ , مُمتِع !
لكنّكَ تَعلَمُ انّكَ سَــ تَمِرضٌ !



ألقاكم

كبرياء الج ــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء 44 ص127, روايتي الاولى ، مالي اراك عصي الدمع ، شيمتك الصبر ، كبرياء الج ـرح
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t142674.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-04-17 01:15 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ…ط§ ظ„ظٹ ط£ط±ط§ظƒ ط¹طµظٹ ط§ظ„ط¯ظ…ط¹ This thread Refback 02-08-14 02:37 PM


الساعة الآن 04:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية