لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-11, 12:18 AM   المشاركة رقم: 406
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145153
المشاركات: 121
الجنس أنثى
معدل التقييم: morano2 عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
morano2 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

بصراحة روايتك رائعة ابتدئت بقرائتها امس ولم اهمد حتى انهيتها اليوم فعلا مشوقة بس عايزة اعرف حاجة هو حصل بينهم علاقة حقيقية مثل الازواج لانى فى بعض الاحيان احسها حامل ولا زى ماباين من الرواية علاقة عزرية فقط مجرد مواقف وردود افعال وشكرا

 
 

 

عرض البوم صور morano2   رد مع اقتباس
قديم 19-01-11, 06:51 AM   المشاركة رقم: 407
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Ciao

 



بسم الله الرحمن الرحيم


احبتي في الله .. تحيه معطره إليكم من القلب مكانها ..
ترحيب كبير بالجميع .. سعاده جمى تجمعني بكم وانتم من رواد متصفحي ..
ردودكم اقرأها بتمعن واستفيد منها .. فتواصلي معكم جسر لاينقطع بإذن الله ..
اعذروني بما لاقدره لي عليه ...ليس بمقدروي انزال بارتين في الاسبوع لانه لدي
بعض الالتزامات تضبط وقتي ...
اشكركم .. من الاعماق .. فأنتم سبب رئيسي في تقديم ماهو لائق .. و مبدع ..
تفضلوا البارت .. قراءه ممتعه للجميع مقدما ,,




الجزء الثاني والثلاثون :



وعندما ينتصف الليل .. ينتهي الحلم .. وتتدراك سندريللا دقائقها بعدما يقع الامير في حب مجهوله
لايعرف لها هويه يصل بها إليها... ويبدأ في رسم احلامه على صفحه كالرمال تبدو .. في اي لحظه
تختفي .. لايعلم لما هي من بنات حواء من اسرت قلبه ولا احد سواها ممن يقابلهن في روتين عمله
كانت عاديه .. حاده .. عفويه .. ابتسم لنفسه و لرسم خيالاتها .. لم يراها في الحقيقه .. لكن اهواء عبثت
بقلبه وسلبت لب عقله في العوده والتفكير بأن تلك مجرد وهم ..
ازداد ابتسامته وتذكر مواقفها المحرجه التي تقع تحت ناظريه .. ..و تنهد بألم ..
ولما الالم يا ناصر ؟ ألست مرتاح و تعيش حياتك بكل ظروفها ..
الست محاط بالذين يحبونك ؟ ويهتمون بشخصك ؟ ام لعلهم يشفقون عليك وتضيق بهم الحياه بوجودك ..
طلع محفظته و تأمل صوره زاهيه كزهوها في قلبه .. انحنى تقوس حاجبيه و تجعد جبينه بكثير من الطيات
كتلك الاحزان التي تعتصر الفؤاد ومالها الا الانفراد في حبسها وتركها تعاني ..
قبلها كطفل فقد والديه للتو ... او ليس طفلا حقا ؟
كما كانت تقول والدته .. بتبقى ولدي الصغير المدلل ولو صار معك عشرين ولد .
ضحك برعشه .. للذكرى .. وهطلت دموع اشتياق و لوعه فراق ليس لها الا ان تذرف .. وكيف يمنعها .. ؟
حتى اخر عمره سيظل يذرفها ولن يخجل ...
دعى بنبره مختنقه .. امتلأت بالغصات ..
اللهم اني اسألك ان تجعل لهم بيتا في الجنه ..
اللهم هون عليهم .. وخفف عنهم عند الحساب ..
اللهم اجمعهم في جنه عدن مع النبيين والصديقين والشهداء ..
ومااصعب الحياه دونهم .. ويارب لاتذق احد ما ذقته ..
دخل مطلق وان كان في حاله عصبيه لاتدرك .. لكن الصوره الماكنه عليه صاحبه تركته يوقف مكانه
ولايتحرك .. يتلمس صوره وكأنه يريد ان يحشر نفسه فيها .. و لمعه عينيه بالدموع لاتخفي حالته ..
حزين هو .. وبعيد انا عنه ..
حس ناصر بوجوده .. فأسرع لمسح دموعه و رجع محفظته وقال بصوت رخيم
: مطلق .. اخيرا جيت .. ها طمن كيف زوجتك ؟
كاد ينساه في غمره مشاكله .. اه ياصاحبي سامح تجاهلي .. والله لم يكن عن قصد مني ..
جلس مطلق و بعثر شعره .. : طيبه .. كدمه بسيطه ..
ابتسم ناصر .. وجه صاحبه مقلوب .. يبدو انه احد جولاته الصراعيه مع زوجته ..
استرخى ناصر جنبه .. والتزموا الصمت ..
لكن مطلق ظل يفكر فيه .. كواجب اخوي منه على الاقل ..
ضرب فخذ ناصر وقال بإبتسامه غابت عنه طويلا : ها اخبار سندريللا معك ؟
طالعه ناصر بنقمه وقال بعدما صرف انظاره عنه .. وتشاغل بتغيير القنوات ..
: مافي شي اسمه سندريللا ..
التفت مطلق ناحيته وقال : طيب.. احكي لي يا ناصر ويش يصير في النهايه ؟
ابتسم ناصر وقال : في القصص الخياليه .. تكون نهايتها .. كالتالي .. تزوجا وعاشا حياه سعيده للابد ..
وفي الواقع .. حط عقلك في راسك تعرف خلاصك ..
ضحك مطلق لانه اقتبس واقعه هو .. : لا هذا مو انت .. اعرف انها معششه في راسك .. لكن ابشر بعزك
يا صاح ..
ناظره ناصر بإستغراب .. وسأله : ايش تقصد ؟
استرخى مطلق وتنازعت افكاره .. هل يخبره ويعلق امالها في مقصله الواقع و يخاف بعدها التحطم ..
يسعد قلبه و يتدارك احزانه بقليل من الامل و العوده للحياه بإنتعاش ..
ام يخفي عليه ما لايريده هو .. لكنها انانيه يامطلق ... هذا حلمه و سندريللا خاصته وليست لك ..
فأنت تملك مفاتيح لتحقيق .. سلمها له فدعه يعيش كل طقوسه ويتحمل مسؤليه نفسه ..
قال بهدوء : انا سألت ليلى .. عن موضوعك خاصه ؟ وبعدما اجرت المدام تحقيقاتها الخاصه ..
عرفت هويه سندريللا ..
قفل ناصر التلفزيون و بحلق في صاحبه بدون تصديق .. وابتسم ابتسامه عريضه اشرقت لها وجهه فيها
نقم مطلق على نفسها ساعته .. لانه فكر لمجرد التفكير انه بيخفي على صاحبه ..
قال بلهفه : احلف يامطلق ..
ابتسم مطلق و رفق بحاله صاحبه : وليش الحلف ؟ يعني ماتصدقني ..
ناصر بسرعه : لا .. ضحك بعدها على تعابير مطلق فقال بعدها : لا ماقصدي .. اعني ممكن تحاول ...
قاطعه مطلق : لا مااكذب .. هي قالت اني عرفتها .. وقالت لي اخبرك ... واكيد تنتظر صافره الانطلاق ..
تنهد مطلق و كأنه تحمل جزء كبير من الهم والمسئوليه .. اي احتكاك بينهم .. بينفجر الوضع ..
وقف ناصر و دار حول نفسه مثل المراهق وقال : والله اني احلم ..
ضحك بسعاده و قال وهو يشد يد مطلق : روح اسألها من هي ؟ ولا اقولك قولها تبدا بسم الله .. و تخطبها لي ..؟
مطلق : تعوذ من الشيطان .. الصباح رباح .. مااقدر اكلمها في هالوقت المتأخر..
ناصر بخيبه : ليش ؟ يااخي والله مااقدر انتظر .. خلاص قول لها من هي ؟ ودي اعرفها ؟
مطلق بجفاء .. : ناصر .. ما ودي اكلمها ..
سأله ناصر : يااخي تنازل عشاني .. انا ادري انكم متخاصمين .. مطلق هذا معروف ماانساه طول عمري .
اخفى مطلق النزاع الحاد الذي صار بينهم .. وصلت لحد لايرغب في مواصلته ..
بعدما كل اللي قالوه لبعض .. يرجع ويكلمها عادي ...
مطلق : نسيت انها تعبانه .. اكيد اخذت علاجها ونامت ... ماودي ازعجها بالاسئله ..
تنهد ناصر بأسى وجلس بتذمر على الكنبه ... فشفق مطلق على حالته ..
وقال بيأس : خلاص .. بأسئلها .. اصلا الشرهه علي من قالي اخبرك في الوقت هذا ..
ابتسم ناصر : تسلم ياصاحبي .. بسرعه تراني انتظرك .. ولا اقولك ارسل مسج ماعندي صبر صراحه ..
ابتسم مطلق له و جاء يطلع .. سمع ناصر يقول له : انتبه لاتزعلها .. مرتك جميلها في رقبتي ..
هز مطلق راسه بإستخفاف .. وقال بصوت منخفض : هذا اللي ناقصني ..
تجاهل ضحكه ناصر خلفه .. ومشى بأقل من مهله.. لايريد رؤيتها بعد وابل الاتهامات والتجريح
في وجه بعضهما البعض .. كاد ان يمزقها بين يديها ويهشم كل شيء في طريقه ..
غضبه لم يكن في محله .. لم تكن مقصوده .. ..
ليس هو من يجابهه .. يختلف عمن يريد هو وعم من كان في الماضي ...
اختزن انفاسه ....فالثواني الممتلئه بالمشاعر المحتقنه تمر طويلا ولا تنتهي .. ..
ودخل بهدوء .. وفي عقله اما ان يهمل مايريده صاحبه
او يبقى على عناده ولايرضخ لها ...



************************



كانت و مازالت تحاول ان تتدارك افكارها وان تسبقها في خطواتها ..
هل تصدق بذلك وتؤمن به ؟ هاهي احلامها قد تحولت الى واقع ..
لماذا عندما تمنت ذلك واصبح في منالها اصبح صعب التحقيق .. وحقيقه مخيفه ..
الم تعلم من قبل ان الخيال يختلف عن الواقع ..
وان ماتقرأه من عالم مغاير بكل حالاته يختلف عن عالمنا ...
هل هو خوف من الحلم ذاته ؟ لانه في قراره انفسنا كل تلك الروايات مجرد ترهات ...
ولا صله لها بواقعنا .. وان كان بعضها ينفث فينا اماني بأن نعيش مثلهم ..
هي غريبه حقا تركيبه الانثى وصعبه الارضاء .. بهذه او بتلك .. لا تقتنع ابدا وتظل متخوفه
ققم الاحلام كالسراب لا تدرك .. وهميه المنال .. صعبه الاستيعاب ..
كان هذا مايدور في ذهنها وهي تكتب بعض من اسماء روايات قد علقت في ذهنها ..
جميل الحب ؟ لكن كيف نصله وان عرفناه هو حقيقي ام لا ؟
دخلت جود .. وقالت: توي كلمت سمر و طمنتني على ليلى ..
وداد : الحمدلله ... والله خفت عليها...
ابتسمت جود وهي تغطي نفسها باللحاف : شفتي مطلق .. احسه خاف عليها.. حتى نسي ان في ناس في البيت ..
ماردت وداد .. و كملت جود : من حقه يخاف عليها ... الدم كان مغطي وجهها.. ويش رايك انتي يا ود ؟
جاوبتها وداد : في ايش بالتحديد ؟
ضحكت جود وعدلت جلستها : لا تتذاكين علي .. تعرفين عن ايش اتكلم .. اصلا انتي كنتي اقرب واحده منهم
واكيد شفتي كل شيء ..
وداد بضجر : خلاص ياجود .. اكيد بيخاف على زوجته .. ويش الجديد يعني .... ارجول لاتزعجيني
قفلي النور ونامي ...
قفلت جود النور .. متستره على اختها...
وداد وسط الظلام وبعدما عم الصمت .. قالت بهدوء : جود .. في اعتقادك قصه سندريللا ممكن تصير حقيقه ؟
جود بضحكه: سندريللا وحقيقه ... وانتي الصادقه حتى اذا تحققت ماتتصدق بيقولون خيال و مافيه فرق...
ابتسمت وداد لاحساس بالسعاده ..لن تحرم نفسها منها على الاقل .. سندريللا ليست بحلتها القذره
لكن بتلك الطريقه التي سلبت فيها قلب الامير وامتلك قطعه منها ليستدل بها عن طريقها وبحث عنها
في ارجاء البلاد ... بحث عنها لك كيف ... كان صريحا ..مع نفسه ومع الاخرين واخبرهم انك سندريللا
ضائعه بالنسبه له .. ويريد الوصول اليها بطرق معروفه ..
ردت بغرور : ممكن .. لكن انا اصدق صراحه .. صحيح مااعرف الامير .. لكن على الاقل هو يعرفني
ويعتبرني سندريللا .. ويطلب ودي في قصره يا جود ... ايش رايك انتي ؟
لم تنتظرطويلا حتى انغشت عينيها بضوء مفاجئ و تواجه اعين جاده صريحه .. تواجه جود بشخصيتها
الحقيقيه الواقعيه ... تنتظرها لكي تضع النقاط على الحروف ... وتختم القصه ..ب النهايه .


*****************************


اصطدم بالظلام في حجرتها ... تراجع خطوه للخلف .. راميا بعبء صاحبه جانبا ..
لكن استحثته اصوات همهات منها ... تثاقلت خطواته بالقرب من سريرها .. .
حتى فصلت بينهم تلك الحرائر ... حرصه و تعقيبه على الاهتمام بها .. كان مايقوده
يخاف ان يجد جديد في حالتها .. و تدهور يبعثر بصحتها ..
فتح النور الخافت بقربها .. و اقترب منها حذرا .. بعدما رفع الستائر ..
انعكس الضوء على وجهها الشاحب .. بدت متعبه و غائبه في النوم ..
تطلق شهقات خافته وكأنها تبكي .. اتبكي حقا ؟
لكن ماتلك اللامعه الملتصقه بجفونها ؟
غمض عيونه بقوه يطمس فيها رهافه احساسه و ذاك المسمى بالشوق ..
اتعرف مالشوق يا مطلق ؟ ايهزك الوجدان حقا ؟ و يناديك القلب بمشاعر صارخه..
ان التفت لها واعطيها القليل من وقتك .. كف عن الاستداره والتجاهل .. و واجهني ..
حاكى رغبه عقله ان يستدير و يسرع الخطوات ويهرب من مخدعها وخداعها ... لكنه توقف و اطاحه
الاشتياق .. ليجلس بالقرب منها .. .. غطاها باللحاف .. لكي لايصيبها البرد ..
و رضخ لمشاعره لاول مره منذ تلك الحادثه .. لم يقنع نفسه بالتجاهل دائما ..
مسح وجنتها البارده .. فارتعشت وكأنها تسيقظ من نومتها ... لكنها لم تفعل
بل زادت تلك الحشرجه المكتومه من صدرها ..
عجب من نفسه .. اين تلك الوعود الحازمه ؟ وسياط الجلادين التي اهلكت
نفسك بها ؟ ما اغربك حقا ؟ كتله من المشاعر تجرفك في طريقها ..
كانت تعاني في حلمها ... تصارع من اجل الاستيقاظ ولا تستطيع ..
ربت على وجنتها يوقظها من غفوتها ..
: ليلى .. ليلى .. قومي ..
قامت مفزوعه و مخطوف لونها ... تلفتت حولها .. حتى تسمرت عليه ..
ناظرته لدقائق .. و دفنت وجهها بين يديها .. و تعوذت من الشيطان ..
سأل بإهتمام : تشتكين من شي ... ؟
نفت بحركه سريعه من راسها .. كانت مازالت تخفي وجهها عنه ..
قبض على يده يمنعها من لمسها ...
قال : قومي توضي وصلي .. ترتاحين اكثر ..
رفعت راسها له .. فكانت عينيها دامعه مثقله بالكثير مما لايعرفه .. حزينه و خائفه
وكأنها قد خاضت معركه خاسره .. افقدتها الكثير ..
همست بضعف : خايفه ..
بدت طفله .. تحتاج لحضن كبير لتتحصن فيه وتنعم بالامان ..
ان يعود عليها ببعض ما خطف منها ...
كلمه تبعث الطمأنينه .. او لمسه تمحي ملامح الخوف ..
كان قريبا منها لدرجه يمكنه ان يغمرها بحضنه ..
لكنه تحصن بكبرياءه .. وابعد نفسه عنها ..
قال : تعوذي من الشيطان .. ليش الخوف ؟
اعتصرت اصابعها وهي تحاول ان تمنع ارتجافها الواضح..
: ماادري ..
مطلق بنبره دافئه : قومي صلي ركعتي و تعوذي من الشيطان .. بترتاحين ..
تبادل معها في الكلام .. بشكل ودي
وكأنهما لم يخوضا صراعا شرسا قبل ساعات ... كادوا يقطعون فيه بعضهما .
بالكاد تزحزح من مكان .. قيد شبر استطاعه .. تنازعت رغباته في البقاء
ونشر الامان في حالتها هذه .. لكن مازال عقله يسبق قلبه بأشواط طويله ..
ويأبى ان يرضخ و يهدأ على الاقل ..
همست بأسمه بحزن فاستدار لها مذعنا .. .. لاحظ عليها الارتجاف من اهتزاز شفتيها ..
انسلت دمعتين من عينها ...فرق قلبه لها .. فلم يكن بمقدوره ان يمنع يده من مسحها ..
مسكت يده.. كحاجه منها تطلبها منه ..لكن انعقد لسانها ان تطلبها بصوره صريحه
ودت لو تدفن وجهها في كتفه .. وترتاح .. لكنه كان بعيدا عنها .. خلف اسواره العتيده
اكتفى بالصمت .. لم يكن يستطيع ان يفعل شيئا .. انتظرها ان تفعل ..
اهلكه ذاك الصبر وتلاحم المشاعر .. شعر بأن قلبه قد خدعه ..
وان درعه قد اختفى فجأه ..وان نبض يهز كامل جسده ولايسيطر عليه ..
لكن في لحظه استرد شخصيته الضائعه .. فومضت عينيه بذلك النكران من جديد..
و عاد تنهال عليه الذكريات .. وبقايا صوره ... ومرآه مهشمه .. وحطام من ملامح رجوليه باهته ..
تركت يده .. بعدما افتقر لديهم الاحساس ان تترجم بشكله الصحيح ..
لاهو شعر بها .. ولا هي استطاعت ان تلجأ إليه..
فقدت تلك الحاسه ان تستثير فيهم بعض من مشاعر مستعره لم يخمدها الاهمال ..
تركت يده بهدوء .. و انسحبت .. تصلي لربها ..
العلي القدير .. فاللجوء إليه لاتصيبك بخيبه امل او انعدام الرجاء ...

ادرك نفسه .. بعدما قرأ ما اعتقد انه فهمه منها ..
تلاحق قبل ان تنال مشاعره الاغماضه الطويله ..
يعتقد ان صلب ولم يعد هشا سهل الكسر ..
يعتقد انها لن تنال منه .. ولن يخضع عندها ..
لكن لما يشعر بالحزن و الغربه فجأه ..
لما يشعر بالغضب منها .. وعدم الرضى من نفسه ..
تجاهل نفسه .. و تجاهل صديقه ..
وهرب ..







****************************



حبست نفسها في حجرتها .. تمني نفسها بسماع خبر يثلج صدرها و يعيد رونق حياتها ..
كانت خائفه بعض الشي من الفشل .. لم تجد مستعا من الوقت في التفكير
اتعلنها صريحه لكي ترتاح .. لكن لابأس في الانتظار ...
اريام كانت عاديه او حذره معها فيما يخص اخوها ... انتظرت و حاولت الدخول خلسه
بينهم لكن لافائده ..
لابأس .. غدا اوبعده سيأتي الخبر الاكيد ... لابد من عنوان رئيسي يتصدر الاخبار ..
هو وهي .. سيكون لهما الختام ..
ابتسمت بخبث ... و تلازمت ابتساماتها مع اغنيه تعرف فيها المتصل ..
للمره الثالثه يدق عليها ..
تأففت بإنزعاج .. شعور بالضجر منه .. ورغبه في تبديله ... اخذت ماارادته منه و ولم تكمل معه
الوعد .. فهذه طباعها ماان تمل من لعبتها ترميها دون الاهتمام ...
ردت : هلا وسام ..
سأل بعصبيه بعدما اهملته : وينك انتي ؟ ادق عليك ماتردين ؟
: اسفه حبيبي .. لكن في مشكله في البيت .. وماكان لي اي مزاج صراحه اتكلم مع اي احد ..
تغيرت نبره صوته وقال بتحبب : افاا وانا اي احد ياغلاتي .. انا عندك بإشاره منك ..
فاتن بزيف : تسلم يا عمري ..
سألها : طيب متى اقدر اشوفك ؟
اخفت امتعاضها منه وقالت بحزن : والله ماادري ... هذي الايام صعبه يا حبي ...لكن بنكون على اتصال ..
كان منزعج في نبره صوته : خير .. متى ماانتهت مشاكلي دقي علي .. مع السلامه ..

طالعت الجوال .. وقالت : الله لايسلمك ان شاء الله ... ماباقي الا هي ..
رمت بجوالها و تركت نفسها تحلم .. بكره اذا صار او صار ايش بتسوي ..



**********************




ثبطت عزائمها .. و تركت كل شيء وفق ما يخبأه لها القدر .
فالامل الطويل يجلب لها التعاسه ..
ستبدأ اليوم تحضيرها لملكه اخوها ...بعدها مااشترت فستانها و لا الهدايا الخاصه فيها ..
ولاتطمنت على تجهيزات نجمه ..
قامت بنشاط .. اخذت حمام دافئ .. وتوضت وصلت ... لبست جلابيه عسليه .. وخرجت ..
كانت بتمر على حجرته .. لكن اكيد انه طلع بدري حسب عمله ..
قفلت الباب ... فلما سمعت نغمه الجوال ..رجعت ودخلت .. والتقطته بسرعه وهي تبتسم
سعود : صباحك خير ..
ليلى : صباح النور والسرور ... يابعد عمري ياسعود .. توي كنت افكر ..
سعود : والله انا محظوظ ... المهم انزلي ابي اشوفك ..
ليلى بعدم تصديق : وين انزل ؟ لايكون انت هنا ؟
سعود : بسرعه .. انزلي لك خمس دقايق ..ولاامشي ..
قالت بإنفعال : لا تتحرك من مكانك ..
مسكت طرف جلابيتها وبدون اهتمام ... ركضت بفرحه ..فرحه جات في وقتها
واسعدتها ..
فتحت الباب بسرعه و خرجت .. كان اول شيء شافته هو ظهره .. يحرك سبحه في يده ...
عرفت الكم الهائل من الاشتياق .. لكل شيء فيه ..

عساك بخير
جيت أصبحك بالخير
ياخير هالدنيا ومنبع حلاها
يافخرها
يافرحها
والتباشير
عساك بخير
ياصباح الخير
ياوجه الخير

رأس مالها .. و عائلتها كلها متكومه فيه... عز رجولي زاخر و فخر يصل للغرور ..
من لها اخ مثله ؟ من لها غمده اذا صل سيفه ...
ركضت له كطفله صغيره .. تستقبل والدها .. وترتمي في احضانه ..
رجع للخلف بضحكه وهو يضمها ...
ليلى : ياهلا والله بريحه هلي .. ياهلا فيك يالغالي ..
ماتركته .. عبرت عن اشتياقها بكل اريحيه ..
جاوبها : هلا فيك ياالغاليه .. شوي شوي علي .. والله خنقتيني ...
ابتسمت وهي تشد من عناقه وتقول : مشتاقه لك .. مشتاقه لك والله ..
سكت لمااستشعر نبره الحزن في صوتها لكن لخوفه سأل مترددا
: يابنت الحلال .. اتركيني شوي خليني اخذ نفس ..
تركته وهي تمسح دمعه طفرت من عينها ..
وبالفعل كما توقع دائما ... كان يترصد الالم في كل نواحيه .. لما شعر بالخوف فجأه ؟
تركزت عينيه ... على ضماده جرحها ..
و سأل بخوف : عسى ماشر ؟ وشفيه راسك ؟
ابتسمت بتوتر .. وقالت: جرح بسيط .. البارحه طحت عن الدرج ..
لاحظت عليه انه عصب فقالت تحاول تخفف عنه
: مافيني الا العافيه .. والله بسيط امس رحت المستشفى وتطمنت ..
سأل بعصبيه : ليش مادقيتي علي وخبرتيني ؟ تتساهلين في كل شيء يخصك عادي يالنسبه لك ..
التفتت حولها ..وقالت تهديه : سعود .. تعوذ من الشيطان... ليش تكبر الموضوع .. مافيني الا العافيه ..
يعني ادق عليك واخوفك على شيء تافه ..
ابتسمت لما شافت سكوته وسحبته من يده وقالت : ادخل المجلس .. وطمني عنك و عن الاهل ..
وبدأت في الكلام و الثرثره التي هو لم يعتدها .. مازال متوغلا في توقعاته ..
ولم يتفوه الا بالمطلوب منه ...
ظلت كل وقتها معه فسألته : بتتغدا معنا .. اكيد .
: السموحه .. عندي اشياء لازم اشريها ... يعني بكره بالكثير برجع الديره ..
ليلى : لا والله ماتطلع من بيتي .. حتى بتنام عندنا .
ابتسم لاخته .. تتكلم مثل والدته .. : من صدقك انتي ... باقي مازرت امي ولا خبرتها ..
سكتت لما جاب طاري امه .. تشاغلت بأصابعها وقالت بفقدان : وحشتني والله ..
جدي مابيسمح لها تحضر اكيد .
هز رأسه بإيجاب . .. و اقتنع بذلك العذاب المؤبد ولن يتغير ابدا ..
ضحكت بعدها .. ليتفاجى سعود فيها و سألها وعلى وجهه ابتسامه : ضحكيني معك ؟
: ياحبي لك ياسعود ... بتتزوج قريب ..
رفع حاجبه وقال :بدري توك استوعبت ..
ليلى و كأنها مثل ماادخلته في بوتقه الحزن كانت ستخرجه منها
: لا .. لكن فرحانه .. اخوي الكبير بيتزوج .. ومين بياخذ ؟ نجمه المجنونه .
رجعت له سيره مايحب يدخل فيها فقال : في هذي صادقه نجمه المجنونه ..
ضحكت وسألته بإهتمام : صح .. خبرتني ان في موقف صار بينكم ..
بحلق عيونه فيها وارتفع ضغطه منها ...
خربت علي اجمل احلامي .. و سرقت مني فرحتي
تتجرأ و تصرح ببطولاتها .. او تخبطاتها بالفعل ..
لها عين ..تجاهر بمواقفها العظيمه معي ..
صبرا جميل والله المستعان ..
وقف وقال مشتاغل بالوقت : بعدين احكي لك .. الحين عندي اشغال بأقضيها ..
قاطعته بجديه : وبترجع ..
ابتسم ورد عليها : اكيد برجع .. وين افتك من حنتك الله يهديك ؟
: ربي يعافيك .. بسوي لك اللي تبيه ...
سعود : يعني رشوه ...
ضحكت وهي تتأبط يده .. وتمشي معه : هذا من زود حبي لك والله.. روح بالسلامه
بانتظرك .. لاتتاخر علي ..
لبس نظارته الشمسيه وقال : ابشري يا ام سعود .. وضحك وتركها ..
وقفت تتأمله .. ارتاحت نفسيا و نسيت كل الكدر ....
اه ياخوي .. لو تدري في بعض الاحيان بالكاد اعرف اني اتنفس ..
من كثر الهموم ضاقت علي انفاسي ..
ظلت تفكر في كل شيء مر عليها .. الجو هادئ .. و الصمت لايخلو من بعض الاصوات
لكنها بمفردها الان .. هذا ماتحتاجه . ان تفكر على مهل في القادم ..
حالتها مع مطلق لا ترضيها ابدا .. والحل في يده هو ..
تنهدت .. وكأن التفكير فيه بحد ذاته يعتبر ضيق لها ...
كل شيء في وقته حلو ..
الحين ماهو وقته .. وقت سعود ونجمه ..



************************



مافعله ليله البارحه ... لم يكن من طباعه ..
شعور بالحنق من نفسه .. يكاد يبتلعه.. مالفرق بينه وبين غيره ..
لم يفعل شيئا يحاسب عليه بصوره ظاهره .. لكن محاسبه القيم اذا انتقصت .. محاسبه نفسه ..
اصبح يفعل اشياء لم تكن تخطر على باله من قبل .. و يتفاجئ بنفسه ..
لن ينكر انه اشتاق لها .. ولم يصرح بذلك الا في غيبتها...
كان يريد ان يسد ذلك الفراغ .. و يهدم الصروح المشيده بينهما ..
سينسى او يتناسى بالاصح .. لان لاكائن مكانه ينسى ابدا ...
قرر بأنه سيمضى في زواجه بالطرق المطلوبه... و سيوضح لها من الان ..
كل النقاط المهمه .. و لتقبلها مرغمه ..
ان اتناسى يجب عليها ان تنسى كليا و تمحي ذاكرتها من وجوده ..
غاب عن عمله في حضوره .. حتى كاد الجميع يجزم بأنه مصاب بإنفصام الشخصيه ..
فرحب بالخروج بأٌقل الخسائر .. كانت عودته باكرا .. مصدر استغراب الجميع ..
واولها هي ..
ابتسمت .. حقيقه انها سعدت بحضوره.. تفاجئ في ابتساماتها واستشعر بشيء مبهم فيها ..
اكانت تعي مافعلته ليله البارحه ام انها مازالت غائبه في اللاوعي ..
كانت واقفه قريب منه ..فسألت : اشوفك رجعت بدري من الشغل ؟
رد عليها ورمى الشماغ طرفه : تعبان شوي ..
اخفت خوفها .. و قالت وهي تطوي شماغه : سلامتك ..
راقبها بصمت .. وازداد تعبه تعب...
اغمض عينيه .. فسمعها تقول : ماقلت لك سعود جاء زارني ..
ماقدر الا يبتسم لها فرد : وينه ؟
ليلى : قال عنده اشغال .. ينتهي منها و يجي بسرعه ..
ماقدرت تخفي فرحتها لانه يتبادل معها النقاش على غير مااعتادوه ..
وبالاخص بعد ليله البارحه .. واطلاق النار المتبادل ..
مطلق : الله يحيه .. انا بطلع حجرتي بنام شوي ..
راقبته وهو يرقى الدرج ..
كان واضح .. عليه التغير ..
ماقدرت الاتخاف .. تغيره غريب .. حتى في نقاشه وهدوءه ..
ان شاء الله خير ..


********************



كان رنين جواله هو الذي يخرجه عن صوابه ..
طلع الجوال .. و تجهم ,,
رد بإنزعاج : يا اخي انت ماتعرف تهدا .. يعني واحد مارد عليك إلا يرد غصب ..
ضحك ناصر وقال : تستاهل .. وليش ماترد ؟
مطلق : تعبان .. ويش تبي انت ؟
ناصر : ياسلام .. وتقولها ببساطه .. وانا من البارحه انتظرك ... ابي اعرف ايش صار معك ؟
تنهد مطلق بملل : ماخبرتها .. كانت تعبانه ..
ناصر : لا والله .. وإلا من لقي احبابه نسي اصحابه ..
تنرفز مطلق من لاشئ وقال : يااخي ..والله انك ازعاج .. خلاص بعطيك خبر مجرد مااسألها
دخلت ليلى ولاحظت عليه .. انزعاجه .. فانتبه لها ..
انتظرت لحظات .. فسمعته يرد : خلاص ياناصر .. الحين ارد عليك ..
قفل الجوال وتأفف .. ادعت انها ماتهتم .. دخلت الحجره لشيء وخرجت بسرعه .
وقبل تطلع قال وهو يشير للجوال : هذا ناصر ..
كمل بعد ما فك ازراره العليا : يكلمني عن البنت .. انا خبرته انك عرفتيها ..
ماقدرت تخفي استياءها .. لان اليوم هو نفسه اللي صار فيه المشكله ..
فقالت بإختصار : كانت وداد .. اخت طلال اللي يشتغل عندك ..
تنهد براحه وكأنها مااهتم بشخصها .. فكمل : الحمدلله .. واخيرا ارتحت منه ..
ابتسمت .. وقالت : ان شاء الله تكون من نصيبه ..
سكت لان مافي شيء يقوله .. ولما تذكر ليله البارحه ناظرها بفضول ..
ازدادت ابتسامتها فتفاجئ فيها .. سألها : ليش تبتسمين ؟
ماانكرت فضولها فردت عليه بتفكر : احس الاثنين مناسبين لبعض ..
ابتسم وهو يعقد حواجبه في نفس الوقت .. ومامنع نفسه من سؤالها ..
: طيب احنا مناسبين لبعض ؟
ناظرته بفضول .. واستغراب و ضياع .. كانت كل افكارها تقول
لماذا هذا السؤال فجأه ؟
حقا يبدو متغير و غريب ؟ هادئ على غير عادته
هل ياترى نحن مناسبين لبعضنا البعض ؟
يظن هو النقيض البعيد .. لكن هناك توافق ومزيج ..
ممكن الظروف صبت لهما حالات استثنائيه .. تغير طباعهم ..
لكن لو تغير الحال هل سيكونون مناسبين ..
وقف ومشى بتمهل ناحيتها .. وقال : ودي اعرف ليش مهتمه في امرهم ؟
ردت بسرعه : انا ماكنت مهتمه في امرهم .. انت سألت وانا جاوبت ..
اقتنع في جوابها لكن لديه حاجه يجب ان يقضيها ..
فسألها بهدوء و عينيه لاتستقر على نقطه معينه في وجهها
: طيب انا سألتك فجاوبيني ... احنا مناسبين لبعضنا ؟
كانت خيبه الامل الوحيده هي جوابها الوحيد ..
ما تظن ان الصراحه تزعج احد .. اصبحت حصينه على الاقل من كثره الالم ..
جاوبته : ماادري .. اظن الجواب عندك انت ؟
تأملها وكأنها احتار في جوابها ..
اخفى احباطه وقال : مااظنه يهم ..
هزت رأسها بتوافق و قالت : لاتخاف .. ما ظنيت العكس ..
استفزته .. انتصرت عليه فجأه
غريبه .. كل يوم بشي جديد فيها ..
اشتد طوله في مواجهتها .. و قال : واثقه .. ؟
ابتسمت وردت : اكيد ..
تجهم و توترت اعصابه وهو يقول : وثقتك هذي قبل او بعد عملتك ؟
لابد من الحزن في مثل حالاته .. لابد ان تعبر عن ألمها ..
ألم يكفها حتى الان ...
ابتسمت بألم عبرت به عينيها : لاقبل ولابعد .. ماله داعي كل دقيقه والثانيه
تذكرني بشيء مالي يد فيه .. لكن تبي رأيي بصراحه.. انت السبب ..
تركت مواجهته و لكنها تذكرت شيء فاستدرات له وقالت بتماسك
: مطلق .. في يوم بيجي وتقتنع انك انت السبب .. وان في اشياء ضاعت منا بكل سهوله ..
و بعدها تركته ببصمه وداع و كأنها راحله ...
غير قادر على التعبير.. موجز المشاعر .. وهالك القوى ..
لاكلمه .. ولا حركه .. وانفاسه رتيبه منتظمه .. تزداد رويدا حتى اصبح كالفحيح ..
تصل للاسماع محذره ..
غير قادر على التفكير بسهوله .. ماذا كان يريد منها والى ماذا توصل ؟
كان يريد ان يعوض عن المفقود .. لكنها فجاءته بحزم غير طبيعي منها ..
ماذا تقصد ؟ ولما هي هكذا مرتاحه و هادئه وعلى غير عادتها ...
تنهد بحيره .. وقلق بدى يسري في نفسه .. ولايعلم ماهيته ؟..
اكانت باالامس تهذي و تلتمس مني الحنان فأوصدت جميع نوافذي في وجهها ..
حتى لم تعد بحاجه لي ..
هل اكتفت من وجودي .. و تداعى لديها ذلك العزم من اجل نفسها من اجلي ..
مابك حزين ؟ مابك يا مطلق ...


خفقان قلبها واضطراب مشاعرها .. و حاله من البؤس قد انتابتها ...
و صراخ وجدان لم يجد طريقه للخروج ..
لاحياه هي فيها.. ولاحياه ترتجيها من كل هذا ...
شعرت بأبواب قلبها قد اغلقت .. وان لحظه الانتظار قد دامت طويلا حتى اصبح الامر مأساويا ..
ملأت رئتيها بهواء .. تزيح فيه رغبه في البكاء .. و تواصل طريقها بعزم ..
دون إلتفاته منها .. رغم ان قلبها يؤلمها وروحها باتت يائسه ..

طيب النوايا .. ترفع الآدمي فوق
وأنا .. مطيـّب نيتي .. وأنت .. خابر ،

وأكبر دليل إني معك وافي و ذوق
شفني على كثر الخطآ / منـك صابر

مدري متى أو وين أو كيف أو ليه
أنا وعيت وشفت نفسي أحبك !!!!



******************************




استطاعت ان تنهي كل شيء ... على قدوم اخوها ..
كان كل شيء يسير بالطريقه المرغوبه ..
نازعت روحها على امتصاص القوه .. و اكتملت لوحتها الفنيه المبهرجه .
و مرت الساعات بوجل على دقات قلبها المتخبطه ..
و تسربت الاماني حتى ذبل كل شي داخلها و استحال شتاء قارس ..
دخلت على امه .. وابتسمت ..
قفلت الباب .. وقربت منها وقالت : عساك بخير ياخالتي .. حبيت اطمن عليك ؟
ام مطلق : ربي يعافيك يابنتي .. تسلم يديك على الغداء ..
جلست جنبها وقالت بتوتر : خالتي .. السموحه منك .. ودي امشي مع اخوي عند اهلي ..
صدمت ام مطلق فمسكت يدها بحنيه وقالت : عسى ماشر .. يابنتي ..
ماقدرت تمنع دمعه خانتها في امتثال قوتها .. فمسحتها بخشونه كعقاب لها ..
ورغم كل شي ابتسمت : خير ان شاء الله .. تعرفين ان ملكه اخوي قريب وودي اكون معهم ..
ام مطلق : لكن باقي لها اسبوع يايمه ..
ليلى : ماعليه يايمه .. ودي اساعدهم هناك .. ونجمه تحتاجني في هالوقت ..
ام مطلق واحساسها بدى يتغير : مطلق سمح لك ؟
هزت رٍأسها بإيجاب وهي ترسم دوائر على اللحاف ..
ابتسمت ام مطلق تبعد احساسها السيء عنها
: ماعليه يابنتي .. روحي ربي يحفظك .. وان شاء الله نقابلك ليله ملكه اخوي ..
ليلى وهي تقبل رأسها : ان شاء الله ... على خير ..
قامت وهي تقول بفرحه مغصوبه : سلمي على البنات ..
قبل تخرج نادتها ام مطلق وهي تخرج ملف قديم .. : خذي يايمه ..
اقتربت وسألت : ايش هذا ؟
: هذي صور مطلق .. احتفظت فيها من يومه صغير .. وكل صوره ياخذها احفظها له هنا ..
ترددت ليلى انها تاخذها .. لكن تحت نظرات ام مطلق الملحه اخذتها .. و احتضنتها
وقالت : بحتفظ فيها ..
وددت داخلها .. سأحفظها في قلبي .. حتى ولم يكن بي حاجه لها
فهو في قلبي .. و مااقساه من عذاب ...
ابتسمت ام مطلق بحنان كبير وقالت : خذيها يابنتي .. ربي يخليكم لبعض ..
مشت .. خطوات اخيره .. معدوده حيث كل شيء قد شارف على الانتهاء ..
كتبت له رساله .. اخيره .. كتبتها بماء الدموع و نقشتها في قلبها كلمات داميه
وانتهى كل شي .. كل شيء .. في لحظه تغمرنا الذكريات ولا نلحق بركبها .. فلقد ذهبت .
لبست العبايه .. وانتظرت حتى دخل ..
فصدم من وقوفها .. عبر عن حيرته بنظراته و انعدم لديه صيغه السؤال ..
كراحه له وخلاص لها .. سهلت الموقف .. حقيبه ملابسها .. و انتظار المودعين
وملامح مسافره .. غارقه في الحزن حتى الحضيض ..
قالت بتهرب من نظرات عينيه : بمشي مع اخوي ..
عقد ذراعيه بحزم على صدره يمنع ارتجافه الغريب : من دون اذني ؟
ناظرته بإستعطاف ان يرحم حالها : انا استأذن منك الحين ؟
مشى حولها مطرقا رأسه للارض : وتنتظرين القرار ؟ ...
ابتسامه صغيره تحركت بها شفتاها وهي ترد
: في الحالتين انا انتظر القرار .. و مافي احد مرتاح ..
ناظرها بتركيز متصلبا .. اشار بيده ناحيه الباب
: خذي راحتك ..لكن حطي في بالك ..بترجعين ..
اطلقت انفاسها اخيرا بعيد عنه بعدما شعرت بالضيق في مواجهته ..
وتحررت .. على مسافه بعيده منه و قيودها بيده هو ..

وصلته الفكره سريعا ... فكما امتلك الدنيا يوما ... اليوم فقط بل تلك الدقيقه التي مرت
سريعا .. فقدها من بين يديه .. وهو صامت .. حائر .. و مضطرب المشاعر ..
وما اقسى الضياع وانت تطلب الهدى ..
ومااصعب التعبير عن المشاعر اذا تكالبت و قست على صاحبها ...
تنحى جانبا .. مشيرا بيده لها بطريقه استعراضيه .. بعدما
عبرت عما تريده ... واجابها هو بالصمت .. و السكوت الطويل ..
وتركها تمضي في طريقها .. وهي تسقط في خطواتها
كل لحظه جميله وكل ذكرى هانئه قد مرت ..
كل همسه ارتعشت في اذنها .. وكل لمسه حفرت في جسدها ..
وكل فرصه للحياه .. بأن تعود و يدركها من جديد..
يظن انه مرتاح وان ثقل الهموم قد انزاحت ..
وان السعاده بابها مفتوح على مصراعيه ..
هاهو مفتوح يامطلق .. فانطلق .. و اركض نحوه ..
تجمد مكانه .. وارسل نظره لكل شيء حوله .. وضاع
ضاع في كبرياءه .. وبقايا حلم
و سرمديات رجل لايفتأ يذكر نفسه .. بعرش كسرى وقيصر ..
طالت اغماضه الفراق .. و تسربت الحياه من تجاويف الندم ..
و انتصر الكبرياء مضرجا بالدماء .. ميتا ينفض الحياه ..



****************************



وفاء بنبره جاده : وداد تتكلمين جد ؟
وداد بضحكه : خلاص عاد .. قولي لهم ... لكن اسمعي ودي اقولك لاتخبرينهم عن موافقتي .
ارتفعت زعروده مبحوحه من الطرف الثاني .. تركت وداد اكثر خجلا ...
وفاء : مابغيتي .. الله يهديك .. طرقت ابواب العنوسه ..
وداد بعصبيه : عنوسه في عينك ... هذا وانا باقي ما تخطيت الخمسه والعشرين .
وفاء : والله .. علي . .. المهم الف مبروك ياقرده والله يأست منك ..
وداد : باقي ماوافقت تراني .. يعني شكليا بعد ..
وفاء : الله يتمم على خير .. هذا بفضل الله ثم ليلى .. اللي ماقصرت ..
وداد : صح .. وينها ؟ ادق عليها يعطيني مغلق ؟
وفاء : راحت لاهلها .. صراحه ماكلمتها .. لكن امي خبرتني .. المهم ياحلوه
بخبر مطلق وامي .. و الامير المتيم .. واعطيك خبر ..
ضحكت وداد بنشوه وقالت : ان شاء الله خير ..
قفلوا من بعض ...
استدارت لجود المتجهمه في وجهها : لاتقولين تسرعت ياوداد ؟ اتبعت حدسي وانتهيت ..
جود : الموضوع ماانتهى ..في وقت ..
جلست وداد و قالت : ممكن ..لكن لو انتي في مكاني شو سويت ...
ما امداها قالت السؤال الا ضحكت بقوه .. ..
: انا خايفه انك تبلغين عليه الشرطه ..
ابتسمت جود .. : لا ممكن اخذ الموضوع بمنتهى الجديه ..
وداد بصراحه : جود .. تعتقدين اني استخفيت في الموضوع .. و اني مجرد مراهقه ماتفكر بواقعيه
لا .. لكن هي فرصه ممكنه جوابها بيدي يا لا او نعم ..
ما ردت عليها جود .. لكن ابتسامتها زادت وكأن عدم الاعجاب بكلامها هو الرد الواضح
وداد بنرفزه : جود .. ليش ماتقدرين تفرحين علشاني ... او حتى تتظاهرين بالفرح ...
مو شرط كل مره تنتقديني وتسوين نفسك فاهمه الدنيا صح ...
خرجت من الحجره منفعله ...
بينما تنهدت جود .. ما تقدر تتقبل شيء غريب عنها ..
من ناحيه العقل والقلب ... فالعقل ينتصر دائما ..



**********************



مرت ثلاثه ايام وكأنها دهر بالنسبه لها .. .. وانتهى سبات المشاعر ..
تصعب الحياه عند الانتظار.. عند عقده الامل التي تنفك بنسمه رقيقه ..
تنتظر اجلها معه .. لم يكونوا قد وضعوا النقاط على الحروف وبصموا على الورق
كنهايه اكيده ... سمح لها بالذهاب مع اخيها.. كفرصه
فرصه للتفكير فرصه لمحاسبه النفس .. فرصه لاستدراك الفرص قبل ان تختفي ..
واخفت الحقيقه انها هربت منه .. هربت من القادم بأن لاتتحمل نتائجه ..
كانت خائفه حتى الموت من النهايه المؤكده ..
كادت ان تخنق الحياه مابقي من امل .. إلا قليل ..
ضحكت على مسامع اخيها .. و ابتسم رغم حيرته و شكوكه نحوها
إلا انه سعد بإستعاده بعض مما فقده فيها ..
من ذلك اليوم وهي تسير مثقله الخطى .. وحيده .. باكيه معظم الوقت ..
تخفي احزانها عن الجميع ..
كلما سألها ... ضاعت به في متاهات اجوبه .. لايجد اي قناعه فيها ..
ولكنه يحاول رغم كل هذا ..
ضربته على كتفه وقالت : اللي ماخذ عقلك ..
ابتسم وهو يطوي شماغه : والله مافي غيرك ..
ردت بفخر : اسكت لاتسمعنا نجمه .. والله تغار
جاوبها بصراحه : خليها تولي .. من الحين قولي لها .. معزتك في قلبي ما تتغير ..
وكزته وقالت : اقول انتم كذا يالرجال ... وبعدها تسحبون علينا ..
ضحك .. و مشط شعره بأصابعه وقال : انا عني عند وعدي .. لكن ماادري عن مطلق ..
انعقد وجهها على طاريه فسألت بإنزعاج : ايش دخله مطلق ؟
سأل بإهتمام : انت علامك .. من ساعه جيتنا من الرياض .. وانتي ما تجيبين طاريه ..
وان سمعت اي سالفه او سألناك عنه .. تحججت بألف حجه..
استدارت تبي ترجع ولكنه مسكها
وقال : ليلى .. انا اخوك الكبير .. وتهمني مصلحتك .. يعني اذا كان مافي احد سألك ..
هذا لانهم يحسبونك هنا علشان ملكتي ..
ابتسمت و اخفت الامر كالعاده : طيب .. هذا هوالسبب الحقيقي ..
سعود : و السبب الثاني ؟
جلسته و قالت بحزم : اسمع .. مافي شي ... ممكن متضايقه لانه مايدق علي ..
تعرفه اذا اشتغل ينسى نفسه وينسى كل اللي حوله .. لكن هو ماقال شيء . .. ولا كان متضايق .. صح
تنهد .. وقال : طيب دقي عليه انتي ... ولاتتغلين عليه ..
حركت شعرها بغرور مزيف : لا ياحبيبي .. خليه هو يدق علي ... و يتذكرني .
ناظرت ساعتها وقالت بكذب: اخرتني الله يهديك .. بروح اشوف تجهيزات حرمك المصون ..
قال بملل : باقي ما صارت زوجتي ..
ناظرته بخوف وقالت : من غير شر ان شاء الله .. وشفيك كذا متشاءم ..
هتف بسرعه : ماقصدي ..
ليلى بضيق : ادري انه ماقصدك .. لكن الملافظ سعد ...
حاول يضحكها فقال بروح دعابه : سعد ولاسعود ..
ضحكت ... و اقتربت منه لغايه: سعود ..ودي اسألك سؤال ؟
ليش غيرت رأيك عن ريهام بسرعه واقتنعت في نجمه فجأه ؟
تنهد بتعب .. اعادت له سيره الالم ..
كيف يخبرها ؟ كيف يقول ان جده ارغمه على الارتباط بها ..
درءا للمفاسد و الالسن العابثه .. والقلوب المريضه ..
وان كل شيء صار صدفه .. صدفه غريبه غيرت مجريات حياته ..
على غير ما خطط لها ..
ابتعد في تفكيره حتى تناسى وجودها .. تأملته ليلى و تنبأت بعدم الرضى من اخوها ..
اعادت عليه بجديه : سعود.. انت تبي نجمه ؟
ناظرها .. بشفافيه .. غير قادر على التستر وراء الحقيقه
هو ليس مثلها .. تبطن نفسها بملايين القشور وتدعي غير ماتشعر به ..
وتساءل في نفسه ؟
هل تفهمين كل شيء دون ان تنطق شفتي ..
دون ان اجرح الصمت واضيع في متاهات الكلام ..
لم انسى تلك .. فصورتها مازالت محفوره في ذهني .
فكيف انساها .. وهي وقوس المطر ألوان ممتزجه بصوره رائعه ..
و بعثره الهواء يعزف حولي اغنيه تذكرني بها ..
روحي تنزف يااختي ..
فقدت الكثير وحتى بدت اعاني من فقر مغدق ..
احمل اطنانا من الهموم منذ نعومه اظفاري ..
ماعدت ارغب من الحياه .. إلا الحريه ..
وان اسير بدون هم خفيف .. نابضا بالحياه ..
لكن بمفردي ..



*******************************************




صرخ بإنفعال : طلال ..
دخل طلال المذعور ونظر لحاله مطلق البائسه ..
مطلق بغضب : وين القهوه ؟ ساعه علشان تجهز ..
طلال والحيره الشيء الواضح عليه .. نقل نظره بين سطح المكتب وبين مطلق ..
: استاذ مطلق .. القهوه قدامك..
رجع مطلق للخلف بتهالك .. و دعك جبينه بتعب واضح .. واشار له بالانصراف ..
فخلي المكان .. ليبدأ من جديد يمزق روحه و يسلخ فكره بالكثير من المشاق ..
و يقطع اشواط طويله مرهقه ..
نقر بأصابعه على المكتب ..
وحشه مشاعر .. وظلمه حالكه يقبع تحتها .. ولانور في طريقه يرشده
امتلأت الذكريات بغيابها .. و جشن الروح يغني ..
و فاضت كل تعابير الحياه .. بشوق لها ..
اصبح يتلمس الوجد في بعدها .. ويحن الى قطعها الصغيره ..
يتيم من صورتها لكي يتلمسها في ارق الليل الطويل ..
وقف .. و توجه الى نافذته المحبوبه ..
لاتعذب نفسك ... وتهلك روحك بما لا طائل لك عليه ..
ذهبت من تلقاء نفسها وستعود ..
لم تكن تقصد بذلك الفراق..
بل هدنه .. او اجازه قصيره ..
انتظر .. انتظر فحسب ..
صرخ في نفسه بصوت مسموع : الى متى ؟
طالع جهه الباب حرص من ان يسمع احد هذيانه اليقظ ..
وابتسم فجأه ..
متشمتا من حاله .. هازئا بضعفه الغريب وقد كان مسيطرا عليه ..
رفع رأسه بشموخ .. واعتلى صخره اليأس ..
ليس انت يامطلق ؟ من تندب حظك كالنساء
و تعاني لوعه الفراق ...
ويهزمك الشوق بغته..
هذا اختيارها .. فليكن لها ..
وقتك للتدخل لم يحضر بعد ..
دعها في معركه خاسره مع نفسها .. وترقب اثارها ..
اكانت تعتقد مني تبتع خطواتها .. ووشم ابيات الشعر على كل جدار القاه ..
اتحسبني مثل ذاك المجنون .. فقد عقله على اثر محبوبته ..
عد لنقطه البدايه .. فالعد التنازلي لم يبدأ بعد ...



******************************



الابتسامه لم تفارق محياه .. والسعاده شرعت له بابآ في الخفاء ..
والحلم قريبا سيتحقق الى واقع ..
يوم من الايام سيكتب القصه و سيجني على اثرها الكثير ..
ليست امرآ غريبا.. لكنه لم غيرمتوقع ...
ضحك مع نفسه ..
من شده ابتهاجه لايقدر على ضبط نفسه او حتى تفكيره ..
كان الامر اكثر من مبهج ..
استحال عقله الى ماكينه .. تنتج بسرعه هائله ..
ابتسم على زغروده ام مطلق ... تشاركه الفرح بطريقتها ..
وان وقف مطلق متفرجآ صامتا على وجهه نصف ابتسامه ..
لايستطيع ان يتوغل معه اكثر في احزانه ..
سيكفيه الان المشاهده وهو يترنح في ذكرياته ..
ذلك مااختاره .. فليصبر على جرعات المراره ..
ام مطلق بفرحه : الله يرزقكم ياعيالي ... اسمعني يمه يا ناصر
من الليله بخطب لك بنت صالح .. و الله يقدم اللي فيه الخير ...
ناصر : الله يخليك لي ان شاء الله ... والله من دونكم ماادري ايش اسوي ..
ام مطلق : انت من غلاه ولدي مطلق واللي يسعدك يسعدني ..
تدخل مطلق : خلاص بكره .. انا وياك نروح بكره ونخطبها من اخوها ..
شد ناصر من قامته .. و ضبط شماغه والابتسامه تزيد وسامته ..
: ابشر ياعمي ..
مطلق بملل : انا برجع الشركه .. مشغول ..
ام مطلق بتذمر : علامك يمه ؟ توك رديت .. ؟
وقف ناصر معه وقال : لاتلومينه ياخاله .. البيت من دون المدام ما ينطاق ..
ابتسم في وجه مطلق العابس ... فمسح ابتسامته على الفور .. لان لامجال لدى مطلق لردها ..
مطلق : عندي شغل مهم ..
وقفت ام مطلق بصعوبه ومشت ناحيه الباب ... وقالت له بتذكير
: اسمعني يايمه... لاتنسى بكره ملكه سعود .. بنتوكل على الله من بدري ..
رفع عيونه بضجر ... ناحيه السقف
: ماني بناسي .. بكره يصير خير ..
خرج بسرعه .. قبل ان تطبق عليه بسيرتها ويختنق امامهم ..
ادركه ناصر على عجل ..
: مطلق انتظر ... بكره كيف تروح نخطب البنت وانتم معزومين على ملكه سعود ؟
ضغط على عيونه بتعب فكمل ناصر بإتبسامه انتصار
: خله الليله نخطبها من طلال ..
طالعه مطلق بدون اهتمام وقال : خلاص اتفقنا .. بعد صلاه المغرب نلتقي .
خرج ناصر لسيارته الموقفه برى وهو يغني ...
فلاحظ نفس السياره البيضاء .. له مده وهو يراقبها .. لكن الامر زاد عن حدود الترقب
مشى بتمهل ناحيه السياره .. قبل يلاحظه السائق وينطلق بسرعه ..
استغرب ناصر .. وراقبها وهي تنعطف بسرعه مصدره اصوات مزعجه ..
ردد الرقم اكثر من مره ... واخذ الجوال واتصل...
: الو .. السلام عليكم .. كيف حالك يابو ؟
ضحك وبعدها قال بجديه : اسمع .. طلبتك في خدمه ؟
دخل السياره .. وكمل حديثه بعدما ارسل نظره على سياره
مطلق الماره من جنبه بسرعه .. بدون التفاته منه ...


************************************


عترف::للذكريات أحساس... ثانــي
حتىلو أطول مواقفها...ثواني
وأعترف ؛؛هاضت وسط قلبي لحونه
يوم هز الورق متعمد!!... غصونهـ

.............


من آذان الفجر .. قامت و بدت جولاتها وصولاتها في البيت ..
بكل حماس وبدون اهه تعب .. تشتغل من قلب ..
فرحه اخوها الكبير تتشاركها مع الجميع ..
هذا سعود .. سعود الغالي .. حبيب الكل ..
ريحه ابوها .. مركز الحب .. و القلب النابض بالحنان ..
دخلت حجرتها بعدما انتصف النهار ..
سعود طلع وماتدري وين راح .. تدق عليه لكن مايرد ..
سألت سلوى المتشاغله في شعرها
: ادق على سعود.. مايرد علي ؟
سلوى بدون اهتمام : اكيد مع جدي ..
رجعت تدق عليه ..وهي ترد عليها
: لا .. جدي توه جاي .. يقول انه ماشافه ..
ناظرها سلوى وقالت : طيب يمكن راح يودع العزوبيه ..
ليلى بنرفزه : سلوى .. عن المزح .. اخوك طلع من بدري وما رجع ..
والله خايفه عليه ..
سلوى : يابنت تعوذي من شيطان .. وين يروح يعني ؟
دقت عليه للمره الثالثه .. ووقفت بتوتر .. فانفتح الخط
فقالت بسرعه : سعود .. الله يهديك ليش ماترد ..
مافي رد .. فتوترت زياده ..
: سعود .. رد علي ..
رد عليها بسرعه : سعود .. طلع شوي وراجع ..
انتظر لحظه تتعرف على صاحب الصوت ..
انكمش قلبها .. وزادت نبضاته .. واغلقت الجوال بسرعه ..
توترت من صوته .. وتعذبت من ذكرى اسمه ..
كل تلك اللحظات .. مرت امامها ..
حين تدفن نفسها في الدقائق السريعه.. تعمل بجهد على نسيانه ..
لم يتصل عليها ولا يرسل ولا يجيب طاريها..
راقبتها سلوى من المرآه وسألت
: من رد عليك ؟
بصوت معذب لايفهمه احد : سلطان ..
تكلمت سلوى بشكل عادي : قلت لك مافيه إلا الخير .. الا انت افكارك شطحت بعيد ..
لفت على الكرسي و كملت : اهل زوجك مابيحضرون الملكه ؟
ناظرتها بشرود وقالت : ماادري .. مافي احد يكلمني .
سلوى : اكيد .. مقفله جهازك طول الوقت .. كيف يكلمونك ..
ناظرت اختها بشك .. فواجهتها ليلى بعصبيه
: خير .. ليش تناظريني كذا ؟
سلوى : حاسه ان في شي وانتي مخبيه عنا ؟
همست بحذر وهي تقرب منها : انتي زعلانه من زوجك ؟
ردت ليلى مدافعه : ومين قال ؟
سلوى : يااختي .. حالك مايطمن.. قولي ..قولي .. لاتخبين علي انا اختك ..
ايش صار بينكم ؟
ليلى بإبتسامه : ياشين اللقافه .. اقول شوفي شعرك ابرك لك ..
قامت من مكانها وطلعت للصاله .. لتتواجه بنظراتها مع عمتها و جدتها
وكأنها قاطعتهم .. ويبدو ان الموضوع يخصها ..
قالت جدتها بنبره شك : زوجك جاي ؟
تأففت بقهر : وشفيكم علي اليوم ؟ شغالين تحقيق وكأني مسويه جريمه ..
كل هذا لاني قعدت عندكم اربعه ايام ..
توترت الجده من غضبها الغير طبيعي منها
: لاوالله يايمه .. العين اوسع لك من البيت .. لكن قلت عزمناهم وماندري بيحضرون ولا ؟
تنهدت بتعب وكأن كل الاعمال طلعت بآثار تعب واضحه...
: ماادري ياجدتي .. اذا حضروا حياهم الله واذا ما حضروا بيكفهم ..
ودت تهرب منهم وتقاطعهم .. حشرت نفسها في زاويه بعيده عنهم..
الضغط زاد عليها .. لدرجه لم تستطع احتماله ..
كانت تهاود نفسها على الصبر و الاعتياد على الوضع ..
و تتأمل بالمفاجآت المتوجه بالمسره ..
ارتسم على وجهها ملامح فتاه وحيده حزينه باكيه .
تملأ فراغاتها بالحنين المعجون بغلظه مع الالم ..
اثارت تلك الذكريات والشوق الدفين .. شعورا بالغثيان .
ركضت ناحيه الحمام .. لتفرغ ماصب في جوفها من عذاب ..
اي اشواق تلك تترجمها الاجساد وتعذبها ..
و تتقلب الارواح فيها على جمر الفقد والفراق ..
ما آقسى قلبه على الحنين ..
ما آقسى قلبه ..
كررتها بألم .. وهي تنازع رغبه في البكاء ..
غسلت وجهها مرارا و تكرارآ ..
ثم دخلت حجرتها بخطى متعبه.. واستلقت على سريرها مباشره .. متلحفه حتى ذقنها
اقتربت منها سلوى بخوف : ليلى .. وشفيك ؟
ردت : مافيني شيء .. لكن اتركيني لحالي شوي ..


***************************



السعاده لم يجد لها طريقه للتعبير عنها ... سوى الصمت
حزن غلفه .. و غربت شمس الفرح البادئ على ملامحه..
ارتفعت زغروده من الطرف الاخر .. واتبعتها بأخرى .. وتلاحقن بأخريات ..
مجرد ملكه بسيطه .. لما كل هذه الضوضاء .. ؟
اقترب سلطان منه وهمس : ماشاء الله .. معازيم جدي كثيرين .. هذا وهي ملكه
كيف اذا صار العرس ؟
رد سعود ببرود وهو يطل على المفارش خارج البيت ..
: نصهم يحضرون .. بعزيمه وبدون عزيمه ..
عدل سلطان شماغه وقال : بروح اتمصلح مع الشيوخ .. يمكن يزوجوني من عندهم ..
ابتسم سعود .. ونظراته تتابع اقتراب سياره ..
نزل الدرجات الثلاث .. متجاهل سلطان ..
ترك مسافه فاصله بينه .. وابتسم لما خرج مطلق من السياره ..
قال موجه كلامه لاهله : تفضلوا من الباب الرئيسي ..
هتفت ام مطلق : مبروك ياسعود .. ربي يتمم عليكم ان شاء الله ..
رد عليها بحبور مصطنع : يبارك في عمرك ان شاء الله ..
وتوجه ناحيه مطلق بإبتسامه كبيره .. وفرحه من اجل اخته بعدما لاحظ عليها التدهور ..
: هلا والله .. وينك يارجال ؟
صافحه مطلق بمحبه .. وبارك له ..
قال : السموحه على التأخير .. كان واجب اقف معكم ..
رد عليه وهو يأخذه معه : المهم انك جيت ..
اخذ نفس طويل .. وهو يسلم على كل من يصادفه ..
رفع يده بصوته الجهور يسلم على الجميع ..
و انقادت خطواته مباشره ناحيه كبير العائله .. الذي وقف بكل هيبه في المنتصف
واجلسه على يمينه .. وامتدت نظراته على الصف الطويل الجالس امامه ..
حتى انتهى بالطول الفارع .. والحله البهيه .. الهاله الشابه المتأنقه ..
وابتدأ ذلك الصراع الدفين .. والحرب الهوجاء الصامته ..
سلطان بنظره ثاقبه ناحيته .. لاخر وهله كان يشعر بالسعاده لانه لم يقدم ..
لانه ظن في قراره نفسه ان مكوثها طول تلك المده .. هي فاتحه خير له ..
لكن ماقدم حتى بعثر امانيه .. وبعثر ثقته العمياء ..

اما مطلق .. ود لو تقصر المسافه ويطبق على خناق ذاك حتى اخر نفس
اخر نفس تلفظ فيه ذكريات مريره .. وصوره له مرغت بكرامته التراب ..
بالكاد ابتلع غصته .. الذي استحال الى صخور .. و صرف نظراته للبعيد
حيث لايرى سوى نفسه في ظلمه من الليل الحالك ..
هكذا صور نفسه .. واغترب بعيدا عن الواقع .. بالكاد يتدارك غضبه ..


ابتعد سلطان عن جمعه الناس وجلس لحاله ..
اقترب زياد منه وسأل : وشفيك ؟ انسحبت من المجلس ؟
رد بصراحه : فيه ناس جيتهم ضيقت صدري .. فعفت المجلس منهم ؟
زياد بنظره مستفهمه : مين هم ؟
سلطان .. بحركه تهميش من يده .. تجاهل السؤال ..
جلس زياد جنبه وقال : والله شوفه الناس .. شهوتني في الزواج ؟
ابتسم سلطان : صار ايسكريم الله يهديك ..
ضحك زياد .. تلك الضحكه الشبابيه الصاخبه ..
توجهت لهم الانظار .. مابين مستنكر و ضاحك و معاتب ..
سلطان يهمس له : الله يفشلك .. طيحت البرستيج ..
زياد بضحكه مكتومه : ام البرسيتج اللي طاح .. الحق وشيله ..
سلطان : اقول امش .. شوف جدي كيف يطالعنا .. ماباقي الا يشوتنا ..
امش قدامي مادام النفس راضيه ..
مشى الاثنين جنب بعض .. يهمسون بتعليقات على بعضهم بعض
مستحضرين روح الدعابه .. و عادين العده لانواع الانبساط ..



**********************


بعد اذان العصر .. واهل القريه بدأو في الحضور ..
امتلأ المكان بالصخب والصراخ و الزغاريد
مابين جلسه كبار و همسات شابات .. و شقاوه اطفال ..
انحشر المكان حتى يكاد يلفظ اصحابه ..
دخلت المطبخ .. و استنتدت على المغسله بإرهاق يكاد يقصم ظهرها ..
وقالت بأمر : هند ..اخرجي و قدمي القهوه ..
هند بضجر : والله تعبت ياليلى ..
قاطعتها سلوى : ماسويت شي .. امشي قدامي احسن لك ..
انصاعت هند متذمره ...
تأملت نفسها في صينيه التقديم اللامعه ...
صوره باهته تعبر عن داخلها اكثر من ظاهرها ..
دخلت سلوى بصوره مباغته .. فزعت لها ليلى
: ليلى.. احزري من جاء ؟
رجعت تتأمل نفسها في الصينيه .. فكملت سلوى بحماس
: أهل زوجك ..
طاحت الصينيه من يدها مصدره صوت رنان مزعج ..
فضحكت سلوى : الله كل هذا شوق ...
تأملتها ليلى .. وقلبها تبدأ خفقاته بشكل مخيف .. ويخرج من جسدها
ليتركه خواء .. فارغ الا من اصداء فقط ..
سمعت صوت سمر الضاحك يقترب من المطبخ ..
رسمت ابتسامه اشبه ما تكون بعرض اعلان عن معجون اسنان ... واستقبلتهم
و اندمجت معهم على احسن مايكون .. وداخلها يصرخ يتخبط يريد الهروب
يريد الابتعاد بدون قيود ..
كانت جنب ام مطلق .. متبادله معها الاسئله والاجوبه بشكل عادي .. مبعده ذاك بكل
حذر عن حواراتها .. استأذنت الجميع .. ودخلت غرفه نجمه ..
ابتسمت لجمال صاحبتها الجالسه بحذر .. تخاف من فقدان تلك الهاله الجميله ..
فستانها الازرق .. بلمعته البراقه .. عاري الكتفين .. وشعرها البني المرفوع بشكل جميل ..
يبرز ملامح وجهها .. وعينيها العسلتين تبرقان تحت ظلال رسمت بطريقه فاتنه ..
نجمه بإعجاب : ياسلام ياست ليلى .. ماباقي الا تجلسين مكاني .. بالله قولي مين
العروس انا ولا انتي ؟
طالعت شكلها خلف صاحبتها في المرآه ... و تأملت نفسها .. ويدها تنساب على طول
فستانها الفوشي .. ابتسمت وقالت : هذا فستان ملكتي ...
تأملتها نجمه بإستحسان ولايخفى على صاحبتها ان حياتها معكره و ضبابيه ..
فقالت ليلى بعدما جلست على الكرسي : توه جاء..
سألتها نجمه : مين ؟
شدت قماش فستانها : مطلق ..
ابتسمت نجمه لها ومسكت يدها : لو تقولين لي وشفيك ؟
ابتلعت لعابها بصعوبه وناظرت لصاحبتها .. وعدم قدره على الاحتمال ..
عدم الاحتمال في منع دموعها ان تتجمع في عيونها و تنسحب بسهوله
كرهت ذلك الصراع بين كن او لاتكون ..
فقالت بحزن كبير : تعبانه ..يانجمه تعبانه ...
عبرت نجمه عن حزنها ببريق قد تألق في عينيها .. و شدت يد صاحبتها
وقالت : سامحيني .. والله ماكان قصدي اتجاهلك ..
ضحكت ليلى : اكيد لازم تتجاهليني وتتفرغين لاخوي ..
وقفت و قالت بتشاغل : المهم .. تبين شي.. بنزفك بعد اذان المغرب .. فكوني مستعده
تأففت نجمه وقالت : يعني لازم انحكر لحالي .. ارسلي لي وحده من البنات ..
ليلى: ادري عنك ماتصبرين عن الحكي ؟ خلاص برسل لك سمر ..
قفلت الباب خلفها .. و تنفست .. بصعوبه .. و طلعت مبتسمه ..
قابلت سمر .. فخبرتها .. ودخلت المطبخ ..
دخلت ريهام ... وقالت : تحتاجين مساعده ..؟
ابتسمت ليلى : ريهام .. حياك ادخلي .. السموحه ماجلست معاكم .. لكن والله مشغوله
ريهام : معذوره ماعليك ..
ليلى بإبتسامه : انتي اخبارك ؟ يعني مانسمع منك بالمره .. ونسمع من اريام ..
ريهام : حالي على حطه يدك ..ماتغير ..
استدرات ليلى للمغسله وغسلت يديها وسألت بحذر : حتى خطوبه سلطان لك ..
طال الصمت من طرف ريهام .. التفتت لها ليلى .. فلاحظت عليها ابتسامه غريبه ..
ليلى : انااسفه اذا كنت ازعجتك ...
قاطعتها ريهام بمراره : ماصار شيء يا ليلى ...
تنقلت نظراتها في ارجاء المطبخ وكملت : مايبيني .. ..
اقتربت ليلى منها بصدمه و انعدمت عندها كلمات المواساه ..
ابتسمت ريهام بشكل عادي : مافيها شيء صح .. لكن كانت رغبه اهله مو رغبته ..
فبلغ اخوي عن رفضه .. فتقبلته بصدررحب .. ضحكت في نهايه كلامها ..
ليلى بحزن : ربي يعوضك باللي احسن منه ..
همست ريهام بصعوبه : يبدو انه عقاب .. على اللي سويته فيك .. يبدو ان اللي كان بينك
وبين سلطان اقوى مماكنت اتخيل ...
ردت عليها ليلى بألم : ما كان بيننا شي ...
ازدحم المطبخ بالبنات .. فانقطع التواصل الا من العيون ..
انسحبت ريهام بهدوء ..
اختنقت ليلى بالمكان وضاق عليها تنفسها ...
تقول رفضها .. رفضها ..
لماذا يصر على الانتهاء بشكل تراجيدي مثير للجدل ..
لماذا يخلق التساؤلات و يضيعنا في متاهات لانعرف لها نهايه ..
مابك يارجل ؟
لما لاترحل و تترك الجميع بسلام ..
لما لاتنسى و تركب القافله نحو الحياه ..


***************************


ارتفعت الزغاريد .. و ازداد الصخب بخروج العروس ..
بعدما اعلنت الموافقه وبدأ العزف على اوتار النغمات ..
و اصطفين الصبايا برقص يناسب اعمارهن .. وليلى مبتسمه ..
لابد لها الان من ذلك .. لابد لها من الانغماس في غمره الافراح ..
راقبت الجميع .. وقد امتلأ المكان بالصخب و الضحك ..
والسعاده وهي المهمه ... السعاده ..
راقبت الوجوه الباسمه .. وابتهلت بالدعاء لله ان يكمل عليهم فرحتهم ..
لاحظت تجعد وجه جدتها وان ابتسمت .. اقتربت منها وقالت بصوت عالي
: وشفيك يا يمه ؟
ارتعشت يد العجوز وهي تمسك بحفيدتها
: الله يرحم ابوك .. ؟ كان ينتظر ذا اليوم .. ..
ليلى : جدتي الله يخليك .. ترحمي عليه .. ولاتزيدين علينا .. اذا كنتي
ماتقدرين تتحملين ايش تقولين عنا ؟
هزت راسها بإيمان وقالت : الله يرحمك يااحمد ...
كررتها من بعد جدتها ... وتخيلت لو كانت امها و ابوها موجودين ..
كيف تكون فرحتها ..
وجهت لها نجمه ابتسامه خوف .. فطمأنتها ليلى بتربيته منها ..
و ماهي إلا لحظات حتى بقيت نجمه وليلى لحالهم في المجلس ..
رتبت فستانها وقالت : بيدخل ويلبسك الشبكه وبعدها يخرج ..
ارتعشت يد نجمه قدامها وقالت بخوف
: ليلى والله خايفه .. شوفي يدي كيف ترتجف ..
ليلى : عادي .. سعود مابياكلك ..
اغمضت نجمه عيونها وبسرعه فتحتها على صوت الباب ..
زغردت ليلى على دخول سعود ... و استقبلته بأاحضان دافئه ..
وقبله على رأسه ..: ألف مبروك يالغالي .
تجنب النظر للجالسه قدامه .. : يبارك في عمرك ان شاء الله ..
دخل الجميع على اثر دخوله .. جدته وعمته والبنات .. وام نجمه
والاخريات يتلصصن من خلف الابواب .. مطرقات السمع ..
يتهامسن فيما بينهن .. بدأن لائحه الانتقاد و الملاحظات ..
سلم على الجميع بصبر طويل يكاد ينتهي .. يقدمونه نحو الهاويه
ويتفادونه ككبش مذعور ..
جلس جنبها كالتمثال .. ولا إلتفاته منه نحوها .. حتى ذلك اللون الذي يضي
اصبح يمقته اشد المقت .. وحتى صاحبته
قربت منه ليلى الشبكه وحثته .. فأطاعها كآله متحركه لاتقبل التفاوض ..
كل شيء مطبق بحذافيره ... افعل هذا ولاتفعل ذاك ...
ارتعشت يده وهو يحاول إلصاق ذلك العقد و الهروب .. كل افكاره تحثه
على الهروب .. قبل ان يعترض ويصرخ عاليا برفض قاطع على بؤسه الدائم ..
تنفس مطولا .. فارتفع رأس تلك .. والتي ليست بأفضل حال منه ...
تشعر بخدر في قدميها من كثره هزها .. وقلبها يدك بجنون ..
ناظرها بسرعه و ابتعد .. قبل ان يعاود التوغل في عينيها .. صفحه كنقاء العسل يستطيع
ان يرى نفسه فيها بوضوح ... مهما كان ضد مشاعره .. فهي حسن إلهي لابد ان يطريه ..
انتهى اخيرا من كل شيء ... وارتاح من الضوضاء حوله .. يجزم انه قد اصاب
بالصمم من اصواتهن التي مازلت ترن داخل اذنه ..
تركتهم ليلى على مضض .. كانت خائفه من تلك المشاعر المضاده والتوجس المخيف
لاتعلم .. هل سيطول صمت سعود كما اخبرها .؟ ام انه سيفجرها غاضبا ؟
نصحته بالتروي و قبول الوضع ... لكن هل نصيحتك ستثمر خيرا ..

تركت الاثنين متنافرين من بعضهم .. طالع ساعته ..فلاحظته نجمه
دارت نظراتها على المكان واحساس بالملل ينتابها ..
الى متى ؟
هذا لوح مايحس ؟
رتبت خصل شعرها المتطايره بفعل الهواء الجالسه امامه ..
وانتظرت حتى كادت تصرخ في وجهه .. دمك ثقيل .
لولا الحياء الذي يرغمها على تنصع الحياء ...
تنحنح فابتسمت كـ فآل خير .. و ابتهلت داخلها .. اخيرا بينطق .. اخيرا
لكن رجع لصمته ..
فقررت المبادره .. رسمت تلك الابتسامه الجميله وقالت بصوت رقيق
: اسمي نجمه ..
رفع رأسه لها .. وابتسم بسخريه .. فاكتسى وجهها بالاحمرار فجأه
ليس خجلا منه .. بل من نفسها .. ودها تختفي لحظه ولا يسمعها احد تقول كذا
اسمي نجمه؟ اسمي نجمه ... غبيه غبيه ..
بالله في واحده تقول لزوجها اسمي نجمه
وين قاعدين ؟ في مدرسه
الله لا يفضحنا ..
قال بإستخاف : تتكلمين جد .. توي ادري ..
طالعته بغضب وصنعت ابتسامه : ما يضحك ..
هالمره قدر يشوفها بالكامل .. وجهها المتسدير وشفتاها الصغيره
و عينيها تلك التي شدته كالمغناطيس ..
ملامح تذكرها في يوم اغبر قرر مساعدتها فيه ..
لاحظت صمته ومراقبته لها .. فشعرت بالخجل العارم منه ..
اشغلته تلك المتطايره .. والتي ازعجته .
حرك خصلات شعرها بفوضويه .. قبل ان تعلق احداهن في ازرار كمه ..
شدها بدون انتباه .. فصرخت بخفه : اي شعري ..
حاول يفكها .. لكن الوضع تأزم ..حرك يده برعونه فتألمت اكثر
فقالت بألم : لحظه .. انت بتقطع شعري ..
صرخ فيها : طيب ايش اسوي ؟ لازم اقصها ..
شهقت بخوف وقالت وهي تحاول تبعد يده الثانيه عن شعرها
: لاتلمسه .. اصبر شوي ..
تأفف بملل وطالع جهه الباب : انتي دائما المصايب على راسك ..
ردت عليه : وانا ويش دخلني .. انا قلت لها تعلق فيك ..
قال بحزم : انتظري لحظه ..... حاول يفك شعرها شوي ..
فقالت مهدده : ياويلك اذا قطعت شعري ..
ابتسم بخبث وقال : باقي ياويلي ... طيب يانجمه..
شد كم شعره بقوه منتقم منها .. انتزعها من جذورها ..
فصرخت بألم ودعكت مكانها ..
راقبته بقهر وهو يوقف متحرر وفرحان
: انتهت المهمه .. نفض يده مبتسم .. وطلع من المكان ..
انقهرت نجمه منه ... قامت من مكانها ماسكه فستانها
وتمشي بطريقه خشنه لاتمت بصله للاناث ..
قابلت ليلى قدامها فصبت جام غضبها عليها
: اخوك .. دمه ثقيل .. وماعنده ذوق .. و غبي ..
ومشت كم خطوه ورجعت لها وكملت : ومايستحي ..
ذهلت ليلى .. من الغضب الهائل في عيون نجمه ..
و شعرت بالفضول .. عن مادار خلف الابواب المغلقه...



**************************


تسرب المعازيم و خف الضغط إلا من الاهل
عمها و خالتها و اولادهم ... وعائله زوجها ..
حاولت ليلى مع نجمه انها تعرف سبب ضيقها لكن كانت مصره على رأيها ..
كانت كاشخص اخذ مقلب للتو ..
مسكت ظهرها بألم وهي تسترخي على السرير ..
ربعت نجمه بفستانها على السرير وفي يدها صحن من كل صنف تحبه ..
ابتسمت لها .. وقالت : لو سعود شافك بيغير رأيه فيك على طول ..
تجهمت وهي تقضم لقمتها : ارجوك .. لاتكلميني في اخوك .. ياني اخذت مقلب فيه ..
ليلى بإهتمام : وليش تقولين كذا ؟
نجمه بحزن : ماادري احس صدمني .. كان في عيونه شيء غريب .
ليلى بحذر: ايش قال لك ؟
نجمه : مافي شي .. لكن ماتوقعت سعود كذا .. ابتسمت وتابعت
: رسمت سعود في خيالي غير ممكن على حكيك انتي .. لكن اظنه معي بصير مختلف .
دخلت سمر وضحكت على شكل نجمه وجلست جنبها ..
: امحق عروسه ... ايش ذا ؟
نجمه بدفاع : مااكلت لقمه واحده من الصبح كله علشان الاستاذ سعود ..
وجهت لها ليلى نظرات معاتبه .. فأكلت قضمه كبيره .. وسكتت .
سمر وهي تشاركها الاكل : صح .. ليلى اخوك ينتظرك ..
قامت بصعوبه .. و قالت : نجمه تبين تمشين معي ...
حركت شفايفها بلا .. فهمت عليها ليلى و مشت ..
واخيرا عم الهدوء المكان ...
دخلت الصاله .. لكن المكان خالي .. شافت باب الحوش مفتوح ..
فطلعت له .. وهي تبتسم ..
كان واقف و يديه في جيبه .. يطالع في السماء وقد برقت فيها نجوم واضحه ..
لم يكن سعود ... .. بثوبه الرمادي .. و الغتره البيضاء ..
ادركت نفسها بخطوه للخلف ... لكنها تجمدت مكانها بإلتفاته سريعه منه ..
تسمرت قدميها .. فبعثت نظراته البرد في جوفها .. فتوالت الارتعاشات ..
حتى شعرت بقدميها تغوصان و تكاد تهويان ..
استدار بكامل جسده .. و الهواء يعبث بطرفه غترته ...
توقف الزمن لحظه عندهما .. اخرسته تلك المشاعر .. وجاءت عكس ما يظن ..
ما الذي قاده الى هنا ؟ اهو الشوق حقا
ام عساه تلك الظنون التي يريد ان يعكسها ...
تأملها وكأن الذي مر عليه دهر ...
كانت بتلك الحله التي يتذكرها بضبابيه صعبه ..
يا الله كم يشتاق إليها ...
ذلك ماصرح به ..قلبه ..
وصعدت به روحه الى فضاء واسع فسيح ..
انهارت الاسوار الوهميه و انخلع الستر بعباءته السوداء الكاذبه ..
وانكشف ماخفي عليه و عظم ان يصرح به ..
وبات شفافآ خاسرآ .. غاضبا من نفسه ..

هبت تلك النسائم لتزحزهما من المكان قليلا .. وليتذكرا ان هناك من يشاركهم خلوتهم
الهواء و القمر والنجوم والليل بأسره ..
ابتعدت بنظراتها بعيدا .. تخاف ان كل تلك القوى قد تنهار بدون حصانه ..
وان عقائد عزمها تنحل الواحده تلو الاخرى ...
وانها على حافه الهاويه حيث لا طائل لها على الصبر ...

خرج صوته من العمق الدافئ : كيف حالك ؟
ابتسمت وهي تهز رأسها بإيجاب .. دون ان تتفوه بكلمه ..
لم يرضه ذلك .. يريد ان يسمع صوتها ...
تنحنح وقال : مبروك ملكه اخوك .. عقبال الزواج ان شاء الله ..
جاوبته : الله يبارك فيك ...
اخذ نفس طويل .. برضى تام عن نفسه ..
قيم ما تلبسه بنظره سريعه .. و سره مارأى .. رغم ان هناك حرق بداخله
بأن احد رأى حسنها قبله ..
ضمت نفسها ... فلاحظ ذلك واتخذها فرصه للاقتراب...
سألها بإهتمام : بردانه ؟
ابتسمت وهي تطالع السماء : الجو بارد شوي ...
اومأ براسه ناحيه : اكيد بتبردين .. وانتي لابسه شيء ..
رفعت حاجبها مدهوشه من كلامه ..فقيمت فستانها بسرعه ..
: وشفيه فستاني ؟
حرك اكتافه بعدم رضى : مافيه شيء ... اقتربي اشوف نوع القماش ..
اقتربت منه وهي تمد طرف القماش ناحيته بسذاجه ...
امتدت يده بإبتسامه ومسكت طرف القماش ... لكن ذلك لم يكن غايته ..
بل هي .. احاط خصرها بيد واحده وقربها منه ..
شهقت بخوف .. و ناظرته بعيون مصدومه ..
لفحت وجهها انفاسه الحاره ... غير مسيطر على نفسه ..
صدريهما يعلو ويهبط في نفس الوقت .. اخفضت ناظريها خجلا وخوفا منه..
إلتفتت حولها وقالت بخوف : مطلق .. ارجوك لايشوفنا احد ..
خرج صوته عميقا .. كأنفاسه الخارجه من جوف بركانه ...
: واذا .. بيقولوا متزوجين .. مشتاقين لبعض ..
سألها بلهفه دفينه وانفاسه قد ألهبت اذنها .. كادت فيها ان تغيب عن الوعي ..
: ما اشتقتي لي ؟

اغمضت عينيها .. لتغفو قليلا في لحظه إثاره المشاعر التي لاتستطيع كبحها
وكيف لا تشتاق إليه ؟ وهي لم تهنئ يوما بالنوم منذ تلك الحادثه البائسه
كيف لاتشتاق إليه ؟ وقلبها يتعذب حتى يكاد يجف من الدماء ..
كيف لاتشتاق إليه ؟ وروحها قد سافرت بعيدا عن جسدها واغتربت في مهجرها ..

فتحت عينيها بذلك البريق الذي يبحر فيه وحده .. وتأملها مطولا ..
كان يستطيع ان يعرف الجواب من تلك النظره ..لكن يريد ان يسمعها ..
لكن خافت ان تتفوه بالحقيقه حتى يرتاح ..فـ هل تجد الامان وراحه البال لاحقا ..
اكتفت بالصمت ..
شعر بالغضب منها ومن صمتها .. كاد يعلنها في وجهها وهي تتهرب منه ..
قال بهدوء حذر : ليلى تذكرين ..الليله اللي جيتي فيها حجرتي .. اعطيتك وعد وقتها ..
ناظرته بحزن وقالت : ايه ...
ارتفعت نظراته بتفكير عميق للسماء وقال
: وعدتك .. اني مااترك ابدا ... وانا دائما اوفي بوعودي ..
شعرت بدمعه ساخنه قد انسلت من عينيها وخطت طريقها بسرعه..
: وهل وعودك تتضمن معاملتي كجاريه في بيتك ؟ وان تهينني دائما .؟ وتعاملني بإحتقار ؟
تجعد وجهه .. لتلك الذكرى ..
فقال مدافعا : انا مااستغني عن املاكي ابدا ومهما كانت الظروف ..
حاولت تتملص من قبضته .. كانت منزعجه و ضائعه .
إلى متى ... املاكه .. قطعه فريده .. ثمينه .. لايستطيع الاهتمام بها الا لكونه تخصه فقط ..
صرخت في وجهه وهي تنفك من حصاره ...
: جيت كل هذي المسافه علشان تذكرني بأني مجرد املاك .. كسياره او عقد زمرد او فله ..
شي تقدر تلمسه كل وقت و تتمتع فيه متجاهل ان عنده مشاعر واحاسيس ..
اخذت نفس طويل لتكمل بعده بحده مكتومه ..
: ليش ما اقدر اعتبرك من املاكي .. ليش ما تقدر تهتم فيني لشخص وتعتبرني مهمه ..
مثلما اعتبرك انا ..
مسحت دموعها بطرف اصبعها وكملت بنحيب مكتوم
: ليش ما تقدر تحبني مثلما حبيتك .. حبيتك بجنون ..
حتى نسيت نفسي معك .. لكنك ماتستحق شي مني ..

طالت انفاسها و انسحق قلبها حتى الحضيض .. ولم يدركه صمته الطويل ..
ادلت بإعترافها .. و شعرت بالاختناق اكثر .. لم يكن شيئا يسيرا ...
فعجبت لامره ... مسحت دموها بسرعه و كادت تنصرف ...
إلا انها احكم قبضته على معصمها ..
قال بغضب : انا مااغير رأيي تحت اي ضغط ياليلى ... انتي لي وبتبقين لي حتى اموت ..
حاولت تدفعه بقبضتين بدأ يصيبها الفتور ...
: لاتقرب مني ...
تمردت بإنفعال .. لاول مره تعلنها للجميع .. للصبر حدود ...
تقصد ان يتحداها ويقف عند رغباتها .. فاقترب منها اكثر ..
زفر بحده : اشوف لسانك طال في غيابي ... شد من قبضته حتى يكاد يحطم معصمها ..
و كمل بغضب جارف : ولا قرب حبيب القلب منك قواك ..
اتسعت حدقتا عينيها .. حتى كادت تلك الشعيرات الدمويه ان تنفجر فيها ....
فدفتعه بقوه .. بكل ماكان فيها .. بكل ماصنعه هو فيها ..
كل قسوته و عذاباته .. تكتلت لتصبح قوه تجابه قوته ..

انتفخ صدره بتلك الانفااس اللاهثه .. وكأن شيء لم يكن ..
شعرت بقلبها يهوي الى القاع ويتحطم الى مئات الاجزاء ..
واصداء سقوطه صراخ عذاب و ألم لاينتهي ..
بالامس .. دفن روحها تحت الظلام .. واخفى بقاياها تحت الثرى ..
لم يسمع دقات قلبها .. واشاح بوجهه عن احساسها ..
و اكتمل يلففها بالصخور ..

اطلقتها في وجهه بكل قوتها : طلقني ..
استدار وناظرها بصدمه . ... ليس من ردها فقط ..
بل من تلك الملامح المتصلبه المشدوده ... القاسيه
وذلك البريق اللامع .. الذي يعميه ..
كانت قوى تشع من عينيها ...
اصرار .. ورغبه جامحه .. وتحدي لايوصف ..
اشتعلت فيها حراره لاتطيقها .. حراره تكاد تحرقها و اياه .
اشاحت بنظراتها و همست بحزم بالغ .. : طلقني ...
وغمرهم الليل في سواد حالك .. عميت الابصار
وتاهت المشاعر في دروبها ..

اغمض عينيه بغضب .. شعر به حتى سرى ألم قاطع بين اسنانه من شده ضغطه عليها ..
وقال بتحذير : ليلى .. ادخلي احسن لك ..
واجهته بعناد : قولها .. وريحني ..
ازداد بركانه ثورة فقال بغلظه : ادخلي ... ولا تختبري صبري ..
صرخت فيه متجرده من خجلها ذاك : قولها .. ماعاد تهمني ..
اقترب منها خطوه غاضبه .. فتعثرت متراجعه للخلف كرده فعل مباغته لم ترغبها
سينهي من عذابها وينتهي على الابد ...
لن يعود ويدور ذاك الامر في رأسه الا في ابشع كوابيسه ...
سيصلب قلبه .. ويرميه في جحيم من التمرد والتعنت الرجولي الذي لايرتخي ..
وليكن مايكن ... و ياصبرك ياقلبي على القادم

: ليلى ... انتي ...

اغمضت عينيها لاستقبال سهامه الغادره تلك ..
ليمتزج الالم ويصبح مكونا رئيسيا مع دمها ..
حتى غدا ..لاتنتظر فرجه النور في حلاكه قلبه ..
ليست نهايه العالم ..نعم ليست نهايته ..
غدا يوم افضل .. سأعيش به او بدونه ..


الجثه الضمأى التي اودعتها
بالامس والوجه الكئيب الشاحب
الان ينفجران نارآ حيه
ويسابق الاعصار روحي الصاخب

ماخلته صخرآ إليك وجيبه
ماخلته صمتآ أليك نشيده
القبر ضج وضاق تحت عواطفي
والطين حولي لن اطيق ركوده
هذا الرماد حذار من اعماقه
فوراءه جمر نسيت رعوده
يامن حسبت النار طينا خامدا
ونسيت اعصار الصبا و خلوده

هذي العيون حذار منها .. انها
خلف الجفون عميقه اغوراها ...
هذا الفؤاد حذار من غفواته
فوراء رقدته الحياة ونارها ...


قصيده " قبر ينفجر " من ديوان " نازك الملائكه "




دمتم بخير
وبالتوفيق للجميع في الاختبارات .. قلبي معاكم
كان الله في عونكم جميع ..
ألقاكم الاربعاء القادم .
.

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ΑĽžαεяαђ ; 19-01-11 الساعة 02:25 PM سبب آخر: تغيير اللون
عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
قديم 19-01-11, 08:56 AM   المشاركة رقم: 408
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164505
المشاركات: 62
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيه الريح85 عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 84

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيه الريح85 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اول شي يعطيكي العافيه حبيبتي بارت روعه بمقدار روعتك وابداعك مطلق فعلا بحر بداخله شي وعلى السطح شي ثاني الى متى هذا التناقض يا اخي تحبها اعترف وخليها ترتاح اما ليلى حبيبتي اظن افضل شي عملتيه هو طلب الطلاق لانو الوضع لايستحمل

كبرياء لك كل المودة والشكر

 
 

 

عرض البوم صور شبيه الريح85   رد مع اقتباس
قديم 19-01-11, 09:10 AM   المشاركة رقم: 409
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ع ــاشقة بلا ح ــبيب


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68444
المشاركات: 1,542
الجنس أنثى
معدل التقييم: Queen of the feeling عضو له عدد لاباس به من النقاطQueen of the feeling عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Queen of the feeling غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Love

 



لم أنا دائماً أعجز عن الرد ..

كل جزء ينزل أحاول الرد عليه ولو بكلمة تعبر عن مدى روعة ماكُتب ..

لكني وقتها أكون متخبطة ... تتصارع داخلي مشاعر أجدتي فعلاً إخراجها ..


لأجد بأني لم أستطع كسر عنفوان القلم .. وأبقى صامتة ..


رائعه كبرياء .. بكل ماتحمله الكلمة من معنى ..

روعة السرد ..الوصف .. البلاغة ..



تبقين بلا منازع أميرة الكلام العذب ...


مطلق : عنفوان رجل .. يقدم الماديات على المعنويات ..

رأي بأم عينيه دليل مادي على الإدانة .. وبالرغم أن مشاعره وقلبه ينكرون ماحدث .. وإن حاول عدم اظهاره ..

إلا أنه يظل رجلاً .. بؤمن بالماديات ...


ليلى :
ذات الحظ المنكسر .. على يقين بأن الدنيا ستصفى لها يوماً .. ولا أريد لها سعادة إلا بمدينة ذلك الـ مطلق ..


أتوقع في ذا البارت إن ليلى حامل .. ووقتها سيكون الرجوع أمراً محتماً .. لأنها لا تريد لإبنها أن يذوق ما ذاقته من كأس الزمن ..


سعود: بقدر حزني عليك .. إلا أني سعيدة لأنك أقترنت بنجمة ..

التواصل والعشرة هيا من يولد الحب ..

لم تجرب الحب بعد ياسعود .. كل ماكنت تشعر به إعجاب وليد لحظة ..


نجمة : شخصية مميزة .. أحببتها .. ننتظر مغامراتك مع سعود :)



ناصر : وتحقق جزء من الحلم ..


عندما قرأت جزئية كشفه لتلك السيارة ومحاولة اكتشاف لغزها .. أيقننت

بأنه في الأجزاء القادمة سيكون له دور كبير .. خاصة فيما يتعلق بقضية ليلى ..


لاأريد وضع توقع لنهاية هذا الجزء ..مازلت على يقين بأن حياة ليلى مع مطلق لن تنتهي نهاية مأساوية ..


كبرياء ننتظرك بكل شووق يامبدعة ..

وإن غابت ردودنا إلا أننا معك وبجوارك ...

 
 

 

عرض البوم صور Queen of the feeling   رد مع اقتباس
قديم 19-01-11, 10:58 AM   المشاركة رقم: 410
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174067
المشاركات: 112
الجنس أنثى
معدل التقييم: mon4n عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mon4n غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

قلبي وقف وربي
بس لا انت حلفت يامطلق حلفت تكفى لااااااااا
حسبي الله عليك فاتن <<<<ببكي من القهر :(

.
.
مبدعة مبدعة مبدعة ربي يحفظك يااارب
ويعطيك الف عافية
وحنى عاذرينك
اصلا البارت ماشاءالله تبارك الله عن 3بارتات
ربي يحفظك
تحياتي

 
 

 

عرض البوم صور mon4n   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء 44 ص127, روايتي الاولى ، مالي اراك عصي الدمع ، شيمتك الصبر ، كبرياء الج ـرح
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t142674.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-04-17 01:15 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ…ط§ ظ„ظٹ ط£ط±ط§ظƒ ط¹طµظٹ ط§ظ„ط¯ظ…ط¹ This thread Refback 02-08-14 02:37 PM


الساعة الآن 11:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية