كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح الخير للجميع ... اعتذر اني نزلت البارت في غير موعده لكني ملتزمه بعمل غدا بيشغلني عن تنزيله
ارجو معذرتكم ...
وملاحظه للمتابعات الجدد بعد الترحيب فيكن عزيزاتي .. موعد تنزيل البارت يوم الاربعاء من كل اسبوع
القاكم ...
البارت الثلاثين ..
شهقت بخوف .. وعلقت نظراتها في صوره مبتسمه ضاحكه ... فأنتقلت مابينه وبين الاخر برجاء وخوف ... وتوسل
ان يقف عند تلك الثانيه ويعود بتعقل ... تعقل من اجله ستهديه حياتها كلها ...
لكنها عرفت ان المصائب بعض الاحيان لاتأتي فرادى ... ففي حالتها جاءتها تواليآ لاتعرف التمهل ولا الشفقه
كانت ومازلت تصارع البقاء من اجله فقط .. فغرقت في اليأس حتى اخمص قدميها ...
غطت فمها بيدها المرتعشه بخوف شل كامل جسدها : اقسم يا مطلق ........
صرخ بعنف : لاتقسمين .. شفت بعيني اثبات كلامك ... الحب والحب والحب ... و انا الزوج المخدوع ..
اقترب بخطوات سريعه ..فتراجعت خطوة للخلف لم ترغب ان تخطوها ...
استشعرت حراره جسده ..و سخونه انفعاله .. حتى ماتراه في عينيه عادة قد اختفى و استحال انه كان موجودآ
من الاساس ...خافت انه يفقد اعصابه و يمد يدها عليه وقتها تضمن انها دقائق حياتها اصبحت معدودة ... او ينهي
حياتها بما لم يكن في الحسبان ...
صرخ بجفاف بهت فيه لون وجهه : هذي خيانه .. ويش تبيني اعرف اكثر من كذا ؟
فـ ختم على كل شيء بكلمه ... طمس بها وجودها وغمرها بالتعاسه والعذاب ... ستعيش مجرده منه ومن الحقيقه ..
مثل ما بدأ معها بقسوه ... .. انهاها بتلك القسوه .. وجردها من روحها النديه لتصبح خواء و فضاء وبعثره هواء
وحمل ثقيل زاد من هلاكها و القى بها في طوفان حياه غادره لاتعرف الرحمه .. او بالاصح قلبه الغادر
الذي لايعرف الرحمه ولا يحمل ولو جزءا يسيرا من حب .. تكدس في قلبها وكله له لاغيره ..
ودعته لاخر مره ... برجاءات وصراخ مكتوم و حلم وأد قبل ان ينفض انفاس الولاده ... ومات كل شيء
على اعتاب الضياع .. واختفت النقوش التي زخرفت بها البدايه ... واندثرت الذكريات ..و فقدت في الضباب .
" خيانه " " خيانه "
تهشمت عند كلمته .. واعتبرتها حد جارف للانهايه ..
قابلت عنفه بهدوء حذر واقتربت : انت تتهمني بشي مالي يد فيه ..
ناظرها بجنون ... رفع المذكرات بيده .. وحذفه على التسريحه بدون اهتمام ..
وتهشمت قطع الزجاج قدامها ... يحمل اجزاء من صوره ضائعه .. محطمه للقادم الغريب ..
بالكاد قدر يخرج انفاسه كالنيران من صدره ..
مايدري يحط حرته فيها و لا في نفسه ...كانت قريبه منه لدرجه الخطر ..
ملامح وجهه المنفعله .. متصلبه .. وعرق في جبينه يكاد ينفجر من شده الغضب ..
وكان الخطر نفسه ... والخوف يلازمها ..
صرخ بغضب شديد : اتهمك .. اتهمك .. الصوره قدامي ويش تبين اكثر ..
" صاحب الحق صوته اعلى " جمله رنت في رأسها ولاتدري عن فاعليتها في مثل حالتها
: اقسم بالله يامطلق .. مالي علاقه فيه ..
تجاهلها وكأنه ابد ماسمعها ... ولم يبالي بقسمها العظيم ..
صرخ في وجهها بحده : ماانسيتيه صح ؟ تكذبين على نفسك ولا علي ..
انتفضت مذعوره وتمنت من اعماق قلبها .. ان نامت ليلتها اليوم بسلام فإنها لن تنسى لحظاتها هذه ..
شمخت ما تبقى لديها من قوه : مطلق .. انت تهين كرامتي ؟ انا معك ..ماعمري فكرت في احد غيرك ..
اقترب منها فتراجعت خطوه للخلف ..حتى ان حراره مشاعره قد شعرت بها قبل ان يلمسها
انتفضت بين يده .. لم تمانع لمساته .. لكنها خافت منه في الواقع ...
لم تكن تلك لمساته المعروفه بل قبضات من حديد ... يحرق بها جلدها ويؤذيها ..
كان يريد منها ان تصرخ ان ترفض الالم .. لكنها زادته سوءا واشعلت ماتبقى من رماد الامس
لكن هو من اصخب جسده بإستنفار جميع الحواس ..
ضرب بقبضه يده على الباب بدون وعي منه .. بل غضب اعمى البصر والبصيره ..
تراجعت للخلف بهلع جمدها ..
شعرت بكل ضربه على الباب فيها هي ...
خافت على هلاكه من نفسه ..
خافت ان الغضب يهشمه بدون رحمه ..
خافت ان يؤذي نفسه بما لايستطيع دواءه غدا..
مسكت كتفه وقالت برجاء: مطلق ... الله يخليك ...
دفعها وناظرها بإحتقار .... شد على اسنانه و قبض على يديه بقوه .. متجاهل نبض الالم الذي تورم في امشاط يده ..
همس بهلاك و قسوه ..: تعتقدين بطريقتك بترك له ... لاوالذي خلقني .. بتعيشين معي مثل الجاريه
وبعلمك كيف تخدعيني مرة ثانيه ..
حاولت تفتح فمها لكن فعلته اخرستها .. امتدت يده بقسوه نحو شعرها وشده حتى كاد ان يقتلعه من جذوره
او فعل وكفى ...
و قال بنبره جافه مافيها رحمة : لاتفتحين فمك .. كرهتك وكرهت كل شيء فيك ... ماابغى احس بوجودك معي
فاهمه .. .. دفعها بقسوه لترتطم بالجدار وانصرف ...
وتركها لنهش الاوهام و طعنات الالم الموجعه التي تباغتها من كل مكان ..
" ادركت تلك المقوله الضائعه في صفحات الكتب ان ساعاتنا في الحب لها أجنحه .. وفي الفرآآآق لها مخالب ... "
ومابقي من العمر اكثر من ما مضى ... واندثر .. في ثواني معدوده تختفي اثر السنون..
في ساعات الفقد والالم يعيش المرء اضعافآ وينحني قوس الحياه بشيخوخه قد هدت حبائل صبره وقوته ..
وهي ضائعه في اللامعقول ... لو كانت تسمع بمثل قصتها ماكانت الا لتخاف ان يحدث لها مثلها وتدعو ربها
أن يبعد عنها الشر والشرور ... لكن كان ماكان وانتهى ..
لكنه بالفعل حدث ...لم تتوقف الدموع و سيل المشاعر المنجرفه .. عدم التصديق مازال ساريآ ولم تفصح عن الحقيقه
تأملت الصوره وقطعتها لاجزاء صغيره بدون تأمل .. اللي شلت نصف عقلها ... كيف وصلت لهنا ؟ ومين ارسلها ؟
صوره سلطان .. اللي عمرها ماشافته إلا بالصدفه ..
لكن كيف جات صوره لغرفه نومي .. ولدفتر مذكراتي بالتحديد ...
شك واهانات و تجريح و قسوة فظيعه ماتصورتها ابدا.. لو حلفت لثلاثه ايام متواصله ما بيصدقها ابدا ..
اجهشت بالبكاء بحرقه .... في زاويه مظلمه .. تجاهلت رنين جوالها .. ونست كل شي حولها ..
ضربت خدها .. بحيره وكلمت نفسها بصوت مسموع ...
والعمل ياليلى ؟ وين اروح ..ياربي رحمتك
ويش اسوي ؟ ياربي ..
حسبي الله ونعم الوكيل ...حسبي الله ونعم الوكيل ..
قامت بسرعه .. فتحت الانور ونفضت سريرها و قلبت الادراج .. خايفه يكون في شي ثاني يفاجئها
تحسست الالم في شعرها .. ومسحت دموعها بإرتعاش .. دارت حول نفسها بضياع ..
وارتعبت من نغمه الجوال ... كانت نجمه تدق ... شكلها عرفت بخطبه سعود ..
لكنها مشلوله عن الكلام ومصدومه من اللي صار وماتقدر تتكلم ..
اخوها في مرحله مهمه في حياته وماتقدر تعكر عليه بمشكلتها .. او بالاحرى مصيبتها
حست بالاختناق ... و وجع كبير في صدرها ... و ماتت عندها رغبتها في الحياة .. بدون ارادة استسلمت ...
هدها التعب حتى استرخت على ارض الغرفه البارده ... كالتي سرت بين جوانحها
الان وانسلت من يدها عناقيد الامل في بلوغ ماكانت تطمح إليه ... و رفعت الرايه للخضوع .
**************************
لم يحتمل البقاء ولم يستطع ان يواصل في المواجهه وهو على الطرف الخاسر ..
تداركته الاماني و لاامل في اللحاق بها وقطف ثمارها .. وفاتته محطات الحياة الرغيده ..
و انصدم في مدى حماقته .. و نسيانه لامر مهم ...
اخذ سيارته و مشى بدون هدى .. مقهور .. و الغضب سيطر عليه ... ضرب المقود بقوه ..
متجاهلا كل نبضات الالم في جسده .. يده التي هد عظامها بضربات متواليه .. ام عزمه الذي مات ..
صرخ بشده .. حتى حس بالالم في حباله الصوتيه ... و رضخ للصمت بعدها وكأن شيئا لم يحدث ..
لأول مرة يشعر برغبه في البكاء بصوت عالي ... ويعبر عن مشاعره بالطريقه الصحيحه ..
كان يظن انها مثل غيرها .. بتقنع في حياتها وتخبي مشاعرها ..و تدعي انها زوجه مخلصه وصادقه
وفي النهايه كانت تخدعه .. و تخفي حبها بين خصائصه هو .. و تحت سقف بيته ..
خدعته بسهوله وهو اغتر بوجودها معه متناسي الحسابات الاخرى ...
... آآآآه يامطلق ..
ارتكبت اكبر غلطه في حياتك .. غلطه انك تعلق حياتك بإمرأه وتعتبرها شيء مهم فيها
لكنها كانت مهمه ؟ شي افتقدته و احتجته ..
ارتوي لما اشوفها وألمسها .. و احس الرضى ..
ارتاح بوجودها قربي ...
اآآه يامطلق .. انت السبب ؟
تخليت عن تماسكك .. و كشفت كل اوراقك لها .. وهزمتك بسهوله
لكن الوقت ماانتهى ..
بتدفع الثمن غالي .. غالي بقدر المهدور ..كرامتي و عزه نفسي كرجل ..
**************************
تلك الليله المشؤؤمه لاتنسى ابدآ ...
كل منهما عاش في كابوسه الخاص بعيد عن الاخر ...
ليلى .. سجينه بريئه لاتملك من الحق سوى الكلمات .. ولاسبيل الى الفرار ..
ليس لديها من الحلول مايكفي إما الرضوخ .. لحياة ذليله توعدها بها ...
او المقاومة تدارك الاخطاء بسرعه وايجاد المسرات ..فكلامها شائكا وصعبآ ...
وعادت لها تلك الكلمات التي حفرت بجلافه داخل قلبها .. يكرهها و سيعتبرها كجاريه ...
كم هو صعب ذلك حقآ ....
طلع الفجر عليهما بعد ليلى طويل مليئ بالارق .. تتغنى فيه الكوابيس و تمرح فيه الهموم بدون قيود ..
هي استيقظت من غيبوبه موت جزئيه بشبح لها .. غير واعيه بنضوج لما حدث ...
وهو متعب على جميع الحواس .. يجلد نفسه بـ سياط مؤلمه .. لايريد ان يفرط في المزيد
ويخسر الان دوره هو ليضع قوانينه كلها ويتدارك حياته ويعيش بإلزام وفق مايريد .. وان انسلت
من بين يديه خيوط القيادة واتسعت فجوه الذل .. ألا ان تمرده يأبى ان ينهار ويسمح لاحد ان يسخر منه مجددآ .
انتظرته في كل دقيقه وكل ثانيه ... و تمني النفس لعله يرجع بعقل اخر لكن كل ساعة تمر .. تثبت شكوكه فيها
لكن كل ساعه مرت عليها .. تموت الاماني ببطء .. و تنخدع اكثر في كل لحظة مرت عليها ..
دخلت خديجه وانبهرت بتعجب على حال الغرفه ... لكنها ما تكلمت غير بالمطلوب مع نظرات الاستهجان الواضحه ..
: مدام .... ماما تقول تعالي افطري معي ..
تنهدت بتعب وبالكاد وقفت .. مالها اي شهيه في الاكل او الشرب او بالاصح حتى للحياة ..
لكن ايمانها يبعثها على الصبر ... هذا ابتلاء وعليها الاحتساب .. و اللجوء الى الله ليفرج عليها همها ...
بتحل مشاكلها بصمت وبدون إثارة ... اذا خرج الموضوع من سيطرتها بتكون المشكله اكبر ..
حست بدوخه .. جلست مباشره فاقتربت خديجه بخوف منها : مدام .. انت في مرض ؟
حاولت ان تبتسم لكن الالم في كل مكان ... و وقت التظاهر صعب عليها
حركت رأسها بلا.. و دفنت وجهها بين يديها وقالت : خلاص .. خديجه روحي انا بغير ملابسي و ألحقك .
مشت خديجه بتمهل وهي تراقب المكان حولها وعلى راسها علامه استفهام كبيره ... قبل ان تقفز من سؤال
ليلى المفاجئ : خديجه .. في احد دخل حجرتي البارحة ؟
بانت ملامح الخوف على خديجه .. وقالت بتوتر : لامدام .. انا مافي يدخل جناح انتي .. والله مدام ...
عضت اصبعها و دارت حول المكان .. بينفجر رأسها من كثر الاسئله
مين اللي تجرأ ودخل حجرتي ..؟
مين غرضه يخرب بيني وبين مطلق ؟
انا متأكده ..هذي صورة حطتها يد قاصدة الخراب ...
انا عادة ما اخرج من البيت ... وهذي انحطت في دفتر مذكراتي .. يعني كل يوم افتحه و اكتب فيه...
سألت خديجه بجديه : فيه احد جاء البارحه عندنا ؟
لما ماسمعت رد من خديجه .. استسلمت وخارت قواها على الكرسي محدثه صوت مزعج والتزمت
الصمت .. لكن خديجه قطعته فجأه : مدام .. هذي فاتن .. يجي امس عند اريام ..
وقتها حست بشيء ينفجر داخل رأسها ..
فاتن و مطلق ..
مابتكون مصادفه .. وجود الصوره في حجرتي .. لاني ماقفلتها مثل العادة ..
هي بدون شك .. هي تعرف كل شيء عني ..
هي الوحيده القاصده تدمر حياتي .. دائما كانت تحاول تخليني اتراجع او تزرع فيني الشكوك ..
>>>مطلق انسان شايف نفسه يعني معتد بنفسه زياده عن
اللزوم يحب يكون هوالافضل دائما والمسيطر و متعلم على كذا
يعني اكيد ما بياخذ واحده مثله تحط راسها براسه .. ..<<<
>>>لاتنسين اننا كنا بحكم المخطوبين ... اظنك تعرفين ؟<<<<
>>>>لا انا مؤمنه بالنصيب ..مثلما باعدك عن سلطان و تزوج واحده غيرك <<<
>>>> اساساً هالمكان المفروض يكون لي .. <<<<
كل كلامها لي وتصرفاتها كانت تثبت انها تطمر الشر لي ..
وتنتظر الفرصه .. كن كيف اعرف بدون ما اظلم احد ...
يارب اعني يارب .. ماابغى اظلمها ...
يارب تعرف اني مظلومه ومالي قوة ...
يارب اانصرني على من اراد بي شرآ ...
حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب ..
حسبي الله ونعم الوكيل ...
سألت خديجه : انتي متأكده انها مادخلت حجرتي ؟
: مدام انا مايعرف كنت في المطبخ ..
: طيب خلاص روحي ..
رغم الحيره .. الا ان الامل موجود .. الامل بالله اكبر دائما ..
و مادام هي على حق ... فلاتخاف لانه لابد من يوم تبان في الحقيقه ...
************************
البارحه .. اعلن للجميع عن صدق قراره ...
و خطب نجمه اخيرا ... او جده خطبها له ..
ما ينكر الفرحه اللي شافها على وجه صالح ..
ابدى ارتياحه مبدئيا .. و اعطى جواب مؤقتا حتى يشوف رأي البنت ..
والمهله بينه وبين نجمه .. وهي بتحدد القرار والحياة القادمه الجديدة ..
كان بيدق على اخته و يخبرها .. لكن اكيد نجمه كفت ووفت ..
دخل سلطان وابتسم مباشره : صباح الخير يالمعرس ...
طالعه سعود بنظره يعني اسكت ...
سلطان : هيه ياابو الشباب اعطنا وجه .. يعني خلاص خطبت وتكبرت علينا ...
سعود : الله ماحلاك وانت ساكت ..
ضحك سلطان : متوتر .. خايف ترفضك ... ماعليك انا ضامن الموافقه ...
سعود : اقول اقلب وجهك ..قال ايش خايف ... إلا افكر الامور زادت تعقيد
احتمال انقل الرياض .. وجدي مصمم الا اتزوج قبل تبدا الدراسه .. وانت شايف ماباقي الكثير ..
سلطان : ما تلاحظ ان جدي معزم على زواجك .. اللي يشوفه يقول هو اللي بيتزوج ...
رد عليه بهدوء : يعتقد ان هذا افضل لي ... يقول انه مو ناقصني شي.. وظيفه و بيت وناقصني الزوجه ..
سلطان : وهو صادق .. ياشيخ اعقلها وتوكل .. بكره او بعده بالكثير يجيك الرد وان شاء الله خير ..
وبعدها ابدا بتجهيزات الزواج ...
ابتسم سعود ومارد عليه وكمل سلطان : وانا خلاص شكلي بودعكم ... ابوي دق علي يقول انه يحتاجني في المعرض ..
سعود : عاد انت تدلع انت ووجهك ... تارك ابوك يحوس لحاله ... يااخي حس بالمسئوليه .
سلطان : يا شيخ
فتره نقاهه ... العمر يخلص والشغل مايخلص .. لكن انا خلاص عزمت بأبدا حياة جديده ..
حتى اني افكر اكمل دراستي ..
سعود : الله يعينك ..
وصله صوت نغمته المخصصه لليلى ...فقام لجواله الموصول بالشاحن ..
: صباحك خير ...
عبس للحظه وسأل بخوف : سلامات يالغاليه ؟ علامه صوتك ؟
هب الاخر .. و اشتغل لديه رادار السمع ليبلغ حاجته ...
تدفق لديه الادرينالين .. لوجودها معه بشكل غير مباشر ..
و عبث به الاحساس بأنه ليست على مايرام .. وشعر بالغضب فجأه لانه غير قادر ..
انتبه لهدوء سعود .. فكان معه في كل صغيره وكبيره وانتبه ان يبحلق في سعود بشكل يثير الشك ..
ادار ظهره وتشاغل بجواله ...
فانفرجت اساريره فجأه بضحكه سعود ..اللي سمعه يردعليها بوضوح
: لا تتوسطين ولاهم يحزنون... يعني بتوافق علي لانها صاحبتك .. ما عليه اخوك قلبه جامد
ما بينهز على رفض بنت ..
: يصل ان شاء الله .. لا ماعندي غير سلطان ..
: خلاص اوكي .. اكلمك بعدين ..
قفل منها و ظل يفكر ... فباغته سلطان بسؤاله : عسى ماشر يا سعود ؟
سعود : لا مافيه الا الخير ... تقول انها تعبانه شوي .. علشان كذا انشغلت عليها ..
تنهد سلطان .. وسأل بدون انتباه : كيف زوجها معها ؟
انتبه سعود لسؤاله المبطن و تدارك الموقف بسرعه .. : مطلق ..رجال يعتمد عليه .. انا واثق فيه
و واثق انه بيسعدها ويريحها ان شاء الله ..
كرر سلطان من وراه : ان شاء الله ..
وتجاهل مطلق .. وتخيل لو انه هو من كان زوجها ماذا سيفعل من اجلها ؟؟؟
***************************
انتفضت بعدما ذكر اسمه ... وكأنه برجعها لنقطه الالم .. واستعجلت في انهاء المكالمه
كانت ستشعر بالخيانه لانه كان قريب منها عبر اخيها وهي لم تحتمل ...
حاولت بشتى الطرق انها تكون عاديه .. وبصوت مريح .. وسعيده ..
لكن اخوها شك في صحه كلامها .. ادعت المرض ..لكي تريحه واخترعت بعض من الاكاذيب
كان يجب ان تكون عاديه .. وتعيش وفق الموجود ..
ان تركن مشكلتها وحياتها الخاصه على جنب وان تتعامل مع حياة الاخرين بطريقه اخرى ..
وبالاخص المقربون لديها...
فليس لهم علاقه بما وقعت فيه .. ولايستحقون ان تقاطعهم او تعاملهم وفقا بمتغيراتها ...
ستضغط على اعصابها وعلى نفسها حتى لاتبين شي من متاعبها ... ستضحي براحه بالها من اجلهم فقط ..
كانت بتدق على نجمه ... لان الحاحها الواضح من خلال عشر مكالمات لم ترد عليها وعلى ثلاث رسائل
تطالبها بالاتصال عليها .. كان يضعها في مأزق حذر ..
لكن قلقها المتزايد على مطلق .. وعدم عودتها اتعبت عقلها وارهقت اعصابها ..
قاربت الساعه على منتصف النهار .. وهو من ليله الامس مارجع للبيت ..
خوفها يتزايد مع كل تجاوز لعقرب الساعه .. حتى انتصفت .. و عاد هو بطريقه عاديه
و كأن شيئا لم يكن ... بدى بحاله مزريه .. عينيه ذابله و محمره تحيط بها هالات من السواد
و ثوبه مجعد بطريقه لم تعتدها في مظهره من قبل ... وخوفها الذي تعاظم من بقع الدم .. ذكرها بأيامها تلك ..
دخل الغرفه ..بهدوء وتناول حقيبه ملابسه تحت انظارها .. وقد تسمرت مكانها
تنفست براحه اخيرا لكن مايفعله امامها يجعلها محتاره .. و خائفه
كانت بتسأله لكن ماقدر صوتها يخرج من عمقه.. إلا مهزوز
: مطلق.. انت بخير؟
مااعطاها رد ..فزادها ذلك ذعرآ ...
كانت بتصرخ فيه ..
يا رجل عد لنقطه التعقل ..
لاتظلمني و تخنقني بشكوكك ...
ليست لي قدره على ان اكون محرومه من مشاعرك ..
سألته بهدوء : مطلق .. ارجوك .. خلينا نتكلم و نفهم بعض .. انا ...
ضرب باب الخزانه بقوه اخافتها و ناظرها باشمئزاز ..
قال : ماقلت لك ماابغى اسمع صوتك ...
مااستسلمت له و قالت برجاء : اقسم بالله يامطلق انا مالي دخل في الصوره ..
اصلا مااعرف كيف وصلت ..
غمض عيونه و همس بكم كلمه وكأنه يطلب الصبر والاحتمال ..
وتكلم ببرود : اسمعي يابنت الناس .. الصبر له حدود .. وانا رجال تحملت الكثير
اصعب شيء على الرجال .. انه يعيش غافل و زوجته تلعب من وراه ..
حست بالظمأ والجفاف فجأه .. وتقطت سبل الامل .. و مارتجته سابقآ اصبح محالا
تحت وقع كلماته و نظره عينيه الصريحه لها بالاتهام ..
همست بألم : انت تظلمني يا مطلق... وربي ماعرفت رجال غيرك في حياتي ...
رمى بأغراضه والتفت لها .. والشرر يطل من عيونه ... واقترب منها
: لاتحلفين .. مابصدقك ..
بكت بصوت مسموع : طيب مادامك ماتصدقني اتركني .. اتركني .. مااقدر اعيش مع شخص يشك فيني ..
ضحك بألم واضح و قال بقسوه واضحه : اترك .. اترك .. هذا اللي تبينه ..تحلمين ...
مثلما قلت لك بتعيشين معي مثل الجاريه... بدفعك الثمن و اخذ حقي منك ببساطه...
صرخت فيه : مالك حق تعاملني كذا ... اذا ماتبيني طلقني ... انا اللي اطلب فرقاك .. ماعاد لي خاطر
اعيش معك ...
اشتدت يده وبهت لون شفايفه .. و ماكان منه كردة فعل ...
إلا ان اصخب الصمت بصفعه احتلت جزء كبير من وجهها
فتهاوت امامه على الارض من شدة الالم .. وقوتها ... و تهدل شعرها على وجهها
لم يكن منه الا ارتعاشات الغضب ... وهي ارتعاشات الخوف والالم و الصدمة ..
والحزن العميق ... حزن على مامضى .. وحزن على القادم ...
لم تعد تشعر بشيء في شق وجهها الايسر .. خدر جعلها تنتفض طالبة اليقظه ..
ولم تدمع عينيها لوهله تستجيب لعقلها .. هل هذا واقع يحدث معي حقا ؟
لن يصدقها .. ولن يكون...
وان فعل .. ففي قلبها مات شيء .. وهو يختنق ..
خرج ببساطه دخوله .. و تركها لأهواء الحياة
قفل الباب خلفه بعصبيه .... و تنهد بقهر .. لم يكن ان يريد ان يعاقبها بتلك السهوله
كان يريد من تعذيبها شي يسيرا بطيئا و متلذذا فيه ..
لكنه لم يشعر بالراحه... و لم يخفف ذلك العبء الثقيل على صدره ..
كل الذي سبق وفكر فيه تبخر .. عن طريقه العيش معها ..
اول خطوه كانت ان ينقل ملابسه كلها للحجره الاخرى .. وان يبتعد عنها بقدر الامكان ..
ان يتجاوز اماكن وجودها و يتركها وحيدة ...
بسط يده التي احمرت من شده صفعته... و قبض عليها بشدة ..
وارهف السمع ... فما وصله إلا الصمت ..
فلم يمنع نفسه من الخوف عليها .. وتأنيب نفسه
وإن كره لحظات شفقته التي لاتستحقها .. فمشى على وخزات ضميره بدون مبالاه .
عاد متصلبا خشنا.. لايقف عند فواصل الرقه والحنان ...
غير ملابسه ... وخرج من البيت ...
فتعقبه الاخر بنظرات الاستفهام .. ولاحقه حتى موقف سيارته ..
مسكه ناصر بصعوبه : مطلق .. انتظر لحظه
ناظره مطلق بنفاذ صبر : خير ياناصر .. ماعندي وقت ..
: وشفيك يارجال .. من البارح متغير .. من ساعه طلعتك وانا انتظر.. وين كنت ؟
تنهد مطلق : ناصر .. انا مو فاضي لك ..
شد ناصر عليه بعصبيه: وشفيك .. موفاضي .. مو فاضي .. كلها كلمه و السلام .. وشفيك يامطلق ؟
يااخي على الاقل ريح بالي .. من البارحه مانمت .. القلق اكل عقلي وفي الاخير تقول مو فاضي
ابتسم مطلق بألم و ربت على كتف صاحبه وقال : يعطيك العافيه ياناصر .. اعذرني ياخوي
عندي مشاكل في الشغل .. طلعتني عن طوري .. اذا لقيت وقت بقعد معك ..
تجاوزه ودخل سيارته بينما ناصر ردعليه : بروح بيتي ..؟
ناظره مطلق بتحذير : احذر تروح ... بيتك يبغى له تنظيف .. .. وناقصه اشياء كثيره..
وسكت لما تذكر قصه سندريللا والحاح ليلى عليها ...
وكمل بصوت اعلى متجاوز صوت المحرك : خليك .. بيننا كلام .. و مشى في طريقه بسرعه ..
مااخفى على ناصر ... ملامح التعب على صاحبه او حتى لغه الهروب الواضحه
في مشكله .. ومشكله ماتخص العمل ابدا ..
انتظر حتى اختفت السياره من قدامه .. ورجع طريقه للملحق ..
قبل يحس بشيء غير طبيعي لاحظه اكثر من مرة ...
و تعدى الامر محض الصدفه ... لابد انه يعالج الامر بنفسه ويهتم فيه ..
*******************************
اخذت لها حمام بارد ... وتركت نفسها تدور في الضياع
تحس وماتحس هذا افضل ...
صلت الظهر ودعت ربها برجاء متواصل انه يفرج همها ..
من صبح ماحطت شي في بطنها .. وماعندها الرغبه في الاكل
عندها مهمه ثانيه ...
تكلم نجمه و تترك الحياه تستمر بطبيعتها ..
تنفست بهدوء ... وابتسمت لعل الكلمات تصطبغ بها .. وتصدق فيها ..
دقت على نجمه التي باغتتها بهجومها الصريح
: ليلى واخيرا ... من البارحه ادق عليك ماتردين .. ليش ماقلتي لي ؟
وليش مارديت على اتصالاتي ؟
ليلى بهدوء : اولا السلام عليكم
: وعليك السلام ... بسرعه تكلمي ..
ليلى: بسم الله نجمه شوي علي .. ماعندي قدرتك في الهذره صراحه
في البدايه اعتذر لاني ماقلت لك .. قلت سعود تعرفونه زين .. وماهو غريب عليكم
و في الاول والاخير .. القرار لك .. وسواء قلت لك او لا فما بيغير حاجه صح ..
نجمه براحه : صراحه.. ماصدقت ساعة قالوا لي ... قلت اكيد ان الحمى اثرت على حاسه السمع عندي ..
و كنت اتمنى انك خبرتيني من قبل ..
ابتسمت ليلى وردت : المهم في كل هذا قرارك انتي ... وثقي تماما اي قرار تاخذينه بكون معك فيه ..
نجمه : يعني اذا رفضت اخوك ماتزعلين ..
ادعت العصبيه : انسي ان لك صاحيه اسمها ليلى..
ضحكوا مع بعض وبعدها قالت نجمه : صراحه سعود .. رجال والنعم فيه .. ماينعاب ..
واكيد قالك عن الموقف اللي صار بيننا .
سألتها ليلى : اي موقف ؟
ضحكت نجمه بخجل : اسفه ياليلى ماقلت لك عنه ... لاني ولله كنت مستحيه من نفسي ..
لكن اسألي اخوك هو بيحكي لك .
ليلى : من صدقك انت ... لا والله طالت وشمخت .. طيب يانجوم تخبين علي .. وانا احكي لك كل شيء..
نجمه : لا والله .. لكن الموقف محرج ..
: مصيري بعرفه ... المهم انتي شو قررت ؟
: اصبري انتي .. خليني اثقل شوي على اخوك .. ويش بيقول عني ؟ مصرقعه على الزواج ..
ضحكت ليلى : ياحبي لك يانجومه .. انتي وين والركاده وين ؟ اخلصي علي واعطيني ردك ؟
:بتسمعينه من اخوك .. وضحكت بخجل
عرفت ليلى عن موافقتها .. ماخفى عليها اعجاب نجمه في سعود من قبل .. ولها الحق
مو لانه اخوها .. لكنه بالفعل الرجل المناسب واللي تتمناه كل بنت ..
: . ان شاء الله ..ربي يكتب لكم الخير والسعاده ..
انتهى الاتصال .. وارتاحت مبدئيا .. مع ان فرحتها ناقصه إلا انها حست بالسعاده لاخوها
رمت جوالها على جنب .. و ضغطت على عيونها تمنع رغبه في البكاء ..
مع تلك الوخزات المتنمله في وجهها .. و الالم الموجع في قلبها ..
تحسه وتدركه .. وليتها تضع يدها عليه وتطمسه و للابد لترتاح ...
تناولتها المشاعر و اخذ كل واحده منها طرف محايد ..
مابين الخوف والالم والضياع .. والحزن ان تفقده ليس سواه
سيهون الالم كله في جوفها .. بعودتها الى دفء حضنه ..
دمعت عينيها .. ليس استجابه للالم الجسدي او النفسي الذي تمر به
بل لمجرد الفكره بأنها ..ستفقده .. وتفقد اجزائه الصغيره المبهجه ..
اه يا قلبي الكسير .. لماذا وقعت في غرامه ؟
لما لم تنبض بعيدا عن حدود حبه وتكتفي بالحياه وحيدا ؟
لماذا ارغمتني على ايجاده وملأه في مساحات حياتي الشاسعه
لماذا هو ؟ من يحفر في قلبي شغفا وحبا و ألما كبيرا..
اواه ياقلبه الجامد ...
بثثت شكواي إليه .. فذاب الجليد ..
واشفق الصخر علي .. ولان الحديد
إلاهو .. متحجر .. لايقيس سوى نبضاته
ضممـتـك حتى قلت نـاري قد انطـفت فـلـم تـطـفَ نـيـرانـي وزيـد وقـودهـــــــــا.
لهثت انفاسها بدعاء خالص على الذي لاتخفى عليه صغائر الامور ..
متوكله عليه وصابره .. من يفتح لها من جوف الظلمه باب من نور ..
و يختصر لها المسافات بـ كن فسيكون ..
لله ابــشــكــي (حــيــرتــي ) لله رب الـعـالـمــيــن
وامــد لــه كـفـي (دعـــا) يـــالله عـفــوك ياجـلـيـل
يامنتـهـى (الشـكـوى) إلـــه العـابـديـن الصـابـريـن
يـالله (عونك0فزعتـك) همـي عـلـى قلـبـي ثقـيـل
*************************
مرت الايام سريعا... وغابوا الجميع في غمره ساعاته و دقائقه ..
متخفين عن الجميع .. بأشياءهم العاديه الممتلئه .. و في دواخلهم صراخ يتردد صداه في الفراغ
هو قضى لياليه متجابها مع النوم لعله يغرقه في سبات طويل ..
اعتزل حجرته و ابتعد عنها .. وان بحثت عينيه عنها ..
وهي لاتريد الاستيقاظ من نومها ..
عادت الحياة تسير بركاده ممله غير طبيعيه .. ولا لون لها ..
ماعادت تطاق ابدا ..
اصبحا يتجنبان بعضيهما كالغرباء .. لايتصادفان وان فعلا فإنهما يتجنبان بعضهما كالصرعى .
هي اهملت روحها و جسدها ... حتى اصبح للناظر جسدا خاويه بدون روح ..
في غيابه .. تملأ فراغه بحاجاته .. .. تقضي وقتها في اسعاد نفسها بالاهتمام به او تعذيبها
تتلوى جائعه محرومه منه ... لا ليل يحاصرها النوم فيه متوسده الراحه .. إلا وتحتضن مخدته
تعبء فراغه وتبكي ضياعه بشوق ..
رتبت فراشه .. و اخذت ملابسه ... و ملأت انفاسها برائحه عطره ..
لا متعه في ذلك .. إلارغبه في العذاب .. عذاب يسعدها ...
لاتنكر اشتياقها له .. فهو جزء من ذلك العقاب الذي يسحقها به ..
اصطدمت بوجهه القاسي فتيبس حلقها ..
هاجمها كالعاده : ماقلت لك من قبل لاتدخلين حجرتي ... اتركي اغراضي لحالها اظن في خدامه ..
ردت بهدوء : كنت بنظفها ..
رفع حاجبه بقسوه وكمل : ولا اقولك .. كملي شغلك .. لانه مافيه فرق بينك وبينها ...
لم يتوانى في جرحها وهو الذي يقرأ بسهوله دلالات الالم الواضحه على وجهها و يرتجي بعدها الراحه
ليبدآ مجداا وينال منها بشتى الطرق ...
غامت عينيها ... و انجرحت روحها من جديد .. وادركت انه لافائده ..
لا فائده .. لا فائده ..
ذلك الجوع امتلأ بالهراء .. هراء مشاعر لامعنى لها لديه ..
وان اليأس قد ادركها وهي تدعي ان بصيص الامل قريب ..
مس قلبها ومزق تلك العاطفه ...
لن تحتمله ابدا .. ولن تعيش فيه ..
ذلك الالم تحول لرغبه جسديه يجب ان تخرجها ..
رمت بملابسه رغبه منها في الهروب ... لكنه ادركها .. بقبضته القويه على يدها ..
مستشعرا بروده يديها و ارتعاشتها ... لكن رغم كل هذا .. تجاهل و مضى في تجريحه لها
: زعلت .. وليش الزعل ؟ هذا وضعك الطبيعي ؟
ماقدرت تطل في عيونه .. لم تعد لها الرغبه المطلقه ..
همست بصعوبه : خليني اروح ...
رد بحده مظهرا حقده : تعودي على وضعك من اليوم ...
ابتسم لملامح الالم .. و حرر يدها .. فانطلقت من قدامه بسرعه ودخلت الحمام ..
ذلك الصراع النفسي غرس اشواكه في جسدها وانتهك عافيتها بسهوله قصوى ...
معدتها بدأت تقلب عليها وهي فارغه .. لكن الالم وجد طريقه .. حول رغباتها الى صرخات عذاب ..
وصلت لاسماعه فاقترب من الحمام .. تتنازع لديه الرغبات بين المضي والتجاهل ..
مابين كل شهقاتها .. صرخه ألم يتلوى فيه جسدها .. و تقفزالدمع من عينيها ..
وتبكي بصدق ..لانها وحيده .. وحيده ..
جلست على ارض الحمام البارده ... واجهشت بالبكاء .. قدره لم تعد تحتملها بمفردها ..
تنهد بتعب وهو ملاصق لباب الحمام ... عدم الرضى عن مايقوله او يفعله
لكنه بهذا يشبع رغبته في الانتقام منها ... ولايتذوق منها سوى المرارة..
فداس على نداءات قلبه وتجاهلها ...
و مضى في عقابه .. غايته ان يغرس مديه الخداع في قلبها ويجرحها حتى تكره حياتها ..
ففعلتها ليست هينه .. ولن ينساها ابدا ... فذلك شرخ في كيان رجولته .. يترك اثارا لاتمحى ..
****************************
ابتدأت الاستعدادات للمدرسه ... الجميع انتفض بعد شهور الاجازه والراحه ..
و تداركوا نزف الوقت بإعداد العدة والاستعداد ...
ليلى .. وفقدت تلك الرغبه في اكمال دراستها .. لكنها رغم ذلك واصلت.. قبولها كمنتسبه
جعلها تتحفز لمواصله امالها .. وان اجحفتها الظروف ...
و شغلت نفسها بالقادم ... اخوها واستعداده للزواج .. و انشغالها مع نجمه في الاعداد ..
بعدما صار الامر علني ... وتم التحديد .. اصبح لابد من التفرغ ..
دخلت سمر بعدما مشوار طويل في السوق وارتاحت على الكنبه جنب امها
: والله انهد حيلي ... كلما قلت خلصت .. تطلع لي حاجه جديده ..
ام مطلق : والله من حبكن للسوق .. الود ودك انتي واختك لو تعيشين فيه ..
ابتسمت سمر للفكره ..وقالت : ياليته صدق .. ويش رايك ياليلى ؟
ناظرتها ليلى بإستفهام .. لانها ماسمعت الكلام ..
فسألتها سمر : سلامات ياليلى.. احسك متغيره هالايام ؟
ليلى بنظره لخالتها ولسمر : مافيني الا العافيه .. ويش كنتي تقولين ..
سمر : كنت اقول لواني اعيش في السوق ؟
ابتسمت ليلى : وانتي ناقصه ..تزيدين هبال ..
ضحكت سمر بإستخفاف .. وقالت : بايخه ..
تجاهلتها ليلى و بعده ابتسمت وهي تقول : صحيح ماقلت لكم ان اخوي سعود خطب ... و ملكته
ان شاء الله بعد اسبوعين ..
شهقت سمر بعدم تصديق : تتكلمين جد .. مين اخذ ؟ الله يسامحك ياليلى انا ماقلت لك احجزيه لي
جاتها ضربه من امها : عن قله الحياء .. و كلمت ليلى بإبتسامه : بالمبارك يايمه ..ربي يتمم عليكم ان شاء الله
: يبارك في عمرك يالغاليه ...
سألتها سمر ويدها على مكان الضربه : ومين المنحوسه اللي اخذها ؟
: نجمه ..
سمر : نجمه ماغيرها ؟ ياحبي لها .. اجل تستاهل ؟ الف مبروك ان شاء الله ..
لكن ياليتك قلتي لنا قبل شهر على الاقل علشان نجهز انفسنا ..
ضحكت ليلى : اووف ياشهر .. الموضوع كله ماله اسبوع ..
سمر : وليش العجله ياحافظ ؟
ليلى : خير البر عاجله ..
دخلت اريام فطالعتها ليلى بسرعه .. وحست بالنقمه منها ...
جلست اريام وسألت : ويش السالفه ؟
سمر : تدرين ان سعود اخو ليلى.. بيتزوج قريب
اريام : صدق . .. مبروك
كملت سمر بلهفه : وبياخذ نجمه ..صديقه ليلى الروح بالروح ..
اريام : حلو .. يعني بيكونون قريبين منك ...
ارخت ليلى ظهرها ..لاحساسها بالالم فجأه .. و قالت : ان شاء الله ..
تأملتها اريام .. و كأن شيء ما واضح ومقروء في وجهها
لكنها تجاهلتها رغم ذلك ...
كان البقاء معهم .. جهدآ بالغ .. يأخذ منها طاقه هائله .. معهم جسدا خاويه تنصاع
لتلك اللحظات مجبره و لاتستدير الى نفسها إلا اذا انفردت بها و بقيت وحيده ...
دخلت المطبخ .. بعدما انفضت تلك الجلسات البارده ..
تأملت كوب الماء .. قبل ان تشربه دفعه واحده .. فهو ما يسكت جوعها في الايام الماضيه
تبعتها اريام .. و ادعت انشغالها ..
سألتها : تمشين معي السوق ؟ بما ان ملكه اخوك قريب قلت اكيد تحتاجين شي ؟
ناظرتها بإستغراب لكنها ماقدرت تتفاعل مع سؤالها
فردت ببرود : مالي خلق اروح اي مكان صراحه .. حاسه اني تعبانه ..
جلست اريام مقابلها : واضح عليك .. .. تنهدت و سألت بهدوء : ليلى ممكن اسألك سؤال بصراحه
بما اني مااحب اللف والدوران ... انتي ومطلق بينكم مشكله ؟
رفعت ليلى راسها لها و بدت مهتمه بمنحى الكلام ...
ادعت بكذب : لا .. ليش تسألين ؟
ابتسمت : ماادري احسكم متغيرين بالمره... مطلق صار معصب ومشغول كثير ويقضي اوقات طويله برى ..
وانتي ... وانتي حالك مقلوب ...
: عادي .. الحياة الزوجيه كذا .. مافيه اثنين مرتاحين في الدنيا لابد من المشاكل ...
ابتسمت اريام وقالت وهي توقف : حتى ولو كان فيه .. ماكنت بتقولين لي صح ؟
جاوبتها ليلى بدون تردد : صحيح ..
كان في اتصال في العيون ... وهجوم واضح من طرف ليلى ... كانت في داخلها تحمل اللوم عليها ..
جزء كبير من اسرارها الخاصه ... قد سربته للغير .. وهذه تجاوزات لاترضاها ابدا...
طلعت اريام وبقيت هي مكانها ... تقول لاحظت انه معصب و مشغول .. يعني الامور واضحه
للجميع ...
طيب الى متى يا ليلى ؟
الحال ما تطمن ولاترضي احد ؟
بتبقين وحدك الى متى ؟ مافيه احد يقف جنبك ويساندك في مشاكلك ؟
مهما يكن .. لا تتوقعين ان الحال يستمر ؟
بكره يتغير .... هو حتى الحين يتحملك بإعتبارك خدامه له ..
الى متى بترضين بالذل لنفسك علشان ترضين غيرك ..
ريحت راسها بين يديها ... و فكرت لو لجأت لامها كيف بتكون رده فعلها ..
لو تشكي لها همها كيف بتحتضنها ..
لو تقول يمه مالي معه في الصبر حيله ...
يايمه .. ابتليت في الحياه ببليه مالي فيها يد ..
و مالي فيها لا حول ولا قوه
ويش اسوي يايمه ؟
اتحمل الى متى ؟ ولمين يايمه ؟
لاتقولين اصبري ... وتحملي .. طبع حواء الحنون ..
لاتقولي .. يابخت من نام مظلوم ..
والله يمه .. زاد حالي سوء وقاربت المنون ..
صعب يمه احساس الظلم .. واني اكون مظلوم
يمه ابي اسألك .. وين انا ؟ وين كنا ووين صرنا ؟
يمه .. وين حضنك وقت ادوره بلهفه
يمه .. وين القاك مني ..
يمه .. بنتك ضايعه في دنيا ماتدري كيف ترضيها
يمه .. الحقيني قبل تاخذني في غمضه عين ...
رجعت بلمسات على كتفها ... لم تنتبه لنفسها او تدرك انها تبكي بدون احساس
ارتاحت ان خديجه الوحيده اللي شافتها .. كانت مرتاعه المسكينه وواضح عليها
سألت بشفقه : مدام .. انتي تعبان ؟
ابتسمت ليلى ومسحت دموعها بسرعه وقالت : شوي ياخديجه... راسي مصدع ..
خديجه : خلاص مدام .. انتي روحي ارتاحي .. انا يجيب حبه صداع و مويه ..
: يعطيك العافيه .. مايحتاج خلاص .. توي اخذت لي حبه ..
وقفت ومشت مثل المسيره لغرفتها...
نامت على سريرها مدثره بأحزانها ...
تساوم نفسها على الصبر والتحمل ..
لكن ثقافه التفاؤل .. تفرض علينا نعيش بتوازن كأن نبسط كفوفنا او نقبضها بشده ..
تلك الفرضيات التي تفتح في العقل افاق اخرى ..
من تزرع في انفسنا روحا جديده نشطه ..
لايأتي شيئا بمحض المصادفه او عبثا ..
ايمان .. ينعش الجسد و يجدد الروح ..
غدا .. يوم جديد .. لابد فيه تطلع الشمس ..
لابد يضيء الكون .. و تفرح في يوم ..
وتضحك من قلبها ..و تنزاح الغمه عن حياتها وتعيش مرتاحه ..
ابتسمت .. لتخيلاتها التي رسمتها لنفسها ..
متفائله بغد اجمل ... نعم غدا اجمل ..
فتح الباب عنوه ... ولم تعود الى الواقع .. تعرف انه عاد ليجعلها متعذبه ..
عاد مجددا لموعد العقاب .. كما حدده هو ...
سترد له الدين .. ستكون هي الافضل ..
إلتفتت له بإبتسامه ... فلم تخفى عليه تجهمه العميق
لن تسلم من صراعاته الدائمه ..
ولن ترتاح من صراعها مابينها وبين نفسها ...
ارتد على نفسه .. وازداد غضبا ..
منها ..لابتساماتها و ماسببها؟
تبدو مختلفه .. مرتاحه ومتقبله الوضع ...
ومن نفسه .. لانه اشتاق لها وإلى رسم الابتسامه الجميله التي تكون على وجهها
وتشرق لها محياها ...
ترك الباب مفتوح ... وجلس على الكنبه بعد ما شغل التلفزيون ومع الثواني ارتفع صوته
وكأنه يصارع افكاره ان تهدأ ... متشاغل بأوضاع سياسيه لا تنتهي ..
جلست وراقبته بهدوء ...
اشواط طويله تفرق بها عنه ... ويبتعدون فيها عن بعض ...
آآآآه ياطول المسافه ..
ويا بعد الطريق ..
الدروب اللي جمعتنا ليه ضاقت ؟
وليه قلوبنا صارت تخاف ؟
والسبب صوره .. صوره احرقت كل شيء جميل بينهما ...
كان الحنين إليه من يجعلها حزينه . ...
وقفت على اعتاب بابه بدون ان تطرقه .. لانها تعرف الجواب مسبقآ ..
ماتلومه .. ولا تزيد من عتابه شي ..
حال ابن ادم .. ماتنكرها عليه ..
تعذرت له .. وانتظرت الفرج ..
"الحنين"
اللي وقف بي عند بابك ..
اشبع اشيائي غرابه ..!
كيف تقدر ..؟
تبعد بلحظات عني ..؟!
وتملى اشيائي كآبه ..
طال صبره و تململ مكانه ... تذكر ناصر وانه طول اليوم مشغول عنه ...
قام بعدما غيرملابسه ... لكن سبقته قبل يطلع ونادته برقه
مااستجاب لها ..
قالت بهدوء : ودي اتكلم معك ؟
رفع يده بإهمال وقال : مو فاضي لك ..
رفعت رأسها و قالت بعزم : لو صار ولقيت صوره معك ؟ ويش بتكون رده فعلي ؟
رفع يده بعنجهيه : لا تقارنين ...
ابتسمت بألم : وليش ؟ لانك رجل ؟ انا في حالتي خيانه وفي حالتك حق من حقوقك ...
طالعها بإستنكار .. مع الحاح للانتقام ..
ابتسم هذه المره وببرود لانه استطاع ان يرى نقطه ضعفها :
: لاتتكلمي عن حقوقي ... بتتعبين ؟ ..
كملت بنفس القوه : وانت في مثل حالتي .. لاتتكلم عن حقوقي بتضيع فيها يامطلق ..
لم يفهم ماتعنيه بالضبط .. كانت بذلك تريد ان تساومه وتجرحه
لكنها خائفه مرتعده تدعي الثبات والقوه ..
اقترب وهمس : مافي مقارنه ... بيدي من بكره اتزوج عليك .. لكن انتي تحتاجين مني كلمه .. كلمه واحده
ارتعشت لتمتعه في تعذيبها ... و لنطق الانتقام في عينيه
يساومها على راحه بالها ..يريد ان يزعجها بشتى الطرق ..
ماخفى عليه ملامح الغضب والرغبه الشديده في البكاء ..
انطفى شيئا داخله واشعر بقليل من الرضا ..
ليلى : بتكون فاتن اكيد ؟؟
قال بسخريه : ممكن ...
وخرج بشكل عادي ... تنفست بصعوبه لتجاهله ..
ستأكلها الغيره حتما .. لن تهنئ بشيء بعدها
و وبخت نفسها لمضيها في مثل هذه المحادثه الكريهه .
لم تأتي بفائده منها سوى تعكير مزاجها ااكثر .. وخوفها من ما لاتعلمه ولا تتوقعه منه ..
وبخ نفسه على الاستمرار في التجاااهل ؟ و تستر بالغربه دواء غير شافي لكن مخففا للالم ...
دخل عند صاحبه ...رغبه في الهروب والتفكير بدون انقطاع ..
قابله ناصر اثناء خروجه من المطبخ و قد بدا متعافيا ..: هلا والله بالقاطع ..
مارد عليه .. جلس بتثاقل و غاب في التفكير
لاحظ ناصر عليه شروده واستشعر الالم على ملامح وجهه فسأله : في مشكله ..
هز رأسه بلا .. وضغط على عيونه بتعب واضح ..
لما لاحظ الصعوبه الواضحه في عدم قدرته على الكلام .. إلتزم الصمت ..
لكن وقتها تكلم مطلق : لا تسكت .. تكلم ..
ناصر : ويش تبيني اقول ..
: قول اي شي .. لاتسكت ..
ابتسم ناصر وقال : خلاص .. احكي لك قصه سندريللا ..
غمض عيونه بقوه رغبه في النسيان والاختفاء ...
وصرخ عقله داخل رأسه.. لا ارجوك .. مابي شي يذكرني فيها
مابي صورتها و لحظات شقاوتها معي ..
مابي اذكرها بشي ... بالكاد انسى اللي تمر من قدامي ..
كل شي حولي يذكرني فيها ..
لاتعذبني يارفيقي ..
تنهد بتعب وقال بإستسلام : احكي لي قصه تحكي عن الخيانه ..
ضحك بمراره وكمل : مافيه قصه تعرفها كذا صح .. تعتقد انت ... لكن انا اعرفها ...
تأمله ناصر بصمت وبعدها قال بتحكم : طيب اسمعها ؟
ناظره مطلق بحده : ما بتعجبك .. انا متأاكد ..
مال ناحيته و شابك اصابعه وقال بتفهم : لا عادي .. هي راحت ولا جات قصه ..
يعني بدايتها ... كان يامكان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان ..كان فيــ .....
كمل مطلق بصعوبه : زوج مخدوع .. ظن انه يعرف كل شي في الحياه .. ملك اللي يبيه.. لكنه كان يدور على شي
مفقود ماعمره حس بوجوده ... ولما امتلكه تغيرت حياته ... وتغير هو ... وبعدها انقلبت الموازيين ..
ضحك بقوه ...حتى نضحت عيونه بالدموع ...
دموع رجل قهرته الظروف ... ظن انه يوم لن تنال منه ابدا
دموع لاتبلغ غايه قصوى من الضحك وعدم التماسك ..
دموع شعر بحاجه لذرفها تحت اي سبب ..
كسرت شوكته الحياه و مرغت كرامته في تراب الخيانه...
سلبت اعتزازه بنفسه و محت شخصيته و بات مجردا من كل شيء...
تامله ناصر ووعى على مشكله خطيره قد وقع فيه صاحبه ..
ماحب يتدخل اكثر .. الامر واضح
قطع ضحكاته بستار من الجلاده فجأه وقال : ودي اسافر يا ناصر ؟
سأله ناصر : وين بتروح ؟
جاوبه بدون مبالاه : اي مكان ..
صمتوا لفتره .. وبعدها سأله ناصر بوضوح : بتحكي لي عن مشكلتك ؟
ابتسم مطلق : لا تعتبرني مريض عندك .. وتقعد تستجوبني .
رد ناصر له الابتسامه : افا يامطلق .. انت مريض .. والله انك عن اكدع دكتور.. لكن ملاحظ عليك انك تعبان ؟
تنهد بإرهاق ورفع رأسه للسقف : والله تعبان .. تعبان .. حاس بروحي بتخرج من جسمي ..
: لهذه الدرجه ؟ طيب قول لي ؟
: انتهى كل شي يا ناصر ..
جاوبه ناصر بجديه : مافي شي ينتهي كذا ..ببساطه ..
ابتسم مطلق و استلقى على الكنبه وقال بنعاس : اظن ان زواجي اكبر مقلب اكلته في حياتي ..
تأكد ناصر من صحه افتراضه انه يعاني مشكله في زواجه ..
ناصر : لكن انا اشوف ان الزواج احلى شيء صار لك ..
طالعه مطلق بدون مبالاه : لا تغرك المظاهر ..
ناصر بإبتسامه : الا معك .. المظاهر لها معاني ثانيه ..
: لا تهتم ..
هز رأسه بتجاوب و سأله : مطلق .. كان في شيء ودي اقوله لك ؟
انتظررده ولما لاحظ عليه سكوته الطويل .. طالعه
ولاحظ انتظام انفاسه .. نايم بهدوء
و كأنه ما صدق تطبق جفونه وينام ..
يهرب من كل شيء .. بالنوم .
الى الملتقى الاربعاء القادم ان شاء الله
دمتم بخير
|