كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مراحب بأحلى اعضاء ...
شكرا من الاعماق لتواصلكم الصادق معي ...
سرتني العوده لالقاكم مجددا ...
اعرف اني مقصره في حقكم ... ارجو ان تعذروني فالايام القادمه بتكون افضل بمشيئه الله ..
وهذا البارت لعيونكم
القاكم بخير
البارت السابع والعشرون :
تجمعت الدماء في وجهها وتقلصت اطرافها .. احساس بفرقعه هائله داخلها ...
كان بودها تخرب عليهم وقفتهم السخيفه لكن اعصابها فاتره لدرجه عدم الانضباط ..
خافت انها تعطيه صوره بأنها مهتمه فيه ...رجعت لجناحها .. قفلت الباب بقسوه تعبر عن مشاعرها المحتده ..
مشت بتوتر .. سمعت صوت المحرك .. تنفست ..اكيد مشى .. انتبهت لجواله في يدها ..
طالعته بقهر ..كان ودها تطلع حرتها في شيء يخصه على الاقل ..قفلته ورمته على السرير بإهمال ..
تأملت شكلها في المرايه ... عرق نابض في جبينها يظهر للعلن ... وعينيها ااكثر عمقاً ...ووضوحا
تأففت بقهر .. وتساءلت فاتن هذي ماتستحي بالفعل .. طيب هي ما عندها اخلاق ..
السيد واقف قبالها وماباقي الا ياخذ صوره لها ... على الاقل يحترم هيبته ..لا مو هيبته الا شيبته
يحسب نفسه ولد عشرين ..
طيب عادي وشفيك زودتيها .. هم اقرباء و اكيد يسلمون على بعض ..
يسلمون على بعض !!! سلامات يا ليلى واللي يسلم يوقفون الوقفه المريبه هذي
اه ياقلبي .. وشفيك اهدأ ..
تنهدت ..بأسى و نيران داخلها متأججه السنتها وجه فاتن الضاحك المستفز ...
فتحت دولابها تدور على شيء ضائع ... او يتهيأ لها انه في شيء ضائع ..
رجعت لها صوره ... فاتن ببهرجتها الدائمه و تغنجها السخيف .. فعضت شفايفها حتى كادت تقطعها من شده الغيظ ..
كل افكارها انحصرت .. .. لكن مااستطاعت تعلن انهزاميتها بسرعه .. او تسمح لاحد انها يسلب منها شيء
في قعر دارها . . .. نزلت فستانها بقهر ورمته بإهمال طرف السرير ولبست بيجاما حريريه .. و اندست في سريرها ..
تحاول انها تنام .. تحركت بإنزعاج واسدلت الستائر المخمليه ...لعل النوم يداعب اجفانها ..
جلست بإنزعاج وشدت شعرها بتوتر .. وسألت نفسها فاتن ويش جابها من الصبح ..
عندها شيء اكيد .. الذيب مايهرول عبث .. حسبي الله فيك يا فاتن ..
قامت بسرعه وفتحت خزانتها اخذت لها بنطلون جينز و بلوزه بنفسجيه ضيقه في رسم غجريه بلون ذهبي ..
ونزلت تحت رغم انها ماتدري كيف تقابل فاتن اذا شافت وجهها ...لكن لابد انها ما تبين انها شافتهم ..
كان صوت ضحك عالي من الصاله .. ميزه ضحكه فاتن الرنانه ... حاولت تكون عاديه فابتسمت بتصنع
كانت اريام وفاتن قاعدين يفطرون مع بعض .. اتكت على الداربزين : صباح الخير
ابتسمت فاتن بدلال و رفرفت بعيونها وقالت بصوت اشبه بالهمس : صباح الخير ... ليلى كنت احسب انك في سابع نومه
مرت من جنبهم وقالت : حساباتك خطأ ... ...
حاولت انها تهاجم في فرائسها قبل ما تدافع ..عضت شفاتها لما لاحظت ابتسامه فاتن ..
اريام : ليلى ..فتون عازمتنا عندهم الليله .. ويش رايك تمشين معنا ؟
ليلى بإقتضاب : والمناسبه ؟
فاتن بدلع : بدون مناسبه... جمعه بنات ..
طنشت كلامها ودخلت المطبخ ..شربت ماء بارد تطفي النار الحاميه ..
ولما خرجت .. ماكان موجود الا فاتن ... : ها ياليلى شو رايك ..؟
ليلى بدون اهتمام : رغم اني مااحب اختلط بناس مااعرفهم الا اني بشوف مطلق .
ضحكت فاتن وقالت بغنج مستفز : مطلق مابيقولك لا وانا متأكده ..
بلعت ريقها بصعوبه وقالت : ماشاء الله متأكده..
رفعت يدها بإدعاء وقالت : انا اعرف مطلق .. يعني بحكم اننا اقارب وكمان....
اشتدت اطرفها قسوه ...ارخت نفسها على الجدار خلفها وقالت بصوت جاهدت انه يكون طبيعي .
: وكمان واثقه .....؟؟؟
طالعتها فاتن بتحدي هالمره وبصراحه : لاتنسين اننا كنا بحكم المخطوبين ... اظنك تعرفين ؟
تفرستها ليلى بقهر كان ودها تصفعها لكنها سألتها : مااعرف ابدا .. لكن بما انكم كنتم مخطوبين ليش ماتزوجتم
ليش غير مطلق رايه في اخر لحظه ... لازم كان عنده اسباب ..
انزعجت فاتن من نبره ليلى المتهكمه لكنها ردت عليها : النصيب
ضحكت ليلى وقالت : ماكنت اظن ان النصيب من ضمن قاموسك ..
فمشت متجاهله نظراتها المخترقه .. : لا انا مؤمنه بالنصيب ..مثلما باعدك عن سلطان و تزوج واحده غيرك ..
ليلى بإستفهام وذهول : سلطان تزوج ..
نزلت اريام في نفس اللحظه و انتبهت للمعركه الصامته بين الثنتين ..
فاتن بهدوء مريب : اكيد قالوا لك انه خطب بنت خاله ريهام .. ماقالت لك اريام ..
ناظرت اريام بدهشه و طلعت الدرج بدون كلمه ... ماكان في بالها سلطان او زواجه اصلا مصيره متزوج
ليش بيموت شهيد قصه حب ماكتب لها البدايه علشان تنتهي ...
لكن المسأله تخص سعود المقدم على خطبه ريهام ... الحين كل الامور تنصب لمصلحه ريهام وسعود بيدخل بالعرض
حست بالراحه والالم في نفس اللحظه ... يعني ان اخوها كل عزمه في الزواج بيتحطم ..واكيد بيؤثر على نفسيته
لانه هو اللي اختارها بمحض ارادته ...
تجهمت في وجه افكارها .. الحين فاتن ايش دراها بسلطان انه خطبني .. اكيد اريام قالت لها بما انها صاحبه
ريهام المقربه ... تنهدت وكأنها في مأزق لازم تخرج منه بأسرع وقت .. احساس انهال على اعصابها وكأنها
رجعت لنقطه الصفر .. ذكرى اليوم نفسه الذي زارتها فيه ريهام وابلغتها بأنها تحب سلطان ..
صحيح طالت المده و لكنها نالت مرادها ..
جلست على سريرها بتعب ... حاسه بنفسها ضعيفه ومرهقه من التفكير و الاكثر عناء هي فاتن
تقول كانوا مخطوبين .. ؟ ليش عندها امل ترجع له .. يحبون بعض لدرجه انهم ما يهتمون لاحد
طيب ليش كل هالعذاب ...؟
ماحست بدموعها .. ومسحه الالم على وجهها .. لكن انحصر تفكيرها للحظه برغبه منها ..
وسبب لحل مشاكلها ..الاهم هو سعود ... لازم احذره لكن كيف .. .؟
**************************
جلست اريام وقالت بعصبيه : فاتن .. المفروض ماقلتي لها ..
فاتن بإبتسامتها الصفراء : وليش ؟ اجلا ام عاجلا بتعرف
اريام : صحيح تدري لكن مو منك على الاقل وريهام حتى الحين ما اعطت الضوء الاخضر
و ثانيا ..تعالي انتي جيتك بدري مو لله ..اكيد في راسك شيء
ضحكت : يعني بتحرمون علي اني ازور بيت خالتي و السبب ست الحسن والدلال ..
اريام ببرود : لا ابدا ..بيت خالتك مفتوح .. ابتسمت وكملت : بيني وبينك يا فاتن .. تعتقدين هالوقت مناسب
للزياره .. و تفجرين فيه قنابلك ..
فاتن : اذا كان هذا رأيك انتي حرة ...ما يهمني احد ..
اريام بنظره تحذيريه : فاتن .. انا حذرتك من قبل وانا ارجع واحذرك و لايهمني احد .. حياة مطلق الخاصه مالك
دخل فيها ...
استندت فاتن ورفعت كأس العصير وابتسمت بمكر : طلع لك صوت يااريام .. غريبه كنتي من قبل ماتحبين ليلى
ويش اللي تغير عليك ..
اريام : كل اللي يهمني هو مطلق ... وما راح اسمح لاحد انه يخرب حياته ..
فاتن : وانتي ويش دراك انه سعيد في حياته ...
تنهدت وكملت بجديه : بالله عليك ..طالعي وجهه تشوفين زوج سعيد .. والا شوفي كل وقته برا و في شغله
لو فرحان بنسبه واحد بالميه كان بين عليه ..
اريام بتفهم : مايهمني ... مادام هو ماتكلم ولا اعترض .. و تعالي انتي من وكلك الملاك الحارس له بتراعينه وتهتمين
في سعادته ..
فاتن بعصبيه : احبه .. احبه واظل احبه لين اموت... وطبعا تهمني سعادته .
ضحكت اريام : وتبيني اصدقك يا حلوة .. تهمك سعادته مره واحده ... اسمحي لي يافاتن من خلال معرفتي العميقه
فيك .. اقول انك ما تحبين الا نفسك ..
قامت و لوحت لها بيدها مودعه و قالت بدون التفاته وهي تطلع الدرج ..: بنام يافاتن .. تراني مواصله ..موعدنا
في الليل ..باي ياحلوه .
قامت فاتن بإنفعال .. رغم معرفتها بأريام لكن ماتوقعت بتفضحها بالطريقه هذي .. خرجت بعدما قفلت الباب بقوة
خلفها .. رغم ان خطتها فشلت مع مطلق .. اصلا هو اعطاها فرصه ... لكن على الاقل حققت شيء مع ليلى
الخبر هذا بينفجر في وجهها بدون موعد ... ابتسمت و كأنها رمت بحجر في مياه راكده ..
************************
للمره الثانيه .. يدق على البيت و ترد عليه خديجه ..
دق على جوال ليلى .. لكن ما ترد ..
غريبه ماله ساعه ..من طلعته من البيت ..يعني لحقت تنام ..
خديجه تقول انها مصدعه ..
كان بيطمن عليها من بعد انهيارها البارحه ..
تنهد .. و ركز في الارواق على مكتبته ..
و ابتعد عن التفكير بأموره الخاصه وهو غارق في عمله حتى اذنيه ..
رمى قلمه وزفر بقوه ... و تحدى افكاره
رجع دق على البيت ..و ترد عليه خديجه ..
بدون مقدمات : قولي للمدام تكلمني ضروري ..
خديجه بتردد : مستر..لكن ..
مطلق بعصبيه : بسرعه .. انا انتظر ..
غابت لدقايق .. و رجعت تقول وهي تلهث : ... مدام ليلى تقول تعبان ..
قفل الخط بسرعه .. ووقف بسرعه ناحيه مكانه المفضل ..
وبخ نفسه على هدير مشاعره ...
اخطأ في تفسير ما رأه في عينيها ..
..لكن لماذا انت منفعل ؟ و حانق عليها ؟
الا تعذرها لاسبابها ؟ ماذا تريد حقا منها ؟
تنهد بتعب .. على عكس ماكان يشعر .. فرؤيه فاتن كانت بمثل الازعاج بحد ذاته ..
استغرب حضورها المبكر ... ومشيتها المتمهله ..عرفها من الوهله الاولى ..
وكيف لا ؟ وهي التي تثير اشمئزازه على جنس بأكمله ..
بالكاد رفعت اللثمه اعلى انفها وقالت بدلعها المعتاد : صباح الخير ..مطلق
رمقها بنظره محذره من الاقتراب فرد بإقتضاب : البنات ..بالداخل ..
تمايلت في وقفتها وقالت بعتاب : افا يا ولد الخاله .. لها الدرجه ماتطيق حتى ترد علي ..
عدل شماغه و اعطاها ظهره وقال : عسى ماشر يافاتن ..اهلك فيهم شيء
تململت في وقفتها وقالت : لا مافينا الا العافيه ..
دخل السياره وحركها .. وقال بصوت متذمر عالي : الحمدلله ..
سمع طرق على الباب ... وبدون إلتفاته منه رد : ادخل ياطلال ..
دخل ..وقال بإبتسامه : ينفع ناصر ..
إلتفت مطلق واشار بيده وهو يرجع لكرسيه : هلا ناصر ... حياك .
صافحه بقوه وقال : دقيت على جوالك ..لقيته مغلق .. قلت لازم ازورك .
ابتسم مطلق : نسيته في البيت .. .. إلا قول انت ماعندك دوام ..؟ كل يوم والثاني راز وجهك عندي ..
ناصر بضحكه : ماعليه بمشيها لك .. الا عن دوامي .ماخذ اجازه ... بالله كيف واحد يدور على عروسه
وهو مشغول طول الوقت ..
طالعه مطلق بغرابه وقال : ليه وانت مضيعها في صحراء ..
ناصر : لا .. سكت للحظه تفكير وبعدها قال بحماس : مطلق .. انت تعرف قصه سندريلا ..
مطلق : اهااا ... اكيد من القصص المصوره من بنات اختي ... وابتسم
كمل : شفت كيف الامير كان ضايع ومايعرف عن سندريللا شيء .. لكن استدل عنها عن طريق ....
انتظر لحظه علشان مطلق يكمل عنه ..فهز رأسه بيأس وقال : الحذاء
استرخى مطلق مكانه ويده على ذقنه ..يطالع صاحبه بعمق فسأل بهدوء : ناصر .. انا اللي اعرفه ومتأكد منه
إن الامراض النفسيه ما تنتقل بالعدوى ...
ناصر : مطلق .. عن المسخره .. انا اتكلم جد .. انا مااعرف العروس لكن اعرف انها مقاس الحذاء اللي تلبسها
رقمه 37
ضحك مطلق بإنفعال ولاول مره يخرج من رزانته .. ومال على المكتب والابتسامه مرسومه على شفاته
وقال : ناصر .. انت تتكلم من عقلك ... اختفت الابتسامه لما شاف الاصرار على وجهه
وبهدوء : ناصر ..
رد ناصر عليه : انا اتكلم من اعماق عقلي ...
: حذاء يا ناصر ..حذاء .. الناس يستدلون عن طريق عنوان .. لقب .. اسم .. رقم لكن اما حذاء فهذي ما تتصدق ..
وقف ناصر وقال بإهتمام : ادري السالفه غير معقوله ..
مطلق : قول مستحيل ..
تنهد ناصر وكمل : لو حصرت المنطقه اللي كانت فيها و كمان لاتنسى المقاس ..
مطلق : طيب .. خليني اخذك على قد تفكيرك ... انت تقول المنطقه .. كيف يعني ؟ بتتحط اعلان في الجريده
بالخط العريض " البحث عن سندريللا سعوديه الجنسيه .. مقاس حذاءها 37 . "
ناصر : لا.. المكان هو بيتك ...
طالعه مطلق بغضب وانتظر تعقيب ناصر لكنه رد : ناصر .. تراني اعطيتك وجه ..
وتعال قولي قبل كل شيء انت من وين اخذت مقاس الحذاء و كيف عرفت البنت من الاساس ..
ابتسم ناصر بتوتر وقال : لايروح تفكيرك بعيد ..
مطلق : وليش ؟ ...
ناصر ببعض الخوف : مطلق لاتزعل مني .. لكني اصطدمت في البنت في حديقتكم .. ..
والله ثم والله ماصار شيء بيننا غير هالموقف ..
مطلق : واخذت عقلك من اول نظره ..
تنهد ناصر وجلس بإسترخاء : انا اكلفك بالمهمه ..
مطلق بإبتسامه : لا ..ارجوك ... ايش الشرف هذا يعني انا صرت الخادم الخاص بالامير ...
ناصر : مطلق .. هذا بالنسبه لي حلم .. المهم انك تعرف من كان موجود ساعتها ...
مطلق بتفهم ..دار حول المكتب وجلس مقابله وقال : ياخوي .. لا تطير بأفكارك بعيد.. وفكر بعقلانيه ..
تخيل لو انها مثلا مرتبطه ... فكر من جديد وتمهل انت ماتعرف عنها الا مقاس فقط .. يعني لو الجميع
الموجود كان لابس نفس المقاس .. كيف بتلقاها ؟
اخذ نفس طويل وتنهد بيأس : شكلي تأثرت بقصه سندريللا .. .
ضحك وكمل : . السموحه يامطلق .. اخطأت في حقك وحق اهل بيتك
وقف و تحرك بتوتر وقال : انا استأذن .. بقطع اجازتي .. اكيد في مرضى يحتاجوني ..
وخرج بسرعه ... دون اي كلمه
مسح جبينه و عقله يرجع خطوات ناصر الواسعه .. وهمس لنفسه .. سندريللا .. ابتسم بحزن على حاله ناصر
وكمان على حالته .. يدورون في متاهه يعرفون طريقه الخروج لكن يرفضون الخلاص بمحض ارادتهم .
**************************
رغم استلقائها طوال فتره الصبح وانها ماعرفت طعم النوم ولاالراحه ..بسبب ضجه الافكار داخل عقلها الصغير ..
الصوره الثابته لفاتن و مطلق .. تزعج اعصابها .. وكأن شيء ساخن يكوي قلبها و يلهب انفاسها ..
تجاهلت اتصال مطلق ..رغم كل محاولاتها في كبح غضبها الا انها ماقدرت .. كيف تنسى وكلمات فاتن ترن في راسها
تقول انها كانت خطيبته و تستفزني في سلطان ؟
توضت وصلت الظهر و رجعت لسريرها وكأنها تطبق المقوله اذا كثرت همومك نام ... ليست لديها اي رغبه
في المواجهه حاليا على الاقل حتى تجيد التصرف في القادم ...
لكن قلبها ينبض بقسوه .. و وخز مؤلم يزعج عيناها .. تريد البكاء بسبب او بدونه ..
دفنت رأسها في المخده ... واشجهت بالبكاء ... ليش كل هذا ؟ سألت نفسها وجاوبت بصوت عالي
احبه .. والله احبه .. ضربت بقبضتها المخده وتداعت لديها الحواجز كلها في الاعتراف على الاقل لنفسها
هذا هو جرحها ..قلبها الذي هوى لقاع الحب .. قد سكرت بمشاعر الهوى حتى ثملت و لم تعر لعقلها اي اهميه ..
وليتها فعلت .. ؟ فـ فاتن قد رشت الملح على الجراح .. و سببت لها الاذى ..
دخلت سمر دون استئذان ..وقالت بإندفاع : ليلى ... ويش رايك نطلب غدا من برا ؟
مسحت دموعها بسرعه .. و قالت بصوت ناعس : ابغى انام ياسمر ..
سمر بشك: ليلى .. غريبه ماهي عادتك.. . لايكون تعبانه
ليلى : مافيني شي.. لو سمحت ياسمر اطلعي واتركيني .
سمر بهدوء : على راحتك .. وخرجت بهدوء ..
قامت ليلى منزعجه و دخلت الحمام تغسل وجهها... تأملت وجهها في المراه
عيونها حمراء ومنتفخه ... وباين عليها الضيق ..
نشفت وجهها .. و طلعت ..وبدون انتباه منها اصطدمت في اللي قدامها ..
اهتزت مكانها ... فحست نفسها في احضان دافئه ...عرفت قسوتها المنحوته ..فيما سبق كانت
ستدفئها بل هي الان استحالت قطعه من الثلج ..
شالت نفسها بصعوبه .. لكن يديه تحيط بكتوفها ..
خرج صوته بعمق : عسى ماشر .. سمر تقول انك تعبانه ؟
تنحنحت ليخرج صوتها طبيعي : مافيني شيء..
رفع رأسها فأرتعشت اطرافها لحده نظراته المتفحصه : شكلك يوحي بأنه في شيء ... ؟ حتى اتصالي مارديت عليه
وجوالك مغلق ؟ ممكن اعرف الاسباب ..
انسلت من بين يديه و تشاغلت بشعرها .. حاولت تخفي الارتعاشه في صوتها : مافي اسباب ..
تأملها بدقه .. رمى بشماغه .. على طرف السرير وقال بهدوء مبطن بغضب لايريد ان يظهره
: مااظن اعتكافك في غرفتك و عدم الرد على اتصالاتي .. كذا بدون سبب .
اخذت نفس طويل وردت : مافيني شيء.. كم مره تبيني اقولها لك علشان تفهمها ..
اهتزت اطرافها ... فضمت نفسها بطريقه دفاعيه ..نظرته الغاضبه اتحدت مع حاجبيه المتقوسين
اتخذ نفس وضعيتها محاولا ان يظهر قدرته على الاحتمال ..: لا واضح .. ..في الصبح ماكان فيك اي شي
والحين تبكين .. بتقولي مافيك شيء..
سرحت شعرها بعصبيه .. متجاهله الغضب داخلها.. فسحب يدها بغلظه .. مع بعض خصلات شعرها
تألمت منه لكن نسيت الالم كله ..بنظره من عيونه ..
: اكره اي شخص يتجاهلني ... تراني زهقت من مزاجيتك ..تعبانه مصدعه مافيك شي ..تبكين ..تخفين عني
اسرارك ..إلا انك تتجاهليني ..قوليها بالصريح .. ماابغاك .
شدت على فكها .. و ماقدرت تتكلم او تنطق ... حاسه بنفسها محشوره في زاويه .. ضاعت في كلامه
ونظره عيونه المرهقه .. ترك يدها بإستحقار واضح .. قدرت تشوفه بدقه ..فتهشم قلبها بنظرته القاسيه
ادار ظهره لها وكأنه تجرع المراره و قرأ ردها في تعابير وجهها ..
جفل لما سمع صوتها ..
: اكيد بتكون زهقت مني .. مادام شفت ست الحسن والدلال فاتن.. حنيت للماضي ...
توقف مكانه والتفت.. وطالعها بعيونه ضيقه .. ارتعاشه جسمها الواضح وتهدج صوتها وانفاسها الطويله اللاهثه
قدره كبيره ..لم تستطع احتمالها .
غمض عيونه بعدم تصديق وقال : انت ايش قاعده تقولين ؟
تحركت بسرعه من قدامه ..دخلت الحمام و قفلت الباب ..
دق الباب بهدوء ..
: ليلى .. افتحي الباب .
انتظر للحظه ..دق الباب بقوه اكبر لكن لارد ..
: ليلى اقولك افتحي الباب لاكسره على راسك ..
تنهد بتعب .. لكن انتبه لكلماتها ..فاتن والماضي ..ايش قصدها ؟
لايكون شافتنا مع بعض .. طيب وقفتنا جدا عاديه ..
خرج من الغرفه .. و جلس على الكنبه بتعب .. اصلا جيته بدري كله عشانها
لكن يبدو انه قرار خاطئ جديد في قائمه اخطائه .. شد على شعره. وكأنه عجز عن الحلول ..
طلع بسرعه .. قابلته سمر ..
مطلق :سمر .. ابسألك سؤال ؟
سمر بإبتسامه : انت تأمر امر .. مو بس سؤال ؟
سحبها من يدها وقال بهدوء : فاتن قعدت مع ليلى اليوم ....
سمر بإستغراب : والله ماادري .. انا كنت نايمه .. اسأل اريام هي الاقرب لها ... طيب ليش تسأل
لايكون العقربه سوت شيء ؟
دفعها برفق .. و دخل حجره اريام بدون استئذان ..
قامت اريام مرعوبه وقالت بخوف : مطلق ..بسم الله وشفيكم ؟
مطلق بسرعه : فاتن قعدت مع ليلى
اريام بشك : ليش تسأل ؟
بحده : انتي ردي علي ؟
: طيب انت اهدأ ... هي زارتنا في الصبح و قعدوا مع بعض لكن ماادري عنهم ..لاني ماكنت معهم ..
تأفف وقال بعصبيه : هذي البنت ماتترك حركاتها البايخه ..
اريام : وشفيه يا مطلق ؟ قولي يمكن القى حل ..
بدون انتباه قال بعصبيه : اذا فهمت راح افهمك .. المدام زعلانه و تبكي .. وتقول فاتن وانا اساساً مو فاهم
السالفه ..
عضت اريام على شفاتها بحزن على حال اخوها وقالت : تعوذ من الشيطان .. على كل حال انت ويش دراك انها
زارتنا اليوم .
: لاني تصبحت على وجهها ..
ابتسمت اريام من شكل اخوها .. لكن مسحت ابتسامتها فور نظراته الموجهه لها ..
قالت بهدوء : رغم اني مااعرف ايش اللي جرى بينهم .. لكن انا متأاكده انها شافتك معها ....
يااخي هذي غيره النسوان وصراحه من حقها ..
ضحك بفراغ .. لكن وقع هالكلمه ردت له الروح .. حس ان طاقته قد عبئت من جديد وانه انتعش فجأه
شد من طوله وقال بتهديد : قولي لبنت خالك تحشم حالها و تحترم نفسها .. تراني ماسك نفسي عنها ..
انا مو ناقص مشاكل اللي فيني يكفيني .
وخرج بسرعه .. دخلت سمر بعده على طول ..
سمر : اريام شو القصه ؟
اريام : مافي شيء ..
سمر : لا والله .. كل هذا وتقولين مافي شي..اخوك معصب من العقربه اللي ماتتسمى ..
اريام : خلاص ..لاتكبرين السالفه .. ليلى زودتها من عندها ..مالها داعي الغيره
سمر بضحكه : ليلى تغار من فاتن .. ليش ؟ مافي مقارنه
: لا يا ذكيه . .. مطلق اكبر مقارنه بينهم ..
: لايكون حاطه عينها على مطلق والله ثم والله لافقع عيونها اللي ماتستحي ..
اريام ببرود : انتهى الموضوع .
ضحكت سمر .. وقالت بهدوء : تقولين ان ليلى زودتها لما حست بالغيره .. ماألومك لانك ماتعرفين
ان الغيره اكبر دليل على الحب .. فتحت الباب وكملت بصدق : الله يسعدك يامطلق ..
طالعت اريام الفراغ خلف سمر .. واصداء الكلمه توجد في النفس عمقاً ..
فابتسمت .. لوقع الحب الذي تنقر بعض كلماته بعيدا عن قصور الجليد التي تعتليها .
****************************
لاتدري كم مر عليها وهي في الحمام .. تعرف انه اسوأ مكان في العالم احد يفضي مشاعره فيه
لكنها تعبت .. و مااحتملت كلماته القاسيه .. زهق مني .. و مزاجيه .. كله منه هو خلاني بدون عقل ..
تأملت وجهها و فزعت منه .. وجهها شاحب و عيونها منفخه حمراء ..
خرجت بسلام .. قفلت الانوار و نامت في فراشها .. اغمضت عيونها بسرعه ..
طاقتها كلها نفذت في البكاء ... فغطت في النوم مباشره .. و ماانتبهت لمطلق لحظه دخوله..
تنهد بتعب و كأنه يحتاج لسرير كبير يضم متاعبه كلها ... اقترب من سريرها .. طالع شكلها
رفع خصله من شعرها .. و عرج بأصبعه على صفحه وجهها وابتسم ...
ماقدر يصدق انها تغار عليه و من مين ؟ من فاتن ..
ليش حس بالفخر وانه سيد المكان والزمان فجأه ... وان قلبه يدق بجنون غير معتاد
رغم كل شيء إلا و قدر يتصرف بحكمه معها ..
كانت مخطئه في اعتقادها لكن بعض المشاعر تحرك العقل والقلب معاً..
الغيره .. الغيره ..ابتسم و هز رأسه بهدوء ..
غير معتاد للجاذبيه القصوى و لفت الانتباه .. او تسليط الاضواء عليه فيكون محور اهتمام احدهم
بصوره غريبه .. .. و نتاج كل هذا لايجيد التصرف وفق تلك المتغيرات ..
خرج بهدوء مثلما دخل و اعتكف مكتبه الخاص... لعل السكينه و الهدوء تجعله يهتدي للطريق الصحيح ..
دق على ناصر .. لكن مايرد عليه ..
حس بتأنيب الضمير لانه خيب امله فيه .. لكن الامال المعلقه لاتجلب سوى الهموم ..
وهو انسان جدي حتى النخاع ..صعب يتعايش مع الاوهام ويعتبرها حقيقه او حتى يحولها لواقع ..
استرخى على الكنبه الجلديه ... و غمض عيونه .. و كأنه في حلم بالامس كانت تنام بين احضانه هانئه
وعندما اعتقد ان الغمامه انجلت من امامهم .. عادت سحابه سوداء تضللهم و يبدو ان امطارها موسميه
طويله الامد... غلبه النعاس بعد عسره نوم .. و تمسك به حتى النهايه .. لعله ينشد الراحه الدفينه في اعماقه
...
**************************
كانت تمشى بصعوبه .. اليوم حاسه نفسها مكسره و تعبانه .. شكلها مسخنه
ولا انتقلت العدوى من ام سعد .. كل وقتها تعتني فيها و تهتم في البيت ..
حتى يمكن تنام عندها الليله اذا سمح لها اخوها صالح ..
شدت عباتها على راسها .. ومشت متعثره .. سلكت الطريق الثاني ناحيه بيتها..
رغم انه اصعب لكن اسرع ..وهالوقت يكون الرجال خرجوا لصلاه العصر وهي ماتبي احد يشوفها.
استندت على الجدار جنبها .. ماتقدر تبصر قدامها و كأنه في ظلال على عيونها ...
جلست شوي تاخذ نفسها .. همست بصوت متعب لنفسها : الله يسامحك يا سعد ..
ارتعش جسدها .. ودمعت عيونها ..يبدو ان الحمى اصابتها ..
بالكاد قدرت تميز صوت خطوات تتجه نحوها ..رفعت راسها وهي توقف بصعوبه ..
شافت سحابه بيضاء تتجه نحوها .. فثقل جسمها و ماقدرت تصمد اكثر ..فأغمى عليها ..
عقلها الباطن كان يصرخ .. قومي .. يانجمه .. قومي لكن طاقتها كلها مستنفذه ..
وكأنها حست انها في نعيم دافئ و ظلت نايمه ..
اقترب منها ..بهدوء و الخوف دب في اوصاله وهو ابن الثلاثين لكن موقف كهذا سيجعل الاخرين
يفكرون في ثالث اثنين .. امتدت يده برعب للجسد المسجى امامه ..التفت حوله ..
جلس بالقرب منها ..ونادى بصوته المرتجف : يابنت .. انت بخير ؟
لكن لارد ..صوت همهمات متعبه .. وانفاس مكتومه ..
طالع خلفه بخوف وهز كتفها : يابنت الناس ..قومي الله يستر عليك ..
استشعر الحراره المشتعله من خلال عباتها ..رفع يده بسرعه .. وقام مثل الملسوع
لا حول ولاقوه الابالله ... ويش السواه الحين ؟ يارب سترك ..
يعني اتركها .. لكن البنت شكلها مريضه ..
رجع وجثى على ركبته .. وبدون تفكير رفع طرف الثوب الملتصق بسبب العرق عن وجهها ...
لغايه انها تتنفس وما تختنق ..شهق بذعر مثل طفل .. و رجع وقف بقله حيله .. عرفها
مشى كم خطوه للخلف لكنه رجع مره ثانيه ... وبعزم رجل مضطرب يحاول يلقى حل ..
نادى بهمس : نجمه .. نجمه .. قومي ..
نفس الهمهات نتيجه المرض .. يالله ارحمني البنت مريضه .. افضل ان المكان شبه مقطوع ومايمر منه احد ..
لف الشماغ حول وجهه .. و عبس لافكاره الغريبه ..وبدون تروي انسلت يديه بين ثنايا جسدها فارتعش جسده ..
كانت خفيفه .. تعوذ من الشيطان واستغفر الله في كل خطوه ..يخطوها ناحيه بيتها من الجهه الخلفيه ..
و جزم انه في حياته ماراح ينسى تنهيداتها الطويله المتعبه وانفاسها القصيره المتلاحقه .. او حتى حراره جسدها
التي انتقلت اليه ..
وصل لجهه البيت من الخلف ... الباب الصغير مؤدي لحوش الغنم .. ريحها على العتبه بأنفاس مقطوعه
من الخوف والتوتر تأمل وجهها لفتره وغطاها .. دق الباب بقوه ... ورجع طريقه .. على امل انه احد
يفتح الباب .. وتنهد براحه لما فتح صالح .. وصراحه مايلومه لما تفاجئ في اخته ..
تنهد براحه وهو يشيلها ويدخلها البيت وضم نفسه وكأنه مصاب بعدوى الحمى ..
استدار راجع بسرعه لما سمع اقامه الصلاه ...لكن الصدمه ارتسمت على وجهه كطفل في السادسه من عمره
و بحده تخترق حاسه السمع لديه فخرجت من عمق الغرابه : سعود ..
جمد مكانه فاغرا فاهه .. لم يستطع التفوه بكلمه .. شعر ان مايخرج من فمه سوى هواء ..
فهمس بصوت مرتجف يكاد يسمع : جدي ...
وابتلع نصف الكلمات بنظره صارمه من جده ... مسح على وجهه .. بيأس وكل اللوم على نجمه
المره الاولى مرت على خير ..وهالمره من قال لي امر من هنا وألمحك ...
رفع يديه بطريقه دفاعيه وقال برجاء : جدي لاتفهمني غلط ..
ارتفعت يد الجد بصرامه وقال : في البيت تفهمني الصح .. ومشى بخطواته الواثقه
وترك سعود يغوص في مواجهه المجهول ...
*********************
قامت مفزوعه من النوم .. الغرفه مظلمه .. دورت على الساعه بعشوائيه ..
شهقت لماشافت الساعه تعدت الخامسه مساءاً... قامت وبدون انتباه صدمت ساقها في كرسي التسريحه ..
وكملت طريقها تعرج .. توضت وغيرت ملابسها .. صلت العصر و انتظرت حتى اذن المغرب .. واستغلت
الوقت في الاستغفار ... ريحت نفسها لما حست بالالم في ساقها ..
انفتح الباب ..ودخلت سمر ..
سمر بإبتسامه : ليلى .. تسمحين لي ادخل ؟
استدارت لها ليلى بإبتسامه صافيه : تعالي .. حياك ..
جلست جنبها وسألتها بإهتمام واضح : وينك اليوم بطوله ماشفناك ؟ عسى ماشر يا ليلى لايكون متضايقه منا .؟
مسكت يدها وقالت : آفااا يا سمر ..ليش تقولي كذا ؟ والله لوما انا تعبانه ...كنت نزلت ..
: سلامتك ان شاء الله .. والله انها عين ماصلت على النبي ..
ابتسمت ليلى وقالت : الله يسلمك من كل شر .. ويش رايك نسوي مكرونه بالباشميل والله نفسي فيها ..
سمر : جبتيها على الجرح .. ياني مشتهيتها ..
ضربتها ليلى بخفه : وانا اقول .. هالادب مو لله ...إلا علشان بطنك ..
: لاوالله حرام تقولي كذا .. بالفعل فاقدينك .. انت والاخ مطلق .. سكتت للحظه وبعدها كملت بحزن :
صراحه ماودي ادخل في حياتكم .. لكن حالكم بالمره ماهو عاجبني .. ولا عاجب احد .. ادري بتقولين انا صغيره
ومااعرف شي ... لكن اللي اعرفه ان الشي اللي ملكي ويخصني ماراح استغني عنه مهما يصير ..
ابتسمت ليلى بخيبه وقالت بهدوء : طيب هو اذا استغنى عنك ..
دخل مطلق فجأه .. ونقل بصره بين الثنتين ..ابتسمت سمر بخجل تحت نظرته الغامضه
: هلا مطلق ... كنت جايه اقول لليلى بنسوي مكرونه بالباشميل ..
ركز نظره على ليلى اللي تشاغلت بالمصحف .. وقال بإبتسامه : وانا اقول ليش الجناح منور .
وقفت سمر و ابتسمت : الله يخليك .. صراحه مااصدق مطلق الغانم يقول كذا ... لا لا ..
ضحك مطلق و قال : خلاص .. تبيني اسحبها ؟
سمر : لا دخليك لاتسحبها .. خليني اخرج بنوري احسن ما تتراجع .. طلعت بسرعه وهي تضحك ..
تعلقت نظراتهم مع بعض فاختفت ابتسامتها وصدت عنه .. تجهم وقال بغضب مكتوم ...
: اذا كنتي بتستمرين في هالحاله .. قولي لي علشان اخذ احتياطاتي ..
بهدوء همست له : خذها احد منعك ؟
ابتسم واستمتع على الاقل بالحوار الجاف بينهم .. : ولا تزعلين بعدين ؟
طالعته وقالت برعشه : وليش ازعل ...؟
هز اكتافه بدون اهتمام وقال : صحيح ليش تزعلين .. على العموم كل واحد يسوي اللي يبيه او يفكر في اللي يبيه ...
ألجم لسانه على اثر تعابير وجهها المصدومه...
شهقت بخوف وتسمرت نظراتها عليه ...كرهت ضعفها و الدموع بدون معنى ... لكن احساس بالاختناق
يهددها .. هو يهددها .. كان صريحا بما فيه الكفايه .. ؟ ليطوقها بقيود تعسفيه تخنقها حتى تموت ..
لما هو اصبح نقطه ضعفها التي تنهش روحها بدون رأفه ... لما لايشعر بما في قلبها ؟
... لما يعجز لسانها عن الصراخ .. اي حماقه تلك التي يرتكبها
لاحظ ارتعاشه اصابعها .. و تهيج بشرتها ..
حركت يدها بعشوائيه : اتركني لحالي .
جاوبها بحده : ماراح اترك لحالك ..فاهمه .
طالعته بعيون دامعه : قلت لك من قبل اتركني لحالي .. لكن مافهمت .. خليني اروح ..وخذ اللي تبيها ..
برق الغضب في عيونه ورجع مسيطر و متحدي بقوه .. مسكها من كتوفها وهزها بتعنيف
: ليش ماتفهمين ..؟ اللي تبينه من سابع المستحيلات ..
وقف وكمل بعصبيه : انا صبرت عليك طويل .. لكن يبدو ان الصبر مافيه فايده معك .. كان لازم علي
ان احط النقاط على الحروف من البدايه ..
ااتصلت عيونهم بتلك الوتيره المتفاوته مابين الهدوء والاثاره والصخب في الهواء المبعثر من انفاسهم
زفر براحه بعد اللي قاله .. وكأن شيء جاثم على صدره .. ارتفع الاذان في المكان ليعلن حاله من الهدنه
فخرج بسرعه ... وهي تدثرت من جديد بحاله من السلام ..بين يدي الرحمن.. توجهت إليه بقلب صادق
مبعده ذاك عن قلبها و عقلها للحظات تنشد فيها البارئ .. وتدعوه ان ينعم عليها براحه البال ..
اخذ زاويته البعيده .. بعدما قضى وقته في السخافات .. .. جلس في مكانه الفارغ وحده
وتذكر نفسه قبل الزواج .. مافي شيء تغير .. الحال نفس الحال .. ماتغير شيء سوى ان عقله
امتلأبالامور الغير مهمه .. او المهمه في تصور الاخرين و اخفاها هو ... تحت مسمى ما لا يجدر بنا
ان تعيقنا مثل هذه الامور في حياتنا ...
الهواء عليل و المكان هادئ .. لكن اللي يزعجه هو دقات قلبه القويه .. وانفعالاته التي يسيطر عليها بصعوبه
دخل البيت لما حس بلسعه البروده ... كان وده يبقى لفتره اطول خارج البيت .. حتى لما انتهى من صلاه
العشاء بقي في المسجد ...
استقبلته سمر : هلا مطلق ... تعال تعشى معنا ..
: ومن معك ؟
ابتسمت : معاي انا وليلى ... اريام راحت عن فاتن .. ومافي الا نحن ..
سألها بعدما رمى بنظره لليلى من خلفها : وامي وينها ؟
: في غرفتها .. ليلى طلعت لها عشاها ... تعال انت ماودك تتعشى ؟
رمى بشماغه بدون اهتمام ومشى ناحيه الطاوله : مالي نفس في الاكل رغم اني ميت من الجوع
: اقول تعال .. تراني مسويه لك مكرونه تاكل صوابعك وراها ..
ضحك بخفه وهو يجلس في مكانه المعتاد : خليني اشوف ابداعاتك ..
شم ريحه عطرها ..وهي تقترب .. فتجرع كوب الماء اللي قدامه دفعه واحده مدعي عدم الانتباه لها ..
جلست على مضض بعدما شافته جالس ... وان حبت تتراجع إلا ان الوقت فات على التراجع ..
بدى الجميع يأكل بصمت .. طالعتهم سمر بشك وبعدها قالت : صراحه ..ذكرتوني بفيلم كنت تفرجته زمان
بلعت لقمتها الكبيره وكملت : عن بيت اشباح ..
ابتسم مطلق وهو يدفع صحنه قدامه: ماشاء الله تذكرت فيلم ولاتذكرت ان من اداب الطعام انك ما تاكلين
وفمك مليان ..
ابتسمت ليلى .. لتعابير سمر المتذمره .. وانتبهت لصحنه اللي ماكمله .. طالعته بسرعه فلاحظت شروده
لكن رجع بعدما ابتسم لسمر وقال : يعطيك العافيه ... تسلم يدك يا سموره ..
ابتسمت بخبث : بالهناء والعافيه .. الكذب خيبه صراحه .. انا ساهمت فقط في التقطيع لكن كل هذا
نفس ليلى في الطبخ .
وقف ..و رجع الكرسي لمكانه وقال بتمهل مع ابتسامه غامضه : رغم انها ماعجبتني كثير .. لكن يعطيك العافيه
ضربه تحت الحزام اراد بها الانتقام و رد جزء قليلا مما سببته له ..
غطت سمر عيونها بخيبه امل ... و عظت ليلى شفاتها السفلى بشده ..لكنها قدرت تبتسم بغيظ على الاقل في وجهه
وردت بهدوء : بالعافيه عليك ..
استمر في تحديقه لها .. مع ابتسامته و هدوء اعصابه ..فغمز لها بعينه كأشاره انتصار .. وطلع بسرعه
تحجرت مكانها وماحست الا بسمر تهزها من اكتافها ..
سمر بإبتسامه مشجعه : انا متأكده انه كان يمزح ..
هزت راسها بدون مبالاه وقالت مدعيه : ماعليك ... اساسا مازعلت ..انا عارفه انه يمزح .
: انا جدا اسفه ... ماكنت ..
هتفت ليلى بجديه وهي توقف : بنت ..خلاص ..اسمعي ويش رايك نشوف شيء نسهرعليه؟ ترى سهرتنا في اولها ؟
ضحكت سمر و سحبتها من يدها : اوكي .. نشوف فيلم رومانسي هادئ ..
فكرت ليلى وضحكت هذا اللي ناقض ..رومانسيه في غمره احزانها او لا ليست كذلك بل عواصفها الدخيله
لاتعلم كم من الوقت مضى عليها وهي تحدق في اشخاص ولاتعلم ماهي الكلمات التي يتفوهون بها ..
موسيقى حزينه تعيد لها نغمه الذكريات المزعجه ..
دخلت حجرتها بعدما مرت بنظراتها على حجرته .. الانوار مطفيه اكيد في سابع نومه ..
رفعت يديها فجأه لنفسها وهمست كوابيس مزعجه يارب ..اخذت لها دوش سريع ..
وقفت قدام المرايه .. حست بالانتعاش .كريم معطر .. ومياه دافئه و هدوء مريح ..رغم الاعاصير داخلها ..
لكن اليوم بالتحديد عدم قدرتها على المواصله في التفكير نحو منحدر هائل ..
لفت جسمها بمنشفه كبيره .. وخرجت ..فتحت دولابها ..فأخذت اول بيجامه لمستها .. وتوقفت للحظه
تفكر ..جلست على كرسي التسريحه ... وكأنها تعبت من التمثيل مع نفسها ..تمشى و تضحك وتبتسم
وهي شديده الاسى و تعيسه للغايه ... دعكت جبينها وكأن محتاره ؟ وسمعت افكارها داخلها
الى متى بتستمر الحاله ؟ ليش انتي خسرانه في كل الحالات ؟ حتى بدون محاوله
تقتنعين بأنك خسرانه ..وتنسحبين بعد اول جوله .. احتدت اعصابها حتى كادت عروقها تنفجر من شده الضغط
رمت بنظره عابره على نفسها .. مهمشه و محطمه كعادتها الحياة معها .. لكن الحياه معه تختلف
هناك شيء يدفعها ان تحفظ كينونتها داخل روحها وتغامر بمشاعرها ..
بخطوات ثابته و عنيده عن اي فكره دخيله ..دخلت حجرته وفتحت النور .. فقفز من مكانه وكأن استشعر
بوجود الخطر من حوله ...
تأمل وقفتها و المنشفه الملتفه حولها .. بلع ريقه بصعوبه وكأن قدام امتحان صعب .. ماقدر يتكلم وكأن لسانه انربط
عقدت يديها بشده .. طريقه دفاعيه تسترد فيها رباطه جأشها وتوسلت افكارها انها ماتخرج عن الترتيب داخل عقلها
اخذت نفس عميق وقالت : .. لاتعتقد اني راضيه عن الحاله اللي وصلنا لها ... على الرغم من كل شيء
والبدايه السيئه لزواجنا .. انا يهمني اني اكون سعيده او على الاقل راضيه عن حياتي ... انت ماتهتم في شيء
اعتدل في جلسته بدون كلمه و بدى مستمتع بالاصغاء والتأمل فقط .. رغم ارتعاشاتها التي تخللت صوتها الا انها كملت
بجديه : وعلشان ارتاح لازم اعرف من تكون فاتن بالنسبه لك ؟ وقفتك معها اليوم الصبح ازعجتني .. و كلامها عنكم
خلاني اكرهك .. تفهم ايش يعني اكرهك ...
وقف ..فتراجعت للخلف كحصانه وشمخت برأسها بعزم زائف وهي ترتعد كقطه محشوره في زاويه ..
قال بهدوء : كل للي يدور في راسك ماله داعي ... حلو انك تكونين صريحه بدل اللف والدوران من الصبح
فاتن محسوبه علي كصله قرابه فقط .. ولاتدخليني في كلام ماله داعي .. وساعه شفتينا واقفين مع بعض ليش ما تدخلت
المواقف تحسم ساعتها و إلا مالها داعي تراجعينها حتى في ذاكرتك ..
ارتعشت اطرافها .. اعلنت افكارها الانسحاب عن قناعه .. عدم القدره على المجابهه والتحدي .. و طول الصبر
ليست من ضمن صفاتها .. كلماتها لاتجعلها مرتاحه .. بل لايبذل اي جهد في ازاحه تلك الشكوك عن رأسها
يبدو واثقا من نفسه ... بهدوء يخبرها ان تلك لاتعني له شيئا لكن لما لايقول و يصرح بذلك بجديه تقنعها...
تأمل اسفل رقبتها حتى عرق النبض الواضح اعلاه .. وحتى ملامحها البريئه .. وابتسم لفكرته السابقه
" لبوة في جسم عصفور "
همست بإنزعاج : ليش انت بارد كذا ؟ اقل شيء انك تسويه هو انك تعتذر عن طريقتك الفظه
واللامبالاه الواضحه معي ؟
بإدعاء زائف اشار لنفسه : أنا؟ شكلك يامدام حامله علي .
تهدج صوتها وكأنها فقدت القدره على الاحتمال اكثر : اكيد حامله عليك ..
مسحت وجهها بيأس وكملت : ليش اتكلم معك .؟ الكلام معك مافيه فائده ..
خرجت بسرعه تسابق خطواتها .. مالحقت تشوف رده فعله ..
يكفيها الرجفه التي اصابتها والقوه التي هدت حبائل التحمل عندها وهددت مكامن صبرها ...
قفلت الباب بقوه وكأنها تستقوي على الجماد ..
لبست بيجامتها .. بسرعه و حذرت نفسها من انها تبكي .. دموعها من اجل واحد مايستاهل
فهي مضيعه للوقت وهدر للمشاعر وان كانت صادقه ..
سمعت صوت القفل في الباب .. فشهقت لما شافته قدامها ..
ارتفع صوتها بحده : انا تعبانه ومصدعه ..
رد بهدوء : ليش ماكان عندك صداع ساعه دخلتي علي حجرتي ؟
اختنقت بكلماتها لما لاحظت انه يفك ازرار بلوزه البيجاما .. فانتبهت بأنها كانت في مأزق كبير ..
صحت الوحش النايم داخله .. رمى البيجاما بعشوائيه .. وعيونه تبتسم بغموض ..
نطقت بهدوء وخوف : مطلق .. ويش تبي مني بالتحديد ؟
ببرود : ما ودي غير اني انام .. فكرت لا اكتشفت يامدام ان نومه الكنبه تجيب الروماتزيوم المبكر ... وثانيا
ااستنتجت بعد التجربه الفعليه انك تتوهمين اشياء مالها داعي ولازم اكون موجود علشان اطيرها من دماغك .. وابتسم بإحتيال
حاولت تغطي نفسها في الجزء المكشوف .. اخذت المنشفه واعتراها الخجل تحت نظراته وضاعت الجلاده والصبر
وكل المفاهيم اللي دارت في عقلها قبل دقائق ..
اخذت الطرف الثاني في السرير تخفي نفسها وبدون كلمه اقتنعت بقراره ... وكأن فيها قوى مسيطره داخلها ..
غير الخجل الذي اكتسحها ...
ارتمى على فراشه و كأنه مستمتع بتعذيبها .. لن تمر هذه الدقائق بسهوله .. سيتذكرها دائما .. منحته شعورا
كاسحا لايفهمه فقط بل يجهله .. منذ دخولها العاصف بتلك الهيئه .. تخدرت قواه وخشعت مشاعره .. وانهار
عند باب المقاومه الزائفه ... وان جعلته يثور غضبا باطنا عليها وعلى افكارها السخيفه ..
جعلته يمشى على خيط رفيع من التحمل و المسايره ..من اجل ان يسير طريقه بثبات
ابتسم على شكلها الخجول .. استند على ذراعه وقال : بتظلين واقفه طول الليل .. تراني تعبان .. قفلي النور
ونامي .. .. استدار للجهه الثانيه وكمل : تراك امنه مني الليله ..
ارتجفت بخجل وهي تطالع صدره العاري .. و حقدت عليه .. قفلت النور على السريع ..
لانها اضطرت انها تمشي من قدامه ويشوف بيجامتها القصيره .. دخلت فراشها بخوف ..
وااخذت طرفها البعيد عنه .. فحاولت تغمض عيونها لعلها تنام ..لكنها اوجست السمع لتحركاته و لانفاسه
حتى شعرت به قربها ..قربها حيث هلاك عواطفها .. حيث سيطره جمدت خلاياها العصبيه .. و امتنع عقلها
عن التفكير .. والتحرك .. بل على العكس ادعت انها مجرد هواجس .. وان الخوف هو المسيطر الوحيد
على افكارها .. لكن كيف تنام او حتى تدعي النوم ؟ وانفاسه الحاره على رقبتها .. هبط قلبها لقاع المجهول
و تعالت انفاسها العميقه ... اغلقت عيونها و ادعت انها تحلم او تتوهم ...
لثم اعلى رقبتها ... وتدحرجت قبلاته حتى اعلى كتفها .. وعاد مجددا الى اذنها حيث همس برقه :
في كلمتين ازعجتني في كلامك لي .. اولها : انك تكرهيني ... رفع نفسه لاعلى وقبله وجنتها و كمل
: وثانيها ان الكلام معي مامنه فايده .. .. تمهل ثواني محدق في وجهها ..وفكر
لعبه خطيره يشدها بخيوط صبره الرقيقه ... ينتظر تلك الاشاره لينتهي من الحسم المبكر ..
في الظلام اخفى عليه قراءه عينيها .. لكن يقيس مدى مشاعرها برجفه جسدها ..
حرك وجهها ناحيته بدون تفتح عيونها وقال : قلتي انك حامله علي .. ماعندي مانع افتح معك دقيقه
صراحه و تقولي كل اللي داخلك .. .. ابتسم لشكلها وهي تحاول الهروب منه ..
فتحت عيونها .. و انبهرت بمدى قربه منها ..ففتحت فمها بترد لكنه كان اسرع منها فلثم انفاسها
بلطف... ارتفع وجهه المبتسم بعدها ليراقب رده فعلها الصامته : كنت اعرف انك بتقولين تعبانه ومالي شده
في الاخذ والعطا... وانا معك فيها .. على كل حال عندنا وقت طويل ..
استرخى جنبها .. مهمش ردودها و طريقه تصرفها اتجاهه .. لف ذراعه القويه حول خصرها
وهدأت انفاسه وكأن استغرق في النوم فجأه ...
بينما ليلى تنازع رغبتها في مهاجمته او المكوث في مقامها الحالي بهدوء و استقرار
لم تهدأ مشاعرها بعد ...كيف استطاع ان يقلب حالها ببساطه وكأن شيئا لم يكن قبل دقائق ؟
استطاع ان يطفئ ثورتها بأفعال لم تتوقعها منه في اوقات سابقه .. هدأت افكارها وابتسمت
ككل مره تكون فيها في احضانه .. همست برقه و كأنها تكلم نفسها : مطلق ..
جاوبها بهمهمه ناعسه .. .. ابتسمت وكملت : ماقصدت اقولك اني اكرهك ..
انتظرت ثواني لتسمع رده .. فلم يخب ظنها .. احتضنها اكثر ودفن وجهه في شعرها اكثر ..
فارتخت اعصابها المتوتره ورحبت بالنوم بعد طول شقاء ...
كلي شوق بأن ألقاكم في القادم ... الى ذلك الوقت كونوا بخير
|