كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباحكم خيرآل ليلاس
البارت السادس عشر :
عادت الى حيويتها ...وجديدها ..دخيلا في الحياة ..لا تعرف ماهيته..
جالسه مع جدتها ..تتابع مسلسها البدوي المعتاد ..و ليلى في ركنها ..تراقب رقمه المسجل بإسم مطلق
مسحت الاسم ..ورجعت كتبته ..رمت الجوال جنبها وتشاغلت بالاهتمام بالمسلسل ..
رن جهازها بنغمه رساله ..و انتفضت تدور على جوالها ..
جدتها:بإسم الله عليك يا بنتي ..علامك؟
ابتسمت ليلى وقالت بخجل :ما فيني شيء يمه ..تخرعت من صوت النغمه ..
فتحت الرساله ..و عيونهاعلى جدتها ..و بداخلها تضحك على نفسها ..
لكن ما قرأته ..جعل دمها ينشف من عروقها ..و تموت الضحكه داخلها و تموت معها اشياء اخرى .
سألتها جدتها :وشفيك يمه ..وجهك مخطوف..
حاولت صوتها يطلع طبيعي :مافيني شيء ..
رجعت تطالع التلفزيون ..و عيونها ما تشوف شيء قدامها...دقيقه صارت خمس
و يدها تشد على الجوال ..ودها تكسره
وقفت وقالت بإبتسامه :يمه ..اجيب لك قهوه ..
جدتها :اي والله يايمه ..
ليلى :ابشري ..
خرجت بسرعه ..وبربكه غير طبيعيه ..
دخلت بسرعه المطبخ ..و قفلت الباب ..فتحت على الرساله و قرتها من جديد ..
ارتعشت ..هذي المره الثانيه ..شو الحكايه ..
دخلت سلوى المطبخ و فزعت ليلى من دخولها ..
سلوى :بسم الله .ويش تسوين لحالك؟
ليلى :وشفيكم ..مافيني شيء كم مره اقولها لكم
سلوى :وانا ويش قلت ...!!!
وقفت ليلى و قالت بصوت منزعج :سلوى ..اعطي امي القهوه ..انا بطلع غرفتي احس اني تعبانه .
دخلت غرفتها ..رمت جهازها على السرير ..
من وده يلعب بأعصابي كذا
و يتجاوز حدود صبري ..
دخلت الحمام ..غسلت وجهها ..و طالعت المرايه ..
ترقب عيونها المتأججه بالمشاعر .حست بحرقه ما تقدر تطفيها .
و غربه تخافها ..و رهبه في اول الطريق المتعثر ..من القادم .
تعوذت من الشيطان ..و نفسها مابين فكره واخرى تهاود تلك و تغلق الابواب في وجه تلك
لعلها تنسى فقط ..
*****************
لا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ
لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْرُ
حروب نفسيه مضاده ..
ومشاعر لا تنتهي ..
عيون تتربص الانقضاض ..
و بعضها مهزوزه خائفه ..
زياد بصرخه :انت ويش تقول ..؟ اكيد انك تمزح صح .
سلطان بنبره جديه :لا ..
زياد ووده يذبحه :سلطان انت بعقلك و الا انجنيت ..عمي لو درى عنك والله ليذبحك
سلطان :ما يهمني احد ..
طالعه بنظرات مستغربه و قال بهدوء :سلطان ..انت كذا تدمر حياة البنت ..مو حرام عليك
سلطان و عيونه متأثره من كلماته قال بحزن :و انا حياتي ..ماتدمرت من بعد قرارها ..تعرف انها حكمت على بالاعدام
عمرك شفت ميت يعيش عادي ..هذا انا
زياد بألم :يا خوي تعوذ من الشيطان ..اللي سويته ما يتقبله لا عاقل و لا مجنون ..
سلطان و هو يتلمس الكدمه :لا تحاول معي يا زياد ..انا سويت اللي سويته و انتهيت ..لا انت او غيرك تقدر تغيرون رأيي
و كمل بتهديد : مطلق الغانم ..اذا ماطلقها اليوم ..حسابه عندي انا
زياد بهتت ملامحه و ما في عقله كلمه تصف حاله الضياع اللي يعيشها صاحبه ..
و افكاره تسحبه لمكان محفوف بالمخاطر .
وذلك العاشق نظراته تضيق و تتسع و اعصاب عقله
قد انهالت عليه بأنتقام وبلا هواده و ذاكرته تعود مجبره لصباحه المزعج
ويده تتلمس وجع الروح قبل الجسد ..
******************
" سلامات ..سمعت عنك و عن مطلق حبيبك ..لا تنخدعين في تصرفاته تراه من الرجال اللي يحب يلعب
على الحبلين ..و انا واحده من ضحاياه ..على كل حبيت انصحك لوجه الله "فاعله خير
للمره العشرون تقراها بدون كلل او ملل
تحس بغضب يشل افكارها ..
كانت تبي تمسحها لكان تراجعت ..
هذي الاشاره الثانيه ..كيف تتصرف ؟
دخلت سلوى و انتبهت لها ..:ليلى ..عسى ماشر ..حالتك ماهي عاجبتنا
ليلى في شرود :مافيني شي..
جلست جنبها و قالت :يا بنت الحلال على مين ؟ طول الوقت قاعده لحالك ؟
ليلى :ما ادري ياسلوى محتاره ..
سلوى :خير ليش محتاره .
اعطتها الجوال و خلتها تقرأ الرساله ..
طالعتها سلوى بإستنكار و قالت :متى وصلتك الرساله ؟
ليلى :اليوم الضحى ..
سلوى :والله حاجه تحط العقل في الكف ..مين اللي ارسلها ؟يعني هذي الحركه الثانيه اللي ما نعرف مين ارسلها ..
ليلى :ودي اعرف شو معناته هالكلام .ومين اللي يحاول يشككني في مطلق
سلوى :اكيد هذا شخص يعرفك...والله اني شاكه في خرابه البيوت ..
ليلى :مين تقصدين ؟
:اقصد ريهام ..
ليلى :لا تحطين في ذمتك ..ان بعض الظن اثم ..
سلوى :طيب مين ارسلها ؟
ليلى :و الله ماادري ..ويش رايك اعطي الرقم لسعود ويشوف ..
سلوى :لا ..تخيلى حتى لو طلع كلامها صحيح ,...و كملت بتوتر لما شافت تغيرملامحها : لا لا اكيد اني غلطانه
خافت ليلى فجأه ..معقوله
هزت راسها بنفي ..وقالت :والله محتاره ..خايفه لوتدرين اني انصدم فيه..ما عاد اقدر اتحمل يا سلوى
أقسـى شعـور يكـون قلبـك [ مثبـّت]
........ وتزلزلـه ~ صدمـه ~وهو حيـل حسـآس؛
سلوى :يا بنت خليك قويه ..لا تنهزمين من كلام واحده ماتخاف الله و تخربين حياتك ..انا لو مكانك نكايه فيها
لاخذه .. فاعله الخير قالت.
ضحكت ليلى وبعدها قاالت :ليت الامور تجي بالسهوله هذي .
سلوى بتفاؤل :يا شيخه حطي في بطنك بطيخه صيفي ..على قوله المثل المصري ..و انسي الموضوع .
ابتسمت ليلى ..و قالت :وهذي من وين لقطتيها ؟
سلوى :ياماما ..قعدتي قدام التلفزيون جابت فايده ..قمت اقول امثال مصريه ..
ضحكت ليلى ..وتناست قصه الرساله مؤقتا ..لعلها تلقى حل شافي يداوي حيرتها ..
********************
دخل على صاحبه و لاحظ عليه غضبه ..مزاجه مقلوب و متغير
ناصر :السلام عليكم
مطلق بدون ما يطالعه :و عليكم السلام
جلس ناصر و مد رجليه قدامه :وشفيك قالب وجهك ..
مطلق لارد
ناصر طالع ساعته وقال :الوقت تأخر ما تبي تمشي
مطلق لا رد
ناصر بجديه :مطلق ..وشفيك ؟
مطلق طالعه وضرب بالقلم على المكتب و قال :مافيني شيء .
ناصر:متأكد
مطلق دعك جبينه و قال :اكيد ..متضايق من الشغل شوي ..
ناصر وقف وقال :طيب ....كيف حال زوجتك ؟..
إبتسم لما ذكرها لكن نظرات مطلق الحاده له خلاه يمحيها على طول ..
سأله ناصر متجاهل انزعاجه :ماودك نروح نتمشى شوي ..ياني مشتاق للرياض
مطلق بتوتر و عصبيه وضحت من طريقه مسكه للقلم :خلها بعدين ..راسي مشغول بأمور كثيره .
ناصر و بشخصيته النافذه و المتبصره :انت متغير و في امور شاغلتك و محيرتك ..على كل حال انا موجود
متى ما احتجتني ..يالله مع السلامه ..لا تتأخر ترى كل الموظفين طلعوا ..
قبل ما يفتح ناصر الباب ..قال مطلق بوضوح و هو عارف ان صاحبه يسمعه بإنصات
:اليوم ولد خالها زارني ..و صارت بيننا مشكله و ضربته..
ناصر تقدم بمهل و قال بهدوء:و السبب ؟؟؟
تحرك من مكانه و مشى ناحيه النافذه :يطلب مني اطلق زوجتي ..ليلى ..و همس اسمها بهدوء
اقترب ناصر من مطلق و صار خلفه وقال بهدوءه المعتاد المريح :اهاا وليش ؟
مطلق بعصبيه وضحت من انتفاخ عرق النبض في عنقه :يحبها ..
و اخترق فقاعه الصمت بتلك الكلمه التي كانت كالسهم المخترق .
ناصر إلتزم الصمت لانه حل اكثر من وسيله للتعبير ..
و انتظر مطلق اللي كمل كلامه بعمق :ابعد من النجوم اللي يتمناه ..
ابتسم ناصر ..اكثر العارفين بنرجسيه صاحبه المتملكه ..غير مصادر لمقتنياته ولو بأغلى الاثمان
مقامرمتمرس لصفقات الحياة ..غير مبالي بالعواقب ..
ربت على كتفه بلطف ..و مشى ناحية الباب قبل مايقول :إلا بالمناسبة ..الضربه كانت من اليسرى او اليمنى
ابتسم مطلق بدون اراده و رفع يده اليمنى ..ولاحظ انكماش وجه ناصر و انغلاق عينيه وقال بهمس :اووووه الله يعينه
و خرج بسرعه يعرف ان الحل ان يبقى مع نفسه يتدارك حجم ما هو امامه..و ترك مطلق في معركته الباردة ..
و بصمت يخفي مشاعر مشحونه بالغضب و القهر ..ما يدري كيف يصرفه ..
سلطان وليلى .."تحبني و احبها "
تقرع داخل اذنيه كطبول الحرب ..احساس بالخيانه و السذاجه يسيطر عليه .
مسك جواله وده يفرغ حرته في احد ..دور على رقمها لكن تذكر انه ماسجله عنده..
من قهره رمى جواله و زفر بعصبيه ..و هو يشوف بقاياه تتناثر على الارض .
*********************
دق على الجوال مره مرتين حس فيها بالخوف
دق مرة ثانيه ..و على الرنه الرابعه
جاه صوته الطفولي :الو
ابتسم وتنهد براحه : رائد ..وين الماما حبيبي ؟
رد :ماما في المطبخ ...
سعود :طيب وين غلا ؟
رائد :غلا ..تلعب جنبي ..
سعود :خلاص حبيبي ..قول لماما تكلمني ..
رائد :سعود ..متى تجي عندنا ؟
سعود بفرحه :بكرة اجيك حبيبي ..انت انتبه للماما و اختك ..
رائد :ايه صح انا رجال البيت ..
ضحك سعود بحب :فديت رجال البيت ..
سمع صوته اخته وهي تتكلم معها والتهى فيها وترك سعود ..
قفل على طول ..
وهويناظر في الجوال فترة ..
دخلت ليلى عليه ولاحظت شروده ...
ليلى :احم احم ..اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه يارب
انتبه لها سعود و قال :ما اخذ عقلي غير حبيبه القلب ...
ليلى بإهتمام :والله ابركها من ساعه ..يوم تفكر بنفسك ..
سعود :اذا تطمنت عليك ذاك الوقت ..افكر في نفسي ..
ليلى جلست قباله و حطت يدها على خدها وقالت :يعني ما تطمنت ..تزوجت واحد الكل راضي عنه
ويش تبي اكثر.
مال نحوها وقال :وانتي راضيه ؟
ابتسمت وردت عليه : لا تهرب من الموضوع ..الحمد لله انا راضيه عن حياتي .
وزواجي تقرر خلاص ليش تنتظر بعد .
وكملت :انا لازم ادور لك على واحده تناسبك...
سعود :لا يا حبيبتي ..اطلعي منها انتي ...
ضربته ليلى وقالت بزعل :لا ياحبيبي ..اصلا تحمد ربك وجه وقفا اذا تدخلت في الموضوع .
شد غرتها وقال :عن الغرور
ضحكت ليلى وقالت :خلاص ..بجد يا سعود ..ماودك تتزوج و تستقر
سعود :اكيد ...لكن كل شيء في وقته حلو .
ليلى وهي تفكر في نجمه ...وتخيلتهم مع بعض ..
سألها سعود بطريقه عاديه :ابغى اسألك ..مين من بنات عمي تحب ترسم ؟
ليلى بإهتمام :ليش تسأل ؟
سعود :عادي ..شفت مرة زياد يشري لوحات وألوان ...قلت اكيد موعشانه ؟
ليلى بدون اهتمام و هي متشاغله في شعرها :ريهام ..
سعود ابتسم بداخله ..و اخيرا حل الشيفره للغز في عقله ..
وادعى السلام و هو في حاله ثماله غير عاديه .واخيرانكشف السر ...وزادت الابتسامه
***************************
ريهام في غرفتها تتكلم مع اريام على الماسن ...
""بتم احبك طول العمر " ريهام :
وينك انتي ما تطلين علينا كل هذا نوم
"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه " اريام :
والله طول الوقت نايمه ..
""بتم احبك طول العمر " :
واضح ..من التوبيك من زود الطفش هههههه
"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه "
شفتي كيف ؟ كل وقتي نوم
"بتم احبك طول العمر " :
طيب شو رايك نروح السوق بكره ..نغير جو شوي
"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه "
ما عندي مانع ..بقول لفاتن تمشي معنا
"بتم احبك طول العمر " :
بنت خالك هذي ماتنزل لي من زور احس انها نفسيه
شايفه نفسها علينا ..
"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه ":
و الله هي حبوبه ..صح دلوعه شوي لكن ملزومه فيها
وحدها طول الوقت ..
دخل زياد و جلس على السريروباين من وجهه انه متضايق ..
"بتم احبك طول العمر " :
اريام ..انا بخرج اخوي عندي اشوفك بعدين اوكي
باي
لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه ":
اوكي ..باي
قفلت جهازها و دارت بالكرسي ناحيته وقالت :خير يا زياد وشفيك ؟
زياد :ما ادري ويش اسوي ..محتار يااختي
ريهام :قول يمكن اساعدك
زياد :سلطان ..الرجال انجن
ريهام بخوف :ليش ايش صايرله ؟
زياد :تدرين اليوم ويش سوى ..زار مطلق في مكتبه و قال له يطلق ليلى
شهقت ريهام بخوف و ما قدرت تتكلم ..
زياد بعصبيه :بيخرب حياة البنت ..والسبب عناده
ريهام :لازم تمنعه يا زياد ..
وفي داخلها كفايه اللي صار لها ..اصلا كل هذا بسببي انا ..
ياربي هونها يا رب عدي كل شي على خير ..
زياد :كيف امنعه يا ريهام ..
ريهام بتصميم :اللي بيسويه بيقطع صله الرحم ..لو درى جدي ولا سعود ما بيسامحونه ابد
قول لعمي او لابوي ..انت وحدك ماتقدر تسوي شيء
زياد :انا بحاول معه لحالي اذا مافاد ..بأشور ابوي و يصير خير ان شاء الله .
ريهام تمسك يده و تقول برجاء :دخيلك يا زياد ..لا يحاول يهدم حياتها ..كفايه اللي صابها من قبل
زياد بفضول :غريبه ..و هو ايش اللي يصيبها ..اصلا كل هذا بسببها ..
ريهام :زياد ..لا تفكر بهذي الطريقه ..اللي صار صار وانتهى ..الله ماكتب له ياخذها مو معناته
يهدم حياتها ..الحياة ما تتوقف عليه بحاله ..
زياد :الله يكون في عوني وعونه ..
سألته قبل ما يخرج :زياد ..مطلق عمل ايش لما حكى له سلطان ؟
زياد يمثل حركه البوكس على وجهه ..وابتسم و هو يقول :و الله ما ادري كيف ما ذبحه ..
انا لو مكانه ما خليته يخرج على رجليه .
ريهام برعب :الله ستر و لطف ..شكله مطلق هذا عاقل و حكيم ..
زياد :بقوووه ..لكن على امل ما يلعب الشيطان براسه ويسوي اللي يبيه سلطان .
حطت يدها على قلبها الثائر و بكل صدق دعت بأن الله يهدي سلطان و يرجع عن اللي في باله .
زياد :انا بروح انام ..تصبحين على خير.
ريهام بهمس:تصبح على خير
انزوت على سريرها ..لتحس بحرقه في عينيها ..يا قوة قلبك ياحقد ..و ياقسوتك يازمن
ويش السواة الحين كل شيء ابتدا بي وانتهى وانا منفيه ..
رفعت يدها بصدق ..و بصوت باكي انهارت بالدعاء...
********************
مطلق و بعصبيه يقطع مكتبه روحه و جيه ..من البارحه ما قدر ينام بهدوء
خرج من المكتب وتجاهل نداء السكرتير ..
دق بجواله في الطريق ..على ناصر لكن مارد ..
دخل البيت ..لتستقبله امه بإستغراب :سلامات يمه ..تعبان ؟
مطلق :شوي راسي مصدع ..قلت اريح
ام مطلق :فديتك يمه ..روح بقول لأريام تجيب لك حبوب صداع .
مطلق وهو يرقى الدرج :ما يحتاج يمه انا انام و ارتاح ..و ان اشاء الله الصداع يخف.
دخل و اخذ له شور ..واسترخى على سريره ..غمض عيونه لعل وعسى يجيه نوم ..لكن هيهات
عمره ماارتاح حتى يخلص من كل الامور العالقه في حياته ..
والامر اللي يواجهه الان ..مو بالامر العادي ..
اول تحدي في حياته ..يمس كرامته كرجل
يمس كينونه كبرياءه و صلابه قلبه ..
يهدد ما يحمله لنفسه من اعتبارات و قيم لا يبتذلها ابدا ..
حط ذراعه على عيونه و تنهد ..
دق جواله ..فتحه على طول ..
ناصر :هلا مطلق ..اعذرني كان عندي جلسه مع مريض
مطلق :لا عادي ...اصلا انا ناسي ليش دقيت عليك .
ناصر :سلامات يا مطلق صوتك متغيرفيك شيء
مطلق :ما اقدر افكر ...المدام طلع لها ولد خال يحبها و يطالب فيها حتى بعدما صارت لغيره ...
زادت انفاسه حراره مع كل كلمه يقولها ...يلتفت مثل المجنون يبحث عن فراغ يسد غضبه ولعله يجد ..
ناصر بهدوء :طيب ..فكر بهدوء لا تخلي الغضب يعميك ...
مطلق بمراره :كيف افكر بهدوء ..ماادري ايش اللي مانعني اروح و اسمع منها كل الحكايه...
وقف و رجع شعره المبلل للخلف..
ناصر :تبغى تسمع رأيي
ماسمع رد مطلق كمل بتعقل :هو ولد خالتها..يعني ممكن كان يبيها قبل تخطبها إنت..
واللي صار كان طيش ..انا انصحك انك تتمهل في قراراتك ..لا تفسد حياتك بسبب تهور غيرك .
مطلق بشده :يحبها وتحبه ..
كمل بعصبيه :كان ودي اذبحه ..تعرف ما ادري كيف تحملت وقتها ..حياته كانت بين يديني و خليته يروح
ناصر حس بالغضب المكتوم داخل صاحبه وخاف ..مو عليه على اللي بيواجهون مطلق بالعنف المحبوس داخله ..
ناصر بحذر وهدوء :مطلق تعوذ من الشيطان ..حاول تفكر قبل ماتتصرف ..
نفخ مطلق نفس حار في الهواء و قال :بعدين اكلمك يا ناصر ..
قفل الجوال ..وشد عليه ورفع يده بقوه وده يكسر الجوال من قهره ..هالمره جوال ثاني
بيروح ضحيه عصبيته ..
***********************
سلطان وعيونه تبحث في المكان لعله يلمح طيفها من بعيد
سعود بترحيب :حياك الله يا سلطان ..مابغيت تجينا
سلطان :الله يحيك ..والله شغل ..
سعود :الله يعين ان شاء الله ..و كيف شغلكم في المعرض ؟
سلطان و هويوقف لجدته المقبله نحوه :ماشي الحال ..ورحب بجدته:هلا ياجده
الجده بفرح :هلاوالله بسلطان القوم ..وينك يمه ؟ما تقول ازور جدتي اقعد احكي معها شوي
باس راسها و قال :الله يخليك يالغاليه ..والله كنت توي اقول لسعود اني مشغول ..
جلست الجده جنبه وقالت بعتاب:وين يمه هالعمر يخلص و الشغل مايخلص ..انا اشهد انك طالع لجدك ؟
ضحك سعود وسلطان ..قبل مايقول :الله يعطيكم العافيه ان شاء الله .
بحنان قالت الجده و هي تمسح على ظهره:و يعافيك يارب ,..
دخل الجد بهيبته وسلم عليهم
وقف سلطان وسلم عليه بإحترام
الجد :حيا الله سلطان ..وين ابوك ما جاء معك ..
سلطان :راح المزرعه يقول عنده اشغال هناك .إلا كيفك ياجدك عساك بخير ؟
الجد :يارب لك الحمد و ا لشكر ..إلا اني يا ولدي عفت المجلس في هالمكان ..ما اعرف الا انتم ..
ضحك سعود و هو يقول :هذا سيناريو كل يوم يا سلطان ..
سلطان :وين يا جدي باقي ماشبعنا منك ..
الجد :و الله انتم اللي لاهين ..تراكضون ما ادري ويش وراكم انا رجال وراي حلال و عمال ..ماني بعايز عنها ..
سلطان :الله يطول في عمرك يا جدي ..
دق جوال سعود اللي ابتسم و هو يرد :هلا والله بالنسيب
امتعض سلطان من طاريه ..
مطلق :هلافيك ..اخبار الاهل عسى ماعليكم قصور ؟
سعود :تسلم با ابو غانم .من الله بخير و سلامه
مطلق :دووم ان شاء الله ...اسمع يا سعود
تدخلت الجده لتقاطعه ..:يمه سعود قول له يجي يتغدى عندنا اليوم و اهله معه..بنسوي غدا على نيه سلامه ليلى .
سعود ضحك و سأله :وصلتك العزيمه يا ابو غانم ..ترى ما عندك عذر .
مطلق :مااحتاج عزيمه ..محسوبين من الاهل ..الله يطول في عمرها ان شاء الله
سعود :لا تنسى و تقول انشغلت ..ترانا حاجزين سلطان اليوم لا شغل ولا هم يحزنون.
في الجهه اخرى نوبه غضب هزت جسده ..وقال بإختصار :يصير خير ان شاء الله
يالله مع السلامه
سعود :مع السلامه .
سلطان في مكان بعيد كل البعد عن عالمه ..
حيث تنتمي مشاعره المحترقه ..ولا يعلم انه يحترق معها
**************************
ليلى تشتغل بهمه في البيت ..مع سلوى وهند
هناك شيء يحرك مشاعرها و تريد ان تنساه
او بالاحرى تريد ان تتنساه
نداءات من الداخل مطله لها بوجه اخر ..
تدعي انها لا تراها وسط تلك الضوضاء التي تصنعها اختيها ..
وتتشاغل فرحه بالصد عنها ..
هند بطفش :والله تعبانه يا ناس ..
سلوى :من الصبح وانتي تعبانه وتعبانه ..وانتي مااشتغلتي شي
هند بحده :و انتي ويش حشرك فيني ؟ما تبيني اتعب بعد..
ليلى تدخلت بينهم :بنات خلاص ..ماشاء الله عندكم طاقه للسوالف و طق الحنك اما في الشغل مهدود حيلكم .
سلوى :اسأليها هي ..دلوعه امها .
استندت على الباب وناظرتهم ...و مسحت عيونها بتعب
اقتربت سلوى منها وقالت :تعبانه ياليلى ...روحي خذي دواك..
ليلى :لا مو تعبانه ..
وقفت هند و تأففت و خرجت بسرعه بدون كلمه ..
سلوى تراقبها حتى اختفت من قدامها:اختك هذي فيها دلع و اتكاليه عجيبه ..
ابتسمت ليلى وقالت :خفي عليها شوي ..يالله خلينا نكمل الشغل ..
مسكتها سلوى و قالت :خليك انتي شكلك تعبانه ..لا تطيحين علينا ..
كانت بتخرج لكنها رجعت و هي تبتسم ابتسامه عريضه و تغمز :ولا.. قاصده صح ..تبين حبيب القلب يشيلك ..
ويه يمه منكن .. ياكيد النساء...
ليلى بإحراج تدور على شيء جنبها مالقيت ...ضحكت سلوى وخرجت تركض هاربه منها..
عاد لها بعد ان كادت ان تنساه ..
حطت يدها على خدها ..ليه مايجي و لا يتصل ..
يعني من باب الذوق على الاقل يدق يطمن ..يرسل سلام
صدق لوح جليد ..طيب انا ويش علي ؟
صراحه شيء يحز في الخاطر
يعني هذا زوجي ..لو اموت مابيسأل عني ..و انا كمان مابسأل عنه ..
ما عنده احساس هذا اقل شيء اقوله عنه..
نفضت افكارها بعيد و حطت راسها على المخده شوي تريح فيها ..
بكل ارادتها تبحث من حوله على شغل شاغل وابدا لا تقترب منه ..
دخل سعود عليها وهي مغمضه عيونها حسبها نايمه
جاء يطلع سمع صوتها تناديه
التفت لها وهومبتسم : حسبتك نايمه ؟
اعتدلت في جلستها وقالت :لا والله كنت اريح شوي
سعود بخوف :خير ..تحسين في شيء ؟قولي
ليلى بإبتسامه :لا الحمدلله مافيني الا العافيه .
ريح على سريرها وقال :تعرفين مين زرت يوم دخلت المستشفى ؟
ليلى :مين ؟
سعود و نظراته تدرس ملامح وجهها قال بهواده بدون اندفاع :امي
شهقت فجأه و عيونها تعبر عن وجل الغائبه الحاضره :امي ..امي انا
اهتز فكها و سالت دموعها دون سابق انذار ..
رمشت عيون سعود ..لنداء القلب ..ألايشاركها تلك الدموع وهو رفيقها في الاحزان
لن يشار له بالبنان رجل يبكي ..ويوصم بعار
يعرف نقطه ضعفها و سر تعاستها ..و ان اخفتها بوهميه الحياة
و سيشاركها طعم الفرح و لو للحظه ..ليمدها بطاقه تستمر بعدها
فهي جسد متهالك مايلبث ان يهوي على عتبات الحياة..
قال بصوته الحنون :ايه امي ..امي
بالكاد تلفظت بتلك الكلمات وكأن كل كلمه تخرج بجزء من روحها المعذبه :وينها يا سعود ..
ابتسمت وكملت :كيفها ..هي بخير ..طيب شفتها ..تغيرت ياسعود ولا مثل ماهي
ضحك سعود وقال :شوي شوي ..علي ..الحمدلله هي طيبه و بصحه ..اما عن تغيرت فأكيد تغيرت
هو احد يبقى على حاله في هالدنيا ..
اخفى مراره تذوقها ما بين كلماته ..اه لو تعلمين يااختي كم تغيرت
اصبحت كسيره ..بائسه ..تشد اطراف الحياة لتبقى على قيدها ..
تلك الحسناء ..اصبحت تبكي على الاطلال و على بقايا امراءه كانت كالقمر في رحاب الكون ..
لا اعلم مااقول ..فما الجدوى من الكلام ..فإحتراف الصمت ابلغ ..
رجع يبتسم من جديد قال :ابشرك صار لنا اخوان ..
ابتسمت و عيونها ترفرف بفرحه ..لكن فجأه اختفت تلك الفرحه وحل محلها الوجوم ..و همست بحزن
:جابت اولاد ..علشان كذا نسيتنا ..مرتاحه في حياتها ..ياسعود >> قالتها بإستسلام
وكأنها تقول لايهمني يااخي ..اتراني ام لا
سعادتها هي ما اريده من الدنيا ..
كتب لي الشقاء وانا في بطنها ..لارغبه مني او اختيار منها
لو كنا بين شقين من الارض فكل مااتمناه هو ان تكون سعيده ..
تفهم سعود نبرتها اليائسه ولم يلومها قال :صحيح انها تزوجت و عاشت حياتها بعيد عنها ..لكن فراقنا وبعدنا عنها
عمره ماكان من ا ختياراتها ..و هي تحبك و تتمنى تشوفك اليوم قبل باكر ..
وقفت ومسكت يده وقالت بلهفه :قوم وديني عندها ..قوم يا سعود ..يكفينا انتظار
سعود بجمود رغم زمهره المشاعر في عيونه قال :سامحيني يا ليلى ما اقدر..
سقطت يده بجانبه بعدما تخلت عنها ليلى ..و جلست جنبه منقاده ..تبحث عن الجواب الضائع في متاهات السنين
قالت بإستفهام :ليش يا سعود ..ليش ؟
طالع قدامه وكأنه يرى وعدا سيحققه لها : في الوقت المناسب ..
رأت ما اراده هو ان تراه.. فتبعته في طريقه ذاك و كل الثقه يجلس بجانبها
اسندت راسها على كتفه ...و ابتسمت ..غدا سيكون اجمل ..نعم غدا سيكون اجمل .
*******************
سمر تجري بسرعه جهه اريام الجالسه قدام التلفزيون
جلست جنبها وهي تلهث :اريوم ..مطلق دق على امي و قال معزومين عند اهل ليلى .
اريام تتأفف :يا شيخه و تاعبه عمرك ..على بالك اني بروح
سمر :وليش ما تروحين ؟
اريام :ما احب اروح لهم ..يحسسوني بالملل .
سمر :وانتي وبعدين معك ..شايفه نفسك على ايش ..
اريام :سمر روقينا ..خليني اتفرج بهدوء
سمر :و العزيمه ..
اريام :قولي تعبانه ما تقدر تروح
سمر :لا والله ما بكذب عشانك ..
اريام :طيب خلاص انا اللي بأقولهم
وقفت سمر وضربتها بمخده صغيره ..وهربت لحد الباب
اريام :يا حماره ابعدي عن خلقي احسن لك .
سمر :ما الحماره الا انتي ..
اريام :يا لله انقلعي من قدامي جبتي لي المرض .
سمر :مالت .. الشرهه مو عليك الشرهه علي انا اتكلم مع هذي الاشكال .
تركتها و دخلت غرفتها دقت على اختها وفاء
سمر :مراحب وفاء
وفاء :بسم الله الناس يسلمون اول
سمر :السلام عليكم و رحمه الله
وفاء :و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته...نعم ويش عندك من صباح الله
سمر :بإختصار شديد :اهل ليلى عزمونا ..وانتي معنا اوكي..جهزي العصابه علشان يروحون معي
وفاء :طيب وقفي شوي ..اشوف ابونايف و اعطيك خبر
سمر :انا مالي دخل في ابو نايف ..المهم افراد العصابه يكونون معي .
يالله باي انا مشغوله ..
قفلت و وقفت قدام الدولاب ..تدور لها ملابس للعزيمه .
*************************
دخل سلطان البيت و باين عليه التعب و الهموم
اقترب من امه و سلم عليها ..
امه بخوف :بسم الله عليك ياولدي ..علامك حالك مقلوب ؟
سلطان بإبتسامه باهته :ما فيني شيء ..شغل
ام سلطان :اي شغل الله يهديك يمه ..ابوك يقول ما تروح للمعرض ..و تاركك على راحتك
وانت تقول شغل ..
زفر بعصبيه وقال :كنت طفشان و رحت اتمشى ..و لا ممنوع
ام سلطان بحزن على حالة ولدها ...قالت :يا ولدي الله يهديك ..انتبه لنفسك ..
وقامت و هي تتدعو له بصوت مسموع ..
ارخى نظراته ..و همه اصبح هموم ..ما له مزاج لا في شغل و لا في شيء ثاني ..
دخلت رغد ..و شافت اخوها حزنت على شكله ..باين عليه تعبان ومهموم ..
وينك يا سلطان ..وين حيويتك و حسك في البيت ..اختفى من زمان
وين ابتسامتك و ضحكتك ماعاد نسمعها ..
وينك ياخوي ..ويش جرى لك يا قلب اختك
كل هذا من فعايل الحب ..
صرت جسد بدون روح ..تمشي بدون احساس
رسمت ابتسامه على محياها ..و قالت :صباح الخير يا احلى اخ في الدنيا
ابتسم و رد عليها:صباح الخير ..ماشاء الله عليك اليوم مبكره
رغد :و الله امي قالت ان في عزيمه عند اجدادي
ارخى نظراته على مفرش الطاوله ومسح وجهه ..
جاوبها بعد لحظه صمت :ايه ادري ..كنت عندهم وقتها
اكيد علشانها كنت هناك ..رغد تفكر و عيونها تراقب تغير ملامحه ..
رغد :وشفيك ياسلطان ؟
سلطان :ويش تشوفين يعني ...وركز عيونه في عيونها ..
رغد :هونها تهون يا خوي ..ما يصير اللي تسويه في نفسك
سلطان بعصبيه :خلاص ماصارت عاد ..تعبت منكم تقيمون تصرفاتي على كيفكم .
رغد بحزن :سلطان ..ليش متغير علينا ..
سلطان :اووف منكم ..
خرج بسرعه ..رغد بكت على حاله .و في داخلها زادت نقمه على ليلى
لانها السبب في حزن اخوها ..
قامت بسرعه تجهز نفسها للعزيمه وهي ناويه على دفع الثمن بطريقتها ..
ام سلطان المراقبه بصمت ..ادركت بحكمه ان وقت التدخل قد حان..ونفض الغبار عن الايدي قد انتهى
يكفي ما يحدث حتى الان ..حياة و مستقبل على وشك ان تكون نهايتها غير مرغوبه ..و ببصيره نافذه
شدت من ازر نفسها للقرار قد اصبح محكما ...
*******************
فاتن :اريام الله يخليك ..روحي هالعزيمه والله اناكمان دي امشي معكم .
اريام بشك :فاتن ...وش هوله تمشين معنا ...؟اذا كنت انا اصلا مو رايحه .
فاتن :ودي اشوف هذي اللي اسمها ليلى ..
اريام :لا ياحبيبتي ..موناقصني وجع راس ..لو درى عني مطلق و الله ليطلع عيوني .
ابتسمت فاتن و قالت و هي تتقرب من اريام :ما عليك من مطلق ..انا بقنع خالتي و هو ماله علاقه
اريام بخوف :فاتن انتي ويش ناويه عليه بالتحديد ؟
فاتن بنفس الابتسامه : وانتي ليش خايفه ؟
اريام بعدم مبالاه :انا مايهمني إلااخوي ..لانه اذا زعل مني ياويلي ..اما اذاكان عندك حسابات ثانيه
خليني بعيده عنها رجاء..
فاتن بإحتيال :ما عليك من احد ..ودي اشوف هاليلى اللي تركني علشانها ...
اريام :يابنت خلاص ..لا تجني زياده ...امي طايره فيها ..و اخوي ...
هزت راسها و كملت :و اخوي ماشي حاله ..معها ..
فاتن بلهفه :صدق ..ان شاء الله مايحبها ..
اريام :والله مو لايق عليكم هالحب ..صرتن زي المهابيل ..
فاتن :ليه تجمعين ؟ليه فيه واحده معي ؟
اريام :المهبوله ريهام ..نفس حكايتك
فاتن بهيام :يجي لك يوم يا حبي ..
اريام و هي تحرك يديها في وجه فاتن :الشر برى و بعيد ..
***************************
وقفت قدام المرايه للمره الثانيه..لبست بلوزه بلون ازرق بحري بفتحه واسعه..
و اكمام قصيره ...و تنوره بيضاء ..رغم محاوله سلوى انها تلبس بنطلون جينز إلا انها رفضت ..
مااحتاجت مكياج كثير ..حطت له روج زهر و اكتفت بكحل ..و ظلال بحريه باهته ..
هي بتشتغل كثير و المكياج بيضايقها ...
رفعت شعرها ورجعت تركته مسدول على ظهرها ..احتارت فيه ..
دخلت سلوى و تخصرت :ياسلام عليك ..احنا نحوس في البيت وانتي رازه عمرتس عند المرايه .
ليلى بحيره :سلوى ويش اسوي بشعري ..؟
سلوى :فكيه ودعيه يتنفس ..و ابتسمت ابتسامه واسعه
طالعتهاليلى وقالت :شكلك انتي اللي فايقه ..ماهمك شعرك قصير الا انا شايله همه
ما اقدر اخليه مسدول على ظهري ..جدتي تحلفت فيني ..
سلوى :خلاص ..ارفعيه وثبتيه بشباصه ..و فكينا..
فتحت الادراج تدور على شباصه مالقيت الا شباصه سوداء ..ثبتتها على طول وبعدها مشت لقرب سلوى اللي كانت
لابسه بلوزه تفاحي مع تنوره بيج واسعه ..قالت :حلوه ملابسك ..هذي اللي اشتريناها اخر مره صح ..
هزت راسها وهي تضبط شعر ليلى ..و تعدل غرتها على جبينها ..
سمعوا صوت الجرس ..
سلوى :شكلهم حضروا ..
ليلى :يالله امشي قدامي ..
نزلت ليلى وسلوى بعدها ..سمعت صوت عمها ابو زياد ..
ليلى في استقباله بإبتسامه احترام :ياهلا ياعمي ..
ابو زياد :هلا فيك يا بنتي ..ها كيف حالك ؟
ليلى ترفع نفسها و تبوس راسه :تسلم يا عمي ..الحمد لله طيبه .
التفتت لخالتها و سلمت عليها ..
و تقابلت مع ريهام وجه لوجه ..للحظه مرت ما تقدمت واحده فيهم ..
لكن ريهام كسرت هذي اللحظه ..و قربت منها وسلمت عليها ..ضغطت على ذراعها بقوه
وكأنها تأكد لها صدقها ..و صفاء مشاعرها ..
ناظرتها ليلى وبانت لها في عيونها مسحه ألم و دموع مكشوفه ..ارخت ريهام راسها و تشاغلت بشعرها ..
خرجت ليلى و تنفست بعمق ...
دخلت المطبخ و شافت سلوى قدامها ..
سلوى بهمس :شفتيها ..قويه عين يا ناس ..ل
ليلى بنفس الهمس :سلوى ..انتبهي تبيني لها شي ..
سلوى :و الله لو ما العيبه ..لكنت وريتها النجوم في عز الظهيره .
دخلت هند و معها ريم ..
سلوى شالت صينيه القهوه والتمر و خرجت من المطبخ ..
ليلى بإبتسامه لريم قالت :وينك يالريم ما تنشافين ؟
عدلت نظارتها وقالت :والله مشغوله ..وقتي ضيق صراحه حتى اهلي ما اقعد معها..
قاطعتها هند بحسره :تقول انها دخلت دوره حاسب و انجليزي ..
ليلى بدهشه :ماشاء الله عليك ياريم ..وكملت بإبتسامه :وانا كمان ودي اكمل دراستي و اتعلم حاسب الي
سلوى دخلت و جلست على طول :وشفيه
هند بنفس الحسره :ريم دخلت دوره حاسب و انجليزي ..
سلوى بسخريه :طيب و شفيها ..عادي
هند :اكيد عادي عندك انتي ...
ريم :بدال مااقضي وقتي في النوم ..والسهر اقضيه في حاجه استفيد منها.
ليلى :تفكير جيد ..ياريم الله يوفقك انشاء الله .
سلوى :الله والفايده عاد ...لو قعدت سنه اتعلم فيه ما اتعلمته ..انا بالعربي بالكاد انطقه ..
ضحكت ريم ..و ليلى و هند الوحيده المكشره في وجه اختها ..
دخلت ريهام محاوله كسر العلاقه الجامده بينها وبين بنات عمها ...
ريهام :ضحكوني معاكم
كشرت سلوى ووقفت من مكانها ..وليلى ادرات ظهرها ..و اغمضت عيونها...في اعماقها اللي يصير مايصح
شكلها ندمانه ..و حتى لو ماهي ندمانه ..وين اللي تعلمناه من كتاب الله و سنه رسولنا الحبيب ان نقابل السيئه بالحسنه ..
تنفست بهدوء و ابتسمت ..
أليس من السهل ان استمر بدون ضغائن .فتلك الاخيره تجعل مني انسانه اخرى غيري انا ..
هائمه في غياهب الظلمات..غير عابئه بما حولي
اي فناء ذلك لعطاءات الحياه ..ننسى نظم الحرف و نغيب في مشاعر مترفه بالسموم..
ونكاد ننسى انها تغذينا بمرور الوقت ..
قالت و ابتسامتها المشرقه تخفي غيوم الحقد :كنا نتكلم عن تعلم الانجليزي..
تفاجأت ريهام بإبتسامتها و توترت زياده :اهاا ..
سلوى تناظر ليلى وعيونها بتخرج من راسها ..
سمعوا صوت الجرس و قامت هند على طول تفتح الباب ..
خرجت سلوى ومعها ريم ..و بقيت ليلى مع ريهام ..
اقتربت ريهام بخجل ...بينما ليلى تشاغلت في تقطيع الحلو ..
قالت بصوت مهزوم:سامحيني ياليلى ..
طالعتها ليلى ..و ملامحها بارده ورجعت تبتسم ..
رجعت ترص الحلا في الصحون ..لكنها اجابتها:سامحتك..
ريهام بلهفه و عدم تصديق:سامحتيني ياليلى ...
ليلى ببرود :سامحتك ياريهام لكن لا تعتقدين ابد ..اني سامحتك علشانك انتي ..
على العكس ..سامحتك علشان اعيش حياتي بدون كراهيه او غل على اي احد .
ركزت في شغلها وقالت :الحياة صعبه بما فيها ..ليش نزيدها على انفسنا ..
ريهام بحزن ما تقدر تلومها ابد ..المشاعر اللي عمرها ماشعرت بها الا بعد فوات الاوان ..
قربت منها .. وساعدتها في شغلها
و همست بصوت باكي :ولو قلت لك اني احتاج مساعدتك يا ليلى ..
طالعتها ليلى مستغربه ..بينما كملت ريهام :انا ضايعه ..اعيش في الظلمه ماادري ويش اسوي
عمري ما اراح انسى ..
ليلى بهدوء /الله يعين الجميع ..
ريهام ودموعها تنهال بغزاره و الكلمات ضاعت فيها ..
اليست هي الدموع سلواها ..او ليست هي من تبدد الضباب الدائم في جوفها الفارغ
ليس لديها غير الندم راحه لقلبها..وان لم يكن فـ ستلتمس الراحه فيه ..تخفيفا للعبء الثقيل
ليلى بحزن على حالتها ..مهما شالت في قلبها و مهما سببت لها من احزان و عذاب لكن ماتقدر تكون مثلهم ولاتحس
بالمتعذب و مدى الالم اللي يشعرون فيه لوحدهم ..
سحبت منديل من جنبها و مدته لها ..
ليلى :امسحي دموعك ياريهام ..و لاتفكرين كثير الواحد ما ياخذ إلا نصيبه .
كلماتها على الجرح ..تزيد من دموع تلك و تعذب روحها ..
والاخرى ..تخرج من دوامه و تلتقي بأخرى ..لكن كلمه خرجت من باطن العقل تصديقا ..لحالها
تسليم و ادارك ..حقيقه قد غابت عنها ..او صارت غيرمدركه لها
"نصيب " غايه خير و إلهام ..هو من جمعها بذاك قيد انمله وابعدها عن اخر كتلك المسماه اتلانتس في معجم العصور.
******************
مزاجه الحاد و العصبي خلى الجميع يفضلون الصمت طول الطريق
ألا يكفيه ما يشعر به..خنقته المشاعر المكبوته و تلك القيود التي تسحبه للهاويه السحيقه
كم يود لو يفجر براكين غضبه الان ..
ذلك الركود تحول لفيضان جارف ..وقد انكسرت جميع السدود
نفذت للغرق او للضياع ..
و وداعه مشاعره سحقها تحت قدميه ..
لا رأفه لمن يتلاعب بي ..و يسخر من وجودي
لا هواده لمن يمر عابرا متجاوزا اعتباراتي و متمهل في اهانتي ..
وقف السياره و خرج اهله ...
ظل عشر دقايق يحاول يتدارك غضبه و يخبـأ ثورته امام الناس.
في داخله امنيه انه ما يلتقى بتلك العينين العاشقتين مرة اخرى ..
دخل المجلس بعدما سلم عليهم جيمع ..طافت عيونه في انحاء المكان ..و تنفس بهدوء
و إلتزم الصمت تهدئه لفوران اعصابه ..مدركا الان بحجم كل خطوه يخطوها
ابتسم بداخله..ليست للوداعه ابدا ..انما هو مارد يخشى ان يخرج غير مروض للصعاب ..
فيثير ثورته في وجه الجميع ..و قد استحسن التحدي ..
وتمناه للحظه يخرج و يجعل من ذاك العاشق المزعوم ..عبره لمن يود ان يعتبر.
*******************
في نفس المكان :
جلست وعيونها تدور في المكان و مشاعر ممتزجه داخلها بلهفه و حقد و غيره
همست لاريام :وينها ؟
اريام :اركدي شوي ..شكلك بتفضحينا
فاتن :بموت مكاني ..قولي وينها
اريام بخوف :فاتن انتي وعدتيني ..خلي هاليوم يعدي على خير .
فاتن :اوكي ..لكن وينها لنا ساعه جالسين ما شفناها
اريام و عيونها على اللي دخلت ..لكزتها بكوعها و اشارت بعيونها لقدام
فاتن وفمها نصف مفتوح ..تراقب ليلى والابتسامه ماتفارق وجهها
حست بنار شاعله داخلها همست بغيره :هذي اللي تقولي عنها ماهي حلوه ..يخرب بيتك وبيتها يا شيخه
ياليتني ما جيت ..معك
اريام تمسك يدها و مسويه نفسها عندها سالفه :اقول لا تفضحينا ..خليك عاديه ..
فاتن لجأت للصمت بعدما انهارت كل قواها في الداخل ..وبكل اصرار عزمت على اللي تسويه..
**********************
ليلى تجلس جنب رغد و تكلمها رغم الحواجز اللي فرضتها
ليلى :رغوده ..وينك ما تدقين مثل اول ؟حتى جدتي افتقدتك
رغد تتأفف :مو فاضيه ..تحسبين ماعندي شغله ولا عمله زي بعض الناس .
استنكرت تصرفها وقالت بشرود : اهاا ...
رجعت رغد تتكلم لريهام مطنشه ليلى ..
حست ليلى عليها وقامت من مكانها ...
ريهام تسحب رغد و تدخل المطبخ ..
رغد :وشفيك انتي ؟عورتي يدي
ريهام بإنزعاج :انتي اللي وشفيك ؟ليش تتعاملين مع ليلى بالطريقه هذي ؟
تكتفت و لفت وجهها للجهه الثانيه وقالت :انا حره اسوي اللي اسويه .
ريهام تلفها لجهتها بعصبيه :ليه كل هذا ..لانها رفضت اخوك ..
رغد :لا تتدخلين ياريهام
ريهام :ليش ما اتدخل ؟انتي عاقله وفاهمه ..هي مثل غيرها و مثلك ..لها حريه الاختيار
لانت ملامح وجهها و بان الحزن في عيونها :سهل الكلام ..صح ..لكن ماشفتي اخوك مكسور الخاطر ومهموم
و ما تقدرين تسوين شيء
ريهام ونوبه العذاب ترجع لها ..لكن بإصرار استمرت في خطوتها..
: و لو ..ما هو صغير..ثانيا :ايش الفائده اللي تجنينها من كل هذا ..
رغد :ودي اعرف ليش رفضته علشان اريحه ؟اخوي قرب يجن والسبه هي ..
جمدت ريهام مكانها و الخوف يلجم لسانها ...والرعشه تهز اطرافها
مااقول لك ...اه مااقسى ذلك
ان تكوني السبب في كل هذا و تلتزمي الصمت خوفا واذعانا للهروب .
ان تري قلوبا مجروحه و كسيره بسببك و لا تستطيعين مداوتها ولو اعترفتي بذنبك ..
فما مضى قد مضى و قد اخذ كل شيء جميل و لم يطفو الا ما يذكرنا بسوء افعالنا وتقديرنا الخاطئ لمشاعرنا ..
ااقولها و اريح نفسي من ذلك العذاب ..
اأاغسل اثامي بالاعتراف ..وانتهي من تأنيب الضمير..
سمعت صوتها يخرج بكل كبرياء :يا الله يارغد ..لهذي الدرجه مهمشين حياتي
ريهام بإحراج تطالع الثنتين ...و وخز الضمير يزيد جراحها عمقا والما
رغد ما قدرت تتكلم و لكن نظراتها مجروحه
ليلى بصوت عميق مهزوز :يعني لو خطبتك لاخوي ..و رفضتي اعاملك بنفس طريقتك ..
انا كمان اخوي ما ينرفض ..لكن مااقدر اجبرك تأخذينه لاي سبب من الاسباب.
ريهام بصوت معذب :ليلى ...
اشارت ليلى لها بيدها و رجعت تكلم رغد :قولي لسلطان ..اني ما رفضته لعيب فيه هو ..ابدا
لكن ...لكن نصيبي كذا ..استخرت الله و مارتحت له ..و حكمه الله اعلى منك و مني
ونحن ما ندري عن المكتوب .
رغد بحزن :صادقه ياليلى ..و معاملتي غصبا عني ..حزن اخوي شل كل افكاري ..كنت احاول اني اتغير
لكن معك مااقدر ..
"وخزها قلبها للحظه وشعرت بالضعف يهد كيانها و دموع تستبيح عذابها وتعلن انهمارها "
ليلى بحزن :لا تلوميني يا رغد ..ربي كتب لي وله ..الله يوفقه مع غيري ..انا خلاص تزوجت
و هتفت بتمثيل الفرح :انا ما اقول ماادري عن المكتوب ..ربي رزقني بمطلق ..الله يخليه لي ان شاء الله.
ابتسمت رغد و احتضنت ليلى بود و صدق ..و همست في اذنها :الله يسعدك ان شاء الله معاه .
طلعت رغد و تركتهم ..يلعقون جراحهم بصمت و يهمسون للالم بشويش ..لكي يخفض صوته
ريهام :ليه ماخليتيني اقول لها الحقيقه ؟
ليلى تتوجه للثلاجه وتصب لنفسها ماء بارد :والفائده..علشان ينقم عليك شخص ثاني وثالث وعاشر
"لم تدهش ..و كأن ضربات سوط عقوبتها قد استباح جسدها لينهال عليها بصمت و بدون ألم "
رجعت تتكلم :خلي اللي صار معنا يموت بيننا ..
ريهام :تقولين سامحتيني ..لكن كلامك اكبر دليل انك ابد ما سامحتي
ليلى بهدوء :انا سامحتك ..لكن ما اقدر انسى اعذريني..اللي صار ما مر علي مرور الكرام والله يشهد
حست بالمراره وهي تتذكر اللي عاشته وقاست منه
دخلت سمر بالتوائم الثلاثه,
ليلى تحط يدهاعلى خدها و تجلس لمستواهم :يا حبي لكم ..ياعيوني ..ريهام بالله طالعيهم ما تقدرين تفرقين بينهم صح
ريهام تخرج من صمتها :ما شاء الله عليهم ..حلوين
سمر و تمد يدها بهديه مغلفه ..ليلى تناظرها مستفسره :ويش هذا ؟
سمر :هذي هديه متواضعه مني و من عصابتي الصغيره .
ضحكت ليلى و طالعت ريهام المبتسمه
باستهم ثلاثتهم ..همست الوسطى لسمر ..ضحكت سمر و قالت لليلى :ليلى ..رؤى تقول انتي نيلى زوجه خالو مطلق ؟
ليلى :ايه انا نيلى على قولتك
سمر تغمز لها وتقول :معليش ..اخطاء لفظيه .
سمر تسأل اروى :اروش ..مين احلى انا ولا خاله ليلى ؟وابتسمت
اروى :اشرت لليلى وقالت :خاله ليلى احلى منك .
ضحكت ليلى وريهام على وجه سمر
سمر بعصبيه :مافيكن خير ..كل تعبي راح بدون فايده يالله انقلعن من قدامي .
ريهام بضحكه :والله شكلك تحفه ..ياسمر ذكرتيني بالبيت اللي يقول اعلمه الرمايه كل يوم فلما اشتد ساعده رماني......
ضحكت ليلى وسمر في نفس الوقت ..وريهام شاركتهم متناسين تلك اللحظات التي سقطت قصدا..لعلها تكون في الذاكره
شيء حلو يدعو للابتسام ...مجرد امنيه تبثها نفوس ضعيفه
*******************
جلس زياد بعدما سلم على الموجودين ..و انتبه انه جالس جنب مطلق
للحظه حس انه مراقب ..سرق نظره على مطلق وهو يشد المسبحه بين يديه ..مسكينه راحت فيها!!
ما يتكلم الا كلمه ويسكت ..حتى انفاسه مسموعه
شكله الرجال مولع الله يستر ...الله يهديك يا سلطان صرت زي المجانين اكلم روحي
انا خايف وكأني انا اللي مكانك ...اليه يجيب العواقب سليمه .
دق جوال زياد ..لما شاف الاسم اختبص و على طول رد
زياد :هلا
سلطان :سلام وينك انت؟
زياد بغصه :احم انا ,,ايه في بيت عمي احمد ..وينك .؟
سلطان :مااقدر اجي ...اسمع
زياد براحه :اهاا
سلطان :.تعال عندي البيت ..
زياد :خلاص ..مع السلامه
سلطان :وشفيك مستعجل
زياد :ياخي ابوي يعطيني نظره من اياهم يعني افهمها .
ضحك سلطان وقال:احسن تستاهل
زياد :هذا جزاتي ..يالخاين
سلطان :اقول لا يكثر ..لاتنسى تمرني.
زياد :صار مع السلامه
قفل جواله بدون مايسمع رده ..و عيونه تختلس نظره باللي جنبه ..
******************
دخلت حجرتها بدون استئذان ..عيونها بإشمئزاز تلف المكان
وقفت قدام المرايه ..تطالع العطور و تشم ريحتها ..و تتقرف منها
فتحت ليلى الباب فجأه لتوقف قدامها ..
فاتن بارتباك :اسفه لكن كان ودي اصلح مكياجي ..
ليلى بشك :لا عادي ..حياك
فتحت شنطتها واخرجت كحلتها ..وسوت نفسها تضبط المكياج
قالت :يا بخت مطلق فيك
رفعت ليلى راسها وقالت :عفواا ,,ليش ؟
التفتت فاتن لها وقالت :جميله ماشاءالله عليك وصغيره
ابتسمت ليلى وما اعطتها رد
رجعت فاتن تتكلم مستغله صمتها :ما شاء الله احسكم لايقين على بعض
ليلى بإهتمام :بالله كيف لاحظتي ..وانتي ما تعرفيني الا من دقايق ,.
فاتن :الواحد ما يحتاج عشرين سنه علشان يشوف الفرق والتشابه
ابتسمت بخبث وكملت :ماشاء الله على مطلق من يوم يومه ..يحب يدقق في اختياراته يعني عملي بحت .
شافت في عيونها لمحه معاني غريبه وكلماتها مبطنه بألغاز غير مفهومه
طالعت فاتن اظفارها وقالت و كأنها غير مهتمه :دائما كان يقول ابغى واحده مثل امي راعيه بيت ..وطيبه
صحيح انه امه اللي هي خالتي ماتعلمت لكن ماشاء الله عليها عرفت تربي عيالها ..لكن لمى اشوفك الحين اقول شكلك مثل خالتي..
شدت ليلى على نفسها وابتسمت بألم و كل كلمه تنطقها ,,تجرحها لكن بينت انها عادي ما يهمها ,,
شالت شنطتها و ابتسامه انتصار لاحت على وجهها قالت :لاتفهميني غلط ..
مطلق انسان شايف نفسه يعني معتد بنفسه زياده عن
اللزوم يحب يكون هوالافضل دائما والمسيطر و متعلم على كذا ..
يعني اكيد ما بياخذ واحده مثله تحط راسها براسه ..
انتي فاهمتني ..مطلق يشبه سي السيد بالمصري ...
ضحكت بصوت عالي وخرجت بهدوء مسلمه بأن ما ألقته للتو لن يمر مرور الكرام .. مخلفه اعصار هادر يلف اخرى
..ينفجر لديها جرح جديد بندوب جديده ..و رحله ألم جديده ..ويا لحالها الان ..
**********************
بعد الغداء انصرف الضيوف ..و ما بقي إلا مطلق و عائلته .
اذن العصر و خرجوا بعدها للصلاه ..للمسجد القريب من البيت
دخل مطلق المجلس ..وسعود وراه ..
سعود قرب من دله القهوه و مد لمطلق فنجانه ..
شرب قهوته وسأل سعود :ليش ما تتزوج يا سعود
ابتسم سعود وقال :اسمع مين يتكلم ..خليني اعتب الثلاثين واقرر مثلك
مطلق بإبتسامه مرة :الظروف غير يا سعود .
سعود جلس جنبه و أشار لقلبه وقال:هذا باقي ما دق يا ابو غانم
اطلق ضحكه ساخره ما فهمها سعود ..ايجب ان ايفعل ؟
خرج مسبحته من جيبه و هالمره لونها اسود وقال :ابسألك سؤال و أبغاك تجاوبني بصراحه
سعود بإهتمام :خيران شاء الله
طالعه مطلق وقال بجديه :ليلى ..في احد خطبها من عيال عمها ؟
توتر سعود من سؤاله وحس انه وراءه شيء غير عادي ..
قال :والله يامطلق ليلى مثل كل البنات ..يجيها خطاب من قريب وبعيد
لكن من عيال عمي ما فيه ..إلا عاد ولد خالتي سلطان ..لكن ماكان له نصيب
تجمدت اوصاله بذكراسمه ..و طالع قبضه يده نفسها اللي ضرب فيها سلطان
سأله سعود :ابوغانم وين رحت ؟
مطلق :موجود ايش كنت تقول ؟
سعود بإبتسامه :لا سلامتك ..ما قلت شيء
دق جوال مطلق و اخرجه شاف اسم اخته وفاء وتذكر شيء نسيه
قال لسعود :لاهنت يا سعود..قول لليلى ابغى اكلمها .
ضحك سعود وقال :انا اقول وشفي الرجال ماهو على بعضه ..
ضحك معاه مطلق وهو يوقف ..قال :ابروح اجيب شيء من السياره .
سعود :افااا انحرق كرتي الحين ..ما عليه تهون يا ابو غانم .
دق على اخته و خرج بعدها ...
**************************
ليلى والافكارتعصف بها ..مطلق من جهه و فاتن من جهه ثانيه
افزعتها تلك الاستدعاءه الغير متوقعه ..
يعني اسمه انه زعلان من اخر موقف صار بيننا
كشرت في وجه افكارها ..اصلا انا اللي لازم اخذ موقف مو هو
دخلت المجلس ..و مالقيت احد غريبه
شدتها مسبحته السوداء اللامعه في مقعده
مشت لها ..و سحبتها ..حركتها برقه تتلمسها بين يديها و قربت تشمها ..
ريحه دهن العود نفذت لخلاياها ..ارتجفت وبعدتها ..ذكرتها به...
ذلك الحجرين الاسودين المستقرين في رأسه بقسوه و صلابه ..لاتحاكي مشاعره
تخرجه من جسده و كأنها ليست جزءا منه..يظنهما الناظر مجرد زجاجتين في رأس تمثال .
لاتدري لما..انتعشت صورته في عقلها ..
سمعت صوته الاجش خلفها :اعجبتك ...
زادت رجفتها و هي تلتفت له ..
طالعها و طالع السبحه بين يديها وكمل :خذيها ما تغلى عليك .
ولاحظت انها قريبه منه فتراجعت للخلف ..
غمرها الخجل و عيونه تشملها ..ارتفعت نظراتها المتأرجحه ما بين عين واخرى
تقرأ ما يدور في خلد ذاك الرجل ..فعبثا حاولت ..
حست فيه و في حضوره الطاغي .. و المكان يضيق في وجوده
تحرك من امامها يفسح لنظراتها ان ترتد لها ..قال بصوته الواثق :تعالي اقعدي ..
جلس و جلست قربه مايفصل بينهم الا مسند
حط يده على ذقنه و كأنه يفكر ..وطال الصمت بينهم
رفعت راسها لتصطدم في عيونه الغامضه ..ما فهمت معنى نظرته
ماباالها اليوم ..تموج بعضا مما اراه غريبا علي ..
يحاول طمس معانيها في غمره سيطرته ..
سألها :كيفك إلحين ؟
ردت عليه :الحمد الله
راقب لمسها للمسبحه ..وامتدت نظراتها الى وجهها ..كانت جميله في بساطتها ..
حسناء مجرده من ترهات الزينه و المبالغه المفرطه .
مد لها بكيس هدايا ما انتبهت لوجوده معه ..
سألت وهي تمسكه :ايش هذا ؟
مطلق :هديه ..من ذوق وفاء ..المفروض هي الي تهديها لك ..>>وتلك هي البدايه..
حست بخيبه امل ..تأملتها بهدوءقبل ما تمسكها و تحطها في حضنها
قالت من باب الذوق :مشكور.
تأمل انحناءه رأسها وشعرها الاسود الناعم ينسدل بنعومه على رقبتها ..
وطالت ادق التفاصيل ..حتى كاد ان يفقد اعصابه ..
سألها بهدوء :ماودك تشوفين الهديه ؟؟
ابتسمت بتوتر :ها ..ايه اكيد ودي اشوفها ..
ارتجفت يدها وهي تفتح الهديه..
كان طقم ألماسي فخم..تتألق فيه زمرده خضراء
لمسته برقه و خفه ..و رفعت نظرها لمطلق ..فا صدمت بنظراته نحوها هي لا غيرها ..
حست بتيار قوي يدفعها للنهايه ..اهتز الطقم في يدها ..
عيونه مزيج غريب ..فضول ..حدة..تفصل كل شعور على حده .
انتظر منها كلمه ..لكن اضطرابها واضح فرحمها .
تنفست بعمق ..عضت شفايفها بخوف وكأنه كشفها .
ابتسم و هو يلاحظ عرق الخجل اللي نبض في جبينها
قال بأمر :اعطيني ألبسك الطقم ؟
بتوتر و خجل :لا ..ماله داعي
اخذ الطقم بدون ما يهتم بإعتراضها ..
و بنفس اللهجه الامره :اقتربي ..
لحظه ..مابين التردد و الاستجابه
تحفز عقلها و تعاند قلبها ..
طالعها و رفع حاجبه الايمن ..وبدون ما يعيد السؤال ..
حست بالخوف و مماطلتها مو في صالحها ..و تمردها معه لا طائل منه .
حست بالندم في ثانيه ..كلام فاتن يرجع يرن في عقلها
هذا ما يريده امراءه منقاده له بدون اهميه ....
لكن رغم كل اعتراضاتي اجد نفسي منقاده إليه ..كفراشه يجذبها اللهب .
منصااعه تحثني رغبات دفينه ..
رغبه انثى لا تريد مجابهه الرجل ..
اقتربت منه وادارت ظهرها له..
عظت شفايفها حاولت تكون طبيعيه ..
مجرد احساسها بأنفاسه الحاره تلهب رقبتها ..رجفت كل خليه في جسمها .
دبيب جعل شعر يدها يستقيم ..و حست بالحراره ..
لمسته جردها من مشاعرها الخفيه ..وكشف ظاهرها ..
اهتزت يدها و هي ترفع شعرها ..
مطلق ..و عيونه عليها ..شعور زهو يسيطر على قلبه
حسناء بين يديه هي له ..
يسيطر على انفعالاته ..يشعر بفخر كرجل وسيد ..
أليس شعورا معتادا منه ؟سياره .منزل , عقار ,او صفقه رابحه
أليست انثى ..تقوده حواسه إليها ..و يرى فيها ردات افعاله..
تبعثر مكنوناته وينفرد بإحاسيسها ..
سألها يحاول اشغالها ليبدد توترها :كيف كانت العزيمه ؟
ابتلعت ما ضنته احجارا في فمها :الحمدلله مرت بسلام ..وضحكت بتوتر >>وبخت نفسها لحماقه غير مقصوده
يرى رده رعشتها حين يلمسها و ارتجافات مشاعرها حين يكون قربها ..
فهو رجل كامل ..يرى انثى تنضج رغباته الكامنه و تحرك مشاعره ..
التي ايقن بأنه لايملكها ..
فالحياة (أنثى ورجل)
عاد وسألها متثاقلا في عمله :مين كان موجود ؟
رجعت تجيبه بآليه وكأنهاغير مباليه :مافي الا عائله عمي محمد و خالتي غاليه ..
اطلت عيون سلطان بحده في وجهه لتذكره بتلك الهاويه التي عليه ان يجتازها .
مطلق وفي قلبه صراع كبير وده ينهيه ..
طول الجدال و المجاملات لا تنفع في اصدار الحقائق ..و على طاوله المفاوضات ستكون له الغلبه
ما يحمله في قلبه لا يوده عقله والعكس صحيح ..
ليس ممن يقولون مالايفعلون ..او يفعل ما لا يقول ..
كلماته احد وقعا من السيف ..تسيرها رغبه كامنه في معرفه كل شيء
لن يتمهل ويدعي بأن ذلك امر عادي ..ولم يؤثر فيه
فهو رجل لاتحركه مشاعر لا اراديه ولاتضبطه قوانين يقف عندها ..و تجبره على الخنوع بصمت .
تلمست العقد الماسي على عنقها ..وابتسمت في وجهه بعفويه ..لتطل بضياء في جهيم ليله ..
رد لها بإبتسامه طلت من داخله..غير ممزوجه بإزدواجيه رجل ..او تحمل اكثر مما تعنيه بل وصف سريع لمدى
استحسانه لمى رأه بعينه و هاله بإعجاب .
لن تصارح نفسها بأن سرت لتلك الابتسامه ..لكنها فعلت
زادته وسامه.. تمعن في وجهه برويه ..تتمهل في خطواتها مدعيه بأنها لاتراه ..
وهاهي تحاول انت تسنج مشاعر بخيوط مسلوله من قلبها ..سرحت في القريب البعيد ..نظراته الثابته والمركزه
جلسته المعتدله وكلامه القوي الرصين ..لكن لما ترى غير ذلك في عينيه ؟
مطلق ..ويجزم ان حياته ظلام ..و قد اصبح يرددها في داخله بإنهاك لما يبحث عنه ..
في اغوار عينيها يجد بعضا من حلمه المترامي ..ويكاد يلتقطه...يكاد فقط ولا يقدر على القرب..
مارس هوايته المفقوده وقد اشتاق لملمسه .شعرها الاسود المرغوب..لتتواصل النظرات لوهله ظنوها كدهر مر عليهم
لما الصمت يطبق عليهما ويكاد يكسر نفسه بنفسه >> ان توقفوا ان احيوا فيَ ضوضاء وجودكم بهمسات عابره
تتحول الى انغام في جوفي..
ارتفعت يده وكأنه احتار اين يضعها ..غير مستجيبه للامر الذي ارسله عقله عبر اعصاب يده بأن عودي >>..لكن ابت ان تنصاع له
فلامست وجنتها وكأنه زائر..يدعي انه طيف ليسرح بخيلاء غير مبالي ..بدائي يجهل ما يفعل مع انثى ارق من النسمه
مشاعره خرساء ..بكماء لا تريد ان تقفز في وجهه لتخيفه ..واهله خطوه بخطوه ..تراقب تلك الراقصه في عيني عذراء
متآلفه متواحده اتفقت عليها ..ويا لانفاسها الصاعده هل ستسمر تحت ضغط المجهول ..
ارخت نظراتها تحت وطأه الخجل و الذعر ..لذلك النابض الذي رفض رجاءاتها بأن يهدأ ولو قليلا ..حتى تعرف كيف ترتب انفاسها ..كيف تعتاد لمساته التي حركت ما جوفها و قلبت كيانها ..
عقلها يستحثها بأن تبادر ..بأن تقطع ما يفعله حتى تنقذ نفسها من الموت ..نعم موت من فرط المشاعر المجهوله
موت من ترف غير معتاده عليه ..رفعت نظرها وكلها أمل ..و خوف و خشيه تخاف بعدها الظمأ ..تخاف بعدها الضياع
توقفت يده وكأنها اكتفت وارتوت مما جادت به حتى الان ..واقترب برأسه بدون عناء يذكر ..وطبع قبله خشي ان تجرح رقتها
شهقت دون ادراك ..اخذ مايريده وابتسم ..ليس فرحا فقط بل جزما بأنها لن تكون لغيره ..
اقال ذاك اتحبه و يحبها ..هراء عاشق ظن نفسه في زمن يحكى فيه عن ألف ليله وليله ..
الان و قد طالت حياته ..عطاء وافر ..لم يبقى سواها ..فلن تكون لغيره ولو شاء الجميع ..
لن يلاحق ذاك المعتوه ..او يكشف سره ..فهي في يده له فقط ..ولا احد اخر
لن يفرط فيها ابدا ..لو تكالبت عليه سير العشاق كلها ..لن يقول انه اصبح منهم فهذه فكره في نظره بعيده المدى لن يلاحقها
ما وقع تحت يديه ..فهو ملكه ..
والان وقع على عقد الحياة ..بحسم
يجزم انه صار غريبا الان ..تحت اعينها المكشوفه ..
يخفي سر اهتزازاته وكأنه لا يشاء ان يفضح نفسه ..او يرمي بذاك الرداء القديم مدعيا السلام ..ولاغيره
ومضى بكل وقار و امتثال ورويه ..نحو الخلود في قراراته ..حازم و قاص النهايات المشوهه ..
وتلك الموبوءه بإرتعاشات دائمه في حضوره ..تعثرت خطواتها خلفه ..كلماته لم تصب مسامعها ..ودعها ورحل
وتركها في تخبط ما بين الواقع او الحلم ..مجهول او ادارك لهويه مشاعر غزتها متسلحه ومحاصره من كل اتجاه..
**************************
سلطان ..نثر الملح على الجراح متوسدا النعيم ..ظن ان آدم ذاك سيقايضه من اجل حواء تعشقه ؟
مطلق ..عابر للتحديات بقلب صلب ..يكابر من اجل شموخ رجل سره انثى ..يأبى من اجلها الانحناء ؟
ليلى ..تلك الزهره في مهب الريح مابين هذا او ذاك اودعت ذكرى قديمه بائسه ..و حل ما يكفل ان يهز جدران الامس واليوم و الغد ؟
والاخرون متأرجحون ..مابين الصواب والخطأ ..حالنا نحن جميعا ..لكننا ماضون
ألقاكم بكل الشوق ..دمتم سالمين
كبرياء الج ــرح
|