مساءاتكم عنبريه الوجود...
سكبه مسك و بخور عطر فواح...
زهور ليليكيه و عبير كادي و فل وياسمين ...
مساءاتكم سعاده و حب و انهار خير ...
جود امال مزهره ..و اشراقه احلام
مساءاتكم جميعا :آل ليلاس ....دائمه الرونق والوجود
البارت الثاني عشر :
مرت ايامها بتلك الحراره التي تسري بين عروقها ...
تسمع همهمات من حولها ...
و تدرك بأن قدرها اوشك ان يكتب و يقترن بمصير شخص اخر ...
كم هو مؤلم الخذلان ...
و كم هو مر العذاب من طرف واحد ...
هي صامته و ساكنه ..و من حولها يعم ضجيج لا تطيقه ..
قدم هذا وحضر ذاك ...
زغروده هنا و خناجر تغرز في قلبها هناك ...
ابتسامات تشق الافواه ..و جمودها يحطم الجدران ..
حزنها سرمدي الواقع ...
و مشاعر لا يفهمها احد سواها ...
و خوف من القادم يبعثر مفردات الامان لديها ...
ففي ليله ظلماء يبكي القمر الشهيد على اطلال الحزن و اليأس الذي يغمر قلب وحيد صدعه
الاسى و الحرمان و اهلكه جوع الروح و خواء المشاعر لم تكن وحيده بل اجتمعت القلوب حولها لكنها
فارغه من الشعور و الاحساس المدرك لحقيقه الالم و الجرح النازف ..
وحيده بين مئات البشر و لا ترى سوى اجساد هالكه .. لا تملك سوى قلم و بعض وريقات قد احرقتها
السنون الماضيه و دموع لم تلبث حتى تنهمر مرة اخرى لتجف وحدها دون ان يمس احد كيوننتها .
ارتمت على سريرها و هي تنشج بالبكاء و النحيب على حالها البائس..الوحده تنهش في روحها البريئه
و الالم يد بارده تغتالها بكل هدوء .
نداء من الخارج يطرق عالمها الصغير : ليلى قومي الله يهديك ..جدي يبيك ضروري في المجلس .
امتدت يدها نحو صوره قديمه بالكاد تتضح و ضمتها الى صدرها و انتحبت بكتمان و صمت و ارتعاشات تهز جسدها
الغض قبلت الصوره بعنفوان و مسحت دموعها بكل بساطه و قامت من مكانها و هي ترسم ابتسامه صغيره و تمرن
عضلات وجهها الحزين و كأن شيئا لم يكن .
دخلت المجلس بطولها الفارع و جسدها الرشيق و هاله الجمال و الطيبه التى ارتسمت على وجهها و ابتسامه الحياة التي
تمد الاخرين بالطاقه و تسحب طاقه هائله من جسدها .
ليلى بإبتسامتها الهادئه : سم يبه قالوا لي انك تبيني ...
جدها ذلك الرجل ذو الثمانين من عمره الشامخ بكبريائه المعهود و سطوته الكبيره لسنين قضاها شيخ و كبير و سيد قبيلته
و عائله لاتهزه المشاعر و تخضعه القوانين الصارمه و تهلكه السن العادات و التقاليد..
قال بصوت واثق : لا يؤثر فيك كلام الناس و انا جدك و لاتهزك القيل و القال ..ما حنا مرخصينك لانك يتيمه و لا بعثرنا
في حياتك و انتي اغلى ما عندي من عيال و احفاد مير ان اللي يجي في الوجه مردود و انا مو باقي لك على هالدنيا .
و ما أعطيتهم ردي ..إلا خيره لك.
دنقت رأسها و كأنها تفكر و عيناها تلمعان بلغه متنقاضه من الفخر والحزن و قامت من مكانها تنفض العجز و الذل:
و انا بنتك اللي ربيتها ما ارخصك ياابوي و لا اوطي راسك بين الرجال. الله يخليك لي يارب .
و طبعت قبله حاره بمشاعر الحب و الاحترام على رأس جدها و خرجت من المجلس قبل ان تنطق الاحزان بلغه غريبه .
ابتسم الجد و هو يمسح دمعه قد سقطت سهوا في خلوته المعتادة ...و طيف ولده الغائب قد راودته للحظه
واستكان في الماضي حيث بقي هو هناك وحيدا ...
حيث عادت ذكراه الى الوراء ...
ظن ان اودع ابنه الصغير سراديب الحياه الغير امنه ..
فلم يبالي بفراقه وان اظنته ليالي السهاد والعذاب ..
سنه مرت ولم يره ...
يسمع عنه ولا يهتم ...ولو علم زائروه انه يرهف السمع ليعلم عن احواله ..
سار ركب رمضان الخير ..ولم يكن عائديه
مرت فرحه العيد ببؤس كهلين ...فقدوا ضنا وهو حي ..
فقدوا الامل في عوده المشتاق ..
و عادت طقوس الحياة ..و كأن شيئا لم يكن ..
غصه في الحناجر ...لطيفه و لضحكته و لمكانه الحبيب ..
ام ... مرهفه بحبها الكبير تدعي الصلابه ..و قلبها كسير
اب .. كجبل لا تهزه العواطف ولا يبعثره الحنين ...يقسو على يده التي ربتت على كتف ولده
ويظن انه مصدوم ..
لكنه كتلك التي خرجت من امامه ..عاد له
عاد طالبا لرضاه ...يقبل الجبين والاقدام ..
ضاقت عليه الوسيعه ..بما رحبت وانهالت عليه الاحزان والهموم ..
و ارتمى في احضان والدته منشدا حنان قد ظمأ من اجله و لم يرتوي ..
احمد ببكاء كالطفل :سامحيني يمه ...سامحيني
احتضنته الام و دموعها فتت جدران الصمت :سامحتك يا غلى قلبي ...سامحتك يا عيون امك
ارتفع راسه وقال :طول هالوقت كنت ميت من دونكم ..ما حسيت بطعم الحياة ..
جثى على قدمي ابوه وقال :سامحني يا يبه ...انا اخطأت و منك السموحه
الاب بحزم يخفي غصه غمرت قلبه : اطلب السماح من ربك ...
بكى احمد و رثى لحاله ..و قد اصبح جسده هزيلا هالكا ..لا روح فيه
طعنه بخناجر الالم والاسى على ولده الصغير..و استحالت غصته على ارتعاشه حب عارم..
و احتضن ولده ..متناسيا سطوه كبير وحكم مصير ...و سيطره كلمه ...الى بعد حتى يلتم الشتات.
**********************
مطلق :
اليوم ..كل شيء عنده بالمقلوب ..نظام حياته سيضيف له تعديلات كثيره ..بعد فرض الدخيله على نمط نظامه..
امه كل دقيقه تكلمه تذكره بشيء ..
اخذ له دش بارد يطفي ناره ..و خرج من الحمام ..و حراره جسده ترجع للارتفاع ..
يكره مشاعر الضغط و الاحتكار ..يحب يكون سيدا لنفسه غير ابه بما حوله ..
يعيش حرا كالريح ..
ايهم كم عمري الان ...لست بحاجه لانثى ..اني اكاد اجزم ...
مالذي دهاك ياقلبي و احالك لصخره جلمود...
هل احالتك جلافه الحياة ..الى متمرد عاشق للحريه ...
يهيم ببن جنباتها و ذلك النابض ..راكدا في دماء بارده ..
عابر ..لتلك المواقف المهمه ..
غير مبالي بما حولك ..
رجل شرقي
ولكنه مقيد الخطوة
ينظر خلفه
ولا يشاهد سوى
انثى ...
فيتعثر
ويسقط
ويقوم ... ليهرب
شيء من الغرابة
لماذا يا سيدي الشرقي ؟
هل تخاف الانثى ؟
اعرف اجابتك مسبقا
ولكنني .. لست متأكد
قد تتمرد
وقد تتغير ملامحك
ولكنك رجل شرقي
اسمر اللون
اقحواني المعاني
لولبي الخطوة
منكسر التعبير
تسكن بين عينيك
ملامح الحزن
ونتؤ الزمن
واقتباسات
العيون الجارحة............للامانه منقول
************************************
ليلى :
..بجروح متفتحه ..
في فجرها الندي ..تعاني وحدتها ..و تمزق مابين كن او لا تكون ..
ماهي الا سويعات ..و تقاد لذلك الغريب القادم من المجهول .
ايا سخريه القدر ..
فــ أسمه لم يمرعلى مسامعها ..
و وجوده اكتظ بمن حولها ..غير عابئه به ..
مصير محتوم اسلمت الروح والجسد ..
و اراده مسلوبه ..بها او بدونها قد تم كل شيء..
فرشت سجادتها ...و عيناها هائمه في ملكوت الله
تطلب العون ..والهدايه ...و الحياة الهانئه..
**************************
في مكان اخر :
جود :وداد يا اختي اللي تسويه بنفسك غلط .
ومسحت على شعر اختها ..
وداد :ما اقدر والله يا جود ما اقدر
جود :كيف ما تقدري و انتي اللي وقعتي نفسك في احلامك .
صرخت وداد بإنفعال :انتي ما تفهمين و عمرك ما تفهمين اللي اسويه
جود :إلا انا فاهمه ..لكن مشاعرك كلها خطأ في خطأ ..و بتكتشفين يوم انك غلطانه
ولكن خايفه يكون هذا بعد فوات الاوان ..
وبصوت باكي :غصب عني ح ـبيته ..هو السبب مو انا
جود :حتى ولو شجعك على حبه ..المفروض انك تكوني عاقله وتعرفين تتصرفين .
الرجال ما يحبك و انتي وقعتي في فخ حفرتيه لنفسك للاسف الشديد ..
وداد بدون تصديق:من قال لك انه ما يحبني ..هو يحبني اكيد ..لكن يحتاج لوقت و يعترف لي بحبه.
جود بسخريه :والله انتي اللي محتاجه وقت لكن في مستشفى المجانين .
انثى كسيره حاجتها للحنان كحاجه الزهر للماء ...
بقاياها متناثره بهيام في وادي فسيح المدى على امل ان تجمعها ..
حلمها اصغر ام اكبر ..لا تعرف تراه في الدنيا كلها ..
و هائمه فيه منتشيه بإدمان بعالمه الخاص ..
حبها لرجل اهلك مشاعرها وحطم صبرها ...
هو في عالم و هي في عالم اخر ..
احلامها الورديه تنتظره ...ليتوج ملكا على قلبها .
***************************
في صباح موعود ..
مرت السويعات جزافا ..و ليلى في اضطراب تام ...لا تعلم ماذا تفعل ؟
بالها مشغول في اشياء كثير ..سعود..نجمه ..ذلك الغريب ..
و حالتها لا تسر الناظر ابدا...
دخلت غرفتها وشافت ملابسها كلها على سريرها و سلوى تدور في دولابها ..تمسك الفستان و ترميه على السرير
ليلى استندت على الباب :سلوى ويش تسوين انتي ؟ قلبتي غرفتي الله يهديك .
مشت سلوى لمنتصف الغرفه وتخصرت :يا انسه اليوم الرجال بيشوفك..و لا جهزنا شيء وحضرتك بارده ..
جلست على السرير و مسكت نفس الفستان اللي حضرت فيه عزيمه خالتها ..و قالت بدون نفس : عادي ..اي فستان و السلام
سلوى :خلاص ياليلى ...الموضوع انتهى ..الناس جايين الليله ..عيب تفشلين جدي و اخوك قدامهم ..
ما في احد فاهمها ..قالت بحزن :سعود وينه ؟
سلوى :باقي مارجع ..يالله يابنت الحلال ...الناس بعد العصر جايين ..وانتي ما جهزتي حالك .
دخلت هند و هي ماسكه علبه المكياج و توجهت لسلوى و قالت :سلوى روحي المطبخ انا مااعرف شيء فيه...انا بروح
المجلس انظفه ..و كملت كلامها لليلى :و انتي ياست الحسن والدلال ..قومي شوفي نفسك شوي...خلي الدور يجي على غيرك و الله طفش ...
تركت العلبه على التسريحه و خرجت ..
سلوى طالعت ليلى و ضحكوا سوى ..سلوى و هي تبوس يدها وترفعها لجبينها :البنت استخفت الحمد لله والشكر..مستعجله على الزواج .
قربت من ليلى و هي ماسكه فستان فوشي بخيوط فضيه و اكمام شفافه قصيره..تذكرت انها اشترته مع سعود..وابتسمت ..و قالت بهمس :سلوى دقي على سعود ..شوفيه وين ؟
سلوى :خلاص ..طيب انتي ..خذي لك دش واستشوري شعرك ...وانا بروح اشوف المطبخ ..
ليلى :تعرفين محتاجه نجمه جنبي ..
سلوى :يا سلام ..انا دايره في البيت من صباح الله ..و تقولين محتاجه نجمه جنبي و يش شايفتني حيطه هبيطه قدامك ..
وقفت ليلى واحتضنت سلوى فجاه ..وقالت بصوت دافي:شكرا ياسلوى ..الله يخليك لي .
سلوى بدمعه خاينه : اقول فارقيني الحين ..و الله انك متفرغه ..انا والله ما اسوي كل هذ ا علشانك ..
الا علشاني انا والمسكينه هند ..دفتها بلطف و كملت :يا شيخه ..خلي النصيب يجي ..فارقينا عاد ..
ابتسمت و خرجت بعدها ...
تنهدت ليلى ..و طالعت الفستان ..و دعت من قلبها ..يارب ساعدني ..يارب اهدني للطريق الصحيح ..
************************
تلك المدللـه تبكي حظها العاثر كما تقول ...
لعبه قد سلبت من بين اناملها ..و تهويده للراحه والنوم ..قد انقطعت عن سماعها ..
ذلك المعني ..قد اخذ منها عنوة
و لم تعلم السبب ...
دخلت والدتها و خلفها خدامتها ..بعصير ليمون ..كما تقول مهدأ للاعصاب ..
الام بتلك العنجهيه الفارغه :خلاص يا فيفي ياحبيبتي ..انا قلت لك من اول ..ولد خالتك هذا مايصلح لك ..
فاتن بنظره لوالدتها :ماما الله يخليك ماودي اسمع ولاكلمه ..
رجعت تنتحب وتقول بصوت اشبه بالصريخ :انا نفسي اعرف ابوي ..ليش راح معه ..و خطب له .
الام بتعقل :ابوي سوى عين العقل صراحه ..ويش تبينه يسوي ..يمسك في يده ويقول دخيلك ياولدي خذ بنتي
وقفت الام وشمخت بأنفها :لا تنسي نفسك يا فاتن ..امك مين و ابوك مين ..لاترمين نفسك لواحد مثل مطلق
..اصلامن هو ..انسان رجعي و متخلف ...
فاتن :ماما ..
ام فاتن :لا ماما ولا بابا ...خليك عاقله ...اللي خلق مطلق..خلق اللي افضل منه ..انتي لو تسمعين ...
كملت فاتن كلام امها بسخريه : انا لو سمعت كلامك لتزوجيني ولد السلطان ..وسيد سيده ...عرفتها و حفظتها
لكن غير مطلق ماابي ...
ام فاتن بعصبيه :خليكي كذا ..ماهو موديك في داهيه إلا هالرومنسيه والكذاب الفاضي ..
خرجت من الغرفه..و بقيت فاتن لحالها ..
ضمت رجولها و همست بحقد ..الله لايهنيها بنت الذين اللي سرقت حب حياتي ...
و انطلقت في رسم جديدها ..
متاهه دخلتها ..و سوف تخوض غمارها ..
لا تأخذها رأفه ...او رحمه..
حال ابن ادم اذا تبادل مع الشيطان اطراف الحديث ...
****************************
كل دقيقه تمرعليها ..تحس بأنفاسها تزيد ..و نبضها غير منتظم
حركت يدها بتوتر و شعرها يتمايل على ظهرها و هي تمشي في غرفتها رايحه جايه ...
اقتربت من المرايه ..طالعت في شكلها ..ما قصرت سلوى سوت لها مكياج على قولتها لبناني بسيط ..
و بالفعل كان بسيط و لايق لها ..اللون زهري بمزج للمعه فضيه ..تلونت على عينيها لتشرق بشرتها العاجيه بسحر و جمال ..
و اتسعت بخط اسود داخله .
امتدت يدها على خط جسدها المتألق بفستانها الفوشي بحمالات فضيه لامعه و قماشه الناعم..تشد خاصرتها الدقيقه ..بحزام فضي
دخلت سلوى بفستانها الاسود و وقفت بجمود ..و اطلقت تصفيره اعجاب ..
سلوى :ما شاء الله لا حول ولا قوه الا بالله ...قريتي على نفسك
ليلى تطالعها و تطالع المرايه :سلوى ما تلاحظين ..الفستان يوضح جسمي ..احس اني مو مرتاحه فيه .
سلوى اقتربت منها :لا ..عادي ما يوضح شيء ...لكن انتي متوتره .هدي اعصابك..
ليلى بنبره حزن :سعود ..وينه ..؟
سلوى :في غرفته ..يمكن يغيرملابسه .
ليلى ارخت راسها و غرتها القصيره مالت على جبينها ...مسكت سلوى يدها و قالت ..روحي عنده ..اكيد مستحي يشوفك.
دخلت هند فجأه وهي ماسكه المبخره وقالت و هي تلهث :بنات ..بنات ..الضيوف جوا ..ليلى عريس الزين جاء
سوت سلوى نفسها ترقص دبكه :عريس الزين يتهنى..و هند جنبها ..يرقصون مع بعض .
ليلى ماسكه بطنها من الخوف ...قالت بصوت مرتعب :بنات ..عن اللقافه ..
ضحكوا البنات و خرجوا بعدما اخذت المبخره من هند ....خرجت بسرعه من غرفتها و هي حاملتها و اقتربت من غرفه اخوها
تنهدت بهدوء و استجمعت قواها و طرقت الباب ..و دخلت ..
كان يلبس ثوبه..التفت ناحيه الباب ..و حس بغصه ممزوجه بفرحه ..كانت قمه في الجمال و العذوبه ..
اقتربت منه وقالت بلهجه زعل مصطنع :انت هنا ..ياسلام عليك ..بدل ما تجي تسلم على اختك و تبارك لها ...
ابتسم بحب و اقترب منها ..باس جبينها و قال :سامحيني يالغاليه ..
طالعته و عيونها تبرق بدموع :فديتك ياخوي ..ما لي غيرك ..انا غلطت عليك و استاهل .
سعود ضمها لصدره لكن دفعته بلطف وقالت :وخر عني ..خربت مكياجي ...لايشوفني زوج المستقبل و يزوغ .
ضحك سعود و غمز بعينه :خلاص احنا طحنا من عينك ..الله لنا..
خرج من غرفته لما لاحظ توهج وجهها بحمره الخجل ....
ضمت نفسها برعشه ..اه لو تعلم يا اخي ..كم تحرقني عيناي ..و كم تخونني قوتي ..
ها انا ارتجف كورقه خريفيه في مهب الريح ..
ضائعه ..يا اخي ..و الخوف يعتلي قلبي ..من ذاك القادم ..
ألم تعلم بأن الحياة القاسيه ..لم تجعل مني سوى جسد متهالك ..ضعيف
كم جوله حتى الان يمكنني خوضها ..و انتهي ..اخبرني ارجوك يا قدري .
**********************************
دخلوا عليها البنات ...سمر بفرحه عامره ..احتضنتها بعفويه ..و قالت :مبروك ..يا قلبي ..
ليلى بخجل :الله يبارك فيك .
تدخلت سلوى تضحك :صراحه جديده ..اول مره اشوف ناس يتعرفون على زوجه ولدهم يوم الملكه .
سمر تشاركها الضحك ..طالعت ليلى و قالت بصدق:و الله ..امي ما صدقت ..تقول طاحت على كنز ..و كملت :
ما شاء الله عليك يا ليلى..الله يحفظك ان شاء الله ..و الله ان اخوي بيطيح و هو واقف .
ودخلت هند و وراها اريام و نظراتها تدور في المكان و كأنه مو عاجبها ...اقتربت من ليلى اللي تذكرت الموقف في عزيمه خالتها
ارخت راسها ..مدت يدها و قالت :مبروك يا ليلى ..و عيونها تحمل معاني كبيره ..و متأكده تماما انها ليست مشاعر فرح.
سلمت عليها ليلى و الابتسامه معلقه على وجهها ...
هند سحبت يد ليلى من اريام ..و قالت :امشي جدتي تقول انزلي و سلمي على حماتك.
انتفض قلبها مذعورا متمردا ..ضبطت شعرها بحركه دلت على توترها ..و قادتها خطواتها الرتيبه .
زفرت نفس متوتر ..و دخلت و على وجهها ابتسامه صغيره ..:السلام عليكم
ام مطلق بفرحه :هلاو غلا ..و عليكم السلام ..
اقتربت و ضمتها و هي تهلل و تذكر الله .
وفاء بود :ما شاء الله ..هلا بمره الغالي ...سلمت عليها بحراره ..و قالت :انا اخت مطلق الكبيره .
في دماغها الصغير ..انطلق اسمه ...كطلقه دوت في الارجاء .
الجده تراقب بعيون دامعه ..و فرحه حملتها لسنون طوال ..تترقبها بكل قوتها و جبروت صبرها .
ام مطلق :تعالي با بنتي اجلسي جنبي .
جلست منقاده للاوامر ..توزع ابتساماتها ..لا تسمع كلمه مما يقولون ..
عقلها و قلبها في مكان اخر ..غير مكانها الان .
تفآجآت بقدوم خالتها غاليه ...و عمتها الجوهره ..عيونها تعلقت باللي خلفها..
سلمت خالتها عليها رغم العتاب اللي تشوفه في عيونها...ليس بالسهوله النسيان اليس كذلك ؟
تقدم رغد رغم وجومها الا انها استطاعت الابتسامه ..:مبروك ياليلى ..الله يسعدك ان شاء الله .
ليلى بود :الله يبارك فيك ...
وعم الصمت ...بينهم وكأن الكلمات انقرضت من الوجود ..
ريهام مدت يدها :مبروك ياليلى ..
ليلى بدون ما تطالعها :الله يبارك فيك .
حست بالانكسار ..في عيونها لغه عتاب ..ما تقدر تمحيها من الوجود
ندمت على المجئ ..كان بإعتقادها ان تطوي صفحه ..كيف هذا ..و هي للتو قد سلمتها للمجهول .
***************************
في الجهه الاخرى القريبه ..حراره الهبت صدره ..و افحمت قلبه ..ألم يعتد على الصدمات القويه
و المفاجآت الغيرمتوقعه ..لما حاله هكذا ..لقد عاد الى مشاعر مراهقته ..
تفجر دماغه المكتظ بالعديد من الامور ..و المضحك في الاونه الاخيره انحشرت قصه الفتاه التي لم يجد لها متسعا في حياته
حتى الان جميله فاق حسنها الوصف ..قالتها امه ..لعشرون مره مالم تخونه قوه ذاكرته .
خلوقه و و لم تكمل تعليمها و الخ .....و يتبع و ما إلى ذلك ..
..اهلكه الانتظار ..اتفقوا على كل شيء...و انتهى ..
الامور جميعها خالصه ..لم البقاء الان ..
لست من هؤلاء ذو القلوب الوجله ..المرهفه بمشاعر الحب ...انتظر تلك التي سأشاركها حياتي على احرمن الجمر
لما الخداع ..لست شاعرا اقرأ كتب الشعر فلا أرى سوى اناس سكارى لم يشغلهم شاغل في الحياه ..
و لست ممن يجيدون تحريف المشاعر ...بترهات صدئه لامعنى لها ...
لست من يلجأون ل قواميس الحب و الغرام لانها معدمه لدي ..
متمردا على العواطف ...فسنين قلبه العجاف قد زادته صلابه و قسوه .
وضع توقيعه كما لو يعقد صفقه ..وضع بصمته وانتهى
رجع من سكرته على صوت سعود الباسم :سلامات يا مطلق ...عسى ماشر؟
مطلق :لا مافي الاالعافيه ..الحمدلله
التفت مطلق الى الجد بجانبه ..في اعماقه احب حكمه ذلك العجوز ..نظراته ثاقبه ..تخترق بسهوله لتكشف المضمون .
الجد :و انا ابوك يا سعود ..خذ الدفتر و خلي اختك توقع ..
تابع مطلق سعود حتى خرج و رجع يتأمل خطوط سجاده ..
الجد :ليلى بنتي قبل تكون حفيدتي ...
التفت مطلق له و انتبه انه يكلمه و كمل الجد و عيونه على عصاه اللي يحركها على السجاد :النسمه تجرحها ..بطبعها حيويه و تكتم
في قلبها ...
تنحنح الجد يطرد غصه وقفت له وسط كلماته :حبها من حب ولدي احمد ...على قوله المثل ما اغلى من الولد الا ولد الولد...
و ما عطيتك بنتي الا اني بنظره عرفت انك رجال ينشد فيه الظهر ...
ربت الجد على فخذ مطلق و شد عليه و هو يوقف ..و يسير بخطى حذره ...و مطلق ما بين رجفه و اخرى ..يشعر بأنه حشر
في زاويه وعليه المواجهه...افعل ما يفعله الاخرون ..و اصمت و هدأ ثوران مشاعرك..فأنك تبحث عن سراب وسط عاصفه
هوجاء .
أحيان ودّك تفرش الغيم و تنـاام
و تصير مثل الريح و همومك ورَق !!
وش جآك يآخآطري بالحيل متكدر !
آصبحت في حالةٍ وآمسيت في حآله ..~
*********************************
دخلت الصاله وشافت الدفتر في يد سعود ..بلعت ريقها بصعوبه و ايقنت ان ساعه الصفر لحياه مجهوله المعالم قد بدأت
و حثت خطواتها ...
سعود بإبتسامه :مبروك يا عروس ..نحتاج توقيعك .
شملت الدفتر بنظره واحده ..لن تضيع المزيد من الوقت ..ابتسمت لسعود بتوتر ..رسم تجاعيد حول فمها ...
امسكت بالقلم ..و كأن يدها تحتج على امضاءه العمر ...ارتجفت يدها على مرأى من سعود ..رفعت عيونه له
ورجعت تبتسم بشكل الي ...سيعوز سبب رجفتها الى ذلك التوتر الذي يحتل قلب العروس .
..و اخيرا ..انتهت ..
سعود بنظره شامله ..ما احتاج لوقت يفسر تلك النظره المعذبه ..و كأنها في صراع داخلي مرير ..
باس جبينها البارد ..و تركها ..لم يعد ينفع الكلام ..و لا تجدي تبادل اطراف الحديث ..ستعيش نعم ستعيش ..
فلا تخف يا سعود ..لاتستدر لها ..و تابع مواصله الطريق ..ستكون سعيده لا تخف..نعم لا تخف ..
تريد الابتعاد و لعق جراحها ..لما هي ليست سعيده ..لما تشعر بالنقص دائما ...ما الذي تحتاجه ليرتوي قلبها
من ظمأه الدائم ...
قبل ما تدخل ..تفاجأت بالجميع ينتظرها بفرحه و ابتسامات ترسم وجوه ضاحكه ...اطلقت الزغاريد و تعالت الاصوات
الجده ..تحتضنها و تجهش بالبكاء ..و كأنها لاول مره تراها ..
و تقترب سلوى منها وتحتضن كتفها و تبكي ...و هند و كأن ذلك اغراها التقت معهم ..
ابتسمت ..و خاطرت عقلها ..او ليست تلك فرحه عظيمه تراها من حولها ..ان ترسم السعاده في قلب من يحبونك
ان تشعر بأن سعادتك لها صدى كبير في حياتهم ..تنتعش روحك بوجودك قربهم و ترقص طربا و حيويه ..للمشاعر
التي ينقلها لكم احباءك المخلصين ..المحبين لك ..
اغمضت عيناها و كأنها تريد ان تمدهم بسعادتها ايضا ...ليست صعبه ان ترسم بسمه على وجهك تضىء لها وجوههم
و تشرق لها حياتهم ..
لجده بإبتهال صادق : الله يسعدك يا بنتي ويهنيك ...
مسكت وجهها بين يديها و باستها بقوه ..و مسحت دموعها بطرف شيلتها .
عمتها بقهر:خلاص عاد ماصارت قلبتوها مناحه ..
تدخلت سمر اللي حضنت ليلى و دفتها سلوى بمزحه :كل هذي غيره..اقول لاتذبحين اختي .
سمر مدت لسانها و قالت :خلاص يا حبيبتي هذي حقوق محفوظه ..لمطلق الغانم ..انتي اقلبي وجهك .
هند تخصرت و قالت بصوتها الحاد :لا والله انتي و اخوك مسوين احتكار على اختي من الحين...
ابتسمت ليلى و تناست اوجاعها للحظه :خلاص ..انتي وياها هلكتوني ..
سمعت نداء سعود لسلوى ..رجعت سلوى و هي ترفع حواجبها و تضحك و تقول :سعود يقول ..تعالي .
خرجت سعود و بحاجه عارمه للانفراد ليست قادره على المواجهه الان ...فدعوني ..
مسكت يد سعود ..و توسلته :سعود ..احس اني مو قادره و الله ...
سعود :يا بنت الحلال ..كلها خمس دقايق ..سلام..مبروك.. كيف حالك مع السلامه ..
ضحكت ليلى بتوتر ...من طريقه سعود و تمنت لو بالفعل لو كان بالسهوله هذي ..
ليلى :طيب تدخل معي .
سعود :اوكي ..يالله ..اذا ما دخل معك اهله ..
ما قال جملته الا بأم مطلق تطل عليهم و هي حاطه الشيله على فمها ...
سعود و نظره على الارض ..مبروك يا ام مطلق .
ام مطلق بسعاده لاتخفى على احد : الله يبارك في عمرك ياولدي ..عقبالك ان شاء الله
ابتسم بدون رد و طالع في اخته االمتوتره ..و غمز لها ..و قال هو طالع ..انا استأذن الحين ..ليلى اذا احتجتي شيء دقي علي .
و خرج بسرعه ..و نظرات تلك المذعوره تراقبه
ام مطلق تسحبها من يدها ..توقفت ليلى ..و قالت : خالتي ..البنات ما بيدخلوا معنا ..
سمر و اريام .وفاء ..وراها ..التفتت لهم ..و لمحت ريهام تختفي ورا الباب ..غمضت عيونها بقهر و رجعت تفتحهم و البنات يدخلون قبلها ...
سمعت خطوات جدتها خلفها ..فرحت لانها معها ..
ليلى :تدخلين معي يا يمه .
الجده :ويه ما يبي لها كلام ..ابشوف رجال بنتي
حضنتها ليلى :الله لايحرمني منك يارب .
و سارت معها و حاضنه على يدها و ام مطلق الباسمه قدامها ..
دخلت المجلس ..و عيونها على الارض ... ..
الجده اقتربت من مطلق :كيف حالك يمه ؟
مطلق بإبتسامه احترام لسنها ..باس راسها و قال :يسرك الحال ..يا عسى عمرك طويل .
ابتهجت الجده من طلاقته و رجولته الواضحه:مبروك عليك بنتي .
ابتسم وعينه لم تصيب تلك الواقفه ..محاولا الهروب .قال :الله يبارك فيك ..
ام مطلق تغمز لمطلق و تشير لليلى المختبأه خلف جدتها و قالت :مطلق يمه ..سلم على عروستك ..
مطلق ببرود رجل لم يقحم في مثل هذه الظروف و عينيه ترتكز على تلك الهاله الحسناء ...:مبروك ..
التفت الجميع ناحيه ليلى و بصوت يكاد يسمع :الله يبارك ...فيك ..
سحبتها جدتها قدامها ..و قالت :سلمي على زوجك يمه ...
عيونها بتخرج من مكانها ..يالله ياجده ..انا من غير شيئ مخنوقه ..تزيدنها علي ..
مطلق بفاعليه جريئه مد يده لها و بكنترول متحكم ..و كرده فعل تخافها ..لامست يده ..
فسرت تلك القشعريره التي تتلمسها كل امراءه عندما تقابل رجلا غريبا في حياتها ..و تتقبل وجوده بصعوبه ...
سحبت يدها ..بسرعه ..وضمتها تخفي رجفتها ...جلست بالقرب من جدتها التي تجلس بجانبه ..
تركت عينيها تسرق النظر اليه خلال انشغاله ..لا يتكلم كثيرا ..صوته له وقع في القلب ..نذير مخيف ..
كلماته مقتضبه ...و ابتسامته لا تظهر كثيرا ..شامخ بكبرياء واضح ..يذكرها بشخصا ما ...متواجدا بين طيات عقلها
لكن اين ؟
و حدقت به ...ألتقت اعينهم بعد حرب نفسيه طويله ...
سأموت اليوم لامحاله..قلبي سينفجر بين اضلعي ..ذعر يتربص بي و يسلبني ارادتي ..
عينيه عميقه ..كأغوار غابه سوداء مخيفه ..حاده كالصقر ..تبث رعبا بلا قصد ...تضللها حاجبين كالقوس مشذبه بعنايه آلهيه ..
لوجه متناسق التقاطيع ...و جسمه الهائل يكشف تفاصيله ثوبه الابيض .. و عرض كتفيه يعطيه هاله من الشموخ و الهيبه ..و يناقض لون بشرته السمراء ..
ارتفعت زاويه فمه ..انه يبتسم ...
ارخت عيونها و هي تسب نفسها على فضحها وهي تراقبه ...
هواء بارد ..يلفح وجهها ويجمدها ...يا الهي كم مشاعري مبعثره ..
اريد الفرار ...اشعر بأني في المكان الغير مناسب لملأ الفراغ ...
تركوهم بمفردهم . ...اهذا عدل ..لا يعرفون ما ينتابني الان ..كل شيء يمر امام عيني و لا اراه ..
سكون يخيفني ..يملأه وجهه...
لا تتركوني ..وحيده .فأنا لااستطيع ان اقف على قدمي بمفردي ..
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
**********************************
في المنطقه الشرقيه :
سلطان و زياد على البحر ...
بصره يمتد على طول البحر و ينتهي فيها هي ..الوحيده اللي يقدر يشوفها .
يتنفس عطرها المتغلغل في اعماق صدره ...
ضائع في متاهه حبها ونسيانها ...كيف ينساها و هي تتمرد على ذاكرته
كيف ينساها و قد نبذته من حياتها بدون مبرر يراه ..
كيف يفعل و جنون حبها يستحوذ على عقله ..
ألتفت جهه زياد اللي وقف يرد على موبايله ...كان يطالع سلطان و يتكلم بهدوء و تركيز.
خلص مكالمته ..و جلس
سلطان :مع مين كنت تتكلم ؟
زياد وبدون ما يطالعه :كنت اكلم البيت ...
سلطان رجع لسرحانه ..و زياد قلبه يتآكل حسره على صديقه
و في باله ..الله يعينك يا سلطان ..لوتدري لتموت من قهرك ..الامس رفضتك و اليوم بتتزوج غيرك .
و تغاضى لحتى يهدأ الطوفان و يلتم الشتات ...و تجمع تلك الحروف الناقصه لتكوين جمله مفيده او كلمه تائهه دلت العنوان
"حاله سلام "..يقصدها هو ..لذاك المنسي امامه ..
وذاك المسكين في حاله حرب مابينه وبين مشاعره و قاتلته البريئه ...
ماذا ينتظر ابطالنا ..بعدما شق في افق حياتهم طريقا نحو قادم مجهول ؟؟؟ و القادم آت لا محاله
مطلق وليلى..اهي حياة جديده لهما ؟ ايلتقي النقيضين ويكونان معادله متكافئه ..
ام ان هناك اشاره تغير مجرى الامور ؟والخافي اعظم ..
سلطان ..ذلك العاشق المجروح اينتظر نورا من السماء و يهتدي به ..أم سيرضى و يسلم للقدر ؟
زهور..في مهب الريح ..عبقه بأسى و جراح ناضحه...بعضها مزهو بالحياة والاخر في غياهب الظلام
لايعلم كيف يتفتح وينشر عبيره ...خلاصتهم في الحياة .."كما قال شكسبير
الحب أعمى ...والمحبون لا يرون الحماقه التي يمارسونها ....)""
ارجو ان ينال اعجابكم هذا البارت ...
بكل الود والشوق ....ألقاكم ...
بصحبتي دوما و مع "مالي أراك عصي الدمع ..شيمتك الصبر "....كبرياء الج ــرح