كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح الاحتيـــــاج .. ل تلكـ الجنان
تلكـ التي تجري من تحتها الانهار .. ولا وداع فيها ولا احزان ..
ولاهم حتى ولا ألم ...
اللهم رضاك والجنه ..........
البارت الثامن والاربعون :
احزان كثيره تأملها في وجوه ساكنيها ... جلبت له الكثير من الكآبه ..
استشعر بالوحده حقآ بمفرده ولااحد هناك يعرفه و يؤنس به..
وان كان فا لكل حوله لكنهم متشاغلون بهمومهم وغصات ايامهم ...
قضى مع ابو حاتم حتى شعر بأن الاخر منفي في عالم اخر من التبصر بأحزانه ..
وجوده لم يعد ينفع ...
استرحل همومه معه .. وخرج من المعقل بحكمه جديده في الحياة ...
صحيح كان لابد من التجربه لتصقل تلك المواعظ التي تعلمها ..
لابد له من صياغه بعض الامور التي مضت في حياته بطريقه صحيحه ..
واعاده النصاب الى مكانه المناسب ..
لم يعد يريد ان يثقل على مضيفه ... فيكفي ضيفه الذي حل ثقيلا على القلب ..
" الحزن " وما اشد وقعه على القلب حينما ينفرد بصاحبه ...
غير قادر على النسيان إلا بالصبر والدعاء ...
موت ابنته افقده قليلآ من وعيه الراشد .. فتحمل سعود همه مثلما فعل هو به ..
استرعى اموره حتى تنقضى ايام العزاء ..
وبعدها سيشد همته للبحث عن ماضاع في غياهب المجهول .. ويتمنى ان يجده .
شعر بالحزن من كل شيء حوله .. البعد والفراق زادته اطنآنآ وهو يعيش في هاله من الاحزان ..
وما ظنه يسيرا بالامس اصبح مريرا اليوم بمراره العلقم ... ولم يعد يطيق طعمه الباقي في فمه ..
تقوس ظهره و قد تأمل التراب تحت قدميه في ساحه خاليه من ضجه الاولاد .. بقي فيها بمفرده
متخلي عن حصصه لاتعابه الذي زادت نفسيته ارهاقآ .......
تباعدت خطواته حيث مشى متهالك ..كئيبآ ... هاربآ .. حيث ابو حاتم يجلس في ظل حجرته
وقد رافقه المصاب المحزن ولم يدع مجالآ فيه للعوده ....
جلس بجانبه صامتآ لا يعرف كلمه تخفف عن مصابه .. إلا بالصمت الذي حل مفردات الكلام ..
: يابوك ياسعود ...
رفع سعود رأسه مذعنآ وكأن الذي سمعه كان صوتآ من السماء يخاطره ..
صوت ابيه يأتيه في نهار كامل الوضوح .. غير معقول .
التفت حوله ليرى نظره ابو حاتم الحزينه وهو يمد يده المجعده له .. معيدآ ..
: يابوك يا سعود .. ساعدني اقوم .. بشوف اهل بيتي .. تركتهم بدون فطور ..
ساعده على الوقوف .. شعر بالحزن يترافق معه في خطواته القصيره المتعثره
سعود بشفقه : توصيني على شيء يابو حاتم ؟
ابتسم ابتسامه صغيره تشيد بعرفان لما فعله معه ..
: تسلم ياولدي .. الله يخليك لاهلك ماقصرت يابوك .. ماعاد في شيء نبيه غير حسن الخاتمه .
قبض على يد سعود بقوه ضئيله وبعدها تركه ..
ياآآآه كم للحزن من اثر على جسده الكهل .. لقد زادت سنونآ قاهره على سنينه التي مضت ..
ارتخى سعود وقد عاد ذكريات غابره مع موجه ريح حاره ..
ذكريات ذاك اليوم الذي قالوا فيه ان والده قد مات ..
ذهب لحياة اخرى .. حيث لا وجود له بينهم ..
كانت صعبه .. صعبه .. صعبه ان يتذكر كل شيء ولا يتأثر ..
تذكر يومها حضن جده له .. ونصحيته له بأن لايبكي فهو رجل ..
اوااه ياجدي .. ألا تعلم ان البكاء راحه لمبتغيه اذا اراد ..
اشعر بالثقل جاثم على صدري .. لا استطيع ان افسر مايعتريني من حزن بغيض .
اشعر بأني الوحيد المتألم في هذه الحياة ومن حولي يعيشون بسعاده ..
واني احمل همومآ تسري في جسدي مسرى السم في العروق ...
ولا اعلم ممن بالتحديد ..
أحزان ابو حاتم اصبحت احزاني الخاصه ..
ام ان الموت بعث في نفسي شجن من الذكريات البائسه ...
دخل سيارته في مقصد منه للهروب .. حيث رغب في البعد عن الحزن ولو قليلآ ..
وحركها مطلب للراحه والهدوء لعله يجدها بعيدا ...
*****************************
ذهلت عندما خرجت من حمامها الطويل ... بأن مطلق قد عاد للنوم بشكل غريب
وكأن الانتظار الطويل قد جلب له النعاس بعيدا عن اليقظه ..
ينام مستحلآ مخدتها .. شعرت ناحيته بعاطفه كبيره حين رأته بالشكل العفوي هذا ..
صلت فرضها و ارتدت ملابسها .. وعندما همت بالخروج ..
سمعت صوته العميق القادم من سباته ..يناديها ..
اقتربت مجيبه وهي تربط حزام فستانها الاخضرمن الخلف ... لكنه مازال غاطآ في نومه ..
ابتسمت اكثر وقد حنت لرؤيته قريب منها .. جلست بجانبه في المكان الفارغ ..
ومدت يدها بدون تردد الى خصلات شعره النافره حيث تلاعبت بها قليلآ ...
كادت تبكي من شده حبها له ..
يا الله .. هون حبه على قلبي .. اجعله خفيفآ .. يسيرآ عليه ..
كم اشعر بالالم لحجمه المتعاظم في قلبي ..
و بأن لاحدود له .. ولا عمق يصل إليه ..
يسرح في نفسي .. ويهوى تعذيبي ..
ارجوك .. ارفق بحالتي ..
حبك أليم .. في كل احوالك يؤرقني ..
في بعده وقربه اجد عالمآ غريبآ من المشاعر ..
من كل بد اقاومه لكني لا استطيع ..
لا استطيع ..
فأنفاسي تترافق معه اينما كان .
ونبض قلبي .. يعشق وجوده لكي ينتظم ..
لاتعلم كم من المده غفلت فيها .. لتستيقظ على لمساته هو ..
حينها قفزت من مكانها ويده لم تتركها ...
سأل بحرص ..
: وشفيك ؟
ابتسمت بتوتر لانه كشفها في اكثر لحظاتها ضعف وهو ان تكون معه ..
: مافيني شيء ... كنت ابي اصحيك .. لكنك صحيت من نفسك ؟
سحبها لتجلس مرغمه .. ليقول بعدما استدار لها بجسده ..
: ليش ماتقولين ايش فيك .. تحسبيني ما افهمك ؟
لاحت ابتسامه سخريه على وجهها ولم تتواني في تجريحه وقالت ..
: توي ادري انك تفهمني ... لا واضح من تصرفاتك انك تفهمني ؟
ضاقت عينيه عليها ..
وقال متجاهل نبره السخريه التي سمعها في جملتها تلك ..
: تعرفين ما اطيق اللف والدوران ..تكلمي معي بصراحه ؟
بهدوء وقفت وناظرته بتفكير وبعدها قالت ..
: لو ابي اقولك بصراحه مافي شيء يمنعني .. إلا اني مابي اتكلم معك اساسآ ...
مطلق بضيق من اسلوبها الجديد ..
: ليش تعامليني بالطريقه هذي .. اسلوبك هذا مااطيقه ... فتكلمي معي بدون ألغاز .
جاوبته بحده ...
: البركه فيك علمتني كل شيء ... لاتلومني .
تأملها بغضب و اخفى ثورته بطريقه تجعلها ترتجف .. منذ فتح عينيه و قد رأى تلك النظره الحزينه
التي تعتليها جعلته يحزن من اجلها .. و يوبخ نفسه على اهماله الشديد لها ..
لكنه لم يقصد .. لم يقصد ان يزعجها او يبعث في قلبها الحزن ..
قال بهدوء وقد نهض من مكانه واتجه الى شماغه ..
: انزلي افطري مع امي ... انا عندي شغل ..
زمجرت غاضبه من نفسها لامن هو ...
من تلك الغبيه التي لاتنتظر لحظه جميله إلا وافسدتها عليها ..
ومنه هو الذي لا يتسنى له منفذ الا وعبره هروبآ منها ..
: هذا اللي تبيه ... ياانك تجرحني اوانك تتروح تتركني ..
ماادري ليش ماتعودت على اسلوبك معي .. وانت في لحظه تتذمر مني ومن اسلوبي ..
ليش تبي كل شيء مثل ماتبي انت واللي حولك مايهمونك .. تراني تعبت منك و من صدك لي ؟
انتظر حتى تصمت ... فراقب صدرها المنتفض بأنفاس مشحونه بالغضب ..
وقال بمثل نبرتها : مين يصد الثاني الحين؟ ماتقولين .. انتي ماتسلهين الامور علي ..
كلما سنحت لي فرصه واقترب منك .. تتهربين مني ..
اقتربت منه وقد ضمت نفسها بإرتعاشات متتاليه .. وقد فقدت رغبتها في النقاش معه
واي نقاش يجمعهما في صباح باكر ..
بهدوء سارت نحو الباب متجاهله رده ذاك .. وعبرت في طريقها وهو يتبعها بنظراته
حتى اختفت من امامه ... وهكذا بسهوله مضت بدون كلمه ..
بدون ان يفهما بعضهما .. وبدون ان يضعا لافته توضيح الطريق قبل مفترق الدروب ..
تنهد بيأس و قد رمى بنفسه على السرير .. يفكر مايريد ان يفعله ؟ وما لايريد .
وما اكثر مالايريد الذي اصبح من ضمن اريد ولكن لا استطيع ...
***********************************
هرولت خارجه بسرعه ..متعثره بعباءتها متداركه الوقت قبل اوانها المعتاد
قابلتها ليلى .. في الطريق متعجبه من الهالات السوادء التي تحيط بعينها .. و بشكلها الغريب
الغير معتاد منها ... فهي تحب الاعتناء بمظهرها قبل خروجها ..
سألت : اريام .. وشفيك متعجله ؟
ابتسمت بتوتر : ماودي اتأخر كل يوم وانطرد ..
مسكتها ليلى من ذراعها ...
: طيب اولا كلي لك شيء.. ماينفع تروحين كذا ..
اريام : لا ماودي .. بفطر في الجامعه ..
مشت كم خطوه وبعدها التفت لها وسألت بإبتسامه ..
: مطلق رجع .. صحيح ؟
ليلى : ايه البارحه رجع ..
غمزت لها اريام وقالت ..
: حمدلله على سلامته ... كان ودي اشوفه قبل مايمشي ..
طالعت ليلى لساعتها وبعدها قالت بإنزعاج مخفي ..
: ماادري عنه اذا كان موجود .. قال انه بيخرج ..
استغربت اريام من جملتها لكن ماعلقت ..
: اوكي .. اشوفه بعد الدوام .. يالله باي
تأملتها وهي تنصرف على عجله من امرها ..
قفلت الباب و دخلت بعدها الصاله حيث خالتها موجوده..
جلست جنبها وقالت ..
: اريام طلعت بدون ماتفطر .. وسمر بعدها ماقامت .. والله البنت اللي عندك ياخالتي مالها مود في الدراسه ..
ام مطلق بإبتسامه ..
: والله هذولا بنات اليوم ... ما يروحون المدارس الا حق اللعب . الله يهديهم بس .
ليلى : ايه والله امين ...
اخذت لها لقمه وبعدها كشرت بألم شعرت به فجأه .. حست عليها ام مطلق ..
: سلامتك يايمه ... ويش تحسين فيه ؟
ابتسمت ليلى لها .. : مغص عادي .. لا تخافين .
ام مطلق بحرص ..
: المغص يصيب الحامل كل فتره .. لكن انتي لاتهملين نفسك .. خذي العلاج دوم يايمه
انتي صحتك عليله ما تتحمل ..
استندت على الكنبه خلفها تريح فيه جسدها .. و قالت وكأنها تفكر ..
: اليوم عندي موعد عند طبيبه النساء.. الله المستعان ..
ردت عليها ام مطلق ..
: قولي لزوجك يمشي معك .. ماهو كل مره تاخذين وفاء معك .. ماهو عيب يمشي معك ..
على الاقل يراعيك .
ليلى : والله انه مايقصر ياخالتي .. ظروفه تكون صعبه بعض الاحيان ..
شعرت بحاجه للدفاع عنه ...لئلا تكتمل عند الاخرين نقطه يعيبون فيها عليها ..
بعض من شعائر الحب التي بدأت في مزاولتها بعدما غرقت في حبه ..
ام مطلق بعتب ..
: يايمه انا اعرف وليدي زين .. ينسى نفسه في الشغل كيف ماينسى غيره .. الله يصلحه ويهديه ..
ابتسمت ابتسامه واسعه وهي تكمل ..
: عساني افديه .. اليوم صحاني لصلاه الفجر .. والله اني يوم شفت وجهه صابتني راحه ..
قلت وليدي ماهو متعود يغيب عنا طويل ... الحمدلله ربي رجعه لي سالم .
ابتسمت ليلى وهي تستند على يدها وتراقب ملامح ام مطلق في محبتها الصادقه التي لايختلف
عليها اثنين ... بينما جوالها يهتز بصمت جانبها .. حين شعرت به ..
ابتسمت بالمثل وهي تقرأ اسم اخيها الذي اشتاقت له كثيرا ..
استشرق وجهها لدى سماع صوته ..
: صباحك خير ونور من الرحمن ..
سعود : صباح الخير ..
انكمش وجهها لسماعه صوته ..
:سلامتك ياخوي .. وشفيك مريض ؟
وصلها صوته من جديد وقد تقلص قلبها بحزن عليه ..
سعود : انا طيب ياختي .. انتي كيفك وكيف حملك ؟
ليلى : انا بخير ... سعود الله يهديك ارجع لاهلي .. والله ان قلبي ماهو مطمن ..
سعود بنبره جليه ..
: قريب ان شاء الله .. حبيت اسمع صوتك .. واطمن على حالك وحال مطلق .. عساكم بخير .. ؟
هتفت بمحبه ..
: الله يخليك لي ياقلبي .. كلنا بخير .. اهم شي انت ؟ دير بالك على نفسك ياخوي ..
سعود :الله المستعان ان شاء الله .. المهم سلمي على مطلق ... و انتبهي لنفسك .. ولا تتعبين حالك في مشاكلي
ليلى بحزن ..
: مالي غيرك اشغل بالي فيه .. ياعسى عمرك طويل .. مايهمني في الدنيا غيرك .. امانه ياسعود انتبه لحالك
و اتصل علي .. ولاتكدر خاطرك بكره يزول الهم وتنفرج .. يارب .
سعود : خليها على ربك يابنت الحلال .. يالله انا بقفل .. بيننا اتصال ان شاء الله .
ليلى :في حفظ الله .. الله معك ..
ترنح قلبها على من تحبهم .. مابين الامنيات تهتز واقعيه الحياة بمرارتها المعتاده ..
وماتريد صعب المنال .. اماني معلقه مابين السماء والارض مابين تحقيقها من عدمه ..
ليس لها امل سوى حسن الظن بالله .. ودعاء في خفاء ..ترجو تحقيقه للجميع ..
**************************
شعر بالوقت يمشي بهدوء ورتابه غيرمعتاده .. ألا انه ليس لديه مايقوم به
سوى زياره الاطلال من الذكريات الماضيه ..
شعر بالحنين قد اتصل بجسده .. ليرميه في بحر عميق من الذكرى والانين..
حتى بعدما اتصل على اخته .. لم يشعر بالشبع .. بل قفر الى مشاعر خاصه ..
قفزت له من بين كل شيء .. كل مايخصه استدار حولها في صوره خياليه يشاهدها امامه بدون عبء ..
" نجمه " ماهو حالك الان ..
هل انت سعيده بفراقي مثلما انا اشعر بالعكس ..
اشعر بالخوف من مشاعري المندسه والتي اخفيها بكبرياء تعلمته منك انتي ...
كنت اريدك .. ارغب بك .. لكنك طردتني من حياتك بدون رأفه بحالي المعكوس ..
اي تمرد استحال بقلبك .. واي شفقه انزلتها بقلبي على حال كسير ..
مالي حاجه برفيق الان اكثر مما مضى .. !! ومالي حاجه بذكراك انت بالذات ..
لقد بعثرتي جميع اوراقي و غربلتي دروبي كلها .. ولم اعد افهم ما لها بوصله الزمن لا تساير وحدتي وكفى ..
بعيدون عني بقياسات السنين .. وانا بعيد عن كوني انا ...
هل كان يجب ان ابتعد عن الجميع لاجد الراحه ..
ام الراحه ليس مطلبها الابتعاد والرحيل ..
لم يعد بي عقل صائب يفكر ما الصواب ومالخطآ ..
وما المهم ومالمستحيل ..
اتعبتني ياقلب في دنيا هواك ..
تيهآ ولا ادري متى تلقى مناك ...
رافق اسمها كثيرآ .. و تأمله لمده غير يسيره ..
يعارك اهوائه في التجديف عكس التيار ومواصله المسير مترنحآ في الرغبات ..
ومابين كبرياءه المعتلى هممه كلها ولايهم مايريده قلبه وما يرغبه هو ..
اعاد كل شيء على حاله وهو يستدير للعوده .. مخلفآ كل شيء وراءه
زاد من بعثره الافكار ليس إلا ..
وزادت بالتالي همومه .. و توحشت امنياته في منأى عن الحياة التي يريدها ..
وهناك... في مكان ليس ببعيد .. تنهدت بألم وقد ادارت جنبها بصعوبها
هي الحمى .. تجلدها جلد السوط على الجسد ..
تنسيها كل شيء .. إلا هو ..
وتبكي .. وتعزي بكاءها الا سطوه المرض ..
لكن مازال الندم يجد موقعآ في ج سدها لينهشها ويتعارك مع المرض من اجدى بها ..
قرار أضاع كل شيء .. في طريقه ..
الصحبه الجميله .. والذكريات التي لن تنساها .. والصداقه التي انقطعت خيوطها فجأه ..
و هبه من الرحمن رفضتها بغرور ..
لكني كنت اردد واقول مذعنه لجنوني..
.
سعود ... قلبي ينبض بعدك بوتيره بطيئه ..
وكأنك من كنت تعلمه الانتظام في سبيل الحياة ..
كان ينتظرك طويلآ .. حتى بعث اليأس فيه جرثومه خطيره قتلت كل حياة فيه ..
ومايلبث حتى يتوقف ..
لو استطعت العوده سأقولها لك ..
" سامحني " لو استطعت .
سأسامحك انا ايضآ ... بالمقابل
سامحني لاعيش حياتي بدون كدر على خيارات خاطئه ..
سامحني لاتقبل بأن تكون لغيري .. واكون لغيرك يومآ ...
اطلقت آآآه طويله وامها بجانبها ...
: قومي يابنتي كلي لك لقمه .. لازم تتقاوين على المرض ..
همست بألم ..
: ماعندي شهيه .. ودي انام ..
تركت امها تنصحها و تدعي لها .. وهي تغرق مرة اخرى في غيبوبه المرض الذي يصرعها خائره
مستسلمه .. مذعنه له للنسيان .. و للاحلام .. فقط ..
*******************************
اصيبت بكآبه مفاجئه وانتابتها مشاعر سيئه بعد سماع صوت اخيها ..
جلست تفكر في حل ازمه اخيها المتصاعده ..
لم تعد قادره على التجاهل حتى بعد ان سمعت صوته الحزين .. وهذا الذي لاتطيقه ابدآ ...
سمعت صوته يخرج من المكتب واستعجبت .. قد ظنت بأنه قد تركها بالفعل ..
واستغربت اكثر عن سبب غيابه عنهم ..
وقفت متردده مابين تدخل او لا ..
للتو نشب بينهم نقاش محتد لم يفوز فيه احد ..
كانت تهم في الهروب .. قبل ان يفاجئها بخروجه المباغت ..
ترنحت بعجله .. قبل ان يضبطها من افعالها المتردده ..
كان قد ارتدى ثوب اخر غير الذي ارتداه في الصباح الباكر ..
ففكرت بأنه كان مستعد للخروج .. قبل ان تقاطعه هي ..
سألت ببرودها الجديد ..
:طالع ؟
دخل الحجره قبلها لكن اجابها ..
: ايه .. عندي شغل مثلما قلت لك قبل ...
لوت فمها بطريقه تهكميه .. و اتكأت على باب حجرتها ..
ليرفع ناظريه لها .. فأستفهم من تلك الملامح الجامده على وجهها ..
سأل : تبين شيء قبل ماامشي ؟
عقدت ذراعيها على بطنها البارز .. وبحركتها هذه جعلته ينتبه لها اكثر
حيث اقترب منها ...
كانت متردده تتكلم معه لكن انطلقت فجأه ..
: عندي موعد اليوم في المستشفى .. و عادة وفاء تجي تاخذني ... لكن ابيك اليوم انت تاخذني ..
حدق فيها مطولآ يبحث عن جواب لتغيرها السريع .. فقبل قليل لم ترغب حتى في التحادث معه ..
قلدها في تلك الحركه .. و اقترب برأسه منها .. وسألها ..
: ليش تبيني هالمره اخذك انا ؟ اساسآ كيف متحمله تمشين معي .. مو قبل شوي ماكنتي تبين حتى تكلميني ؟
رفعت حواجبها بقهر من اسلوبه المستفز .. فجاوبته بحده ..
: لانك زوجي .. ومن واجبي عليك الاهتمام فيني ...
مطلق بهدوء : لكن عندي موعد مهم ..
اشارت بأصبعها على صدره بغضب .. وقالت ..
: مايهمني ... موعدي اهم .. اظن الولد اللي في بطني هو ولدك كمان .. وانا مصره انك تاخذني .
ابتسم وهو يمسك بيدها ويرفعها لفمه ويلثمها برقه ..
ارتبكت اكثر من جراء حركته تلك وهي تحاول ان تسحب يدها من بين يديه ..
فقال لها : لو تبين عمري خذيه كله .. يعني جات على موعد .. يرخص لك كل شيء علشان راحتك ..
ارتجفت بخجل وقد باغتها بلطف لم تتوقعه ...
: لا تتمسخر علي ...
اختفت ابتسامته ليحل محلها الجديه .. وهو يسحبها ناحيته ويضمها بصمت ..
لاتسمع فيه سوى انفاسه المتسارعه وكأنه يتعارك مع نفسه ولايجد الحل الامثل ...
وبعد لحظات و بصوت يلاقي صعوبه في اخراجه ..
: المشكله انك ماتعرفين قيمتك عندي ... سبق وقلت لك مااعرف اعبر عن مشاعري .. فساعديني
او تحمليني على الاقل ...
رفع نفسه عن التصاقه بحضنها و وضبط شماغه وعينيها تبحث عن معالم واضحه لتقرآها ...
او حتى عينيه لترى مافيها من معاني .. لكنه احجب عنها الرؤيه بصناعه زائفه لشماغه وبعدها مشى عنها ..
: انتظرك في السياره ...
تركها تحدق في الفراغ وتملأه بالعجب و بمفردات السكون ..
تألق غريب .. وشعور مذهل .. و نبض متواصل جعلها تخاف مع ابتسامه تلتصق بسذاجه على شفتيها,,
شعرت بذلك بوميض يغزوها ويحول ضبابيتها الى نقاء ليس له مثيل ...
شيء مني يريد ان يقفز ان يطير .. ان يضحك بصوت عالي ..
ان يبتسم دونمآ سبب ... هكذا فقط
كتمت فمها وهي تضحك بخفه ..
يكن لي المشاعر لكنه يصعب عليه ان يفسرها ..
على الاقل لم يعترف بطريقه واضحه .. لكن وضع لي حروفه خاليه من النقاط ولن اعجز عن فهمها ..
لايهم متى يقولها .. فأنا وراءك يامطلق حتى تنطقها ويقر فؤادي بعدها ..
تنهدت براحه وقد تملكتها طاقه رهيبه ونشاط فأسرعت تلتقط عباءتها وتهرول
متجاهله انها حامل تخطو في شهرها السادس .. بدون وعي منها ..
فلا لوم عليها .. فما هي الحياة الا شطرنج مشاعر تستبدل فيها خانه لتعوضها بأخرى ...
********************************
ارسلت له اكثر من رساله.. تخابره فيها ان يعجل من ارسال الصور المزعومه ..
وهي مازالت تعاني من انتفاضات خوف وارتعاشات موت في ماتبقى من فراغات الحياة ..
زرعت نفسها في مكان بعيد عن الجميع .. وقاطعت صديقاتها بعدما اكتشفت فجأه ليس هناك شخص
جدير بأن يشاركها مصيبتها تلك ...
كادت تجهش بالبكاء .. وهي وحيده تنازع خوفها .. و تدعو ربها بأن يستر عليها ..
لولا قدوم ريهام في الاونه الاخيره .. وهي ترى انعكاسات لحاله مزريه تعاني منها رفيقتها ..
سألت : سلامتك يااريام .. انتي تعبانه ؟
تنهدت وهي تحتضن جوالها وقالت ..
: مافيني شيء ..
جلست جنبها و قالت ..
:ليش ما حضرت المحاظره ؟
اريام : تعبانه ..
ريهام بإبتسامه ..
: توك تقولين مافيك شيء .. والحين تعبانه ..
احتد صوتها وهي تجيب ..
: ريهام ارجوك اتركيني .. مو طايقه نفسي .. فلاتزيدين علي ؟
ريهام : هدي اعصابك .. شوفي حالتك كيف صايره ؟
التفت اريام حولها وقالت بكآبه ..
: عندي مشاكل ...
الحت ريهام في سؤالها اكثر ..
: طيب .. قولي يمكن اقدر اساعدك ؟
وقفت و حركت شعرها برعشه واضحه لريهام ..
: ما اقدر .. ما اقدر ..
مسكتها ريهام قبل ماتمشي وتتركهاوادارتها ناحيتها ..
: اريام قولي .. والله خوفتيني ..
التفت ناحيتها و بعدها حدقت في ريهام وبالاخص في عينيها ..
وكأنها تبحث عن الثقه والاهم الامان الذي لم تجده في نفسها وتبحث عنه لاهثه
للتدثر قليلآ من خوفها الذي طرق بفولاذيه على حياتها ..
غطت فمها .. وكتمت شهقاتها التي بدأت تظهر جليه واضحه .. والدموع تتجمع في مقلتيها غير قادره على كبحها ..
اتسعت عينا ريهام لتصورات في عقل بشري يطرح الكثير من الخيالات .. حيث ترى اشارات هلع ليس لها تفسير
غير شيء مضمحل يدعو الى النحيب ..
تربص بالواقع حتي يصيده او يصاد هو .... وانتظرت لحظه الاعتراف .. وهي تقود صديقتها
لمكان بعيد حيث لاعين تراهم او اذن تسمعهم غير الباري جل في علاه الذي لاتخفى عليه مثقال ذره
في الارض ولا في السماء ...
*****************************
مازال متجهمآ .. حتى بعدما اخذ اجازه من عمله .. ليقود سيارته لتصليحها كاتمآ غيظه
يساير نفسه بأن من فعل ذلك هو فعل صبياني لايمت بصله بأي علاقه شخصيه .. او احقاد دفينه ..
لكنه كلما فكر بهذا . .. ينقاد عبر سلسله من الاحداث الا ان هناك من يتربص به بالفعل ..
ويقوده الى فقدان اعصابه .. والحرص المبالغ فيه ....
تلقى اتصالين من مطلق .. ولم يستطع ان يجيب لتلك الفوضى الذي خاضها في صباحه الباكر ..
وضع قدمآ على اخرى وهو ينظر الى سيارته التي دخلت في صيانه عاملين محترفين ..
وقد شعر بالملل وهو يحدق .. فطرأ مطلق على باله ... ومباشره اتصل به ..
ليسمع صوته المبهج ...
: هلا والله بالقاطع .. اللي مايتصل ولايرد على اتصالاتي ..
ابتسم ناصر : مشغول يا لحبيب .. الا انت اللي وين ؟ اكيد ماذكرتني حب فيني ..
ضحك مطلق .. ليجيب بثقه ..
: لا ابد وين احبك انت .. صراحه كنت متضايق قلت اكلمك ؟
ناصر : اكيد متضايق لانك ماشفتني ولاسمعت صوتي ..
مطلق : لا في هذا صادق .. المهم طمني عنك ؟
ناصر : ماشي الحال ... وينك انت ماينفع تكلمني كذا لازم اشوفك ؟
مطلق بوتيره منخفضه :في المستشفى ..
اكمل تفاديآ للاحراج ..
: المدام عندها فحص روتيني ... وانا انتظر ..
ضحك ناصر بصوته عالي .. ضحكه شبابيه لها رنه خاص...
: حركاتك يا بو غانم ..قمت تروح عياده النساء ...
اكمل ضحكته الساخره .. ليرد مطلق ...
: اقول ماحلاك وانت ساكت ..
ناصر... : اسكت ..هذا حلمك ياشيخ ... ما كون ناصر اذا سكت صراحه ..
احس جسمي يحكني اذا ما ضحكت عليك .. ونحن في ذيك الساعه لما امسك عليك شيء ..
المهم بتعرفون جنس المولود ولا لأ .. اذا كانت بنت بأسميها انا ...
ضحك مطلق .. ورد ساخرا عليه..
: لا والله .. مو ناقص الا هذي تسمي عيالي ... وبعدين تعال ليش بالتحديد بتسمي البنت ... ؟
ناصر : يااخي احب البنات ... وان شاء الله تكون بنت ماتشبه لك في شيء ...
مطلق بعصبيه مفتعله ..
: باقي .. ماتلاحظ اني اعطيتك وجه قوي .. اشوفك بعدين ..
ناصر بضحكه ..
: مع السلامه .. لا تنسى الوعد ..
مطلق بهدوء اغلق الجوال بعدما لمحها تبحث عنه بنظراتها...
اقترب منها و سأل بعدما مسك يدها ...
: كيف الفحص ؟
جاوبته بهدوء : تمام .. لكن لو يهمك كنت دخلت معي ...
وقف قبالها مباشره مدافعآ عن نفسه ..
: ما قلتي لي كنت دخلت معك .. ؟
همست له بخفاء ... : مو شرط اقول ... يهمني تكون جنبي في اوقات مثل هذي ..
تماسكت وهي ترى انفعالات واضحه عليه .. وكأن المهله التي صمت فيها كان يفكر فيها
ماذا يريد ان يقول لها ؟
قالتها بشيء من المناكده له .. و مبارزته على الدوام وان كانت مسالمه وترغب في راحه البال ..
قبض على يدها .. وسار بها من حيث خرجت .. وهي تحاول عبثآ ان تثنيه عما يريد ان يفعله ..
وفي غفله منها .. طرق الباب ليدخل بثقه ... متجاهل الاحراج الذي يشعر به .. لكن من اجلها
هي سيفعل اي شيء لم يعتده من قبل ...
واول جمله قطعت مفردات الصمت والذهول ..
: السلام عليكم .. انا مطلق زوج ليلى .. حبيت اطمن عليها وعلى حملها لو سمحت ..
اعتذر عن تأخري .. يهمني بصراحه اعرف كل شيء عنها ..
عادت الطبيبه الى مكانها تخفي علامات الذهول التي شعرت بها منذ دخوله العاصف
لن تخفي اعجابها بشخصيته وبثقته المفرطه .. فاستسلمت بإذعان لمطالبه بدون كلمه او اعتراض ...
وراقبت بإعجاب تلك الهاله الحسناء من الخجل التي ومضت في وجه ليلى .. تخفي نظراتها بعيدا
عن الجميع ... لانها اخر ما كانت تتوقع تصرفه هذا .. فجرأته اوقعتها في حبائل مكيده قادتها هي إليه ..
*******************************
قبل المغيب .. صخب و لعب و ضحك .. وليلى غير ليلى ماكانت به من امس انطوى اليوم ..
بما فيه .. لم تدع للخراب عشآ الا وهدمته بتصميم .. ليس هي بمفردها ..
فتلك المقدمات السهله التي يبدأها مطلق .. تجعلها يسيره في خطواتها نحو السعاده ...
سمر بإبتسامه لوفاء ...
: اليوم .. بعض الناس من كثر مايتبسمون بياخذون لهم صوره تذكاريه ..
شعرت بنفسها .. لكن ماحيلتها وتلك الابتسامه تجد طريقها كلما تذكرت مواقفه ..
وبالاخص ذهوله حول كلام الطبيبه الذي اعاده مرارا وتكرآرا عليها ..
وكأنه اخذ دورها وبدأ في نصحها ...
حتى وصلت لتلك النقطه التي اثارت فضولها .. عندما رفض رفضآ قاطعآ في كشف جنس المولود ..
ليجبيها بهدوء وهم في طريقهم بالسياره ..
: ماله داعي نعرف قبل الولاده .. بنت ولا ولد .. كلهم نعمه .. مافي فرق بينهم ..
ومن حينها التزمت الصمت .. او اسكتتها المشاعر التي تزاحمت في قلبها ولم يعد هناك مجالآ لفتح مساحات
اخرى ... فكلها ضاقت .. بل امتلآت بكم هائل من المشاعر التي لم تعد تستطع ان تكبحها ...
وكزتها وفاء لتعود الى واقعها بينهم ...
: بنت .. وين رحتي ؟ لايكون في شيء وانتي ماقلتيه لنا ...
ليلى : لا ياقلبي مافي الا العافيه ...
قاطعتهم سمر : بنات .. ماتلاحظون على اريام شي .. احسها متغيره ..
وفاء : كيف متغيره ... ؟
سمر : صارت ماتجلس معنا مثل اول ... وتجلس بحالها في حجرتها .. ودائما ماسكه جوالها وكأنه بيضيع ..
وفاء بدون اهتمام ..
: من طول عمرها اريام كذا مافي جديد .. حتى لو كانت معك .. هي في عالم واحنا في عالم ..
تدخلت ليلى .. : صادقه سمر .. حسيت عليها .. لكن يمكن عندها مشكله في الجامعه ..
وكان السؤال عن اريام .. جلب لهم اخر من تريد ان تراها ..
شعرت بأن المكان قد اصابته غمامه سوداء حالكه لامطر فيها ولارجاء بل غطتيه عين الشمس
نكايه في اشعتها المرحه ...
القت بتحيتها المعتاده ببرود وهي بكامل زينتها .. وكأنها تريد ان تثبت شيء ببهرجتها الدائمه ...
وقابلت ليلى وجه لوجه ...لترمي نظره الى بطنها البارز .. شيئ ما استدعى ليلى بأن تحتضن بطنها بشكل ظاهر
وكأنه تحميه عنها وعن افكارها السوداء ... و ما ان جلست تلك حتى وقفت ليلى .. تاركه المكان بما رحب لها ..
لكن قبل ان تذهب سمعتها تقول بجرأه ..
: يعني اذا حضرت الشياطين .. فرت الملائكه ياليلى ...
كادت ان تبتسم بل ان تضحك بصوت عالي ... لاول مرة تسمع كلام ينطبق عليها .. لن تدعي بأنها ملاك طاهر
لكن على الاقل تعرف ان نواياها .. بذور شيطانيه .. واسعه الشر ..
اجابتها بهدوء : عندي اشغال اهم من الجلوس معك ...
اطلقت سمر ضحكه مستفزه ... لتلوح لها وفاء بالانصراف بهدوء ..
فابتسمت ليلى بود مبطن بجرأه غير معتاده منها .. وانصرفت عنها شاعره بنظراتها تخترقها بحقد لايخفى على احد ..
انصرفت لشرب الماء ... والصعود لحجرتها التي تركتها مثل ماهي .. غير مرتبه ..
كانت حريصه على ترتبيها بنفسها .. لكن عادت لها توصيات الطبيبه ..يحذرها من الاشغال والمشي الكثير ..
جلست بوهن .. إلا ان الابتسامه وجدت نفسها اخيرا .. بمجرد ما فكرت فيه .. كل تلك التغييرات التي طرأت
عليه .. تريد ان تضحك منه وبالاخص .. توتره الواضح في التعامل معها ..
كان محرجآ وان حاول ان يخفي ذلك بمهاره ... وهي احترمت مشاعره فألتزم كلا منهما الصمت ..
اخرجت من عالمها الصغير على اثر طرقات على الباب ... لتنهض لفتحه ..
لكنه انفتح من تلقاء نفسها .. لكي تكون في مواجهه وجه لوجه مع فاتن .. التي بعثت في نفسها خوفآ مريبآ منها
هل اثارت ذلك المارد بداخلها وجعلته يثور الان في وجهها ...
تحاملت على مشاعر الخوف في وجهها .. وانذرت بحزم ..
: اظنك غلطانه .. حجره اريام في الجهه الثانيه ..
ابتسمت تلك ابتسامه باهته .. وقالت وهي تدخل بجرأتها غير منتظره الترحيب ..
: عارفه .. لكن قصدت ازورك في جنتك الخاصه ..
كادت تفتح باب حجره نومها .. قبل ان تنطلق من ليلى صرخه استهجان على فعلتها ..
: هيه .. انتي وين داخله ؟ مالها داعي تدخلين مكان وانتي غير مرحبه فيه ..
تركت كره الباب .. لتعلق بتبجح ..
: غير مرحبه فيه .. صرتي تعرفين تصفين كلمات .. .. هزت رأسها بتذمر
وتقترب منها بشكل مريب وتكمل ببرود ..
: تعرفين من قبل حسدتك .. على كل شيء .. على جمالك وعلى مطلق وعلى الراحه اللي انتي فيها ...
وحاولت ... بكل الطرق اللي وصلت لها اني اخرب عليكم... لكن في النهايه .. لما افكربيني وبين نفسي
اقول مالها داعي ... مطلق مثل ماقالت امي .. شخص غير مناسب لي ..
ليلى بهدوء .. هدوء مخيف ..
: الكلام هذا مايفيدني .. اخرجي من بيتي ...
ضحكت فاتن بصوت عالي ...
قالت : صراحه احسدك على ثقتك بنفسك .. تعرفين ودي تقولين لي ايش السبب فيه ؟ على الرغم من كل ما صار
الا انكم مازلتم مع بعض ..؟
ليلى : مايهمني كل اللي تقولينه و اللي عملتيه من قبل .. مايخفى علي ان لك يد في كل مشاكلي مع مطلق ..
لكن تبين تعرفين سر .. لاني واثقه في الله عزوجل .. وان كل اللي صار لي ابتلاء و امتحان لصبري ..
فكل اللي تعبت علشانه ماله قيمه عندي ...
بهتت ملامح فاتن وبان الامتعاض عليها ..
: غبيه... تعتقدين ان زوجك راح يثق فيك بشكل عادي .. يشوف صوره عشيقك الاول معاك .. ولايشك فيك ولو شيء بسيط
و لا .. والاكثر من كذا .. ان الحبيب العاشق الولهان .. بمجرد انه يسمع انك معذبه .. يتناسى كل شيء .. و يقف في وجه
زوجك مطالب بحقوقك ...
ابتسمت تلك الابتسامه الصفراء .. وهمست لليلى ..
: لاتحلمين كثير .. ترى الرجال مالهم امان ..
بعد كل ماقالته .. تمنت ان مطلق يكون هنا ليسمع بنفسه بنت خالته الافعى وهي تبعث سمومها في حياتهم
لم تكن جاهله بأفعالها من قبل .. كانت تظن وان اصابها شيء من اليقين ... لكن الان انقطع الشك بخيوط متواصله
من الحقيقه .. هاهي تعترف بنفسها ..
مشت بخطوات وتيده نحو الباب لتفتحه على وسعه ..
: اخر مره اسمح لك تدخلي بيتي ... اقطعي رجلك عن البيت لو عندك ذره كرامه .. و ابتعدي عن اريام لان امثالك
ماله امان .. ..
ابتسمت فاتن .. رغم احتقان وجهها بغضب بارز ... لكنها ماهره في اخفاء مشاعرها التي تغذي الاخرين
و تقوي عزائمهم عليها .. وتمشي بخيلاء .. وكأنها لم تسمع اي كلمه تفوهت بها ..
اغلقت الباب لتهتز اركان المنزل على اثره غضب بالكاد استطاعت ان تتماسك فيه ..
و خوف .. خوف من الايذاء .. وهي بالاخص تعلن عن افعالها النكراء على اسماعها ..
ضمت نفسها بذعر من عاصفه هوجاء حاولت ان تقتلعها من جذورها لكنها صمدت امامها حتى مرورها ..
اصابها الذهول من اشخاص في هذه الحياة هم مثلها ..
امعقوله ان يكون ابليس متلبسآ هيئه انسانيه ... يبعث القشعريره و الهول في نفوس البشر ..
تعوذت من الشيطان الذي حل ذكره في افكارها .. و شمرت عن ساعديها لتصلي ركعتين لله
تجلي فيه مشاعر غريبه سكنتها ... و حمدآ وثناء على ماهي فيه ..
لكن قبل ان تدير قبضه الباب .. عاد الباب المسكين لينفتح من جديد ..
لتطل منه اريام بشحوبها المخيف ..
والتي اثارت الخوف من جديد في نفس ليلى ..لتقول ..
: اريام .. عسى ماشر ؟
اقتربت اريام ببط ء لتهمس بالقرب منها ..
: ليش خبيتي عنا كل اللي صار.
اصاب الذعر قلبها المضطرب ... وفكرت في تلك الافعى
: عن ايش تتكلمين ؟
عادت تهمس من جديد بإنفعال هذه المره ..
: عن كل اللي عملته فاتن فيك انتي ومطلق ...
فتحت فمها بإندهاش ..تحاول ان تتماسك .. فأول مافعلته ان اغلقت الباب بإحكام
وتقترب من اريام لتسألها ..
: مين اللي قال لك؟
اريام : سمعتكم بالصدفه ... مو مصدقه اللي صار ..
ليلى بهدوء : لا تستغربين .. بنت خالتك هذي مجنونه ..
نفت اريام بوضوح ..
: ان ما اتكلم عن فاتن .. بنت خالتي واعرفها انسانه حقوده و ما استغرب تصرفاتها ..
انا اتكلم عنك انتي .. كيف تتهاونين في حق نفسك و حق زوجك و تكتمين امر كان يمكن يسبب
لكم مشاكل كثيره ممكن تصل للطلاق ..................
عادت ليلى وفتحت فمها بغباء .. لم تكن رده فعل اريام بمثل تلك الوضوح ..
كانت تظن انها ستقف بجانب ابنه خالتها .. و عدم تصديقها بشكل مباشر..
لكن الان تغيرت وجهه نظرها في اريام .. فمهما يمكن تخليها تعيش في قصرها الجليدي
الا ان لها قلبآ صادقآ .... وشخصيه صريحه على الرغم من التأثيرات التي حولها ..
في الاخير يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها ...
***********************************
خرج من سياره الاجره التي اوصلته الى المنزل على اذان المغرب الذي ارتفع في المكان
فشل في تحقيق مراده وهو ان يعود بسيارته الى المنزل .. فهي تحتاج الى الوقت الكثير ...
تسارعت خطواته لتغييرملابسه .. و حضور الصلاه جماعه في المسجد ..
لكن قبل ان يبصر او يعي تماما ماتلك الخطفه السريعه التي هو فيها ..
شعر بنفسه يختنق .. وقد اطبقت على انفاسه يد غليظه .. قاسيه .. لتبعده عن مرأى الجميع وتحشره
في ملحق المبنى الخالي من السكان ..
حاول ان يرى ذلك الجسد الهائل الذي امامه ... لحظه ليس واحد بل هم ثلاثه ..
انهالوا عليه بالضرب رغم محاولاته المستميته في الدفاع عن نفسه ...
اختنق بالدم الذي تفجر في فمه .. و فتح عينيه التي انذرت بشر على معتديه ..
صرخ بإنفعال : ياكلاب .........
قاوم احدهم فانهالوا عليه جميعهم .. حتى اردوه خائر القوى مليئ بالكدمات الداميه والجراح ..
سقط على الارض .. محاولا ان يبقى متيقظا ولايغيب ..
يريد ان يراهم ويستدل عليهم .. لكنهم لم يسمحوا له حتى..
اقترب منه احدهم وبصوت ثقيل ..
: وسام العالي يسلم عليك .. ويقولك انتظر المفاجآه الكبيره ..
استقر رأسه على الارض .. لايسمع سوى وقع اقدامهم المهروله البعيده ..
بصق الدم من فمه .. واستقرت افكاره بثبات رغم الالم الذي يشعر به ..
والكدمه التي شلت نصف وجهه .. بأنه كان محقآ بأن هناك من يعاديه .. ولكن صرف نظره
او غاب عن فكره مثل ذلك العدو .. كان متربصآ به طيله الوقت ..
حاول الوقوف ... لكن الالم قد اشعره بأنه طحن تمامآ تحت كم هائل من الاطنان
استعان باأنبوبه مياه .. ليقف .. مستندا على الجدار بالكاد يخطو .. ليدخل في بهو المبنى ...
ويشق طريقه بصعوبه متجاهل هاتفه الذي بدأ يزعجه بالرنين ...
وفي نفسه يتساءل بسخريه اين بنو البشر عندما يحتاج لهم ؟
تحامل على نفسه .. متجاهل وخز الالم الذي يشعر به مع كل خطوه ..
ليدخل المصعد متهالك .. يبحث عن مفاتيح شقته .. .
همس : الله لايعطيك العافيه يا وسام ... وقد مسح الدم بشماغه ..
حمد الله على وصوله الى عتبات شقته .. الذي ما إن فتحها حتى رمى بشماغه على الارض
وتوجه الى الحمام ... ليرى ما تركه السافلون على وجهه ..
تراجع بذهول .. من تلك البقع الحمراء والتي بدأت تزرق بعضها بجانب فمه وفي زاويه عينه اليسرى ..
تنهد متألمآ ... واستند على البانيو بتفكير عميق من تربص مخيف .. من انتظار يكره لحد الموت ..
..آ ي مفاجآه سيسحقنا بها هذه المره ؟
ولما تهجم علي ؟ .. هل علم بتلك الاتفاقيه الحمقاء التي قمت بها مع احد من اعوانه ؟ ..
تنهد مره اخرى .. وقد اغفل عن الثمن الذي دفعه .. في المقابل ..
وعن ماكان يريد ان يفعله ... اصابته خيبه امل ...
لم يستفد شيئا ... بل اقتنع انه كان يستحق العقاب لتصرف غير حكيم بدر منه ..
**************************
اعدت نفسها .. وكيف لها الاعداد الذي يليق بها و يستحسنها ؟
تجهمت كثيرآ وهي تختار ماتريد ان تلبسه امامه ...
وضاقت كل الاحتمالات بوجود بطنها البارزه ...لكنها وجدته اخيرآ ..
فستان احمر طويل منقوش بورود صفراء صغيره ...تغطي كتفيها بوشاح شفاف اصفر ...
تربطه اسفل صدرها ... شعرت بالرضا من نفسها .. وهي التي افتقرت بأن تكون متألقه لزوجها على الدوام ..
طلبت ان يحضروا العشاء لها .. بعد استئذان من والدته التي ابدت سعاده في طلبها ..
و ما إن انفردت بجناحها حتى عملت على تنظيفه بمساعده خديجه .. والذي لم ينقصه سوى البخور
والذي لم تسمح به .. لاسباب صحيه .. اكتفت بالشموع المعطره التي وضعت القليل منها ...
و جلست على الكنبه .. تنتظره .. وعينيها لاتفارق الباب .. تنتظره بحراره الشوق الذي اكتسحها ..
سمعت رنين هاتفها في الحجره المجاوره .. لتتسارع و تلتقطه قبل ان يغلق .. كان هو من يتصل بها ..
والتي تجهمت بمجرد سماع صوته ...
مطلق : ليلى .. اسمعي ممكن اتأخر الليله .. لاتنتظريني ..
اصيبت بخيبه واسعه وهي تجلس على الكرسي بتراخي ..
ليخرج صوتها كئيبآ ..
: ليش ؟
تنحنح ليتكلم بجديه اكثر ..
: عندي شغل ضروري ... فيه مشكله لو تأخرت ؟
هزت رأسها بنعم .. ولم يخرج صوتها .. إلا عندما ألح عليها ..
: ليلى .. بحاول اني مااتأخر ؟ نامي انتي ؟
التزمت الصمت .. ليقول بطريقه لينه..
: لايكون زعلت ؟
مسحت جبنيها الذي بدأت تجاعيد الضيق تتجمع فيه ..
: لا ابدآ ليش ازعل .. يالله المهم لاتتأخر على شغلك .. مع السلامه ..
اغلقت جوالها .. وهي تتعارك في رغبتها في البكاء .. بل الصراخ غضبآ ..
كل مافعلته ذهب هكذا ادراج الرياح ..
يالتعب الذي تشعر به والذي لم تحس به من قبل ...
ويالمضيعه الوقت الذي قضته في اهداره لشيء لايستحق ..
ابتسمت سخريه على نفسها ... الآن لا يستحق ..
بل يستحق .. لكن صبرك معه يوشك على النفاذ ...
مازال يسحقك ببروده ولاشيء جديد ..
قفزت روحها بداخلها ... وقد سمعت صوته القريب منها..
: ليش قلت مازعلت .. وكل هذا اللي على ملامحك ايش بيكون ؟
رمشت عينيها لاكثر من مره .. و الجمت بالصمت المطبق ..
ليقول بإبتسامته وهو يستند على الباب بذراعه ..
: ليلى .. تراني موجود قدامك ..اذا كنتي تظنين اني حلم ؟
لاحت ابتسامه و ارخت بصرها غير مصدقه بالانقلاب السريع ..
وهمست : ليش رجعت ؟
قطع المسافه بينهما بسرعه .. ليجلس امامها وقد رفع رأسها بيده ..
: تبين اضيع على نفسي كل هذا ..
رمى بنظره معجبه لها .. فإبتسمت بخجل ..
:يعني كنت تكذب علي ؟
رفع حاجبه محتجآ على الكلمه التي قالها ...
فأردف مبتسم : مو اكذب عليك .. لكن كنت انتظر رده فعلك بصراحه ..
دعكت اصابعها بإحراج ...
: كنت بقولك رأيي بصراحه لان في امور كثيره مضايقتني . .. وكنت اعتقد اني لو قلت لك
بوضح لك الضيق اللي انا فيه .. وهذا اللي نويت اسويه معك .
جلس بجانبها محيط كتفيها بيده ... و كأنه ينتظر المزيد بدون ان يقاطعها ..
فأكملت تلقائيا وعينيها تلتقط اي شيء سواه ..
: اولها.. لاتحسب اني نسيت قصه البنت اللي كلمتني في الامارات ..
قاطعها بجديه .. : ايش تبين تعرفين ؟
ركزت نظرها عليه .. لتلمح التردد او كذبه لكنه كان واضحآ صريح معها ...
: البنت هذي تكون بنت مدير الشركه .. قابلتها صدفه في محل .....
سكت و كأنه تذكر شيء .. وبعدها وقف و مشى ناحيه الباب والابتسامه على وجهه ..
: لحظه نسيت اعطيك الامانه ...
غاب لعده دقائق ليعود بكيس كبير ... ويضعه امام قدميها ..
ليكمل بإبتسامه تتلاعب على شفتيه ..
: وهذا هو البرهان ... تصادفنا في نفس المحل ونسيت جوالي عند المحاسبه وهي اخذتني عني ..
على الرغم من تصرفها الودي الا اني ماحبيته منها وبالاخص لما دريت انها كلمتك ...
انا اعتذر وبشده عن اي ازعاج سببته لك ...
ليلى بهدوء : كنت منزعجه منك ومن تصرفك ... ماقدرت الموقف اللي انا فيه.. و حبيت اسوي اي شيء
يزعجك و يضايقك ..
ضاقت عينيه عليها لتكمل بحذر ..
: مثل تجاهلي لك اذا اتصلت ... و ثانيآ وهذا المهم لي .. وابيك تعرف اني ماسويته علشان هذا السبب طبعآ
واللي يعتبر سبب من الاسباب الهامه .. لكن هذي رغبتي يامطلق .. وانا ابيها ..
مطلق : واللي هي ؟
ليلى بخوف : سجلت في معهد حاسب .. قلت ابي اتعلم شيء وانا ماعندي شيء اعمله طول هذي الفتره ..
جوابه كان الصمت .. فإستهلت كلامها بحماس و قد امسكت بكلتا يديه ..
: مطلق ... ممكن ترفض وممكن توافق .. انت تعرف مااقدر اسوي شيء من غير موافقتك .. لكن ارجوك
احترم رغبتي ...
تنهد .. وهو يجلس بكل اريحيه .. مع ملامح واضحه الجديه اصابت ليلى باليأس ..
لينطق اخيرآ : موافق ... لكن بشرط .
هتفت بفرحه متأبطه ذراعه .. ليكمل بهدوء ..: شرطي .. انك ما تتعبين نفسك .. وبلا كبرياء و عناد ياليلى
اذا حسيت في لحظه انك ماتقدرين تواصلين توقفي ... فهمتي توقفي .
ابتسمت ابتسامه تنم عن سعاده عميقه لايصل اليها احد ... ليس بمجرد موافقته التي كانت تخافها
بل عن كل شي هي فيه الان ... قبلته على خده .. قبله عميقه كمشاعرها.. بدون تفكير وبدون خجل
وبدون مقدمات .. وارتمت على صدره .. تسمع دقات قلبه التي ابتسمت على وقعها في اسماعها ..
والتي اشعرتها بأنها في قمه الحياة ... وقمه السعاده .. وقمه الغرور ..
غرور انثوي ليس له حدود ..بأنها تحب ..
و بأنها من تحبه .. رجل ليس ككل الرجال ...
قنعت نفسها بأنه لاداعي بأن تقول احبك ..
تريد كلمه تبوح بحق عن ماتشعر به الان.
احبك لاتفيه حقها .. فمشاعرها لاتسقط في كلمه واحده ..
ولا معجم للكلمات الشاعريه تكفيها الان ..
ليحتضنها هو بالمقابل .. و كأنها شيء قد يفلت منه في اي لحظه ..
بلا اي كلمه او حروف صاخبه تقطع حبل التواصل الطويل ... كانوا يعبرون عن مشاعرهم بكل بساطه ..
متمنين ان يتوقف الوقت وتجمد الصوره عليهما فقط ...
ابعد كل هذا لاترضيه الافعال لها .. اي كلمه جمدت في الحلق ولايمكنه نطقها ..
ماذا اكثر من ذلك يامطلق ..
احبها .. احبك.. واريدك .. اكل هذا لاتصنعه ملامحك الخشنه لها ..
و بعد كل هذا لاترضى .. ابتسم وهو يدنو ليقبل رأسها العطر .. و يرنو معها في سمو العاطفه
حيث لايغيب سواهما عن مداد البشر و دنو الحياة ..
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت
* نزار قباني .
هناك دقائق تترقب الحسم على اهبه الاستعداد .. تريد الانطلاق بلا رويه
لتصبح من الماضي .. حينها نقول كان ماضيآ بكل مافيه ..
وهناك لحظات دقيقه تتمنى الثبات .. لاتريد ان تكون من الماضي البحت
بل تشرع بابآ واسعآ للمستقبل .. تريد الاستقرار هناك حيث التنعم بدقائقه مجددا وتكرارا بلا ملل او كلل ..
الاعاده تلزم في احياء الثواني الميته ... والفهم الصحيح للامور هو القرار المهم .. .
من كان يعتقد ان النهايه ستكون قاب قوسين او ادنى اذا ومضت فيه اشاره الاعتراف ..
وهاهي على العتبات .. فلا تغفو عندها ...
ألقاكم الاسبوع القادم مع اماني صادقه للجميع بالنجاح
دمتم بخير
كبرياء الج ـــرح
|