كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
سوري ياجماعه تأخرت في انزال البارت كانت عندي ظروف معقده مع الاتصال ..
وعندي مطالبه من بعض المتابعين الكرام عن عدم سؤالي عن متى تنتهي الروايه ..
فذلك يسبب لي التشويش والضغط .. ارجو ان تفهموني ..
وايضآ لا استطيع ان احصر كم المتبقي ... لان بمجرد الكتابه تظهر لي افكار جديده
فبذلك كلما اريد ان انهي افتح خطآ جديدا للمتابعه ..
ارجو ان تتقبلوا كلامي بصدر رحب ... فذلك من اجل الجميع
تفضلوا البارت .. مع حبي
البارت الرابع والاربعون ..
الشجن والذكريات القصيره ... تعذيب مرير ..
اسخف الاوقات من قبل .. والتي لم نلتفت لها .. تصبح دقيقه .. نسرح في كل زواياها بدون تذمر
و إن حان وقت للحصاد ..
استمر الصمت بين الاثنين .. بعض كليمات قد قطعت الصمت لفتره قصيره وعادت مره اخرى
لاجئه الى افواههم ..
هي في عالمها المنفرد حيث تحل القضايا وتفك العقد .. وتنشغل في ماليس لها ..
وتهلك على هموم غيرها ..
وهو في حاله اخرى .. منفيآ تمامآ عن عقلها وافكارها .. يحادث نفسه بأن تحمل ..
هو في عالم محسوب عليها بأن تفكر وتعطي نتائج ايجايبه ...
ليست ملامه ..فالملام هو الوضع التي اصبحنا تحت سيطرته ..
فهي ممن يصنفنون بأن يحترقون حتى الرماد لكي يضيئون لغيرهم ..
تنهد بعدما طال انتظاره وصمته .. لم يشعر بالراحه حتى وهي قربه وفي منزله .
سألت بدون اهتمام لتلك التنهيده ..
: متى نروح لاهلي ؟
اجابها ببرود : اشوف متى اكون فاضي ..
جمدت ملامحها و بإلحاح ..
: مطلق .. انت وعدتني ؟
اجاب بسيطره وهو يسحب بيجامته من الخزانه ..
: وعدتك .. اوكي .. لكن خليني انام وارتاح .. مانمت ثلاث ساعات على بعضها ..
تبيني امشي فيك و انا تعبان .. بكره يصير خير .
أبدت تذمرها من صفقتها لباب الحمام .. رمى بنظره غاضبه على الجماد ..
زفر بقهر من تصرفاتها الطفوليه .. وبالاخص حنق عليها وعلى اخيها الغبي وزوجته ..
انتظر حتى خروجها .. .. فهب سائلآ إياها ..
: انتي ليش زعلانه ؟ من وقت اخذتك من المستشفى وانتي ماده بوزك شبرين ؟
فتحت عيونها بصدمه من كلامه .. وتخصرت قدامه ..
: انا اللي ماد بوزي شبرين .. ولا انت اللي ما تتكلم ولاتنطق بحرف ؟ واذا تكلمت ماتقول شيء يريح ؟
فتح ذراعيه بقله حيله ..
: ايش تبيني اقول ؟ يعني اعطيني خياراتك علشان ارضيك يامدام ..
تأففت : لاتقول شيء .. ولا تنتظر مني شيء ..
ضاقت عيونه .. واقترب خطوه بينما هي تترقب بتحدي ..
وقال : مالاحظتي اني اعطيتك فرصه انك تطلعين عصبيتك علي ... وتمحين وجودي عندك ؟
ارتخت اكتافها .. وردت عليه بهدوء ملامحها رغم الارتجافه التي حلت بها من نظره عينيه الصارمه ..
فأردف ببرود رغم حرق اعصابه من تجاهله لها ..
: انا عارف انك مشغوله علشان اخوك .. ومهتمه في امره اكثر من اهتمامك فيني كزوج ..
لكن لاتمزجين حياتك مع حياته .. فأنا انسان ماعندي صبر ..
اجابته بتمهل : المفروض تقدر وضعي وتساعدني .. ؟
ابتسم في وجهها مجيبآ بإقتناع ..
: انا معك .. لكن لاتحمليني فوق طاقتي .. المفروض انتي كمان تقدرين وضعي ؟
اقتربت منه متوسله : مطلق .. هذا اخوي ..
هدر بصوت غاضب : وانا زوجك ..
تراجعت مرتجفه من صدى صوته المخيف ... فتراجع بدوره متدارك وضعها ورهافه احساسها ..
مر بجانبها مكمل بمثل الهدوء الغريب وابتسامه مريره صعبت عليها لتفهمها ..
: لو لمجرد التظاهر ياليلى .. لا تقللي من احترامي وتعتبرين مالي وجود ..
كانت ستجيب .. لكن صفقه الباب في وجهها كان الرد الماثل امامها بعدم النقاش ..
تأففت و عيينها تدور في المكان لشيء تألفه ..
لقد غرقت في مشكله اخيها حتى اذنيها ..لاتنكر ذلك ..
لكن ماذنبها .. لم يخيرها بينه وبين غيره ..
فـ ذاك ..اخي وانت زوجي .. مالمفروض عمله لكي ارضيك ..
انتظرته .. طويلآ حتى باتت تشك انه لن يخرج من الحمام ابدا ..
تنهدت بيأس .. وتشاغلت بجهازها .. متردده في الاتصال ..
تعرف ان الحال من انقلاب في انقلاب ..
غامرت في الاتصال بنجمه .... لكن جهازها مغلق ..
عضت اصابعها بخوف .. واعادت الاتصال لكن بأخيها هذه المره ..
ونفس الحال.. يرن لكن مامن مجيب ..
قذفت بالجوال قربها .. وغطت وجهها بيديها متنهده بعذاب ..
لم تستطع ان تمنع نفسها بأن تشغل بالها وتشعر بالقلق ..
منتظره بصيص من الامل ان العاصفه قد مرت بهم هناك دون خسائر ..
*********************
استقام تحت هدير من المياه الدافئه ...
مايريده هو استرخاء اعصابه المشدوده التي لم تعرف الارتخاء منذ ايام طويله ..
اصبح كالوتر المشدود .. يصدر رنينآ هائلآ .. قابل للانقطاع في اي لحظه ..
لم تكلف نفسها عناء الاهتمام بي اوان تدير رأسها وتلتفت إلي كما يجب ..
مضت علي ايام لم اعرف فيها طعم الراحه ..
أشعر بأنها كخناجر في قلبي .. و دموعها جمر تتقلب عليه روحي من اجلها ..
مشغوله بأخيها وبمصابه الجلل .. وانا أتلوى من العذاب بقربها ولم تحن منها إلتفاته حتى...
وكل هذا تريد مني ان اقدر موقفها وحزنها و انشغالها الفكري بتلك وذاك ..
قدرت واحتملت وتحاملت على نفسي المتطلبه ... وكل هذا وكفى
وكفى .. وكفى .. وكفى .....
ضرب قبضته على الجدار بقهر على نفسه التي لم تتوانى مستغله كل الفرص في تعذيبه ..
وتلك المتغنجه على جراحي .. اصبحت نقطه ضعفي التي اعذب بها نفسي ..
يا للحب الاحمق الذي جعلني متخاذلا .. متهاونآ في حق نفسي ..
كالدميه اصبحت خلفها .. منقاد في خطواته يسير حثيثآ ...
تضعفني كل ملامحها .. و دموعها جنود تجبرني على الخضوع والاستسلام قبل بدايه المعركه ..
نفض الماء على شعره .. و تأمل نفسه في المرآه ..
يبدو ضائعآ ... لايعرف الانا التي تسكنه ..
متغربآ في دنيا يراها بكل مافيها غريبه .. غريبه لانه معتاد على روتين قديم سيرته بكل مافيه ..
والادهى والامر هي المشاعر الجديده التي جازف في تجربتها و التي اسرته غريبآ ..
************************
صباح يوم ثقيل .. صعب في ملامحهم .. الهموم تطل من اعينهم ..
و الراحه غادرت المقل .. ولم تترك سوى التناهيد ونيس لصمتهم ..
تطلع من الواحد تلو الاخر كالعدوى ..
إلا كبيرهم .. يحدق في الجماد ..يفتت مفردات السكون ..
لاترف جفناه .. ولايحرك ساكنآ ..
منزعجآ لحد القهر .. و مجبورآ على الصمت في حاله منكره لديه كل الانكار .. ..
قيد حفيده يديه ولسانه .. واجبره على الخضوع في ما ليس له يد فيه ..
تهاوت جبروته عند اهواءهم غير مدركين اهميه الحياة التي بين ايديهم ..
وذهب وتركهم .. ذهب وكأنه قال وداعآ و مع السلامه .. ولم ينطق بما ابغض حلاله لديه ..
ويأتي ويخبره بكل فداحه بأنه طلقها ..
ألا يعرفون ما الصواب من الخطأ ...
تشهدت رفيقته بذكر حق قوله في كل وقت و مكان وكأنها تذكره بأن عود الى عالمنا ولا تغوص في الهموم ..
مسح لحيته و كرر خلفها .. : حق دائم لا إله الا الله .. محمد رسول الله ..
الجده : عين ماصلت على النبي .. كان يازينهم مع بعض ..
علق الجد : لا والله ماهي عين .. إلا ولدك ماهو رجال .. يوم انه مامسك لسانه عن القول الشين ..
تدخلت سلوى : جدي الله يخليك لاتكبر السالفه ..
قاطعتها والدتها : سلوى مالك علاقه في كلام الكبار ؟
سلوى بحنق : وشو كلام الكبار .. شايفتني بزر .. سعود اخوي ..
ناظرت جدها وقالت بحنان ..
: الله يخليك يايبه .. تفاهم معه بهدوء وافهم منه .. كفايه انه خرج معصب ..
همس الجد بخيبه : سود وجهي قدام الناس .. ويش تبيني افهم منه بعد اللي صار ..
نطقت فاطمه : السموحه ياعمي .. لكن مافهمت اللي صار مع بنت سالم ..
ناظرت سلوى امها بإستغراب وكأنها لاول مره تسمع منها كلام مفيد ..
بينما كملت امها بهدوء مريب ..
: لزوم تفهم من البنت و من سعود ... يمكن اللي صار بينهم بالتراضي ..
قاطعها الجد بحده ..
: كيف بالتراضي ؟ هي لعبه ولا مزحه يوم انهم تزوجوا قدام خلق الله ...
بياخذني على قد عقلي ولد احمد ... صدق من قال اللي خلف ما مات ..
تهدج صوت العجوز التي صمتت في حوارهم الغير مفيد ولكن حين
ذكروا حبيبها الصغير .. اعلنتها بتأثر
: ترحموا عليه وادعوا له احمد ولد قلبي لاتجيبوا سيرته بالشين ... وسعود ماسود وجهك ..
يقدر يرجع نجمه مير انت لا تثقل عليه بحكيك اللي ماله لزوم ..
.
الجد : ماكبر راسه الا حكي النسوان و دلعك له .. ترينه مانفع احمد يوم انه هج وترك الديره .
سلوى بإغتضان دامع وهي ترقب ملامح جدتها التي اعتصرت فؤادها ..
وهروب امها من مجلس مشحون بكل مافيه ..
: جدي الله يهديك .. تعوذ من الشيطان.
بنظره اخيره وزعها بين سلوى وبين رفيقته التي غطت وجهها بطرف من ثوبها الاسود
وقد خدشها بذكرى الماضي القديم ..
ماضي مازال يسري في عقولهم بمراره الامس وحنين الفقد ..
ماضي لم ينسى خيباته التي عاشها فيه ..
اهلكه الولد وبعده التلد .. و استصغره الجميع .. بعدما صغره ولده من قبل واكمل عليه الحفيد ..
تنهد منزعجآ من ذكره البغيض .. فهب واقفآ مستعيذا من شيطان مارد ..
وخرج متجهآ الى شيخ كبير في سنه ذو حكمه وعلم فقيه ..
في فكره لن يترك غبيان يلطخان حياتها بحماقه لم يفكروا فيها مسبقآ ...
وما انكسر سيجبر على الاصلاح ..
*****************************
يالصباحها الذي مر عليها في غرفه مظلمه ..
تبكي وتنتحب .. و تأن بصمت اثر ضرب مبرح نالته من اخيها ..
وندم يبنض في قلبها المذبوح ..
لم تكن تعلم بأن القوه التي انتابتها .. هي خدعه طالتها وطالت غيرها ..
اندمجت في مؤثرات خدعه لم تكن من صناعه بل حبكه دراميه كانت من اخراج اخيها ..
لكن لمن كان الكبرياء .. ؟ او ليس لها ..
بل لم كان في ذلك الوقت ..
ألم تشعر بالسعاده .. حين قدم اليهم .. ألم تظن انه عاد من اجل استعادتها ..
لم اعادت بعثره امورها بنفسها ..
فتحت عليها والدتها الباب وملامحها تنبؤ عن سوء حالها ..
:تبين تجلسين طول النهار في غرفتك وتتركين علي كل شيء .. اللي تبينه صار ليش تتحسفين عليه الحين ؟
تنهدت بخيبه واكملت بحرى : احمد الله ان ابوك مو حي .. لكنتي ذبحتيه من القهر ..
وخرجت .. لتعود تلك وتمسح دموعها وتدعي بأنها ستنسى .. وستمر عليها الايام تواليآ ..
و ستنسيها كل الهموم ..
ليست الاولى التي تتعرض لمثل هذه المواقف .. فالكل ينسى وهي اولهم ..
ستتابع حياتها و كأن شيء لم يكن ..
او لعله يكون تجربه سـتأخذ مفادها ..
تنهدت بيأس .. كيف تنساه .. كيف تنساه .. وهو يقبع خلفها .. بقربها سيكون
كل الطرق تؤدي إليه ..
كيف تنساه وذكره كالهواء حولها ..
طرقت كلماته الاخيره في رأسها ..
: " انا مانطقتها يا نجمه لاني كنت متمسك فيك ولاهنتي علي .. ماكان ودي انهي كل شيء في لحظه انفعال ..
تقولي انك انجرحت من خدعه مالي يد فيها والله يشهد .. لكن اذا جيت على كرامتي
يابنت الناس .. تراني ماارخصها واعز ماعلي اموت ولا اخذ واحده ماتبيني .. وتنتظر اللحظه اللي تفتك مني .. "
اسندت رأسها على ركبيتها واجشهت بالبكاء ..
لم ياسعود حرقت قلبي بكلماتك .. لما لم تقولها مسبقآ لكي ارتد عن طريقي واعود إليك
متخليه عن كبريائي و عنادي المزيف معك ..
هل الخطأ مسؤليتي الكامله لدي .. ام نحن نتشاركها جميعآ ..
ابتسمت بسخريه على نفسها .. و اقتنعت بصمتها الدائم بأنها من صنعت الخطأ بحبكتها هي لاغيرها .
***************************
جلست مع ام مطلق طول فتره الصباح ...
افتقدت الجلسات معها .. وساعه جلست معها نسيت كل شيء ...
حتى مطلق وخروجه من بعد صلاه الفجر ..
مشتاق للشركه والشغل .. حتى اتصال ما اتصل ..
تنهدت و وبخت نفسها .. توك تقولين نسيت كل شيء .. حتى مطلق ..
كيف نسيت .. وانتي مشغوله فيه وفي اخوك ونجمه ..
تركت ام مطلق بعدما نامت الاخيره ..
و اخذت جوالها وكلها أمل تسمع اخبار طيبه عن سعود ..
اول ما اتصلت ..رد اخوها على عجل ..
: هلا ليلى ..
ابتسمت على الفور ..
: هلا يا قلبي .. طمني عنك ؟
سعود بنبره ساخره ..
: باقي ما فقدت عقلي .. لكن قريب بفقده ..
شهقت بخوف و سألت ..
: يابعد عمري .. لاتقول هالحكي .. اكيد بنلقى حل ويرتاح بالك .
ضحك بسخريه ..
: تحسبيني بذبح نفسي على نجمه .. لا والله يا اختي ... ما فكرت فيها حتى ..
لكن بفقد عقلي من ذا التلاميذ اللي عندي ..
تأففت بإنزعاج ..
: كيف الامور عندكم ؟
رد ببرود : مثل ماانت متوقعه .. جدي عصب وجدتي ندبت حظي ..
لكن بكل الطرق راح يتقبلون ..
ليلى : سعود .. ايش اللي صار بينكم ؟
تنهد مجيب : ما صار شيء جديد .. البدايه كانت خطأ في حقي وحقها يا ليلى .
ما اخذتها إلا علشان الناس .. وهذا اكبر غلط .
اكمل بعد ثانيه توقف : والله مرتاح ياليلى اذا سألتيني .. الزواج بالطريقه هذي كانت مزعجه .
ليلى بهدوء : كان ودي اكون معكم .. انا عارفه ان جدي بيقسى عليك .. لكن الله يخليك
تحمله.. وتحمل عصبيته .. جدي تفكيره قديم ..
سعود : لا توصين عليه ... انا اكثر واحد يعرف جدي .. واعرف طباعه زين ..
لكن المهم لا تتعبين نفسك و تجين عندنا ... ترى زيارتك لنا ماتقدم ولا تأخر ..
ليلى : لكن يااخي..
قاطعها بسرعه : لا لكن ولا غيرها .. اذا صار اي شيء جديد بخبرك ..
سمعت صوت جرس المدرسه ..
: يالله يا ليلى .. بدت حصتي ..اكلمك بعدين ..
ابتسمت وقالت بسرعه ..
: الله يخليك لي يا اغلى اخ في الدنيا ..
قاطعها بضحكه ..
: انا على بالي تقولين يا احلى اخ .. يا اجمل اخ .. مو اغلى .. شكلك تبين تبيعيني .. ؟!!
ضحكت بالمقابل ..
: روح الله يسعدك .. تلاميذك ينتظرونك ..
تنهد وقال : لاتذكريني ...
ابتسمت رغم كل شيء .. حتى بعدما قفلت الاتصال .. واستراحت على سريرها ..
لديها تساؤلات ملحه في التدخل في حياة اخيها واصلاحها ..
لكن لديها جذب من طرف اخر .. وهو ليس ماتريده يجب ان يكون ..
لقد سعدت من اجل الجمع بين صديقتها الوحيده واخيها الوحيد ..
اثنان احبتهما بكل مافيهما و قربت بينهما .. لكن قلوبهم هي لم ترد ..
او ليس هذا حالها مع مطلق ..
الاخرون هم من جمعهم مع بعضهم البعض ..
لكن حتى الان لم تبدو اشاره في الافق لحسن الاختيار ..
لن تقع في الخطأ مره اخرى ... كان يجب ان توافق اخيها في اختياره منذ البدايه ..
************************
انتظر ردها مطولآ بعد اكثر من اتصال ..
عاد مجددا في ارسال الرسائل لكن حتى هذه انعدمت في الرد ..
ارسل لها رساله مفادها " وداد .. لازم نتكلم .. ردي على اتصالاتي "
انتظر متأفف من كل الظروف الصعبه المواجهه له ..
سمع نغمه رساله قادمه ..
: : ماعندي وقت مشغوله حاليآ .. بعدين نتكلم "
تكلم بصوت مسموع .. : هذي تبي تجنني ..
اتصل من جديد .. ينقر على اصابعه بتوتر على المكتب امامه ...
فيه غضب غريب .. يكاد ينفجر ..
غضب من نفسه ومنها ..
لاول عثره في طريق زواجهم تحتج و تصد عنه ..
ألا تريد ان تفهم الاسباب .. الا تريد ان تسمع مني ..
فتحت الاتصال .. لينطق بسرعه بعد شهيق متسارع
: ماكنت رديتي . ؟
بنبره منخفضه : ناصر .. كنت مشغوله ؟
: كنتي مشغوله ولا ماتبين تردين علي ؟
وداد : الله يهديك .. ليش مابي ارد عليك .. كنت مشغوله عندنا حفل في الروضه ..
وما قدرت ارد عليك ..
اخذ نفس طويلآ وكأنه توتر من ردها ...
فهدأ من غضبه : انا اعتذر .. انا معصب من امور كثيره ...
قاطعته : اكيد ... امور كثيره ماااعرف عنها شيء .. مو مشكله يا ناصر انا مقدره الوضع ..
برجاء : وداد ... والله في امور كثيره شاغلتني حتى عن الاكل...
وداد بصراحه : بتقولها لي في النهايه ..ولا تحتفظ فيها مثل العاده ..
اذا ما تقدر تشاركني فيها فاحتفظ فيها افضل ..
انتظر مهله وقال بعدها بهدوء ..
: الليله بزروكم في البيت .. واشرح لك ليش اجلت الزواج ؟
وداد بضيق : هذا اللي قدرت عليه .. تحسبني متضايقه علشان تأجيل الزواج ..
انت غلطان اولا وانا اللي غلطت ثانيآ لاني رديت عليك .. لاتجي الليله لاني
ما اظن في كلام بيننا ..
ناصر : ودادي .. والله ..
قاطعته بنبره باكيه : على العموم انا مشغوله .. اكلمك بعدين ..
وانقفل الخط وهو غارق في تنهداته ..
ألم يتنتهي من تلك المشكله ..
لم غرقت الان في عواقبها ..
ابتهج .. فالعاصفه مرت عليك دون خسائر تذكر .. غير اموال ستعوضها قريبآ ..
سند رأسه على راحه يده ... متسائل
لما اشعر بالخوف .. والحزن على نفسي ..
وكأني في انتظار شيء ما يفاجئني ..
***********************
ارتفع اذان العصر .. بعدما قفل باب السياره بإنزعاج كبير ..
صداع مزعج .. و تعب اعصاب .. و انهيار وشيك ..
غير قادر على تحمل كل تلك الشحنات السلبيه التي طوقته من كل جهه ...
الضغط من كل جهه .. جديه من جهه و ليلى من جهه ثانيه ..
و قلبه من جهه اخرى مواليه للجهات الاربع ..
لم يعد يتحمل كل ذلك الضغط ..
مشاعره قد انتحبت على درب الاعتصام ..
و زال عنه كل التروي .. فأصبح يسبح في نهر من العتمه والضبابيه ..
كان يخدع نفسه بأنه بمجرد ان يضيء دربه الوحيد معها ..
سيرى الطريق بوضوح ..
لكن عبثآ كان يحاول فالظلمه كانت قدره معها طيله الوقت ..
لم لايسعنا فعل شيء في لحظات الحرج ؟
دخل البيت .. لتستقبله سلوى بإنتظارها له ..
سأل مباشره بعدما رأى ملامحها المتوتره .
: خير يا سلوى ايش اللي صاير ؟
ردت مع ابتسامه محببه ..
: مافي شيء .. كنت انتظرك ..
رمى بشماغه بين يديها وقال ..
: و الله صرت شخصيه مهمه .. ساعه الاخت سلوى تنتظرني ..
هزت رأسها بإبتسامه ..
: اكيد .. اكيد .. على العموم يا استاذ سعود .. جدي ينتظرك بعد صلاه العصر
وموصيني اقولك مافيه نوم لانه يبيك ضروري ..
ضرب راسه براحه يده وقال بتذمر ..
: لا الله يخليك .. مو ناقصني وجع راس ..
سلوى : الله يعينك .. كان المفروض تفكر قبل ما تتورط ..
ناظرها بملامح ساخره من الحاله التي وصل لها ..
اصبح الجميع يفهمون في حالته وهو الوحيد الغبي المتخبط فيها ..
تنهد بأسف على نفسه وهمس لها
: المفروض .. والمفروض .. المفروض اني قلت لا في الوقت المناسب
وريحت راسي من كل الهم ...
****************************
انتظرت لفتره طويله .. لكن المفاجآه الكبيره كانت هو ..
تطلعت له بغرابه .. يفتح حقيبته الصغيره و يملأها بملابسه
وهي تقف تنظر اليه بتعجب ..
كل الذي قاله .. كيف حالك ؟ وانا مستعجل ..
كان مشتت .. ياخذ غرض من جهه و يدخل الحمام ويخرج من غير هدى
بعد صمت اطبق عليها ..نادته بإسمه بحده ... ليرفع رأسه مذعنآ لها ..
سألته بإبتسامه باهته ...
: خير وشفيك ؟ ليش تلم ملابسك؟
رد عليها بهدوء : مسافر .. عندي شغله ضروريه في دبي .. يومين بالكثير وارجع .
اقتربت منه خطوه ..
: ومتى كنت ناوي تقول لي .. في الطياره ولا اذا وصلت دبي بالسلامه ..
عقد يديه وسحب نفس طويل ..
: اعتذر .. السفركان مفاجئ .. ماكان في فرصه اخبر اي احد ..
انتظر رد منها .. فراقب حركتها ناحيه السرير .. تجلس وترتب ملابسه بهدوء
وبدون كلمه ..
تنهد واقترب خطوه لكنه تراجع بعدها .. يسحب قميصآ ويتأمله بلا داعي ..
فرفع رأسه مستجيب لصوتها المنخفض ,,
: مطلق .. سلطان لما جاء المره الماضيه كان نيته يطمن علي مع خالتي ..
تشنجت رقبته لموجه من الهدير العصبي على طول عموده الفقري ..
بدون التفاته منه تصاعد صوته بزخم من الغضب ..
: ويش جابك على طاريه الحين ؟
هزت اكتافها بحيره لكنها اجابته بهدوء ...
: كان لابد ان اقول لك .. لاني وقتها خفت منك ..
مطلق : انسي ..
ارتفعت نبره صوتها .. ..
: ماقدرت انسى وانا اشوف تصرفاتك معي .. كل مره تقول فيها انسي ياليلى ..
ارجع واتذكر كل شيء ..
استدار ناحيتها وقال منهيآ على شكوكها ..
: تصرفاتي عاديه .. الوضع اللي كنا فيه كان مشحون ويتطلب منا الحذر ..
انسى اللي صار من قبل .. سلطان اوغيره ماله علاقه في حياتنا .. اهم شيء اهتمي بنفسك..
ضمت قميص له بدون وعي منها .. و تهدلت حاجبيها .. بأسى
وتغيرت نبرتها .. : لاتقولي اهتمي بنفسك ..الحمل هذا متعبني .. متعبني بالحيل .. يامطلق .
غطت وجهها بقميصه وبدأ جسدها يتفاعل مع رعشات بكاءها ..
بعثر شعره بأسى على حال دموعها وما تفعله هي به ..
واقترب منها على عجل و جلس خلفها .. تردد في لمسها ..
لايجد كلمه يشد من عزمها فيه .. سوى انه قال ..
: الحمل ولا أنا ؟ ..
ضحكت برقه .. فتفاجئ منها .. ادارها ناحيته وسأل بإبتسامه قفزت الى شفتيه ..
: توك تبكين ..؟ ليش الضحكه ؟
مسحت دمعتها لتترك اثر احمرارا واضحآ على وجهها ..
ونظرت له ببريق دامع ..
: اول مره تقول شيء صحيح .. انت سبب تعبي ؟
لمحت في عينيه نظره حزينه اثر كلماتها ..
فأعقبت بإبتسامه .. وانامله تحتك بذقنه الخشن ..
: لاتزعل مني .. ؟ تتعبني اذا بغيت افهمك .. وصعب علي افهمك يامطلق ... ؟
زفرت بنفس قصير وبعدها وقفت وقالت بنشاط ..
: خليني ارتب لك ملابسك ... على ماتاخذ لك دوش وتتنشط شوي ..
استرخى على الفراش .. بينما عينيه تراقبها .. بصمت كالعاده ..
انثناءاتها الرقيقه .. و حركاتها التي تنم عن انشغالها ..
كم يتوق للمسها مجددا بدون حواجز او شيء يضني تفكيره ..
لمحادثتها بدون ان يطرأ جديد ويعكر حياتهما ...
بدون ان يفكر يود ان يغرق بدون ان يعمل عقله ...
وهي تحاول ان تشغل نفسها عن فراقه القصير ..
من الان تشتاق اليه .. او ليس كل وقت تشتاق إليه .
فهو معها لكنه في عالم اخر لا تعلمه ..
تتوق لقربه و محاكاته بسلام ...
قطعت الصمت بقولها ..
: كلمت سعود ؟
وقف مطلق واقترب منها مستند على السرير ..
: انا مانسيت وعدي بعد ما ارجع من السفر بوصلك عند اهلك ؟
رفعت نظرها له مع ابتسامه لطيفه ..
: لا مايحتاج .. غيرت رأيي ...
مطلق : غريبه غيرت رأيك رغم انك كنتي مصره ؟
تنهدت وتشاغلت بقطعه من ملابسه ترتبها بدقه ..
: مابغير شيء من اللي صار .. التدخل في حياتهم ما بتكون فيها فايده ..
لازم افرق بين اللي ابيه وبين اللي يبونه هم ..
مطلق : واللي كنتي تبينه تجمعين بين اخوك و صديقتك الوحيده ؟
اغمضت عيونها و قالت بحزن ..
: انا عارفه انهم محتاجين لي ... لكن مافي يدي شيء لهم ..
دنى منها و مد يده يمسح على شعرها برفق ..
: خليك قريبه منهم .. لكن لا تتدخلين في قراراتهم لان هذي حياتهم ..
ابتسمت ليضيء وجهها .. و لمعت عينيها بذلك الحب الكبير
حب اظناها حتى شعرت بالفقر والحاجه ..
حب سحب منها كل قوى و جعلها خاويه ..
قالت بعدما اودعت ملابسه جانبآ ..
: تروح وترجع بالسلامه يامطلق ..
تركت ملابسه على جنب و وقفت ودخلت الحمام واغلقته بإحكام ..
لتستند عليه .. لتبكي بصمت ...
تكتم شهقاتها بيديها الاثنتين ...
كم حملها ثقيل .. ثقيل حتى السقوط ..
صعب وشاق ..
هو وطفله متعاونان عليها وهي يجب ان تكون في كامل قوتها وتحملها ..
لم تعد تعرفها تلك الكلمه ..
تحتاج لمن تستند عليه بأمان خشيه السقوط والانهيار ..
وبعد كل هذا .. سيذهب ويتركها وحيده ..
يتركها للوحده الموحشه التي اطبقت عليها ..
ويتركها للحزن والالم الذي لم تعد تطيقه ..
وضعت يدآ على بطنها و همست لنفسها ...
: يكفي ..ياليلى .. يكفي ...
وقف مستندا على الجهه الاخرى ..
يسمع شهقاتها المكتومه .. ويتصلب اكثر واكثر ..
ماللهروب مفر ودروب يا رجل ..
اهدأ فهي في حاجتك هادئآ ..رزينآ ..
لاتعلل حاجاتك في ازعاجها ..
كن صبورآ من اجلها .. من اجلها فقط ..
فحبك لها غادر .. سحيق صعب الوصول إليه ..
لم يكن شفافآ لها .. ولاتستطيع ان تظهره بدون عواقب ..
لعل الزمن القادم يشفي الجروح ..
ولعل السفر يمحي مامضى ويفتح صفحه من التسامح والنسيان ..
ولعلي اكون شخصآ اخر .. غير الذي انا فيه الان ..
****************************
وقف بعد اذعانآ لمده عشر دقائق ... وقف ثائرا .. مهددآ لكل لحظه سلام ..
صعب ان يتقبل المزيد ..
ان ينحر المزيد من كبريائه و اماله ..
لم يعد يطيق الانتظار دقيقه ..
فكل شيء يطبق عليه ويخنقه ويخفي مابقي لديه من حياة ..
بصوت متحكم ..
: اسف ياجدي .. الا في هذي مااقدر اطيعك فيها ...
ضرب الجد بعصاه على الارض دليل واضح على نفاذ صبره ..
: بتعصيني ياسعود .. بتطلع مثل ابوك .. يوم انها دار ظهره لنا ومشى ..
ابيض وجهه وقال بضيق ..
: جدي انا رجال .. تفهم رجال .. مو كل دقيقه والثانيه تجبرني على شيء ماابيه
واذا مانفع ذكرتني بفعله ابويه لك .. انا قلت لك من البدايه مابيها .. مابيها لكن اجبرتني عليها
وكل علشان الناس والناس ... الناس يهمونك اكثر من سعادتي ..
صرخ الجد ليلجلب بصوته اهل البيت كلهم ..
: سودت وجهي بفعلتك .. سودت وجهي الله يسود وجهك ... تقاويت على بنت يتيمه
منت رجال يوم انك تقولها وانا اللي حرصت عليك ..
مسح وجهها بالكثير من الصبر لكن لم يعد يحتمل ..
: جدي .. نجمه مابرجعها .. حلال حرام .. ماعاد يهمني الا نفسي ..
كفايه ضحيت بنفسي علشانكم ..وانتم مايهمكم الا انفسكم ..
تدخلت سلوى تسحب اخوها من ذراعه ..
:سعود الله يخليك .. هدي اعصابك ماينفع تتكلم مع جدي بالطريقه هذي ..
دفعها بعنف ...
: تعبت يانجمه .. والله تعبت .. تحملت اكثر من طاقتي .. وهم مايهتمون الا في انفسهم
والناس ..
الجد برجفه اهتزت لها عصاته ..
: سبحان من خلق .. مثل ابوك يوم انه اختار امك وتركنا .. نفس هرجه لنا ..
إيه والله اللي خلف مامات ..
كاد ان يبكي من القهر .. فصدح متأثرا ..
: تلومون ابوي على انه اختار الحياة اي تريحه ..مشى مع اللي اختارها قلبه ..
تركم بحسرتكم .. تلومونه وانا صرت مثلكم .. لكن اليوم احس في احساسه
احس انه انا .. مثل ما سويتم بأبوي ترجعون الماضي بفعلتكم معي ..
هدأ صوته وقال : جدي .. لاتزعل مني .. مابي اقولها مره ثانيه وثالثه ..
انا مابيها .. فلا تغصبني على شيء مابيه ..
ارتفع رأس الجد بشموخ وكبرياء ...
وقال بإنفعال واضح ..
: مادامك اخترت ياولد احمد .. بيتي يتعذرك .. لانت ولدي ولا انا اعرفك ...
وتساقطت كل الامثله .. وتداعت كل القمم ..
وتناثرت الدموع على مفترقات طرق ..
كل منهما تؤدي الى احمد الضال ..
ويا للقدر ..
يجمعنا في نقطه اتصال مع الماضي .. ويجدد اللقاء
ويا للقاء ..
عهود لم توفي كمالها ..
ونذور بالكمال لم تتعهد بعد ..
وسناريو متجدد مختبأ في لحظه غضب ..
سعود .. من اختاره ليرجع الى ابيه ..
ليكون ابيه .. ليكون هو في غمره الشباب ..
لم يكن هناك اختيار بين اثنين ..
اكثر من ان اكون انا او لا اكون ..
شخصآ بكامليته .. وليس ظلاله من تسير خلفه ..
من يقول نعم ويبدأ النقاش .. او اقول لأ وينتهي وكفى ..
والان وكفى .. خرج من المنزل يحمل معه حقيقه قد امتلأت بالكتب اكثر من الملابس ..
ينتظره المزيد في الخارج .. والذي لايعلمه ..
يواسي نفسه بأنه فعل الصواب .. وان سقط قلبه على دموع جدته و ملامح جده ..
لكنه يكفي تضحيه .. يكفي .. فلقد خسرت شيئأ من كرامتي وكبريائي بسبب تضحياتي المستمره ..
**********************
ويوم افترقنا
وقفت امام المراه
فلم تظهر فيها صورتي ,
وكان لا أثر لي …
وقفت فوق الميزان في الصيدليه
فلم يتحرك المؤشر
وظل يشير الى الصفر …
وقفت امام قاطعة التذاكر
وطلبت مقعداً في السينما
فلم ترني , وباعت الواقف خلفي …
لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسه
وغرست اشواكها في روحي
وامتصتني بكليتي …
فلينفجر القلب بلحظة ذل : تعال
اني أكره كل ما فيك ..
وأحبك , أحبك , أحبك .
للقصه بقيه .. القاكم
كبرياء الج ــرح
|