كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مساءكم خير جميعآ ..
اعتذر عن تأخرى .. لكن للتنويه فقط .. احبتي في الله بما اني وصلت للاجزاء الاخيره
يحتاج مني جهد و وقت كبير ..
انامااطلب منكم المزيد من الوقت لكن الصبر لاني ان شاء الله
لن اتأخر عن تنزيل البارت في الموعد المحدد .. لكن ان تأخرت التمسوا لي العذر .. رجاء ..
وبصراحه الاتصال عندي ضعيف فأمهلوني الوقت ..
طابت لكم القراءه بإذن الله
القاكم ..
الجزء الثامن والثلاثين ..
مرت الدقائق .. وقلبه يدق بعنفوان .. سعيد ولا يخفى على احد ذلك ..
وان تصاعدت حراته و ادمعت عيناه بعيد عن الجموع .. لكنها فرحه عمره .. لابد ان يعيشها .
ومالدموع في لحظات الا نقصآ وفقدآ تعبر عما في جوفه .؟
شد مطلق على يده بإبتسامه ..بعدما كتب الشيخ العقد وانتهى .. وارتفعت التبريكات والتهاني له ..
: مبروك .. ياناصر ..بارك الله لكما وبارك عليكما ..
ناصر بفرحه : الله يبارك فيك .. والله احس اني بطير من ارضي .. مطلق دق على اهلك
شوف متى ادخل لها ؟
مطلق بنظره جامده : الله ماحلاك وانت ساكت ..
ناصر بلوم : ليش اسكت .. ابغى اشوف زوجتي ..فيها شيء ؟
مطلق بهدوء : شوف عندك الباب .. ادخل .
تأفف ناصر : يااخي انت ويش جابك جنبي .. الحين تبي تقنعني انك ماشفت حرمتك يوم كتبت عليها
مطلق .. حركاتك مو علي ..
مطلق بإبتسامه : اعقل ..ترى العقل زين ..
ناصر : خليت العقل لك ؟ مستكثر علي جلسه مع حرمتي ..
تأفف مطلق و اخذ الجوال ودق على وفاء ..
: وفاء .. اخلصي علينا ..الرجال يبي يشوف حرمته ..
ناظر ناصر بطرف عينه .. بعدما اشرقت ابتسامه وزادت حركاته ..
تنهد وهو يقفل .. ويقول بهدوء : انتظر شوي ..
ناصر بلهفه : شوي يعني كم .. خمس دقائق .. عشر او ربع ساعه .. كم يامطلق .؟
تنهد مطلق بملل .. وقال و جهازه يدق ساعتها .. وفاء تتصل
: قوم انقلع .. ادخل ..لااشوف وجهك شهر كامل بعدها .
ضحك ناصر من قلبه على شكل مطلق المنزعج ..
شد على كتفه بقوه وقال : السموحه ياصاحبي .. لكن لاتلوم قلبي ..
واشر على قلبه بلهفه وضحت من تعابير وجهه الحالمه ..
تأفف مطلق .. و مازاده كلام الا قهر ..
يكفي عقل وقلب تلك مأخوذ بمصيرك ..
ويكفي اني محتار في امر وشاك في ابتساماتك ..
توخزني ضحكاتك واشعرها بها بعيده عن قلبك كل البعد ..
ويكفي اني اقارن بين يومي ذاك ويومك هذا .. وبينك وبيني
واجد الكثير من الفروقات ..
رجعته ضحكه ناصر مع طلال ..
ناصر وهو يرفع حواجبه بسعاده : فرجت ..فرجت.
ابتسم مطلق وهو يشوف صاحبه ..
حياة جديده بتنكتب له .. حياة بيكون فيها خارج اسوارها
الله يسعدك ياناصر ويعوضك خير في حياتك ..
***************************
بدأت تسير بخطوات هادئه ..رقيقه .. امها معها و ام مطلق تقودها حيث ابنها الاخر
و تلك الزغاريد تعلو بدرجاتها المتفاوته ..
تتجنب النظر الى المنتقده ... حريصه كل الحرص على الكمال العجيب الذي ترغبه
كذلك الكمال الذي تحدث عنه افلاطون في مدينته الفاضله ..
مسكت طرف فستانها بشده .. و قد بدأ نور الصاله المتواجد فيها ناصر يعمي بصرها
اغمضت عينيها .. تدعو بخير للقاء المرتقب ..
و خطت منقاده تحثها ايدي الغير .. لم ترفع رأسها .. مطلقآ ..
جاذبيه قصوى تشدها للاسفل ... تشعر بالالم في رقبتها ورغم هذا لاتبالي ..
لم تكن معهم في كل مايجري حولها .. قلبها وعقلها وجوانحها تنتظره هو ..
هدأ الجميع .. وعم الصمت ظنته دهرآ حتى نطق ..
لامس عقلها الغائب بصدف قد مضت بينهم .. صوته في ذاكرتها لم يغب ..
ابتسامته في لقاءات محفوره في ذاكره الايام .. ضحكاته الرنانه ..على طرائف جمعتهم ..
وحضوره مبهج .. يجعل دبيب ابتسامه تشق طريقها الى شفتيها بصعوبه ..
همس بنبره متوتره : ألف مبروك ..
حركت شفتيها .. ولاتعرف هل قالتها ام لا .. هل سمعها ؟
او هل نطقتها بطريقه صحيحه ؟
انقذها طلال .. بكلماته المتداخله لرفع الحرج عنها
كانت يتكلم بهدوء عام .. تتخلله فترات صمت كثيره ..
حتى تلك اللحظه .. حيث خرج الجميع وبقيت هي معه ..
جلست بإرتخاء رغم ألم يتقاسمه جسدها ..
قال بهدوء مرح : ماتبين تشوفيني ؟ يمكن مااعجبك ؟
ارتفع رأسها بإحراج .. لكن لم تواصل حتى عينيه
كمل بصوت مرتعش خافت يخاف ان يسمعه احد اعترافه الخطير
: كنت افكر فيك كل يوم .. اخذتي عقلي من اول لحظه شفتك فيها .
رفعت رأسها تلقائيا .. من جاذبيه كلماته ..
يالسحر العاطفه عندما تسخر الكلمات وتبوح بالمعنى مباشره ..
ابتسم برضى .. و هو ينتقل من عين الى اخرى بأعين منتشيه بفرحه
وجهها الصغير المستدير .. و عيناها .. عالم اسود مليء بالمشاعر ..
متأجج بالعواطف .. ترتعش في بياض سائد ...
قبضت على يديها .. و قد ذابت في ابتسامه قد ارتسمت لتلائم وجهه
لكنها خافت فجأه ؟ عادت لها تلك الوساوس بحله شيطانيه
تذكرت ثعلب ماكر بإبتسامه جذابه ..
خاطبت عقلها بتوسل .. ان كفى ارجوك ..
لم تستطع الكلام .. غصه قد تصلبت في حلقها تكاد تميتها ..
لامس يدها برقه وهي بعيده عن وعيها ..
فانتفضت مذعوره مكانها..
ناصر : ليش خايفه ؟ لايكون شكلي يخوف وانا ماادري ..
بدى شاكآ للحظه من بشاعه نفسه ..
اجبر ابتسامه عفويه ان تجد طريقآ الى شفتيها .. فانشرح صدره اخيرا لابتسامتها
وقال : ماقصدت اخوفك .. لكن ودي اسمع صوتك اذا ماكان عندك مانع ..
ابتسمت مجددآ .. واستغربت نفسها ؟ مال الابتسامات تجد طريقها بسهوله
سأل بمتعه : خلينا نبدأ من جديد .. انا ناصر .. ممكن اتعرف عليك ..
مد يده بثقه .. هدأت نفسها ومدت يدها برحابه صدر لتعارف قد سرها ..
بعد مداولات مع افكارها قد ااتخذت قرارها ..
كانت صوتها هادئ ناعم : انا وداد ..
كتم ضحكته وهو يسألها بشقاوه : تعرفين انك حلوه ؟
قلبت السالفه مزحه كبيره من طرفه ..
ضحكت وهي تحاول تسحب يدها .. لكن ناصر قبض عليها ..
ناظرته بخجل .. فتعلقت اعينهم في سماء فسيحه من الكلمات ..
كان الخطاب واضحآ للاعين ..
يرسل ناصر كلماته على اجنحه من الصدق والوداد .. لعلها تصل قلبها بدون ادنى تعب ..
: اجمل يوم في حياتي .. هذا اليوم ..
كان الصمت هو ردها المتوقع ..
فقال مستغلا كل فرصه للحديث معها ..
: لا مو هذا اليوم .. في اليوم نفسه اللي شفتك فيه في بيت مطلق ..
اقترب منها .. فتوجست منه خوفآ .. ولم يبالي ..
: كنت اقول انك مثل الطيف صعب الاقيك .. الكل قال عني مجنون ..
استدليت عنك عن طريق مقاس حذاء ..
ابتسمت بخجل على حذائها المفقود حتى الان ..
دق جواله .. فتنهد متذمرا من لحظه الفراق القصيره ..
واسم طلال يومض في الشاشه ... اشاره بالرحيل .
ماطل في الابتعاد عنه متجاهلا رنينا مزعجآ ..
قال بهدوء : اعطيني رقم جوالك ..
تلعثمت في الرد : مو حافظته ..
طلع .. قلمه من جيبه .. و على راحه يدها كتب الرقم ...
امسكها برقه .. وقال : .. ارسلي لي رقم جوالك على الرقم هذا .. بنتظرك ..
وقف ويدها في يده بدون ملل منه .. حدق فيها مطولا .. وقبل راحه يدها بشغف
قال بصدق وعينيه تراقب ملامحها البريئه ..
: الله يقدرني واسعدك يا ودادي ..
تعلقت فيه بعقلها و قلبها .. و يدها مازالت معلقه في الهواء ..
وشيئا منه قد تسرب في خطوط يدها..
اي شكوك مازالت تسري بعد كل هذا ؟
يالي من حمقاء .. اكان علي ان اعسر اجمل لحظات عمري ..
هل كان يجب ان اعقد نفسي منذ البدايه ..
دخلوا عليها البنات ..
وبدأوا وابل الاسئله .. كيف شكله ؟ ماذا فعل ؟ ماذا قال ؟
وهي بعيده عنهم .. اخذ جزءا من قلبها معه ورحل ..
قبضت على يدها برفق.. تحجبها عن الاخرين .. تحفظ ما فيها
وتعيده على نفسها ...
لكن لم تنسى ان توبخ نفسها على عمل لم تقترفه فعليآ لكنها سمحت به ..
دقائق معدوده احتلت جزء كبير من تفكيرها ..
شيء جميل بدأ يتسلل داخلها ..
تسللت الى قلبي ..
واخبرتني انه الحب ...
اتمنى ان لايكون هذا مجرد حلم ..
يصر قلبي على ألا انساك ..
يلح علي ان اتمنى منك المزيد ..
يالي من حمقاء حقآ ..
حبك ارسله لي القمر
لذلك اشعر معه بالالفه ..
رغم ان لقاءنا كان مقدرآ ..
ولكنني لم اعلم انه سوف يصبح حبآ >>> منقول
**********************
كانت توزع الضحكات و الابتسامات .. للجميع دون استثناء
والاعين تدور وتلف معها معجبه .. و مهتمه ..
جلست بتعب في مكان بعيد .. رغم ان المكان ممتلئ على الاخير بالبنات
من نفس سنها و اصغر واكبر .. إلا انها مااستأنست بأحد قريب منها ..
تشاغلت سمر واريام في الرقص و الضحك مع صديقاتهم ..
وهي تعبانه من غير سبب محدد .. ومشتاقه ..
ابتسمت بينها وبين نفسها .. للموقف قبل ساعات مع مطلق ..
تحسست عنقها برعشه لمساته وكأنه حاضر معها الان ..
جلست وفاء بتعب جنبها وقالت ..
: ليش مارقصتي معنا ؟
ليلى بإبتسامه : لا دخليك .. مااعرف ..
وفاء بنظره للبنات : يعني انا اعرف .. مع الخيل ياشقرا ..
ضحكت ليلى ونظرتها توقفت على فاتن بفستانها الاصفر القصير ...
تجمدت نظراتها عليها وقالت بضيق : وهذي ايش اللي جابها ؟
سمعتها وفاء وقالت بدون فهم ..
: مين .. قصدك فاتن ؟ اكيد معزومه ..
مسكت كتفها وادارتها نحوها ..
سألتها : وشفيك ياليلى .. فاتن مسويه شي ؟
تأففت وقالت : بكون معك صريحه يا وفاء .. فاتن ماحبيتها .. حركاتها وكلامها لي .. ماتعجبني ؟
وفاء : ماعليك منها .. هي تقصد تزعجك .. تعرفين انها كانت مرشحه تصير زوجه مطلق قبلك ..
فأي شيء تسويه تقصده به تغيظك ..
مسكتها وفاء من يديها وسحبتها لتوقف: طنشيها وتعالي ارقصي معي ..
ليلى بإحراج : ما اعرف والله ما اعرف ..
بدت تنغمس في المجموعات وكل الذي تجيده هو تحريك يديها ..
اقتربت منها فاتن .. وقالت بصوت عالي ..
: ليلى .. تفآجات انك موجوده ..
ليلى بشموخ : ليش ... ياحبيبتي ؟ كنت متوقعه غير كذا
فاتن وهي تقرب منها تتمايل بجسدها على انغام الموسيقى
: لا .. اللي وصلني انك متخاصمه مع مطلق ..
توقفت عن الرقص وقالت بإنزعاج ..
: لاتصدقين كل اللي تسمعينه ..
تركتها و طلعت من المكان كله ..دخلت تشرب ماء تبرد على قلبها ..
دخلت وراها .. متصنعه البرود ..
قالت : شكلك زعلانه مني ؟
رفعت ليلى حاجبها : لا .. وليش ازعلك منك .. انا ماازعل الا من الناس اللي احبهم ..
ابتسمت فاتن بغيظ : يعني انتي ماتحبيني ..
وصلها صمت من ليلى فجاء الجواب مثبتا الادعاء
فقالت بدلع : وحتى انا مااحبك .. واظنك تعرفين من قبل ؟
ليلى بهدوء وذكاء : اكيد اعرف ..ساعه اخذت مطلق .. وانت تكرهيني ..
بحلقت فيها فاتن بحقد واضح .. و خلعت القناع بدون مماطله ..
وبصراحه : ماكرهتك .. قد كرهي لمطلق .. المثالي و الشهم
مدت لسانها بإزدراء لذكره بصفات متعاليه ..سخيفه في نظرها ..
توقفت عن الشرب .. ممسكه بالزجاج تكاد تحطمه ..
لم تتفوه بكلمه ردا عليها .. نطقت عينيها بما ضاق به قلبها عن كتمانه ..
و اتضحت خطوط الحقد على وجهها .. بدون عناء ..
همست ليلى بخوف من كم الكره الواضح ..
: لكن هو ماوعدك في شي ..
فاتن بضحكه سخيفه : لا ابدا .. ماوعدني .. لكن اهانني يوم اختارك ...
انا كنت قريبه منه ... قبل ما .. حركت اصابعها في الهواء قدام ليلى ..
قبل .. ما يطير لك ..
تنفست لليلى بصعوبه تحت وميض الشك ..
فقالت بصوت منخفض : وكرهك له يوصلك لتخريب بيته ..
كانت ملامحها جامده .. لكن ابتسمت بخباثه تعبر عن صدق شكوك الاخرى لتوقعها في وحل
ممتلئ بالاوساخ .. كانت خائفه من اثم الظنون .. و تأنيب الضمير .. من اتهامات عبثيه
فطيبه قلبها لاتجرح احد غير نفسها .. لكن ماكانت تخشاه وترفضه قد وقع .
اكملت بغصه كادت تخنقها : انتي اللي حطيت صوره سلطان .. في غرفه نومي صح..
ابتسمت فاتن وهي تمر من جنبها وتدفع كتفها بقصد .. وتقول ببساطه شديده
: عندك دليل انه انا اللي حطيت الصوره .. يكفيك اوهام .. انا مجربه الحب من طرف
واحد .. صعبه النسيان .. لو تعرفين قد ايش عندي صور لمطلق ..
اقتربت وهي تتنهد بعذاب مزيف : انا حاسه فيك .. اكبر عذاب انك تحبين واحد ما يدري عنك .
لم تنكر .. لم تحتج .. ولم ترفض ..
اثبتت ماحاولت جاهده رفضه وتفاديه ..
لم تبلغ الصبر المدفون .. لم تحكم سيطره مشاعرها في اوامر عقلها ..
كل الصورالكئيبه مع مطلق قد مرت بها .. و الدموع التي ذرفتها ..
وجع الالم الذي نخر في قلبها .. وجع جسدي نالته منه ..
سهر الليالي الموصومه بالتعاسه والقهر ..
هم تصاعد في حرقات الايام الماضيه .. ومازال الالم معسور في رحم النسيان ..
صفيح من نار .. سخونته ..قهر .. لوم .. و انحطاط
اصابع يدها قد اومضت بإحمرار ملتهب على خدها الايمن .. وهي فاغره الفاه مدهوشه ..
فاتن بجنون .. من هول صفعه قد آلمت كبرياءها .. قبل ان تشوه بياض خدها
وهي تنتفض : .. اقسم بالله لادفعك ثمنه غالي ..
دفعت ليلى بقوه على الحائط .. لترتطم الاخرى بدون مقاومه منها متجاهله الالم ..
حطام من الخديعه والصبر والالم ..
دخلت اريام في لحظه .. لتأخذها صعقه الموقف .. فاتن بهجوم على ليلى ..
اندفعت بعصبيتها تهدر بكلماتها المزعجها ونعيقها العالي .. محاوله التستر على فعلتها ..
أريام بذهول : فاتن ..ليلى ... وشفيكم ؟
فاتن : شوفي حرم اخوك المصون .. مدت يدها علي .. تحسبني بأسكت لها ..
أريام لنظره لليلى الهادئه .. للحظه شكت في كذبه فاتن .. ليلى تضربها .. مستحيل
: ليلى .. ايش اللي صاير بينكم ؟
ليلى بنظره عاديه خاليه من المشاعر ..كانت مصدومه من الحقيقه بقدر ماهي راضيه
شيء من الاعتزاز والثقه قد امتلأت داخلها.. شيئ هي موقنه انها لم تفعله ..
لكن ارتاحت لان كل شكوكها لم تكن ظن .. بل صدق محض ..
زمهرت تلك بحده : اريام .. وشفيك انتي صمخا ماتسمعين .. اقولك صفعتني .. ؟
اريام : طيب ايش اللي صار ؟
فاتن بإفتراء : زوجه اخوك ..قاعده تتبلى علي وانا ساكته لها .. قلت غيره نسوان اكيد
لكن الموضوع يصل لحد الاهانه هذا مااقدر اسكت عليه ..
ناظرت ليلى ببرود و ابتسامه ممزوجه بشرخ في كبرياءها .. لكنها منتصره
على الاقل هذا ماتشعر به رغم الانحطاط الذي وصلت اليه ..
: اسمعي ياليلى ... اللي بيته من زجاج لايرمي الناس بالحجاره ..
وطلعت من المكان بخيلاءها الزائف .. و شموخها الكاذب ..
تركت ليلى تناضل مابينها وبين نفسها ..
نار اشعلتها فاتن في قلبها ..
اتستمر بوصم الشمع على الماضي .. و إغلاق بابه بإحكام ..
ام تنفجر و تصرخ بكبرياء .. انثى مهزوزه ..
في كل ثانيه ونه .. ألم .. دمعه ..
امسكت بالحقيقه بين يديها كـ جواهر ثمنيه تخاف ضياعها
لكن اين تضعها؟
اين تحميها من اعين السارقين ؟
مطلق .. اسمعت مادار بيننا.. ؟
كنت انت الماضي الذي دق مسمارا في نعش تعاستي ..
مازلت ابحث فيك عن رجاء العوده وترى بنفسك ماغاب عنك رغم جمال يومي معك..
تلك التعاسه وصمت في روحي نقصآ ..فقدآ ..وضياعآ ..وانا راضيه ..
اشعر بالوجع بداخلي .. يامعذبي
اتحسس مواضعه بنفسي .. واصمت ..
لعل الصمت دواء لصرخاتي ..
لعله يحتويني بعيد عن صخب الحياة ..
***********************************
جلست على الارض بعدما انتهت من غسيل وكوي الملابس..
فتحت جوالها .. وتنهدت بملل ..
لارساله ولا اتصال ..له اسبوع مقاطع ..
عضت شفاتها السفلى بقهر .. و تمتمت مابينها وبين نفسها بوعيد قادم ..
" طيب يا سعود "
حركت تعليقه الجوال بتوتر ..
حتى استقبلت رساله بصوره مفاجئه قبل تسمع رنتها ..
"محتاجه لك "
ذل كبريائها عند احتياج بشري ..
كانت تعتقد انها صلبه غير قابله للانكسار عند اي عاطفه ..
كانت تظن ان الصداقه قد ضلت طريق الوصال .
ادارت وجهها لكل شيء ..
للحنين والذكريات .. لسمو المشاعر التي تعبر بإحساس صادق ..
غير مستعده الان .. للعوده
غير جاهز لمصالحه نفسها ومصالحه الاخرين ..
لكن الحقيقه التي لاتريد ان تصارح نفسها بها ..
انها لاتريد ان تكون السباقه لا في المصالحه او التنازل ..
بعض القيم قد تصبح رمادا ... مثلها مثل التراب بلا معنى ..
تركت جوالها .. ينتحب على نداء اجوف لصديقه قد لجأت إليها
في وقت هي في امس الحاجه لها ..
في وقت .. لا تصيغ فيها كلمات تدثر القلوب بدفء ..
تختفي فجأه .. وكأنها لم تكن موجوده من قبل ..
تجاهلت ذلك الصراع داخلها..
وحدقت لشاشه التلفزيون .. بدون اهتمام بها ..
دخل صالح ..جلس جنبها ..
وقال: نجمه .. قومي سوي شاي ..
تأففت وقالت بإنزعاج : تعبانه .. توي انتهيت من غسيل ملابسك ..
صالح : وانا ايش دخلني ؟ هذا دورك في الحياة .
للحظه كرهت اخوها ..ولنظرته لها ..
نجمه : ياسلام وانت ايش دورك في الحياه .. تاكل وتشرب و تتهنى
وانا لي التعب والشقا .. يعني ايش لازم اكون في حياتي علشان
القى الاحترام ؟
صالح بسخريه : خليك سنعه .. وقومي سوي شاي وبعدها احترمك .
نجمه : بعد اللي قلته .. مابسويه
صالح بعصبيه :اقول قومي .. لأقوم عقالي على ظهرك ..
نجمه بقهر من اسلوبه : ماني قايمه .. واعلى مافي خيلك اركبه ..
ذكرتها الجمله.. بسعود فجأه .. فانقهرت اكثر ..
صالح بغضب مسكها من شعرها بقوه .. فصرخت بألم منه ..
قال بلهجه متنمره : نجمه .. عن طوله اللسان روحي سوي الشاي احسن لك ..
نجمه : والله ما اسويه ..واترك شعري يا حيوان ..
بدى الدم يغلي في عروق صالح .. و ماانتبه لنفسه وهو يضربها بقسوه ..
صرخت بألم .. متجاهله وخزات الدموع في عيونها ..
ماتبي تبكي و تظهر ضعفها قدامه..
دخلت امه مفزوعه من نومها مسكينه وبالكاد سحبتها من بين يديه ..
ام نجمه : حسبي الله عليك من ولد ذبحت اختك ..
من بين انفاسه قال بعصبيه ..
: باقي ما شفيت غليلي من لسانها الطويل .. انا تقول لي حيوان ..
نجمه بنرفزه : ايه حيوان .. وهو فيه واحد يعامل اخته بالقسوه هذي ..
لو ابوي موجود ماقدرت ترفع صوتك في وجهي حتى ..
هدأت ملامح ..صالح .. واختفى كل الغضب فجأه .. ..
عدل شماغه على راسه وطلع من البيت ..
ام نجمه بعدما تعبت من الوقوف ..
: حسبي الله عليك من بنت .. ليش ماتسمعين الكلام .. انتي لازم توجعين
قلبي عليكم ..
نجمه : وهذا اللي قدرتي عليه .. ماشفتيه كيف ينافخ علي ..
و يضربني كأني جاريه عنده ..
ام نجمه بحزن : الله اعلم وين راح في هالليل..
نجمه : روحه بدون رده انشاء الله ....
صرخت فيها ام نجمه بعصبيه : اسكتي لابارك الله فيك .. تدعين على اخوك
ماتعرفين قيمه الاخ ... يوم طاح ابوك هو اللي شالك وعزك عن الناس ..
نجمه : لا مابدعي عليه .. بدعي على نفسي .. الله ياخذني وافتك ..
ام نجمه : الله يهديك يابنتي ..
كانت تبكي .. ودخلت وقفلت على نفسها في المطبخ ..
تبكي كعادتها بدون صوت ..
وكأن الايه انقلبت عليها ..
محتاجه لصديقها عمرها ... ياللسخريه
كما تدين تدان .. كتبتها في دماغها " محتاجه لك " ياليتها تصل بدون تعب .
افزعتها نغمه الجوال .. فحدقت في اسم المتصل لاكثر من مره دون ترد عليه
ارسل رساله على جوالها ..
" اذا مارديت تراني في اقل من دقيقه بكون عندك "
طنشته للمره الثانيه .. و جوالها يومض بإسمه من جديد ..
فأرسل رساله " انا عند الباب ... افتحيه "
هذا كان ناقصها..
هذي المره هي دقت عليه . ..ففتح الاتصال مباشره
: يعني لازم الواحد يستأذن قبل او ياخذ موعد مسبق علشان يكلم مرته .
بنبره مرتعشه : نعم يا سعود .. تبي شي ..
سكت لدقيقه وسأل بهدوء : اشفيه صوتك ؟
المشاعر تحتج عند السؤال ..
بعضها يصمد والاخر ينهار بسهوله ..
نجمه : مافيني شيء ..
سعود : تعبانه ..؟
نجمه بإنزعاج من الحاحه ..
: سعود انا مو قادره اتكلم اكثر .. تبي شيء قبل اقفل .
سعود بسخريه وضحت في صوته ..
: في بنت تكلم زوجها بالطريقه هذي .. احمدي ربك اني اكلمك ..
صرخت فيه بصوت باكي ..
: الحين تبي تكلمني .. لك اسبوع ماتدري عني .. ولاتسأل عن احد
ضحك سعود : وهذا اللي زعلك.....
في وقت ثاني كانت ضحكت منه .. واعتبرتها اسخف دعابه سمعتها في حياتها
لكن الوقت هذا ماكان يسمح لها بالتفكير مرتين قبل تقول ..
: انت ماتهمني .. زعلت ولا رضيت بكيفك .. انا بنام رجاء لاتزعجني باتصالاتك .
قفلت الجوال في وجهه وعلامه استفهام كبيره على راسه
وابتسامه محبطه على شفتيه ..
كان يعتقد ..يعتقد فقط .. لمجرد الاعتقاد لا اكثر تمنيه للنفس و بعث الامل فيها
بأن تغييرا طفيفآ حاصلا فيها .. لكن يبدو انه لافائده .
****************************
استمر الصخب .. و ارتفعت الاصوات بغناء .. و بكلام و نقد وفن وحركات .
و ازدحمت كل الافكار في عقلها .. وانهارت تعبآ ..
شوطآ طويلا من الانتظار قضته في دقيقه ...
تأملت شاشه الجوال .. التي ماتفتأ من انطفائها حتى اعادت لها الضوء
تتبصر في الامل رأفه بعد الرحيل ..
كانت تظن ان صديقتها ستقطع المسافات الطويله وتداري حاجتها المتفاقمه مع الايام .
هي وحيده .. تحتاج لمن يفهمها بدون ان تتكلم ..
تنهدت .. بعد قياس طويل من المشاعر المرهفه .. ولاحياة في البعد هناك
حيث الوجع مزروع في تربه خصبه ..
شعرت بالتعب فجأه .. غير قادره على الوقوف اكثر ..
حتى الابتسامه جهد مبذول كبير .. لاتستطيع التكلف فيه ..
حراره خنقت انفاسها .. و المعالم حولها بدأت تغيب تدريجيآ ..
اظطهاد لكل الشغب المتواجد حولها ..
مشت بترنح لزاويه تعزل فيه نفسها .. بعيدا ترجو الهدوء والسكينه
لحقتها وفاء وسألتها : ليلى وين رايحه ؟
ليلى بتعب واضح في وجهها : الزحمه خنقتني .. ابشوف لي مكان هادي .
وفاء وهي تقرب منها و تمسك يديها ..
سلامتك .. وشفيه وجهك اصفر .. ؟
ليلى بإبتسامه مرهقه : مصدعه .. اليوم كله مانمت ..
غامت عيونها بضبابيه لم تعد قادره على معاكسه التعب و ادعاء القوه
استندت على الجدار بتمايل .. وقالت ..بصوت منخفض ..
: ما اقدر اوقف اكثر ياوفاء .. حاسه بتعب فظيع ..
وفاء وهي تمسكها من كتوفها ..
: بسم الله عليك .. تعالي معي ابوديك حجره البنات ترتاحين ..
كانت تسحب نفسها سحب .. حتى ارتخت على سرير و اراحت عينيها ..
خاطرها احساس بأن كل عضله وعظمه في جسدها تنتحب ..بألم ..
غير صراع نفسي على الدوام مع افكارها وهمومها المتجدده ..
تريد الهدوء والنوم
تريد حجرتها و سريرها .... وتريده هو معها ..
دخلت جود وقفلت الباب ..
سمعت صوتها تسأل .. لم تهتم بما حولها ..
همس و وشوشه كلام ...
لكنها نادت بإسمه الوحيد الذي تريده الان ليس سواه ..
هو من تجد لديه غايتها .. وان كان بعيدا عنها ستجذف حتى تصل إليه ..
هو من سبب عذابها وراحتها ..
طرائق نقائضها كلها تجدها فيه .. منه وإليه تنتمي ..
لاعزاء في فقد الكثير و تجده هو بجانبها ..
اعتقلت لحظه في ذل مشاعرها ..
تحبه .. تحبه .. تحبه .. وحبه مثل العذاب ..
مثل العلقم ..دواء ..
مثل العطر المسكوب على الجراح ..
سمعت مكالمه وفاء .. عرفت انها تكلم مطلق ..
على الرغم انها تريد قربه الا انها لم تريد ان يبتعد عن صديقه في وقت مهم له
تكلمت اخيرا بجهد بليغ : وفاء .. مافيني شيء .. لاتقولين لمطلق ..
رفعت وفاء السماعه عن اذنها وقالت ..
: شكلك تعبانه .. خليه يوديك المستشفى ..
ابتسمت ابتسامه باهته .. : الحين اقوم .. كنت محتاجه راحه ..
وفاء وهي ترجع الجوال لاذنها .. انعقدت حواجبها بإستغراب
وقالت : قفل الاتصال ..
دخلت سمر بعصير و معجنات في صحن .
سمر وهي تقرب من ليلى : سلامتك ياليلى .. جود قالت انك تعبت ..
قربت وفاء من ليلى و ناولتها عصيرالبرتقال بعدما سندتها ..
وفاء : خذي اشربي .. يفيدك اكيد انك مااكلت شي علشان كذا تعبت ..
حاولت تتذكر متى اخر مره اكلت فيها وتعبت من التفكير
شربت العصير بدون مقاومه منها.. ..
سمر : كيف صرتي الحين ؟
ارتاحت ليلى مبدئيا وحست بالتحسن ...
: الحمدلله .. اصرت احسن .. انتم خلاص لاتضلون هنا..
روحوا شوفوا وداد و جود اكيد يحتاجونكم ..
وفاء : انا بطلع برجع اشوفك ..
ليلى : ماله داعي ..شوي وانا الحقك ..
سمر وهي تجلس جنبها : ماعليك ياوفاء انا بعقد هنا ..
اصلا كذا ولا كذا انا تعبت من الرقص والهجوله ..
ليلى بإبتسامه : ماشاء الله عليك ياسمر .. طلعت حرتك في الرقص .
سمر : ايه والله ..احنا متى يصير عندنا ملكه او زواج .. خلينا نطلع الكبت اللي فينا شوي .
طلعت وفاء .. وظلت ليلى مع سمر .. ماكانت تتكلم كثير .. اغلب وقتها تراقب الحجره
ومحتوياتها من كتب و صور .. وسمر تقلب في جوالها .. بعدما استلقت على سرير وداد .
فجأه قامت مفزوعه على رنه جوالها ..
قالت بإبتسامه خوف : بسم الله عليه .. خوفني .. الواحد يقعد رايق ومبسوط وفجأه ..
ليلى بهدوء : طيب ردي اول على الاتصال بعدين تكلمي ..
سمر بإبتسامه شقيه : شكلها الحاسه السادسه اشتغلت عندكم .
ردت بهدوء .. وبعدها تغيرت ملامحها بجديه ..
:هلا مطلق .. ليلى مافيها شي .. والله شوفها قدامي قاعده تكلمني ..
تجعد وجهها وهي تنقل نظراتها بين الجوال .. وليلى
: بسم الله .. وانا ويش قلت .. اقول لك شيء خذها و طلع حرتك فيها ..
ابتسمت و هي تعطي الجوال .. لليلى وتهمس
: كان الله في عونك ..
ليلى : هلا مطلق ..
كانت كلماته لها وقع حاد في اسماعها .. بدايه مباشره لا ترتيب لها ..
: البسي عباتك ..واطلعي انا برا انتظرك ..
ليلى بهدوء : مطلق .. تعوذ من الشيطان .. كيف اترك الحفله توها بدت ..
انتظر وقت يأخذ نفس طويل فيها.. و كأنه يحاول انه يكبح غضبه بأي طريقه
: بتطلعين ولا ادخل انا ..
ضحكت بإستغراب .. : صادق انت ..؟ عقدت حواجبها وسألت ..
: وشفيك انت ؟ ليش معصب ؟
مطلق بصوت متحكم : انتي ليش تحبين تجادليني .. قلت اطلعي وانتهى الموضوع .
ظهرت عليها علامات الإنزعاج .. كانت تظن انه بيدق يطمن و يسأل عنها وعن احتياجها
لكن طريقته في السؤال والاهتمام كانت مبطنه ..غريبه ومثيره للازعاج .
خرجت من دائره الوضوح واصبحت مبهمه ..
ردت عليه بجهد : وانت ليش تلكمني بالعصبيه هذي ؟ كل شيء عندك اوامر ..
الكلام اخذ وعطا حاول تتفاهم معي بهدوء ...
تأفف وقال يتصنع الهدوء : انا هادئ .. اطلعي لي بسرعه انا انتظرك .
ليلى : مطلق ..لحظه .. طيب ليش تبيني اطلع ..
مطلق بعصبيه : كيف ليش ابيك تطلعين .؟ انا حر زوجتي وابيها وين المشكله في هذي .
مره واحده قولي لاهلي يطلعون معك ..
وقفل الجوال في وجهها ...
طالعت شاشه الجوال بإستغراب لتغيره المفاجئ ...
كان منفعل ومعصب لاخر درجه ...وهي تجهل السبب..
عجزت تفهم الرجل هذا ؟ عجزت واستسلمت ..
*************************
تأفف وهو يرمي الجوال في المقعد الثاني ..
ويرتخي في مقعده ... يفكر بتمعن و يتذمر من نفسه للمره الالف بعد المليون
و يعيد يسأل نفسه ؟لماذا ؟ و كيف ؟
هل كان عليه ان يخالف رغبته ؟ ومايريد ان يفعله في الحقيقه ..
لم كل هذا التطرف في مشاعره ..
لما تحيك مؤامره مع نفسك وتدعي السلام ؟
لماذا تلصق جراحك بكل جرح تلقاه وتغض الطرف عن الشفاء ..
دقيقه تلك المهاتفه السريعه .. اخبروك انها مريضه ..منهكه .. تعاني ..
فلما قفزت حواسك كأسد ثائر .. ؟
لما انحصر كل تفكيرك فيها ؟
تتذكرها فجأه وتترصد ملامح التعب التي لم يفهمها هو حين اذا ؟
لما اختفت كل معالم الاهتمام في خشونه خدشت انوثتها ؟
اعترف يامطلق ..
على الاقل كن صريحآ بينك وبين نفسك ..
عباءتك الليل وهي نجمه فيه ..
و سويداء قلبك نار من اجلها ..
اعترف ان الخوف هزك في كل ونه ألم تخرج منها ..
وان لم تسمعها .. يدركها قلبك قبل اوان ..
ان شيئا ما اعتصر فؤادك عند مساس الضر بها ولو من بعيد ..
مالذي حدث لك ؟
تعابيرها سهله مقروءه .. فلم تعسرها وتدعي الصلابه ..
اخرج من اغصان الشكوك الكثيفه و اسمح لبصيص النور ان يتسلل الى قلبك ..
رغم كل المراره الماضيه التي مايزال طعمها في فمك .. كالدم
عانق لحظات جميله لاتدرك في القادم ..
لحظات مضيئه تعانق حياتك معها ..
الحياة التي لم تشعر بها الا معها .. وبها ..
الحياة يا مطلق التي تنشدها .. هاهي بين يديك ..
لا تخنقها دونما حياة ..
تنهد بتعب .. و بألم .. من اجلها ..
ومن اجل انهاء الصراع الشرس بداخله ..
(الحقيقة صرخة بملايين الإيقاعات
و الموعظة ندب آحادي رتيب…)…
كانت ربع ساعه .. ينقر فيها بأصابعه على المقود في انتظارها ..
طرق على الباب المجاور له .. جعله ينتبه ..
مال ناحيه الباب وفتحه ... دخلت و قفلت الباب بإنفعال واضح ..
سأل : وين الباقين ؟
جاوبت بآليه : بيرجعون مع وفاء ..
انتظر لحظه .. والتفت حوله وسأل : وانتي ليش معصبه ؟
ردت بهدوء : لامعصبه ولا شيء .. اساسآ ليش اعصب ..اعطني سبب علشان اعصب ..
ابتسم وهو يحرك السياره ..
قال بهدوء : بنمر المستشفى اولا .. وبعدين ..
قاطعته : ليش المستشفى ؟
هدأ السرعه عند منعطف ورد بإسترخاء :
سلامتك ان شاء الله .. سمعت انك تعبانه ..
غمضت عيونها بتعب من تعذيبه لها
: الله يسلمك ياحبيبي من كل شر .. انا بخير الحين ..ماله لزوم المستشفى .
زادت ابتسامته على نطقها كلمه حبيبي ..
شعر بها تتغلغل في قلبه بدون عناء ...
مسك يدها بسرعه .. ناظرت في يده .. وقالت
: اترك يدي .. ؟
شدها اكثر ناحيته : وليش اتركها ؟
برجاء : شوف الطريق احسن لك .. ماتقدر تسوق بيد واحده ..
رفع حاجبه .. وقال بإبتسامته ..
: كل هذا خوف .. ماعليك افديك بروحي ولايصير لك شيء ..
على حلاوه كلماته التي تنتشي بها .. إلا ان وخز في قلبها لفكره فقدانه ..
احتد صوتها بنبره معاتبه : يعني انا خايفه على نفسي .. ليش ماعندي احساس ؟
ارتعش صوتها فجأه .. فعظت شفاتها تمنع ضعفها من الخروج للعلن وفضحها
شعر بها فترك يدها على الفور ..
قال : كنت امزح وشفيك صايره حساسه زياده عن اللزوم ؟
ظلت صامته طول الفتره .. تراقب فقط وتشغل نفسها بما حولها ولا تهتم به تحاول جزافآ
وهو ينظر لها مابين الفينه والاخرى ويتوعدها في حسابات اخرى ..
توقفت السياره .. و خرجت منها بصعوبه بسبب ثقل الفستان ..
طلع بسرعه ... والتفت لها تعاني بسببه ..
وقف قدامها .. وسألها : تحتاجين مساعده ؟
قدرت تتنفس اخيرا بعدما ازالت الغطا على وجهها ..
: لا مشكور ..
رفع حاجبه لوجهها المتوهج بمشاعر كثيره .. التعب والحزن والغضب ..
وبخطوه واحده ..رفعها بين يديه .. متجاهل صرخاتها الوديعه ..
: مطلق .. نزلني .. نزلني ..
مطلق وهو يمشي : وانا ماشلتك علشان انزلك ...
ليلى : الله يخليك .. نزلني طيب عند الباب..
مطلق بدون رد .. وهو يطلع الدرج .. ويبذل جهد مضاعف على نفسه ..
حتى فتح باب الجناح برجله ودخل ...
وقتها قال بهدوء بين انفاسه : والحين انزلي ؟
نزلت بخفه .. لكن يديها مازالت تلتف حول عنقه لغايه تصبو اليها
انتظر لثانيه .. يحاول ان لايسأل ...
دفنت وجهها متجاهله تلك الاصباغ التي عليها ..
تلك الحاجه الملحه وجدت مكانآ تختبئ فيه ..
وجدت ضالتها اخيرا ..
ضمها بيد واحده والاخرى تمسح على شعرها ..
: .. انا اسف اذا عصبت عليك ..
همست دون ان التفاته لاعتذاره : كنت محتاجه لك ..
اغمض عينيهاودفن وجهه في عنقها ..
: انا معك لاتبكي ..
كانت تريد ان تخبره بمكائد فاتن و رغبتها الجامحه في تدمير حياتهم
كانت تريد ان تخبره ان صديقه عمرها قد تخلت عنها عندما افصحت عن حاجتها..
كانت تريد ان تخبره انه محق ؟
هو معها في كل وقت .. بكل تفاصيله الدقيقه .. و اجزائه الممله .. في كل لحظاتها
فرح ، ترح ، صمت و صخب ...
تكره كل شيء فيه وتحبه !!!
ابى انا يتركها وهي بين يديه ..
تنهد بيأس ..وهي تنتحب بصوت منخفض ..جسمها يرتعش بشهقات حاره تخرج من جوفها
ولاتعبر عنها الا بها .. تجردها من صمتها و تجعلها حزينه ..ضعيفه..
سأل متألم لألمها وان كان يعرف انه جزء منه ...
: مين زعلك .. ... ابتسم بمرارة وعقب : طبعآ غيري ؟
اراحت رأسها على كتفه ..
وقالت بوتيره هادئه تقصد بها ازعاجه : انت ثم انت ثم انت ..
ابتسم بألم و يمسح على ظهرها بلطف ...
: انتي تبين تريحين نفسك ولا تعذبيني ؟
ضحكت بخفه على دعابه اطلقها على حالهما ..
هل حقآ عذابها هو جزء قاسٍ من تعذيبه ؟
رفعت رأسها عن كتفه ومسحت دموعها .. وقالت ..
: حتى الحين مافهمت ليش اخذتني من الحفله ؟
رجع رأسها لكتفه و رجع يحضنها بعمق اكثر ..
: قالوا لك انك تعبت .. وبصراحه مليت من ناصر .. الرجال تملك و استخف زياده .
رفعت نفسها مرة ثانيه وسألته بإهتمام : يعني خفت علي ؟
رجعها للمره الثالثه لحضنه وهي تتعلق فيه اكثر .. وقال كاذبآ ..
: لا .. قصدي مليت من ناصر وحفلته الغثيثه ..قلت ليش اجلس زياده ..
رفعت نفسها و مسكته من كتوفه وقالت بإبتسامه متلاعبه ..
: ليش يجيني احساس بعض الاحيان انك تغار من صاحبك ؟
فتح فمه ليتكلم .. لكن لم يجد كلمه يدثر بها خيالاتها الصحيحه ..
لم يكذب احساسها او يدعي غير ذلك .. وان كان كذبا ..
اكتفى بالابتسامه خير برهان لظنونها ..
غطت فمها تكبح ضحكه متشاغبه .. تأملت بريق عينيه ..
يحاول عبثآ ان يهرب من تحقيق ملزم ..
ربتت على خده بلطف .. فمالت عليه وقبلته بخفه ...
تركت اثر احمر الشفاة عليه ..
وقالت بلهفه صدق قرأت في صفاء عينيها ..
:انا ماقلت لك من قبل اني احبك ...
كاد قلبه ان يهوي الى القاع .. او هوى وكفى ..
لاتقوليها .. فأنا لم اعد احتمل نارك ايتها الساحره اللطيفه ..
لم اعد اطيق صبرآ حتى اضمك مره اخرى وامزجك بين جوارحي ..
لاتألمي قلبي .. بتلك الكلمه ..
لاافهمها بالشكل الصحيح .. ولا اعرف كيف اعيدها لك ..
هل تحبينني ؟..
كيف احببتني ؟
انا جلف .. و صخره جلمود قاسيه لاتكسر ولاتشرخ ابدأ
ان شيء محسوس وعكسه كذلك ..
انا طوفان هادر لايعرف التوقف ..
انا ذلك الوحش في قصتك ياحسناء ...
اختفت تلك الابتسامه المغامره على شفتيه .. واصبحت خط مستقيم شاحب
عينان تسقطان في المجهول ..ولاتعبران الواقع ابدآ ..
تكاد تسقط في جوفها غريقه ..
محيط .. محيط .. محيط ..
لامناره هناك ولا مرافئ في انتظارها ..
ولاعلامات حياة على وجهه ..
قحط وجفاف ..
وعمق للحضيض .. وللاسف ..
انتصبت بهدوء .. ترفض ان تغمس روحها في مدافن اليأس ..
فغدآ يوم اخر ..
غدآ ستأخذ نفسآ طويلآ قبل ان تغوص مجددآ ..
******************************
فؤاده كالساعه لاتتوقف .. يدق حتى مل من نبضاته المسموعه
يحرث الشقه ذهابا وايابا ..
يقبض على جواله بشده .. يبتسم بينه وبين نفسه ..
لان ماتمناه اصبح حقيقه ..
الساعه الثانيه والنصف وهو مازال في انتظار رساله الرحمه ان تبعث له ..
كان ينتظر .. بشغف وصورتها ماثله امامه ..
كم ابهجه اللقاء بعد ايام طويله من السهر و الحيرة ؟
جاءته الرساله اخيرا .. " هذا رقمي .. وداد "
اتسعت ابتسامته ورمى بنفسه على الاريكه .
ومباشره دق عليها .. انتظر لنهايه الرنه .. حتى انفتح الاتصال ..
ناصر : السلام عليكم ..
كان صوتها بعيدا مرتعشآ ..: وعليكم السلام ...
ناصر : لو تأخرت دقيقه زياده ... كنت دقيت على طلال .. و اخذت رقمك .
سمع انفاسها المضطربه وقال ..
: اشتقت لك ...
زادت وتيره انفاسها بحده .. و تنبأ بخجلها ..من سماع كلماته لها ..
ابتسم وهو يقول : السموحه ..ثقلت عليك العيار .. لكن مااقدر اخبي مشاعري اكثر ..
وداد : لا عادي ..
ناصر : ما تعرفين الليالي الطويله اللي سهرتها وانا افكر فيك ..
وداد بصوت خجول : ناصر ..
ضحك وقال : عيون ناصر ... لو تدرين ماني مصدق ان حلمي صار حقيقه ..
سألت بتعجب : انا حلمك ..
ناصر براحه : اكيد .. عندك شك ..
وداد بتوتر : لا .. لكن ...
ناصر بصدق ووضوح : انا ماقلت لك ..انك اخذتي قلبي وعقلي من اول لحظه شفتك فيها ..
هدأت وداد .. ولم تجد ما تقوله له اكثر من ذلك..
في الاساس لم تعد قادره في مجابهته بكلماته المؤثره ..
ناصر : انا صريح ياوداد .. واللي في قلبي على لساني على طول ..
حس في ترددها وصمتها الطويل المرتعش ..
حس بخلجات قلبها المتوتره ..
لحظه .. مابين العقل والقلب حسابات ..
في الحياة من الاساس حسابات اخرى ..
تجاربنا مع الاخرين تمنحنا درس للقادم ..
الخذلان والصدمات الصغيره والموجعه ... بعضها تمضي بدون اهميه
والاخريات تمر متثاقله نتفحصها جيدآ ونهتم ..
نتعلم منها ونستفيد ونفيد ...
تجعل منا اناس اخرين .. فاهمين .. ذوا خبره و ادراك ..
العلاقات ليس شيئا سهلا يسيرا ..
بعضها كذلك والبعض الاخر معقد لحد الاستحاله ..
ولسنا كلنا ساذجين لحد الفكاهه .. لنوسع الحياة بمجرد كلمه وان كانت صحيحه ..
او نفتح مغاره الكنز .. بمجرد مفتاح مزيف ..
نطقت بيسر : لو قلت لك اني خايفه ..
بإهتمام واضح : خايفه مني ؟ ..
جاوبته بدون تردد لسكينه شعرت بها ناحيته ..
: خايفه.. من الالم ..
شعر بقلبه يذوي عند رقتها ..
أليست كـ ياسمينه .. تخدشها النسمه الرقيقه ..
تخاف السقوط بخشونه على ارض الواقع ..
وتهاب اقدام العابرين ان يمروا عليها ..
قال بتفهم : انا ماأضمن لك الحياة .. لكن أضمن لك نفسي .. اوعدك يا وداد .
ابتسمت بينها وبين نفسها برضى ..
وهمست .. لاداعي للتفكير في غدا او بعده ..
ستعيش اليوم بما فيه .. وتترك القافله تسير ..
سمعت صوته فإبتسمت اكثر ..: ودادي ..
ابحرت معه في ليله .. ليست كتلك التي تقرأها في عبير او احلام
ليله عاشت فيها ماكانت تتمناه .. واكثر
من قال ان الفارس على الحصان الابيض مجرد وهم لانثى حالمه
او هي احلام ورديه لطفله تكبر رويدآ رويدا .. وتمحي الصوره ..
فعلا .. في حاله وداد .. فناصر فارسها .. المنتظر وحلمها المسكون في قلبها ..
فالحمد لله حمدآ كثيرآ مباركآ كما يليق بوجهك وعظيم سلطانك .. على نعمتك .
********************************
يوم بعد يوم .. والليالي تتوالى.. وقمر في ليله كامل ..
بدر شهي المنظر بهي الطلعه ..
اماسي العشاق في ليال طويله متعاقبه ..
تسطع بعده نور الصباح .. وشمسه المتعاليه .
ضياء كون و ألوانه الزاهيه ...
رموش الاماني المتطايره ..
زهاء الارواح النديه .. المسافره ..
ويبدأ الوكب .. مابين الذهاب والاياب ..
ويأتي الصباح ..
لـ ..يعاود الكل ترتيب احلآمه ..
من جديد !
}رباااااه ..
سقيآ أمل ...
لـ .. جميع احلامنآ المبتوره ...
انتفضت مذعوره .. لكابوس اطبق عليها ..
و غاثت نفسها .. فزعآ و غثيآنا مريرا وقف في حنجرتها ..
اسرعت للحمام .. تستفرغ ما جوفها ..
قام مطلق من نومه لما حس بفقدها ..
وسمعت صوتها من الحمام .. قام لها بسرعه
وقف على الباب .. وناظر لها ..مستنده على الحوض ..
تنتفض كعصفوره جريحه ..
سألها بخوف: وشفيك ؟
مسحت جبينها واشرت له على بالابتعاد ..
راقب ارتعاشتها و وقفتها المترنحه ..
اقترب منها .. ومسك خصرها بيد واحده .
قالت بإنزعاج : اطلع برى .. مابيك تشوفني كذا ..
قال ويده الاخرى تمسح جبنيها بالماء البارد..
: ماعليك مني .. خذي راحتك ..
زادت ارتعاشتها .. والالم في صدرها يزيد ..
وهي تدنو من الحوض .. بدقائق عسيره شعرت فيها بإنقلاب معدتها
و اختناق انفاسها ..
غسل وجهها بالماء البارد وحملها برشاقه للسرير ..
استلقى بجانبها بعدما اراحها على الفراش .. مسح شعرها برقه
: شوي وتجهزين نفسك .. بوديك المستشفى يعني بوديك ..
شوفي وجهك كيف صاير ؟
ادارت ظهرها له و قالت بإنهاك .
: تعب خفيف ماله داعي نروح ..
ادراها ناحيته بحده وقال ..: كل شيء عندك ماله داعي .
انا قلت باخذك ..لو اضطريت اني اشيلك شيل ..
المشكله فيني انا من قال لي اخذ شورك ؟
حاولت انها تبتسم .. لكن حتى هذه مشقه لاتطالها ..
قالت و عيونها مغمضه : يمكن تتأخر عن شغلك ..
قام منرفز منها : في ستين داهيه الشغل وصاحب الشغل ..
دخل الحمام و اقفل الباب بعنف خلفه ..
تنهدت بتعب .. على المزاج العكر ..
لم الاستغراب ؟ فكل هذا وليده ليله شاحبه قضتها .
كلمه وقفت لها واعلنتها في وجهه.. ومازالت في انتظار عودتها إليها ..
فجرتها بدون مقاومه منها ..
تعبت في اختزانها في قلبها .. والتعب زاد اضعافا بعد قولها
ماذا كانت تظن منه ؟ وانتظرتها منه يومآ او بعد يوم ..
هل كان سيقول لها وانا ايضا احبك ؟
يكفي .. تعذيب لنفسك ...
فالحب خطان متوازيان لايلتقيان ..
الحب خطان متوازيان
إنك ساحر وشرس
تخشى اطمئناني اليك :
تتوهمه فخا …..
وتخشى هربي منك :
تتوهمه لا مبالاة
****
يا رفيق الحزن , الهارب من دربي
متل طائر هجر الحدس
وحمل البوصله …..فضاع …..
****
تقدم مني بلا ذعر
وشاركني مهازل الذاكره المشروخه
وانتفاضه الشرايين الضجره
في مدن منسيه
****
آ ه لا تذهب , لا تحضر
لا تقترب , لا تبتعد
لا تهجرني , لا تلتصق بي
لا تضيعني , لا تؤطرني …..
ولنطر معا
في خطين متوازين لا يلتقيان
لكنهما أيضا لا يفترقان !000
إنه الحب !…
!…>>> من قصائد غاده السمان
كل هذه الافكار مازالت تعصف بها وهي في صاله الانتظار في المستشفى
اخذوا الامر بتهويل عظيم وهي مجرد نزله برد .. وليس اكثر ..
تحاليل من هنا و اخرى من هناك .. الكثير من التعقيد ..
اذهبي هنا و تم تحويلك الى المكان الفلاني ..
ملت من الانتظار وتلك الرغبه في النوم قد عاودتها مجددآ ..
نادت الممرضه بإسمها .. لمحت مطلق يراقبها بنظراته .. وهي تدخل بعدما ان
اطمأن من جنس الطبيب المعالج .. " انثى " للاهميه فقط ..
استرخت تستمع لتلك النصائح العظميه .. و الابتسامه تفتر من بين شفتي طبيبه
في الخمسينات من عمرها .. لتفجر المفاجآه في وجهها ...
: " مبروك " انتي حامل ...
شعرت بأن المكان قد اطبق عليها وان الهواء قد سد منافذ اذنيها ..
سألت بإبتسامه غبيه : لو سمحت عيدي اللي قلتيه .
الطبيبه : قلت مبروك يااختي انتي حامل .. ..
ماهو الشعور بداخلها بالتحديد ؟
اهي شرارات الفرحه الغامضه التي تطايرت بداخلها ..
ام مازالت الصدمه تسري في عروقها ولم تأتي برده فعل مباشره واضحه ..
فجأه .. غطت وجهها بيديها واجهشت بالبكاء ..
بكاء صادق يعبر عن كل مافيها ..
بكاء كان لابد ان تذرفه قبل الخطوه القادمه ..
سألت الطبيبه بخوف : في مشكله يااختي ؟
رفعت رأسها بإبتسامه : لا ..
ضحكت بخفه وقالت بدون تصديق : انا حامل ..
هزت الطبيبه برأسها بنعم .. و هي في حاله استنكار لحاله ليلى ..
مسحت دموعها وقالت : شكرا.. الله يعطيك الف عافيه ..
وقفت الطبيبه : مبروك ثاني مره .. لاتنسين انتبهي لنفسك
و واظبي على متابعه حملك عند طبيبه مختصه ..
ليلى بإبتسامه رغم الدموع : ان شاء الله ..
كان قلبها يدق بعنفوان كبير .. بلهفه وشغف وحب يتعاظم في كل دقيقه ..
هناك جزء منه ينمو في احشائها ..
هناك روح تتقاسم كل اجزائها معه ..
راقبت مطلق .. ينظر للارض بتفكير عميق .. و يحرك سبحته العزيزه عليه بين يديه ..
ابتسمت .. يالـ حبها العظيم لهذا الرجل ؟
انتبه لها وتقدم منها .. سأل : خير ايش قالوا عندك ؟
مسك يدها ومشت معه ..
شعرت بغصه ان تخبره بذلك بيسر ..
تخاف الان من رده فعلها ..
ان ترقص طربآ في ازقه ممتلئه بالناس ..
ام تعانقه بلهفه وتخبره بالامر المبهج ..
همست وهي تميل ناحيته بإثاره : حامل ..
توقف وقال بدون تركيز : ايش ؟ انتي ...
همست بحشرجه دموع وبإبتسامه صغيره وعينها تراقب انفعالاته ..
: انا حامل ...
شعر بالخدر في تعابير وجهه .. شي مشدود شاحب ..
لاشيء .. هناك..
لا ابتسامه .. او ومضه في غرائب عينيه .. او ارتعاشه اهدابه .
كأنه استحال الى تمثال ..
حتى شفتيه اصبحت اكثر جفافآ ..
ابتلع غصته واعاد الكلام على نفسه .. حامل .. حامل هي مني
اي غرق اتنفس فيه ..
واي فرحه اغص بها ..
واي توق تصعد به روحي وتلامسه بجنون ..
اسمع صدى ضحكتي داخل قلبي و لااعرف كيف اخرجها
كيف افتح فمي .. و اطلقها ترافق الهواء ..
سأصبح ابآ عن قريب .. طفلآ هو مني واريده كله منها ..
ارتفع صدره بأنفاس هائله.. متوتره .. .. وترك يدها برفق ..
فرحته انسته كل العسر الذي تولد في حياته ..
فرحه جهل كيف يظهرها ..
فرحه خائفه من العلن تخاف الاندثار..
ضوء هائل ينعث من قلبي و يتسلل كالظلال دون ملامح ..
ومشى .. تركها خلفه مذهوله ..
مفجوعه من رده فعله و خائفه ..
ومكسوره في شموخ افراحها ..
تعثرت في خطواتها وهي تلحق به..
تكاد تجزم انه نسي وجودها ..
كل شيء فعله بعشوائيه .. بآليه ..بغرابه تثير الشك ..
سألت بألم : مطلق وشفيك ؟
خرج من صمته بحذر واجاب ..
: مافيني شيء ؟
انفجرت من الغيظ في وجهه .. لم تعد تطيق الاحتمال
: كيف مافيك شيء .. هذا تصرف شخص زوجته حامل ؟
كان بيرد عليها قبل تتكلم : يعني مو فرحان .. ليش ماتبيني احمل ؟
التفت لها بحده وقال : من قال كذا ؟
وابتسم ...: بالعكس انا فرحان ..لكن كل السالفه اني كنت مندهش ..
صرخت بحده تخرج فيه من رزانتها المعهوده
ترفض الخنوع تحت سيطره ابتسامته ولين ملامحه ..
: وهذا شكل واحد فرحان و مندهش ..ليش ؟
قال بحذر شديد : اخفضي صوتك .. ترانا في الشارع ..
التزمت الصمت.. بدموع صامته .. قد خارت قواها فجأه ..
اهلكها بروده و هدوئه ..
قبل تطلع مسكها من يدها وقال بحنان :
انا بالعكس فرحان بالحمل ... الموضوع اني ماتوقعت ولا فكرت في لحظه انك حامل ..
الحمدلله .. ربي رزقنا .. مين يقدر يرفض نعمه من الله ..
حست بشيء يسقط للقاع ... ابتسامه يسيره ماتت بكل هدوء على شفاة الصمت
ماتت في شتاء قلبه وكلماته متجمده.. وتعبت فجأه ..
تكلمت ببرود غير مقتنعه برده ...
: الفرحه ماتت ..كل شيء يوصل عندك يموت فجأه.. مثلما مات حبي لك ..
وخرجت .. وخرجت روحه معها ..
تأمل مكانها بفراغ .. بفراغ بحجم السماء في قلبه ..
لم يكن يقصد ..يالسوء حظك ..
اهكذا توقع نفسك في اخطاء لم تكن تتوقعها ..
اطلق تنهيده عاليه .. منهكه ..
كانت سيتبعها ويتوسل الصفح .
يقول انه ارعن في الحب ..
في وصف الكلمات ..
في تحديث المشاعر .. في نسجها ..
في البوح بها ..
سامحيني .. سامحيني ..
غبي انا معك بالدوام ..
غبي بحله بهيه وعقل راجح .. وقلب كقلب طفل لا وجه له ..
**********************************
يسعد صباح الورد يا ريحة الورد..
ويسعد نهار اللي تعنى وشاله..
يسعد صباح العين والرمش والخد...
ويسعد صباحك كاش ما هو حواله...
يفدونك العدوان جد ورا جد ...
وتبقى لنا زاهي في كماله..
باقه من الورد الاحمر .. اريجيه زاهيه المنظر بين يديها ..
اجتمعوا حولها بنات جنسها من معلمات الروضه ..
وهي تحتضنها منشيه بفرح ... كبير
ومابين نظره حسد و غبطه و عدم اهتمام ..
كانت هي السيده الاولى .. في كل شيء ..
كم مر .. عليهم .. مجرد ايام وكأنها سنين برفقته ..
لن تبدلها بأي كان ..
احتضنت الباقه كملك ممنوع الاقتراب منه ..
وارسلت بلهفه لعلها تعانق قلبه ..
صباح الكلمة الحلوة
صباح بليا حدود
أحبك ياترى تسمع
أحبك وانته المقصود
حبيبي كيف ابشرحلك
وشرحي للأسف مفقود
صباح يبتدي منك
لأنك نسمته اللي تسود
صباح يحتويه الكون
لأنك فيه انت موجود
ابتسمت .. لتعليقات قد طالتها من الاخريات ..
وهمس لسانها بخوف ..
"اعوذ بالله من كل كلمات الله التامات من شر ماخلق "
غردت روحها مع نغمته الخاصه ..
فتحت الاتصال بدون تأخير ..
لتسمع صوته المحبب .. : صباحك سعاده ..
اجاتبه بخجل : صباح الخير ..
ناصر : وصلك الورد ..
وداد : مشكور عليه .. احلى ورد شفته بحياتي ..
انتفض قلبه وهمس بعمق : وحشتيني .
كانت ضحكتها ردآ على اشتياقها له ..
فامتزج مع روحها .. وقال بدون صبر ..
: يابنت .. خفي علي .. ترى قلبي مايتحمل ..
ابتسمت لرومنسيته المفعمه بالمشاعر ..
وحينها همست له بصدق: الله يخليك لي ..
توقف عن الكلام .. و ابتسم برضى ..
وارتاح .. ذلك النقص قد امتلئ وفاض بحنان امراءه سكنت روحه وقلبه
وابدلت تعاسته افراحآ وبهجه ..
وانغمس معها بحديث في المستقبل ..
ماذا ينويان ان يفعلا ؟ في كل شيء .. في كل شيء في حياة ..
**********************************
نجمه ..
تثاؤبت في صباحها الباكر .. لاعمال يوميه كأشغال شاقه واجبه ..
وناظرت امها وهي تجلس على بساط في ظل فسيح .. كعاده صباحيه .
ويبدو عليها الغضب ..
جلست على طرف البساط ..
وقالت بأسف :يمه انتي زعلانه مني ؟
ام نجمه بدون تناظرها : الله يسامحك دنيا واخره اذا زعلتيني .
نجمه : مادامك قلتي كذا يعني انك زعلانه ..والله يايمه ماقصدي ازعلك
لكن انا بشر عندي احساس .. لما اخوي يقول عني ان وجودي للخدمه بس
صراحه شيء يقهر ..
ام نجمه: الله يهديكم يايمه .. اللي يحز بخاطري ان اخوك سافر وهو زعلان ..
نجمه بندم: نحن دايم نتخاصم مع بعض ونتراضى من انفسنا .. ماتعرفين طباعنا ؟!!
دق الباب الخارجي .. فتأففت وقالت ..
: هذا اللي ناقصني .. مالي خلق اقابل احد ..
ام نجمه : اششش عيب واناامك لااحد يسمعك ..
قامت وهي تتأفف وتدعو ربها انا مااتكون واحده من الجيران ..
اول مافتحت الباب .. تفاجآت بولد صغير في السابعه من عمره
مد لها بكيس هدايا .. وقال ..
: استاذ سعود .. يقول الدرس بدأ ..
رفعت حواجبها.. بإستغراب و الولد يجري بسرعه من عندها ..
قفلت الباب .. ومشت ناحيه امها وهي تقلب في الكيس
ام نجمه : مين كان عند الباب ؟
نجمه : ولد .. اعطاني الكيس يقول من سعود ..
امها بإبتسامه : افتحيها.. شوفي ويش فيها ؟
نجمه بتجهم ..تخفي سعاده صغيره تتراقص داخلها .
فتحت الهديه .. ولقيت صندوق .. فتحت الاول وتفاجآت في الثانيه
وصندوق داخل صندوق حتى وصلت لصندوق صغير ..
قلبها بدأ يدق بعنف .. عضت شفاتها بترقب ..
فتحت الصندوق .. لتتفاجئ بوجود رساله صغيره ..
مكتوب على ظاهرها " الى زوجتي العزيزه "
كررتها بموسيقيه اكثر "زوجتي العزيزه "
ابتسمت مبدئيا .. لتفتح الرساله .. و تبحلق عيونها في المكتوب
حتى كادت ان تحرقها بنظراتها ..
" اذا كنت ما اهمك ..فإنتي ماتهميني .. رضيت ولازعلت بكيفك "
نجومه .. كما تدين تدان .. هذا اول درس .. كيف تعاملين زوجك بإحترام ؟
شهقت بصدمه .. شالت كل علب الهدايا ..
وقامت بسرعه متجاهله .. نداء امها لها ..
دقت على جوال سعود بعصبيه ..
فتح الاتصال وقال : هلا حبي .. صباح الخير ..
سألت : ايش الرساله التافهه اللي ارسلتها لي ..
سعود : اي رساله ؟
نجمه : بالله ماتعرف اي رساله ..
ضحك سعود وقال : قصدك الدرس ..
سمعت صوت الجرس فاعتذر سعود..
: حبيبتي .. الدرس الاول بدأ .. مع السلامه .
صرخت بقهر وهي ترمي الجوال على فراشها ..
: حبيبتي .. طيب ياسعود ..
شدت شعرها من الغيظ .. عكس سعود الفرحان والمرتاح
اخير برد قلبه من نجمه .. وبدأ يفكر في الدرس الثاني .
****************************
وقفت على عتبه الباب .. تراقب ابوها يقرأ بهدوء
كم مر من الوقت وهي تعزل نفسها ..
تستدرك في لحظات خطوات عصيبه عليها اتباعها ..
عليها ان تطوي صفحه الماضي ..
تطويه بلانسيان .. فالامل الوافر فيه قحط ..
لن تنسى ولو ارادت .
عليها المضي في حياتها ..
نادت بصوت منخفض : بابا ..
ارتفع رأس ابوها عن الكتاب .. وقال :
ريهام.. ادخلي ..
ابتسمت و قالت : ما بي ازعجك .. جيت علشان اخبرك ...
اخذت نفس طويل وكملت : اني موافقه ..
ابتسم والدها بفرحه .. فردت له الابتسامه ومضت ..
منعت دمعه ان تنهال من اجل ذاك ..
فحياتها الان ستقترن بأخرى ...
عليها الكف عن التفكير في الماضي .
دخلت حجرتها و جلست مكانها بهدوء دون اثاره ..
دقت على اريام ..تخبرها ان تحتاج تشوفها اليوم
بعدما اعتذرت عن الحضور للجامعه ..
لكنها ماردت.. فأرسلت لها رساله و قفلت جهازها ..
فكرت تزورها في البيت ..
تنهدت وهي تستلقي و تقفل النور ..
وتهرب من التفكير بالنوم ..
********************************
انتهى من مواعيده المبكره ..على الظهر
وخرج بسرعه من المستشفى ..بعدما تذكر موعده المنسي منذ ايام ..
انشغل في تحضيرات الملكه .. وتناسى امر مهم بالنسبه له ..
قرأ العنوان بوضوح..ووصل له بعد نصف ساعه بالسياره
وصل لعماره من سبع طوابق ..
راقب موقف السيارات و انتبه للكابرس البيضاء .. اقترب وقرأ اللوحه و تأكد منها .
تقدم منه بواب العماره المصري ..
فسأله بعدما سلم عليه ..: لو سمحت مين صاحب السياره هذي ؟
البواب :دي للاستاذ وسام العامر ..ليه في حاجه ياسعاده الباشا ..
ناصر بثقه : لا ابدا ..اشار للمبنى وسأل : العماره هذه عزوبي ولا عوائل ؟..
البواب : لا .. دي للعزابيه .. عايز حاجه ..
ماقدر ناصر يرضي فضوله عند الاسئله هذي ..
فسأل : طيب .. وسام موجود ؟
البواب : اه .. هو موجود .. لكن اكيد نايم زي عوايده ..
ابتسم ناصر وناوله بطاقته .. وقال ..:
: لوسمحت .. اذا شفته قول له يكلمني ضروري .
البواب : طيب اقوله مين ؟
: قول ناصر .. وهو يعرفني ..
غير وجهته للبيت بعدما ادى نصف المهمه ..
لازم يعرف مين يكون وسام ؟ وايش سره ؟
دخل الشقه بعدما اشترى له الغداء .. دخله المطبخ مباشره ..
نزل شماغه و رماه على الكنبه .. توقف مكانه وهو يشوف مطلق قدامه
جالس على الكنبه و راسه في الارض ..
ناصر بخوف : بسم الله خوفتني يارجال ..
مطلق بدون مايطالعه : ماكان عندي مكان ثاني اروح له ..
اقترب ناصر وجلس قبالته محافظ على رباطه جأشه ..
: خير يامطلق ؟ فيك شيء .. احد من اهلك فيه شي ؟
رفع رأسه .. مبتسم .. يريح بها شكوك صاحبه ..
: لا الكل بخير .. لكن...
رجع يقلب يده ويتأملها بهدوء .. هز رأسه برفض وبعدها وقف ناحيه النافذه
سأله ناصر بهدوء : صاير بينكم شيء ؟
رد عليه بسؤال : انا تغيرت ياناصر ؟
ناصر بدون فهم : كيف ؟
مطلق بإلحاح دون ان ينظر الى صاحبه ..
: انا اسألك .. ملاحظ علي اني تغيرت ..
ابتسم ناصر وهو يوقف قربه ويطالع للخارج ..
: لا .. يعني في بعض الاحيان ..
تنهد بحيره .. فلجأ ناصر للصمت والانتظار ..
قال وعيونه تبحر في مكان ليس بقريب .. منهم .
: أحبها ..
وبدون تركيز من ناصر للكلمه ذاتها ..
: طيب .... ناظر صاحبه واعاد الكلمه من ناحيته : تحبها .. مين هذي ؟
مطلق بهدوء : احس اني اغبى انسان على وجه الارض ..
ضحك ناصر بعدما فهم كلامه ..
وقال : علشانك تحبها .. تقول انك اغبى انسان .. يااخي عادي .. كل رجال يحب مرته
انا هنا اموت في زوجتي .. امر طبيعي ..
تنهد مطلق وناظر صاحبه ..
نظرته عميقه ... تملؤها الغموض ..
مدثره بالعديد من المشاعر الخائفه ..
تلك الحده القاتله فيها اختفت ..
تلك الشراره الناريه انطفأت ..
هل تغير ؟ نعم ..
لما لم تخبره بالامر الجلل .. كم هذا مضحك ..
هل الحب يجعل الانسان مرهفآ هكذا ..
مبهمآ .. يقطع الالاف المسافات وهو لايتحرك قيد انمله .
هذا مطلق ؟ آلا تفهمون ..
ليس بشرا عاديآ .. شيئا منه ينتمي للحجر ..
في قلبه تعويذه لاتكسر ابدا ..
لايعرف سر الدخول الى عالمه ..
قال بهزيمه .. وضحت من انتكاسات رايه الحرب ورفرفه الخذلان في دهاليز عينيه ..
: .. لاني مااعرف اقول كلمه احبك بسهوله .. مااعرف اوضح مشاعري بدون تعقيد
خايف من التغيير .. خايف من مشاعري الجديده وخايف اني مااعرف نفسي بعدها ..
هز رأسه بيأس ونظره يشرد للبعيد..
وكمل : تعرف ليش اقول اني اغبى انسان على وجه الارض ..
هز ناصر رأسه موافقا .. ولو امعن مطلق في ملامح صاحبه
لعرف انه يسخر منه .. بحركه واحده يثبت كم هو غبي حقآ ..
بصراحه ان ناصر مقتنع اشد الاقتناع ان صاحبه ..
غبي وعنيد وجاهل .. وصعب المراس ..
اشفق على قلب امرأه تجابه رجل مثله .. ليست ليلى فقط
كل انثى على وجه البسيطه .. تواجه رجل على شاكله صديقي الاحمق العزيز ...
يعتقد ان تلك الرواسي في حياته لن تتزحزح بسهوله ..
وان كانت كذلك.. فلن يحركها من مكانها الا هو بنفسه .. لاغير ..
وآآه يامطلق ..
كل ذلك الثراء والزخم الشبابي الفاخر ..
تطمر نفسك في رمال بارده ..
وتشتهي قطاف الكلمات في صحراء قلبك ..
كلمات .. كلمات .. من اشجار الحياة ..
رثه كانت بالنسبه لك ..
وحبك جديد.. صافي كالنهر في مرآه الجليد ..
كلمات .. كلمات .. كلمات ..
مهترئه .. كأزياء عتيقه بللها المطر ..
وحبك نضر ..شرس .. شمسي ..
حاول .. حاول ..
اصنع الفاظ جمى واقطع اللجام ..
انسج مشاعرك بلا حسبان وصيغها بأمان ..
ولاتيأس ..
فـ حبك عنيد مثلك .. فلاتيأس .
القاكم
|