المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
قلبي بصحبة الأيام .... بقلمي
قـلـبــي بــصـــحـبــة الأيـــــام
بقلمي " فاطمة كرم " هل هذه النهاية ......؟
ملقاة بغرفه مبلله يحوطني الظلام ....... ؟
أم إنه عقابي الأخير..... ؟
ووسط أفكاري المتلاحقة باغتني صرير بوابة فتحت وأغلقت بنفس القوه.
شعرت بذراعين قويتين تجذباني إليها.... وأنفاس كريهة تلاحقني .
إرتجفت للحظه ولكن....
منتدى ليلاس الثقافي
سرعان ما بدأت أصرخ وأركل بكل اتجاه حتى أصبت من يلاحقني؟
غادر متأوها . وأغلقت البوابة مجددا !.
إلتصقت بالحائط يأكلني الخوف
ما بحيلتي إلا البكاء , جفاني النوم لأيام حتى أغشى على .
ترائي لي في أحلامي الكثير والكثير ..... رأيت سناء ابنة عمى
تناديني :" إيمان كفاك جلوسا مع مصطفى" وجذبتني صاعدة بي إلى الدور الثالث ثم قالت: "حركي تلك الأريكة بهذا الجانب ،هل هذه شقتك أم شقتي ؟
لا أتمكن من النوم وأنتي بجانب مصطفى ......
طوال الوقت ألا تملان الكلام "؟؟؟
وهنا قاطعنا مصطفى مناديا إياي قلت: " لحظه " وبحركة مفاجئه لوت ذراعي خلف ظهري وقالت: " ليس قبل أن تكملي ترتيب شقتك" .
لم أستطيع مجاهدة ضحكي .....
وبعد أن أعيانا التعب هبطت كلا منا إلى شقتها أنا بالطابق الثاني وسناء بالطابق الأول.
كان مصطفى لازال ينتظرني ،وعندما رأى حالتي الرثة أخذ يضحك قائلا: " ما أقسى سناء انتظرتك طويلا".
قلت وأنا في شدة الغيظ : "وستنتظر أكثر لأني لم أكمل بعد "
وإذا بسناء تناديه: " اهبط لتحزم باقي أشيائك أنا لست خادمة هذا البيت..
ضحكت كثيرا وقمت بفتح الباب وقلت: " حالا سناء"
واقتربت منه هامسة: " أنها في غاية القسوة " وبالفعل هبط مسرعا ليسكتها.
وحان زفافي .....
كاد كل شيء على الاكتمال .
وسناء بطلة الأحداث برغم إرهاقها الشديد اصطحبتني إلى مصففة الشعر قلت لها مداعبه :" تبقى شهر واقف محلك".
وهنا نفضت ما بعينيها من نوم وقالت: " بالطبع وإلا لما أتبعت نفسي هكذا؟؟
ورتبت على كتفي قائله: " كل هذه ديون ستردينها واحد تلو الأخر".
مرت باقي الليلة كالحلم.....
أفقت منه .....
على صفعات مصطفى ... وسبه لي بأفظع السباب
ووسط ذهولي , هبط إلى منزل أبى وأخذ يصرخ بأمي : " أهذه ابنتك التي أحسنتى تربيتها"؟
وكان بعض الأقارب لم يُغادروا .. لتأخر الوقت وبُعد المسافة.
صعدت أمي كالنمرة الجريحة لتكمل صفعاته. ..
وتبكى قائله :" ماذا صنعت لكي لتفعلى بي هذا "؟؟
ولم تكف حتى أعياها التعب .
كان أخي محمود يوصل خالتي .. وعندما عاد وعلم بما حدث
قال لأمي:" إهبطى الآن وفى الصباح نذهب لطبيبه من اختيار مصطفى وبعد ذلك نتحدث".
تشبثت بأخي وقلت:"خذني معك لا أستطيع النهوض".
حملني عائدا بي إلى غرفتي القديمة.
وعند ذهابنا جلس محمود ومصطفى في المقعد الأمامي وأنا وأمي وزوجة عمى بالخلف حاولت رؤيته من خلال المرآه ولكنه أشاح بنظره إلى الخارج
كان القلق ينهش أمي حتى فحصتني الطبيبة
وسألتني:" هل سقطت أو إندفعتى بشده قبل ذلك"؟
قلت:" أجل عندما كنت بالسابعة لعبنا مره لعبة الاختباء وصعدنا أنا وسناء شجرة التوت لنختبئ وعند هبوطي اصطدمت بغصن جاف .. وقد آلمني بشده ونزفت أيضا ولكني خفت وطلبت من سناء كتمان الأمر ....
" تستطيعوا سؤالها من ورائي ".
تنهدت الطبيبة وقالت:" للأسف هذا ما أكده الفحص".
لم يكتفي أخي بتلك الشهادة وذهبنا إلى خمس أطباء وأصر أن يكونوا من اختيار مصطفى والجميع أكد قول الطبيبة .
شعرت أن جبلا من الهم إنزاح من على كاهل أمي أما هو فكان الندم يعلو عينيه خبئت وجهي بصدر أمي طوال الطريق.
و بعد يوم طويل أصر أخي على صعود مصطفى معنا وقبل كل شيء طلبت الطلاق واليوم وليس غد.
وإذا بأمي التي رأيت الشفقة بعينيها منذ لحظات تنهال على مجددا بالضرب .. إلى أن حال أخي بيننا
وقال :" ألم يكفيكى ما تعرضت إليه؟
هل هذه ابنتك أم لا؟
إنه قرارها وأؤيدها به" .
إحتضنت أخي لم أشعر بالامتنان لشخص أكثر من هذا اليوم .
صمت أبى ولكن أعلم بموافقته لي .
قاطعنا مصطفى قائلا :"على أية حال لن أمنحك الطلاق".
وهم خارجا لحق به أخي وقال:"ليس قرارك الم تفهم بعد"
جذبني مصطفى وقال باكيا:"إيمان هل حقا تريدين إن ننفصل"؟
أدرت ظهري إليه وقلت : "محمود لا أريد رؤيته".
جذبني مجددا وقال:" ليس قرارك رؤيتي أو عدم رؤيتي أي رجل كان سيفعل ذلك وإعلمى جيدا أن الانفصال ليس بإرادتك".
جذبه أخي قائلا :" أكررها لك إرادتها هي وليس شخص أخر وأي رجل سيفعل ذلك سيفضح ذويه أمام الجميع"؟ حتى لو هي كذلك ما ذنب أبى وأمي !!. أدركت الآن أنه ليس بقرارك وأخذه وخرج معه..
انتظرته حتى عاد وأخبرني أنه تم الطلاق....
شعرت حينها برغبة شديدة في النوم....
لم أستيقظ إلا عندما شعرت بشيء بارد على جبهتي , وجدت أخي يجلس بجانبي ويمسك فوطه مبلله .
وقال:" استيقظت أخيرا أيتها الكسولة تشعرين بتحسن" ؟
قلت:" الحمد لله".
قال:" بدلي ثيابك حتى أعد لكي الطعام".
وقبل أن يغادر قلت له :"متى ستعود إلى أمريكا ؟؟ لا أريد المكوث هنا ..
قال :" ليس قبل أن تآكلي أولا".
ذهبت لأطمئن على أمي, وعندما رأتني أغلقت الباب بوجهي.
قاطع أخي شرودي وهو يشير إلى مداعبا بالطعام قائلا:" لن يتبقى شيئا هنا.
هبطت على يده مقبلة إياها وقلت :" لن تتركني أليس كذلك إذا ذهبت سأموت".
بكى أخي وقال :" إطمئنى حبيبتي, هل يمكن لمحمود أن يعيش بدون إيمان"؟
وخلال أسبوع قد أعد كل شيئا للسفر.
ودعت عالمي الصغير بما فيه سناء التي لم أرها بهذا اليأس من قبل خاصة عندما مر محمود متجاهلا إياها ..... وجعلتني أقسم أن أكلمها فور وصولي
وهى لا تعلم كم يؤلمني فراقها.
هممت مغادره وإذا بمصطفى يعترض طريقي قائلا :" أبقى".
استيقظت فجأة لأجدنى لازلت في تلك الغرفة وإذا بالبوابة تفتح مجددا....! وشخصان يسحباني .....
بدأت بركلهم وضربهم ولكن....
لم أفلح تلك المرة.... فقد لطمني أحدهم بقوة شعرت حينها بدوار شديد واستمروا بسحبي حتى ألقوني بغرفه أخرى بها أصوات تتألم بشده.
وهنا ... ...
دب رعب قاتل بقلبي حين بدأوا بتمزيق ملابسي قطعه قطعة......
أخذت أتوسل وأبكى وقد بلغ بي اليأس منتهاه حتى توقفوا ...
وإذا بصوت ألفه يقول : "إيمان أنتي إيمان"؟ وقبل أن أجيب أوقفني وعاد بي إلى تلك الغرفة أو أخرى تشبهها فلم أرى كليهما.
وهمس إلى قائلا :" ابقي هادئة ولن يحدث لكي مكروه".
صرخت به : "من أنت ؟ وأين أنا" ؟؟
وأغلقت البوابة الكريهة دون مجيب.
أخذت أبحث في ذلك الظلام عن بارقة أمل حتى أعياني التعب.
عدت ألتصق بالحائط فريسة لليأس وتلك الذكرى التي حاولت محوها آلاف المرات .
كدت أرى مصطفى وهو يجذب يدي قائلا :" ابقي لن تذهبي إلي أي مكان.
ولكني افلت منه مسرعة إلى آخى وعندما أيقنت أننا ابتعدنا وابتعدنا استسلمت لدموعي ورغم البعد جراحي كانت ابلغ بان يتم تضميدها.
ولكن لازال جزء بي يتشبث بالحياة .
بعد فتره بدأت بالبحث عن عمل وبفضل الله ثم صداقات آخى المتعددة وجدت وظيفة ( مساعد معد ) بإحدى المحطات ذات شراكه عربيه.
وقد أصابني الإحباط لانخفاض معدل مشاهدتها مما حفزني للتنقيب عن كل ما يجذب المشاهد لثقافتنا.
وقد نالت أفكاري إعجاب (سامي) المعد الأمريكي الذي أقوم بمساعدته وطلب منى تقديمها في الاجتماع الأسبوعي بالإدارة.
ولم اصدق نفسي عند موافقة أستاذ (عمر) مدير المحطة على هذه الأفكار وإعطائي إحداها لأقوم بإعدادها.
عدت يومها تغمرني السعادة وما عكر صفوها إشفاقي على أخي لإلغاء زفافه بسناء رغم حبه لها.
بت ألح عليه ليلا نهارا حتى بدا بمهاتفتها مجددا واكتفيت بذلك حتى تهدا بداخله عاصفة زفافي.
أما المحطة ففي اشهر قليلة ارتفع معدل مشاهدتها ونلت إعجاب الإدارة لعملي الدءوب حتى أصبحت (رئيسة المعدين) علاوة على تكوين صداقات رائعة.
شعرت بالتئام جراحي شيئا فشيئا إلي أن هاتفني مصطفى وأنا بإحدى الاجتماعات ولاحظ الجميع ارتباكي بعد محادثته القصيرة .
وقد سألني أستاذ (عمر) : "هل هناك مشكله".
قلت :" لا لنعد للعمل". وخلال دقائق قاطعتنا جلبه مرتفعه بالخارج وبشكل مفاجىء باغتني مصطفى باقتحام الاجتماع وجذبني للخارج لحق بي أستاذ (عمر) و(سامي) للاطمئنان جمعت شتات نفسي وأخبرتهم انه أمر عائلي ومضيت معه وهو صامت لا ينطق بكلمه.
بدأته أنا قائله:" ماذا جاء بك"؟
قال : "جئت لأعود بكى".
قلت : "هل حقا لا تشعر بكراهيتي" ؟
قال :" سأصلح الأمر خطا واحد لن يدمر كلينا".
قلت صارخة بوجهه :" أتعلم كم دعوت الله لكي يرحيني من هذه الحياة ومما ألحقته بي "؟
نظر إلي بعينين باكيتين قلت :" ما أجمل دموعك اليائسة ولكن... أتدرى أنها تثير اشمئزازي.... لا بل أنت بكل ما فيك يشعرني بالغثيان......
لا تلحق بي وعُد لأني أبدا لن أعود".
وأسرعت إلى أخي الذي اندهش لحالتي ولكن سرعان ما زال اندهاشه عندما رآه يلحق بي على الدرج.
انقض عليه أخي وقال :" متى ستتوقف ؟ عندما ترى نهايتها أليس كذلك"؟
" اقترب منها مجددا وسأقتلك كن واثقا ".
وعاد مصطفى مره أخرى ولكن بعد أن نتأ جرحا أوشك على الاندمال
قاطع أخي شرودي مازحا :" هل عبث بك الحب القديم مره أخري"؟
ابتسمت ساخرة وقلت :" اطمئن لقد تخطيته ولم يعد لعبثه مكان".
قال : "حسنا إذن أنا مضطر". وصمت ساهما.
قلت :" مضطر لما" ؟
قال :" للتغيب غدا فانا اشتاق للعب مع ابنتي الكبرى التي حرمت منها بعد أن أصبحت الإعلامية المشهورة.
قلت ضاحكه :" ابنتي الكبرى حسنا يا أبى الصغير.
استيقظنا مبكرا وانهمكنا باللعب حتى جذبنا جميع صغار الحديقة وصنعنا فريقان الأول بقيادة محمود والأخر بقيادتي.
كنت في أمس الحاجة لمثل هذا المرح ولكن الراحة مؤقتة دائما.
فعند عودتي في اليوم التالي وجدت أستاذ (عمر) ثائر لتغيبي عن اجتماع بالأمس وحدثني بصرامة غير معهودة :" أعطيتك هذا المنصب لمهاراتك ولا يعنى هذا انه ملكك يمكن استبدالك بسهوله لازلت تحتفظين بتلك الأفكار الحياة الشخصية أولا والعمل ثانيا عندي العمل أولا وأي شيء يأتي خلفه".
قلت :" حسنا إذن قد كبدت المحطة الخسائر الضخمة يمكنك إعادتي لوضعي القديم أو تفصلني لأني للأسف حياتي الخاصة أولا وثانيا وثالثا".
غادرت مكتبه غاضبه .
وإذا بسامي يلحق بي ويقول ماذا حدث ؟ قلت :" يتهمني بأني لا أعطى وقتي للعمل وكلام لم افهمه.
قال :"رأكي بالأمس بصحبة أحدهم أي ليس لديكي عذر للتغيب".
قلت :" لم اعلم أن تغيب يوم يجلب كل هذا".
ابتسم وقال :" إيمان هل أنتي بتلك البراءة أم تثيرين إعجاب من حولك".
قلت مندهشة :" إعجاب ! من ؟ ولم" ؟؟
قال : "على أية حال هذا أو ذاك فقد أسرتي الجميع".
قلت :" وأنا لم أتى هنا لذلك .. جئت للعمل ومن الواضح أن الباقي لا يأتون لنفس السبب".
تجاهلته وعدت لعملي وبعد أيام فوجئنا باستقالته.
وذات يوم مر بي أخي لنعود سويا وأشار إلى من نافذة مكتب عمر المقابلة لمكتبي.
قال عمر :" تريدين الذهاب "؟
قلت : " ليس قبل أن نكمل".
قال : "يكفى هذا اليوم فزوجك ينتظر".
انسحبت شاكره وأنا أجاهد ضحكي وعندما رآني أخي ضحك هو أيضا.
وقال :" ماذا هناك"؟
قلت :" لنذهب أولا".
وطوال الطريق أخذت اضحك حتى دمعت عيناي .
وأخي يقول :" هل أنتي بخير"؟
قلت له :" يعتقدوننا زوجين وهنا أصابته عدوى ضحكي.
وفى الصباح لاحظت شحوبا على وجه عمر ذهبت لأعد له مشروب أعشاب وعند عودتي كان قد غادر ولم يأتي لعدة أيام مما أدي إلى تراكم الأعمال التي ألقاها على كاهلي.
أصبت بإرهاق شديد نتيجة ذلك ولاحظ آخى توتري فأخبرته بما حدث
قال : "وما الغريب بذلك إن الناس تمرض"؟
قلت :" قد احتد على بشده لتغيبي يوم واحد أما هو فيتغيب أسبوعا ويلقى بأعماله إلى".
قال : "هاتفيه أو اخبري مدير مكتبه".
قلت :" لا .. دعه هكذا كما يشاء".
وفى الصباح اقتحم عمر مكتبي فجاه قائلا :" صباح الخير يا ....؟
بم أناديك ...... (الغاضبة دوما)؟
تودين قتلى أليس كذلك" ؟
لم استطع إخفاء ابتسامتي أكثر فقد سعدت كثيرا لرؤيته بعد هذا الغياب
ولكني أفقت على أطنان في انتظارنا وبعد يوم طويل هاتفنى آخى لألحقه بالمطعم.
وقد لاحظ عمر فقال :" يكفى هذا فقد أرهقنا بما فيه الكفاية".
انصرفت مسرعة وإذا بأخي لم ينتظرني من الجوع بعد يوم شاق بين مرضاه أخذت أضحك على أكله بنهم وبدون توقف ولكن لاحظت من يرمقنا التفت وجدته عمر أملت رأسي لتحيته .
قال أخي :" ماذا هناك" ؟
قلت:" انه المدير يجلس بجانبنا" . دعاه أخي للجلوس معنا ولكنه اعتذر لانشغاله بموعد هام .
وعند عودتنا إلى المنزل وجدته يقف أمام البيت.... ارتبك عند رؤيتنا .
وقال: إن له صديق يسكن ببناية مجاورة.
أصر أخي أن يأتي لتناول الشاي وتحت الإلحاح صعد مرغما .
أخذا يتناقشا في أمور عده بينما أعد الشاي ثم جئت للجلوس معهم.
وهنا... فاجأ أخي بسؤال قال :" هل تقيم هنا منذ مدة أنت وزوجتك".
(قال:" الأخيرة بحذر شديد")
ابتسم أخي . وقال:" من زوج من"؟؟
أشار عمر إلينا.
قائلا :" أنت وإيمان الستوا......؟ ولم يكمل" .
ضحك أخي قائلا :" إيمان أختي ألا تشبهني" ؟
أخذت أضحك .
أما عمر فقد تجمد من الصدمة وانصرف مسرعا
بعدها وجدت محمود شاردا قاطعته قائله :" ما بك" ؟
نظر إلى مبتسما وقال :" لا شيء تصبحين على خير".
وفى اليوم التالي ظل عمر يرمقني بنظرات غاضبه وأنا أتحاشى وجودنا بمفردنا حتى انتبهت على خلو الغرفة فهممت بالعودة إلى مكتبي
ولكنه قال :" لما ذا اخبرتينى انه زوجك" ؟
قلت : " لم أخبرك بذلك".
قال :" ولكنك كنتى تؤكدين هذا بتصرفاتك".
ابتسمت وقلت :" لا عليك مجرد سوء فهم" . وهممت بالانصراف .
قال :" انتظري لم أكمل".
قلت :" قد انهينا العمل ماذا تبقى"؟
قال : "لا أتحدث عن ذلك اجلسي لن تنصرفي الآن".
أخذ يسألني بشغف كأنه يريد معرفة كل شيء.
حتى قال :" لم تقيمين هنا مع اخيكى"؟
قلت :" من اجل العمل".
ابتسم وقال :" ألا يوجد أعمال بمصر".
قلت : " لا أستطيع فراقه"
تعجب وقال : "وتطيقين فراق والديك أمر غريب"؟؟
قلت :" ألا ترى انه أمر شخصي ؟ أسفه مضطرة للانصراف آخى ينتظرني" .
ولكنه قال :" إيمان تتزوجيني"؟
لم ادري ماذا افعل إلا أن أطلقت لساقي العنان . وبداخلي اعلم انه لن يتوقف
وفى اليوم التالي تحاشيته مرات ومرات.
إلى أن جائنى هو. وقال :" أريد سماع رأيك الآن".
قلت :" عمر لن ينجح الآمر".
قال :" أريد ردا لا توقعا".
قلت :" حسنا لا أريدك وبدون أسباب".
ابتسم وقال : " انتى تراوغين بدلا من المواجهة".
أسرعت بالانصراف بعد دوران العالم بي مجددا
لحق بي وتفاجأ ببكائي ....
وقال:" إيمان اشعر بصعوبة ما تمرين به ولكن... كوني واثقة أن الآمر لن ينتهي هكذا".
تركته مسرعه.. وجئت آخى باكيه .
قلت له متوسلة :" دعنا نعود لا أريد المكوث هنا ". وأخبرته بما حدث .
قال :" هل تعلمين انك كمن يخشى الحلم لأنه رأى كابوس عابر لن تستطيعي مقاومة النوم مهما طالت مقاومتك" .
قلت : "على الأقل الآن لنعد لتتمم زواجك بسناء".
قال : "بهذه البساطة" ؟
قلت :" اجل إلا لو أردت تكرار ما حدث لي مجددا" .
وعدت بقلب غير الذي غادرت به .
تمنيت رؤيته قبل ذهابي ولكن لم أجرؤ ورغم شوقي للقائه أسعدتني عودتي
ورؤية أمي وأبى لا سيما أنهم انتقلوا من منزل العائلة .
والتقيت بسناء؛ ووسط أشواقنا المؤجلة فاجأتها بسبب قدومنا, وبدأ سداد ديوني بذلت أقصى جهدي ليكون زفاف محمود أجمل عرس رأيته
وخلال الترتيبات لم يترك مصطفى وسيله للاقتراب منى لا سيما انه اكتسب عطف الجميع وتحت الإلحاح الشديد من أمي ومصطفى أجلت آي قرار حتى موعد زفاف آخى الحبيب .
كان زفافا جميلا . وبقدر سعادتي بأخي تذكرت تلك الليلة بكل ما فيها أفقت من تلك المشاعر المتناقضة على مصطفى يخطو نحوى بخطى ثابتة ثم انحنى هامسا إلى :" اتبعيني لنخبرهم بشيء".
وجذب يدي أمام الجميع......
وقال :" أرجو إعطائي مباركتكم لزواجي الليلة بإيمان"
وإذا بالنظرات والهمسات الساخرة التي تكاد تكون موقنة مما سأفعله.
جذبت يدي وقلت :" أسفه قد تمت خطبتي بالفعل".
اندهشت لاندفاع الكلمات دون توقف حتى رأيت عمر؛ تشبثت بمقعد لكي أتمالك نفسي وإذا به يخطو نحو أبى بثقة طالبا يدي ... وما اذهل الجميع موافقة أبى فور علمه بموافقة آخى الذي ابتسم وهو يبعث لي قبله في الهواء.
ثم جاء لتهنئتي هامسا : لا تبكى عروس هكذا توقفي بسرعة و إلا عاد عمر إلى أمريكا مسرعا ".وضمني إلى صدره الذي تحمل عنى الكثير.
واجلسنى وعمر منصة العروسين. وجلس هو وسناء مع المدعوين.
وبعد قليل جاء بخواتم الخطبة . أما مصطفى فقد غادر مسرعا .
وجاءت معنا سناء إلى أمريكا . لا أنكر سعادتي هذه الأيام التي يشوبها هذا الهاجس المخيف بإلحاحه على ليلا نهارا .
كيف سأخبره بالحقيقة ؟
هل سيصدقني ؟
حقا لن احتمل ذلك الألم مجددا.
طلبت مقابلته عازمة إخباره ظللنا نمشى حتى أرهقنا السير ولم افتح فمي .
حتى قال :" أنا اعلم لم قابلتني ..تشتاقين إلًى أليس كذلك ؟
خجله من إخباري بذلك لا عليك أنا اعلم".
قلت :" هل تدرى كم احبك "؟
نظر إلى طويلا ثم قال : يجب أن أعيدك الآن لا أثق بنفسي أكثر من ذلك.
ودعني واتفقنا على الالتقاء مبكرا .
ولكن في الصباح كنت في طريقي للعراق لتغطية الأحداث.
تاركه خطابين.....
الأول لآخى ........ والأخر لعمر.
أخبرت آخى :" أنى أسفه على الذعر الذي ألحقه به دائما ولكني لن احتمل الأمر مجددا". .
أما عمر فقد أعدت له الخاتم وأخبرته بكل شيء متمنية له السعادة .
لا اعلم كيف جرؤت على تلك الخطوة واضعه نفسي بدوامة العمل الطاحنة
حتى كدت أنهى رحلتي سمعت صوتا مدويا . لم اشعر بشيء بعده إلا وأنا بهذا القبو الكريه.
وإذا بي اسمع صوت البوابة ارتجفت لاقتراب شخص منى هامسا :" إيمان لا تخافي أنا سامي".
أسرع بي ومضى بطريق. وإثناء مرورنا سمعت صوتا يشبه صوت عمر توقفت للتأكد.. ولكنه صرخ عاليا كدت أناديه لولا أن سامي حبس أنفاسي مسرعا بتخبئتي بغرفه أخرى.
وقال :" أن سمعك أحد فلن أستطيع المساعدة" .
قاطعته قائله :" من سمعناه عمر أليس كذلك "؟
قال :" للأسف وقد طلب مساعدتي في إلقاء القبض عليه .كاد يجن عند علمه بوجودك هنا".
خارت قواي وجلست لا أستطيع النهوض.
قال سامي :" سأذهب الآن وسأعود اطمئني ".
جلست لا أحرك ساكنا عدا تلك الدموع الغبية التي تتساقط دون إرادتي
ثم جاء بعد فتره وأخذني إليه.
لم أتمالك نفسي عند رؤيته ملقى هكذا مدرجا بدمائه قال سامي:" سآتيك بماء وشيئا لتدفئته" .
حاولت إيقاظه دون جدوى وأيضا هذا الغطاء القديم الذي أحضره سامي لا يجدي نفعا.
تملكني اليأس وقلت له : "أهكذا تعاقبني حسنا لا احبك ولا أريدك ولكن استيقظ".
أجابني فجاه :" اعرف أنتي لم تحبيني يوما" .
ضممته إلى متناسيه جروحه ولكن أفقت على تألمه قلت :" حبيبي احمد الله أنى سمعت صوتك مره أخرى".
قال :" (حبيبي) لا ترددي تلك الكلمة".
قلت :" لا تجهد نفسك بمعاتبتي الآن".
وإذا به يبكى قائلا : "تسعدك رؤيتي هكذا"؟.
أخذت أبكى أنا أيضا وأقول :" هل حقا تصدق ذلك"؟
قال :" لا احتاج هذه الشفقة أخيكى سيجرى اتصالاته وسيصل إلينا قد اتفقنا على ذلك ..... حينها لا أريد رؤيتك مجددا" .
أدركت تفاهة الكلمات في هذا الموقف.
بدا يرتجف بشده أخذت احكم عليه الغطاء المهترىء ودموعي لا تتوقف حتى أغرقت وجهه أدار ظهره إلى وبدأت أنفاسه تتلاشى شيئا فشيئا وأنا أهزه ليستيقظ قائله :" لن أتركك تنام افتح عينيك" .
وظل يفتحها تارة ويغلقها تارة حتى أغلقها ولم يفتحها مجددا.
حبست أنفاسي لكي لا يسمعني أحد اقتربت منه وقلت : " لن تراني مجددا ولكن افتح عينيك لن أسامحك إن لم تستيقظ" .
وأثناء انتحابي أتى سامي فرحا يخبرني بإخلاء سبيلنا .
ضممته إلى بشده وقلت:" أغلق الباب سأبقى بجانبه حتى يستيقظ لا تزعجه أرجوك" . وهمست باكية : "حبيبي لا تخشى سنبقى سويا" .
دخل بعض الأشخاص انتزعوه منى ولكني تشبثت به لم يستطيعوا التخلص منى إلا أن أعطاني أحدهم شيئا لم أفق بعده إلا وأنا ممددة على فراش
بغرفه بيضاء وآخى يبتسم قائلا :" أنتي بخير"؟
سألته :" أين عمر"؟
افتعل الابتسام وهو يقول :" سيكون بخير".
نهضت وقلت : خذني إليه ورغم اعتراضه بسبب حالتي ولكني أصررت على ذهابي .
وأدركت معنى الانهيار عند رؤيته ممدا بين الاجهزه والأسلاك لا يشعر بشيء .
أقمت بغرفتي يومين إجبارا من الأطباء حتى تعافيت جزئيا وبعدها لم ابرح غرفته وقد استعاد وعيه ولكن آلام كسوره لازمته بشده عدة أسابيع ورغم ملازمتي له أبقى القطيعة كما هي .
ولكن من زاد التصاقه به ليلا نهارا آخى محمود فقد أصبحا صديقين حميمين وسعدت لذلك كثيرا .
وصار يومي بين العمل والمشفى خاصة أنى عايشت تجربة العراق بنفسي فكانت أولى الملفات التي اعمل عليها بحماس .
وذات يوم عند عودتي وجدته يمشى بمساعدة المعالج الطبيعي كاد قلبي يقفز عند رؤيته على قدميه وحين شعر بي عاد إلى الفراش مسرعا .
واخذ المعالج يخبرني ببعض التدريبات التي يجب فعلها دوما وسمح له بالهبوط إلى الصالة الرياضية لتكثيف العلاج .
تغيبت عن العمل لأذهب معه وقد أرهق بالفعل من كثرة التدريبات. انتهزت فرصة انشغاله وسالت المعالج عن تقدم حالته.
اخبرني إن أرادته مذهلة وبدا يكمل ولكن لم انتبه إليه لانشغالي بعمر الذي ينظر إلى وهو في شدة الغضب حتى كاد أن يقع وسرعان ما توازن أسرعت إليه لأجلسه فنزع يده منى وقال :" اصعدي ولا تهبطي هنا مجددا". لم أتفوه بكلمه وذهبت مسرعة وودت لو أعود وأحدث المعالج ثانيه لأغضبه 0 أخيرا تكلم .
لم اذهب إلى المشفى في اليوم التالي لانشغالي واطمأننت من آخى
وفى الغد أسرعت حتى اذهب مبكرة . اتخذت طريقا مختصرا وصعدت السلم الخلفي للمشفى .
وعند دخولي لم ينتبه لوقوفه بالنافذة وارتبك عند رؤيتي فأسرع إلى الفراش .
ابتسمت قائله :" كنت تنتظرني لقد جئت من الباب الخلفي"؟
لم يجبني واخذ يقرا بالجريدة لمدة ساعة .
إلى أن أتى المعالج بميعاده جلست بطرف الحجرة عندما رايته ينظر إلى محذرا من الاقتراب .
وقبل مغادرته دعاني إلى كوب شاي مضيت معه إلى الخارج وهنا حدثني عمر بالعربية قائلا :" تخلصي منه لأنك لن تخرجي" .
ابتسمت له قائله :" لن أتأخر سأطمئن عليك فقط".
والمعالج ينظر إلينا لا يفهم شيئا ولكنه لاحظ غضبه .
ذهبت معه لم يأخذ هذا عشر دقائق ولكني تلكأت قليلا وعند عودتي لم أجده بالغرفة سالت الممرضة أخبرتني انه أيضا يبحث عنى .
عاد ليراني اجلس هادئة أقرا نفس الجريدة . ولكنه قام بإغلاق الباب من الداخل . تصنعت الشجاعة وقلت :" افتح الباب من فضلك" .
اقترب منى وقال :" خلال خمس ثواني تختفي من هنا وان عدتي لا تلومي إلا نفسك .
على أية حال لم يتبقى على خروجه إلا أسبوعا .
انهمكت بالعمل لم يعد ورائي غيره بعد انشغال آخى بزوجته وقد أحزنني ذلك لم اعد مدللة آخى الوحيدة .
وقبل خروج عمر بيوم واحد اخبرني آخى بافتتاح عيادته الخاصة في الغد وسيصنع حفلا صغيرا ويجب أن أكون موجودة .
وافقت ولكن عمر سيخرج غدا طمئنني وقال إننا سنلحق به .
أعددت نفسي جيدا وذهبنا للاحتفال كانت حديقة رائعة بها العديد من المدعوين ولكن ما أذهلني وجود عمر وفى أبهى حله.
همست لآخى : " انظر من جاء" .
قال غير مكترثا :" لا عليك لن يحدث شيء" . وذهب لتحية المدعوين .
جلست خائبة من ردة عمر التي اعلمها ووسط شرودي آخذني آخى مسرعا وهو يقول :" أسرعي معي . حتى أتينا عمر الذي كان يتحدث مع شخص بجانبه جلس آخى ليلتقط أنفاسه وقال :" وقعي هنا" !!
وإذا به عقد زواجي وجدت الاثنان يبتسمان بانتصار .
وقد جذب عمر يدي ليعيد إليها الخاتم وقعت العقد وأنا في شدة الغيظ
فقد خططت لهذا اليوم أشياء دمروها بمنتهى البساطة .
ذهبنا إلى منزلنا كان بسيطا وأنيقا في ذات الوقت وفهمت انشغال آخى وزوجته بترتيبه طوال تلك المدة حتى شعرت انه منزلي بحق .
وفى الصباح كنت مستغرقة في النوم عندما وجدت عصفورا اخضر اللون يقف فوق أنفى اعتدلت بهدوء لأجد نفسي بملابس النوم في قارب مطاطي بحوض السباحة .
رأيت عمر يجلب الطعام بحديقة المنزل وجلس ليأكل : وقال صباح الخير استيقظت أخيرا لقد تعبت من إيقاظك فأحضرتك لنتناول الإفطار .
قلت : وكيف سآتي ؟
قال : ببساطه قومي بالسباحة .
تمت بحمد الله .
التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 22-05-11 الساعة 09:56 AM
سبب آخر: تعديل العنوان " المدات مخالفة
|