♫ [[5]] ♫
تنظر بعينيها الواسعتين المشاده الكلاميه مابين جدتها وأمها ....
أخافها هذا الأمر حتى أخذت تحرك عجلات كرسيها تبتعد به قليلا عن هذه الحرب.....
لم يجرأ أحدهم طوال هذه السنين أن يتحدث مع هذه المتغطرسة بهذا الأسلوب
ولكن مشاعر الأمومة تدافعت بعنف ... تنذر كلن من يقترب من فلذة كبدها ... حتى وإن كان بالكلام فقط!!!..., أصبحت كلبؤة تحرش صياد في الوقوع بأولادها
♫♪●•════════•●♪♫
سيمفونية:حــــرب
الساعه: 2 ظهراً
عـــــزفتها: جـــــود
♫♪●•════════•●♪♫
كان وجهها الأبيض يملأه الحمرة الغاضبة ... وقطرات من العرق تلمع فوق جبينها, تحملت مايكفي طوال هذه الأيام مايقال على أبنها ...., والآن كفى!!
: لو فيه الخير وصدق ماسوى هالسوات جان ماسار وانتحر, شو يبا ولدج يغسل ويهنا حذال العربان ؟
: اولديه فيه الخيير كله.. اذا انا امه وماتحلمت الكلام الي يا ,شقايل وهو ولد مراهق ,..انتو شو ؟؟؟ترمو الواحد برمسات هب متأكدين منها , اولديه أحسن عن شباب هالعيله كلهم ولي عنده رمسه غير جيه يضرب راسه باليدار
أنتهى هذا الحوار بلطمه على خد والدتي, .... لطمتها أمامنا جميعا ... وأكملت طريقها ببرود الى جناحها الخاص ... , التف الكل حول والدتي ليهدأ من روعها ولو بالقليل..., هاهي دموع الأنكسار تتساقط بغزاره على خد ها المحمر , طأطأت رأسها بتعب وجلست مع صوت شهيق أسى من وسط مشاعر أم متدفقه كهلتها المصائب
..., لم أستحمل المزيد, حركت عجلاتي متوجهة إلى الخارج أشتم القليل من الأوكسجين.الذي كاد ان يختفي بهذا المكان.., أعلم وبكل تأكيد لن يقف الأمر إلى هذا الحد , فوالدتي وقفت أمام جبروت أمرأه لايحطم ....
: جووود صلي على نبيج لشو كل هالدموع؟( قالتها وهي تمسح دموعي المتساقطه )
نظرت اليها بألم: ماتبي ازعل وانا شايفه امايه تنعطى طراق؟
جلست بجانبي: يفترض محد منكم يزعل , لزوم كلكم تستوو قواي وتقو امكم فياكم ووتقوو ناصر اهم حايه
جود: بس ياحذام الموضوع مابوقف لهاي انا اعرف يدوه مستحيل بتسكت اكيد بتسوي حايه لناصر ولا لأميه
حذام: امج تروم تسكت وتحقرها بس هالمره كانت اعصابها شوي متوتره لان اخوج بالمستشفى
: شفتيهن ؟؟؟؟الكل يقول لو ما صدق جان مانتحر
: وانا بالعكس اقول لان مراهق وتحمل ذنب هب ذنبه ,ماتحمل وحاول ينتحر
بلهجه منكسره: مسكين أخويه
ربتت على كتفي وهي تبتسم: من يومج وقلبج رقيق ومايتحمل المشاكل
صدقتِ ياحذام , فهشاشه قلبي الصغير كهشاشه جسدي النحيل هذا....!! ,
إبتعدت عن هذا المكان بعدما عادت حذام الى الداخل, لأجلس هناك بزاويتي الخاصه في هذه الحديقه
أمسك بجهاز المحمول, وأستمع إلى ذالك الذي يشحنني صوته أملاً وهدوءً تحتاج لها نفسي
الى ذالك الصوت المشع عذوبه وعمق..يشعرني دوماً بأنني طفلة تقفز بالهواء بمرح ولهو....,فهو من يفكك هذه القيود التي تحيطني دون فراق!!
●•════════════════════•●
شهقات تعالت من افواه بنات حواء .. حين رأين من النافذه الطويله العاكسه جمال ذالك الفتى
بياضه حارب اسوداد سكسوكته المرتبه بشكل رائع مع حاجبين مفحمين يعتليان عيناه الواسعتان كعاده الملامح السعودية التي أكتسبها من والدته
مد يده ممسكا بيد أخته إبنة الإثني عشر عاماً ...., من ينظر اليهم لوهلة يتسلل الشك الى قلبه بأن هؤلاء الاثنين أخوه!!!
لم تقتبس من جماله حتى لو بالمقدار القليل ..... فقصر قاماتها... ونحول جسدها وبروز عظامه يُعطيها شكلاً آخر...
حتى بدأت السنة نساء العائلة تتفوه بالمقارنات" مشاء الله عليه ماخلى حايه من جمال امه "
" طالعي اخته أبد ماشي حايه فيها لا من امها ولا من ابوها"
♫♪●•════════•●♪♫
سيمفونية:وجوه جديده
الساعه: 8 ليلاً
عـــــزفها: ولـــيد
♫♪●•════════•●♪♫
: أحم الحينه بتنزل يدوه وتسلم عليها( وجه جملته الي)
انتظرت دقائق وانا أقف بجانب أختي ( ريما) , أخذت أجيل ببصري في انحاء هذا القصر, كنت أعتقد بأن قصرنا أجمل قصور العالم, ولكن ما أراه الآن دمر هذا الاعتقاد الطفولي!!....
أثاث إيطالي كبير الحجم توزع في الزوايه الاربعه لهذة الصالة الكبيره .... يتوسطها سلم دائري تزين جوانبه نباتات خضراء صناعيه..تصل الى السقف الطويل التي تنيره ثريات تتدلى من كل جانب ... وتعكس ضيائها على الأرضيه الرخاميه
تأملت كثيرا حتى نزلت أمرأه عريضه الهيئة يملئ وجهها المشدود مساحيق عده , عدت بنظري الى خالد كي أتأكد أهي جدتي أم ابنتها !! أي يعني ذالك عمتي؟!, ولكن قطع شكي صوته القادم
: هاي وليد ويبناه لعندج يدوه
تقدمت بخطى مترددة وأنا أحتبس أنفاسي, قبلت رأسها وأنحنيت كي افسح المجال لأختي الصغيره ريما ..
كان السكون يخيم على الموقف , لا أعلم لما تنظر هذه العجوز الشابة, ومتى ستأذن لنا بالانصرف؟!
أخذت تحدث الخادمه بصوت منخفض وبعد دقائق...
: تعالو ورايه للميلس
أتبعنا خطى الجده , وبجانبي الايسر خالد., اما بجانبي الايمن اختي الممسكه بثيابي بشده وكأن هناك من أوحى لها بأن وليد سيحلق بعيدا عنها... افكار كثيره تراودني... لا أعلم ما المصير الذي سأوجهه انا اوأختي هنا؟!... فالمكان والوجوه مازالت غريبه بالنسبة لي!!..
: لحظه خالد
نظر الي بتسأل: شو بلاك؟
: كلهم داخل؟
اجتاحت شفتاه ابتسامه هادئه: هيه
: كذا عاد مره وحده!!!
امسك بيدي وهو يسحبني الى الداخل: ياريال توكل ان ماشفتهم اليوم بتشوفهم باجر ....وغير جيه اكيد بتذكر اشكالهم عن اخر مره شفتهم فيها
يا إلهي!!.... أيعقل أن أواجه جميع هذا الحشد!!! ... الذي آراه الآن ....
: هاي يدي ( قالها وهو يشير على ذالك الرجل المتكأ على عصاته)
تقدمت بثقه مصطنعه وانحنيت أقبل رأسه: أخبارك يبه؟
أبتسم وهو يربت على كتفي: بخير شحالك انت وشحال هالحلوه
أمسكت بريما وقدمتها لجدي , مدت يدها مسلمه على استحياء : قوه
مسح على رأسها وهو يحفها بنظراته الممتلئه تجاعيد: يقويج ربي
بنظره واحده أستنتجت بأن هذا الرجل أشد حنانا من تلك العجوز الشابه!!, فهيئته توحي بالهموم المثقله على كاهله ...., عكرته السنين ومشاق الحياه ليكابر هذا العجز بأبتسامه حانيه يملأها الشباب
أستأنفنا المسيره التعريفيه على افراد العائله الجديده ... والقيت السلام على أعمامي دون تعريف فهم قبل شهرين فقط بجانبنا.. الا ذالك العم المتعب ... , هناك أتخذ له مقعد منعزل قليلاً .. , كان التعب بادياً على وجهه الملائكي فله مسحه خاصه اقرب الى السماحه الملائكيه...., رحب بي بأبتسامه رائعه خطت وجه ذالك الذي يسمى حمدان
: وهاي اخويه الادهم
نظرت الى حده عينيه وملامحه الشبيهه بالصقر: ياهلا
ابتسم بهدوء: ياهلا بك
أشار خالد بيده على عينه صغيره من الادهم: وهاي باسل ولد الادهم
مددت يدي مسلما ...وأكملت خطاي تابعا لخالد, توجهنا الى مجموعه الشباب القابعين جانبا , وأشار بيده على أطولهم
: هاي الدكتور الفهد ... دكتور اسنان ولوع الله جبده بمطالع حلوج الناس
أشار الفهد بيده ملوحاً: ولكــــم وليد ان احتيت أي مساعده انت وهالشاطره لاتستحو
أبتسمت لمجاملته الطيفه: شكرا ماتقصر يالغالي
أكمل خالد: وهاي حارب وهاي سعود يبالك فتره على ماتفرق من بينهم لانهم يتشابهو
حقا كما قال خالد, يحملان من ملامح بعضهم كثيرا , الا أن سعود أسمن من حارب قليلا ,
حيوني بمرح لأأخذ أنطباع أولي على خفه أرواحهم ..
أشار لي على أحد الشبان يسمى رعد , وكان غاضبا نوعا ما , ولكن عندما همس لي خالد أستوعبت الأمر ,
: وهاي شهـاب الولد الوحيد لعميه خليفه
القيت عليه التحيه ولآمس بأطراف أصابعه يدي الممدوده بنوع من الترفع والكبرياء
أخذت اودعه بإبتسامتي وانا أنظر للباسه المتاماشي مع آخر صيحه ..بنطال اوشك على السقوط وذراعين عاريتين ... وغير ذالك ..ربط شعره الطويل بشريط أحمر .. كلها أمور أوحت لي بأن هذا الشاب له كامل الحريه بحايته؟؟
.. أنتهت الجوله التعريفيه ,او بالاصح منعت الجده اكمالها لأننا جائعين كما تقول...
نهض الجميع متوجهين إلى غرفه الطعام,أخذت أتبع خالد بخطاي , كطفل خاف إضاعه ولادته بالزحام ,ألتقيت بطريقي على إحد الفتيات وأطولهن قامه وأسمرهن لوناً..
: هلا ريمااااا تعالي يلسي صوبنا
خبأت وجهها في ذراعي : بجلس ويا وليد
أبتسمت بأناقه كأناقتها وهي تدخل الى الغرفه: حليلها مغفطه وايد منا
أتانا صوت جدتي الصارم: حذام خذي ريما ويلسيها حذالكم
آآ يعني ذلك أن هذه الطويله تسمى حذام؟!!
,.... يا إلهي إنني اشعر بتمزق ذراعي , فا ريما أوشكت على تسلقي
: خلوها هالمره جنبي وشوي شوي بتتعود...
أبتسم الجميع بتفهم,وكلن منهم يتخذ له مقعدا على هذه الطاوله الطويــــله!!
هـــه .... لايعلم أحدهم ما يخبأ لهم الزمن , فهم على جهل تام بما تحمله أختي المشاغبة هذه!!!
●•════════════════════•●
جلس أبنه المتمرد بجانبه لتناول إفطار الصباح على طاوله الطعام .. فيبدأ بالتحدث معه بمواضيع شتى
من ينظر اليهم للمره الأولى يعتقد بأن هذا المراهق أخاً لأبيه
.. أبتسامه جميله خُطت على وجه الأب حتى بدت ملامحه القاسيه اشد حنانا ....فإبتسامه مثل هذه لاتُرى إلا عند وجود هذا الغلام بجانبه...!
رفع الفتى يده وأخذ يرتب( بالغتره) التي اعتلت رأس ابيه فهو بعلم تام بكيفية سحر والده لأخذ ماتشتهيه نفسه
♫♪●•════════•●♪♫
سيمفونية:حياة مجهولة
الساعه: 7 صباحاً
عزفـــــها: الادهــــم
♫♪●•════════•●♪♫
: ابويه شقايل عيال عمك كانو بالسعوديه ؟
قالها باسل , اجبته وأنا أقدم صحن الجبن بجانبه
: الله يرحمه استثمراته كلها هناك
: طيب ابويه شلون عمك توفا؟
قبطت حاجبي بعتاب: قول عمي هب عمك
بنبره غير مباليه: المهم عاده خبرني جيف مات؟
: بحادث هو وحرمته
: طيب شقايل من مات ابوهم مايونا؟
: سارو لهم ابويه وعمومي لهناك عسب ايهزو لهم النقل ... لان هاي نقل من بلد لبلد هب من بيت لبيت
اخذ بهز رأسه علامه على الفهم: اهـــــا طيب ليج ماكانو يزورونا ليج ماكان ايي ليدتي وايد؟
: مشغول وايد ....يونا جم مره هو وحرمته لما كنت أنت صغير
عاد بهز رأسه: أهاااااا طيب وعميه يابر متى برد من كندا ؟
تركت مابيدي ونظرت إليه : يوم يتقاعد من السفاره
اردفت من جديد ناهضاً من مكاني وأنا أمسح شفتي بالمنديل:ها خلصت اسئلتك؟
: لا عنديه سؤال .... انا بكمل فطوري روحي؟
اتانا صوت حذام من ورائنا: لاااء عمتك اليوم بتطوع وبتيلس تاكل فياك
عدت بنظري اليه: هاا هاي عمتك وياتك.... انا تأخرت عنديه شغل قبل لا اسير الوزاره
التفت باسل بسرعه: ها وووين على الله؟؟؟ ساير قبل لاتعطينيه الي طلبته؟
أبتسمت لأبتزاز هذا الإبن العاق: شو كم قلت ليه تبا؟
باسل: أنت وكرمك
أخرجت المحفظة من جيبي وسحبت مبلغ مجهول أسكت طمع باسل: ولاتتأخر عمدرستك
استوقفني الفهد وهو يقطع الدرجات ببجامته السوداء الحريريه: شو اشوفك بتسير من وقت ؟
: هيه عنديه شغل
: قبل لاتسير خبرنيه وين مفاتيح سيارتك الرنج ؟
نظرت اليه بازدراء : سيارتك اليديده اختربت؟!!!!
تقدم بملل لطاوله الطعام: بلملاعن فيهن من اشتري وحده تخترب الثانيه
لبست نظارتي الشمسيه وانا اشق طريقي للخروج: المفتاح فوق مكتبي ...., مع السلامه
لوحه حذام بيدها مبتسمه: في حفظ الرحيم فديتك..., الله حارسك
خرجت من القصر إلى سيارتي, فتح ذالك الشاب باب السياره الخلفي مع أنحنائه بسيطه من جسده الطويل: صبحك الله بالخير طويل العمر
ركبت بهدوء وأنا أضع البشت الأسود بجانبي...
نظرت لسائق وبنبرة أمر: خذنيه لشقه رقم 7
هذه وجهتي الأولى ( شقه رقم 7) تحمل سراً ومصيراً لأحد مـا , شقه سريه بعيداً عن أنظار الجميع
ففيها أحدد مصير من أريد وما اشتهيه انا... دون أن يحاسبني أحدهم...
أبتسامه خافته اعتلت محياي عندما دلفت الى المصعد وضربت رقم الطابق الثالث...
انفتح المصعد وأستأنفت طريقي بخطى واسعة , أغلقت باب الشقه بعدما وضعت مفاتيحها عند اول طاوله صادفتني ....,و بهدوء استأنفت طريقي إلى تلك الغرفه بالتحديد التي سبق وصولي لها الصوت الأنوثي القادم منها .... وبأبتسامه ساخره تقدمت لجسدها القابع هناك..وأنا أنزع من على رأسي هذه( الغتره) المزعجة..
●•════════════════════•●
يتبع