عشب أخضر رطب ممتد بأسفلهم على تلك التله المرتفعه ....., وغيوم بيضاء تخترق جسديهما بخفه ......,
ينظر بعينيه التي كسر حدتها شوقه لشعرها الأسود المتطآير على أثر رفيف الهواء النآعم...., ويدآعب بأصبعه الطويل وجهها بخفه ...., يمرره بنعومه الحرير على هدبيها المطبقين برآحه ..., ويمسح به قطره أحتلت أنفها المرتفع برقه على اثر مانثرته الغيوم التي تخللت بين جوآنب جسديهما المتقابلين
يبتسم بروح خفيفه أخذت تحلق...., ويروي عطشاً كاد ان يقحل أحاسيسه من ندآها الذي لاينضب....... لتتبلور مشاعره بذائقة شهية لايستشعرها غيره
....., يطوقها بذراعيه لتقترب أكثر....,يضمها إلى صدره فتنكمش اليه ...., لتنخرط روحيهما في ضمه واحده مع تعانق قلبيهما فتنصهر تلك الأرواح حتى يكونا مخلوقاً واحداً
...., ينحني برأسه قليلاً يقبلها قبلاً مطعمه بالقدسيه التي يحملها بين جوآنبه لها
ويشتم بأنفه رآئحه يآسمينيه تشع من شعرها المنسدل....., ويستمع لهمس صوتها الممتزج مع تغاريد الحياة
فيغمض عينيه بحآلميه لايستشعرها الا بوجود هذه الإنثى!

ما إن فتحت عيناها بتعب ..., حتى أمسكت بجهاز الهآتف....,
ارهقتها تلك الكوابيس التي اخذت تعيق نومها...., ضاق صدرها ... فاندلعت ناحية الشرفة تلتقط أنفاسها أولاً....., تلك العاطفه المنكسره أخذت تتعبها كلما تذكرت إبنه العم ...,
لتضغط على زر الأتصال وهي تزفر بيأس

زفرت زفره حارقه وهي تدفن رأسها بين كفيها...., لترى بعين مخيلتها حيآتها المتقلبه بين الوحده والمراره...., كانت منذ نعومه أظافرها وقلبها لاينفك بالنبض بأسم ذاك الفهد....,
كآن مايميزه عن شباب عائلته غروره...., أنفه المرتفع دوماً...., وثقته وعزته بنفسه التي يستحقها...., لايأبه لقول أحد..., ولا يتألم لسخريه الآخر...., كجبل لاتهزه الريآح
ومن بين فتيات عائلته......, أختراها هي...., هي من نالت على استحسان ذائقته الصعبه التي لايرضيها أي شيء....., هي من انزل من نفسه وعزته وأختراها ....., هي من كان يردد على مسامع أخوته بأنها هي من ستكون نصفه الآخر عند زوآجه .....,
والآن !!!........, رحل ...., لتجلس بغرفتها..., وحيييده..., منطويه عن الجميع...., تقتسم حزنها بوحده......,
رنت إلى الأفق وهي تصرخ بألم..........., لن تبقى على هذه الحاله ....., وإلا ستصاب بالجنون بكل تأكيد

رجفه تدب بأوصآلها وهي تعيد قراءة الرقم..., أوشكت على حفظه ولكن أبت!
جمد أصبعها بالفضاء وهي ترتعش بخوف يعربد بفوضويه في روحها
مدت كفها تتحسس حلقها الذي جف وهي تتسائل عما هذا الاضطراب الذي يفتك بها...., وشعور غآمض يشدها ويشق لها طريقاً جديداً....., ويخنق أنفاسا ساخنه تلفظها بثقل
أغمضت عينيها وغاب بريقها...., لتزدرد لعآبها تبلل به ماجف بجوفها.....,
يطغى وهجه بعنفوآن في نفسها ويسلب منها كل طآقه تشتعل بها
وبانقباض قلب رعصت على ذاك الرقم...., بأصبع سخنه الحياء ....,

التفت ليمينه ماداً يده مسلماً على تمتمات أعتادوها بعد كل صلاة
_ تقبل الله_
التفت للذي يجلس بيساره عائداً لجملته...., ما إن انتهى من سلامه حتى لحق بأبناء عمومته الذي وقف كلن منهم أمام تلك الأحذيه التي أنتشرت عند باب المسجد

يطبق أهداب عينيه بحآلميه ...., ويلقي بجسده متمدداً على الأريكه الجآنبيه بصالتهم الفسيحه
صورتهآ المعلقه بمخيلته أصابته بالأرق ...., حتى صوتها الدافئ أخذ يعاوده بكل لحظه
ذآك الشعر الأسود المنسدل بعث بريقاً لامعاً بعينيه....., ليمسك بالوسآده يغطي بها وجهه
يخفي عن الجميع تلك المشاعر التي لايستطيع كبتها
نظره نقيه واحده من عينيها كفيله لهيجآن مشاعره....., وذكرى رجفه جسدها بين يديه كفيله هي الآخرى لجفآف حلقه من جديد!

وقفت بجآنب الباب تنتظرها...., تزفر بتذمر فيما أوقعها أخيها
لا تعرف لها شكلا.... ولا حتى أسماً...., ماتعرفه فقط هي إبنه تلك العائله التي
يكون فيها اخيها دريولاً خاصاً لهن....!!

رمآل نآعمه تعآنق المياه الصافيه لذاك البحر المزرق بلمعآن ماسلطته الشمس من فوقه....,وصخور كبيره صُفت حول المكآن بإبدآع لتفصل مبآني الشاليهات عن ملعب الجولف الواقع بيمينها...., وعن الشمال حوض السبآحه الرخآمي الذي أخذت تتدفق بوسطه مياه البحر المصفاة والمدفأة أكثر مع ماوقع من حوله من تلك النخيل الطويله بروعه طبيعيه
..., وقف اطولهم تحت إحدى المظلات الموضوعه بجآنب الساحل ...., حازماً يديه الى صدره مستمع لثرثره زوجته بتأفف عن ما أخذت تنويه

منديل كحلي رسم عليه جماجم وعلامات أكس رُبط فوق شعرها....., وسلسال طويل تدلى من رقبتها ينتهي بجمجمه أخرى مرصعه بفصوص زرقاء....,حتى أصبعها زينته خوآتم سوداء إحداها مطاطي والآخر يكمل طقم الجماجم
هذا الوك الذي فاجئها عندما ظهرت به إبنه عمها وهي تجلس وسط حلقتهم بمرح منخرطه بالحديث مع البقيه