♫[[2]]♫
تنفس بعمق وهو ينظر إلى طيفها الطويل المتباعد خارجاً...
لفح وجهه نسيم من الخريف الهادئ ممتزج مع رائحة عطرها الياسميني.... ليغمض عينيه العسليتين بخفه
..يعشقها بجنون... وأحبها بكل ما يحمله مخزون عاطفته..... وكيف لا ,... هي مشروع زواج يخطط له هذا الشاب اليافع من عشرين سنه , فهو يتذكر الى الآن كيف حملها بحب بلفافتها البيضاء, كانت حديثة الولاده ... وكان هو إبن الثلاث سنين
أبتسامة حالمة اجتاحت وجهه الخمري.... ليطقع السلم في ثواني متوجهاً لتلك الغرفه الكائنه اعلاه
♫♪●•════════•●♪♫
سيمفونية: أحلام يتيمة
الساعه: 9 ليلاً
عزفها: يـــــوسف
♫♪●•════════•●♪♫
تلاحقت الطرقات على الباب, وسرعان ما اقتحمت هذه الغرفة المتواضعة ...
نظرت إلي مستنكرة وهي تسرح بشعرها الأصفر المنساب بنعومة أمام مرآتها المعلقة بأهمال : أنا ما أذنت لك انك تدخل
بإبتسامة بريئة وانا اتقدم بالدخول: وفي حد يستأذن من أخته حبيبته؟
أجابت بنظرات خبيثة تلاحقني: اهااااااااااااا انت من يوم تقول ليه اختيه وحبيبتيه وهاي الرمسه الفاحشه ..يعني اكيد شفت موزه وهي طالعه... صح؟؟
تقدمت ناحيتها بخطى خجله ويدي اليمنى تقتحم شعري: شهود عن الملاعن خبرينيه ماسئلت عني؟
اخذت تدير ناظريها بحيره مصطنعه : اممممم هيه سئلت وقالت شحاله
تنفست الصعداء وأوكسجين حالماً يتسلل إلى فؤادي ببروده : الحمدلله
أبتسامة خفيفه اعتلت شفتيها المقشورتين : فديتك من يومك ياخويه قنوع مابعمري بحصل حد شراتك
جلست بهدوء على سريرها الصغير: ممكن اكون قنوع ليج لاااء ... المهم انا مب لهاي الموضوع ياينج
أدارت رئسها وأجابتني بنظرات يملئها الخوف : شو ؟؟؟؟؟!!
يوسف: بسم الله ماشي حايه يابنت الناس يخليج تزيغي جيه ...بس اباج تنتبهي لرمستج ويا عيال اميه يعني مايستوي تقطي الرمسه عليهم جيه مهما يكون هاي امهم وابوهم يعني هب حلوه تنزلي من مقامهم حذالهم
شهد: مااااااااااااااالت عليهم مع احترامي لأمك بس ماااالت عليهم بذمتك في حد يخلي عياله يرقدو وماشي لقمه دخلت حلجهم غير اندومي من اليوم الظهر؟؟ ولا بعد عاد الجياس قبل لايطلع
يوسف: انا وياج بهالنقطة بس مهما يكون راعي مشاعرهم بعدين جيه بيكرهونج
أمالت شفتيها بسخرية : والله من قهري عبيدان يوصل طلاب وامك فراشه بالمدرسه يعني المفترض عايشين عيشه على الاقل حلوه مب جيه
بيأس أجبتها: تعبت ويا عبد القادر بس اياوبني كالعاده مايخصك بعياليه وانا شرات ماتعرفي وظيفتيه الخايسه مابتروم تأكل سته اشخاص وكل مايشوفنيه يايب اكل لهم يسوي ليه محاضره
اونه انت جيه تفتح عينهم على اشياء ماروم ايبها الهم
خرج صوتها ممزوج بألم الحرمان: الله يرحم ابويه .. تذكر ماكان مقصر علي وعليك بحايه؟
يوسف: الله يرحمه
اكملت مسرحيتها: هيه اصلا انا المسكينة بها البيت .. ابويه توفا واميه ماتت هييييه يالدنيا محد صفا لي
رميتها بنظره غاضبه : جم مره اقولج ياحماره انا لج... ولا كل هاي لانيه مب خليصج على الاقل احترمي الدم الي من بينا
نظرت ببرائه : انت بس تتيوز موزه بتنساني وتنسى الي يابوني بعد
خرجت تنهيدة يأس : تراج تسبينيه انتي بهالرمسه شقايل اروم انسى اختيه ؟
تقدمت وجلست بدلال جانبي: فدييييييييتك عسى لساني القطع ان اسبك يا أحلى دكتور
مالت شفتاي بسخرية: دكتور بالطل قصدج دكتور مطاعم
شهد: لاتيأس صدقنيه بيي اليوم الي تحقق فيه حلمك وتستوي دكتور
يوسف: وين ابا دكتور وانا للحينه اشتغل بالمطعم خبرينيه متى بدرس ؟
بنظره تملأها الأمل: انت لاتيأس واصبر وخل ها لحلم وربك كريم
نهضت من مكاني خارجاً وانا ألملم آخر حبال الأمل : ان شفتي موزه سلمي لي عليها
لحقت بي إلى الباب: ان شاء الله يالغالي
أكملت خطواتي قاطعا لسلم غرفة اختي المنعزلة .... والأفكار تراودني ...
كم من حلم تشتهيه نفسي وتنتظر تحقيق حتى ولو جزء بسيط منه
موزه .... حلم عائلي ....
دكتوراء... طموح يُكاد ان يحطم
اخوتي الغير أشقاء... وانتشالهم من وحل الفقر
استنشقت نفساً عميقا رافعاً رأسي ناظراً إلى السماء المكتسية بحله سوداء تزينها نجوم تلألأ زاهية..... كالأمل الذي أخذ يزين نفسي المقتحمه باليأس والحرمان
يااربي يا أملي ويا رجائي ... أدعوك يارب مفتقراً لجود فضلك... جد لي من جودك ياكريم
இوقفه مع معزوفهஇ
ياصاحب الهم ان الهم منفرج
أبشر بخير فأن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبها
لاتيأسن فان الفارج الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة
لاتجزعن فأن الصانع الله
"الامام الشافعي"
●•════════════════════•●
إبتسامة خبيثة مائله تعلو شفتيه ... وفكه السفلي يمضغ العلكة بحركة بطيئة
.....يميز هذا الوجه العشريني ذاك الأنف الطويل الذي يعطي وجهه حده رائعه..., بخفه رفع يده اليمنى لتقتحم شعره الطويل الذي يبلغ كتفيه
... نظره إلى جهازه المحمول ونظره أخرى على ساعته الفاخرة .... نهض بملل بعدما وضع جهازه بجيب بنطاله الأسود الذي كاد ان يسقط لو ما امسكه ذاك الحزام الأبيض المرصع بقطع رصاصية اللون
♫♪●•════════•●♪♫
سيمفونية: موعد غرامي
الساعه: 9 والنصف ليلاً
عزفها: شهـــــــاب
♫♪●•════════•●♪♫
أشعلت السيجاره بعدما أخرجتها من جيبي, وأخذت أنفث دخانها ببطء وأنا أقطع الحديقة الجامعة للقصور الخمسة
(( شهـــــــــــــاب))
أدرت وجهي لذالك الصوت المزعج لأرى مصدره أختي التي تصغرني بثلاثة اعوام .... ... انها شهرزاد ًجالسة بعيداً بقليل مع أبنت العم المقعدة على كرسيها المتحرك((جـــود))
أخذت تلوح بيدها: شهــــاب
مالت شفتاي بسخرية بعدما اقتربت من تلك الطاولة الموضوعة على العشب الأخضر: خير... شو تبي... شو مستوي... نعم.... شو المطلوب .... مب فايج لج
أجابت ببرود مصطنع بعدما ارتشفت رشفتين او ثلاث من الشاي: وين ساير حضرتك؟
تقدمت أكثر ممسكاً بشحمة أذني واضعاً إياها أمام شفتيها مستهزأً: خير شو قلتي ماسمعت؟؟؟... عيدي عيدي رمستج
شهرزاد: و ي ن سا ير؟
سددت بيدي ضربه خفيفة على رأسها الدائري: اظن هالشي مايخصج مفهوم؟؟
شهرزاد: آآآآآآآآآآآآآي لاتضرب عراس بخبر عليك ابويه يالدب
شهاب: لا زيغتيني
جود وبصوتها الرقيق: شحالك شهاب
نظره بسيطة على جسدها المقعد فهو لا يُستحق ان يُنظر اليه : بخير شحالج أنتي
جود: الحال يسرك
شهاب: اخليكن انا تأخرت على موعدي تشااااااو ( قلتها ملوحاً بيدي)
أكملت طريقي الى موقف سيارات العائلة ...ولكن ما إن لامست يدي باب سيارتي الحمراء حتى استوقفني صوتها الأنثوي
( آآآ شهاب لحظه)
أبتسامه اجتاحت شفتاي ما إن رأيتها لابثة أمامي بفستانها الارجواني القصير...
وبصوت اقرب من الهمس يذيب بنات حواء :هلا رهوفه هلا والله
سجدت عيناها للأرض وهي تجيبني بشيء من الخجل: آآآ هلا بك
شهاب: هلا بج زود يابنت العم
مدت يداها حامله فيما بينهما كيس ورقي كبير: تفضل آآآ هاي الطلبته منيه ذاج اليوم
بنظرة تملأها التساؤل المصطنع وأنا أتناول الكيس: شو الي طلبته ماذكر؟
رهف: المكياج الي قلت لي تباه لحرمه ربيعك
شهاب: هيــــــــه نسيت انا عاده ....طيب خبرينيه بجم؟
وضعت يدها على جسدها المكتنز أنوثه : شو مابينا بيزات افا عليك بس ..شو هالرمسه
شهاب: لا نحن كان اتفاقنا انيه اسلمج المبلغ يوم اتيبيه
رهف: اصلا هاي اطلبه عن طريق الانترنت يعنيه مادفعت شي من جيبي... ابويه فديته دفعهم من زمان
بأبتسامة خبيثة أسندت رأسي على باب سيارتي المفتوح: شكرا ياغناتيه ... شكرا الف مره يارهوف
بصوت يملأه التجاعيد وهي تبتعد بعض الشيء : آآ العفوو ماسوينا شي وان شاء الله تعيب حرمه ربيعك .. باااايو
شهاب: باااايو
أغلقت باب السيارة بعدما أكملت تشغيلها وضحكاتي الساخره مكتومة بداخلي... يالغبااااااائكن ياحواءات وما أسرع خداعكن!!!..... سيجاره أخرى أخذت انفث دخانها بالهواء وانا أشق طريق الخروج من الحديقه...
.. فقط دقيقتان وأكون مع أجمل موعد غرامي
عبير او نوره او هدى اوووه لا أعلم أين منهن ستكون؟؟؟ ما أعلمه فقط أني أناديها بمحبوبتي كي لا اسقط بأي التباسات معهن
.
.
: شقااااايل تأخرت علي جيييه ( قالتها بدلع مصطنع)
أبتسمت وأنا اضع الاكياس على الطاوله الفاصله فيما بيننا: لاني يايب لج كل هايلا
كادت روحها أن تزهق ما إن رأت أسماء المركات تلمع أمامها: فديييييييييييتك وااااااووو
شهاب: يبت لج الميكاج الي طلبتيه ذاج اليوم
شهقت وهي تنظر: فديييتك كل هايلا لي؟
بهمس : وأكثر.... أنتي بس سمعي رمستيه وبربيه لأيب لج هالكون كله ان تبي
اخذت تفتح كيس بعد الآخر: أنت تآآآآمر أأأمر
شهاب: تسيري فيايه بالسياره للبحر
رفعت رأسها مستنكره وهي تنظر إلي من وراء ( البرقع)بعينيها المرسومتان بكحل أسود: لااااء الدريول يترياني برع المجمع
بنظرات ردائها الأنكسار: جيه ماوحيت اخلص جملتيه الا وانتي قلتي لااء ... وانا الي مايوحى تخلصي يملتج الا واقول هيه امري تدللي
اطرقت رأسها بالأرض خجله وقالت على مضض: آآآ امممم طيب بس بشرط
شهاب: آآآآآآآآآآمري
: آآ تيبني مره ثانيه للمجمع عسب الدريول مايحس بحايه
شهاب: ماااااااطلبتي
نهضت من مكانها تحمل الأكياس بيد .. وتمسك بيدها الأخرى يدي لتلامس نعومتها الرائعه....
ما إن تلاصقت أجسادنا حتى استنشقت رائحة عطرها الفرنسية بعذوبه....
دقائق عديدة وتعالت صرخاتها بتلك الشقة المتوسطة الحجم .... وكيف لا تصرخ وهي الآن تفقد ما يجعلها شريفه بنظر الجميع
لا يلمني أحدكن أن أطلقت عليكن مسمى (( الغبيات))!!!!!
●•════════════════════•●
أنتقل صوته الرخامي الممزوج بموسيقى هادئة عبر الأسلاك.... يقتحم قلوب...صلبه ... وأخرى ملتهبة بحرارة الفقدان.. يهدئها بكلامه المشحون أملاً .. ويطبطب على الأخر بشيء من العزم المفقود
كان صوته الشبابي هو الرابط الوحيد مابينه ومابين مستمعيه بذالك الجهاز الذي يطلق عليه ( رآديو) فيبث عبر الأثير حيوية ذالك الشاب صاحب الإحدى وعشرين ربيعاً
وضع تلك السماعات الكبيرة حول أذنيه ... وأمسك بـ ( المايك) الذي أمامه .. يستقبل اتصال هذا .... ويرحب بإاتصال تلك
♫♪●•════════•●♪♫
سيمفونية:ورقة من أوراق حياتي
الساعه: 12 ليلاً
عـــــزفها : خـــــــــــالد
♫♪●•════════•●♪♫
ارجعلي اشوفك والقلب يرتاح
ريحني ياحبيبي من نار الاشواق
تلقاك في البسمه عيوني وتغني الافراح
والقاك ياحبيبي زي انا مشتاق
انا والشوق يطول ليلي وانت تغيب
انا والعين نسال فين اغلى حبيب
:مرحبا بكم من يديد اخواني واخواتي أستمتعنا وياكم مع الصوت الطربي مريام فارس
بصراحه كلمات هالاغنيه تعيبني وايد واحسها تلامس مشاعر ناس كثيره شرات مالامست مشاعري
وان شاء الله تكون عيبتكم انتو بعد خصوصا انها اهداء مني لكم ولكل مستمعيني
لهنا ووصلنا للختام من بعد ماستمرينا وياكم عبر الاثير ثلاث ساعات
نلتقي معكم غدا في صباح النور مع حبيب
كنت معكم من وراء المايك انا خالد الـ
تصبحون على خير وحياكم الله
نزعت تلك السماعات المزعجة من أذناي .. ومددت يدي وانا افركهما بشده : حشى اعنبوووك من صوت تطر اذني طر
تلقاني إياد متقدماً مني بعدما خرجت من الغرفة المخصصة للبث المباشر: الله يعطيك العافية
تناولت كأس الماء لأشربه بدفعه واحده: ياريااال عطشاااااان ويوعااااااااااان
إياد: أنا كم مره قلت لك يوم اتيي للبرنامج اول كل لك حايه
خالد: لالالا ماحب ,تخيل بس تيني دخلت حمام بوسط البرنامج
- عادي نشغل أي أغنيه
- يا ريال الـ...
قطع حديثي صوت جهازي المحمول الذي أخذ يهتز بجيب ثوبي الأبيض
( حــذام)
هذا ماكتب على شاشتي.. ضغطت على الزر الأخضر وأنا أكمل طريقي خارجاً ملوحاً بيدي لإياد بمع السلامة
_ يامرحبا انسه حذام
- مراحب اخ خالد وينك عن فونك؟
- ياااااااسلام يعني ماسمعتي الراديو من شوي ياحماره وهاي انا موصيج بعد
- اوووووه نسسسيت تصدق عاده
- انتي مب اخت مالت على ويهج بدل ماتتريوني تسمعو حسي على الراديو تيلسو تحشروني اتصالات وانا ببرنامجي
- مو مني من امايه انا ماحب ازعج حد شرات ماتعرف
خرجت من مبنى الأذاعه: هييييه اببد ماتحبي تزعجي حد ... المهم بخبرج ابا اكل يهزي لي بلاليط بالجبن
- عععععععع خسك الله
اكملت حديثي بعدما أغلقت باب سيارتي: ها ترانيه بالطريج يالله يهزي البلاليط
_ انا مب لطبخ يالله فارج
- انتي الي فارجي مب انا المتصل
_ عيل مع السلامه ولا تتأخر
_ ان شاء الله عمتيه حذام يالله مع السلامه
أغلقت الخط ووضعت جهازي بجانبي و ابتسامه خفيفه تعلو شفتاي سببها أختي الكبرى حذام... التي نصبت نفسها ولياً علينا.. فإن تأخر احدنا... انا أو زايد اخي يبدأ سيل الاتصالات يقتحم أجهزتنا متسائلا عن أماكن تواجدنا , فهي لم تستطع إدخال الأدهم والفهد بدائره الولايه .. لنبقى انا وزايد ضاحيا ذالك!!!
الجديه والنظام يملئان حياة أختنا الكبرى ... فلها نظاما معينا يشكل حياتها .. وتحاول جاهده ان نكون نحن أيضاً كذالك ..رائعة هي تلك حذام ... وكم قلبي يعتصره الأسى حينما أسمع على تلك الألسنه كلمه( عانس العائله) بسبب مزاجها وعنادها الذان كانا على حساب نفسها...!!
.
●•════════════════════•●