تحرك بسرعه وبخطا وآسعه لغرفة اخته ......, لا لعزمه لفك الحصار
بل اضطرآره لذالك........, وقف بحيره امام الباب لتنقلب كل المعادلات في ذهنه بفوضى فيمد يده طارقاً قبل ان يتذكر بأن المفآتيح بجيبه اصلا
انشقت عن صدرة زفره حسرة وهو يفتح الغفلتين .....و يدلف بهدوء الى الدآخل
حمحم وهو يشكل وجهه بملامح الا مبالاة حينما رآها واقفه بجآنب الباب تنظر اليه بإبتسآمتها المشرقه

شيء يبعثرها من الدآخل...... يشعرها بجنونها ....
نفسُها تُثير حيرتها قبل أن تُحير من حولها....
قشعريرة تجري بسجدها كلما تذكرت موعد الليله ......أغمضت عينيها وهي تستمع لدق نآقوس الخطر!!!
هاهو سيحآول نفض غبآر قلبها بتوآجده الجبري..... وسيقتحم ذاكرتها دائما ......
سيحاصرها برعبه الذي يصيبها بوجوده.........., وسيسرق ثقتها من بين جنبات نفسها
........ ازدردت لعآبها وهي تتذكر رجفتها عند رؤية عينيه
من اليوم لن تفتقد هذه الرجفه حتماً..!!!

في ذآك المجلس الفسيح....., توزع في أرجائه رجال و شباب العائله من الذكور....., منتظرين ما ستمليه عليهم هذه المتغطرسة!!
ولأول مره جلس ذاك بجآنب جدته مائلاً هامساً بأذنها بُضع كلمآت نهائيه على إيماءات رأسها الاجآبيه بما يلقيه عليها حفيدها المتمرد , لتطرق هي بعينيها ارضاً وكأنها تخفي شيئاً عنهم
ينظر اليهم الجميع بتسآئل لينتهي هو بإبتسآمته البارده وآضعاً رجلاً فوق رجل
ونظرآت حديديه تسربل من عينيه الحادتين تنصب على الفراغ بهدوء

انسحب بهدوء من المجلس...... , كم يكره هذه المشآدآت والوجود في جوها
هو عآشق للهدوء وللبرود الذي يكسح حيآته.....,
ولكن كعآدتها تلك تقتحم هدوئه ليبتسم بخبث على ذاك الصوت المنبعث من الغرفه طارقاً لمسامعه!!!
وبخطى مسروقه أخذ يشق طريقه إليها..., ناظراً بين كل ثآنيه للخلف بحذر
وبفضول فتح الباب متطفلاً على صآحب الصوت
حآول أن يتجرد من الأحساس الذي أخذ يتملكه ...... يكبح جماحه ... ويوجه شوارده واحاسيسه لأفكار اخرى
ولكن هاهي الأقدار تعبد له الطريق ....., ليقوده هو بإستسلام

بدلاً عن صوت الزغاريد ....., خرجت من منزلهم اصوآت الصرخآت
بخطى مجنونه أسرع الى المطبخ ..... وخطى اخرى تلاحقه في محاوله تهدأته
تشتعل في جنابته ثوره العشق المجنون ......, وعروق قد سرى بها دماء في حبها ....برزت وهي ترتجف
رفل كل من تقترب منه وهو يفتش في خزآنآته ......, يزمجر على تلك ويشتم الآخرى
فالحمم المحبوسة في صدره اخذت تغلي غلي الحميم .....,إنها قابله للانفجار تحت أقل تأثير
وقعت عينآه الجآحظتين بدموع قد تجمعت على سكينه عريضه.... حاده!!
نحيب والدته التي انهارت أمامه لم يجدي نفعاً......, ودموع أخته التي جثت تتوسل اليه لم تحرك ساكناً لما كان يعزم عليه

إبتسآمه جميله حركت عضلات وجهه
وهو يستمع لوآلدته عبر الهآتف تنقل له آخر أحداث عائلته
دموع فرح قد تجمعت بمغلتيه ليقلبها بضحكآت وتعليقات ساخره
أطرق عينيه بألم ..... وهو يدرك الآن مالم يدرك غيمته الا بفقده
روحه أشتآقت لرائحه ترآب بلده الخصبه........ لدروبه ... ولسخائه... ولشموخه
ولجمعه أحبته......
لإبتسآمه أخته ......... ولعطف والدته
افتقدهم جميعاً......, ولو علم بهذا الفقد لتزود منهم أكثر قبل الرحيل

جلس بالمقعد الأمامي يجآوره بالسياره ....., يبتسم في وجهه ببشآشه هادئه....,
ولخلجات نفسه التي تتملكه بفضولاً عارماً لأقتحآم هذه العائله......,
ينظر لوجهه وهو يستمع لبسآطه حديثه....., لهدوء حواره وكلمآته ....
لطموحه التي بآتت ان تُدثر حينما التمس اليأس في حروفه
كآن يرى فيه فخراً ......, محارباً شجاعاً ....., لا يأبى الوقوف بلا حراك

نلتقي يوم الخميس القادم بإذن الله