كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
1- ظهور الأفعي
كانت السماء الرمادية الملبدة بالغيوم تختزن شحنة كهربائية ثقيلة , توشك ان تطلق عاصفة متنافرة الاصوات فى اى لحظة .
اضاءت هانا انوار السيارة , واجفلت عندما شق وميض البرق السماء , ليتبعه بعد ثوان هدير الرعد .
كان بأمكانها , تقريباً , ان تشم رائحة المطر الوشيك. وبعد لحظات هطلت قطرات ضخمة صدمت الزجاج الأمامي وتحولت الى طوفان متزايد السرعة جعل من قيادة السيارة امراً بالغ الخطورة .
أفلتت شتيمة مكتومة من بين شفتيها .. عاصفة صيفية خلال ساعات الزحام القصوى هو ما تحتاج اليه تماماً . وكأنها ليست متأخرة عن موعدها.
سوف يسر ميغيل لهذا التأخير.
وكأنما بأشارة خاصة , رن جرس الهاتف النقال , فشغلت زر مكبر الصوت .
إنساب صوت رجل بلكنة خفيفة ناعمة تثير فى الجسم قشعريرة باردة :( أين أنت بحق الجحيم ؟ ).
أذكر الشيطان ! وردت بسخرية مريرة :( قلقك يغمرني) .
-ردي على السؤال.
انهمار المطر بكثافة خفف من القدرة على الرؤية الى درجة احست معها أنها معزولة فى قوقعة.
-عالقة فى زحمة السير.
مرت بضع ثوان من الصمت , فتخيلته وهو يتفحص ساعته :( أين..بالتحديد ؟) .
وبأندفاع شابه مرح خبيث قالت :( وهل يهم؟ أشك فى انك تستطيع ترتيب طريقة ما لإخراجي من هنا).
كان ميغيل سانتانا قانوناً بنفسه. وهو واسع الثراء ولديه من السلطة ما يكفى ليأمر من يشاء.
ولد فى الاندلس , وتعلم فى باريس ,وامضى سنوات عدة مستقراً في نيويورك, يدير فرع اميركا الشمالية من امبراطورية والده.
قال ميغيل بجفاء :( كان يمكن ان تقفلى "المتجر" فى وقت مبكر .وبهذا تتجنبين اسوأ ساعات الزحام , وكنت لتصلى الآن الى البيت ).
وأحست ببداية الغضب.
منتدى ليلاس
فالبوتيك لها . وقد درست الفنون والتصميم , وعملت فى دور الأزياء فى باريس وروما , ولكنها خرجت من علاقة حب كارثية منذ ثلاث سنوات وعادت الى وطنها . خلال أشهر , حصلت على ترخيص تجاري , وملأت البوتيك بملابس فاخرة وراقية التصميم.. وفى سن السابعة والعشرين, أسست لنفسها زبائن حصريين .
ردت بسخرية ظاهرة :(أشك فى ان واحدة من أفضل زبائني سترحب بطردى لها من الباب ).
قال ميغيل متشدقاً :( ما الذى جعلنى اظن انك سترتدين عباءة ربة البيت؟).
أخذت نفساً عميقاً , وزفرت ببطء :( أنا لم اعدك بالطاعة).
-اذكر جيداً اصرارك على حذف هذه الكلمة من قسم زواجنا.
ذكرته , وهى تعى جيداً ظروف زواجهما :( لقد عقدنا اتفاقية).
شخصان شهيران , ثريان كل بمفرده و وعائلتان تختلط ثروتهما في مزيج عالمى من الأعمال . فما هى الطريقة المثلى لتقوية هذا المزيج وتمريره الى الجيل التالى , غير ان يتزوج إبن إحدى العائلتين من ابنة العائلة الأخرى؟
لقد تطلب الأمر مناورات ماكرة لأقناع الابن بالرحيل من ميلبورن إلى نيويورك , حيث وضعت خطة للتأكد من أن ينزل ميغيل وهانا ضيفين دائمين على مختلف المناسبات الاجتماعية.
الخطة "الأبوية" الرئيسية شملت دفع رشاوى كبيرة لوسائل الاعلام , ثم دفع العائلتين الى تدخل اكبر.
واضافت هانا التى تعبت من التعامل مع بعض مشاهير المدينة, وغير المشاهير , من العزاب.. ثرائها الخاص الى ثرائهم, ولم يكن في نيتها ان تنفر من الزواج المفروض.. شرط ان تستمر فى المحافظة على استقلاليتها.. ولما لم يكن للحب اهمية كبيرة عندها بدا من المطقى ان تختار زوجاً بعقلها , لا بقلبها.
وبالرغم من الصلات العائلية في العمل , وعشر سنوات من فارق السن . والتعلم فى مدرسة داخلية , فى استراليا وعبر البحار , فقد تأكدت أن طريقهما بالكاد يلتقيان.. وهى لم تكن سوى فتاة فى الحادية عشر حين انتقل الى نيويورك.
وقال ميغيل متشدقاً :(هذا ما فعلناه.. فهل لديك سبب للتذمر "امانتي").
ردت بهدوء :( لا ).
كان ميغيل رجلاً جذاباً, قسمات وجهه شديدة الرجولة , طويل القامة عريض المنكبين , يتميز بقوة مكبوتة , يزيدها بروزاً مسحة من الإثارة المستترة وإحساس حيوانى بالقوة.
فى السابعة والثلاثين, كان يردد صدى نجاحه فى عمله .
|