المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الحياة أمل
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى ليلاس الثقافي
- لاااااااااااا أرجوك ، ابتعد ، لا تقترب مني ، أرجوك ابتعد
- سمر ما بك ؟؟ اهدئي اهدئي
انزوت في مكانها ضامّة ساقيها لصدرها وهي تنشج بـ عنف وتهز رأسها نفيـًا
ما جعله يحتار أمره ،، يقترب//يبتعد
تقدم خطوة لـ تتكور أكثر ويعلو نحيبها
ما جعله يتراجع خطوات
لـ ترسل نظرات رجاء إليه لـ يعينها
فـ تعاظمت حيرته
حينها أطلق لسانه لتهدئة الموقف وبثّ الأمان بـ روحها
- سمر ،، اهدئي حبيبتي ،، اهدئي _بزفير وشهيق عميق يطلب منها أن تفعل مثله_ تنفسي بعمق ،، هيّا خذي أنفاسك بتريث
وما إن لمست الحنان بصوته ونظرته حتى هدأت نفسها و طابت
تنفست بعمق شهيـــــق//زفيـــــر ،، مرة، اثنتان، ثلاث
حتى انتظم تنفسها و قلّ منسوب دموعها
فـ تحرك من موقعه نحو الطاولة
سحب بضع مناديل ورقية وعاد إليها مادًا يده: خذي ، امسحي دموعك ، فوجهك أولى بابتسامة منها
تناولت المناديل بهدوء معروفة به وأخذت تمررها على سفح خدها لتزيل أثر أمطارها
ثم كورت قبضتها و صمتت
منتدى ليلاس الثقافي
بعد ثوانٍ من هدوء
همهم بـ هدوء وهو يسير نحو الأريكة القريبة من مكانها: أيمكن أن نتحدث الآن؟
أشارت برأسها أن نعم وهي تتحاشا النظر إليه
تنفس ببطئ وهو يضمّ كفيه بـ بعضهما ويسند رأسه عليهما معـًا متكئـًا على ركبتيه: سمر .. أ تخشينني؟؟
هزت رأسها نفيـًا ، فـ أردف بسرعة: إذًا انظري إليّ وتحدثي معي
أشارت بـ حسنـًا
بدا متعجبـًا من صمتها وهي الفصيحة التي لا يغلبها لسان ، إلا أنه أبعد تعجبه وتابع: ما الذي يعني لك هذا اليوم؟؟
بعد صمت نسبي أجابت: لا شيء.
علت الدهشة ملامحه ، فـ هتف: لا شيء!! ، تسمين يومنا هذا لا شيء؟!
صمتت ولم يحر منها جوابـًا وهي تطرق برأسها أرضـًا
وهو دارت الأفكار بـ سفينه لـ يرسو على صيحة: أ أنت مجبرة على الموافقة؟
رفعت نظرها إليه في سرعة وهي تتنفس بـ سرعة وتهز رأسها نفيـًا
احتار أكثر وهمس: إذًا ما تفسير تصرفك؟
غارت نظرتها وغشى الحزن محياها لـ تعود لـ ذات الارتجاف الأول و تشارف دموعها السقوط
فـ يقف مسرعـًا متجهـًا نحوها هاتفـًا: يكفي .. يكفي ،، ما قصدت أسألك هكذا ،، لا داعٍ للدموع
في حين تعود هي لـ بكائها الموجوع
يقترب و يضمها إليه
وهي بـ فكرٍ سارحٍ و نحيبٍ متواصل
يهدهدها كما الرضيع وهو يهمس بـ عبارات التهدئة والطمأنة لـ يُسكنها
وتمر الدقائق وهما على ذات الوضع
هي تطبق بـ كفيها الرقيقين على وجهها ونشيجها المكتوم يُفلت من شفتيها عنوة
وهو يطبق عليها بـ كفيه على عودها النحيل و أنفاسه تخرج رغبة من شفتيه
و نصف ساعة أو أكثر
لـ تعزم هي التخلي عن صمتها
فـ تكتم حزنها و ترفع رأسها نحوه لـ تجد أنها تتوسط جذعه فـ تحمرّ وجنتيها وتتسارع أنفاسها وبـ رفق ترفع نفسها عنه
في حين أنه ما إن رأى هدوءها وطلبها الفكاك أطلقها وشد عودها بـ جانبه
فأطرقت برأسها وهي تهمس: طارق.. سامحني
بسمة حنونة علت ملامحه وهو يجيب: لا بأس ،، الأهم أن تكوني بخير
لـ تجيب بـ غصـّة و صوت مخنوق: أرجوك سامحني ،، فقد خذلتك
تحتار نظرته فـ يرسلها نحوها متسائلاً
فتطرق أكثر وهي تشد كفيها و تتمتم: أريد أن أحيا الأمل
لـ يتعجب أكثر ويكرر كـ الأبله خلفها همسـًا: أريد أن أحيا الأمل
فـ تجيب بـ رأسها وتكرر ذات العبارة: أجل ،، أريد أن أحيا الأمل
لـ يستفسر بـ غرابة: الأمل ؟؟ أي أملٍ تقصدين ؟؟ وما دخلي أنا به ؟؟ وفوق ذا هل تعتقدينني سأحرمك من أحلامك ؟؟ لقد وافقت إكمالك درجة الماجستير ،، وتعهدت أمام والديك أن أيّ طريق علمٍ ترغبينه سأخطوه معك ولن أمنعك ،، و ....
قاطعته بـ رفق وهي تدفع نفسها بـ جرأة غريبة عنها لـ تضغط بـ رقتها كفه وتهمس: أتعلم أنك فوق كلّ رجال الدنيا ،، وأنك الحلم لكل امرأة ،، ولكنه الأمل الذي عجزت أجد له حلاً ،، فـ أرجوك امنحنيه.
بـ حبٍّ عظيمٍ همس: و لإنك فوق كل النساء فـ لن أحرمك حاجتك التي ما زلت أجهلها؟
هي بـ أحرفٍ متكسرة//مبتورة ، ونظرة حزينة//أليمة: لا تقربني ، دعنا نعش فترة ثم نفترق _الصدمة التي تلقاها جعلت جسده يتصلب ونظرته خواء فـ استمرت هي بـ رجاءاتها_ وأشهد الله أني قبل رحيلي سأربطك بمن هي أرفع مني ، فقط لا تحرمني من أملي ، والله ما فعلت ذا إلا من أجلك و أجلي ، أرجوك امنحني مطلبي _وبتوسل أكبر_ سنة أو أقل وسأردّ لك كل ما أنفقته ولن أطالبك نفقة أبدًا ، وسأعمل كما الخادمة لأجلك ، سألبي كل مطلبك عدا هذا ، أرجوك وافق ، وسأجعل السبب أنا ، سـ أقول أنني لا أستطيع الإنجاب و سـ أزوجك بـ أخرى إن شئت من الغد أخطبها فعلت فقط دعني أحيا الأمل.
ولمـّا لم تجد منه جوابـًا ، هزته لتنبهه ، فأرسل نظرته إليها ليهمس بانكسار: أهذا هو الأمل الذي تنشدين ؟؟ أهكذا جزاء إخلاصي لك ورسمي لأحلامي معك _بضحكة حزن_ هه لقد أحببتك أتصدقين؟؟ مذ خطبتك أحببتك _تتسع عيناها بصدمة وهو يتابع_ رسمت حلمـًا ورديـًا معك ، خططت لـ عدد أبنائي ، أسميتهم ، نظمت خطوات تعليمهم ، أردتهم أن يكونوا طموحين مثلك و مثابرين مثلي ، متفوقين مثلك و مكافحين مثلي ، جعلت لهم أفضل ما فيّ وفيك ، لم أكن من ذاك الشباب الذي يهدر مشاعره على تيك و تلك ، احتفظت بها كلها لأجلك ، ثم منحتكها سيلاً دون ردع ، والآن بكل يسر تقولين: نفترق، أتعلمين ما تعنين _حاولت مقاطعته لكنه أشار بـ يده أن تصمت وأكمل_ إنك تهدميني ، أجل تهدميني وأنت لا تهتمين ، أبدًا لم أشك أن هناك غيري بـ حياتك وللآن لا أشك بذا ، فأيّ أملٍ ذا الذي حطم ليلتي الأولى معك ، لا لم يحطم ليلتي بل حطمني ، حطمني كليـًا ،، وتقولين ستعوضين؟؟ أيّ تعويض بالله عليك ، أجلب أخرى لتذرّ بقاياي نسفـًا _هز رأسه نفيـًا وهو يغمض عينيه بينما هي أطبقت شفتيها بقوة منعـًا لـ شهقاتها وتتالت دموعها انحدارًا_ ما خلت أبدًا أن حياتي ستقف عند هذا الشفير ، أبدًا ما خلتها ، أبدًا .. أبدًا .. أبدًا ..
بات يرددها كـ المصدوم وهو يميل رأسه يمنة ويسرة وعينيه مغمضتان بشدة خشية أن تدمع
ما أثار في نفسها حزنـًا فوق حزنها ، وألمـًا فوق ألمها ، فـ أطبقت بـ كفيها وسطه وأسندت رأسها صدره وهي تنتحب لـ تجيب: لست السبب ، صدقني لست السبب ، هو من فعل، ما كنت أقدر منعه وهو السبب ،، هو السبب .. هو السبب ..
كررتها كثيرًا وفي كل مرة تشد قبضتها عليه حتى استفاق بـ حزنها فأسند كفه ظهرها ووقع كَلِمِها محيّره وبـ فكره سؤلٌ يدور (من؟؟ من السبب؟؟)
ولم يتنبه أن صوته أباح بـ فكره
فطأطأت في حضنه أكثر لـ تسرد مأساتها: شخصٌ قريب ، لا بل غريب ، استغل براءتي ، لا أذكر من صوره سوى لمسات مبعثرة و قبلات متعثرة ، طفلة كنت ولم أزل ، والآن أحيا حيرة ، أ أنا التي صنت أم ضيعت الشرف ؟؟ ،، والخوف كل الخوف أن أحظى بـ عار ،، وبوادر الأمل التي أسكنتها قلبي أني حفظت ولم أزل ،، فـ دعني أعش أملاً ، أرجوك .. دعني أعش أملاً ، فلا حياة بلا أمل .. لا حياة بلا أمل .. لا حياة بلا أمل ..
- جفت الأقلام و ختمت الصحف -
لأرواحكم باقات أمل
هذه أنا/ لِمَ السؤال؟
التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 24-05-11 الساعة 02:25 AM
سبب آخر: تعديل العنوان " المدات مخالفة
|