(12)
.,/
لا بَأس يَاهذا ..
.
كُل الطُرُقات تُؤدي الى رُوما .,/
لاداعي لأن نَشتاطَ غَضباً على اي امرٍ مِن الأمور
..
كُل البِدايات مُرصًعَه بِ الجمال وكل النٍهايات موبوئَه بِ الأوجاع
....
.,/.. مَوتٌ يتَرنًحُ عَلى الأبواب ينتَظِر
ان يَأذَنَ لَهُ عَزيزٌ جَبار لِ تُقبَض الأرواح .,/
...
وما علينا الا ابتِلاعُ الغَصًات
.,/ - و الأعداد لِما بَعد الحياة .,/
...........
صَباحٌ تَثائَبت بِهِ الأجفان وأخذَت لَعنة الأرَق حَقائِبَها استِعداداً للرحيل الا انها صَفَعتهم اخيره فَتركَت بينَ
أيديهِم ...
كَوابيسٌ مُخيفَه وأفتِزازاتٍ مُريبَه ., مَنَحَتهم نَوماً مُتَفكاً وليلاً باتَ مُختَلِفاً..
...
يَجلِس على الكَنبه المُقابِلَه للسًرير بِهدوءٍ تام الا انً بِه مِن تَلاطُم الأمواج ما يُغرقَ ..
وَبِهِ من تَزاحُم الأفكار ما يُتعِب
ريم وذكريات القَى بِها على رَصيف المَحكمه الا انها ما زالت ., تتقافَز امام عينيه .,
رحاب وذنبها اللذي تَوًشًمَ بِجدران القلب .,.
الأم المُشينَه , و الاخت التائِهه الحَزينه .,. فَ الأخ اللذي سَتُقلع طائِرته بَعدَ ايام لِيذهَب في غَياهِب الدُجى .,/
بَحثاً عن حَياةٍ افضَل .,
..
تَقطًبَت حاجبيه وهُوَ يراها تَأنٌ بحرقَه وتنسابُ مَدامِعَها كَما الأطفال .
اعتِراضاتُها . تَمنٌعاتَها . تَقلٌباتُها بَل حَتى احتِباسات الأنفاس
دَلالَه على كابوس ٍ مُريب يَفرد كِلتا اجنِحتيه عليها ,.,/ اقتَرَب اكثر .,
فَ امتدت يديه الى كَتِفيها المرتجفه وهَززها ..
: رحاب قومي .,/ كَررها مره واثنَتان حَتى فَتَحت تِلكَ العينانِ على عَجل .
ثانيَه اثنتان خمس.,..
عَلها تَستوعِب الزًمانِ والمَكان ., أعتدلت وَجَلَسَت ثُمً أخَذَت تُرتب مِن فوضوية الشًعر
., اردَفَ وهُوَ يَقِف على رأسَها : صَباح الخير ,
هَمًت بالوُقوف وترتيب بيجامَتها القُطنيه ذات الألوان الداكِنه الممزوجَه بين الأسوَد والعِنًابي ., : صَباح النور .
تَحاشات النًظر الى عينيه بِتَشتيت بُؤبُؤة عينيها في انحاء المَكان ., ثُمً اتجَهَت الى حَقيبَتَها .,/ بِروحٍ جَوفاء
اخذت منها.,/ فِرشاه وَمعجون .,/ فَ بينطال اسود بِقطعه عِلويه تَفاوتت بِينَ دَرَجات الرًمادي دخلت
( الحمام ) وأقفَلت الباب , .....
بَغية الأختِلاء بالنفس , بِغية الأجهاشِ في البُكاء .,/ بَغية الأستيعاب , بِغيةَ ان لا تَرى عينيه التائِهه
بِغية ان تَبكي ( صَباحية العَروس ) الى مالا يَعلمون !!
..............................
مَريَم والجَد ./, سُلطان ووديان وِمِن ثَمً (التوأمان) .,/ فَ صَمتٌ اخرس يَسود بينَهُما على طاوِلَةِ الطًعام .,/
اصدَر الجَد صَوت تنحنَحات : جابِر وينه الحين ؟
ابتَسَمَت مريَم بِ تَعَب شَديد : مَر عَليه واحد مِن اصحابَه وراح معاه المستَشفى . .
اردَفَ سُلطان بِهدوء : وابوه في عقله يوم يِسوي هَالسٌواة ..؟
صَمَت لِوَهلَه ثُم اكمل : يتزوج من ورى الكل ويجيب لًه دَرزَن بِزارين ثِم يِدبٍسهم فيكم . ..
لازالت تتجنب النًظَر الى عينيه ..
ولازالت تتَحاشى ان تدخل مَعَهُ في جِدالٍ عَقيم او حَتى حَديثٍ بَسيط
.. لازالت تَستَنجد الا مُبالاة . لِ تُدمدم جُرح في الأعماق لَم يَبرى بَعد .
. الا انها تَضَجرت مِن سوء الأسلوب .. و أستائَت مِن انانيه مُفرِطَه تَلبًسَته .
القائِهِ بِمَشاعِر التوائِم عَرض الحائِط ., اثارَ غَضَبَها فَ احتَقنت مَلامِحَها بِ تَدافُعِ الدماء ...
رَفَعت رَأسَها . وَصَوًبَت اليِه نَظْرة احتِقار ,/ .,/ فَ بَدَأت حَربُ العُيون
هُوَ جمودٌ وثبات وَهي غضبٌ واهتِزازات ., حَتى قَطَعت مَريم هذهِ الشٌحَنات .. بِمُحاوَلَه مِنها مُداراة
شُعور التوائِم
: لا تنسون تِغسٍلون يدينكم .,/ اومَأت لَها الأولى برأسِها .,/ وتَبِعَتَها الثانيه بِ صَمت ..,/
ثُمً هَمَسَ الجَد : الله يَهديك تراهم يفهمون يا ابوك .
آثَرَ الصًمت وأكملَ تناوِل الطًعام في ذات اللِباس لِباس القوه والا مُبالة .,,.: ثُمً اكملت مَريم .:
حساسات حيل . وما يتحملون كِلمه
..
الجَد : كيف حال جابر الحين؟ : تَغرغرت المَدامِع ثُمً ابتسَمت بِ بريق امل :
لا ابشرك الدكتور يقول بدأ يسترجع ذاكرته تدريجيا . يعني شَغلات يتذكًرها وشَغلات لا .,/
تمتَم الجد : قولي الحمد لله .,/ الله يرده لِك يارَب
عَمً الصًمت لِ فَتره وجيزَه وكُلن في فَلَكٍ يَسبَحون هي تَشعُر وكَأنها قَد أحصت حُبيبات الرُز في الصًحن الممتلِأ
نَصبَ عينيها وَهو يَستَعصي على ايٍ مَن كان مَعرِفة اتجاهات تَفكيره في هذهِ الأثناء ..
حَتى اقتَطَعَ حبل الصمت صوت الجد الحنون : وديان ليش ما تاكلين يا ابوك ؟ ارتَفَعت عينيها الى ان تَعلقت
بِحنان الجَد فَ أغرورَقت بالدموع . ثُمً حاوَلت جاهِدَه ان تَجتَر الصًوت مِن اعماقٍ سَحيقَه :
مُرهَقه وتعبانه شوي يا جدي من الزِواج .,. كمان ما نمت زين ..
لازالت عينيه تَلتَهم مَلامِحَها ولازالَ غاضِباً مِنها على تَصرٌف الأمس .,/ : الله اكبر وش سويتي .,/ دنيا عجيبه
الترزز والتًكَشخ سَار يتَعٍب الواحد ويرهقه .,/
ابتَلَعَت غَصًتها مُحاوِلَه ان تَكظـم انفِجار غيظها جاهِده في ان لا تَسقُط دَمعَه واحِده مِن عينيها راجيه من بُؤبُؤتَها
ان لا تتحرك مِن عليه .,/ بغية ان تُريه بِ أنها لا تَهابَه ابدَ الأبدين .,/
حَتى اردَفَت مَريم وهي ترى الأجواء مُتَعكٍرَه
: حَرام عليك .,/ والله ان وديان تِعبت امس واشتَغلت مِن قَلبها .,/ .
اقتَطَع حَرب النًظَرات صَوت صُراخٍ
عالٍي .,/ وضجيجٍ لاصَقَ عِنان السًماء .. ..دقيقه . ثَلاث , عَشر حَتى فَتَح غيث باب الجَد على عَجل في حين
غضب سُلطان : وقف يا ابن الحلال ..
اجتَذبَها مِن يديها وادخَلَها المَطبَخ ثُمً هَمَس قُرب اذنيها وهوَ يُحكِم قبضَة يديه على عَضدها
: مَبسوطه يعني تبينه يشوفِك .
نَفَضت ذِراعَها مِن يديه : والله انًك مَريض . انا وش دَراني انًه بيجي . وقَبلَ ان تَكتَمِل سِلسِلة الجِدال العَقيم
اَرسَلَ لَهُم غيث بِصوتِهِ المُتَخلل الى المَطبَخ فَاجِعَه لم تَكُن في الحُسبان
: ريم ماتت .,/ ...ماتت .. ماتت .. تَكررت على مِسماعيها
( ماتت ) يَعني أنًها فَارَقت حياةٍ لَعينَه ., يَعني انها انتَهت ,. وَ كَأنها لَم تَكُن .
يعني انً مَلَك المَوت قَد صَعَد بِروحَها الطاهِرَه الى السًماء .,/
اموراً جَما دارت في رَأسِها الصًغير .,., عَن صِدق القول اللذي سمعت وأُخرى لازالت تتلاطَم في مُخيلَتها
( انتحرت . ! او .احد قَتِلها .,/ او ...الخ ) ..,/
وماهي الا ثَواني حَتى تَردد صَدى الجَد في أرجاء المَنزِل عالياً بِ لاحول ولا قوة الا بالله .,/ انا لله وانا اليه راجِعون
وش انت قايل ؟؟ كيف ومتى ؟
اردَفَ غيث اللذي لازال يُكفكف مَدامعه . الدنيا في بيتهم مَقلوبَه .! يقولون جات امي سُعاد تصحيها بَعد صَلاة
الجمعه و ما تتحرك ..,:
اتصلت على طَلال جاب مَعاه دكتور ثم كَشف عَليها وقال انها توفًت
قبل ساعتين او اكثر ..ََََََ!
أعتَلت شَهقات مَريم وانسابَت مَدامِع الجَد في حين خُروج سُلطان مَعَهُم لِ يَحمِلوها ,/،.,,,,
.,/،.,/
مَنظَر تتفطًر لِ رُؤيَتِهِ النفوس .,/ وتَشيخ مِن حُرقَتِه القُلوب .,,, يَحمِلونَها في بَطانيتها اللتي التحفَت مَساء
الأمس مِن اربَع جِهات .,/
طَلال مُلتَثِم بِ الشٍماغ وأعينه تَحكي مِن الآلام حَكايا وروايات وأحمد اللذي لا يَتخير حالاً عَن ابنهِ
ومن المقابِلَ سُلطان فَ غيث . , / الجميع في حالة انهيار . , / سُعاد
تتبَعهُم بِوَهن تهروِل تارةً وتارَه تترنح دون ان تأبَه لِحرارة الشًمس الحارِقه دون ان تتنــبًه لِ انشِواء
باطِن قدَميها الحافيه تَلحَق بِ جُثًتها الهامِدَه فَلَذَةِ كَبِدِها وحَشاشَةُ جَوفِها .,// سَقَطَت واكمَلت تَعثرت واتزَنت .,/ حَتى
صَرَخت وَصَرخت اخرَجوها مِن الباب الحَديدي فَ سَقَطَت اخيراً خالية اليدين
كَأنها كانت تتبع سَرابا ما
بكَت .,/ بكت وبَكت تَحت وَطأتِ الشًمس وَقتَ
تَوسُطَها كَبِدِ السًماء .,/ ما هذا الا مُصيبَه وابتِلاء .,/ صَبراً يآ سُعاد فَ الجَنه دارها بِ أذنه المُتَعال .
..................
هَمَسَ بِوَهن بَعد ان فَتَح باب المَنازِل الثًلاث تمام الثانيَه والنٍصف ..
: انا بروح بيت الشًعر . ان شفتي نَجد ارسليها لي ., أومَأت بِ رأسِها و تَحركت مُسرِعه
في حين اردافِه : ولا تطولين لازم نكون بالمَطار بَعد سَاعَه . اكملت طَريقَها على عَجل .,/ , وماهيَ الا ثوانٍ
حَتى فَتَحت باب مَنزِل احمد .,/ تَبحث عَن تِلكَ الأم الحنون عَلها تَرتَمي بينَ احضانَها عَلًها تَبكي الى مالا نِهايَه
\ ..
صَمتٌ اخرس يُخيٍمُ عَلى اركان المَكان وما مِن أحد .,/,, يُطفئ لَها لَهايب الأشتِياق .,
سَوى تِلك ( السرلانكيه ) اللتي
فَجَعَتها بِطَريقه اقَلٌ ما يُقال عَنها موجِعَه : ريم في موت كُلو ماما عنود في روح مَغسَلَه .,/ ارتَمَت على اوًل كَرسي واجَهها بَعد
ان تَرنًحت لِ هولِ الخَبر .,///
.,/
جَلَسَ في بيت الشًعر بِ تَعبٍ فَضيع .,/
بَعد ان اسنَدَ رَأسَهُ على الجِدار .,/ حَتًى دَخَلَ يَزيد مَعَ الباب ثُمً هَمَس :
السلامُ عليكُم .
ابتَسَم حاتِم ابتِسامَته الحنونه لأخيه الأصغر : وعليك السًلام وَرحمة الله وبركاته
هَمً في الوُقوف وتبادُل السًلام مَع يَزيد اللذي لازال قابِع على كُرسيهِ المُتَحرٍرك .,/
.,:
وَجهٌ مُصفَر ونَظرةٌ ما في العينين استَعصى عليه ان يَفهَمَها : يَزيد وش فيك ؟
تَأتَأ ثُمً هَمَس انت ما كلمت احد قبل ما تِجي ؟
(قَلب المَرأ دَليلَه ): لا ما كَلمت احد فيك شي ؟ احد سار لَه شي تِكلم ليش مَلامِحك مَخطوفَه ...؟؟
صَمَت لِوهله ثُمً هَمَس وهو يُشيح بِوجهه للجهه الأخرى : قل لا اله الا الله ! رَددها حاتِم وجوفُه يَشتَعِلُ ناراً
ثُمً أكمل يزيد : ريم توفت اليوم بَعد صلاة الجمعه .,/
بِ أيٍ روحٍ عَليه ان يَتلَقى الخَبر وبِ ايٍ قلبٍ عليه ان يَتصدى لِ سِهامِ الأحرف المُنطَلِقَه كَصواريخ حارِقَه
.,/ لا بَأس سَ يبتَلِع الغصَه ويُعاوِد
السؤال عَنها .,/ عَلًها تَكُن من رَكب الأحياء .,/..
امتدت يديه المُرتَجِفَه الى الجَوًال وماهي الا ثوانٍ حتى تحدًث بِعنف : طلال صِدق اللي سِمعته عَن ريم ؟؟
قولي انتم بأي مستشفى انا بجيكُم ؟
بَتر آخر امل راوَد حاتِم بِقولِه : خلاص هي في المَغسَلَه والحريم عندها .,/
تَهاوى جِهاز الجوال مِن يديه حَتى سَقَطَ ارضا .,/ ووأنتَهى !!
سَ يُشيٍع اليوَم جَنازَة قَلبه لِيدفِنَهُ قَربَها وسَ يَبكيها الى آخر يومٍ في الحياة .,/!!
.................
لا زالت تَنتَحِب ولازالت تُجهِشُ في بُكاء مَرير مَع تَرديدَها لِعِبارة (انا لله وانا اليه لَ راجِعون )
اوقَفَ السيًارَه امام باب المَنزِل
ثُمً هَمَس بَعد ان رَفَع سَماعة الهاتِف طَلال يتصِل بِك : هلا طَلال ., خلصتم ؟ .... : لالا يا ابن الحلال بكره ايش
؟اكرام الميت دَفنه ..
خَلونا نِصلي عليها العَصِر .... لا ما عَليك من حاتِم .,: اصلن شوف سيارته عند البيت انا بقوله وحرمتي بتقول
لِرحاب.,/ بَس خلي غيث يجيب الحَريم مِن المَغسَلَه .,/ وانا برسل رساله لكل مَعارفنا بموعِد الدًفن ومَكانه .,/
اقفَلَ سَماعة الهاتِف ونزل بِصمت في حين اجتِرارَها لِخَطواتِها وَهِيَ تُردد
لاحولَ ولاقوة الا بالله يارب انًك ترحَمها ..يارب انك تِثبتها يارب انك تَغفِر لَها وتجبر كَسر امها .,/
وماهِيَ الا ثَواني حَتى اتًجَهت الى بيت احمد بعدما اشارَ لَها سُلطان بِ أن تَذهب .,/
لم يَكُن الباب مُغلَقاً بِ الكامل فَ دَخَلت وَ هالَها مَنظَر ما رَأت .,/ <<<
رِحاب تَجلِس على احدى الكَنَبات بِجسدٍ حاضِر وَروح غائِبَه تُحدٍق في الفَراغ وحسب.,
لاتَزال في طَور الصَدمه طَور الذهول وعَدَم الأيستيعاب اقتَرَبت مِنها وديان وجذبتها اليها حَتى احتَضنتها فَ بَكت
بِحُرقه .,/ الا أنً رِحاب لم تَبكي بَعد ولم تَستوعِب ما تَفوهت بِهِ الخادِمه الحَمقاء بَعد ... هَمَسَت : وديان وين ريم ؟
ابتَعدَت عنها و تَنَحنَحت بَعض الشي فَ امتَدت يديها الى عينيها تَمحي حَفلةُ المدامِعِ تِلك ,, : قولي لا اله الا الله
تَمتَمت بِوَهَن بِ شتات فَضيع فاق حُدود المَعقول : لا اله الا الله . ابتَلَعت غَصتها ثُمً هَمست : وديان
قولي ان الشغاله كَذابه . .
المَوقِف صَعيب .:,/ مِن الموجِع ان تَفجَعها .,/ ومِن المُستَحيل ان تَكذِب
وتُطمئِن قَلبَها ., فَهو امر واقِع لا مَحالَه صَمتت لِوَهلَه ثُمً امتدت يديها تمسَح على شَعر رحاب : الموت حَق
وكِلنا مَصيرنا لَه .,/ قالَ تَعالى ( كُل نفسٍ ذائِقة المَوت ) ابتَلَعت غَصًتَها وتنَحنَحت بِصوت مُتَحجرش : انتي مُؤمِنه
وريم راعية خير ما ينخاف عليها ان شاء الله ..,افتًكت مِن هالدنيا وشرورها
لازالت تتأمل مَلامِح وِديان المُكابِرَه ولازالت صامِتَه دون ان تَذرِف مِن عينيها دَمعه واحِده .,/ لعمق الفَواجِع
رَداتُ فِعلٍ مُتفاوته .,/
.........
,/ في بيت الشًعَر
دَخَلَ سُلطان على عَجل .,/ فَ انعقدَت حاجبيه لما يرى .,/ رأى الانكِسار بِأم عينيه رأى حاتم
في حالَه يُرثى لَها جاثياً على رُكبَتيه . ويَبكي بِ حُرقَه في حين تَفوٌه يزيد بِكَلِمات مِن شَأنها ان تمنَحَهُ
بَعض الثًبات الا انًه في حالة الاوَعي حالة تَلقي الفجيعَه دون اي سابِق انذار .,/ فَخَرج كُرهاً لأن يراه في حالتِهِ
تِلكْ..
........................
مساءٌ كَئيب اجوَف .,/ بِدايةً بِ فَجيعة مَوت ريم اللتي لم تُستوعَب بَعد .. مُروراً بِ المَغسَلَه واللقاء الأخير
نِهايَةً بِ لِباسٍ اسوَد مُريب
ومُعَزين تَوافَدو مِن كُلٍ مَكان .,/ .,/ لازالت رِحاب بينَ هذا وذاك في حالة صًدمَه مَريرَه
.,/ حاله فاقَت بِها الأوجاع جُلً الأحاديث او حَتى اهدار الدٌموع .,/
في ذات المَجلِس المُتفاوِتَه كَنَباتُه بين ألوان الحمره يَقَبَعون والصمت يسود الانحاء
.,/ الا مِن صَوت الأنين يَخترِق اركان المَكان.,:
قَرابَة الحاديه عَشَر والنصف .. تَحدًثت ام حاتِم بِ هدوء بَعد انفِضاض جَميع المُعزين : هي كيف ماتت . ؟
الجَميع في حالٍ يُرثى لَها وهِيَ تَبحَث عَن التًفاصيل .تَباً لَها
.,/ , هَمَسَت عنود : موتة ربي .
تَغرغرت عينيها ثُمً اكمَلت :
جَعل مِن ظَرًها بيعين والا سِحر يلقى عذابَه في الدنيا والآخره .
انفَجرت الأم وصَرخت ثُمً عاوَدَت وانتَحَبت في حِين تَهدِأت نَجد لَها : لا تسوين بعمرك كذا يا عمه .
ابتَلَعت غَصًتها ثُمً اكمَلت بِصوت مُتَحجرِش :انما الصًبر عِند الصًدمةِ الأولى .
اصبري واحتسبي يا عَمًه
أردَفت وِديان :
يِكفي انها ماتت في يوم فَضيل .,/: ويَكفي انها كانت مبتَسمه وَقت الغَسيل
كُلًها عوامِل تُشير لِ حسن الخاتِمه بِ اذن الله
.,/ ,, عَمً الصمت بضع ثواني ثُم تَحدًثت
سَعاد وهي تُحاوِل ان تُخفي شَهَقاتَها : امس يوم رِجِعنا مِن الزواج ما شفتها قالت لي عنود دَخلت تنام .
ولمن صِحينا قبل صَلاة الجمعه ما دَخلت عليها قلت يمكن تبي ترتاح الين ما اصر احمد اني اصحيها ,,
وو ........
ثُمً اجهشت
في بُكاءٍ مَرير . . حَتى القَت ام حاتِم بِقنبلتها المَوقته : يمكن خيره اني ما زوجتها حاتِم والا كان يمديها ماتت
من ثاني يوم زواج لَها . ونَحَسَت وَلدي
,/ صَرَخت وِديان : الموت حَق ., قولي خير والا اصمتي هالكلام كُلًه مالَه داعي والميت ما تجوز
عليه الا الرًحمه .\\
تَحرًكَ فَكًها مَرةً لليمين وَمرةً أُخرى للشمال : عِشنا وشِفنا ما باقي الا تاخذيلك مِطرق وتضربيني ....
اشاحَت بِوَجهها عَن وِديان : اذا اهلك ما عرفو يربونك انا اقدر اربيك بس مِراعيه ظروف سُعاد وبناتَها
ارتَفَعت يدين نَجد لِ مُواراة وَجهها وَعينيها .,ثُمً خَرَجَت مُسرِعَه عَلًها تُخفي حَرَجَها مِن حَماقات والِدتِها اللتي
لا تأبَه لِ أيٍ مَن كان ..
...............
نالت مِن التًعَب الجَسدي هذا اليوم مانالت
غير تَفطر النفسيًه وفَقدانَها لِ روحِ أجمَل مَن رأت في هذا المَكان .,/ .,/ جلِست
على احدى الكَنَبات في الصًالَه بِوَهنٍ فَضيع
تُمسِك بِ أقراصِ البانودول عَلً ذاكَ الصٌداع اللذي ينَخر جُمجمة رَأسِها يَهدأ .,/// : ابتَلَعت مِنه ما ابتَلَعت
عَقبَتها بكوبِ مِن الماء وهي تُغمُض عينيها .,/
ولَم تَفتحهُما الا على صوتِه : سلامَتك ؟ وش تِحسين بَه ؟
ابتَلَعت ما تَبقى مِن مِياه داخِل فيها ثُمً هَمَست : راسي يوجعني
..امتَدت يديه الى الشٍماغ الأحمَر القَى بِه
في ابَعد مَكان ثُمً ارتمى بالقُرب مِنها . وَبِهِ مِن الأهموم ما يَكفيه : كيف اهلها ؟
اغرورَقت عينيها مِن جَديد فَ رَفَعت ساقيها وَ احتَضنتها دَلالَه على الشتات وَعدَم الأمان :
تَعبانين مَرًه . انسابَت مَدامِعَها اكثر : رحاب مَصدومه مانزل من عينَها ولا دَمعه ., التَفَتت اليه وَرَكًزت
عينيها الباكيه على عينيه
في جو اقرب ما يَكون بالمُظلِم نَظراً لِ انخِفاض الأنوار :
خالَه سُعاد حيل مِنهاره وعنود بَعد .حالتهم في الحضيض
تَحجرش الصوت اكثر وانتَحَبت اكثَر وأكثر : يارَب انك تَجبرهُم يارب انك تهوٍن عليهم مُصيبَتهم .
هَمَسَ بِتَعب : وِ حاتم تعبان الا بينجن . تَنفًسَ بِعمق وهو يَتمنى لو ان يبكي مِثلَها لتزاح تِلكَ الجِبال عن عاتِقيه .:
نزَل قبرها وعيا ما يطلع منه قدًام الناس . بكى وبَكى بِصوت عالي لين ما جريناه انا وغيث .
.. لازالت تنتَحِب ولازال يتَأمًل انفَها المُحمَر وثَغرها الشبيه بِلونِ التوت ..
اردَف :
حَتى في تَقرير المُستَشفى كانَت الوَفاه بدون سَبب . ميتة الله ..
,,
بَكت اكثر وَدَفَنت رأسَها بينَ ساقيها اكثر :
يومَها , وساعَتها اللي كَتبها لَها ربي ومصيرنا كلنا لَها ..
بس مو هين على احد فِراقَها ...
انتَحَبت وَكأن كِليهِما كان يَحتاج ان يبوح بِما لَديه : كانت تقول لي
وانا اقرى عليها . : موتي قَرًب ياوِديان ..
انفَعلت اكثر ورَفَعت رأَسَها اليه : كانت حاسًه انها بِتموت ياسُلطان .,/
آخر مَرًه قَريت عليها قبل امس قالت لي : ياليتني اموت وتقدر رحاب تِعيش زي العالم مَع حاتِم . انهارَت اكثَر
في حين اجتِذاب سُلطان لَها وتحويطِها بِذراعيه فَ المُحاوَلَه لِ التًهديئ مِن رَوعِها
: اششش مايصير اللي تِسوينه بعمرك
.,/ بَكت وبَكت أفَرًغت كَبتاً على كَبت وَرواسِب على اخرى الى ان جَفًت الدموع وهَدأت الشًهَقات
تَحت يديه اللتي تَمسَح على شَعرها بينَ الحين الحين والآآآآآخر .,/
فَ هَمت بِالوُقوف اخيراً مُحاوِلَه ان تَختَلي
بِذاتَها بِغةَ الا يُنسيها حُزنَها افعالَه المُشينَه : انا بروح انام ., جَرجرت خَطواتِها وَدَخلَت غَرفَتَها في حين انبِعاث
تنهيدَه عاليه نَبَعت مِن صميم وِجدانِه .,,,,,
................
في بيت أبراهِيم ., عندما اخذت عَقارِب السًاعَه تُشير للواحِدَه والنٍصف .,//
فَتَحت نَجد الباب وهي ممسِكَه بيدين رِحاب .,: شوفها يبه جبتها .,
تَدَخلت تِلكَ المُتَعجرِفَه كَ عادَتها المُشينَه : حاتِم ما يرد ومن وَقت الصلاه ع الجنازَه مختفي
دقي على رجالك لا يكون صار لَه شَي ..
جَلَسَت رِحاب بروحٍ غير الروح وبوجهٍ مُحمَر دَلالَه على الأختناق
رُغم
تمنٌع المَدامِع عن النٌزول اخرجت الجوال اللذي اخبَرتها نجد ان تُحضِرَه مِن ( جيب ) التنوره الخلفي
وضَغَطَت الزٍر العِلوي ..
في حين استِهزاء الأم : ومقفلتة بَعد يا حبيبي افرضي اتصل عليك والا صار عليه شَي .,/
تَهاوَت يدين رِحاب وأخذت
تتأمل مَلامِحَها المموقوتَه بِنَظراتٍ اقرب ما يُقال عَنها مُخيفَه
تأتأت : وش فيك تناظريني كذا . يالله دقي , ادخلت الرًقم السٍري في حين دُخول حاتِم اليهِم .
,ف ارتَكَزَت انظارُها عَليه ..
وجه شاحب اصفر وَعينان غائِرَتان مِن شِدة البُكاء فَ روحٌ خاليَه جَوفاء ونفسٌ تتمنى الخُروج مِن جَسَدِها بِغية اللحاقِ
بِمن تُحِب .,/
القى السًلام وارتَمى على اول كَنَبَه في ( الصالون ) فَ هَمَس الأب .. :
وين كنت ياحاتِم .,: انسابَت مَدامِع
عينيه بِغَزاره فَ أحتَضن رَأسَهُ بينَ يديه وعَقًبَ على سُؤال الأب : كنت بِ المَقبَرَه .
صَرَخت الأم : مِين كانت عشان تِسوي بروحك كذا ..
ماتت وقلنا الله يرحمها وقفت معاهم اول يوم وخلاص
بكره خذ زوجتك وسافر اي مَكان ...
لازالَ الشَرر يتَطاير مِن عييني رِحاب وَقبل ان تتفوه بِما تُريد تَخلل الى سَمعِيها انبِعاث نَغمة رِسالَه مِن الجَوًال
.,/
المُرسِل : ريوووم
المُحتوى : ( ليه مِقفله جوالك يا عروسَه << سؤال غبي خخخ
. ع العموم كنت بقولك مَبروك .. تَدرين وش كِثر احبك
سامحيني والله مو بيديني اللي حَطيتِك فيه .,..
حاتِم طَيب وحنون حاولي تَكسبينه .,/
الحين الفَجر وكلهم نايمين ياليتك عندي محتاجَه احد يِحضني خايفه ..ادعيلي..)
تَهجمت المَلامِح واسود الوَجه فَ أختنَقت الأنفاس وهَمً الجميع بِ الوُقوف لِ رُؤية ما بِها .,/
اخيرا صَرَخت مِن الأعماق صرَخت وصَرَخت .. ثارت ثُم اعتلت شَهَقاتَها َبكَت وبكت فَ اطالت في البكاء
الى ان تَخلل صَداها الى جَميع الأرجاء ولاصَقَ عِنان السًماء .,////.,
.,’’.
.,/ انتَهت ليلة حافِلَه بِ المَدامِع رُغم بُرودَتها .,على البَعض وَ صَقيعَها عَلى الآخر
/ لم تتوقف الحياة .,/ ولم تُقفِل المَتاجِر ابوابَها .,/ لم تُظلم انوار الشًوارِع ,/ وَلم تَختَفي الشًمس عَن الوُجود
كُل الأمور على قَدَمٍ وَساق
اودَعت جدًه ريم تَحت التُراب لتِلِد ( ريم ) أخرى وهكذا دواليت .,/
>>>>>>>>
وللحديثِ بَقيه
لي عودَه بِ التًعليق على ما تَبقى مِن الرٌدود
كونو في القُرب
انثى الحُلم
( ابكاني هذا الجُزء والله .,/ كَما اني لو لَم ابكي في حياتي قَط )