لِ صدى مُعرٍفاتِهم في قَلب انثى الحُلم صَهيل
ولِ شَفافية ارواحُم لا اجد المَثيل
احببتهم رُغم اني اجهل مَن يَكونون
فَ الحَرف هو شاهِدنا الوَحيد
زارا
زوزو
لكُم مِن الأعماق دعوه
ان يَهِب رب البريه قَلوبَكُم سَعادةً ابديه .
.,
(8)
.,’//.,’
مَساءالخميس ,’
تَمام الثانيه عَشر الا رُبع ., حينَ انفِضاض
المَعازيم وانتِهاء ذاك الأحفل الكَريم
.,’
عندما وَطَت قدَماها آخر دَرَجه مِن درجات السلالِم اللتي تَسَلًقَتها
بِ أبتِسامَه كَبيرَه وروح غائِبَه في جَسَدٍ حاظِر
أهداها لٍقائِها بِ ارواحِهم اموراً جَما ,
وَ مَنحتها قُلوبُهُم المُحبِه احاسيس شَتاً ,
رحاب وَ قنابِلَها المَوقوتَه اللتي تَلقيها في اي مَكان مع بياضٍ
قلبٍ يتربًع بينَ جَنباتِها دون ان تتمتًع ( بِالكنترول )اللذي
تتنَعًم بِه نَجد على ذاتِها ..
فَ يبدُواني لَها ثُنائي مُختَلِف للغايَه
ريم اللتي لَن تغفو عينيها سَليمه هذه الليلَه
لأثارة غَضبها مراتٍ عَديده بِسبب تَعليقاتِهم السًخيفَه
./ وأخيراً
نَفسَها اللتي وَجَدت بين تِلك الأرواح الطاهِره .,.
جميعها امور تَزاحَمت بين ثَنايا تَفاكيرَها.,
.,
في حين أنبعاث نَغمة (رٍسالَه) مِن هاتِفِها فَ توقًفَت قبل ان تَصِل
الى باب ُغُرفَتِها
اختذت تَلتهم الأحرُف ,, وما هي الا ثوانٍ حتى استوعَبت ما كُتِبَ لَها
فَ انتَثرت ضَحكاتِها في ارجاء (الصالَه) المُظلِمه تَمامَاً الا مِن نورٍ
خافِت انبَعثَ مِن اطرافها بِ اشكالٍ مُختَلِفَه .,
لايَزال يَتأمًل طَيفها النًحيل
ولازالت قَهقَهاتُها تتوغًل الى مَسامِعه بِعمق الوَتين.
بِعمق البَراءه اللتي كَسَت مَلامِحَها في تِلكَ اللحضه .
وَضعت يديها على ِمِقبض البابِ فَ انتَفضت لِ تَمتَمات صَوتِه
اللتي تَخللت
الى سَمعَها : تعالي هِنا , ادركَت انًهُ يَجلِس في مَكانٍ ما خَلفَها
الا اًنها لم تَره ولم يمنحها المَزيد مِن الوَقت فَ اردَف قائِلاً
وهو يتناوَل تِلك السًجائِر اللتي أهلَكته : تراني اقدر اجيك فَ
تَعالي احسن لِك
التَفَتت اليه وهي عاقِده حاجبيها بِ غَضب .
تَخصًرَت ثُم جمَعت احرُفَها وَنطقت : نزول ونزلت اللبس اللي تَبي
وِ لبست اعتِقني لوجه الله يا خي .
اقتَرَبَ مِنها في حين تَخطيها لَه وَجلوسَها على اقرب مَكان لِ باب
غُرفَتها َهَمَست وهي تَهزز رِجليها بِتوتر : قول اسمعك .
كَتًفَ كِلتا يديه : مالَه داعي تتوترين وقفي رجولك .
رَفعت عينيها اللتي أحتَقنت بِ الأحمِرار مِن شٍدة برودَه تتلبًسه :
قول ايش تبغى وفكني .
ابتَسَم وهو يُطفئء عود السٍيجاره في ( الطفايه ) اللتي امتلأت
بأعقاب هائِلَه مِنها : حلوه الجَلابيه عليك .
وَ كَأنها كانت اول كَلِمتين مَديح يُصفصِفها بِعنايه
دون ان تتشعبها نَبرات الأستِهزاء اللتي أعتادَت .
ابتَسمت بِ تَعجٌب وهي تُحدٍق في عينيه ,
ولِ أول مَره تتراءا لَها دون تِلك الزُجاجَتين المَقيتَه و
اللتي تُخفي جَمالَها .
صَابَها مِن التًوتٌر ما صابَها فَخللت اصابِع يديها بين خُصيلات شَعرها :
تدخٍن كِثير مو ؟..
ابتَسم بِ جُمود : ايه .
اردَفت : بس التدخين شين ويِقصٍر عمر الواحِد . ؟
أخرج عوداً خامِس بَعد العاشِر مِن الكَبَت ثُمً هَمَس :
لو مت ما راح اخذ عمرك معايه لا تخافين .
صَرخت مِن اعماقِها حُرقةً لِ تذبذباتِه : اففففففف انت مَرًه ثقيل دَم
ما يِصير تتعامل مَع خَلق الله بِذا الأسلوب .
أشعَلَ عود الثٍقاب واقرَب السٍجارَه مِنه : مو مَع الناس كلها بَس مَعاك .
امتلأت عينيها بِ الدموع فَ استثار داخِلَها امور عِدًه : ادري انك
ما تَبيني ولا طايِق وِجودي . بَس الدين مُعالَه
عامِلني زي الناس والعالم َشان ما اثور فيك ولا اغلط عليك
خل الأحترام يكون بيننا لأني تِعبت من ذي العيشَه .
قَطًب حاجبيه بَعدَ ان نَفَث الدُخان عالياً : تِعبتي لأنك مو مُحترمَه نفسِك
.
اشتاطَ غَضبَها الجارِف وهمت بِ الوقوف :
الجدال وياك عَقيم ,,
بدى لِهُ بَريق المَدامِع في عينيهاالا انً خُفوت الأضواء اخفى عَنه
الوان وَجهها اللذي يُحب ان يَرى .
اردَفت : انت انسان مَريض ولازِم تتعالج .
وقَبل ان تَستَدير باغَتَها بالأقتِراب , ثَبًت يديه على كَتفيها
ثُمً امَرَها بِ الجُلوس في حين طَوَعانِها لَه مَع التِصَاقِها في نِهاية
المِقَد:
لِي ساعه معاك مو قادره افهم وش تبغى ,
تَأمل تقاسيم وَجهها وانعِقاد حاجِبيها لِ ثوانٍ ثُمً هَمَس :
عَظًم الله اجرك ؟
اردَفَ قائِلاً وهو يَنظِر الى بُهتان المَلامِح وتَبدد الغضب لِ كَم هائِل
مِن الحُزن :ليه ما قلتي لي ؟
اشاحَت بِوجهها عَنه : مايِهمًك ليه اقول ,
ابتَسَمَت بِحُزن . واكمَلت :
كمان ما ابغاك تَشفِق علي لاني مو محتاجَه لِك . اللي تَبيه سَوًه.
. اغمض عينيه وَأحتَضن يديها المُرتَجِفَه بينَ كَفيه
ثُمً هَمَسَ بِ صوتٍ مُختَلِف :انتِ ليه كذا تتكلمين ؟؟؟ طول ما انتي على ذمتي
انا مسؤول عنك !
تَغرغرت عينيها واهتَزً كَتفيها :
سِمِعت كُل حاجَه قِلتَها لصديقك يوم وديتني المستَشفى
خذيتني عشان تِغيض عِمانك وانصَدمت بِ حقيقة عمي اللي
سَردتها لَك بِكل غَباء وانا مو عرفه انت اصلا ليش خذيتني
. لايَزال مُحكِم وَثاق يديها المُنفَعِلَه . : طيب هدي شوي ؟
نَفَظَت يديها المُرتَجِفَه مِنه ابتَعدت والدموع تَخونَها للمره
الألف وتَسقُط امام مَن تَكرهان يراها
لا تَعلم لِما يَجتاحَها الضُعف عِندَما تَمتَثِل بينَ يديه
ولا تَعلم لِما تَسرد كُلً ما يَجول بِخاطِرها امامه
صَرَخت بِوَهن وشَهَقاتٍ تتعالى : مو هاديه وبعد عني مالك دَخل فيني !
اصلَن انت اخر واحد تِقدر انك تَهديني لأن اغلب ما فيني منك .
اسلوبك الشين تَهميشَك لِوجودي يا خي ما اقولك حبني
ولا خليني جمبك اربع وعشرين زفت بَس ان شفتني لا تحاول تتلذذ
وانت تِسِم بَدني .
خَتمت حديثَها بِنبره مَوجوعَه : اكرهك واكره اليوم اللي
ارتبط اسمي بِ اسمَك فيه .
.
انسابَة دَمعَه حارِقَه مِن عينيها
وذَهبَت تُجرجر اذيال الخيبه ,,
في حين تَبَعثُر مشاعِرِه واحتِقان روحِه غَضبِا مِن ذاتِه
على صَمتٍ اخرَس يتَلبًسَه
لصًمت وحِشه لن يَعي اثَرَها الا مَن عايَشها وتجرع مَرارتها فَتوَشًمَت بِه
.,//
دَخَلَ غُرفة الَمكتَب فَتَح مَلفاتِه المُهتَريه
وأخذ تِلكَ الورَقه اللتي كَتَبَها في لَحضة (سُكرٍ) مِنه
احكَمَ قبضة يديه عليها ولم يَفتَحها .
اقترب فقط مِن غرفتها والقى بِها الى الداخِل مِن أسفل الباب
حتى تَوقفت على عَتباتِها
ثُمً عادَ ادراجِه !!
.,’//.,’
مِن الغَد ,
عِندَما يُريد الرًب ان يُفضَح امر العَبد حينَها فَقد سَ
تُنَكشِف المُبهَمات وتُنقَشِع الغَمامات ..
.,
عَقارِب السًاعَه في سِباق الصًغير يَلتَحِمُ بِ الثالِثَه مَساءً والكَبير
يَتأرجَح بين الرابِعه والخاِمِسه الرٍجال في بيت الشًعر استِعداداً
للغداء اللذي باغتَهُم بِهِ مُحمًد كَ صَدقه مِن اجل سَلامة جَابِر ,
الهدوء يَعُم الأرجاء والساحَه الأماميه فارِغه مِن كُلٍ شَيء الا مِن
صَخَب التًكييفات .,
يَزيد وَ فيصل يتاجَذبون أطراف الحَديث في احدى الزًوايا
غيث يَتَحرك بِ فناجين القَهوه يمنةً وَيسرَه .,’ بِ ابتِسامَتِه الشًهيره
وروحِه الجَميلَه
ما هي الا ثوانٍ حَتى اجتاحَهُم اعصار جارِف .
سُلطان بِ غَضبٍ
كاسِر وَ صَرَخاتُ قَد تَصل ل ابعد جار , فَحيح انفاسُه يَحرِق الأرجاء
وبُكاؤُئها اوجَع الجَميع حَتى أنً مَن يَختبئ في المَنازِل من تَسعُر الشًمس
قَد اجتذبه الضًجيج ..
يَجتَرٌها كَما الشاة الى وَسَط الجَلسَه وَخصلات شًعرها تتمزًق
بين اصابِع يديه ..
صَرخاتُها ورجاءاتِها لا مَسَت حُدود السًحاب الا انهُ
افتَرشَها ارضا فَ انهالَ عليها ضَرباً وهو يَتفَوًه بأقبًح الألفاض
وَفي غمرة هَيَجانِه حضي
بِ صَفعه قَويه على خَدٍهِ اليمين فَ ارتَفَعَ صَداها عاليا ثُمً عمً السٌكون ,,
.,
نَظَر الى أحمَد بِعينين حَمراوَتين حَتى انًها
مِن اهتِزازَها كادَت ان تتطايَر من بين الجِفنين.,
فَ أجتَذبها مِن عَباءَتها المُزركَشَه حَتى رَفَعَها اليه بَصَق في وَجهها
ثُمً القى بِها بَعيداً عنه وهو ينفض كِلتا يَديه
مِن الأتربه اللتي عَلِقَت بِعباءتِها وقت اجتِرارِه لَها
,’’
وَسَط دَهَشاتِهم واستِفهاماتِهم اعتِلا صوت الجَد : لاحول ولاقوة الا بالله
وش فيك يا سِلطان تعوذ من ابليس .
اشارَ اليها بِسبابَتِه بَعدأن هَمت بِالوُقوف وهي تُحاوِل جاهِدَه
ان تُلفلف العَباءه على مَلابِسَها الفَاضِحَه,,
: ما ابليس الا هذي لا بارك الله فيها ولا فمَن رَباها .
صَرَخ احمد بِهستيريا مَع تَهجُم الوَجه وانعِفاس المَلامِح
: انكتم يا قِليل الحيا بنتي احسن منك ..
التَفَت اليها : روحي داخِل يا عنود خليني اتفاهم مَع قِليل الاصل
هذا
. خرجت مَسرعه تُكفكِف مَدامِعَها وتَكتم شَهقاتِها وفَاجِعاتِها
لم تَتَوقع وُجودَه ولم تكن تَعلم عن جنونه اللذي فاقَ حُدود المَعقول
عارٌ وَ شَرَف ف سُمعه كَلِمات لَها وَزنٌ ثَقيل في اذهان الجميع
الا انهُ في هذا الزمن بَدأ البَعضُ يَتهاوَن بها
..
تَخللت ضَحَكات أستِهزائه الى مَسامِع الجَميع
: هالحقيره ما تشرف عيلتنا ابد .
صَرَخ طلال بِ انعِقاد حَاجِبيه : سلطان لو سَمحت حَدٍك .
تَجاهَل كَلِماتِه وهو يَقِف بِثبات بَعد ان اجتَذَب شِماغة
الأبيض مِن على الأرض ثُمً صَرَخ بِغضَب :
لقيتَها في كَوفي ع البَحر مَع واحد خَسيس مِن امثالِها كَسًرت المَكان
على روسهم ,,
وصًفقت اللي كان مَعاها . ظَربتها قدام خلق الله وجريتها لين رميتها
لكم هنا , التَفَت الى احمَد اللذي الجِم لِسانُه مِن هَول الخَبر :
جَزاها وأقل مِن جَزاها لو ما ني خايف مِن ربي كان جبت الفَرد
وثَوًرته
في راسَها . اردَف بِتَعب .
ما عرفت تربي للأسف يا عمي
استَغفَر الجَد وتَهاوى بِجَسِده على الأرض في حين خُروج احمد مُسرِعا
بِ غضَبٍ كاسِر تَبعهُ طَلال بِ ذات المِعيارٍ من الغضب ربما اكثر
في حين هَمَسات غيث : انت وش دَرًاك عن مَكانَها طيب ؟
سُلطان مُحاوِلاً ان يَستَعيد هُدوء انفاسِه : وانا جاي مِن الدًوام شِفتها
خارجَه مِن الباب الخَلفي وراكَبه مَع هالسواق الدٍلخ
وأخذت نَبرته في العِلو وهو يَلتَفِت يَساراً الى الجَد : كله
من هالسًواق لابارك الله في اليوم اللي جا قلت لَك يا جَدي مِن قبل ما
تقدٌمونَه البنات ذولا ما منهم امان بَس ما صدقتني .
,’
كَرِه ان يتَفجًر ما تبقى بِهِ مِن ذرات العَقل فَخَرَج من المَكان بِ
أكملِه ,
,’،
.,’//.,’
فـي مَنزِل أحمد
تَتفاقُم المُشكِلات وَتتعالى الأصوات فَ تنهالُ عليها الظًرَبات
مِن طَلال تارَه ومِن الأبِ المَكلوم تارةً أُخرى حتى خُيٍل لِ سُعاد أنً
ابنَتها سَ تلَفُض آخر الأنفاسَ بين ايديهِم
صَرخت بِ رَجاء : الله يخليكم بَس ذبحتوها بَس .
لم يُعر أي مِنهم رَجاءاتِها بالاً . فَ الغَضب اعمى البَصائِر
وَتوشًح القُلوب باكمَلِها لِ فِعلٍ شَنيعٍ فَعَلته
فـي اسلامٍ حَرم عليها غَير المَحارِم
وفي مُجتَمَع لا يَرحم الزًلات او يَغفِر .,/
,’
اقتَربَ مِنها طَلال في حين اعتِلاء تأوهاتِها مُتقطٍعَه: الله يِخليك خلاص
والله توبَه .
صَرَخ بَعد أن صَفَعَها على خَدها بِشِده :
انطقي وقولي كنتي مَع مَن يالله ؟؟
وما لَبِثَت الا أن اجتَذَبَها أحمَد أوقَفَها ثُمً اطبَق كلتا يديه
على عُنَقها في حين ء ابتِداء تَخبٌط ساقيها في الهَواء يمنةً ويَسرَه
كَأنها تُصارِع الأختِناع وَ تُقاوٍم المَوت قَدر المُستَطاع ,’
,،
صَرَخت ريم وهي تَحتضن يدين ابيها : يبه الله يِخليك خلاص فِكًها يبه
بتموووووووت فكها
استَعاذ مِن الشيطان ثلاثاً وَرَكَلَها بِقدمِه اليَسار : انقلعي لابارَك
الله فيك .
,’
انفاسُها بِها حَجرشه ابت ان تَعود طبيعيه وَ كأنها تَجتَر الهَواء
مِن اعماقٍ سَحيقَه ,, ما هي الا ثَوانٍ حَتى اراد الرب لَها جَلً
عُلاه بالحياة
بَعد ان كانت على شَفائِر المَوت .. فَعادة الأنفاس مِن جَديد
ثُمً تأوًهَت بين أحضان الأم الحَنون ونَطَقت بأحرُف مُتَقطٍعَه
مَوجوعه : والله مالي دَخَل امل خَلًتني اروح والله ما اعرفه .
ثارت حِمم الغَضب في اعصاب طَلال اللذي صَرَخ بِها
: كذابه لا تتبلين على غيرك
رَكَلها ثانيه وثالثه في حين اجهاش الأم بِ البُكاء
: وخر عنها خلاص بتمووووت .
خَرَج طَلال وهو في اوجِ غَضبِه بَعد أن تراءا لناظِريه :
دًمُ يَتَقاطَر مِن فيها ومَلامِحٌ قَد غَسِلَت بِ مياه عينيها
امتدت يدين أحمد لِيسِتنِدعلى طَرف الحائِط حَتى لايَسقُط
مع اسوِداد لون وَجهه واحتِقان قَلبُه بِ جُرَعات مِن الغَبن :
خلوها تنقلع عن وجهي لايُكون آخر يوم في حياتها .
انينَها يُقطٍع نِياط القُلوب ويثير المَدامِع في أعين المُحيطينَ بِها
تأتأت ثُمً هَمَسَت : يبه الله يِخليك والله كُلًه مِن أمل والله مالي ذنب .
.
لازال يَتأمًل الحائِط الا أنً العقل ابعد ما يَكون
وَلايزال قَلبَه يُعطي
لَه اشارات تَنبيه ان يَلتَفت اليها
فَلُربًما وَجد خيطاً مَا يَنتَشِله مِن هَدر كَرامته اللتي استَنزَفَها
سلطان في ذاكَ المَكان
. فَ صَرَخ بِجنون : جيبو لي أمل هذي !
خَرَجت امل بِ شَرشَف صلاة ابيض بَعد أن
كانت تَستَمِع لِ كُلٍ ما دار مِن خلفِ الباب : انا هنا .
اكمَلت بِهدوء يُعادِل في جمودِه نيران عنود :وبنتَك كَذابه تبي تَبعد
التهمه عنها بأي طَريقَه قامَت دَبًسَتها فيني .
صَرخت عنود بِضعفٍ كبير : لا تِكذبين مو انتي قلتي هذا تعرفت عليه
روحي قابليه بَدالي .
اجتاحَتها نوبَة هَستيريا فَ اجهَشَت في بُكاءٍ مَرير
: الله لايِسامِحك قولي الصٍدق .
ابتَعدَت عنهم : انا بلبس عباتي وبطلع لأمي
مالي قَعده وبنتكم تتهمني كِذب .
عَمً السًكون ارجاء المَكان الا مِن انتِحابات عنود واقسامِها المُتكرر
بين الحين والآخر ,
.,
وماهي الا ثَوانٍ حَتى خَرَجَت
أمل مُتجِه لِمنزِل ابراهيم حيثما تَقبَع والِدَتها هُناك وَكَأن شيئاً
لم يَكُن .... حالُ رِفقة السوء في اي زمانٍ وَمَكان ,/ احبًه وحين
الحِساب كُلن مِنهم يَلهَث خَلفَ نفسِه .,
.,،
اجتَذبتها ريم وأحتضنَتها فَ ذَهَبَت بِها الى أبعد مَكان
عن انظار أحمَد
في حين اصداره امر : اقفلو باب غُرفَتها وهاتو المفتاح بِسرعه!!
.,’//.,’
خَطواتِه مُختَلِفه حَتى أنً الشًك راوَدها بَأنها ليست لَه ,
خَرجت مِن المكان اللذي تُلازِم طيلة يومِها واذا بِهِ يِجلِسُ بِوَجهٍ
غير الوَجه
وبِ أعصابٍ منصًهرِه ذائِبَه غيرَ تِلك اللتي تَعرِف .
قَطًبَت حاجِبيها وراوَدَها الفُضول اتكَلَت على باريها
واقتَربَت مِنه : عسى ما شر وش فيك ؟
ارتَفَعت عينيه اليها بَطريقَه سَريعَه واخذَ يُحدٍق بِها في حين اعتِلاء
انفاسه وتذبذب حَركة صَدره بين الصُعود والهُبوط :
كل الحَريم مِثل بَعض .
قَطًبت حاجِبيها أكثَر بَعد ان ابتَلَعت ما ابتَلَعت اكثَر مِن مَره
تَبحث عن رد او اي امر يُخرِجَها مِن مُحيط هيَجانِه .: وش صار ؟
هَمً بِ والوقوف وهو يُحدٍق في الرًف الخَشبي اسفل الشاشَه
صَفَق تِلك التُحف المصفصَفه عَليه حَتى تَهاوَت ساقِطه ارضا مُحدثَه
ضَجيج تَكسٌر مُرتَفِع ,,
صَرَخ بَعدها وَ كَأنهُ لم يُصاب بِهذه الحاله لأكثر مِن عشر أعوام
مُتتابِعَه :
وش يرتجون مِنها دامها صديقة الواطيه ذيك .
رَفَع رَأسه عاليا ثمً اعادَ النًظَر اليها وأخذ يَصرُخ :
كنت بَذبحها بين يديني بس ما قدرت
صَرَخ ثالِثه الا انها كانت مُدويه اكثَر نابِعه عَن تَراكُمات كُبتت
من سالِف الأزمان
تَفتًحت مَلفات ذكرياته العَقيمَه في عقلِه الباطِن بِصورَه سَريعَه
لَقطات مِن مَشاهِد تتابَعت في ذهنه امل , وَ مَن كان صديق الطٌفولَه
فَ استِغفال , وخيانَه انبَعثت مِن كِليهِما
حَتى باتَ هوَ أغبى مَن خُلِق في نَظَر ذاتِه
,’،
انتَفَضت اكثَر وهي تَرى يديه تتخبًط في انحاء الهَواء بِعجزٍ فَضيع
حَطًم الطاوِلَه الخَشَبيه بَعد أن سَحق ما عليها في حين انبِعاث صَوت
مَريم مِن اسفَل السًلالِم : سلطان وِديان وش فيكم ؟؟..
لا تَزال مُتجمِده مَكانَها خَشية ان تُصدِر اي حَرَكه فَ يَسحَقَها هي الأخرى
,،,.
حَتى دَخل الجَد اليهِم بَعد ان قاوَمَ عجزِه وصَعد السًلالِم : وِ شفيك
يا يبه صَل ع النبي ما في شي يِستَدعي كل هالعصبيه ؟.
أكمل وهو ينظِر لِوديان اللتي تقف بذات الوَجه المُصفَر :
بنت غلطت وخذت جَزاها ابوها بيعيد تربيتها انت وش لَك تضوج ,
سَم بالرحمان على حُرمتك شوف كيف فَجَعتها .
قَطًب حاجبيه بَعد ان تَعانَقت الأحداق بِنظره خاطِفَه ..,
تنفًسَ بِعمق وَ
اجتَذَبَ نًظارتِه مِن عينيه القى بِها على اطراف الكَنب .
ثُمً دَخل الى غُرفَتِه بَعد أن أستعاذ بالله من الشيطان الرًجيم ,,,
.,’//.,’
في مَركَز الشٌرطَه بِ التَحديد في مَكتَب الضابِط اللذي
تَشبًعَت جُدران غُرفته مِن مشَاهَدة المُجرمين والمَظلومين
تَقِف أم فَطوم بِذات الهيئه قَفًازات مِن سَوَاد وعينان ذات بَريقٍ
لامِع مِن خَلف الغِطاء ما كانَت الا من تَحجُر المَدامِع ,, \
اكمل الضابِط : هَذا وِلدك
واللي انصَدَم وَلَدك الثاني ان تبين تتنازَلين كانَ بِها
وان ما تبين نبدأ في اجراءاته مَع العِلم انه كان مسجون
قبل الحين في قضية .. تأتأ الضابِط وهو يُقلٍب في الأوراق الماثِله
بينَ يديه
ثُمً اكمل : قضية خمر ومخدًرات .
عادَت قَليلاً الى الوَراء بِروحٍ جَوفاء , صَفعات تَلقتها
الواحِده تِلوَ الأخرى فاقت معاني الألم
التَفَتت اليه وهوَ يَقِف بِ أستِهتارٍ لا مُبالي يدين كُبٍلت بِ الحَديد
وَوَجهٍ حالِكِ السًواد فَ عينان غائِرَتان
ومِن ثَمً جَسَد مَهزوز هزيل بِما تَحمِلُه هذه الكَلِمَه مِن مَعانى .
أكمَل الظابِط : شهود عِيان قالو ان السًياره كان فيها 3 شباب
الا ان وَلدك يُنكر هذا الأمر تماما ويصٍر ان ما كان بالسيارَه غيره
ابتَلَعت مِن الغًصات ما ابتَلَعت ثُمً هَمَسَت بِوَهنٍ فَضيع :
ممكن اتكلًم مَعاه لِوحدي ؟
اومَأ الضابِط بِ رأسِه واشارَ اليها ان تَجلِس على احدى مَقاعِدالجِلد :
خذي راحتك . خَرَجَ بَعدَ ان أقفَل باب المَكتَب عليهم
نَزَعت غِطاء وَجهها بِحُرقه : بغيت تَذبَح اخوك .
جَلَس هُوَ الآخر بِهدوء : ما دَريت انه اخوي ماشفته .
ثارَت حِمم بَراكينَها : وين اللي كانو معاك علٍم عليهم ليش تتحمل
الحكم لِوحدك .؟
خالد : ما كان معاي احد انا كنت مِسرع بالسياره ويوم شفت
اني صدمت واحد شَرَدت .
جَلَست على الأرض بِ القَرب مِنه وادمُعَها كَما النهر الجَاري
: طالع فيني هذاني امك ,,
لازال فَكًها يَرتَجِف : حرام عليك اللي تِسويه فيني ,,
تأفأف بِ مَلل : ادري انك امي على راسي وعيني ما سويت فيك شي
والحين لو سَمحتي خَلصيني تنازلي خليني اطلع عَشان مِواعِد الجَماعه
اجهَشت في بُكاءٍ مَرير : اطلعك من هنا واتنازل بَس توعدني ما تروح
لُهم
خالد : اصحابي صَرفو علي اكثر من اللي صَرفتيه انتي علينا كُلًنا
لو انطَبَقت السًما ع الأرض ماتَركتهم .
انحنت تَقبيلاً في يديه عَلً قلبه المُتحجر يذوب عَلى مَنظَهرها
علًهُ يَتذكر ما فعلَت مِن اجلِه طيلَة اعوام حياتِه
لا حياة لِمن تُنادي دَفَعَها ارضا وهو يَقِف بِ حدائِد يديه
: خلٍصيني وتنازَلي ,
تَحامَلت على ذاتِها وهي تَقِف : اوعدني انك توقف جمبي وتاخذ مَحل
ابوك .
صَرخ بِها ثالثه وعاشِره : تبري مني انا ما اعرفكم .
لملمت حِجابَها في حين دُخول الضابِط عليهِم
ها يا ام ريان تتنازَلين ؟؟
هَمَس خالد بِهدوء : ايه ياظابط تتنازل سوي الأوراق
اغمَضت عينيها بِحسرَه وهي تَقول : لا مو متنازله
يِحاسِبك ربي يا وَلد بَطني .
ثُمً خَرجت في حين ضَوَجانِه وهَيَجانِه مِن جديد
وانتَهاء الأمر بِه الى ظُلمه وزِنزانَه مَقيتَه
,’
.,’//.,’
تَبَعثَر الغَداء فَ انتَهى أمره دون ان يَهنأ بِه ايٌ مِنهم
وذهبَ كُلٍ في طَريقِه ..
هَمَس مِحمًد لِ فيصل : متى حَجَزت يابوك ؟
فيصَل : بكره الساعه ثمان المَغرب
أومَأ بِ رأسِه : على بَركة الله قل
لأمك وأخواتِك يِجهزون .,،
أشارَ اليه : طفي النور وصِك الباب زين
لا يدخلِن علينا هالنًاموس ,
قَبًل جَبين ابيه وَ
اغلَق باب بيت الشًعر ثُمً ذهب يَتَتبع اثر يَزيد
.,’//.,’
مِن احدى الغُرَف الدًاخليه لِ مَنزِل الجَد واللتي أُعِدًت مُسبَقاً
بِ ان تَكون لِ مَريم تَنبَعِث الحِكايات ,’،
جابِر مُتَمَدد على السَرير الكبير :اللي ظربها سلطان تصير بنت مين؟
التفتت اليه بَعد ان تَهاوَت يَديها المُمسِكَه بِ خُصيلات شَعرها امام
المِرئاه ابتَلعت الغَصًه : تِصير بنت عمه احمد .
همت بالوقوف والأقتِراب منه : حبيبي حاول تتذكًر اي شي .
نَظر اليها بِعينين فارغتين ثُمً عَقَد حاجبيه : انا كنت احبك ؟
جَلَس وهو يُحدٍق في عينها المُتَغرغِرَه : يعني كيف كانت علاقتي فيك ؟
انسابَت مَدامِعها مَع ارتِجاف فَكًها السُفلي : ايه كنت تِحبٍني .
الوَضع ثقيل بالنٍسبَه لَها مُتعب جِداً ,’، تَشعر بِ أنه طِفل
رجل عِند نُقطة الصٍفِر لا يتذَكَر كيف تَكون الأمور ولا يَعي حقيقة تِلك
التًفاصيل عَزاها الوَحيد ان الملامِح لَه ونبرة الصًوت ذاتَها
أكمل وهو يَرى عُمق الخيبه اللتي اجتاحتها : سُلطان امس قال انه
بيوديني
المِستشفى السًبت ووو .
أكملت بَعد ان ابتَسَمت بِ ألم : انشاء الله خير
لا تِشيل هَم انت كِل شَي يِنحَل اطفَأت النور ورَفَعت غِطاء السًرير
استَلقَت على ظَهرها
واغمضت عينيها ثُمً هَمَست : من يوم ما حملت كُنت كُل ليلَه تِجيني
تِحط يَدًك عَلى راسي وتقرى علي المُعوًذات
فَ تَدحدرَت دَمعتها في حين امتِداد يديه الى رأسها رُغم تَجرده مِن
كُل المَشاعِر الا انه انصاع لِتنفيذ ما اخبَرته
قَرأ المُعوًذتين واضاع البًقيًه ,حتى تَظاهرت بِ النعاس فَ أغمض جفنيه
هُوَ
الآخر وامتَثَل ل نومٍ عَميق عَلً شيء مِن واقِعه يتردد عليه في المَنام
..
.,//.,,
هَمَسَ الجَد لِ سُلطان بَعد أن حَمَلت وِديان الأكِل مِن على الطاوِلَه
المُصًغرَه في المَبَخ المُشبًع بِ لونِ البُرتُقال : من يوم يومك
تدخل المَكتب معصب وتِطلَع رايِق
ابتَسَم سُلطان بِثبات : والله اني انقَهرت .
هي ما ذكرتها بس البلا انها شايله
اسم عمي يعني اسمك يعني اسم العيلَه كلًها .
نَبَعت مِن الجد آه صَدَرت مِن الأعماق : الله يِحاسِبها يوم نَكدًت علينا
جِميع وما بيتت احمد الا وهو مظيووم
وَضعت صِنية الشاي على الطاوِلَه المُتوسٍطه للكَنبات ثُمً مَددت احدى
الفَناجيل
للجد في حين اعتِلاء تحميداته : الحمد لله على سلاماتك
وش هالجبس؟؟ تعالي هنا اشوف.
تَغرغرت عينيها لِ ذِكرى حنان جَدًها الراحِل في حين اكتِفاء سُلطان
بِ المُتابَعه : ابد بَس طِحت من الدًرَج قبل اسبوع
جَلَست بِ القُرب مِنه ومَددت اليه ذِراعَها المُثقلَه بِ الجبس الأبيض :
عين صابتك ماصلت ع النبي كلها اسبوعين باذن الله وتنفك
وانتبهي ثاني مَره من هالدًرَج
ابتَسمت : حاظِر
قَبًلَ جَبينَهاوهو يَهمِس بابتِسامه : الا كيف هالدب مَعاك .
احمرت وَجنتيها مِن نَظرات الجَد المُتفحٍصَه تأتأت ثُم اجابَت : تَمام
اعتلت نَبرة الصًوت اكثر وهو يَعتَدِل في قامَته :اي شي يِسوي لِك
تراني موجود لا يِردٍك الا لِسانِك قوليلي بس وانا اغسِل شِراعَه .
التَفَتت الى سُلطان ثُمً رَفَعت حاجبيها أكثر مِن مَره حتى تُغيظه
سُلطان : عاد لا توصيها يا جدي هي من غير شر تهددني فيك .
قَهقَه ثم تحدث بجديه : تعال مَعاي اعطيك الأوراق اللي قلت لَك عَنها
وديان : الشاهي يا جدي ما شربت
الجَد : الشاهي بالليل يِسهٍرني اشوفِك على خير يا ابوك
(درب السًلامَه ) تَرنًمت تلك الاحرف على شَفتيها بِ أبتِسامَه صادِقه
عميقه .,/
ثُمً عادَت ادراجَها تُلملم بَعثرة احاسيسَها وَتبتَسِم
وللحديثِ بَقيه
انثى الحُلم
.,’//.,’