هَمسَه
(اقسِم لَكُم انٍي على المَوعِد كُنت .,’
الا أنً الأتصال أعاقني لِ ساعَه وَنصِف
كُل العُذر لَكم )
.
(6)
.
عِندَما يَبهُت الحٍناء وَ يعظُم البَلاء.
عِندَما تُجهَض الكَلِمات على اطراف الشٍفاة !
وَتَحتقِن الأحداق بِ ادسَم الخَيبات ..
عِندَما تُوؤَد الأحلام تَحت الوِسادات
تَختفي المَلامِح ..
فَ تَنسَلِخ الأرواح مِن الأجساد ..
وَلا يبقى الا صَدى الأنفاس مُحتَرِقَه بين هذا وذاك,,
عِندَها فَقَط
تَتَفاقَم الأحجِيات وتَكبُرُ الأستِفهامات !!
فَ تَترنح عَلى ضِفاف العَقل بَعض التًنبٌؤات
اما جمود واستِسلامات او انهِيارٌ وانهدامات !!!
.,’//.,’
خوفٌ يزدَحُمُ في العينين تُحاوِل جاهِده مُواراتِه خَلف أقنِعة الا مُبالاه
انفاسٌ تَلهث بِ تَعب مديدوَبرودَه كاسِرَه تجتاح اطرافَها تَمنحها رَعشه تَسري في اوصالِها
,,
لازالت تَنظُر اليه , بِ أجفانٍ تَطايرت مِن اطرافِها بقايا النُعَاس ,,
ولازال يَنظُر اليها بِجمود فَضيع , مُريب , ذا هيبه تُفقد اي مَن كان
الأتزان ..
فَ تتعانَق الأحداق !! بِعناقٍ مُختَلِف
..
امتَدت يديها لِ زُجاجة العِطر الماثِله فوق (الكُمودينه)
وبِشكل سَريع رَفَعَتَها في وَجهه ثُمً نَطَقت مَع تَغرغر المدامِع وَسَط
عينيها
: المَره الأولى كَسرت يدي والمره هذي بكسِر راسَك لو لِمستِني .
يَقف بِثَبات و بؤبُؤة عينيه تَرتَكِز عَليها دون ان
تَستَشِف هيَ في مايُفكر او ينوي فِعله .
نَزَلت نظَراته الى قِطعة عِلويه مُرتَديتها ( بَدي )خفيف بِلون الشًمس
الا انهُ بِلا وَهَج ,, أدخلَ يَديه في جَيبيه وكأنها اول حَركه يَقوم بِفعلها
مُنذُ ان استيقَضت .. شَتت نَظره في انحاء الغُرفَه ثُمً هَمَس : صَليتي ؟
رَفعت حاجِبيها المَعقودتين فَ تَهاوت يديها الحامِله لزُجاجة العطر
وأرتَسَمت بين انحناءات وَجههااكبَر عَلامة تَعجب خَطًها التاريخ
,,
تَأتأت فَ ردت بِ توتر : ايه .. لا .. ما ابغى .. ما اقدر .
ثُمً صَرَخت بِهستيريا : مالك شغل فيني اصلي والا انحرق .
حَرب جَديده مِن نوعِها وتلاعُبٌ بِ الأعصاب عَجيب اهداها في ظرف دقائِق
احاسيس جَمه توتر , قلق , لامُبالاة , انقلبت الى
خَوفُ , فَ بَهتت الى تَعجٌب , حتى
استقرت اخيرا على احمرار وَجنتيها .. فثَوران حِمم بَراكينَها..
وماذا بَعد؟؟
ابتَسَمَ بِ استِهزاء وما لَبِثَ الا أن تحَدًث بِجديه : الحقيني الصاله .
ثُمً ابتَعد الا انًه القى قُنبِلته الموقوتَه قَبل خُروجِه.
: ولمي اغراضك اللي هِنا كُلًها .
لازالت تُحدٍق على الرٌكن اللذي اختفى مِنه ولا زالت المُفاجأه ذاتَ
وَقعٍ صَاخب .
تَردد صدى كَلِماته في طَبلة اذنيها كَما الرنين : (لمي اغراضِك كُلها )
اغمضت عينيها فَتدحدرت دمعتين ساخِنه
يعني نِهايه على مُبتدأ الطًريق يَعني الرجوع الى الرياض
ذات الحقيقه اللتي تَقول ضياعٌ فَ شَتات مِن جديد ياوِديان
اعادت خُصلاتَ شَعرها المُتَمرٍدَه الى الوَراء بِروح يائِسَه جَوفاء
تَنفًسَت بِعمق وَكَأنًها تُصبٍر الروح ان لا تجزَعي فَ ثَمة ربٌ كَبير في
آعالي السًماء ..
.,’//.,’
قَبل هذا بِساعات
بِ سَيارةٍ ما حَمَلت في جُعبَتَها يزيد وَ فيصل
الهدوء يَعُم الأرجاء وكُلٌ مِنهُم في عالَمِ مِن الأفكارِ يَسبَح
يختِرق السٌكون !!
نغمَه أنبَعَثت مِن هاتف يزيد ما هي الا دُعاء بِصوت السديس في
ليالي السًحَر !
تأمَل في الشاشه المُضيئه قليلا ثُمً اصدَر تنهيده مُختَنِقه
وَرَفَع الخَط :هلا يُبه وعليك السلام
ابراهيم اللذي يَمتَطي هو الآخر سيارته : حَركت مِن البيت ؟
هَمَسَ يَزيد : ايه مِسكنا الخَط السريع
ضَرَب بيده على مُحرٍك السًياره : يووووووووووه نسيت اعطيك مَصروفك
حتى انت ما ذكرتني الله يهديك .
اجابَ بِثَبات : خيرك سابِق يايبه صدٍقني مو مِحتاج ابد
ابراهيم : زين زين الحين بَحول لك على حِسابك اسحبه قبل ما توصل يالله مع السلامه.
اقفَل الخط بِذات الهدوء .
فيصَل : يا حليله ابوك
ابتَسَم يزيد : سمعتَه ؟
قَهقه : صوتَه عالي وجهازَك مفضوح الا قول لي كم مَصروفَك ؟
صمَت لِ وَهلَه ثم أكمَل : في الشهر ثمان ميه يعني بِ الأسبوع ميتين
ارتَفَعت حاجبيه بِتَعجب : حلو ما شاء الله ومَدرستكم كُل شي فيها مَجان
تَحشرجَت الغصًه في البِلعوم : الفِلوس مو كُل شَي يا فيصل
وَكَأنً شيء مِن الضباب بَدأ يَنقَشِع ..
تَنهد فيصل : مِن يوم ما شفتك حسيت ان بِك شي كِبير فضفض وقول
ترى سرك في بير .
ابتَسَم بِمراره : ما بَه اسرار ابد ومافيني شي هذا حالي مِن يوم
ماعرفت نفسي
.
فيصل : طيب علاقتك مع امك اخوانك وش لون ؟
تَبَللت الرٌموش بِ تَغرغرات الدموع في لَحضة صِدق عاصِفه .
فَ اشاح بِوَجهه ناحية النافِذه الزٌجاجيه يَتأمل الفَراغ
,,
: عمري ما حسيت انها امي ابد !!!
اجزِم في كَثير مِن الأحيان اني ولد حرمه ثانيه بس محد يبي يُقولي.
صَمَت لِوَهله ثُمً هَمَس مُتناسياً طيفَها الكَريه.
: غيث ما يِقصٍر ابد دوم يِسأل عني بَس فارِق السن بينًا كبير بالمختَصر
ما يفهم علي .
يعني ما بِينا الا احترام واحيان ضحك .
وحاتِم مِن أربَع سنين مِسافِر
ما يِجي الا بِالأجازات وبَعد هي علاقة احترام وين ووين ان شِفتَه .
اكمَل بِ ابتِسامَه : نجد غير عنهُم كُلهم كُنت قِريب مِنها في وَقت مِن
الأوقات بَس فَجأه بٍعدت حسيت اني كِبرت وووو..
وَ تَفلتت المُبررات مِن بين يديه بِ دَلالَة التأتَآت
فَ ابتَسم فيصَل مُتاجاهِلاً لنَبرة الحَجرشه اللتي لازالت في عِلو .
: حتى يوم كنتم ساكنين بِ الديره كُنت بِهالمَدرَسَه ؟
اغمَض عينيه بِوَجَع حاوَلَ جاهِداً مُواراتِه :
من اولى ابدائي لما سادِس كِنت بالطائِف
نفس الحاله ما اجيهم الا بالأجازات الكبيره
ومِن دخلت المتوسٍط ابوي نقلني في مَكه
.,
لازال فيصَل يَشعُر انهُ داخِل احدى الكُهوف القَديمه
مُمتَلِئَه بِ الذهب رُغمَ الدمار الشامِل اللذي تَحتِضنه .
ولازال يُغريه غُموض يَزيد في ان يفتٍش عَن الكَثير .
: وليه ما جابَك (جِده) معقولَه ما فيها مدرسه مُتخصصه بذوي
الأحتياجات الخاصه ؟
أكمَل بِ تأييد لِ كَلِماتِه :
وبالمَره مو شَرط تنام فيها يِسير ترجَع بيتكُم .
يزيد : ابوي حاول بَس انا رَفضت لأني خلاص تِعوًدت 12 سنه وانا
في هالمَدارِس ما اتخيل اقدر اعيش مع اهلي مَره ثانيه
ارتَفَعت حاجبي فيصل : بس انت ما باقي لِك الا ذي السنه وبَعدها
لازِم ُتتخرج وين بِتروح ؟
يَزيد : تدري انك اول واحد تِسألني ذا السٌؤال .
ابتَسَم ثُمً اكمل : من المِتوسًط وانا اجمع مَصروفي وما اصرفه ابد
الا عند الضروره هو ع المَعونات اللي تجييني مِن الدوله
قَبل سنتين دخلتها بِ الأسهُم بَعد ما سويت لي بِطاقة أحوال
تِضاعف المبلغ ثلاث مَرات الحمد لله مِن فَضل ربي .
ارتَفعت حاجِبيه بِ استنكار للمرة العاشرَه في هذا الحِوار
: طيب والمغزى وِش بِتسوي بَها ؟
ابتَسَم بِطُموح : لي علاقات وَصداقات واجِد بناس اجانب عن طَريق النت
بَسافِر ادرُس واحاوِل اسويلي مَشروع صَغير هِناك .
فيصل : عَجيييب والله اثاري عندَك طُموح وانا ما ادري .
اعتلت القَهقَهات في ارجاء المَكان
وأيقن فيصل بَعدَ ذالِك في قرارة ذاتِه أن يَزيد ما هُوَ
الا (الأختِلاف ) بِعينيه ..!!
.,’//.,’
في المَشفى تَجلِس فَطٌوم بِضعف عَلى كَراسي الأنتِظار
المُقابِله لِ زُجاج العِنايه الفائِقَه تتأمًل وَجه اخيها
بِحسره حتى تَفتَر رِجليها مِن الوقوف ثم تُعاوِد الجُلوس
وَهَكَذا دَوالَيت
حالٌ المً بِها مِن ساعات
غصاتٌ تختنِق في القلب مئات المَرات
وفَاجِعَه مِن فَواجِع الدًهر اجتاحَتهُم بِ قَسوه
حتى تَفًطرت القُلوب الماً .
.,
اسرَعت في الخُطى بَعد ان اشار لَها طَلال الى المَكان
اقتَربَت مِنها وَ جلَست بِقُربَها فَ أجتَذبتها بِ حُب
رفيقة القَلب وصَديقة الروح ..
تُكشف الأقنِعه في وَقت الشدائِد وتَبرُز المَعادِن
في حين المَصائِب ,, مُجرد تواجِد رحاب واخيها في المشفى
مَره اخرى يَعني لَها الكَثير ..
ارتَمَت بِثقلها على اكتافِ رحاب رُغم التفافِ كِليهِما بِ السواد
الا انً المَشهد صَاخِب يُثير حُزن اياً مَن كان
..
اعتِلاء انتِحاباتِهِما أوجِع طَلال في الصًميم,
وجَعلت المَدامِع تَحتَقِن في عينيه !!
,,
شارَكتها الحُزُن والمُصيبَه
هدأت مِن روعِها ببعض ايات الصًبر وشيئٌ مِن السٌنًه
,,
هَمَس عبدالله بِ ابتسامَه وهو يَمدُد يديه للسلام
: حياك الله يا طلال
بادله الأبتِسامَه بِأجمل في حين تَبدد المَدامِع المُتحجٍره واختفائَها: :
بَشرني وش قال الدكتور ؟.
قَطب حاجبيه وَفَرَك عينيه المُحمَرًه بِتَعب :
ابد والله يِقول لازم تُمر اربع وعشرين ساعه عشان تستقر حالته .
أقبَلت الأم المَغبونَه تَخطو خَطَواتِها بِتَعب تَتوكأ على الحائِط تارَه
وتقِف تارةً أُخرى ..
حتى استَطاعَت الوُصول اليهم ثُمً هَمَست بِ استِحياء
رُغم انها تدخل في قائِمَة القواعِد من النٍساء : السلام عليكم
رَد كُل مِنهم السلام في حين اردافِها بِ اخرى : والله ما نَطلع مِن جزاك
يا يُمه ,, عبدالله قال لي انك دَفعت مبلغ العَمليه كامِل جَعل ربي يوقف
لَك اولاد الحلال في كُل زمان ومَكان
ابتَسَم طَلال بِ حُزُن : ما سويت شي ياخاله الناس للناس وان شاء الله
يقوم سالِم
ردًت الأم المُتَعففه : ان ربي احياني لَأرد لك كُل رِيال دَفعته
وَقبل ان يَبدأ طلال في الأعتراضات ومَشارِيع الأيمان
هَمَس عبدالله : وش قَلٍك المُدير ؟
اجابَت بِصوت ثابِت يَحث ابنَها على التًفاؤُل والصًبِر : قال لي لُكم
اربع وعشرين ساعه حتى تستقر حالة المَريض مَجانا
وبَعدها انقلوه بالأسعاف مكان ما تِبون .
أكمَلت على عَجَل قبل أن تتجه لِ ( فَطوم ) وصديقَتها
: بروح الحين اسوي لَه مَلف في التًخصصي توهم اعطوني تَحويل .
أعتَدلَت رِحاب وتلقًفَت ام يزن مُقبٍلَه رَأسَها داعيه لأبنِها
وما هي الا ثوانٍ حتى عادت الأم ادراجَها ولَحق بِها عبدالله في حين
نِداءات طلال لِ رِحاب اللتي التَفَتت اليه : هلا
طلال : بنزِل اجيب لُكم شي تَشربونَه .
اومأت لَهُ بِرأسِها : وان لقيت بندول مَعاك جيب .
استَمَع لِ احرفها وذَهب في طَريقه يَتبع خُطى الأُم وابنَها
كارِهاً حياة الفَقر اللتي ألقَت بِهم في أسوَء الأحوال
مُتعجٍب مِن حال القَدَر اللذي تَخطاه
وتَلقًفَ ذاك الصبي بدلاً مِنه ..
.
.,’//.,’
في مَكان آخر تَماماً
حَيثُ بَراكين الحنين وَالتِهابات الأنين
حيثُ القُلوب الرًهيفه والحياة البَسِيطه
حيثُ الفَتاه الأكثر انسانيًه على الأطلاق
تَكفًلت امام اهل القَريه بِأصعِبِ المشاق
وأعتَنَت بِ الأطفال الثلاث الى أن يُريد العَزيز الجًبار !!
الى أن تبرُد نيران الفَقد وَ تهدأ السيول والأمطار .
,
وَضَعت الرضيع اللذي اردَفت احدى الأخوات التوأم وقالت انهُ يُدعى
بِ (أُسامَه )عَلى السَرير الحَديدي بِهدوء بَعد أن اوشَكَ بُكاؤُه
على مُلامسة حدود السماء ..
تَحدًثَت بَعدَها فُتون ابنة الخامِسَه الفتاه الأولى
بصوتٍ خَفيض حتى لا تُيقِض اخيها :
نوري احنا نبقى عندكُ والا نِرجَع عِند بابا ؟
التَفتت نُوره مُسرِعه اليها : وهو وينه ابوك ؟
أكملت الأخرى المَدعوًه بِ هَتون : ماما تُقول هو مَشغول .
امتلأت عيني فُتون بِ الدموع : خالي وماما راحو عند ربي زي ما
قالت لنا خاله نجود صَح ؟؟
اومأت لَهُم بِرأسِها وأشاحَت عنهُم بِوجهها
بَعد أن حاوَلت الألتِهاء عن احاديثِهمِ بِما يُشغِلها ..
الا ان التًركيز يَتشتت والسمع يأبى الخضوع ويأبى أن يُصَم
فَ يرتَمي بينَهُما!!
وأخيراً التَفَتت اليهِم أُخرى بَعد ان استَمَعت الى احداهُم تَقول :
ابي اروح مَع ماما عند ربي !!
تَقَشعر البَدَن وخَفقَ قَلبٌ رَحيم بين جَنَباتِها
شَرًعت لَهُم كِلتا يديها بِوجَع وهِيَ تَهمِس تعالو..
.,’//.,’
صَفصَفت مَلابِسها في حقيبَتَها السًوداء بِألمٍ كَبير
اجتَرت العباءه وَرَمَت بِها عَلى اطراف السرير ثُمً خَرَجَت بِجَلابيه
سَوداء كَ سَواد مِزاجَها كَ تَراكُم اوجاعَها وهُمومَها
تَتبع طَريقه اللذي اختَفى مِنه مُجرجره خَطواتِها مُوكِلَه امرها
لِ رَب الأرباب مُحيي العِباد القادِر على حِمايَتَها .. جَل شانُه
وتَبارَكت اسماؤُه ,,
.,
جالت بِ نَظَرِها في انحاء الصًاله
كَأنً هُناك امرا ما حَدَث اشبَه بِ الانقلاب الجَذري .,
أركانها امتلأت بِكَنبات مِن الطٍراز الكِلاسيكي تَشبًعت الوانَها
بِتدرُجات الأسوَد اللذي مُزِج ب الرًمادي مِن القَطيفَه المُخمَل
غير الشاشَه اللتي ثُبٍتت في عَرض الحائِط بِرَف سُفلي يرتَكِز عَليه
جِهاز الِكتُروني ., .
خَرَج مِن غُرفة المَكتب وهُوَ يَحمِلُ في يديه واحدٌ مِن ملايين أعواد
السًجائِر اللتي يَلتَهِمَها يوميا بِشغف وَ كَأنًها اكواب شاي
او قِطَع حلوى فاخِرَه .
ارتَمى على احدى تِلك الكَنبات بِهدوء وهو يُحدٍق بِها
وَجهها المُصفَر وشفًتاها المُبيضه رَفَعت يديها المُرتَجِفَه
بِتوتر وأعادَت شَعرها المُتمرٍد على عينيها الى الوَراء
ثُمً هَمَست وهي تُبادُله النًظرات العَنيفَه : كُل شي جاهِز ..
ابتَسم بِمَكر بَعد ان وَضع احدى رِجليه على الأخرى ونَظرَ الى اكوام
الكَراتين المَرميه شيئاً مِنها مُمتَليء والآخر فارِغ ثُم جالَ بِنَظرِهِ
الى المَطبَخ المَفتوح على الصالَه وَ الفَوضى الكَبيره الحاصِلَه بِهِ
تَحركَت شَفتيه : طيب حلو .
اكمَل : شيلي اغراضِك كُلًها .
وَ أشارَ بِ سَبابته الى غُرفَه كانت خاليه مِن قَبل :
وذي الغُرفَه جِهزت لك انتقلي فيها .
هَمً بِ الوُقوف بَعد أن اطفَأ عود
السٍجاره المُنتَصِفه في (الطفايَه)الماثِلَه فَوق الطاوِلَه الحَديديًه
وِمضى في وِجهتِه كَأنه عائِد الى غُرفة المَكتَب
يُمارِس انعِزالَه الا أنه في اخر لَحضه
غَيًرَ مَسارَه وَ أقتَرَب مِنها في حين انها لازالَت
تَبتَسِم بِغَباء عَلى أفكارِها
وَ تُخلٍل اصابٍعَها بين خُصيلات شَعرَها طارِده للتوتِر
.,
تَراجَعت الى الخَلف بَعد ان اختفَت الأبتِسامَه
وهي تَلحظ نَظراتُه الجامِدَه
وأقتِراب خَطواتِه الرتيبَه غَير آبهه او سائِلَه
حَتى اصطدَمَت تَراجُعاتَها بِعرض الحائِط
رَفعت يَدها اليَمين بَعد ان تَغرغرت عينيها :
والله ان سويت فيني شي لأقول لجدك ,, بَعد عني .
وَ كَأنًها لم تَتفوه بِ اي شيء بَل وَ كأن تَهديداتَها لا تَعنيه
أقتَرب اكثر حَتى بات مُلاصِقاً لَها..
خَوفٌ كَبير بينَ جَنَبات العينين يَتَرنًم
وارتِعاشات الشفٍتان خَيرُ دَليل ..
الا أنًها لاتَزال تُحدٍق في عينيه, تَكره ان تَكون الطًرف الساقِط
هَمَسَ بِصوت ُمُختَلِف بَعد ان امتَدًت يديه لِ خُصلتَها المُتَمرده
وأعادَها الى الوَراء : تَدرين انك كِتاب مَفتوح .؟؟
الحياء لا يُتكلف أو يصطنع انما هُوَ مِن الخِصال وَمهما
حاولَت وِديان التًجلد بِ القٍوًه !! يأتي عليها حيناً مِن الوَقت
تتورد بِه الوجنات ..
فَ ارتَمت نَظراتِها ارضا مُصطَدِمه بِ الرٌخام
..,
أكمَل بِذات النبره المُختَلِفَه
: وتَدرين اني قَريت كُل افكارك؟
عَقَدَت حاجِبيها اكثَر : طيب خلاص بَعد عني !
ابتَسَم أبتِسامَه غريبه لا تَعي حقيقة مَعانيها ابدا
رُغم انهالا تَندرج تَحت ابتِسامات الأستِهزاء تِلك اللتي تَشَبًعت مِنها
تَحركَت شَفتيه وفيحيح انفاسِه يَلفَح بَشرتها المُحمرًه
: وجهك يوم ينسحب اللون مِنه يصير شين !!
ارتَفعت حاجبيها وأعادت نَظرها الى عينيه بِ اثَبات :
محد طَلب رايِك !
سُلطان : مَجبوره تِسمَعينَه يالشينَه
امتَلأت عينيها بِ الدموع وقبل ان تَجمَع الأحرُف لِ تنثُرها بينَ يَديه
رافِضه بَل وَساخِطه على ما يَقول
تَخلل الى مَسامِعِها صوتَ انثوي ناعِم : اوووووه شَكلي جيت بَ وَقت
غَلَط
التَفَت اليها في حين مُحاوَلة وِديان مُواراة دَمعاتِهاالمُتأرجِحه .
,,
تَقِف في بداية الدًرج على بُعد امتار مِن سُلطان بِ عَبائَه
سَوداء شبَعت بِ النقوش وبِ وَجه حَسناء تَكسوه الرٌتوش
اقتَرَبت بِ أبتِسامَه وصَوت كَعبها العالي يقرَع قَرع
: تو راجعه مِن برا وقلت اجي اسلم على زوجتك .
استَطاعَت في ظَرف ثَواني ان تَخفي المَدامِع
فَ تَخصًرت بِبرود : سلمت عليك العافيه بَس بَعد حبيبتي في شي اسمه
حُرمة البيوت . وماجوز تجين بدون استئذان .
ابتَسَمَت بِ شفتيها الامِعَه : اووووف هذا بَدل ما تِرحبين .
أكمَلت بِمَكر : بَس ما الومِك شَكلي قَطعت عليك جَوٍك ع العموم
انا جايه اكمل كلامي مَع سُلطان .
الصًمت مُخزي حارِق نَظَرت اليه بِ امَل أن يَدلو بِ دَلو حَق
الا انه فَضل السٌكون ومُتابَعة فِلم دِرامي مِن نوعِه بطَلتاه مِن جِنس
حَواء المَاكِر .
,,
عَلِمت وِديان انهُ ما مِن مَفر عندما استَشفت الجمود مِنه
: و بصفتك مين تتكلمين وياه ؟
سَحَبت امل (الطَرحه )وَنَثَرت خُصيلات شَعرها ثُمً تَحركَت بِغنَج كبير
حَتى جَلَسَت
على الكَنَبَه المُفرده في حين انً سُلطان لازال في وَضع
الوُقوف مُكتٍف اليدين بِلا حَراك
اكلت (اللُبان ) بِطريقه مُقززه وهي تُقيٍم شَكل وِديان :
مو مَجبورَه ارد على سُؤالك .
ابتَسَمَت بَعدها حَتى ظَهر بياض اسنانِها : وش ذا اللبس ؟
الله يعينك يا سُلطان سقى الله ايام أوًل .
أحتَقنت الدماء وتدافَعت الى وَجهها حَتى باتَ مُحمر : والله حياتَه
وهو حُر فيها ولو ما يبيني ما كان خذاني مِن الأصل
والحين اطلعي بِكرامَتك ازين لِك بَلا وَقاحَه .
ضاجَت الأخرى واعتَدلت بٍقوامِها المَمشوق مُوجهه الحَديث لِ سُلطان :
ترضى ان حُرمتك تَطردني ؟؟؟؟
ابتَسم نِصف ابتِسامَه مع التِفات وِديان اليه آمِله ان لا يُقلل مِن
شَأنها امام تِلك المُتَعجرِفَه .
نَطَقَ اخيرا بَعد صَمت مُهلِك الأعصاب : بيتَها وهي حُره فيه .!!!!
ابتَسَمت وِديان بعظيم الأمتِنان : سمعتيه زين يالله لو سَمَحتي
وان بغيتي تِجين مَره ثانيه في شي اسمه استِئذان
تَحركت تِلك المُتعجرِفَه بِسُرعه كبيره مُبعِده وِديان عَن طَريقَها
مُقتَرِبَه أكثَر مِن سُلطان بِنَظرات مُتَيًمَه
: مهما صار بينا انا قلت لك اني نَدمانه وتبت
مستعده اسوي لَك اللي تَبيه وبتشوف .راح اخلي حياتِك حلوه .
أشارت بِ سبابَتِها الى وِديان : بالله عليك
ذي حُرمه لا شَعر .لا جِسِم . ولا شي يِجذِب وش تَبي فيها
,,
بودهِ لو ان يَجتَرًها مَع شَعرَها ويرمي بِها وَسَط الرجال
فيَنثر لَهم القَديم قَبل الجَديد
الا أنه يَرغب في أختِبار شَخصية وِديان وَ فضل الصمت ..
.,
طَعنت انوثَتَها في الصًميم الا انها حاوَلت أن لا تُبالي
: شوفي اقسم لِك بالله العَظيم
لِن ما نزلتي الحين لأكون نازله عليهُم تحت وقايله للجد عن فعايلك
عمرها ما كانت تَربيه ولا اخلاق انك تجين تترجينه يرجٍعك
امل : لأني احبه ابيه يرجعني ولأني بَعيشه فوووق
وبسعده ..
مو مثلك جلابيه سودا ووجه بومَه
ابتَسَمَت بِهدوء مُحاوِلَه وَزن كَلِماتِها : اقدَر ارد عليك بأسوء بَس
انا أحسن مِنك ومو وَقِحه قَدٍك .. تَحركت مُتجِهه لِ الدًرج ثُم أكمَلت :
والحين بقول لجدي واخليه يِطلع يِشوف سَواد وَجهِك.
دَب الخَوف في اوصالِها عندَما اكملت وِديان النٌزول
فَ ذهبَت مُسرِعه تُلملم بَقايا الوَجه
,,
نَظَر الى وَجهها اللذي كان ينطِقُ بِكُل اللغات الا لُغة الجَسَد
تُحدٍق الفراغ وفَقَط كَ أنها بَذلت مَجهود عظيم بَل كَأنها صارَعت حد المَوت
حاول ان يَدسُس شيء مِن تَفاصيلها وانفِعالاتَها في ملفات ذِهنِه
,’
ثُمً عادَ الى المَكتب بِهدوء كَأن شيء لَم يَكُن !!
وهُو يُيقِن للمرة الأولى في قَرارة نَفسِه أنً البَرائه لو تَمثلت
في أحدهِم او سارت على الأرض لَكانَت هِيَ .,!
.,’//.,’
في مَكان آخر بين جِبال الجَنوب الشاهِقَه
في تمام الثامِنَه مَساءاً وَ على (الخَط السًريع) يَقِف
ابو سِليمان َمَع جابِر
امام السًياره اللتي جار عَليها الدًهر وانتَشر الصًدأ في
اطرافِها
صَرَخَ حميدان بِمَلل :
لو انك شاري لنا السياره اللي قال عليها سليمان يا يبه كان
ازين .
اتكأ على واجِهة السًيًارَه وهو يرمي بِ الحَديث لِ جَابر الغارِق
في مُحاوَله فاشِلَه لأصلاحَها : خليها يا بوك والله ان عمرها انتهى
بأذن الله ابيع لي كَم عَنزَه واشتري الأحسن مِنها .
أبتَسَم جابِر وهُوَ يُغلِق الغِطاء الكَبير : والله يا عمي ان ما مِنها رَجى
قَفَزَ حَمدان وهو ينظر لِ (دُدسن )
مِن الطٍراز الحَديث يتوقف اليهِم : نبي مِثل هذا يا يبه!!
قَهقه الأب : جانا الفَرج الحمد لله
هَمَس بَعدها لِ جابِر وهو يُرتٍب على كَتفيه بِرفق
: الخيره فيما اختاره الله
خلينا نعوٍد الليله وبكره يصير خير
بادَله جابِر الأبتِسامه وسار الى المَكان اللذي تَوَقف بِه مَن
سَ يُعيدُهم الى تِلك القَريه..
..
هُوَ يُريد والزًوجه تَدعو فَ تُريد والله يَفعل ما يُريد
اعاده القَدر مَره أخرى لِ ذات المَكان.
فَ هَل مِن جَديد ؟
.,’//.,’
تَصادُم السالِب بِ السالِب يَشيء بِ الكَثير
هي مُتًسَلٌطه قَويه ذات لِسانٍ طويل لا يَفتَر او يِكِل
هو سَاخِط على افعالِها مُتَغضٍب لِ اقوالِها الا انه
يعشق الهدوء وينتهي ايٌ جدالٍ عقيم بينَهُما الى
ضَوَجانِها فَ صُراخِها يَبدأ هُوَ بِمُحاولة اقناعِها وَاجتِذابها
حتى يَفور الدًم ويَترنًحُ الهدوء فَ يُصاب بِ صُداعٍ فَضيع
واخيرا يَستَسلم ويرضخ لِ ما تُريد حَتى باتت هذهِ هي سياسَتها
المُشينه في تَسير شُؤونِها .
,’
في َمَنزِل ابراهيم تَكتَنِز الحِكايات وتَتفاقَم المُشكِلات
ام حاتِم الأمرأه الأربعينيه مُديرة احدى مَدارِس الثانويه
بِشَخصيه قَويًه تَدًعي المِثاليه دون ان تَمِد لعالَمِها المُتذبذب بِ صِله
تَحتاج الى مُعاينه في احدى العِيادات النفسِيًه حَتى تَتزن تَصرفاتَها
وافعالَها بِ مُحاضراتَها اللتي تَهذي بِها وأقاويلَها اللتي تتفوه
بِها
.,’
على طاوِلَه خَشبيه تَشبَعت بِتدرجات الرًمادي القاتِم
تلتف حَولها كَراسٍ سِت فِضيه
و (أجواء )أخرى مُختلفه كُل الأختِلاف عَن المنزلين المُجاوِرَه
تَجلِس نَجد على اليمين بَعدها غيث وَ بِ المُقابِل حَاتِم الأخ الغائِب
الحاضر
وعامودي جَلسَة الطًعام في الصالَه المُجاوِرَه يَقبَعان
لفضٍ النٍزاع اللذي نَشأ مِن لا شَيئ كَ العادَه
امتَلأت عيني نَجد بِ الدٌموع : حَتى اليوم تراني مليت الأكل بِ يُبرد
واحنا ما كَلينا ؟
غيث
لازال يُحرٍك السِكين على انحناءات السُفره المُتعروجه
والمُشبًعَه بالفضي القاتِم: الحين يِجون اصبري .
هَمَسَ حَاتِم بِ هدوء : دايم كيذا ؟
ردًت نَجد وهي تهم بِ الوِقوف بِصوت صاخِب احدَثته احتِكاكات ارجُل الكُرسي
بالرٌخام : ايه دايم وازيدك مِن الشٍعر بيت ابوي في كثير من
الأحيان
يروح ينام ببيت الشًعَر عشان ما ينشب مَعاها .
قَطًب حاتِم حاجبيه الحادًه وادار وَجهه ناحية غيث الصًامِت : صدق ؟
ابتَسَم غيث بِ هدوء : ما عليك منها ذي الخبله تبالِغ
ارتَفعت يديها الى خَصرِها بِ أحتِجاج : والله ما ابالِغ يا حاتِم وهذا
انت شوف بعينَك مالك يوم مِن جيت واسمع صُراخُهم .
.
القى السلام وهو يَجلِس في مِقعَدِه المُخَصص مُحاوِلاً الأبتِسام بِ ملامِحِه
الوَقورَه : سمو بالله
دَخَلت بَعدها الأُم جَسَد مُمتلأ بَعض الشيء بِ ( جَلابيه )مُزَركَشه
وعبائَه أخرى تُمسِك بِها على طَرف يديها : غيث قوم وَديني ؟
اغمَض عينيه بِغضب : خلي الوَلد يتعَشى وقولي لا اله الا الله
ابتَسَمَت وهي تَنظر لغيث اللذي ابعد المِقعد واعتدل :
الله يِسلمك يا يبه مو مشتِهي .
خَطى خَطواتِه الثابِته بَعد ان تَلمًس المَفاتيح في جيبه وتأكد مِن
وُجودَها
تَبِعته هي في حين هَمَسات نَجد : وين بتروحين يُمًه ؟
التَفَتت بهدوء : ومن متى البنت تسأل امها وين بتروح
والا خذيتي طَبع ابوك على غَفله ؟
تَهجًم وَجه ابراهيم : أعوذ ب الله مِن ابليس سمو بالله وكُلو .
انسابَت مَدامِعها بِهدوء فَ أدخَلت الى فيها ما استَطاعت مِن طَعام
مِن أجل ارِضاءالأب فَقَط !!
في حين سُكون حاتِم وتَأمُله في ما يَحدث
وَ كَأنه الغَريب عَنهُم
حاوَل الأب اختِراق الصًمت : كيف دِراستك يا حاتِم ؟
ابتَسم بَعد ان نَظَرَ الى ابيه بعينين سوداويتين وَبَشره غامِقَه :
الحَمد لله خَلًصت بَس اروح بَعد كَم شَهر آخذ النًتيجَه
ابتَلَع الغَصًه : يعني يِسير نقول الدكتور حاتِم ؟
اومَأ بِ رأسِه واغمَض عينيه : نبي الزواج يبه وش رايِك ؟
نَطقت اخيرا نَجد : ايييه والله ريموه خاسَت يا يبه ,
ابتَسَم حاتِم وهو يَتذًكر سيدة القَلب والوِجدان
اميرة الروح والأنفاس ما خاس غيرِك لا تِجيبين سيرة حُرمتي .
قَهقَه الأب مُتناسياً امرأه
تُشعِل الحريق بين الفينةِ والأُخرى في الجَميع !!
.,’//.,’
في بيت الشًعر يَجلِس الجَد بِ القُرب مِنه أحمَد يَتَجاذَبان
أطراف الحديث بَعد ان انضَمً اليهُم ابْراهيم وفيصَل فَ حاتِم
وأكتَملت الجَلسَه بِ ابريقٍ مِن الشاي يَحمِله غيث المُقبِل اليهم
ارواح مُختلِفه وانفُس في الباطٍن غير مُتٍفِقَه
وكُلن يَهذي بِما يَشاء ..
في حين تحدٌث الجد بِصوتٍ رزين لِ فيصَل
: ما كلمت ابوك يا فيصَل
اعتَدل في الجَلسه دلالة الأحتِرام : ايه كلمته ويِسلٍم عليكُم يقول
كُل يوم يَطلع مَع هالدوريات يِدوٍر عَليه في المناطٍق اللي حول
الحادِث .
صَمت لِ وَهله ثُم هَمس : الله يِقر عينك يامَريم .
,,
حصى صَغيره ارتَمَت داخِل المَجلِس ما كانَت الا اشارَه مِن نَجد لِ حاتِم
اللذي هَمً بِ الوُقوف : يالله انا استأذنكُم
فيصل : وين ما خذينا علومك .
ابتَسَم حاتِم : والله اني تَعبان والنوم هادٍني مَره ثانيه ان شاء الله
وَخَرج !!
يبحَث عن آثارها
لتَهديه لِقاءٌ بِ الحبيبه مُختَلِف
غير لِقاء الأمس اللذي كانَ خِلسةً
صَعد السًلالِم والفِكر ابعد ما يَكون عنه
حتى اقتَرَب مِن باب غُرفَتها تنَفًسَ
بِعُمق وماهي الا ثَوانٍ حَتى فَتَحت نَجد الباب بأبتِسامَه عَريضه :
اشوف الأخ مِتوتٍر
ابتَسم بِفَرَح : لا عادي اصلن امس قابلتها مِن دونِك
نَجد : ايه هَيٍن ويوم سِمِعت صوت جَدي انحشَت اذا منتم قد الشي لا تِسوونه
مِن وَراي
رَتب الشٍماغ امام المِرءاه : لا يِكثر بَس وينَها فيه
نجد بِحب : شوفَ حُرمتك بِغرفتي بَس اياني واياك تسوي اي شي غلط
ترى الباب بخليه مَفتوح وانا جالسه جمبكُم بِ الصاله
حاتِم : ياشين البِزارين يوم يتفلسفون .
فَتَحت الباب على مِصراعيه
بِ ابتِسامَه كَبيره وَدَخَلَ !!!!!!
.,’
.,’//.,’
تَسابَقت عَقارِب الساعه سَقَط القَمَر وارتَقت
الشًمس سُنة الحياة اللتي اسنًها رب البَريه
.,’
ايقضته خيوط الشمس الذهبيه اللتي تَمَردت مِن بين شَرائِط
السِتائِر الخَشبيه في مَكتَبِه الغَريب
رَفَع رأسِه المَرمي على المَكتب بِ تَعَب شَديد لِ نومةٍ لم تَكُن مُريحه
ابد الأبدين ..
.,’
لا يَعلم مَتى دَاعَب النوم جِفنيه
ولا يَعلَم مَتى غَفى على كَومة الأوراقِ تِلك
امتَدت يديه الى النًظاره المُلقاه على حافة الأوراق بِ أهمال
فَتَح كِلتا عينيه ليقرأ ما خَطته يَديه ليلة الأمس
.
.
.
.
وما كان هذيانه
الا صِدق احاسيس اجتاحَته في لَحضة ( سُكُر )!!!!!!!
وَليس بعد
فَ للحَديث بَقيه
و ( للسٌكرِ ) بقايا
كونو بِقربي
أنثى الحُلم
.,’//.,’
.,’//.,’